منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع اللغة العربية (https://hwazen.com/vb/f97.html)
-   -   تسهيل النحو: متن الآجرومية (https://hwazen.com/vb/t4235.html)

إسمهان الجادوي 05-02-2014 11:13 AM

تسهيل النحو: متن الآجرومية
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،

فهذه دروس ميسرة بإذن الله تعالى في النحو، والدروس مأخوذة من شرح شيخنا الدكتور محمد السبيهين حفظه الله وبارك له في وقته للأجرومية، ولكني سلكت فيها سبيل التبسيط لتكون أقرب للقبول والفهم، والله أسأل ان ينفع بها و التي تدرسها لنا المعلمة محبة الخير حفظها الله.

م.ق للفائدة


إسمهان الجادوي 05-02-2014 11:14 AM

رد: الدرس الأول
 
الدرس الأول


أهمية علم النحو: النحو فرعٌ من فروع اللغة العربية، وهو فرعٌ له أهميته لما يترتب عليه من استقامة الألسنة، واستقامة حديث المُتحدث واستقامة اللسانين.
العلماء يجعلون القلم أحد اللسانين، واللسان الآخر هو اللسان المعروف المُتحدَّث به، فاستقامة اللسانين تستلزم منا أن نعرف أصول هذا العلم، ونعرف تركيب الكلام بعضه إلى بعض، ونعرف ما يتعلق به.

أول من أنشأ هذا العلم: اختلف في من كان له قصب السبق في أول من وضع قواعد هذا العلم، وأكثر الأقوال وأقواها تقول إنه أبو الأسود الدؤلي بناءً على أمرٍ من الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وسبب تأليف هذا العلم إنما هو توسع الفتوحات الإسلامية ودخول العجم بين العرب واختلاطهم بهم وفساد الألسنة بناءً على هذا الاختلاط.
ويُقال إن أبا الأسود الدؤلي قدّم ورقة مكتوبة إلى علي بن أبي طالب كتب فيها تقسيم الكلام إلى اسمٍ وفعلٍِ وحرف، ثم قال "الاسم ما دلّ على المُسمَّى، والفعل كذا، والحرف كذا"، فأُعجب علي بن أبي طالب بهذا وقال: "ما أحسن هذا النحو الذي نحوْتَ"، لذلك يقول بعضهم: إن السبب في تسمية هذا العلم بعلم النحو كلمة علي بن أبي طالب رضي الله عنه حينما قال "ما أحسن هذا النحو الذي نحوت".

حكم تعلمها: تعلمها من فروض الكفاية، إذا لم يقم به من يكفي فإنه سيأثم الجميع.

علم النحو: يُعنى بضبط أواخر الكلمات العربية داخل التركيب أو السياق ولم تكن مفردة.

ومثال ذلك: ذَهَبَ، يذهَبُ، ذهاباً، ذاهب، اذهب...
هذه كلها مشتقات من أصل واحد وهو ( الذهاب )، والمعنى بهذه المشتقات هو علم الصرف، أما النحو فلا يعنى بالكلمات إلا إذا كانت أجزاء في تراكيب وأساليب.

تعريف الكلام: هو اللفظ المركب المفيد بالوضع.

الكلام: النحو علاقته بالكلام وليس بالكلمة الواحدة.

تحليل التعريف:

اللفظ: هو صوتٌ يشتملُ على حروف، وهذا يعني أن الكلام لابد وأن يكون مسموعاً، وبهذا لا تُسمى الإشارة ولا الكتابة كلاماً، واللفظ يشتمل على حروف مثل (اذهب) فهو صوتٌ مشتمل على حروف.

المركب: أي النحو لا يعني بالكلمة وحدها، فلابد أن يتركب من كلمتين فأكثر. ويضيفُ النحويون على المركب ( تحقيقاً وتقديراً ).

المفيد: فلو أن إنساناً أتى بكلام لكنه غير مفهوم أي يركب كلمات ليس لها معنى فهذا لا يُسمى كلاماً، أو أن يأتي بكلامٍ صحيح لكنه لم يكتملْ مثل ( إن جاء الرجل ) ويسكتُ فهذا أيضاً لا يُعد كلاماً، ومعنى مفيد أي يحسن السكوت عليه - أي لا يتطلع السامع إلى مزيد -.

بالوضع: أي ما وضعه العرب في كلامهم، فلو أن إنساناً تكلم بكلامٍ مركب ومفيد لكنه ليس عربياً فهذا لا يسمى كلاماً في اصطلاح النحويين.

الفرق بين ( الكلمة - الكلم - الكلام )

الكلمة: المفردة الواحدة، وهى لا علاقة لها بالنحو.
الكلم: مجموعة من الكلمات قلت أو كثرت سواء كانت هذه الكلمات بمجموعها مفيداً أم لا.
الكلام: شرطه أن يكون مفيداً كما في التعريف.
فليس كل كلم كلاماً، ومثال ذلك:
عندما نقول: (رجل) فهذه كلمة، وعندما نقول: (إذا جاء الرجل) هذا كلم لأنه لم يحسن السكوت عليه، وإذا قلنا: (جاء الرجل) فهذا - كلم وكلام - كلم لكونه مركب من أكثر من كلمة، وكلام لكونه مفيد.


انتهى الدرس.

وصلى الله على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

إسمهان الجادوي 05-02-2014 11:15 AM

الدرس الثاني
 
الدرس الثاني


أقسام الكلام: الكلام عند النحويين ثلاثة أقسام:
القسم الأول: الاسم. وهو تلك الكلمة التي تدل على معنى في نفسها غير مقترنة بالزمن.

القسم الثاني: الفعل. هو تلك الكلمة التي تدل على معنى في نفسها مقترنة بزمن.

وأنواعه ثلاثة:
أ- الفعل الماضي: وهو ما كان الزمن فيه ماضياً مثل (ذَهَبَ).
ب- المضارع: ودلالته في الأصل على الحاضر والمستقبل، لكنه قد يخرج إلى أحدهما بدليل، ومثال ذلك:(أنا أكتب ) حاضر، أما ( سأكتب ) متمحض للإستقبال، وكلاهما فعل مضارع لكن الدلالة اختلفت.
جـ- الأمر: فيه طلب إحداث شيء.
فالماضي والمضارع إخبار أما الأمر فيه طلب، وزمنه مستقبلي والدليل: لو أن الشخص فعله في الماضي أو الحاضر لما طلبته، لذلك كان زمنه مستقبلاً.

القسم الثالث: الحرف. ليس المقصود هو الحروف الهجائية، وإنما المقصود بها حروف جاءت لمعانٍ، كحروف الجر والاستفهام والشرط.

ودليل انحصار الكلام في هذه الأقسام الثلاثة هو التتبع والاستقراء، بمعنى أن العلماء – رحمهم الله – تتبعوا كلام العرب فوجدوه لا يخرج عن هذه الأمور الثلاثة.

مثال: عندما تقول: (مررتُ برجلٍ).
فمررت: فعل دل على معنى في نفسه وهو المرور ودل على زمن وهو الماضي.
ورجل: اسم لأنه دل على معنى في نفسه لكنه لا علاقة له بالزمن.
والباء: حرف جاء لمعنى ولو جئنا به مفرداً فليس له معنى.

مبحث علامات الاسم: أي أن هذه العلامات إذا دخلت على الكلمة فإننا نحكم أن هذه الكلمة اسماً وليست فعلاً ولا حرفاً.

العلامة الأولى: الجر أو الخفض، فمتى ما رأيت الكلمة في محل جر فاعلم أنها اسم.
فائدة: الجر مصطلح بصري "الجمهور"، والخفض مصطلح كوفي ولا مشاحة في الاصطلاح.

أسباب الجر:
1- دخول حروف الجر.
2- الجر بالإضافة.
3- الجر بالتبعية: وهي إن تكون الكلمة تبعاً لما قبلها إما نعتاً أو توكيداً أو بدلاً أو عطفاً.

مثال ذلك: كل ذلك مجتمع في البسملة حَيْثُ إِن (بسم الله) كلمة (اسم): مجرورة بدخول حرف الجر عليها وهو الباء، وكلمة لفظ الجلالة (الله): مجرورة بالإضافة؛ إِذْ أِنَّ (اسم) مضاف ولفظ الجلالة (الله) مضاف إليه، وكلمتي (الرحمن الرحيم): مجرورتان على التبعية"نعتا "، لأنهما يتبعان حكم ما قبلهما.

العلامة الثانية: التنوين، أي أن تكون الكلمة منونة.
التنوين: نون ساكنة زائدة تلحق آخر الأسماء لفظاً لا خطاً، يُستعاض عنها في الكتابة بضمتين أو فتحتين أو كسرتين لغير توكيد.
مثال: "رجلٌ" فتنطق نون لكنها لا تكتب.

العلامة الثالثة: دخول الألف واللام.
مثال: دار، الدار.

العلامة الرابعة: دخول حروف الجر على الكلمة.
ذكر ابن آجروم رحمه الله في متن الأجرومية اثنا عشر حرفاً من حروف الجر فقال وهي: مِنْ, وَإِلَى, وَعَنْ, وَعَلَى, وَفِي, وَرُبَّ, وَالْبَاءُ, وَالْكَافُ, وَاللَّامُ, وَحُرُوفُ اَلْقَسَمِ, وَهِيَ اَلْوَاوُ, وَالْبَاءُ, وَالتَّاءُ.
أما ابن مالك فذكر عشرين حرفاً أكثر فقال:
هَاكَ حروفَ الجر وهي من إلى حتى خلا حاشا عدا في عَنْ على.
مُذ منذُ رُب اللام كي واوٌ وتَا والكافُ والبــا ولعل ومتى.

العلامة الخامسة: النداء، فلا ينادى إلا الأسماء، ولا يصح أن ننادي الفعل أو الحرف، ذلك لأننا لا ننادي إلا شيئاً له جسم وله استجابة حتى يستجيب للمناداة، والأفعال والحروف ليس لها هذه الصفة، ومن ثم أصبح النداء أحد علامات الأسماء.
مثال ذلك قوله تعالى:- (يا أخت هـارون) فـأخت هنا اسم ودليل اسميتها أنها نوديت، لأن الأفعال والحروف لا تنادى.

العلامة السادسة: التثنية والجمع، فلا يثنى ولا يجمع من أنواع الكلام إلا الأسمـاء، لأن الأفعال ليست أشياء توصف بالعدد وإنما هي أحداث تقع، والذي يوصف بالتعدد هي الأشياء التي لها أجسام أو معاني، ومن ثم فإن الأسماء هي التي توصف بالتثنية والجمع فنقول:- (كتابان) وهذا دليل على أن (كتاب) اسم, و(رجال) وهذا دليل على أن (رجل) اسم.

انتهى الدرس الثاني.


وصلى الله على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.



إسمهان الجادوي 05-02-2014 11:17 AM

الدرس الثالث
 
الدرس الثالث


مبحث علامة الفعل:
العلامة الأولى: (قد) أي أن الكلمة إذا دخلت عليها (قد) فهذا يعني أن الكلمة فعل.
و(قد) تدخل على الفعل الماضي وعلى الفعل المضارع.
فإذا دخلت على الماضي دلت على فعليته وأفادت التحقيق مثل قوله تعالى: ( قد أفلح المؤمنون ) أفلح فعل ماضٍ والدليل أنه سبق بقد، وأفادت قد التحقيق: أي أن ثبوت الفلاح للمؤمنين أمر متحقق. وتُعرب (قد) هنا: حرف تحقيق مبنى على السكون لا محل له من الإعراب. ومثلها ( قد قامت الصلاة ) أي تحقق قيامها.

وإذا دخلت (قد) على الفعل المضارع أفادت التقليل وهو الأكثر أو اليقين مع فعلية ما دخلت عليه.
تفيد التقليل كما في قولنا:- قد يخفق المذاكر، وقد ينجح المهمل.
فالأصل أن من يهمل لا ينجح ومن يجد لا يخفق ومن ثم فهي هنا للتقليل.
وتفيد اليقين كما في قول الله تعالى:- ( قد يعلم الله المعوقين )، وقوله: ( قد نرى تقلب وجهك في السماء )، وقوله: ( قد يعلم الله الذين يتسللون ) فهذا دليل على اليقين وليس على التقليل.

العلامة الثانية: السين وســوف:أي قبول الكلمة لـ (السين وسوف).
وهذه الحروف تُزاد وتُسمى حروف التسويف الدالة على الاستقبال، وهى خاصة بالدخول على الفعل المضارع فقط لأنه هو الذي يُخْبَر به عن الزمان المستقبل، والفعل الماضي لا يكون للمستقبل، وفعل الأمر لا يخبر به وإنما يطلب به إحداث شيء.
ويُشترط أن يكونا زائدين على الكلمة للدلالة على الاستقبال، لأنك لو جئت بكلمة في أولها (سين) لكنها من أصل الكلمة فهذا لا يدل على فعليته مثل: ( سحر - سعد ) فالسين هنا حرف وليست فعل، لأنها من أصل الكلمة وليست زائدة.

العلامة الثالثة: تاء التأنيث الساكنة:
وهى خاصة بالدخول على الفعل الماضي فقط، وهذا إذا كان فاعل هذا الفعل مؤنثاً، إذن يشترط فيها:
أن تكون للتأنيث، وأن تكون ساكنة، وأن تكون زائدة وليست أصلاً.
فنقول: ( ذَهَبَتْ - أَخَذَتْ ).

تنبيه: لا نقول أن كلمة (بيتْ) فعل لأن أخرها تاء ساكنة، وذلك لأن التاء هنا ليست تاء التأنيث بل هي أصل في الكلمة.
كذلك لا نقول (شجرة) فعل لأنها ختمت بتاء، لكن هي اسم هنا لأن التاء ليست ساكنة وإنما هي متحركة.

العلامة الرابعة: (لم) وهذا الحرف لا يدخل إلا على الفعل المضارع ويسمى حرف نفي وجزم وقلب.
(نفي): تنفي حدوث هذا الفعل، مثال: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ }الإخلاص3-
(وجزم): تجزم الفعل المضارع الواقع بعدها، مثال: لم يذهبْ محمد إلى المدرسة.
(وقلب): تقلب زمن الفعل المضارع إلى الماضي والأصل في الفعل المضارع أن يكون زمنه الحال أو الاستقبال، لكن دخول (لم) قلبته إلى الزمن الماضي.

العلامة الخامسة: تاء الفاعل.
المقصود بها ذلك الضمير المتحرك الذي يلحق آخر الكلمة وهي ثلاثة أنواع، تاء المتكلم (ذهبتُ)، وتاء المخاطب (ذهبتَ)، وتاء المخاطبة (ذهبتِ)، هذه التاء يسمونها تاء الفاعل، ولا تلحق إلا بالفعل الماضي.

العلامة السادسة: نون التوكيد: تدخل على نوعين من الأفعال (المضارعة والأمر) ويُؤتى بها للدلالة على أن ما دخلت عليه مؤكد.



مبحث القسم الثالث من أقسام الكلمة هو الحرف.
علامة الحرف: هو كل ما لا يصلح له علامة الاسم أو الفعل.
قال الحريري رحمه الله:
والحرف ما ليس له علامة..............فقس على قولي تكن علاَّمة

والحرف يدل على معنى في غيره، أي لا يتضح معناه اتضاحاً تاماً إلا إذا جعلته جزءاً من جملة.

مبحث أنواع الحروف:
أولاً: ما يختص بالدخول على الأسماء، وهي حروف الجر وحروف النواسخ ( إن وأخواتها).

ثانياً: حروف تختص بالدخول على الأفعال، وهي الجوازم (لم، ولام الأمر ولام الناهية، ولام الطلب )، ونواصب الأفعال(أن ولن وكي ) وقد والسين وسوف.

ثالثاً: حروف مشتركة تدخل على الأسماء وعلى الأفعال، والحروف المشتركة هذه مثل: همزة الاستفهام و"هل" في الاستفهام، مثال: هل يقدم الرجل؟ هل الرجل قادم؟ و(ما) و(لا) النافيتان، مثال: ما قام زيد، لا رجل في الدار.

انتهى الدرس الثالث.

وصلى الله على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

إسمهان الجادوي 05-02-2014 11:20 AM

الدرس الرابع : الإعراب
 
الدرس الرابع
الإعراب


الإعراب في اللغة: الإفصاح عن الشيء، تقول: أعربت عما في نفسي، أي أفصحت عن ما في نفسي.
تعريف الإعراب في الاصطلاح: هو تغيير أواخر الكلم لاختلاف العوامل الداخلة عليه لفظًاً أو تقديرًا.

فالإعراب يتعلق بأواخر الكلم لا بأولها ولا بأوسطها، فالنحو علاقته دائماً بحركة آخر الكلمات متى كان جزءاً من تركيب، وتغيير أحوال أواخر الكلمة عبارة عن تحولها من الرفع إلى النصب أو الجر، وسبب هذا التغير هو تغيير العوامل الداخلة على الكلمة.

مثال: جاء الرجلُ - أكرمت الرجلَ - سلمتُ على الرجلِ – فالرجل تكرر بثلاث حالات، واختلفت الحركات وذلك بسبب دخول العوامل، لما صارت فاعلاً (الرجلُ) صارت مرفوعة، ولما صارت مفعولاً به (الرجلَ) صارت منصوبة، ولما دخل عليها حرف الجر صارت مجرورة (الرجلِ).

ما معنى لفظاً؟ أي أنه ملفوظ باللسان أي تلك الحركة بحيث تُسمع نحو قولك (جاء مُحَمَّدٌٌ) فتكون الحركة ظاهرة فإن إعرابه ملفوظ غير مُقَدَّر.
وهذا يكون في الكلمات التي آخرها حرفٌ صحيح، وهي خمسة وعشرون حرفاً ما عدا حروف العلة.

وما معنى تقديراً؟ وأما الْمُقَدَّر فهو عدم ظهور الحركة في اللسان بحيث تكون مسموعة، فهناك من الكلمات ما يكون آخرها حرف لا يقبل الحركة، ومن ذلك الأسماء المقصورة وهي ما كان في آخرها ألف ثابتة لا تتغير ومع ذلك فهي معربة كقولك: "جاء موسى" و"رأيتُ موسى" و"مررتُ بموسى"، "موسى" هنا مُعرب، لكنه مرفوعٌ بضمة مقدرة، "رأيت موسى" منصوب بفتحة مقدرة، "مررتُ بموسى" مجرور بكسرة مقدرة، والذي منع إظهار الحركة انه لا يمكن إظهار الحركة عليها.
وهذا يكون في الكلمات التي آخرها أحد حروف العلة، وحروف العلة هي: الألف، والواو، والياء، مثل: سما، ويدعو، والقاضي.

مثال آخر للتوضيح تقول: جاء عليٌّ وعيسى، ورأيتُ علياً وعيسى، ومررتُ بعليٍّ وعيسى، (علي) في الأمثلة تغير آخره من الضم إلى الفتح إلى الكسر بسبب تغير العوامل، و(عيسى) لم يتغير لأن آخره حرف علة، لكن (عيسى) مُعرب بمعنى أن الحركات تُقدر على آخره، ففي المثال الأول نقول: هو فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر، وفي المثال الثاني: نقول: مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره، وفي المثال الثالث نقول: اسم مجرور وعلامة جره كسرة مقدرة على آخره.

تنبيه: ليس من الأفعال المعرب منها إلا المضارع في معظم أحواله إذ لم يتصل به نون التوكيد أو نون النسوة، وكذلك أكثر أحوال الأسماء أن تكون معربة، أما الحروف فكلها مبنية، وكذلك الفعل الماضي مبني على الفتح، وفعل الأمر مبني على السكون.

ما معنى المعرب وما معنى المبني؟
المعرب: هو ما تغير آخره بتغيير العوامل التي تسبقه.
فالأسماء معربة، لأن أواخرها تتغير بتغير العوامل الداخلة عليها، وكذلك الفعل المضارع مُعرب إلا إذا اتصلت به نون التوكيد ونون النسوة.

الفعل المضارع يبنى في حالتين: ـ
أ ـ يبنى على السكون إذا اتصلت به نون النسوة . نحو : الطالبات يكتبْنَ الدرس . ومنه قوله تعالى : { واللائي يئسْن من المحيض }
وقوله تعالى : { والمطلقات يتربصْن بأنفسهن } .
ب ـ يبنى على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد الخفيفة أو الثقيلة . نحو : ليفعلَنْ أحدكم الخير . وهل ترجوَنْ غير الله . وتالله لأقولَنَّ الصدق .
ومنه قوله تعالى : { لأحتنكَنَّ ذريته إلا قليلا } .
وقوله تعالى : { لئن أمرتهم ليخرجَنَّ } .



المبني: هو ما لزم آخره حالة واحدة، والذي يُبنى من الكلام:
1- الحروف، فالحروف مبنية.

2- وكذلك الفعل الماضي عندما نعربه نقول: فعلٌ ماضٍ مبني على الفتح، (ذهبَ).
3- فعل الأمر عندما نعربه نقول: فعل أمر مبني على السكون، (اضربْ).
4- الفعل المضارع إذا اتصلت به نون التوكيد أو نون النسوة.

مبحث: أقسام الإعراب أربعة:
1- الرفع: هو تغير مخصوص علامته الضمة وما ناب عنها، مثل: يقومُ عليُّ.
2- النصب: هو تغير مخصوص علامته الفتحة وما ناب عنها، مثل: لن أُحبَّ الكسلَ.
3- الجر: هو تغير مخصوص علامته الكسرة وما ناب عنها، مثل: تألمتُ من الكسولِ.
4- الجزم: هو تغير مخصوص علامته السكون وما ناب عنها، مثل: لم يفزْ متكاسلٌ.

