شعاع القران الكريم وعلومه تفسير | اعجاز | علوم القران |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||||||||
| ||||||||
تأملات في سورة الغاشية الشيخ: محمد بن هادي المدخلي تأملات في سورة الغاشية الشيخ: محمد بن هادي المدخلي الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد.. فسَمِعنا جميعًا ما افتتحنا به الصلاة في الركعة الأولى من سورة الغاشية وما كان في صدرها, والغاشية هنا هي الساعة, تغشى الناس بهَوْلِها وفَزِعها وشِدَّتها، كما قال جلَّ وعلا:﴿يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ اللَّـهِ شَدِيدٌ﴾، أسأل الله العافية والسَّلامة واللُّطف والرحمة بنا وبعباد الله المسلمين المؤمنين. هذه الآيات فيها عِظَةٌ وعبرة لمن تأمَّل صَدْرَ هذه السورة, وتدبَّرها وتفهَّمها, فإنها تفيده بإذن الله تبارك وتعالى في دُنياه وفي آخرته. فإنَّ الله جلَّ وعلا يقول بعد أن قال: ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ﴾ أي: نبؤها وخبرها, وقد قصَّه الله علينا في آيات متعددة من كتابه جلَّ وعلا، ومن ذلك ما سمعتموه ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ﴾ فيما تلونا من آياتٍ سابقة. والناس يوم القيامة يُجازَوْنَ بهذه الأعمال, كما قال الله – سبحانه وتعالى -: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴿7﴾وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ فلا يُظلمون عنده سبحانه وتعالى، كما قال جلَّ وعز: ﴿فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿102﴾وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ﴿103﴾تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ﴾عياذًا بالله من ذلك، ﴿الْقَارِعَةُ ﴿1﴾مَا الْقَارِعَةُ﴾ والقارعة هي الغاشية نفسها،﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ ﴿3﴾يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ ﴿4﴾وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ ﴿5﴾فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ﴿6﴾فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ ﴿7﴾وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ﴿8﴾فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ﴾فثِقَل الموازين وخفَّة الموازين هي بالأعمال، ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ﴾، فالوزن بالأعمال التي يُقَدِّمها الإنسان, تثقل بها الموازين وتخِفُّ بها الموازين، والأعمال لا تنفع صاحبها إلَّا إذا اجتمعت فيها شروط الصحة, فإنَّ صَدْرَ هذه الصورة: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ﴾ ساكنة، خائفة، ذليلة، ﴿عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ﴾ يعني كانت عاملةً ناصبة والنتيجة ﴿تَصْلَىٰ نَارًا حَامِيَةً ﴿4﴾تُسْقَىٰ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ﴾, ﴿ليس لهم طعام إلا من ضريع﴾ طعام أهل النار - عياذًا بالله من ذلك-، ما نفعت هذه الأعمال، ولا نفع هذا التعب في الدنيا، والنَّصب في الدُّنيا؛ لأن هذه الأعمال ليست نافعة لصاحبها لأنها فاقدة شروط النفع، شروط الصحة ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا﴾، والمراد بالصَّلاح الصواب على سُنَّة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ)) فاسِد مَرْدود على صاحبه ﴿وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾، ((أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ)) يقوله - جلَّ وعز-: ((مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ))وفي روايةٍ ((هُوَ لِلَّذِي أَشْرَكَ))، فليس العبرة بكثرة الأعمال وإتعاب النفس، وإنَّما العبرة بموافقة العمل لأمر الله وأمر رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيكون حينئذٍ صوابًا، وكذلك يكون خالصًا