هذه الأنواع الأربعة هي من حيث دخولها على الأسماء والأفعال منها ما هو مشترك بينهما، ومنها ما هو خاص بنوعٍ واحد، وتفصيل ذلك:
1- الرفع والنصب: فإن الأسماء والأفعال كل واحد منها يأتي مرفوعًا ويأتي منصوبًا ومثال ذلك قولنا:
إن محمدًا لن يقومَ (محمد) وهو الاسم أتى منصوبًا و(يقوم) وهو الفعل أتى منصوبًا أيضًا ).
الرجلُ يكرمُ ضيفه (الرجل) وهو الاسم أتى مرفوعًا و(يكرم) وهو الفعل أتى مرفوعًا أيضًا.
2- الجر: ويختص بالأسماء، فلا تُجَرُ الأفعال.
3- الجزم: ويختص بالأفعال، فلا تجزم الأسماء.

انتهى الدرس الرابع
وصلى الله على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

إسمهان الجادوي 05-02-2014 11:23 AM

الدرس الخامس: معـرفة علامـات الإعـراب
 
الدرس الخامس
معـرفة علامـات الإعـراب


مبحث علامـات الرفـع: تستطيع أن تعرف أن الكلمة مرفوعة بوجود علامة في آخرها من أربع علامات، واحدة منها أصلية وهي الضمة، وثلاثٌ فروع عنها وهي: الواو، والألف، والنون.

إذن تنقسم هذه العلامات إلى قسمين:
القسم الأول العلامة الأصلية: وهى (الضمة).

والضمة تكون علامة للرفع في أربعة مواضع:
1- في الاسم المفرد:
وهو ما ليس مثنى ولا مجموعاً، ومثاله قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( المسلم أخو المسلم ). فالمسلم: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة ( وهو اسم مفرد فجاءت الضمة علامة للرفع لأنها الأصل ).
أمثلة أخرى للاسم المفرد: محمد – علي – فاطمة – عائشة – زينب.

2- جمع التكسير:
وهو ما دل على أكثر من اثنين ولم يسلم فيه لفظ المفرد.
دل على أكثر من اثنين: حتى يخرج المفرد والمثنى ويتمحض للجمعية، ولم يسلم فيه لفظ المفرد: أي يتكسر فيه لفظ المفرد ويتغير بخلاف جمع المؤنث السالم وجمع المذكر السالم فإن مفردهما سالم من التغيير.
ومثال ذلك قوله تعالى: ( يَُسَبحُ لَه فيها بالغدو والآصال رجَاْلٌ ) فـ : (رجال) هنا فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو جمع تكسير لأن مفرده ( رَجُلٌ ) بفتح الراء وضم الجيم ، وعندما نأتي بالجمع نقول ( رجَالٌ ) فكسرنا الراء التي كانت مفتوحة في المفرد وفتحنا الجيم التي كانت مضمومة وأضفنا ألفاً بين الجيم واللام .. إذن تكسر المفرد وما بقى على أصله.
أمثلة أخرى: (أَسَد – أُسْدَ) (سرير – سُرر) (سبب – أسباب) (كريم – كُرماء)

3- جمع المؤنث السالم:
أي أن مفرده يسلم، ويسميه بعضهم ( الجمع بألف وتاء مزيدتين )، وهذان الإيضاحان لهذا النوع من الجموع كلاهما صحيح فنحن نقول في زينب ( زينبات ) فقد جمعنا هذا الجمع بألف وتاء زدناها على زينب، وأيضًا هو جمع مؤنث سالم حيث جُمع به لفظ المؤنث وسلم مفرده من التغيير.
أمثلة أخرى: (هند – هندات).

4- الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء:
وبقولنا لم يتصل به شيء خرج المضارع المتصل بآخره ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة فتكون حينئذ من الأفعال الخمسة، وخرج أيضاً المضارع المتصل به نون التوكيد ونون النسوة لأنه يكون مبنياً حينها وليس معرباً.
ويستوي في ذلك أن يكون الفعل المضارع صحيح الآخر أو معتل الآخر.
مثال صحيح الأخر: ( يكتبُ ) وإعرابه فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعة الضمة الظاهرة على آخره.
مثال معتل لأخر: ( يسعى - يدعو - يرمي ) فنقول فيهم: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره للتعذر في (يسعى) لأنه يتعذر تحريك الألف، وللثقل في (يرمي) و(يدعو) أي ثقل النطق بالضم فيهما.

القسم الثاني العلامات الفرعية: وهي الواو، والألف، والنون.
أولاً (الواو): وتكون علامة للرفع في موضعين:
الموضع الأول جمع المذكر السالم:
تعريفه: هو ضم اسم إلى أكثر منه، من غير عطف، ولا توكيد، مع سلامة مفرده.
وتحليل التعريف كالتالي:
*ضم اسم إلى أكثر منه: أي إلى اثنين فأكثر لأن أقل الجمع ثلاثة، فلو ضُم إلى مثله ما يصبح جمعاً وإنما يصبح مثنى.
* من غير عطف: فلو أتيت بكلمة وعطفت بأمثالها ما تكون جمعًا.
* ولا توكيد: فلو جئت بكلمة وكررتها توكيداً لفظياً أيضا لا يكون جمعاً.
* مع سلامة مفرده: حتى نخرج جمع التكسير الذي ذكرناه سابقاً.
* ومثال ذلك قولنا: ( جاء عليٌ وعليٌ وعليٌ ) فـ(علي) هنا ليست جمعاً مذكراً سالماً مع أنه مذكر وسلم من التغيير، وذلك لأن الجمع هو ما كان لفظًا واحدًا من غير عطف ولا تكرار، والتكرار هنا ليس لتكرار الأشخاص وإنما لتأكيد الذات.
وكذلك عندما نقول: ( رجال ) فهو جمع ومذكر لكن ليس بسالم لأن لفظ المفرد تكسر ولم يسلم ولذلك يسمى جمع تكسير.
أما قولنا: ( جاء المسلمون ) فالمسلمون هنا فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم.
أمثلة أخرى: قوله تعالى " فرح المخلفون" وقوله " ولو كره المجرمون " وقوله " وآخرون اعترفوا بذنوبهم ".

الموضع الثاني: الأسماء الخمسة:هي أسماء محددة ليست بأوزان وإنما هي أسماء هي بعينها فقط جاءت في العربية وتُعرب هذا الإعراب أي ترفع بالواو نيابة عن الضمة، وهي: (أبوكَ، وأخوكَ، وحموكَ، وفُوكَ، وذُو)
ومثال ذلك قوله تعالى: (قال أَبُوْهُمْ إني لأَجدُ ريْحَ يُوْسُفَ ) أبوهم: هنا فاعل مرفوع وعلامة رفعه (الواو) نيابةً عن الضمة التي هي العلامة الأصلية.
أمثلة أخرى: تقول: حضر أبوك وأخوك وحموك، ونطق فوك وذو مال، وتقول: هذا أبوك، وتقول: أبوك رجلٌ صالح.

مسألة شروط إعراب الأسماء الخمسة بهذا الإعراب:
1- أن تكون مفردة: أي لا تكون مثناة ولا مجموعة فلو قلنا (جاء أبوان) أبوان هنا لم تُرفع بالواو وإنما رُفعت بالألف لأنها مثنى. ولو جئت بها مجموعة فقلت: ( جاء أباءٌ أو إخوانٌ ) فهذا خرج عن كونه من الأسماء الخمسة ودخل في باب جمع التكسير أي يرفع بالضمة.

2- أن تكون مكبرة أي غير مُصغرة: فلو قلنا ( جَاءَ أُبَيُكَ ) فهنا ما رفعناها بالواو وإنما جاءت الياء في أخرها مرفوعة بالضمة، أي إذا صغرت الأسماء الخمسة رجعت إلى الإعراب الأصلي وهو الرفع بالضمة.

3- أن تكون مضافة: أي أن يكون هناك مضاف إليه بعدها مثل قولنا (جاء أبوك) أب هنا مضاف والكاف مضاف إليه فرفعت بالواو. أما لو قلنا ( جاء أبٌ ) مفرده حينئذ ترفع بالضمة لأنها ما أضيفت.

4- أن تكون الإضافة إلى غير ياء المتكلم: ففي قول الحق عز وجل (إن هذا أخي) أخي هنا مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم لأن ياء المتكلم لابد أن يكسر ما قبلها، فجاءت الخاء هنا مكسورة والأصل فيها الضم.
فعلى الرغم من أن كلمة (أخي) مفرد ومكبر ومضاف إلا أن إضافته إلى ياء المتكلم هنا أخرجته عن كونه يعرب إعراب الأسماء الخمسة، فلم يرفع بالواو كما ذكرنا، وهنا رُفع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم.

5- أن تكون " فو" خالية من الميم: و" فو " معناها لغةٌ الفم، ويشترط لكي تعرب إعراب الأسماء الخمسة أن تكون بهذه الصيغة أي خالية من الميم ، فلو قلنا ( هذا فمُك ) لا تكون من الأسماء لخمسة هنا وإنما ترفع بالضمة .

6- أن تكون " ذو " بمعنى صاحب: فبعض العرب وهم الطائيون في عصر الفصاحة كانت تستعمل (ذو) ولكنها لا تقصد بها معنى صاحب يقول شاعرهم:-
فَإن المَاءَ ماءُ أبي وجدي **** وبئري ذُوْ حَفَرْتُ وذُوْ طَوَيْتُ
أي بئري التي حفرتها والتي طويتها، ومن ثم فإن (ذو) هنا اسم موصول بمعنى التي وليست من الأسماء الخمسة.

انتهى الدرس الخامس.
وصلى اللهم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

إسمهان الجادوي 05-02-2014 11:27 AM

الدرس السادس: تابع العلامات الفرعية للرفع
 
الدرس السادس


تابع العلامات الفرعية للرفع

العلامة الثانية: الألف، وتكون علامة للرفع للمثنى.

تعريف المثنى: هو ما دل على اثنين وأغنى عن المتعاطفين بزيادة ألف ونون أو ياء ونون في آخره.

ومثال ذلك قوله تعالى: (قَالَ رَجُلان) فـ (رجلان) مثنى دل على اثنين، وأغنى عن المتعاطفين أي قولنا جاء رجل ورجل، وزيد ألف ونون في آخره.

وإعرابه: فاعل مرفوع بالألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى.

مثال آخر: حضر الصديقان. الصديقان: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة.


* أما كلمة (عثمان) فعلى الرغم من أن آخره ألف ونون إلا أنه ليس مثنى لأنه دل على واحد وليس اثنين.

* وكذلك قولنا (جاء رجلٌ ورجل) دل على اثنين لكن بالعطف ولهذا لا يسمى مثنى.

* وقولنا (زوجٌ، وشفعٌ) دل على اثنين، وأغنى عن المتعاطفين، لكن بدون زيادة ألف ونون أو ياء ونون في آخره فلا يعد مثنى.


العلامة الثالثة: النون، وتكون علامة للرفع للأفعال الخمسة وتُسمى (الأمثلة الخمسة).

تعريف الأفعال الخمسة: كل فعل مضارع اتصل به ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة.


صيغ الأفعال الخمسة هي ( يَفْعَلُوْنَ، تَفْعَلُوْنَ ) للجماعة الحاضرين والغائبين، ( يَفْعَلان، تَفْعَلان ) للاثنين الحاضرين والغائبين، أما ( تَفْعلينَ ) فهي للمخاطبة ولا يصح أن نقول يفعلين لأنها ستكون للغائب هكذا وليس للمخاطبة.


مثال: قوله تعالى: ( فسبحان الله حينَ تٌمْسُوْنَ ) فـ ( تمسون ) فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة.

وكذلك قولنا : ( يذهبان ) فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لاتصاله بألف الاثنين أو لأنه من الأفعال الخمسة، و( تقرئين ) فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لاتصاله بياء المخاطبة.



علامات النصب

تنقسم إلى قسمين: علامة أصلية وعلامات فرعية.

القسم الأول: العلامة الأصلية للنصب هي الفتحة وتكون علامة للنصب في ثلاثة مواضع:

الموضع الأول: الاسم المفرد وهو: ما لم يكن مثنى ولا مجموعاً.

أمثلة:

1- أكرمتُ الرجلَ. الرجل: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

2- قابلتُ هنداً. هند: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

3- رأيتُ الفتى. الفتى: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.



الموضع الثاني: جمع التكسير: وهو الذي يدل على أكثر من اثنين ولم يسلم فيه لفظ الواحد، فهو يعامل معاملة المفرد في الإعراب.

أمثلة:

1- صاحبت الرجال. الرجال: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

2- قوله تعالى " وترى الناس سُكارى ". سكارى: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.


الموضع الثالث: الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء.

أمثلة:

1- قوله تعالى " لن نبرح عليه عاكفين " نبرح: فعل مضارع منصوب بلن، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

2- قولك: يسرني أن تسعى إلى المجد. تسعى: فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبحه فتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.


القسم الثاني: العلامات الفرعية للنصب، وهذه العلامات هي:

العلامة الأولى: الألف، والألف تنوب عن الفتحة في الأسماء الخمسة، بنفس الشروط التي طلبت في الرفع، فهي تنصب إذا توفرت الشروط الستة:

1- أن يكون مفردًا. 2- يكون مكبرًا. 3- أن يكون مضافًا.

4- أن يكون مضافًا إلى غير ياء المتكلم. 5-"فو" ألا تكون متصلة بالميم، "فم" 6-"ذو" ألا تكون بمعنى الذي وإنما بمعنى صاحب.

أمثلة:

1- قال الله عزّ وجلّ ﴿ قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا ﴾ [يوسف: 17]، ﴿ يَا أَبَانَا ﴾ "يا" حرف نداء، "أبا" هنا منادى منصوب، وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الخمسة.

2- قال الله عزّ وجلّ ﴿ قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ ﴾ [الأعـراف: 111، الشعراء: 36]، ﴿ أَخَاهُ ﴾ هذه معطوفة على الـهاء فـي ﴿ أَرْجِهْ ﴾ وهي مفعول به ، وقد جاءت منصوبة وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة.

3- وقال الله سبحانه وتعالى ﴿ لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ ﴾ [الرعد: 14]، ﴿ فَاهُ ﴾ هنا جاءت مفعول به منصوبةً وعلامة نصبها الألف نيابة عن الفتحة.

4- وتقول: احترم أباك، وانصر أخاك، وزوري حماكِ، ونظف فاك، ولا تحترم ذا المال لماله، فكل من (أباك، وأخاك، وحماكِ، وفاك، وذا المال) منصوب، لأنه وقع مفعولاً به، وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة.


العلامة الثانية: الكسرة وَتَكُونُ عَلَامَةً لِلنَّصْبِ فِي جَمْعِ الْمُؤَنَّثِ السَّالِمِ.

أمثلة:


1- قال الله عزّ وجلّ ﴿ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ ﴾ [النساء: 25]، المحصنات هنا جمع مؤنث سالم، وقد جاء منصوبًا، وعلامة نصبه الكسرة الظاهرة على آخره.

2- إن الفتياتِ المهذباتِ يُدركن المجد. الفتيات: اسم إن منصوب وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة لأنها جمع مؤنث سالم، وكذلك المهذبات: صفة للفتيات منصوب بالكسرة.


العلامة الثالثة: الْيَاءُ وَتَكُونُ عَلَامَةً لِلنَّصبِ فِي التَّثْنِيَةِ وجمع المذكر السالم.

أمثلة:

1- قال الله عزّ وجلّ ﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ﴾ [الرحمن: 19]، ﴿ الْبَحْرَيْنِ ﴾ هنا مثنى، مفعول به جاء منصوبًا وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة.


2- قال الله عزّ وجلّ ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ﴾ [القمر: 54]، ﴿ الْمُتَّقِينَ ﴾ هنا اسم "إن" منصوب وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه جمع مذكر سالم.


العلامة الرابعة: حَذْفُ النُّونِ وتَكُونُ عَلَامَةً لِلنَّصْبِ فِي الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ الْتِي رَفْعُهَا بِثَبَاتِ النُّونِ (الأفعال الخمسة).

أمثلة:

1- قال تعالى: {لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ } لن: أداة نصب. يضروكم، يضر:فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأمثلة الخمسة.

2- يسرني أن تحفظوا دروسكم، تحفظوا: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون.

انتهى الدرس السادس.


وصلى اللهم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

إسمهان الجادوي 05-02-2014 11:31 AM

الدرس السابع :علامات الجر
 
الدرس السابع


علامات الجر


علامات الجر تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول العلامة الأصلية: وهي الكسرة: وتكون علامةً للخفض في ثلاثة مواضع:
الموضع الأول: الاسم المفرد، وتقدم معنى كونه مفرداً.
أمثلة:
1- سلمتُ على صالحٍ. فـ(صالح) اسم مجرور بـ (على) وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
2- أعجبني خُلق زيدٍ. (زيد) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة على آخره.

الموضع الثاني: جمع المؤنث السالم.
أمثلة:
1- استعنت بالمعلماتِ بعد الله. (المعلمات) اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
2- رضيتُ عن مسلماتٍ قانتاتٍ. (مسلمات) اسم مجرور بـ (عن) وعلامة جره الكسرة، و(قانتات) صفة لمسلمات، ولأن الموصوف مجرور فالصفة مجرورة أيضاً.

الموضع الثالث: جمع التكسير المنصرف: تقدم الكلام على معنى جمع التكسير، ومعنى أنه منصرفاً أي أنه يكون منوناً، لأن هناك جموع تكسير لا تُنون.
أمثلة:
1- مررتُ برجالٍ كرامٍ. (رجال) اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة، و(كرامٍ) صفة مجرورة بالكسرة.
2- رضيتُ عن أصحابٍ لنا شجعان. (أصحاب) اسم مجرور بـ (عن) وعلامة جره الكسرة، و(شجعان) صفة تتبع الموصوف والموصوف مجرور فالصفة مجرورة.

القسم الثاني: العلامات الفرعية للجر وهي علامتان:
العلامة الأولى: الياء وَتَكُونُ عَلَامَةً لِلْجر فِي ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَ: فِي الْأَسْمَاءِ الْخَمْسَةِ، وَفِي التَّثْنِيَةِ، وَالْجَمْعِ.

الموضع الأول: الأسماء الخمسة، وقد تقدم ذكرها وذكر شروطها.
أمثلة:
1- سلّم على أبيك كل يوم. (أبيك) اسم مجرور بـ (على) وعلامة جره الياء لأنه من الأسماء الخمسة.
2- لا ترفع صوتك على صوت أخيك الأكبر. (أخيك) اسم مجرور بـ (على) وعلامة جره الياء لأنه من الأسماء الخمسة.

الموضع الثاني: المثنى.
أمثلة:
1- طالعت في كتابين. (كتابين) اسم مجرور بحرف الجر (في) وعلامة جره الياء لأنه مثنى.
2- انظر إلى الجنديين. (الجنديين) اسم مجرور بـ (إلى) وعلامة جره الياء لأنه مثنى.

الموضوع الثالث: جمع المذكر السالم.
أمثلة:
1- نظرتُ إلى المسلمين الخاشعين. (المسلمين) اسم مجرور بـ (إلى) وعلامة جره الياء.
2- قوله تعالى " لقد رضي الله عن المؤمنين ". (المؤمنين) اسم مجرور بـ (عن) وعلامة جره الياء.

العلامة الثانية: الفتحة وتكون علامةً للكسر في الاسم الذي لا ينصرف.

تنبيه: الممنوع من الصرف باب مهم لذا سنتكلم عليه في موضوع ودرس جديد.

علامتي الجزم تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: العلامة الأصلية للجزم وهي السكون، وتكون علامة للجزم في الفعل المضارع الصحيح الآخر.
أمثلة:
1- قال تعالى " قالوا إن يسرقْ فقد سرق أخٌ له من قبل " فـ (يسرقْ) فعل مضارع مجزوم بـ (إن) الشرطية وعلامة جزمه السكون.
2- لم يلعبْ عليٌّ. (يلعب) فعل مضارع مجزوم بـ (لم) وعلامة جزمه السكون.

القسم الثاني: العلامة الفرعية للجزم وهي الحذف.
وللحذف موضعان:
الموضع الأول: الفعل المضارع المعتل الآخر.
الأمثلة:
1- قوله تعالى " ألم ترَ كيف فعل ربك بعاد " فكلمة (ترَ) فعل مضارع مجزوم بـ (لم) وعلامة جزمه حذف حرف العلة وبقيت الفتحة على الراء دليلاً على الألف المحذوفة.
2- قوله تعالى " من يهدِ الله فلا مضل له " (يهدِ) فعل مضارع مجزوم باسم الشرط (من) وعلامة جزمه حذف حرف العلة لأن الأصل (يهدي) وبقيت الكسرة على الدال دليلاً عليها.
3- قوله تعالى " ومن يدعُ مع الله إلهاً آخر " (يدعُ) فعل مضارع مجزوم بـ (من) الشرطية وعلامة جزمه حذف حرف العلة وبقيت الضمة على العين دليلاً عليها.

الموضع الثاني: حذف النون وذلك في الأمثلة الخمسة (الأفعال الخمسة).
الأمثلة:
1- قال تعالى " إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما " (تتوبا) أصلها تتوبان عند الرفع فهنا (تتوبا) فعل مضارع مجزوم بأداة الشرط (إن) وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة.
2- قال تعالى " ولا تكتموا الشهادة " أصل (تكتموا) تكتمون، (تكتموا) فعل مضارع مجزوم بـ (لا) الناهية وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة.

انتهى الدرس السابع.


وصلى اللهم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

إسمهان الجادوي 05-02-2014 11:33 AM

الدرس الثامن: المعربات
 
الدرس الثامن.
المعربات


أنواع المعربات:
النوع الأول: قسم يُعرب بالحركات، والحركات هي: الفتحة، والكسرة، والضمة، أما السكون فليست حركة.
النوع الثاني: قسم يعرب بالحروف.

الذي يعرب بالحركات أربعة أشياء وهي:
أولاً: الاسم المفرد: وهو ما ليس مثنىً ولا مجموعاً، مثل (رجل) فهذا يعرب بالحركات، فتقول في حال الرفع: هذا رجلٌ، وفي حال النصب تقول: رأيتُ رجلاً، وفي حال الجر تقول: مررتُ برجلٍ.

ثانياً: جمع التكسير: مثل (رجال) فتقول في حال الرفع: هؤلاء رجالٌ، وفي حال النصب تقول: أكرمت رجالاً، وفي حال الجر تقول: مررت برجالٍ.

ثالثاً:
جمع المؤنث السالم: فيرفع بالضمة وينصب ويجر بالكسرة، فتقول في حال الرفع: هؤلاء مؤمناتٌ، وفي حال النصب تقول: رأيت مؤمناتٍ، وفي حال الجر تقول: أشرتُ إلى مؤمناتٍ.

رابعاً: الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء، فلا تدخل الأفعال الخمسة، فتقول في حال الرفع: يذهبُ محمدٌ، وفي حال النصب تقول: لن يذهبَ، وفي حال الجزم تقول: لم يذهبْ.

والذي يُعرب بالحروف أربعة أنواع وهي:

أولاً: التثنية، وتُرفع بالألف، وتنصب وتجر بالياء.

ثانياً: جمع المذكر السالم، ويرفع بالواو، وينصب ويجر بالياء.

ثالثاً: الأسماء الخمسة، وترفع بالواو، وتنصب بالألف، وتجر بالياء.

رابعاً: الأفعال الخمسة، وهي: (يفعلان، وتفعلان، ويفعلون، وتفعلون، وتفعلين)، وترفع بالنون، وتنصب وتجزم بحذفها.


فوائد:
1- المثنى وجمع المذكر السالم يجتمعان في الإعراب في حالتي النصب والجر بالياء.
2- جمع المذكر السالم والأسماء الخمسة يجتمعان في الإعراب في حالة الرفع ويكون بالواو، وفي حال الجر ويكون بالياء، ويختلفان في حال النصب، فجمع المذكر السالم ينصب بالياء، والأسماء الخمسة تنصب بالألف.
3- الأسماء الخمسة والمثنى يجتمعان في الإعراب في حال الجر ويكون بالياء ويختلفان في حالتي الرفع والنصب.


انتهى الدرس.

وصلى الله على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

إسمهان الجادوي 05-02-2014 12:36 PM

الدرس التاسع: الأفعال
 
الدرس التاسع.
الأفعال


أنواع الأفعال:

النوع الأول: الفعل الماضي، وهو ما يدل على حصول شيء قبل زمن التكلم، مثل: ضرب، حضر، علم.

النوع الثاني: الفعل المضارع، وهو ما دل على حصول شيء في زمن التكلم، مثل: يضرب، يحضر، يعلم.

النوع الثالث: فعل الأمر، وهو ما يطلب به حصول شيء بعد زمن التكلم، مثل: اضرب، احضر، اعلم.

إعراب الفعل الماضي

الفعل الماضي له ثلاث حالات في البناء:
الأولى: بناؤه على الفتح نحو (ضربَ) وهو الأكثر والأشهر.
الثانية: بناؤه على السكون كـ(ضربْتُ) وذلك عند اتصال ضمير الرفع المتحرك بالفعل الماضي"وهي تاء المتكلم وتاء المخاطب وتاء المخاطبة ونون النسوة و"نا" الفاعلين .
الثالثة: بناؤه على الضم كـ(ضربُوا) وذلك عند اتصاله بالواو.


إعراب فعل الأمر
فعل الأمر يُبنى على ما يُجزم به مضارعه.
فإن كان مضارعه يٌجزم بالسكون بُني على السكون.
مثال: اضربْ: فعل أمر مبني على السكون، لأن مضارعه (يضرب) إذا دخل جازم جزمه بالسكون، (لم يضربْ).

وإذا كان مضارعه معتل الآخر فإنه يُجزم بحذف حرف العلة.
مثال: ادعُ: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة، لأن مضارعه (يدعو) معتل الأخر، فإذا دخل عليه جازم جُزم بحذف حرف العلة (لم يدعُ).

وإذا كان مضارعه من الأفعال الخمسة فإنه يُجزم بحذف النون.
مثال: افعلوا: فعل أمر مبني على حذف النون، لأن مضارعه (يفعلون) من الأفعال الخمسة، فإذا دخل عليه جازم جُزم بحذف النون (لم يفعلوا).


الفعل المضارع: هو ما كان في أوله إحدى الزوائدِ الأربعِ التي يجمَعُهَا قولُك: (أنيتُ).

إعراب الفعل المضارع: وهو مرفوعٌ، حتى يدخُلَ عليه ناصِبٌ أو جازِم.

تنبيه: الفعل المضارع قد يبنى في حالتين هما:
الحالة الأولى: أن تتصل به نون التوكيد المباشرة.
فإذا اتصلت به نون التوكيد بُني على الفتح، قال الله عزّ وجلّ ﴿ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ ﴾ [يوسف: 32].

الحالة الثانية: أن تتصل به نون النسوة.
فإذا اتصلت به نون النسوة بُني على السكون، قال سبحانه ﴿ وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ﴾ [يوسف: 228].

أما إذا لم يتصل به نون التوكيد ولا نون النسوة فهو مُعربٌ، يعني يُرفع بالضمة وينصب بالفتحة ويُجزم بالسكون.

أمثلة:
(1): يفهمُ محمدُ.
يفهم: فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
محمد: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

(2): لن يخيبَ مجتهدٌ.
لن: حرف نفي ونصب واستقبال.
يخيب: فعل مضارع منصوب بلن، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
مجتهد: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

(3): لمْ يجزعْ إبراهيمُ.
لم: حرف نفي وجزم وقلب.
يجزع: فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه السكون.
إبراهيم: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.


وصلِّ اللهم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

إسمهان الجادوي 05-02-2014 07:08 PM

الدرس العاشر: نواصب الفعل المضارع
 
الدرس العاشر.

نواصب الفعل المضارع


نواصب الفعل المضارع عشرة، وهي: أن، ولن، وإذن، وكي، ولام كي، ولام الجحود، وحتى، والجواب بالفاء والواو وأو " .

هذه الأدوات على ثلاثة أقسام: قسم ينصب بنفسه، وقسم ينصب بأن مضمره بعدها جوازاً، وقسم ينصب بأن مضمره بعدها وجوباً.

القسم الأول: وهو الذي ينصب بنفسه وهي أربعة حروف وهي: أنْ، ولن، وإذن، وكي.

1- (أن): هي أم الباب وهي (أن) المصدرية أي التي تُقدر مع ما بعدها بمصدر، وهي حرف مصدر ونصب واستقبال.
مثال (1): في قوله تعالى " وأن تصوموا خيرٌ لكم " (أن) هنا مصدرية ناصبة، أي يصح أن تزيل (أن) والفعل بعدها وتقدر في غير القرآن فتقول: صيامكم خيرٌ لكم، فالمصدر هنا (صومكم) سُبك من (أن) والفعل بعدها.

مثال (2): أحبُ أن تفهمَ.
أن: مصدرية تنصب الفعل المضارع.
تفهم: فعل مضارع منصوب بـ (أن) وعلامة نصبه فتحة ظاهرة على آخره، والفاعل مستتر وجوباً تقديره (أنت).

2- (لن): وهي حرف نصب ونفي واستقبال، حرف نصب لأنها تنصب الفعل المضارع، ونفي لأنها تنفي الفعل، واستقبال لأنها تحول المضارع الذي للحال إلى المستقبل.
مثال: قوله تعالى " لن نؤمن لك "، نؤمن: فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه فتحة ظاهرة على آخره.
وقوله " لن نبرح عليه عاكفين "، نبرح: فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه فتحة ظاهرة على آخره.

3- (إذن): وهو حرف جوابٍ وجزاءٍ ونصب، ويُشترط لنصبه للفعل المضارع شروط وهي:
الشرط الأول: أن يكون الفعل بعدها مستقبلاً.
الشرط الثاني: أن تكون في أول الكلام.
الشرط الثالث: أن لا يُفصل بينها وبين منصوبها الفعل المضارع بفاصل مهم، أما إذا كان الفاصل غير مهم فلا يؤثر في الفصل مثل القسم أو النداء أو (لا) النافية.
مثال: عندما تقول: سآتيك غداً، فيقول صاحُبك: إذن أكرمَك، هنا الفعل المضارع جاء مستوفياً للشروط لذا نُصب.

4- (كي): وهي حرف مصدر ونصب.
مثال: جئتُ كي أستمعَ إليك. (أستمعَ) فعل مضارع منصوب بـ(كي).


القسم الثاني: وهو الذي ينصب الفعل المضارع بواسطة (أن) مضمرة بعده جوازاً، وهو حرف واحد وهو لام التعليل.
مثال: قال تعالى " فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدواً وحزناً "، فاللام حرف جر، و(يكون) فعل مضارع منصوب بـ (أن) مقدرة بعد لام التعليل، و(أن) وما دخلت عليه في تأويل مصدر أي لكونه.

القسم الثالث: وهو الذي ينصب الفعل المضارع بواسطة (أن) مضمرة وجوباً، وهي خمسة حروف:
1- (لام الجحود): والجحود هو نوع من أنواع النفي، وضابطها أن تُسبق بـ (ما كان) أو (لم يكن) أو (غير كائن).

المثال الأول: قال تعالى " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم " اللام هنا بعدها فعل مضارع وقد سُبقت بـ (ما كان) كون منفي، والفعل المضارع منصوب بـ (أن) مقدرة وجوباً بعد لام الجحود.

المثال الثاني: قال تعالى " لم يكن الله ليغفر لهم " يغفر: فعل مضارع منصوب بـ (أن) مضمرة وجوباً.

2- (حتى): وهي حرف جر وتفيد الغاية.
مثال: قوله تعالى " حتى يرجع إلينا موسى ". يرجع: فعل مضارع منصوب بـ (أن) مضمرة وجوباً.

3- فاء السببية، ومن شرطها أن يسبقها نفي أو طلب، والطلب أنواع، وقد جُمع النفي والطلب في بيت شعر وهو:
مُرْ، وَادْعُ، وَانْهُ، وَسَلْ، وَاعْرِضْ لحَضِّهِمُ ... تَمَنَّ، وارْجُ، كذاك النَّفيُ، قد كَمُلا

مثال الطلب (الأمر) قول الشاعر:
يا ناقي سيري عنقاً فسيحا ........ إلى سليمان فنستريحا
الفاء هنا جاء بعدها الفعل المضارع (نستريح) وهي مسبوقة بـ أمر(سيري) فيُعرب الفعل المضارع (يستريح) فعل مضارع منصوب بـ (أن) المضمرة وجوباً بعد فاء السببية وقد تحقق شرطها حيث سُبقت بالأمر.

مثال الفاء بعد النهي: قوله تعالى " ولا تطغوا فيه فيحلَ عليكم غضبي " هنا فاء السببية وقد جاء بعدها الفعل المضارع (يحل) وقد سبقها النفي (ولا تطغوا) فيكون الفعل المضارع منصوب بـ (أن) مضمرة وجوباً بعد فاء السببية المسبوقة بالنهي.

مثال الفاء بعد الدعاء: قول الشاعر:
ربِّ وفقني فلا أعدل عنْ ............ سنن الداعين في خير سنن
هنا فاء السببية جاء بعدها فعل مضارع وهي مسبوقة بدعاء، فيُعرب الفعل المضارع (أعدل) بأنه فعل مضارع منصوب بـ (أن) مضمرة وجوباً بعد فاء السببية المسبوقة بالدعاء.

مثال الفاء بعد الاستفهام: هل حفظت دروسك فأسمعها لك؟ أسمع: فعل مضارع منصوب بـ (أن) مضمرة وجوباً الواقعة بعد فاء السببية المسبوقة بالاستفهام.

مثال الفاء بعد العرض: ألا تنزل عندي فأكرمك.

مثال الفاء بعد التمني: قول الشاعر
ألا ليت الشباب يعود يوماً ... فأخبره بما فعل المشيبُ

مثال الفاء بعد الرجاء: لعل الله يشفيني فأزورك.

4- واو المعية ولابد أن يسبقها مما اشترط في الفاء الدالة على السببية وهو الطلب بأنواعه أو النفي.
مثال: قول الله عزّ وجلّ ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴾ [آل عمران: 142]، هذه واو المعية ومسبوقة بالنفي وهو قوله ﴿ لَمَّا يَعْلَمِ ﴾، "وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ" أي مع علمه بالصابرين، وهو فعل مضارع منصوب وقع بعد "واو" بمعنى مع وهذه الواو سبقت بنفي "لما".


5- (أو) وهي حرف عطف وتأتي بمعنى "إلى الغائية" أو تأتي بمعنى "إلا الاستثنائية" إذا جاء بعدها الفعل المضارع يكون منصوباً بأن مضمرة مقدرة وجوباً.
مثال (أو) بمعنى (إلى) الغائية: قول الشاعر
لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى ... فما انقادت الآمال إلا لصابر.

مثال (أو) بمعنى (إلا) الاستثنائية: لأقتلن الكافر أو يسلم.

ملاحظة: ما تم ذكره في القسم الثاني والثالث هو قول جمهور النحويين، ومذهب الكوفيين أن جميع أدوات النصب تنصب بنفسها ولا يحتاج إلى إضمار (أن).
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه على الآجرومية: ولكن قاعدتنا في باب النحو التي ينبغي أن نسير عليها أنه إذا اختلف النحويون في مسألة سلكنا الأسهل من القولين، لأننا إذا أخذنا بالرخص في باب الإعراب فهذا جائز.

وصلِّ اللهم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

إسمهان الجادوي 05-03-2014 12:27 PM

الدرس العاشر: نواصب الفعل المضارع
 
الدرس العاشر.

نواصب الفعل المضارع


نواصب الفعل المضارع عشرة، وهي: أن، ولن، وإذن، وكي، ولام كي، ولام الجحود، وحتى، والجواب بالفاء والواو وأو " .

هذه الأدوات على ثلاثة أقسام: قسم ينصب بنفسه، وقسم ينصب بأن مضمره بعدها جوازاً، وقسم ينصب بأن مضمره بعدها وجوباً.

القسم الأول: وهو الذي ينصب بنفسه وهي أربعة حروف وهي: أنْ، ولن، وإذن، وكي.

1- (أن): هي أم الباب وهي (أن) المصدرية أي التي تُقدر مع ما بعدها بمصدر، وهي حرف مصدر ونصب واستقبال.
مثال (1): في قوله تعالى " وأن تصوموا خيرٌ لكم " (أن) هنا مصدرية ناصبة، أي يصح أن تزيل (أن) والفعل بعدها وتقدر في غير القرآن فتقول: صيامكم خيرٌ لكم، فالمصدر هنا (صومكم) سُبك من (أن) والفعل بعدها.

مثال (2): أحبُ أن تفهمَ.
أن: مصدرية تنصب الفعل المضارع.
تفهم: فعل مضارع منصوب بـ (أن) وعلامة نصبه فتحة ظاهرة على آخره، والفاعل مستتر وجوباً تقديره (أنت).

2- (لن): وهي حرف نصب ونفي واستقبال، حرف نصب لأنها تنصب الفعل المضارع، ونفي لأنها تنفي الفعل، واستقبال لأنها تحول المضارع الذي للحال إلى المستقبل.
مثال: قوله تعالى " لن نؤمن لك "، نؤمن: فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه فتحة ظاهرة على آخره.
وقوله " لن نبرح عليه عاكفين "، نبرح: فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه فتحة ظاهرة على آخره.

3- (إذن): وهو حرف جوابٍ وجزاءٍ ونصب، ويُشترط لنصبه للفعل المضارع شروط وهي:
الشرط الأول: أن يكون الفعل بعدها مستقبلاً.
الشرط الثاني: أن تكون في أول الكلام.
الشرط الثالث: أن لا يُفصل بينها وبين منصوبها الفعل المضارع بفاصل مهم، أما إذا كان الفاصل غير مهم فلا يؤثر في الفصل مثل القسم أو النداء أو (لا) النافية.
مثال: عندما تقول: سآتيك غداً، فيقول صاحُبك: إذن أكرمَك، هنا الفعل المضارع جاء مستوفياً للشروط لذا نُصب.

4- (كي): وهي حرف مصدر ونصب.
مثال: جئتُ كي أستمعَ إليك. (أستمعَ) فعل مضارع منصوب بـ(كي).


القسم الثاني: وهو الذي ينصب الفعل المضارع بواسطة (أن) مضمرة بعده جوازاً، وهو حرف واحد وهو لام التعليل.
مثال: قال تعالى " فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدواً وحزناً "، فاللام حرف جر، و(يكون) فعل مضارع منصوب بـ (أن) مقدرة بعد لام التعليل، و(أن) وما دخلت عليه في تأويل مصدر أي لكونه.

القسم الثالث: وهو الذي ينصب الفعل المضارع بواسطة (أن) مضمرة وجوباً، وهي خمسة حروف:
1- (لام الجحود): والجحود هو نوع من أنواع النفي، وضابطها أن تُسبق بـ (ما كان) أو (لم يكن) أو (غير كائن).

المثال الأول: قال تعالى " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم " اللام هنا بعدها فعل مضارع وقد سُبقت بـ (ما كان) كون منفي، والفعل المضارع منصوب بـ (أن) مقدرة وجوباً بعد لام الجحود.

المثال الثاني: قال تعالى " لم يكن الله ليغفر لهم " يغفر: فعل مضارع منصوب بـ (أن) مضمرة وجوباً.

2- (حتى): وهي حرف جر وتفيد الغاية.
مثال: قوله تعالى " حتى يرجع إلينا موسى ". يرجع: فعل مضارع منصوب بـ (أن) مضمرة وجوباً.

3- فاء السببية، ومن شرطها أن يسبقها نفي أو طلب، والطلب أنواع، وقد جُمع النفي والطلب في بيت شعر وهو:
مُرْ، وَادْعُ، وَانْهُ، وَسَلْ، وَاعْرِضْ لحَضِّهِمُ ... تَمَنَّ، وارْجُ، كذاك النَّفيُ، قد كَمُلا

مثال الطلب (الأمر) قول الشاعر:
يا ناقي سيري عنقاً فسيحا ........ إلى سليمان فنستريحا
الفاء هنا جاء بعدها الفعل المضارع (نستريح) وهي مسبوقة بـ أمر(سيري) فيُعرب الفعل المضارع (يستريح) فعل مضارع منصوب بـ (أن) المضمرة وجوباً بعد فاء السببية وقد تحقق شرطها حيث سُبقت بالأمر.

مثال الفاء بعد النهي: قوله تعالى " ولا تطغوا فيه فيحلَ عليكم غضبي " هنا فاء السببية وقد جاء بعدها الفعل المضارع (يحل) وقد سبقها النفي (ولا تطغوا) فيكون الفعل المضارع منصوب بـ (أن) مضمرة وجوباً بعد فاء السببية المسبوقة بالنهي.

مثال الفاء بعد الدعاء: قول الشاعر:
ربِّ وفقني فلا أعدل عنْ ............ سنن الداعين في خير سنن
هنا فاء السببية جاء بعدها فعل مضارع وهي مسبوقة بدعاء، فيُعرب الفعل المضارع (أعدل) بأنه فعل مضارع منصوب بـ (أن) مضمرة وجوباً بعد فاء السببية المسبوقة بالدعاء.

مثال الفاء بعد الاستفهام: هل حفظت دروسك فأسمعها لك؟ أسمع: فعل مضارع منصوب بـ (أن) مضمرة وجوباً الواقعة بعد فاء السببية المسبوقة بالاستفهام.

مثال الفاء بعد العرض: ألا تنزل عندي فأكرمك.

مثال الفاء بعد التمني: قول الشاعر
ألا ليت الشباب يعود يوماً ... فأخبره بما فعل المشيبُ

مثال الفاء بعد الرجاء: لعل الله يشفيني فأزورك.

4- واو المعية ولابد أن يسبقها مما اشترط في الفاء الدالة على السببية وهو الطلب بأنواعه أو النفي.
مثال: قول الله عزّ وجلّ ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴾ [آل عمران: 142]، هذه واو المعية ومسبوقة بالنفي وهو قوله ﴿ لَمَّا يَعْلَمِ ﴾، "وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ" أي مع علمه بالصابرين، وهو فعل مضارع منصوب وقع بعد "واو" بمعنى مع وهذه الواو سبقت بنفي "لما".


5- (أو) وهي حرف عطف وتأتي بمعنى "إلى الغائية" أو تأتي بمعنى "إلا الاستثنائية" إذا جاء بعدها الفعل المضارع يكون منصوباً بأن مضمرة مقدرة وجوباً.
مثال (أو) بمعنى (إلى) الغائية: قول الشاعر
لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى ... فما انقادت الآمال إلا لصابر.