من الشِّرك؛ فحينئذٍ ينتفع الإنسان بهذا العمل، ومن أعظم ما خافه علينا النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم- الشرك الأصغر وهو الرِّياء؛ وهذا شرك الصالحين، يتسَرَّب إلى الصالحين، حينما يَئِس الشيطان منهم أن يعبدوا غير الله جاءَهُم من هذا الباب، فيدخل الرياء في العبادة فإمِّا أن يُحْبِطَها بالكليَّة، وإمَّا أن يُنَقِّصها، فعلينا جميعًا معشر الأحبة أن نتأمَّل وأن نتدبَّر، وأن نعلم أنَّ الخلق لا ينفعونا شيئًا، وإنَّما العبرة بالقدوم على الله - تبارك وتعالى- فمراقبة الله سبحانه هي رأس كُلِّ فلاح، (أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ)، فالمرتبتان هاتان للإحسان؛ مرتبة المُحِب، ومرتبة المُحب الخائف أيضًا، فإذا لم تكن المراقبة على النحو الأول منك؛ أن تعبد الله كأنك تراه، هذا فيه تمام المحبة وكمال المحبة وكمال الطاعة لله جلَّ وعلا فاستحضره في كل شئونك أو أمورك، وجميع عباداتك، وحركاتك وسكناتك، فتستحي منه وإلَّا فتخاف منه، مع المحبة الخوف إذا ذَهَلت عن الأولى فلا أقل من أن تعلم أنه يراك، فحينئذٍ يحسن العمل ويصلح، وهذا الصالح ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ خلق الموت والحياة، فالحياة للعمل، والموت ليَنظر في هذا العمل الذي قَدَّمه، هل هو صالح أو غير صالح، أَحْسَنَ عملا؛ ولا يمكن أن يكون العمل صالحًا ولا أحسن إلَّا إذا كان خالصًا لله صوابًا على سُنَّة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -، فيجب علينا جميعا أن نراقب الله - سبحانه وتعالى - في أنفسنا وأن نبتعد عن ما يُذهب حسنات أعمالنا، والحذر كُل الحذر من الشّرك صغيره وكبيره، وإذا حذرت من الشرك صغيره وكبيره قمت بالعمل على الوجه المطلوب، أفردت هذا النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم – بالمتابعة، لا تُقَدِّم على قوله قول أحد كائنًا من كان، فقد ربحت وَوَفِرت وفزت بإذن الله - تبارك وتعالى -. وأسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم جميعًا لما يحبه ويرضاه، وأن يُجَنِّبنا وإياكم أسباب سخطه إنه جوادٌ كريم، وصلَّى الله وسلَّم وبارك على عبده ورسوله نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه. المصدر كلمة للشيخ محمد بن هادي حفظه الله ضمن لقاء المفتوح مع بعض طلبة العلم بالمدينة النبوية 3/ربيع الثاني/ 1435هـ موقع ميراث الأنبياء |
03-29-2014 | #2 |
| جزاك الله خيرا وحفظ الله شيخنا الغاضل من كل سوء |
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا قال ابن عون: "ذكر الناس داء،وذكر الله دواء" قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى : (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له" السير6 /369 قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره" الفتاوى السعدية 461 |
03-30-2014 | #5 |
إدارة سابقة | |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
باب التوحيد والكلام فيه هو لنا بمثابة النفس نحيا به إذا انقطع عنا نموت -الشيخ محمد بن هادي | أم هاجر | شعاع الصوتيات والمرئيات للدروس الدينيـة | 3 | 04-18-2014 02:43 PM |
قصيدة العقيدة الإسلامية للشيخ زيد بن محمد بن هادي المدخلي | ام عبدالله وامنه | شعاع الصوتيات والمرئيات للدروس الدينيـة | 2 | 04-07-2014 08:23 PM |
رسالة الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى أهل القصيم لما سألوه عن عقيدته | أم عبد الرحمن السلفيه | شعاع الصوتيات والمرئيات للدروس الدينيـة | 5 | 03-31-2014 04:48 PM |
الدورة الشرعية الثانية للملك سليمان العلوي» للشيخ محمد بن هادي المدخلي في مدينة «الناظور» | أم هاجر | شعاع العـــام | 7 | 03-23-2014 02:17 AM |
ســاعــات الصفــاء الشيخ محمد إبراهيم الحمد | حنـان | شعاع العلوم الشرعية | 2 | 12-30-2013 12:41 PM |