مثال (أو) بمعنى (إلا) الاستثنائية: لأقتلن الكافر أو يسلم.

ملاحظة: ما تم ذكره في القسم الثاني والثالث هو قول جمهور النحويين، ومذهب الكوفيين أن جميع أدوات النصب تنصب بنفسها ولا يحتاج إلى إضمار (أن).
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه على الآجرومية: ولكن قاعدتنا في باب النحو التي ينبغي أن نسير عليها أنه إذا اختلف النحويون في مسألة سلكنا الأسهل من القولين، لأننا إذا أخذنا بالرخص في باب الإعراب فهذا جائز.

وصلِّ اللهم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

إسمهان الجادوي 05-15-2014 08:04 PM

رد: تسهيل النحو: متن الآجرومية
 
الدرس الحادي عشر.

جوازم الفعل المضارع


جوازم الفعل المضارع عددها ثمانية عشر جازماً وهي: لَمْ، لَمَّا، ألَمْ، ألَمَّا، ولام الأمر والدعاء، ولا في النَّهيِ والدعاء، واِنْ، ومَنْ، ومهما، واِذْما، وأَيُّ، ومتى، وأَيَّانَ، وأينَ، وأَنَّى ، وحَيثُمَا، وكيفما، وإذا في الشِّعر خاصة.
هذه الجوازم تنقسم إلى قسمين: قسم يجزم فعلاً واحداً، وقسم يجزم فعلين.

القسم الأول: الجوازم التي تجزم فعلاً واحداً وهي: لَمْ، لَمَّا، ألَمْ، ألَمَّا، ولام الأمر والدعاء، ولا في النَّهيِ والدعاء.
1- لم: وهو حرف نفي وجزم وقلب.
مثال: قوله تعالى " لم يلدْ ولم يولدْ " يلد: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون.
وقوله " قل لم تؤمنوا ". تؤمنوا: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة.

2- لما: أيضاً حرف نفي وجزم وقلب.
مثال: قوله تعالى " كلا لما يقض ما أمره " يقض: فعل مضارع مجزوم بلما وعلامة جزمه حذف حرف العلة.

3- ألم: وهي (لم) زيدت عليها همزة التقرير.
مثال: قوله تعالى " ألم نشرحْ لك صدرك " نشرح: فعل مضارع مجزوم بألم وعلامة جزمه السكون.
وقوله تعالى " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ". تر: فعل مضارع مجزوم بألم وعلامة جزمه حذف حرف العلة لأنه معتل الاخر.

4- ألما: وهي (لما) زيدت عليها الهمزة.
مثال قول الشاعر عمرو بن كلثوم:
إليكم يا بني بكر إليكم *** ألما تعرفوا منا اليقين
فـ "تعرفوا" فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ بـ "ألمّا"، وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة.

5- لام الأمر ولام الدعاء، ويُفرق بينهما بأن لام الأمر تكون من الأعلى للأدنى، ولام الدعاء تكون من الأدنى للأعلى، في نحو قول الله عزّ وجلّ ﴿ وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ﴾ [الزخرف: 77]، هذه تُسمّى بلام الدعاء لأنها من الأدنى إلى الأعلى، أما إذا كانت من الأعلى إلى الأدنى كقول الله عزّ وجلّ ﴿ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ ﴾ [الطلاق: 7]، فاللام هنا هي لام الأمر. (ليقض) اللام لام الدعاء، و(يقض) فعل مضارع مجزوم بلام الدعاء وعلامة جزمه حذف الياء لأنه معتل الآخر، و(ينفق) فعل مضارع مجزوم بـ"لام" الأمر وعلامة جزمه السكون.

6- لا في النَّهيِ والدعاء: كما قيل في "لام الأمر والدعاء" كذلك يُقال في "لا" الناهية والدعاء، لأن "لا" الناهية هي التي يكون الأمر فيها من الأعلى إلى الأدنى، وأما "لا" الدعائية فهي بعكسها، يكون من الأدنى إلى الأعلى، فالصيغة صيغة نهي لكن لا يصح للعبد أن ينهى ربه فتسمى "لا" الدعاء تأدباً مع المدعو.
مثال على لا الناهية: قوله تعالى " فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ }الحجر65 "وَلاَ يَلْتَفِتْ" "لا" ناهية "يلتفت" فعل مضارع مجزوم بـ"لا" الناهية وعلامة جزمه السكون.
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحدٍ ذهبًا ما بلغ مُد أحدهم ولا نصيفه ). فهنا "لا" ناهية "تسبوا" فعل مضارع مجزوم بـ"لا" الناهية وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة.

مثال على لا التي للدعاء: قوله تعالى " رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ".
تؤاخذ: فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه السكون.
تحمل: فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه السكون.

////

يُتبع في درسٍ قادم - بإذن الله -.

إسمهان الجادوي 05-15-2014 08:04 PM

رد: تسهيل النحو: متن الآجرومية
 
(تابع) جوازم الفعل المضارع.


القسم الثاني: الجوازم التي تجزم فعلين، ويُسمى أولهما فعل الشرط، وثانيهما جواب الشرط وجزاءه، وهي بقية الجوازم.
1- (إن) وهي أم الباب وهي حرف شرط يجزم فعلين.
مثال: قوله تعالى " إن تمسسْكم حسنةٌ تسؤْهم وإن تصبْكم سيئة يفرحوا بها".
إن: أداة شرط.
تمسس: فعل مضارع وهو فعل الشرط مجزوم بـ (إن) وعلامة جزمه السكون.
تسؤهم: فعل مضارع وهو جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون.
تصبكم: فعل الشرط وهو فعل مضارع مجزوم بـ (إن) وعلامة جزمه السكون.
يفرحوا: جواب الشرط وهو فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة.

2- (ما) أيضاً تجزم فعلين.
مثال: ثوله تعالى " وما تفعلوا من خير يعلمْه الله ".
تفعلوا: فعل مضارع وهو فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة.
يعلمه: فعل مضارع وهو جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون.

3- (من) وهي: اسم شرط، وإذا جاءت في أول الكلام تعرب مبتدأ.
مثال: قوله تعالى " ومن يغلل يأتِ بما غل يوم القيامة ".
من: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
يغلل: فعل مضارع مجزوم لكونه فعل الشرط وعلامة جزمه السكون.
يأتِ: جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة لأنه فعل مضارع معتل الآخر.

4- (مهما) وهي اسم شرط على الصحيح.
مثال: قوله تعالى " وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين ".
مهما: اسم شرط.
تأتنا: فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة لكونه معتل الآخر، لأن أصله (تأتينا).
وجواب الشرط هو جملة (فما نحن لك بمؤمنين).

وقال الشاعر:
ومهما تكنْ عند امرىءٍ من خليقة ..
وإن خالها تخفى على الناس تُعلم
(تكن) فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون.
(تعلم) جواب الشرط مجزوم.

5- (إذ ما) هي من أدوات الشرط وتجزم فعلين، الأول منهما يُسمى فعل الشرط، والثاني يُسمى جواب الشرط، وهي على الصحيح حرف مثل (إن).
مثاله: قول الشاعر:
وإنك إذ ما تأتِ ما أنت آمرٌ ..... به تُلْفِ من إياة تأمرُ آتيا
إذ ما: أداة الشرط.
تأتِ: فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة لأن الأصل (تأتي).
تُلفِ: جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة لأن أصله (تُلفي).

6- (أي).
مثال: تقول: أي كتابٍ تقرأْ أقرأْ.
تقرأ: فعل مضارع وهو فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون.
أقرأ: فعل مضارع وهو جواب الشرط وعلامة جزمه السكون.
فائدة: (أي) اسم، وهو يختلف عن غيره بأنه مُعرب، أي يتغير حاله الإعرابي بسبب العوامل، وقال بعض النحويين: أن أدوات الشرط أشبهت الحروف في عملها لذا بُنيت، لكن (أي) اختلفت عن بقية أسماء الشرط بأنها تُضاف، فتقول مثلاً: أيُكم، وتقول: أيُ رجلٍ، والإضافة من خصائص الأسماء فابتعدت (أي) من البناء واقتربت من الإعراب.
مثال: قوله تعالى " أياً ما تدعو فله الأسماء الحسنى "
(أي): اسم شرط معرب منون وهو مفعول به مقدم منصوب، وظهرت عليه الفتحة لكونه مُعرباً.
تدعوا: فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة لأن أصله (تدعون).
وجمله (فله الأسماء الحسنى) هي جواب الشرط، ودخلت عليها الفاء بسبب كونها جملة اسمية.

7- (متى) وهي تُستعمل عدة استعمالات كالاستفهام مثلاً، ومنها استعمالها كأداة شرط.
مثاله: قول الشاعر
أنا ابنُ جَلا وطلاّع الثنايا .... متى أضعْ العمامة تعرفوني
متى: اسم شرط.
أضع: فعل مضارع وهو فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون.
تعرفوني: جواب الشرط، وأصلها (تعرفونني) وهو مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة.

8- (أيان) وهو بمعنى المكان أو الوقت.
مثال: تقول: أيان ما تجلسْ أجلس.
تجلس: فعل مضارع وهو فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون.
أجلس: فعل مضارع وهو جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون.

وقال الشاعر:
أيان نؤْمنْك تأمن غيرنا وإذا لم .. تُدركْ الأمن منا لم تزل حذرا
أيان: اسم شرط مبني على الفتح.
نؤمن: فعل مضارع فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون.
تأمن: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون.

9- (أين).
ومثاله: قوله تعالى " أينما تكونوا يُدرككم الموت ".
أين أو أينما: أداة شرط.
تكونوا: فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة.
يدركْم: جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون.

10- (أنى).
مثال: تقول: أنى تحضرْ أحضرْ.
أنى: أداة جزم يجزم فعلين.
تحضر: فعل مضارع وهو فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون.
أحضر: فعل مضارع وهو جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون.

11- (حيثما) وهو اسم شرط يجزم فعلين.
مثال: قال الشاعر:
حيثما تستقمْ يُقدّرْ لك الله .. نجاحاً في غابر الأزمان.
حيثما: اسم شرط مبني على السكون.
تستقم: فعل مضارع فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون.
يقدر: فعل مضارع جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون.

12- (كيفما).
مثاله: قولك كيفما تكنْ أكنْ.
كيفما: اسم شرط.
تكن: فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون.
أكن: جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون.

وهناك أداة أيضاً ولكنها لا تجزم إلا في الشعر خاصة وهي (إذا).
والأصل في كلام العرب أنها لا تجزم، أي لا يأتي فعل الشرط وجوابه مجزومين، لكن وجدا مجزومين في الشعر خاصة للضرورة.
مثاله: قول الشاعر
استغنِ ما أغناك ربُك بالغنى ... وإذا تُصبْك خصاصةٌ فتجملِ
إذا: أداة الشرط.
تصب: فعل مضارع فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون.
فتجمل: جواب الشرط في محل جزم.

والله تعالى أعلم.

وصلى الله على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

إسمهان الجادوي 05-15-2014 08:05 PM

رد: تسهيل النحو: متن الآجرومية
 
الدرس الثاني عشر.
مرفوعات الأسماء.


المرفوعات سبعةٌ، وهي: (1) الفاعلُ، (2) المفعول الذي لم يُسمْ فاعله، (3) المبتدأ، (4) خبره، (5) اسم (كان) وأخواتها، (6) خبر (إن) وأخواتها، (7) التابع للمرفوع، وهو أربعة أشياء: النعت، والعطف، والتوكيد، والبدل.

لا تكاد تخلو جملة من الجمل العربية من أحد هذه الأبواب الكبرى للرفع، وسنشرحها واحداً واحداً.

أولاً: الفاعل.
تعريف الفاعل في اللغة: هو من قام به الفعل.
فإذا قلت: (قام زيدٌ) فهو في اللغة فاعل.
وإذا قلت: مات زيدٌ، فهو أيضاً فاعل.
إذن لا يلزم أن الفاعل هو الذي أحدث الفعل، لكن في الغالب يكون هو المُحدث، بل حتى لو نُفي عنه الفعل كقولك: ما قام الرجلُ، فالرجل هنا فاعل مع أنه لم يقم.
التعريف في الاصطلاح: هو الاسم المرفوع المذكور قبله عامله.
قولنا في التعريف: (الاسم) معنى ذلك أنه يخرج الفعل، فالفعل لا يكون فاعلاً، ويخرج من الحرف، فالحرف لا يكون فاعلاً، فلابد أن يكون الفاعل اسمًا.

والفاعل ينقسمُ إلى قسمين:
القسم الأول: الظاهر: المقصود بالظاهر يعني أنه يكون اسمًا ظاهرًا.
أمثلة:
1- قَامَ زَيْدٌ, الفاعل هنا اسمٌ ظاهرٌ مفرد، وهو مرفوع وعلامة رفعه الضمة، وعامله فعلٌ ماض.
2- َيَقُومُ زَيْدٌ, الفاعل هنا اسمٌ ظاهرٌ مفرد، وهو مرفوع وعلامة رفعه الضمة، وعامله فعلٌ مضارع.

3- قام الزَّيْدَانِ, الفاعل هنا مثنى، وهو مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى، والعامل الذي رفع قوله (الزَّيدانِ) هو قوله (قام)، وهو هنا فعلٌ ماضٍ.
4- يَقُومُ الزَّيْدَانِ, الفاعل هنا مثنى، وهو مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى، والعامل الذي رفع قوله (الزَّيدانِ) هو قوله (يقوم)، وهو هنا فعلٌ مضارع.

5- قَامَ الزَّيْدُونَ, الفاعل هنا جمع مذكرٍ سالم، وهو مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم، والعامل الذي رفع قوله (الزَّيدونَ) هو قوله (قام)، وهو هنا فعلٌ ماضٍ.
6- يَقُومُ الزَّيْدُونَ, الفاعل هنا جمع مذكرٍ سالم، وهو مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم، والعامل الذي رفع قوله (الزَّيدونَ) هو قوله (يقوم)، وهو هنا فعلٌ مضارع.

7- قَامَ اَلرِّجَالُ, الفاعل هنا جمع تكسير، وهو مرفوعٌ وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والذي رفعه فعلٌ ماضٍ.
8- يَقُومُ اَلرِّجَالُ, الفاعل هنا جمع تكسير، وهو مرفوعٌ وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والذي رفعه فعلٌ مضارع.

9- قَامَتْ هِنْدٌ, الفاعل هنا اسمٌ ظاهرٌ مفرد، وهو مرفوع وعلامة رفعه الضمة، وعامله فعلٌ ماض.
10- تقومُ ْهِنْدُ, الفاعل هنا اسمٌ ظاهرٌ مفرد، وهو مرفوع وعلامة رفعه الضمة، وعامله فعلٌ مضارع.

11- قَامَتْ الْهِنْدَانِ, الفاعل هنا مثنى، وهو مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى، والعامل الذي رفع قوله (الهندانِ) هو قوله (قامت)، وهو هنا فعلٌ ماضٍ.
12- تَقُومُ الْهِنْدَانِ, الفاعل هنا مثنى، وهو مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى، والعامل الذي رفع قوله (الهندانِ) هو قوله (تقوم)، وهو هنا فعلٌ مضارع.

13- قَامَتْ الْهِنْدَاتُ, الفاعل هنا جمع مؤنث سالم، وهو مرفوع وعلامة رفعه الضمة لأنه جمع مؤنث سالم، والعامل الذي رفع قوله (الهندات) هو قوله (قامت)، وهو هنا أيضًا فعلٌ ماضٍ.
14- تَقُومُ الْهِنْدَاتُ, الفاعل هنا جمع مؤنث سالم، وهو مرفوع وعلامة رفعه الضمة لأنه جمع مؤنث سالم، والعامل الذي رفع قوله (الهندات) هو قوله (تقوم)، وهو هنا فعلٌ مضارع.

15- قَامَتْ اَلْهُنُودُ, الفاعل هنا جمع تكسير، وهو مرفوعٌ وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والذي رفعه فعلٌ ماضٍ.
16- تَقُومُ اَلْهُنُودُ, الفاعل هنا جمع تكسير، وهو مرفوعٌ وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والذي رفعه فعلٌ مضارع.

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،


17- قَامَ أَخُوكَ, الفاعل هنا اسم من الأسماء الخمسة مرفوع وعلامة رفعه الواو، والعامل فعلٌ ماضٍ.
18- يَقُومُ أَخُوكَ, الفاعل هنا اسم من الأسماء الخمسة مرفوع وعلامة رفعه الواو، والعامل فعلٌ مضارع.


//////////////////////


19- قَامَ غُلَامِي, الفاعل هنا مضاف إلى ياء المتكلم، والمضاف إلى ياء المتكلم لابد أن يكون ما قبل الياء فيه مكسورًا، لذلك نقول عند إعرابه إن كلمة (غلام) هنا فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، والعامل فعل ماضٍ.
20- يَقُومُ غُلَامِي, الفاعل هنا أيضاً مضاف إلى ياء المتكلم، فهو فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، والعامل فعل مضارع.

\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\


تنبيه: إذا جاء الفاعل مؤنثاً فإنه تلحق الفعل علامة تأنيث، هذه العلامة تدل على أن فاعله مؤنث، وهناك علامتان:
العلامة الأولى: تاء التأنيث الساكنة وهي تلحق الفعل الماضي في آخره، مثل: ذَهَبَتْ، وقَالَتْ.
العلامة الثانية: تاء متحركة تكون في أول الفعل المضارع، مثل: تَذهب، وتَقول.

انتهى الدرس.

وصلى الله على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

إسمهان الجادوي 05-15-2014 08:18 PM

رد: تسهيل النحو: متن الآجرومية
 
الدرس الثالث عشر.


تقدم أن الفاعل ينقسم إلى ظاهر ومضمر.

القسم الثاني: المضمر.
تعريف المضمر: ما لا يدل على المراد منه إلا بقرينة تكلم أو خطاب غيبة.

الضمائر في كل مقام وفي كل باب من أبواب النحو اثنا عشر.
إما يكون الضمير للمتكلم: وهو نوعان.
1- للمتكلم الواحد: (ضَرَبْتُ). (التاء) ضمير المتكلم الواحد، وهو فاعلٌ مبنيٌّ على الضم في محل رفع.
2- للجماعة: (ضَرَبْنَا) وقد يُستعملُ أيضاً لمن يُعظم نفسه. (نا) الفاعلين، وهو فاعلٌ مبنيٌّ على السكون في محل رفع.

وإما يكون الضمير للمخاطب: وهو خمسة.
1- للواحد المذكر: (َضَرَبْتَ). (التاء) ضمير المُخاطب المذكر وهو فاعل مبني على الفتح في محل رفع.
2- للواحدة المؤنثة: (وَضَرَبْتِ). (التاء) ضمير المُخاطب المؤنث وهو فاعل مبني على الكسر في محل رفع.
3- للمثنى ويستوي فيه المذكر والمؤنث: (وَضَرَبْتُمَا). (تما) ضمير للمثنى وهو فاعل مبني على السكون في محل رفع.
4- لجمع المذكر السالم: (ضَرَبْتُمْ). (تم) ضمير لجماعة الذكور، وهو فاعل مبني على السكون في محل رفع.
5- لجمع الإناث: (ضَرَبْتُنَّ). (تن) ضمير لجماعة الإناث، وهو فاعل مبني على الفتح في محل رفع.

وإما يكون الضمير للغائب: وهو خمسة.
1- للواحد المذكر: (ضَرَبَ). الفاعل هنا ليس ظاهرًا، وإنما هو مستتر، وهو ضمير تقديره (هو).
2- للواحدة المؤنثة: (ضَرَبَتْ). أيضاً الفاعل هنا ليس ظاهرًا، وإنما هو مستتر، وهو ضمير تقديره (هي).
3- للمثنى ويستوي فيه المذكر والمؤنث: (ضَرَبَا). (الألف) فاعل ضمير مثنى مبني على السكون في محل رفع.
4- لجمع المذكر: (ضَرَبُوا). (الواو) فاعل مبني على السكون في محل رفع.
5- لجمع الإناث: (ضربن). (النون) فاعل مبني على الفتح في محل رفع.

الخلاصة: هذه الضمائر كلها تعرب فاعل وهي ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، وجميعها متصلة، ما عدا ضمير الغائب (المفرد والمفردة) فإنه مستتر (ضربَ، ضربتْ).

تنبيه:
هذه الضمائر المذكورة في الأمثلة كلها ضمائر متصلة، وقد يأتي الفاعل ضميرًا منفصلاً، ولكن لابد أن يوجد فاصل نحو قولك مثلاً "ما قام إلا هو"، و"ما قام إلا أنت"، و"ما حضر إلا أنا"، هذا هو الفاعل إذا كان ضميرًا متصلاً لابد أن يوجد فيه فاصلٌ حتى يكون هو الفاعل.

فائدة: قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: العربُ لما كان الرجلُ أعلى من المرأة جعلوا له الحركة العليا. ولما كانتِ المرأة أسفل جعلوا لها الحركة السفلى، وهذا من المناسبة الغريبة، لأن الرجال أقوى من النساء. أهـ.


انتهى الدرس.

وصلى الله على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

إسمهان الجادوي 05-15-2014 08:28 PM

رد: تسهيل النحو: متن الآجرومية
 
الدرس الرابع عشر.
نائب الفاعل.


ذكرنا أن المرفوعات سبعة، وذكرنا الأول منها وهو الفاعل، ودرس اليوم عن المرفوع الثاني وهو نائب الفاعل.

ثانياً: نائب الفاعل.
تعريفه: هو الاسم المرفوع الذي لم يُذكر معه فاعله.
أو هو المفعول الذي لم يُسم فاعله.

مبحث: أسباب حذف الفاعل مع أنه عمدة وركن في الجملة الفعلية:
السبب الأول: إذا كان الفاعل مجهولاً، كقولك: سُرق المتاعُ، إذا كان السارق مجهولاً.
السبب الثاني: تناسب الكلام وسجعه كقول العرب: من طابتْ سريرتُه حُمدتْ سيرتُه، فلو قلنا: من طابت سريرتُه حَمِدَ الناس سريرتَه، لانكسر السجع.
السبب الثالث: أن يكون الفاعل معلوماً كقول الله تعالى " خُلق الإنسانُ من عجل ".
السبب الرابع: الخوف من ذكر الفاعل كقولك: ضُربَ الرجلُ، إذا خفت من بطش الفاعل.
السبب الخامس: الخوف على الفاعل حتى لا يُنتقم منه، كقولك: ضُرب الرجلُ، إذا خفت أن يُنتقم منه.
السبب السادس: قصد الإبهام والإيهام على السامع فلا تريد أن يُعلم من السامع.
السبب السابع: تنزيه ذكر الفاعل مع المفعول به، وذلك كقولك مثلاً "خُلق الخنزير"، فتنزه أن تذكر اسم الله عزّ وجلّ مع لفظ الخنزير.

مبحث الأشياء التي تقوم مقام الفاعل عند حذفه:
الأول: المفعول به، وهو أكثر ما ينوب عن الفاعل، وإذا كان في الجملة فلا ينوب غيره.
أمثلة:
1- قول الله عزّ وجلّ ﴿ وَقُضِيَ الْأَمْرُ ﴾ [البقرة: 210]، أصل الكلام والله أعلم (وقضى اللهُ الأمرَ)، فحُذف لفظ الجلالة وهو الفاعل وأقيم المفعول به مقامه.
2- قول الله سبحانه ﴿ وَغِيضَ الْمَاءُ ﴾ [هـود: 44]، لو ذُكر الفاعل لقال ـ والله أعلم قد يكون هذا هو التقدير ـ (وغاض الله الماء)، لكن حُذف الفاعل وأُقيم غيره مقامه وهو المفعول به.

الثاني: الجار والمجرور، وفيه خلاف في إنابته عن الفاعل، بعضهم لا يرى أنه نيابته عنه، ولكنه قد ورد في القرآن الكريم قول الله عزّ وجلّ ﴿ وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ ﴾ [الأعـراف: 149]، فبعض المعربين يرون أن الجار والمجرور نائبان عن الفاعل.

الثالث: الظرف، لكن يُشترط فيه أن يكون متصرفًا وأن يكون مختصًّا.
معنى كونه متصرفاً: أي ألا يلزم النصب على الظرفية، فإن كان دائمًا منصوبًا على الظرفية مثل (حيث وإذ وإذا) فإنه لا يجوز أن ينوب عن الفاعل.
مثال الظرف المتصرف: (يوم) هذه تقع مبتدءًا، وتقع خبرًا، وتقع فاعلاً.
قال الله عزّ وجلّ ﴿ َيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا ﴾ [الإنسان: 7]، (يَوْمًا) هنا صارت مفعولاً به وليست ظرفًا.
وتقول: (يومُ الجمعة يومٌ مباركٌ)، هنا (يوم) مبتدأ وخبر.
وتقول: (أعجبني يومُ الجمعة) فتكون فاعلاً، إذًا هي متصرفة، فيجوز أن تنوب عن الفاعل.

ويكون مُختصاً بواحدٍ من أربعة أمور:
1- إما بأن يكون موصوفًا كقولك: (صيم يومٌ حارٌّ).
2- وإما أن يكون مضافًا كقولك: (صيم يومُ الخميس).
3- وإما أن يكون علمًا كقولك: (صيم رمضانُ).
4- وإما أن يكون مقترنًا بـ "أل" العهدية، كأن يكون بينك وبين بعض إخوانك أو المخاطب حديث عن يوم الاثنين مثلا فتقول "صيم اليوم"، المقصود باليوم هذا هو المعهود بينك وبين المُخاطب، حينئذٍ يجوز.

الرابع: المصدر المتصرف المختص.
إذا كان المصدر غير متصرف، مثل كلمة (سبحان)، هذه علمٌ على التسبيح، هذه ليست متصرفة لأنها لا تجئ إلا منصوبة على الظرفية، وكلمة (معاذَ الله) أيضاً ملازمة للنصب على المصدرية، هاتان الكلمتان لا تنوبان عن الفاعل لأنهما ملتزمتان النصب على المصدرية.
وأما إذا كانت الكلمة صالحة لأن تكون مبتدءًا وخبرًا وفاعلاً ومفعولاً به وفي مواضع الإعراب المختلفة فلا مانع أن تنيبها عن الفاعل.
مثال: كلمة (نفخة)، قال الله عزّ وجلّ ﴿ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ ﴾ [الحاقة: 13]، ﴿ نَفْخَةٌ ﴾ هنا نائب عن الفاعل، وهي مصدر، والمصدر هنا متصرف، لأنه يمكن أن يكون غير منصوبٍ على الظرف، فيمكن أن يكون مبتدءًا، ويمكن أن يكون خبرًا.

ويكون مُختصاً بواحدٍ من أربعة أمور:
1- إما بأن يكون موصوفًا كقولك: (ضُرب ضربٌ شديدٌ).
2- وإما أن يكون مضافًا كقولك: (ضُرب ضربُ الأمير.
3- وإما أن يكون علمًا كقولك: (ضُرب السلطانُ).
4- وإما أن يكون مقترنًا بـ "أل" العهدية، بأن يكون بينك وبين المخاطب مثلاً عهد عن ضربٍ معروف، أو تتحدثون عن ضربٍ ما، فتقول له "ضُرب الضرب"، يعني الذي بيني وبينك العهد فيه.

مبحث طريقة بناء الفعل للمجهول:
إن كان الفعل ماضياً فيُضمُ أوله ويُكسر الحرف قبل الأخير.
مثال: ضرب محمدٌ الرجل، فتقول عند البناء للمجهول: ضُرِبَ الرجلُ.

وإن كان الفعل مضارعاً فيُضم أوله ويُفتح الحرف قبل الأخير.
مثال: يضرب محمدٌ الرجل، فتقول عند البناء للمجهول: يُضرَبُ الرجلُ.

فائدة: التعبير بقولهم: (المفعول الذي لم يُسم فاعله) أولى من التعبير بقولهم (الفعل المبني للمجهول)، وسبب ذلك: أن حذف الفاعل قد لا يكون بسبب الجهل به، بل قد يكون معلوماً ولكنه حُذف وتقدم ذكر الأسباب التي من أجلها يُحذف الفاعل، وإن كان الغالب أن البناء للمجهول بسبب جهل الفاعل.

وصلى الله على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

إسمهان الجادوي 05-15-2014 08:28 PM

رد: تسهيل النحو: متن الآجرومية
 
الدرس الرابع عشر.
(تابع) نائب الفاعل.



الأصل أو الأكثر في النيابة عن الفاعل عند حذفه أن ينوب عنه المفعول به فيحذف الفاعل، ثم بعد ذلك نأتي بالمفعول به وهذا هو الأصل كما في قوله الله تعالى: ﴿ وَقُضِيَ الأمْرُ ﴾[البقرة: 210] أصله قضى اللهُ الأمرَ, حُذف الفاعل وهو لفظ الجلالة وأُتي بالمفعول به وأقيم مقام الفاعل فأخذ أحكامه.

الأحكام التي يأخذها المفعول به حين يصبح نائباً للفاعل:
أولاً: الرفع فالمفعول به بعد أن كان منصوباً رُفع.
ثانياً: أصبح عمدة بعد أن كان فضلة، فلكل جملة سواء كانت جملة اسمية أو فعلية لها ركنان, وما عدا ذلك من المكملات في الجملة يسمى فضلات.
ثالثاً: لا يصح تقديمه على عامله، لأن الفاعل لا يجوز أن يتقدم على عامله، فإذا أصبح المفعول به نائباً للفاعل أخذ حكمه فلم يجز أن يتقدم ويجب تأخيره عن عامله يعني عن فعله أو ما يعمل عمل الفعل.
رابعاً: تأنيث الفعل له جوازاً أو وجوباً، فالمفعول به إذا أصبح نائباً للفاعل فإن الفعل يؤنث له سواء على سبيل الوجوب أو الجواز.


التأنيث نوعان:
النوع الأول: حقيقي. أي أن الاسم يطلق على مسمى مؤنث في الحقيقة فيه خصائص المؤنث وهي الولادة.
النوع الثاني: مجازي. وهو الذي لا يلد لكن العرب عاملته معاملة المؤنث، مثل: "الشمس".

يجب تأنيث الفعل في موضعين:
الموضع الأول: أن يكون الفاعل حقيقي التأنيث ظاهراً متصلاً بفعله.
مثل: قامتْ هندٌ، تَقومُ هندٌ.
الموضع الثاني: أن يكون الفاعل ضميراً يعود على مؤنث مطلقاً، (حقيقي أو مجازي).
مثل: الشمسُ طلعت، المرأة جاءت. فلا يجوز أن تقول: الشمسُ طلع.

يجوز تأنيث الفعل في مواضع:
الموضع الأول: أن يكون الفاعل اسماً ظاهراً مجازي التأنيث.
مثل: طلعت الشمس، ويجوز أيضاً: طلع الشمس.
الموضع الثاني: أن يكون الفاعل حقيقي التأنيث لكنه منفصل عن فعله.
مثل: حضر اليوم عند القاضي امرأة. (المرأة): فاعل لكن هناك فاصل بينها وبين الفعل (حضر)، ويجوز أن تقول: حضرت اليوم عند القاضي امرأة.
الموضع الثالث: إذا كان الفاعل جمع التكسير، سواء لمذكر أو مؤنث.
مثل: جاء الرجال – جاءت الرجال.
جاءت الهنود – جاء الهنود.
فالتذكير على معنى الجمع (جاء الرجال) والتأنيث على معنى الجماعة - جماعة الذكور أو الإناث – (جاءت الرجال).

وكما أن الفاعل ينقسم إلى قسمين ظاهر ومضمر فنائب الفاعل أيضاً ينقسم إلى ظاهر ومضمر.

القسم الأول: الظاهر.

أمثلة:
1- ضُربَ زَيْدٌ, نائب الفاعل هنا اسمٌ ظاهرٌ مفرد، وهو مرفوع وعلامة رفعه الضمة، وعامله فعلٌ ماض.
2- يُضربُ زَيْدٌ, نائب الفاعل هنا اسمٌ ظاهرٌ مفرد، وهو مرفوع وعلامة رفعه الضمة، وعامله فعلٌ مضارع.
3- ضُربَت هندٌ, نائب الفاعل هنا اسمٌ ظاهرٌ مفرد، وهو مرفوع وعلامة رفعه الضمة، وعامله فعلٌ ماض.
4- تُضربُ هندٌ, نائب الفاعل هنا اسمٌ ظاهرٌ مفرد، وهو مرفوع وعلامة رفعه الضمة، وعامله فعلٌ مضارع.


القسم الثاني: المضمر.

الضمائر كما قلنا في درس الفاعل أنها اثنا عشر ضميراً.
إما يكون الضمير للمتكلم: وهو نوعان.
1- للمتكلم الواحد: (ضُرَبْتُ). (التاء) ضمير المتكلم الواحد، وهو نائب للفاعل مبنيٌّ على الضم في محل رفع.
2- للجماعة: (ضُرَبْنَا) وقد يُستعملُ أيضاً لمن يُعظم نفسه. (نا) الفاعلين، وهو نائبٌ للفاعل مبنيٌّ على السكون في محل رفع.

وإما يكون الضمير للمخاطب: وهو خمسة.
1- للواحد المذكر: (ضُربتَ). (التاء) ضمير المُخاطب المذكر وهو نائب فاعل مبني على الفتح في محل رفع.
2- للواحدة المؤنثة: (ضُربتِ). (التاء) ضمير المُخاطب المؤنث وهو نائب فاعل مبني على الكسر في محل رفع.
3- للمثنى ويستوي فيه المذكر والمؤنث: (ضُربْتُما). (تما) ضمير للمثنى وهو نائب فاعل مبني على السكون في محل رفع.
4- لجمع المذكر السالم: (ضُربْتُم). (تم) ضمير لجماعة الذكور، وهو نائب فاعل مبني على السكون في محل رفع.
5- لجمع الإناث: (ضُربْتُنَّ). (تن) ضمير لجماعة الإناث، وهو نائب فاعل مبني على الفتح في محل رفع.


وإما يكون الضمير للغائب: وهو خمسة.
1- للواحد المذكر: (ضُربَ). نائب الفاعل هنا ليس ظاهرًا، وإنما هو مستتر، وهو ضمير تقديره (هو).
2- للواحدة المؤنثة: (ضُربتْ). نائب الفاعل هنا ليس ظاهرًا، وإنما هو مستتر، وهو ضمير تقديره (هي).
3- للمثنى ويستوي فيه المذكر والمؤنث: (ضُربا). (الألف) نائب فاعل ضمير مثنى مبني على السكون في محل رفع.
4- لجمع المذكر: (ضُربوا). (الواو) نائب فاعل مبني على السكون في محل رفع.
5- لجمع الإناث: (ضُرِبْنَ). (النون) نائب فاعل مبني على الفتح في محل رفع.


انتهى الدرس.

وصلى الله على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

إسمهان الجادوي 05-15-2014 08:29 PM

رد: تسهيل النحو: متن الآجرومية
 
المرفوعان الثالث والرابع.
المبتدأ والخبر.



تعريف المبتدأ: هو الاسم المرفوع العاري عن العوامل اللفظية.

فالمبتدأ لا يكون إلا اسمًا، ولا يكون فعلاً، ولا يكون جملةً، ولا يكون حرفًا.

المبتدأ عبارة عما اجتمع فيه ثلاثة أمور:
الأول: أن يكون اسماً، فخرج بذلك الفعل والحرف.
الثاني: أن يكون مرفوعاً، فخرج بذلك المنصوب والمجرور بحرف جر أصلي.
الثالث: أن يكون عارياً عن العوامل اللفظية.

أمثلة: محمدٌ مجتهدٌ، الزيدان قائمان، الزيدون قائمون، زيدٌ أبوك، المسلماتُ قانتاتٌ.

العوامل تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: عوامل لفظية وهي تلك التي يُنطق بها وتُكتب، مثل حرف الجر والفعل والمضاف.
القسم الثاني: عوامل معنوية وهي التي يقع أثرها الإعرابي ولكنها لا تُوجد في الكلام ولا تُكتب ولا يُنطق بها، وذلك مثل الفعل المضارع الذي لم يسبقه جازم ولا ناصب، فالذي عمل فيه عامل معنوي وهو تجرده عن الناصب والجازم, كذلك الذي يرفع المبتدأ عامل معنوي وسموه الابتداء, يعني البدء بالكلام.

تعريف الخبر: هو الاسم المرفوع الذي يُسْندُ إلى المبتدأ ويحمل عليه، فيتم به معه الكلام.
تنبيه: هذا التعريف غير جامع، فالخبر الغالب أنه يكون اسماً، لكن قد يأتي جملة اسمية أو جملة فعلية أو شبه جملة.

معنى المسند: أي الذي يوصف به أو يوضح به أو يخبر به أو يتحدث به عن ذلك المبتدأ المذكور، والمقصود به الذي تكمل به فائدة المبتدأ، وإنما تتم الجملة الاسمية بذكر الخبر.

حكم المبتدأ والخبر: حكمهما الرفع، والرفع يكون بأمور:
الأول: ضمة ظاهرة.
مثال: اللهُ ربُنا، خالدٌ شجاعٌ.

الثاني: ضمة مقدرة للتعذر.
مثال: موسى مصطفى من الله.

الثالث: ضمة مقدرة منع من ظهورها الثقل.
مثال: القاضي هو الآتي.

الرابع: حرف من الحروف التي تنوب عن الضمة.
مثال: المجتهدان فائزان، المسلمون قادمون.

تنبيه: لابد من المبتدأ والخبر أن يتطابقا في الإفراد، والتثنية، والجمع، وفي التذكير، وفي التأنيث.

أقسام المبتدأ: قسمان، ظاهرٌ ومضمر.
القسم الأول: الظاهر.
مثال المبتدأ الظاهر: محمد رسول الله، وتقدمت الأمثلة على ذلك.

القسم الثاني: المضمر.

المبتدأ المضمر اثنا عشر لفظاً.
الأول: (أنا) للمتكلم الواحد.
مثال (1): قال الله عزّ وجلّ ﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الحجر: 49]، ﴿ أَنَا ﴾ مبتدأ، وهو ضمير ويدل على الواحد.
مثال (2): أنا عبد الله.

الثاني: (نحن) للمتكلم المتعدد أو الواحد المعظم نفسه.
مثال (1): قوله صلى الله عليه وسلم ( نحن الآخرون السابقون يوم القيامة )، (نحن) مبتدأ وهو لجماعة الذكور.
مثال (2): نحن قائمون.

الثالث: (أنتَ) للمخاطب المفرد المذكر.
مثال(1): قال الله عزّ وجلّ ﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 83]، ﴿ أَنْتَ ﴾ هنا مبتدأ، وهو ضمير المخاطب.
مثال (2): أنت فاهم.

الرابع: (أنتِ) للمخاطبة المفردة المؤنثة.
مثال: أنتِ مطيعة.

الخامس: (أنتما) للمخاطبين مذكرين كانا أو مؤنثين.
مثال (1): قال الله عزّ وجلّ ﴿ بِآَيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ ﴾ [القصص: 35].
مثال (2): أنتما قائمان، أنتما قائمتان.

السادس: (أنتم) لجمع الذكور المخاطبين.
مثال (1): قال الله عزّ وجلّ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى ﴾ [النساء: 43]، ﴿ أَنْتُمْ ﴾ مبتدأ، وهو ضمير للجماعة.
مثال (2) أنتم قائمون.

السابع: (أنتن) لجمع الإناث المخاطبات.
مثال: أنتن قائمات.

الثامن: (هو) للمفرد الغائب المذكر.
مثال (1): قال صلى الله عليه وسلم (هو عليها صدقة، وهو لنا هدية)، فابتدأ بالضمير المنفصل.
مثال (2): هو قائم بواجبه.

التاسع: (هي) للمفردة المؤنثة الغائبة.
مثال (1): قال الله سبحانه وتعالى ﴿ فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى ﴾ [طـه: 20]، ﴿ هِيَ ﴾ مبتدأ، و﴿ حَيَّةٌ ﴾ خبر.
مثال (2): هي مسافرة.

العاشر: (هما) للمثنى الغائب مطلقاً، مذكراً كان أو مؤنثاً.
مثال (1): قال سبحانه ﴿ وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ ﴾ [الأحقاف: 17]، ﴿ هُمَا ﴾ مبتدأ.
مثال (2): هما قائمان، هما قائمتان.

الحادي عشر: (هم) لجمع الذكور الغائبين، نحو: هم قائمون.

الثاني عشر: (هن) لجمع الإناث الغائبات.
مثال (1): قول الله عزّ وجلّ ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾ [آل عمران: 7]، ﴿ هُنَّ ﴾ هذه وقعت مبتدءًا.
مثال (2): هن قائمات.

تنبيه: إذا كان المبتدأ ضميراً فإنه لا يكون إلا بارزاً منفصلاً، فالمبتدأ لا يقبل الاتصال بمعنى أنه لا يكون المبتدأ ضميراً متصلاً، كما في الأمثلة.


أقسام الخبر:
الأول: المفرد، والمراد بالمفرد هنا: ما ليس جملة ولا شبيهاً بالجملة.
أمثلة: محمدٌ قائم، المحمدان قائمان، المحمدون قائمون.

الثاني: الجملة الفعلية.
مثال: محمد سافر أبوه، خالد يضرب غلامه، زيدٌ أُكل طعامه.
محمد: مبتدأ، والجملة الفعلية (سافر أبوه) خبرٌ للمبتدأ.

الثالث: الجملة الاسمية.
مثال: محمد أبوه كريم.
محمد مبتدأ، والجملة الاسمية (أبوه كريم) خبرٌ للمبتدأ.

الرابع: الجار والمجرور.
مثال: علي في الدار.
علي: مبتدأ، وشبة الجملة (في الدار) خبرٌ للمبتدأ.

الخامس: الظرف.
مثال: الكتاب فوق الطاولة.
الكتاب: مبتدأ، والظرف (فوق الطاولة) خبرٌ للمبتدأ.


ملاحظة: إذا كان الخبر جملة فلابد له من رابط يربطه بالمبتدأ، وهذا الرابط أنواع:
الأول: أن يكون ضميراً يعود إلى المبتدأ.
مثال: (زَيْدٌ قَامَ أبوه). حَيْثُ إِن كلمة (زَيْدٌ): مبتدأ، خبره الجملة الفعلية وهي: (قام أبوه) والرابط بينها وبين المبتدأ الضمير في كلمة (أبوه) لأنه يعود على المبتدأ - أي (أبو زَيْدٍ).

الثاني: أن يكون اسم إشارة.
مثال: محمد هذا رجل كريم.

الثالث: إعادة المبتدأ بلفظه في جملة الخبر.
مثال: قوله تعالى (القارعة ما القارعة).


مرجع هذا الدرس شرح المشايخ محي الدين عبد الحميد، وابن عثيمين، وحسن حفظي، ومحمد السبيهين، على الآجرومية جزاهم الله كل خير ورحم الميت منهم.

والله أعلم.

وصلى الله على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

إسمهان الجادوي 05-15-2014 08:39 PM

بَابُ اَلْعَوَامِلِ اَلدَّاخِلَةِ عَلَى اَلْمُبْتَدَأِ وَالْخَبَرِ
 
و قد ذكر المؤلف -رحمه الله تعالى- ابن آجروم الفاسي

قال المصنف رحمه الله تعالى: بَابُ اَلْعَوَامِلِ اَلدَّاخِلَةِ عَلَى اَلْمُبْتَدَأِ وَالْخَبَرِ
وَهِيَ ثَلَاثَةُ أَشْيَاءَ كَانَ وَأَخَوَاتُهَا وَإِنَّ وَأَخَوَاتُهَا وَظَنَنْتُ وَأَخَوَاتُهَا فَأَمَّا كَانَ وَأَخَوَاتُهَا, فَإِنَّهَا تَرْفَعُ اَلِاسْمَ, وَتَنْصِبُ اَلْخَبَرَ, وَهِيَ كَانَ, وَأَمْسَى, وَأَصْبَحَ, وَأَضْحَى, وَظَلَّ, وَبَاتَ, وَصَارَ, وَلَيْسَ, وَمَا زَالَ, وَمَا اِنْفَكَّ, وَمَا فَتِئَ, وَمَا بَرِحَ, وَمَا دَامَ, وَمَا تَصَرَّفَ مِنْهَا نَحْوَ كَانَ, وَيَكُونُ, وَكُنْ, وَأَصْبَحَ وَيُصْبِحُ وَأَصْبِحْ, تَقُولُ "كَانَ زَيْدٌ قَائِمًا, وَلَيْسَ عَمْرٌو شَاخِصًا" وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ.

باب كان وأخواتها

و العوامل جمع عامل يعني أداة من الكلام تدخل على الجملة الإسمية: المبتدأ و الخبر فتُحدث تغييرا في حكمه الإعرابي. و لذلك تسمى عند النحاة النواسخ: نواسخ المبتدأ و الخبر لأنها تنسخ الحكم الإعرابي السابق.

أُولى هذه النواسخ : هي كان وأخواتها: ترفع الإسم وتنصب الخبر ..يعني ترفع الكلمة الأولى و تُسمى اسم كان، تشبيها بالفاعل و تنصب الكلمة الثانية، الخبر، تشبيها بالمفعول. وتُسمى خبر كان.

كان وأخواتها: أفعال ناسخة وهي ثلاثة عشر فعلاً، و العلماء قسموها من حيث العمل إلى :
1- ما يعمل بدون شرط..وهي ثمانية (( كان، صار، ليس، أصبح، أمسى، أضحى ، وظلّ، وبات )) {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [(73) الأحزاب]، و إعراب ذلك: الواو: حرف عطف، و كان فعل ماض ناقص ترفع الاسم و تنصب الخبر، و الله: اسم كان مرفوع و علامة رفعه الضمة في آخره، وغفورا: خبرها منصوب بها و علامة نصبه الفتحة. رحيما: نعت لغفورا والنعت تابع للمنعوت في إعرابه
المثال الثاني {فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا } [(103) آل عمران]
الفاء حرف عطف، أصبح: من أخوات كان، فعل ماض ناقص ترفع الاسم و تنصب الخبر و التاء ضمير متصل في محل رفع اسم أصبح، بنعمته: جار و مجرور ونعمة مضاف و الهاء مضاف إليه
إخوانا: خبر أصبح منصوب و علامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره،
ومثاله أيضا { لَيْسُوا سَوَاءً } [ 113 آل عمران ] و {ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا}(58) النحل ]
2- ومنها ما يشترط لعملها شرط .. وهي الأربعة الباقية ((مازال ، ومابرح، وماانفك، وما فتئ )) فيتقدم عليها نفي ..بـ ( ما أو لا ) ..أو يتقدمها نهي .. بـ (لا) أو دعاء أيضا بـ (لا) .. أو ما شابه ذلك ..
({لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ}(91) طه. {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} (118) هود:
و إعرابها: الواو: حرف عطف ولا النافيه، [[و لا النافية لا تعمل إلا في لغة قليلة و في الاصل عند العرب فلا النافية لا تعمل في الجملة التي بعدها]].
يزالون: يزال فعل مضارع مرفوع و علامته ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة متصرف من أخوات كان، تنصب الاسم و ترفع الخبر، اسمها الواو ضمير متصل
مختلفين: خبرها منصوب و علامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم.
{قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ}
"تفتأ" أي: ما تفتأ، لكنها حذفت "ما" هنا، وهي مقدرة ومنوية،
3- -
وأما دام ..لا بد أن يتقدمها حرف ما المصدرية الظرفية ..
شرح معنى ما المصدرية الظرفية ..: عندما نقرأ قول الله تعالى {‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} (31) مريم
التقدير: مدة دوامي حيا، فمدة: ظرف، ودوامي: مصدر. هذه تقدم عليها( ما) يقولون هذه ( ما) المصدرية الظرفية
أما المصدرية فلأنها تُؤول بمصدر، و أما الظرفية فلأنها تدل على ظرف زمني .. فمعنى مادمت حيا أي مدة دوامي حيا فالدوام مصدر ..والذي جعلنا نقدر له المصدرية هو تقدم (ما) هذه عليه ..أما الظرفيه فهو تقدير المدة الزمنية
لأن( ما ) هذه مع الفعل الذي بعدها يقدر بمصدر معه زمن ..فتسمى حينئذ بـ ما المصدرية الظرفية ..
الإعراب: الواو: حرف عطف، أوصى: فعل ماضي مبني على الفتح منع من ظهورها المناسبة.. فاعلها مستتر جوازا الياء في محل نصب مفعول به. بالصلاة: جار و مجرور إلى أن قال ما دمت فعل ماض ناقص تعمل عمل كان ترفع الاسم و تنصب الخبر، والتاء: ضمير متصل مبني على الضم فى محل رفع اسمها، و حيا: خبر دام منصوب و علامة نصبه الفتحة في آخره. فإذن

(وَمَا تَصَرَّفَ مِنْهَا نَحْوَ كَانَ، وَيَكُونُ، وَكُنْ، وَأَصْبَحَ وَيُصْبِحُ وَأَصْبِحْ،
هل جميع أخوات كان تتصرف إلى المضارع و الأمر؟ الجواب: لا، بل هي باعتبار التصرف على ثلاثة أقسام:

أ- لايتصرف بحال: ليس / دام
ب- تصرفا ناقصا مضارع فقط : زال فتىء برح
ج- تصرفا تاما{حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}[(99) يونس ] حتى: حرف غاية و نصب يكونوا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا و علامة نصبه حذف النون لأنه من الأمثلة الخمسة و يكون: متصرف من كان ترفع الاسم و تنصب الخبر، والواو ضمير متصل، مؤمنين: خبرها منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم .
مثال آخر كذلك في قوله تعالى: {قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا}[ (50) الإسراء] و هكذا. اعرابها: كونوا: الواو اسمها و حجارة خبرها .

بالنسبة لـ ( ليس ) صيغتها ليست على صيغة الأفعال لذلك وقع الخلاف فيها هل هي إسم أو حرف ؟

هناك من يقول أنها حرف ويستدلون على ذلك بأدلة منها :
1-أنها تدل على النفي.. والنفي من المعاني التي من شأنها أنها تُؤدّى بحروف وهي تشبه (ما) النافية و( ما) حرف
2-أيضا هي جامدة لا يأتي منها مضارع ولا أمر ..فليست صيغتها صيغة الأفعال حتى نقول عنها أنها فعل ..
من جانب آخر أكثر النحويين على أن "ليس" فعل وهم يستدلون على ذلك بما سبق أن ثبتوه أن الأفعال يستدل عليها بعلاماتها ..وهي دخول تاء التأنيث أو تاء الفاعل عليها

الخلاصة: أن هذه الأفعال الناسخة ما كان منها يتصرف فإنه يعمل عمله ..وما كان منها لا يتصرف فإنه يكتفى به وحده ..
المصنف بعد ذلك يبدأ بالتمثيل لبعضها ليختم به الباب مبينا أسماءها وأخبارها ....فيقول :

تَقُولُ "كَانَ زَيْدٌ قَائِمًا، وَلَيْسَ عَمْرٌو شَاخِصًا" وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ.وترتيب الجملة الإسمية التي دخل عليها فعل ناسخ هي أن نأتي بالفعل الناسخ ثم المبتدأ الذي هو اسمها ثم خبرها.
قد يُخالف هذا الترتيب فيتقدم الخبر الذي هو آخر ركن من أركان هذه الجملة فيكون في البداية وهذا يجوز فتقول: [كان أخوك كريماً ] يصح أن تقول: [كريماً كان أخوك] لعلة بلاغية وهي التأكيد على مسألة، واستثنوا من ذلك دام/ وليس قالوا أن دام هذه لابد لها من شرط وهو تقدم (ما) المصدرية الظرفية وهي حرف لا يتقدم عليه ما بعده ومن ثم لا يجوز أن يتقدم عليها أخبارها ..
(وكان حقا علينا نصر المؤمنين)
وبعضهم استثنى ليس وهم البصريون قالوا: إن ليس لا يصلح أن يتقدم عليها خبرها: ليس الرجل حاضراً ..لا يصلح أن تقول ..حاضرا ليس الرجل..
وبعضهم أجاز وهم الكوفيون التقديم. والسلامة في منع تقدم الخبر على ليس ..
هذا بالنسبة لتقدم الخبر على فعله الناسخ أما تقدم الخبر على اسمه ( المبتدأ ) فهذا بإطلاق
والتقديم والتأخير يُلجأ إليه لعلل بلاغية إما الحصر أو التأكيد وإما الاعتناء بالمقدم
{وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}[ (47) الروم ]، إذن خبر كان هو حقا وقد تقدم على الإسم، و أما نصر المؤمنين فهو اسم كان.

**هذه الأفعال الناسخة كان وأخواتها تستعمل ناقصة، وتستعمل تامة فقد يكون لها فاعل {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ}/ {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} [(280) البقرة] / [(17) الروم]
*استثنى العلماء :( فتئ – وزال – وليس ) هذه الأفعال الثلاثة لا تُستعمل إلا ناقصة أما العشرة الباقية فتكون تامة وتكون ناقصة ..فتقول مثلا في أمسى أمسينا ..وفي أضحى أضحينا
دام لم يستخدمها العرب تامة لأن التام ينبغي أن يدل على فعل يوقعه ما بعده وهو الفاعل..
( فتئ – وزال – وليس ) هذه الأفعال ليس لها معنى يوقعها الفاعل بعدها ويكتفى به وإنما هي تدل على جمل كاملة بعدها عبارة عن مبتدأ وخبر تنسخ حكمه وهي عند النقصان تتقارب معانيها..
الأفعال الناسخة عند التمام تختلف معانيها و عند النقصان تتقارب معانيها وكلها تكاد تؤدي معنى التحول من حال إلى حال

إسمهان الجادوي 05-15-2014 08:40 PM

إِنَّ وَأَخَوَاتُهَا
 
إِنَّ وَأَخَوَاتُهَا

قال المؤلف رحمه الله تعالى: وَأَمَّا إِنَّ وَأَخَوَاتُهَا: فَإِنَّهَا تَنْصِبُ الاسْمَ وَتَرْفَعُ الْخَبَرَ، وَهِيَ: إِنَّ، وَأَنَّ، وَلَكِنَّ، وَكَأَنَّ، وَلَيْتَ، وَلَعَلَّ، تَقُولُ: إِنَّ زَيْدًا قَائِمٌ، وَلَيْتَ عَمْرًا شَاخِصٌ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ، وَمَعْنَى إِنَّ وَأَنَّ لِلتَّوْكِيدِ، وَلَكِنَّ لِلِاسْتِدْرَاكِ، وَكَأَنَّ لِلتَّشْبِيهِ، وَلَيْتَ لِلتَّمَنِّي، وَلَعَلَّ لِلتَّرَجِي وَالتَّوَقُعِ.

فإذا دخلت هذه العوامل الستة على جملة إسمية نصبت اللفظ الأول فيسمى إسمها منصوبًا ورفعت الثاني الذي هو الخبر فكان مرفوعا و يسمى خبرها.

{فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (226 النساء)، وإعرابه: الفاء رابطة لجواب الشرط و إنَّ حرف توكيد و نصب تنصب الاسم و ترفع الخبر، اللهَ: إسمها منصوب و علامة الفتح في آخره، غفور: خبرها مرفوع و علامة رفعه الضمة في آخره، رحيم: نعت لغفور مرفوع مثله.
{ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَأَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (6 الحج)
وإعرابها: ذلك إسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ و أنَّ: حرف توكيد و نصب، الله: إسم إن منصوب و علامة الفتح في آخره، هو: ضمير منفصل مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، الحق: خبر إن مرفوع و علامة رفعه ضم آخره .

كَأَنَّ: و يستعمل للتشبيه المؤكد و هو الدلالة على مشاركة أمر لأمر في معنى جامع بينهما: [كأن عمرًا أسدٌ]، و إعراب ذلك: كأن: حرف تشبيه و نصب تنصب الإسم و ترفع الخبر، عمرا: إسمها منصوب و علامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره أسد: خبرها مرفوع و علامة رفعه الضمة في آخره. [كأن الرجل أخوه] يعني يشبهه. { طلعها كأنه رؤوسُ الشياطين } /{ كأنَّ في أذنيه وقرا }

لَكِنَّ: يستعمل للاستدراك و هو تعقيب الكلام برفع ما يتوهم ثبوته أو نفيه، [زيدٌ كريمٌ لكنه فقيرٌ] وإعراب ذلك: زيد: مبتدأ و كريمٌ خبر و لكنَّ حرف استدراك تنصب الإسم وترفع الخبر، و الهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب إسمها، فقيرٌ: خبر لكنَّ مرفوع و علامة رفعه الضمة، و[لكنَّ قد يستخدم لرفع مايتوهم ثبوته أو لرفع ما يتوهم نفيه] كقولك [ما زيدٌ عالماً لكنه صالحٌ]. فإذا قلت زيد كريم.. يفهم السامع أنه غني..فأنت تريد أن تستدرك حاله الذي لا يعرفه السامع فتقول لكنه فقير ، الإستدراك= تعقيب الكلام لرفع مايتوهم ثبوته أو نفيه
{ إنَّ الله لذو فضل على الناس ولكنَّ أكثرَ الناس لا يشكرون }

ليت: و يستعمل للتمني، و التمني هو طلب ما لا مطمع في حصوله أو ما كان فيه مشقة تقول مثلا: [ليت الشبابَ عائدٌ]، ألا ليت الشبابَ يعود يوما، فليت حرف تمني و نصب تنصب الإسم و ترفع الخبر و الشباب إسمها منصوب بها وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، عائد: خبرها، و التمني إما أن يكون في أمر يستحيل حصوله كما في هذا المثال، أو في أمر فيه مشقه كقولك [ليت لي مالاً عظيمًا].

لعل: يستعمل في الترجي و هو ارتقاب الشيء المحبوب تقول: [لعل درسًا قائمٌ]، لعل: حرف ترجي و نصب تنصب الإسم و ترفع الخبر، درسا: إسمها منصوب و علامة نصبه الفتحة، قائم خبرها مرفوع و علامة رفعه الضمة في آخره.{لعل الساعةَ قريبٌ}

إذن هذه الألفاظ الستة تسمى إن و أخواتها، ويلاحظ أنَّ جميع هذه الألفاظ حروف و ليست أفعالا كـكان و أخواتها و لذلك يكون فيها شيء من الضعف .

فهل يجوز أن يتقدم الخبر على إن و أخواتها أو أن يتوسط بين إن و الإسم ؟
الجواب: لا يجوز أن يتقدم خبر هذه الحروف عليها و لا معمول هذا الخبر و لو كان ظرفا أو جار و مجرورا، فلا تقول: "قائم إن زيدا"، و لا "عندك إن زيدا" و لا "في الدار إن زيدا" أو اليوم إن زيدا. و قال النحاة: وذلك لضعفها في العمل لعدم تصرفها ولأن عملها بالقياس على أفعال، فلم تقوى قوتها، فإذن [[إن وأخواتها حروف؛ فلا تعمل في الخبر إلا إذا كان متأخرا. - أما الفعل فإنه قوي في الكلمة تأخرت أو تقدمت-. لكن يجوز أن يتوسط الخبر بينها و بين إسمها: إذا كان ظرفا أو جارا و مجرورا]]، كقول الله تعالى: {إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا} (12 المزمل) فأصل الكلام: إنَّ أنكالًا لدينا، فأنكالا إسم إن، و لدينا: خبر إن. فلأجل أن هذا ظرفا جاز أن يتوسط بين إن و إسمها. و كذلك الجار والمجرور كما في قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَار} (13 آل عمران) ، فأصل الكلام: إن لعبرة في ذلك،

***متى نقول "إن" و متى نقول "أن" ؟

قال النحاة إن ذلك على ثلاثة أقسام:

القسم الأول: [[يجوز فتح همزة إن أو كسرها في عدة مواضع: [[اذا وقعت]]:

1/ بعد فاء الجزاء: كما في قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (54 الأنعام)، فيجوز أن تقول في غير القرآن: فإنه غفور رحيم. فإذا وقعت "انَّ" بعد فاء الجزاء -المقترنة بالجواب-؛ جاز كسرها أو فتحها.

2/ بعد إذا الفجائية تقول: [خرجتُ فإذا أنَّ خالدًا نائمٌ]، فيجوز فإذا أنَّ أو إنَّ

3/ في موضع التعليل: كقوله تعالى: {إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ } (28 الطور)، ندعو الله عز و جل، كأن سائلا سأل فقال: لماذا تدعوه؟ طبعا الجواب واسع، و لكن قال إنه هو البر الرحيم يعني لأنه البر الرحيم. فيجوز أن تقول ندعوه أنه هو البر الرحيم و يجوز أيضا أن تقول ندعوه إنه هو البر الرحيم. طبعا هذا في خارج القرآن، أما في القرآن فلا يجوز التعبير أو الكلام إلا بما ورد في قراءة سبعية و تواتر الاتصال في إسنادها و اشتهر القول بها، ونتكلم هنا من جهة الصنعة النحوية فقط.

القسم الثاني [[يجب كسر همزة إن [[إذا وقعت]]: في ابتداء الكلام أو ما في معناه.

1/ في الابتداء: كقوله تعالى {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}، إنَّ: حرف توكيد و نصب، نا: ضمير متصل في محل نصب إسم إنَّ، أنزلناه: في محل رفع خبر إن.

2/ بعد ألا الاستفتاحية: قوله تعالى {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (62) يونس، فإذن ألا: هذه حرف استفتاح مبني على السكون لا محل لها من الإعراب، إنَّ: حرف توكيد و نصب تنصب الاول و ترفع الخبر، أولياء: إسمها منصوب و علامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره و هو مضاف و الله: لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور و علامة جره الكسرة الظاهرة على آخره. لا خوف عليهم، لا: نافية للجنس بطل عملها خوف: مبتدأ مرفوع، عليهم: خبر و جملة المبتدأ و الخبر في محل رفع خبر إنَّ.

3/ في أول الجملة الواقعة بعد حيث: تقول مثلا: [حيث إن محمدا ضاحك] و هكذا ..، و حيث يؤتى بها من أجل أن تبين موضعا تقول مثلا: [جلست حيث إنَّ محمدًا جالسٌ] جلست: فعل و فاعل، حيث: ظرف مكان مبني على الضم في محل نصب على الظرفية و إن حرف توكيد و نصب و محمدا: إسمها، جالس: خبرها .

4/ إذا وقعت في أول جواب القسم: يقول تعالى: { حم (وَالْكِتَابِ الْمُبِين
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ}
(1-3) الدخان،
إنا أنزلناه تأتي في جواب القسم، و إعرابها: حم: الله أعلم بمراده، و قيل خبر لمبتدأ محذوف، و الكتاب: الواو حرف قسم و جر و الكتاب مقسوم به مجرور و علامة جره الكسرة في آخره، المبين نعت للكتاب يتبعه في جره،
إنا أنزلناه إن: حرف توكيد و النا: اسم إن، و جملة أنزلناه خبر إن.

5/ إذا وقعت في أول جملة مقول القول: إذا وقعت إن بعد كلمة قال أو ما تصرف عنها فإنها مكسورة أبدا تقول: يقول إنه في الدار أو قال إنه قادم في الطريق، أو قلت إني فاعل كذا وكذا..، و هذه الجملة تسمى جملة مقول القول في محل نصب مفعول به. و إعراب الآية {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ} (30 مريم): قال فعل ماض مبني على الفتح و الفاعل ضمير مستتر جواز تقديره هو، إنَّ حرف توكيد و نصب تنصب الاسم و ترفع الخبر، إني: و الياء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب إسمها و عبد خبرها مرفوع بها و علامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره و هو مضاف الله مضاف إليه و جملة إني مع اسمها و خبرها (جملة إني عبد الله) في محل نصب مقول القول، في محل نصب مفعول به فعل قال، ففعل قال تسلط في العمل على جملة إني عبد الله .
6/ إذا دخلت لا م الابتداء في خبرها، تقول: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ} الْمُنَافِقِونَ (1) الواو: حال و الله مبتدأ و جملة يعلم خبر و إنك لرسوله : إن حرف توكيد و نصب و الكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب اسم إن، و لرسوله و اللام لام الابتداء، ورسوله خبر إن

القسم الثالث: يجب فتح همزة أن في خمسة مواضع:

1/ إذا حلت محل الفاعل: يعني جملة أن و اسمها و خبرها حلت محل الفاعل، كما في قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا} (51 العنكبوت)، أولم يكفهم فعل و الفاعل جملة أنا أنزلنا، أصل الكلام إنزالُنا، لكن الله عز و جل عبر عن الاسم الصريح بأن وما دخلت عليه . ففي هذه الحالة يجب فتح أن و لا يجوز كسرها و إعراب الآية: الواو حرف عطف، لم حرف نفي و جزم يكفي فعل مضارع مجزوم بلم و أن حرف توكيد و نصب و نا اسمها و أنزلنا جملة فعلية في محل رفع خبر أن و المصدر المنسبك من أن وما بعدها في محل رفع فاعل والتقدير أولم يكفيهم إنزالنا إليك الكتاب.

2/ اذا حلت محل نائب الفاعل : كقوله تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} ونائب الفاعل: جملة أنه استمع نفر من الجن، والتقدير: استماع نفر من الجن.
ملاحظة: أن و ما دخلت عليه في تأويل مصدر يعني تحول الجملة أن والفعل إلى إسم.

3/ إذا حلت محل المفعول به: كقوله تعالى {وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ} (81 الأنعام) يعني أنَّ و ما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول به والتقدير ولا تخافون إشراككم بالله
4/ إذا حلت محل المبتدأ: نحو{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً} (39 فصلت)، و المصدر المنسبك من أن وما بعدها مبتدأ مؤخر، والتقدير من آياته رؤيتك الأرض خاشعة فهنا أن واسمها و خبرها في تأويل مصدر يكون مبتدأ في الكلام.

5/ إذا دخل عليها حرف جر: دائما، إذا دخل على ان العاملة التي تعمل فيما بعدها حرف جر وجب فتحها. كما في قوله تعالى: {ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ} إعرابها: ذلك اسم اشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، الباء حرف جر بأن الله: أن حرف توكيد و نصب ولفظ الجلالة اسمها منصوب وهو ضمير فصل مبني على الفتح لا محل له من الاعراب وهو زائد في الكلام لا في المعنى، الحق خبر أن مرفوع و المصدر المنسبك من ان و ما بعدها مجرور بالباء و أصله: ذلك بكون الله هو الحق.

الخلاصة انه يجب كسر إنَّ في ستة مواضع، و يجب فتح أنَّ في خمسة مواضع.

هل دائما أن و إن و أخواتها عاملة في الكلام ؟
و معنى عاملة أنها تؤثر في معمولها يعني تعمل في الكلمة التي بعدها .

هل دائما إن المكسورة تكون عاملة؟
إذا خففت إن يكثر إهمالها فلا تنصب الاسم و لا ترفع الخبر. كقوله تعالى: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} (4 الطارق)، هنا إنَّ للتوكيد وليست عاملة. وقد تعمل قليلا كقوله تعالى: {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ} .

أما أنَّ: إذا خُففت فإنها تبقى عاملة وجوبا بشرط أن يكون إسمها ضمير الشأن محذوفا [[و معنى ضمير الشأن أنه ضمير مفرد غير مجرور وضع لغرض التعظيم والإجلال كما في قوله تعالى: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ} (19 الجن)]]. إذن إذا خُففت أن فإن عملها يبقى وجوبا بشرط أن يكون إسمها ضميرا للشأن محذوفا كما في قوله تعالى:
{عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَىٰ} (20 المزمل). لكن إذا اختل هذا الشرط فإنها لا تعمل.

كأن: كذلك إذا خُففت كأن بقي إعمالها وجوبًا كما في قوله تعالى: {كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ} (24) يونس]، لكن أكثر شيء يحذف إسمها.
أما لكن إذا خففت وجب إهمالها فلا تنصب إسمًا و لا ترفع خبرًا.

هل تعمل أنَّ و أخوتها إذا اتصل بها ما الحرفية أم لا؟
[إذا اتصلت ما الحرفية (وليست ما الشرطية أو ما الاستفهامية..) بإنَّ أو إحدى أخواتها بطل عملها فلا تنصب الإسم ولا ترفع الخبر، إلا ليت فيجوز فيها الإعمال و الإهمال]. مثاله قوله تعالى: {إنما اللهُ الهٌ واحدٌ} في هذه الحالة إن لم تعمل بطل عملها، إنَّ: حرف توكيد و نصب بطل عملها، ما: كافة حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب و كافة لأنها تكف عمل إن و أخواتها، الله: مبتدأ مرفوع بالإبتداء، اله: خبرمرفوع بالمبتدأ و علامة رفعهما الضم في آخرهما وواحد نعت.
[اذا دخلت ما على إن و أخواتها فصلت بين إن و اخواتها و بين الجملة الاسمية التي دخلت عليها يعني أوجدت حاجزا و سدًا منيعًا، فتعرب الكلام على كونه مبتدأ و خبر كأنما إن و أخواتها لم توجد في الكلام، فإن و أخواتها في هذه الحالة تفيد غرض التوكيد فقط و ليس لها حكم الإعراب و ليس لها أثر في النحو].
والمثال على أنما، قال تعالى: {أَنَّمَّا إلَهُكُمْ إلَهٌ واحدٌ} و إعرابها كإعراب الآية السابقة. كذلك: [لكنما زيدٌ قائمٌ] ما قلنا زيدا لأنها صارت مكفوفة، و: [كأنما زيدٌ قائمٌ] و [لعلما زيدٌ قائمٌ] إذن هذه ألفاظ تكون مهملة لاغية في العمل. أما ليت فيجوز فيها الإهمال كقولك [ليتما زيدٌ قائمٌ] و يجوز فيها الإعمال: [ليتما زيدًا قائمٌ].

إسمهان الجادوي 05-15-2014 08:42 PM

ظن وأخواتها
 
ظن وأخواتها

قال المؤلف -رحمه الله-: وَأَمَّا ظَنَنْتُ وَأَخَوَاتُهَا: فَإِنَّهَا تَنْصِبُ الْمُبْتَدَأَ وَالْخَبَرَ عَلَى أَنَّهُمَا مَفْعُولَانِ لَهَا، وَهِيَ: ظَنَنْتُ، وَحَسِبْتُ، وَخِلْتُ، وَزَعَمْتُ، وَرَأَيْتُ، وَعَلِمْتُ، وَوَجَدْتُ، وَاتَّخَذْتُ، وَجَعَلْتُ، وَسَمِعْتُ؛ تَقُولُ: ظَنَنْتُ زَيْدًا قَائِمًا، وَرَأَيْتُ عَمْرًا شاخصًا، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ.

حكم ظن وأخواتها:-أنها تنصب المبتدأ والخبر على أنهما مفعولان لها، بدليل الإستقراء تطلب مفعوليْن؛ الأول يُسمى المفعول الأول، والثانى المفعول الثانى. بمعنى:- إذا دخلت ظن وأخواتها على الجملة الإسمية، على المبتدأ والخبر قلبت المبتدأ و الخبر فجعلت المبتدأ مفعولا به أولا، والخبر مفعول به ثانى. ذكر المؤلف أخوات ظن، وذكر أمثلة لها. قال النُحاة:-
1]- حكم ظن وأخواتها: تنصب المبتدأ وتنصب الخبر.
2]- ظن وأخواتها تنقسم من حيث المعنى إلى قسمين:-
أ-أفعال قلوب ب- أفعال تصيير
أ- أفعال القلوب:- سُميت بذلك لأنها قائمة بالقلب متعلقة به، ليس لها علاقة فى الجوارح الظاهرة، فهى أفعال تدل على عمل من أعمال القلب، تدور حول العلم والظن والشك وكل ذلك من أعمال القلوب، وهى: [ظننت –حسبت – زعمت – خلت – حجوت- عددتُ_ علمتُ– رأيت- وهبْت- ألفيتُ-تَعَلَمْ =بصيغة الأمر بمعنى: إعلم]، أفعال كلها تدور حول معنى أفعال القلوب.
ب-أفعال تصيير:-سُميت بذلك لأنها تدل على تحويل الشئ من حال إلى أخرى.
وهى:[جعلت –صيرتُ - رددتُ– وهبْت – اتخذت].
إذن هذه الأفعال الخمس كلها تدل على تحويل الشئ من حالة إلى أخرى.

ملحوظة 1:- هذا التقسيم باعتبار المعنى؛ وإلا فهى جميعا تعمل عمل ظن.
ظننتُ: [ظننتُ زيدا قائما]. الإعراب: ظننتُ: فعل وفاعل
زيدا: مفعول به أول منصوب وعلامة النصب فتح آخره.
قائما: مفعول به ثانى منصوب وعلامة نصبه فتح آخره
مثال أخر: قول الشاعر لبيد:-
حسبتُ التُقى والجودَ خيرَ تجارة رباحا إذا ما المرء أصبح ثاقلا

حسبْتُ:-فعل وفاعل. حسبْتُ: بمعنى تيقنتُ، فعل ماضى مبنى على السكون، وذلك لاتصاله بالضمير المرفوع المتحرك، التاء: ضمير متصل فى محل رفع، فاعل. التُقى: مفعول به أول منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدرة،
والجودَ: معطوف، خيرَ: مفعول به ثانى مفتوح أخره.
خلتُ: [خلتُ الطالبَ نائمًا]: خلتُ: فعل ماضى من أخوات ظن تنصب مفعوليْن والتاء ضمير متصل فى محل رفع فاعل. الطالبَ: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة. نائما: مفعول به ثانى منصوب وعلامة نصبه الفتح .
زعمت: كقول أبى أمية الشاعر :-
زَعمتْنى شيخًا ولستُ بشيخٍ إنما الشيخُ مَن يدبُّ دبيبًا

زعمتنى: زعم فعل ماضى من أخوات ظن ينصب مفعولين والتاء للتأنيث، و
الفاعل ضمير مستتر تقديره هى. الياء ضمير متصل فى محل نصب مفعول به أول. شيخا:-مفعول به ثانى منصوب.
جعلت: قال تعالى {وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَٰنِ إِنَاثًا} (19) الزخرف)
جعل:-فعل ماضى مبنى على الضم، أو الفتح المقدر، واو الجماعة فاعل،
الملائكةَ: مفعول به أول منصوب، إناثا: مفعول به ثانى .
عددت: كما فى كلام الشاعر النعمان :-
فلا تَعدُدْ المولى شريكَك فى الغنى ولكن المولى شريكك فى العُدم

ف: حرف عطف، لا: ناهية، تعدد: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامه الجزم السكون. المولى: مفعول به أول منصوب وعلامة النصب الفتحه المقدرة على آخره. شريكَ: مفعول به ثانى منصوب.
هَبْ: قول الشاعر
فقلتُ أَجرنى أبامالكِ وإلا فهَبْنى امرءً هالكًا

فهبنى: الفاء رابطة لجواب الشرط، هبْنى – فعل أمر مبنى على السكون من أخوات ظن، تنصب مفعولين، والنون للوقاية، والياء: ضمير متصل فى محل نصب مفعول أول، أمراء: مفعول ثانى.
رأيتُ: قال تعالى ﴿إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا ﴿6﴾ [المعارج]، أي يعتقدونه يظنون يوم القيامة بعيدا، من أفعال القلوب فهي إذن ناسخة، ولذلك نعربها: إن: حرف توكيد تنصب الإسم وترفع الخبر، والهاء: ضمير متصل فى محل نصب إسمها، يرون: فعل مضارع مرفوع - لتجرده عن الناصب والجازم- من أخوات ظن ينصب مفعوليْن، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، واو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. الهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول أول. وبعيداً: مفعول ثاني، منصوب.
﴿وَنَرَاهُ قَرِيبًا﴾: أيضاً نرى فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره نحن، الهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول أول. وقريباً: مفعول ثانٍ، منصوب. وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
علمتُ: قال تعالى (فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ) (10 الممتحنة) علمت: فعل ماض ينصب مفعوليين والواو ضمير فى محل رفع فاعل. هن: ضمير متصل فى محل نصب مفعول به أول. مؤمنات: مفعول به ثانى منصوب وعلامة النصب الكسرة لأنه جمع مؤنث سالم.
وجدتُ: قال تعالى {تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا) (20 المزمل}
تجدوه: جواب شرط متقدم -(وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا)- فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة وهو من أخوات ظن ينصب مفعولين. واو الجماعة: ضمير متصل فى محل رفع فاعل، والهاء: ضمير متصل فى محل نصب مفعول به أول.
خيرا: مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
ألفيت: قال تعالى {إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ} (69 الصافات)
ألفوا: من أخوات ظن -بمعنى وجدوا- تنصب مفعوليْن،
أبائَهم:-مفعول به أول، ضالين:-مفعول به ثانى

2-أفعال التصيير:-
جعل: قال تعالى: {فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} (23 الفرقان)
رددتُ: قال تعالى
{لَوْ يَرُدُّونَكُم مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا} يردون: فعل مضارع من الأفعال الخمسة، مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون، الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل، الكاف مفعول أول، كفارا مفعول ثانى.
اتخذتُ: قال تعالى {وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} [النساء: 125]، يعني صيره كذلك، جعله كذلك، ولذلك أصله إبراهيم خليل مبتدأ وخبر دخل عليه الفعل الناسخ، اتخذ فنصب الأول مفعولاً أولا، والثاني مفعولاً ثانيا، ولفظ الجلالة فاعل.
صَيرتُ: [صيرتُ الخشبَ بابا]
هبْ: [وهَبْنى اللهُ فداءَك] أي جعلني الله فداك، وهبني الياء مفعول أول، وفداءك مفعول ثاني. وهذه الأمثلة لظن وأخواتها وقد لاحظنا أنها تنصب مفعوليْن.

***لكن، هل حكم ظن وأخواتها تنصب مفعوليْن دائمًا؟

الجواب: التفصيل فى ذلك: وذلك أن ظن وأخواتها على قسميين:-
أ-القسم الأول:- يعمل أبدا سواءً تقدم إسمها أو تأخر وهذا القسم جميع أفعال التصيير الخمسة، وفعليْن من أفعال القلوب وهما [هَبْ وتعلم]، وهذا دائما يعمل.

ب-القسم الثانى:- بقيه أفعال القلوب:- فلها ثلاث أحوال:-
1- الإعمال: تعمل إذا كانت على الأصل: بمعنى ألا يتقدم الإسم على ظن وأخواتها فإنها تكون هنا عاملة تنصب المبتدأ والخبر على أنهما مفعولان لها.
2-الإلغاء، 3- التعليق،
أما عملية الإلغاء والتعليق فلا يدخلان فى شئ من أعمال التصيير. ولا فى فعل من أفعال القلوب الجامدة التى لا تتصرف.

1- الحالة الأولى الإعمال وقد بيناها فى الأمثلة السابقة.
2- الحالة الثانية : [الإلغاء: إبطال العمل لفظًا ومحلاً]، ذلك لضعف العامل لكونه توسط بين المبتدأ والخبر، فكأن ظن وأخواتها فى هذا المكان غير موجودة، [[وذلك لأن العملَ إما أثرٌ لفظى وإما محلا]]، [رأيت خالدًا وهذا]: العمل اللفظى: أى أن خالدًا منصوب بالفتحة لفظًا، وهذا: إسم إشارة فى محل نصب معطوف على منصوب، وهنا نقول منصوبٌ محلاً.

والإلغاء له صورتان: [وهذا الإلغاءُ جائزٌ، لا واجبٌ]

1-أن تتوسط ظن وأخواتها بين المبتدأ و الخبر: [أحمدُ ظننتُ جالسٌ].
ظن: توسطت بين المبتدأ والخبر فبطل عملها؛ فلن تنصبَ المبتدأ ولا الخبر.
أحمدُ: مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمة، جالس: خبر المبتدأ مرفوع. لكن ([فى حال توسط العامل؛ يكون إعماله أقوى من إلغائه])، أى: [أحمدَ ظننتُ جالسًا]

2-أن تتأخر عنهما. [أحمدُ جالسٌ ظننتُ]. أحمدُ: مبتدأ، جالسٌ: خبر، ظننتُ لا تأثير لها. فالأصل أن يكون العامل فى الأول؛ فلما أتى آخرًا، لم يكن له فائدة.
([فإلغاءُ العامل المتأخر أقوى من إعماله])

الحال الثالثة: التعليق: [التعليق: إبطالُ عمل العامل –وجوبًا- لفظًا لا محلاً ].
لماذا؟ إذا جاء بعد العامل =ظن وأخواتها= ما حقه التقديم -يسمى عند النحاة: ماله صدر الكلام- كلمة؛ فإن العامل يُعلق لفظًا لا محلاً، وذلك إذا وقع بعد ظن وأخواتها ([لام الإبتداء أو ما النافية أو إنْ النافية أو همزة الإستفهام]). كلها حروف حقها التقديم فى الكلام: ففى الأصل يجوز أن تقول زيدٌ قائمٌ، أو قائمٌ زيدٌ، لكن لما اقترن بزيد لام الإبتداء؛ وجب تقديم زيد فى الكلام: [لزيدٌ قائمٌ / أزيدٌ قائمٌ ؟ / إنْ زيدٌ قائمٌ / لا زيدٌ قائمٌ]، فإذا وقعت أى هذه الصور بعد ظن وأخواتها؛ وجب تعليق العامل لفظًا لا محلاً،

لام الإبتداء: [ظننتُ لخالدٌ جالسٌ]. ظننتُ:-فعل وفاعل
لخالد: اللام لام الإبتداء وخالد مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة
جالسا: خبر المبتدأ مرفوع. والشاهد ((وجملة المبتدأ والخبر فى محل نصب سادةٌ مسدَ مفعولى ظن. مفعول أول ومفعول ثانى)).
ما النافية: قال تعالى: (لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَٰؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ) (65) الأنبياء]، [لَقَدْ عَلِمْتَُ مَا زيدٌ قائمٌ ولا عمرُو]،
إنْ النافية: [عَلِمْتَُ إنْ زيدٌ قائمٌ ولا عمرُو]،
همزة الإستفهام: [عَلِمْتَُ أَ زيدٌ قائمٌ]

الحاصل فى ذلك: أن أفعالَ القلوب المتصرفة كلها لها ثلاثة أحوال:
الحال الأولى:-الإعمال:- تعمل على الأصل: إذا تقدمت على الإسم والخبر.
الحال الثانية:-الإهمال:-عملها يبطل لفظًا ومحلاً: إذا توسط العامل بين الإسم والخبر أو تأخر عن الإسم والخبر؛ فيجوز فى هذه الحال الإعمال و الإهمال.
الحال الثالثة:-التعليق: العامل يبطل عمله لفظًا وجوبا ولكن يبقى عمله محلاً، ظابط ذلك إذا [وقع بعده ما حقه التقديم من الكلام، أى ما له صدر الكلام، كـ : (لام الإبتداء وما النافية وإن النافية وهمزة الإستفهام].

*** يجوز حذف المفعولين أو أحدهما لفعل ظن أو أحد أخواتها إذا دل الكلام على هذا المحذوف.
حذف المفعولين: قوله تعالى (أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) (62) القصص]
أين المفعول الأول والثانى لفعل تزعمون؟ محذوفان لدليل ماقبلهما عليهما،
والتقدير: تَزْعُمُونَهم شركائى، هم: مفعول أول، شركائى: مفعول ثانى.
حذف أحد المفعولين: إذا سئلتَ: [مَنْ ظننتَه قائمًا؟ فتقول: [ظننتُ عمرًا]: هنا حذفت المفعول الثانى: قائمًا، لدلالة أول الكلام عليه. أصلها: ظننتُ عمرًا قائمًا.

ملحوظة2: "ظن وأخواتها": بحسب معناه، لذلك الأصل في "عَلِمَ"، "ظن"،"رأى": علمية، يعني "اعتقد": (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا) أنها نواسخ من أفعال القلوب، كلها تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر، لكنها [تخرج من أفعال القلوب، وتنصب مفعولاً واحدًا، كما قال ابن مالك في الألفية:

لِعِلْمِ عِرْفَانٍ وَظَنِّ تَهمَة ** تَعْدِيَةٌ لِوَاحِدٍ مُلْتَزَمَة

1- إذا جاءت "عَلِمَ" بمعنى "عَرِفَ"، {لَقَدْ عَلِمْتَ مَاهَؤْلاَءِ يَنْطِقُوْنَ
2-و"ظَنَّ" بمعنى "اتهم" كقوله تعالى: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ}، بمتهم،
3- و"رأى" بمعنى "أبصر"، [رأيتُ طائرًا]، رأى: تَرِدُ بمعنيين: -الرؤية البصرية: بمعنى نظر إلى الشيء، فهنا ليست من أفعال القلوب لأن الأمر هنا محسوس، فلا تدخل في باب النواسخ وأيضا لا تدخل على المبتدأ والخبر أصلا، وإنما هي من الأفعال المتعدية تنصب مفعولا واحدا. -الرأي: وهي هنا من أفعال القلوب: [رأيتُ العلمَ نافعًا]، أي ظننته أو اعتقدته كذلك0قال تعالى {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا 6{وَنَرَاهُ قَرِيبًا} 7 [المعارج]، أي يعتقدونه يظنون يوم القيامة بعيدا، من أفعال القلوب فهي إذن ناسخة،

الأصل والغالب في "ظن" أن تكون للعلم غير المتيقن ولكن تدل على الرجحان في الخبر، لكنه يرد في لغات العرب استعمال الظن بمعنى اليقين، مثاله: قوله تعالى: {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} (46) فالخاشعون يتيقنون بلقاء الله،

"عد المصنف وجعل من ضمن ظن وأخواتها "سمعت" × ولم يعدها أكثر النحويين لا من أفعال القلوب ولا من أفعال التصيير وسبقه بذلك أبو علي الفارسي"

ملحوظة 3: المصنف عندما تكلم عن النواسخ لم يذكر "أفعال المقاربة" تعامل معاملة "كان وأخواتها" وتذكر عادة ملحقة بـ"كان وأخواتها" لأنها تعمل عملها ترفع المبتدأ وتنصب الخبر0
*ما المقصود بـ " أفعال المقاربة؟

أفعال تدل على قرب حصول الشيء، وبعضها يدل على رجائه، وبعضها يدل على الشروع فيه: أفعال المقاربة مثل "كاد، أوشك، اقترب" مثال: [كاد الليلُ أن يطلع] ، [أوشك الظلم أن ينجلي]
أفعال الرجاء: يدل على توقع حصول الشيء ورجائه :"حرى، عسى "
أفعال الشروع: وهي تدل على البدء في فعل أخبارها "جعل، طفق، شرع، أخذ" مثل: [جعل فلان يفعل كذا]0
*جميعها تسمى "أفعال المقاربة": [ويُلحِقها النحويون بـ"كان وأخواتها" لأنها تعمل عملها إلا أنهم يميزونها لأنها تتفرد بأن أخبارها لا تكون إلا جملة فعلية منصوبة بـ أنْ، ويكون فاعلها ضمير مستتر يعود على أسمائها]
مثال: [أوشك الفجر أنْ يطلعَ]، الفجر: إسم أوشك مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، "أن يطلع": جملية فعلية، أن: أداة نصب، يطلع: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، الفاعل: ضمير مستتر تقديره هو يعود على إسم أوشك "الفجر"، والجملة الفعلية في محل نصب خبر "أوشك"

إسمهان الجادوي 05-30-2014 12:49 PM

رد: تسهيل النحو: متن الآجرومية
 
بَابُ اَلنَّعْتِ

أنهينا الأنواع الأولى من المرفوعات ثم انتقل المؤلف -رحمه الله- إلى بيان التوابع، فبدأ ببابِ النعتِ. "و التوابعُ أربعةٌ: التوابع جمع تابع و سُميت بذلك لأن كل نوع من هذه الأنواع الأربعة تابع لمتبوعه مشارك لما قبله في أمرين: موضعها ومنزلتها، و في إعرابها، و ليس حالاً و لا تمييزًا، فليس لها أحكام في ذاتها لكن أحكامها تابعة لما قبلها "لمتبوعتها" فإذا كان المتبوع مرفوعًا كان التابع مرفوعًا و إذا كان منصوبًا كان التابع منصوبًا و هكذا .. فيشاركه في حكم الإعراب، " و منهم من يجعلها خمسة عطف بيان و عطف نسق، لكن الأصح والأقرب أربعة.

بدأ المؤلف ببيان النوع الأول فقال: اَلنَّعْتُ تَابِعٌ لِلْمَنْعُوتِ فِي رَفْعِهِ وَنَصْبِهِ وَخَفْضِهِ، وَتَعْرِيفِهِ وَتَنْكِيرِهِ; تَقُولُ: قَامَ زَيْدٌ اَلْعَاقِلُ، وَرَأَيْتُ زَيْدًا اَلْعَاقِلَ، وَمَرَرْتُ بِزَيْدٍ اَلْعَاقِلِ.
ثم انتقل بعد ذلك لبيان المعرفة و النكرة. إذن المؤلف عرف النعت بحكمه و قال تابع للمنعوت في رفعه ..الخ. و من النحاة من يسميه باب الصفة، و لا مشاحة في الاصطلاح يعني سواء سمينا ذلك باب النعت أو باب الصفة فكل ذلك جائز و صحيح، لأن المعنى واحد. ومن النحاة من يقول: هو التابع المبين معنى متبوعه. المهم أن النعت أو الصفة هو ما كان تابعا لمتبوعه. [الأصل في النعت أن يكون وصفا مشتقا أو يكون مؤولا بالمشتق].

**النعت قسمان إما مشتقا و إما مؤولا بالمشتق:

القسم الأول أن يكون النعت مشتقًا: معنى المشتق: هو ما أُخذ من المصدر و دل على الحدث وصاحبه، مثل اسم الفاعل: الضارب، اسم المفعول: المضروب، و أمثلة المبالغة: ضرَّاب، الصفة المشبهة: الحسن، اسم التفضيل: أعلم، أنواعها خمسة مشتقة تدل على الحدث وصاحبه: [هذا رجلٌ ضاربٌ]، [هذا عبدٌ مضروبٌ] ، [هذا رجلٌ ضرابٌ]، [رأيت رجلاً حسنَ الوجه]، [مررتُ برجل أعلمَ منك].

القسم الثاني أن يكون مؤولا بالمشتق: يعني أن يكون جامدا، لكنه يفيد معنى المشتق، مثل إسم الإشارة وإسم الموصول، ذو: بمعنى صاحب وأسماء النسب، وكذلك ما يدل على الكمال و شبه الجملة، و هذا الجامد أشبه المشتق لأنه يدل على معنى ما يدل المشتق، مثلا: [مررتُ بزيدٍ هذا]، هذا: جامد ليس مشتقًا من العاقل، لكن أولناه إلى المشتق ومعنى هذا: الحاضر، أو [مررتُ بالذي أكلَ] أي المعلوم أكله وهكذا..

**النعت قسمان: حقيقي و سببي

القسم الأول نعت حقيقي: هو التابع المبين صفة متبوعه: [مررتُ بخالدٍ الفارسِ] أو [مررتُ بالشيخِ الفقيهِ] فهو نعت حقيقى لأنه يعود إلى المتبوع نفسه.

القسم الثاني نعت سببي: وهو المكمل متبوعه ببيان صفة ما تعلق به، فإذن هنا النعت السببي لا يرجع إلى المتبوع و لكن يرجع إلى شيء له سبب بالمتبوع، وهو الذي يرفع اسمًا ظاهرًا له علاقة بالمنعوت: [جاءتْ هندٌ القائمُ أخوها]، أو [مررتُ بامرأةٍ مسلمٍ أبوها] فهذا النعت الذي هو الإسلام يعود إلى أبى المرأة –فإذن- هو نعت سببي أي تعلق بسبب المتبوع و لم يتعلق بالمتبوع تقول: [جاءني غلامُ امرأةٍ ضاربتُه هي]، [رأيت رجلاً كريمةً أمُه]، [رأيت رجلاً تقيًا أبوه]، [جاء زيدٌُ القائمةُ أمُه]: قائم إسم فاعل يعمل عمل الفعل يرفع الفاعل وينصب مفعولا به، أمه فاعل، [مررتُ بامرأةٍ قائمٍ أبوها]

فالحاصل في ذلك أن النعت قسمان نعت حقيقي ما تعلق بالمنعوت نفسه و نعت سببي ما تعلق بما له سبب و علاقة بالمنعوت.

المسألة الثالثة: حكمُ النعتِ

المؤلف -رحمه الله- ذكر أن النعت يتبع المنعوت في اثنين من خمسة فيتبعه:
1- في حكم الإعراب في النصب أو الرفع أو الجر، 2- في التعريف والتنكير
و لكن كلام المؤلف هنا على سبيل الإيجاز فقط، وإلا فهي أربعة جهات
[فالنعت الحقيقي يتبع منعوته في أربعة من عشرة]: فيتبعه في:
1- حكم الإعراب في رفع و نصب و خفض، فإما أن يكون منصوبا مثله أو مرفوعا مثله أو مجرورا مثله،
2- التعريف و التنكير: [قام زيدٌ العاقلُ]: الإعراب: جاء: فعل ماض، و زيد فاعل مرفوع والعاقل نعت مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره تابع لمنعوته.
العاقل: نعت لزيد قد تبعه في أربعة من عشر زيد مرفوع فكان النعت مرفوعا، وهو مفرد ومعرفة ومذكر، وكذلك [جاءتْ هندٌ العاقلةُ]، [مررتُ برجلٍ عاقلٍ]، [جاء الزيدان العاقلان]، و[ رأيتُ الزيديْن العاقليْن] إلى غير ذلك،
3-الإفراد والتثنية والجمع [جاء زيد العاقل، الزيدان العاقلان، الزيدون العاقلون]
4- التذكير و التأنيث تقول: [ جاء زيد العاقل] و [جاءت هند العاقلة]،

[إذن النعت الحقيقي يتبع منعوته في أربعة من عشرة].
فالإسم الواحد يجتمع فيه من هذه العشر/ أربع حالات: واحد من الحالة الإعرابية ، وواحد من التذكير أو التأنيث، وواحد من التنكير أو التعريف، واحد من الإفراد أو التثنية أو الجمع: النعت الحقيقي: وهو الذي يصف ما قبله: "هذا رجل كريم" فلا بد أن يطابقه في أربعة من العشرة الماضية: "كريم": مرفوع ونكرة ومذكر ومفرد، فتابعه في كل الأمور التي يتابع فيها المنعوت.

مسألة التبعية: تختلف في النعت الحقيقي عن النعت السببي

أما [النعت السببي فيتبع منعوته في اثنين من خمسة]:

1- في حكمه الإعرابي الرفع و النصب و الجر، 2- في التعريف و التنكير
أما التذكير و التأنيث و الإفراد و التثنية و الجمع فلا يتبعه فيها، لكن يرفع اسمًا ظاهرًا يرتبط بالمنعوت تقول مثلا: [جاء زيدٌ القائمةُ أمُهُ]، جاء: فعل ماض مبني على الفتح، زيد: فاعل مرفوع، القائمةُ: نعت لزيد و هو يتبع منعوته في الرفع و علامة رفعه الضمة و- قائم اسم فاعل يعمل عمل الفعل يرفع الفاعل و ينصب المفعول- و أمه: فاعل مرفوع و علامة رفعه الضمة في آخره. أما في التذكير والتأنيث و الإفراد والتثنية والجمع فانه يتابع مرفوعه وهو "الأم" في المثال السابق 0

و [مررتُ برجليْن قائمٍ أبوهما] فالنعت هنا مفرد و المنعوت مثنى وذلك لأن هذا النعت لا يتعلق بمنعوته وإنما يتعلق بسببه.

وما فائدة النعت ؟
قال العلماء فائدته:

1/التعريف: إذا كان المنعوت نكرة: [مررت برجلٍ صالحٍ]، فرجل هنا نكرة.

2/التوضيح: إذا كان المنعوت معرفة، تقول: "زيد العالم" فزيد هذا معرفة لكن ما أوصافه؟ للتوضيح تقول: زيد العالم .

3/ المدح: كما في قوله تعالى: {بسم اللهِ الرحمنِ الرحيمِ} .

4/ الذم: [أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيمِ] و الرجيم يعني المرجوم المبعد من رحمة الله عز و جل، إعرابها: أعوذ: فعل مضارع مرفوع، بالله: جار و مجرور متعلقان بأعوذ، من الشيطان: من حرف جر و الشيطان مجرور، و الرجيم: نعت للشيطان و النعت يتبع المنعوت في إعرابه فيكون مجرورا مثله.

5/ التأكيد: قوله تعالى: {تلكَ عَشَرَةٌ كاملةٌ} [البقرة 196]، فكاملة نعت لعشرة.

[إذا كان النعت يحتاج إلى المنعوت وجب فيه اتباعه في الحكم: وهذا -كما بينا- في المماثلة [جاء زيدٌ العاقلُ و مررت بزيدٍ العاقلِ و جاءتْ هندُ الفارسةُ و.. أما

[إذا كان المنعوت معلومًا بدون النعت؛ جاز في النعت ثلاثة أوجه: الإتباع والقطع على وجهين]، مثلا: [الحمد للهِ الحميد] فيجوز: [الحمدُ لله الحميدِ] هذا هو

الوجه الأول: الإتباع فيكون تابعا للمنعوت في حكمه. وإعراب ذلك: الحمدُ: مبتدأ، لله: جار و مجرور متعلق بخبر محذوف، و الحميدِ نعت لله مجرور مثله.

و يجوز الوجه الثاني: [الحمدُ للهِ الحميدُ] على سبيل القطع فإذا أردت أن تعرب تقول الحميدُ: خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو الحميدُ.

أما الوجه الثالث: [الحمد للهِ الحميدَ] فيكون مفعولا به لفعل محذوف تقديره أمدحُ الحميدَ.

الحاصل في ذلك إذا كان المنعوت معلوما بدون النعت جاز لك في النعت ثلاثة أوجه، أما إذا كان المنعوت غير معلوم، كأن يكون مثلا نكرة تقول مثلا مررت برجل كريم فيجوز لك وجه واحد الإتباع و لا يجوز القطع لأن المنعوت غير معلوم محتاج إلى نعته فيكون حينئذ النعت تابع له .

إسمهان الجادوي 05-30-2014 12:54 PM

رد: تسهيل النحو: متن الآجرومية
 
المعرفة

سؤال: لماذا أدخل المصنف المعرفة والنكرة بين التوابع؟
الجواب: لما كان النعت من شرطه أن يُتابع منعوته في التعريف والتنكير، فقد يسأل سائل ما التعريف وما التنكير؟ فرأى المصنف أن هذا المقام هو مقام الحديث عن المعرفة والنكرة في وسط الحديث عن التوابع.

قال المصنف – رحمه الله – "والمعرفة خمسة أشياء: الاسم المضمر نحو: أنا وأنت"
هنا ذكر المؤلف أن المعارف خمسة أشياء، والمشهور عند النحاة أنها ستة، وذلك بإضافة: الإسم الموصول، فتكون المعارف: 1-الإسم المضمر، الضمير، 2-َالِاسْمُ اَلْعَلَمُ، 3-ِاسْمُ اَلْإشارة, 4- الإسم الموصول، 5-َالِاسْمُ المعرف باَلْأَلِفُ وَاللَّامُ, 6-وَمَا أُضِيفَ إِلَى وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ اَلْخمسَةِ. فتكون المعارف ستة أنواع، ومن النحاة من أضاف نوعا سابعًا، فقال: 7- النكرة المقصودة بالنداء، كقولك فى النداء: [يارجلُ]: إذا أردتَ رجلا بعينه، ×، ولكن المشهورَ عند النحاة أن المعارف ستة أنواع،


*** فما المعرفة؟

المعرفة: ما وُضع ليستعمل فى واحد بعينه، فإذا أُطلقت هذه الكلمة؛ كان المسمى والمعين مُعَرََّفًا.

النوع الأول من المعارف: الإسم المضمر، الضمير

ما الضمير؟

الضميرُ: ما وُضع للدلالة على المتكلم أو المخاطب أو الغائب،

وينقسم من حيث الظهور إلى: [ضمير مستتر] = مخفي، غير مذكورِ فى الكلام، مقدرًا، وهو نوعان:

أ- واجب الإستتار: ضابطه: [مالا يحل محل الإسم الظاهر ولا الضمير البارز]: مثل: [إضرَبْ / أقومُ]: الفاعل: ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت / أنا،
ومثل: [ما كان فى المضارع المبدوء بتاء الخطاب]: [تقومُ –أنت-].

ب- جائز الإستتار: [ما يدل على ضمير الغائب]: [زيدٌ يقومُ]: زيدٌ: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره، يقومُ: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره، والفاعل: ضمير مستتر جوازًا تقديره هو، [الطالبةُ تحضرُ الدرسَ] الطالبةُ: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره، تحضرُ: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره، والفاعل: ضمير مستتر جوازًا تقديره هى، الدرسَ: مفعول به منصوب، وجملة "تحضر الدرس" فى محل رفع، خبر

و[ضمير بارز] ظاهر، مذكور فى الكلام:
وينقسم إلى نوعيْن: متصل و منفصل،

النوع الأول: ضمير متصل: أي متصلٌ بكلمة معه. [ما لا يُبتدأ الكلام به، ولا يقع بعد "إلا" الإستثنائية]: [ قمتُ / أَكْرَمَك]

النوع الثاني: ضمير منفصل: أي لا يتصل بشيء. [وهو ما يُفتتحُ به النطق فى الكلام، ويقع بعد "إلا" الإستثنائية فى الإختيار]: [أنا مؤمنٌ]، أنا: ضمير منفصل مبنى على السكون فى محل رفع، مبتدأ، مؤمن: خبر، [ما قام إلا أنا]: ما نافية حرف مبنى على السكون، قامَ: فعل ماضى مبنى على الفتح، إلا: أداةُ حصرٍ، أنا، ضمير منفصل مبنى على السكون فى محل رفع فاعل.

والضمير المنفصل نوعان: الأول: ضمير رفع، أي يقع في مواقع الرفع.
الثاني: ضمير نصب، أي يقع في مواقع النصب.

والضمائر أقسام:
القسم الأول: ما وضع للدلالة على المتكلم وهو كلمتان وهما (أنا) للمتكلم وحده، و(نحن) للمتكلم المعظم نفسه أو معه غيره.

القسم الثاني: ما وضع للدلالة على المخاطب وهو خمسة ألفاظ وهي: (أنتَ) للمخاطب المفرد المذكر، و(أنتِ) للمخاطبة المؤنثة المفردة، و(أنتما) للمخاطب المثنى مذكراً كان أو مؤنثاً، و(أنتم) لجمع الذكور المخاطبين، و(أنتن) لجمع الإناث المخاطبات.

القسم الثالث: ما وضع للدلالة على الغائب وهو خمسة ألفاظ أيضاً وهي: (هو) للغائب المذكر المفرد، و(هي) للغائبة المؤنثة المفردة، و(هما) للمثنى الغائب مطلقاً مذكراً كان أو مؤنثاً، و(هم) لجمع الذكور الغائبين، و(هن) لجمع الإناث الغائبات.
وهذه الضمائر يجب أن تكون في مواضع الرفع.

فإذا أردت أن أجعل هذه الضمائر المنفصلة منصوبة فكيف العمل؟

الجواب: يجب أن تأتي بضمائر النصب المنفصلة وهي أيضاً اثنا عشر، وهي مبدوأة بـ(أيا)، وهي ثلاثة أقسام أيضاً:
القسم الأول: للمتكلم اثنان (إياي) للواحد، و(إيانا) للجماعة أو للواحد المعظم نفسه.

القسم الثاني: خمسة للمخاطب وهي: (إياك) للواحد المذكر، و(إياكِ) للواحدة، و(إياكما) للاثنين أو للاثنتين، و(إياكم) لجماعة الذكور، و(إياكن) لجماعة الإناث.

القسم الثالث: خمسة للغائب وهي (إياه) للواحد، و(إياها) للواحدة، و(إياهما) للمثنى بنوعيه، و(إياهم) لجماعة الذكور، و(إياهن) لجماعة الإناث.
ولذا قال الله تعالى " إياك نعبد " لأن (إيا) مفعول به مقدم أي نعبدك.

هل تقع في موقع خفض؟

[الضمائر المنفصلة لا تقع في موقع خفض مطلقاً فهي إما مرفوعة وإما منصوبة].

[أما الضمائر المتصلة: فتقع في موضع رفع وفي موضع نصب وفي موضع جر، لأنها متصلة بالكلمة التي قبلها].

ما أقسام الضمائر المتصلة؟

[القسم الأول: ما لا يقع إلا مرفوعاً]، خمسة أشياء: تاء الفاعل بأنواعه سواء كان متكلماً (ذهبتُ) أو مخاطبًا مذكرًا (ذهبتَ) أومخاطبًا مؤنثًا ( ذهبتِ).
ألف الاثنين (ضربا، ضربتا، ضربتما)، واو الجماعة: (ضربوا)، (ضربتم)، ونون النسوة، (قمن)، وياء المخاطبة (قومي)
وتذهبين،
[هذه دائماً مرفوعة ولا يصح أن يأتي واحد منها منصوباً ولا مجروراً].

[القسم الثاني: ما يكون منصوبًا]:

2- للمتكلم: (أكرمنى محمدٌ، أكرمَنا)،
5- للمخاطب: (أكرمكَ، أكرمكِ، أكرمكما، أكرمكم، أكرمكن)،
5- للغائب: (أكرمه، أكرمها، أكرمهما، أكرمهم، أكرمهن)،

[القسم الثالث: ما يكون مجرورًا]: (مر بى خالدٌ، بنا، بكَ، بكِ، بكما، بكم، بكن، به، بهما،.....12،

أو ممكن نقول على سبيل الإختصار:

القسم الثاني: يقع في موضعي النصب والجر فقط، ياء المتكلم وكاف المخاطب وهاء الغائب.
أمثلة على (ياء) المتكلم: تقول: أكرمتني، (الياء) في محل نصب مفعول به، وتقول: مررتَ بي، (الياء) في محل جر، وهي لا تأتي في اللغة العربية في محل رفع.
أمثلة على (كاف) المخاطب: تقول: أكرمتك، (الكاف) في محل نصب مفعول به، وتقول: سلمتُ عليك، (الكاف) في محل جر بـ(على) وهي لا تأتي في اللغة العربية في محل رفع.
أمثلة على (هاء) الغائب: تقول: دعوته، (الهاء) في محل نصب مفعول به، وتقول: دعوتُ له، (الهاء) في محل جر، وهي لا تأتي في اللغة العربية في محل رفع.

القسم الثالث: ما يقع في جميع المواضع فيقع مرفوعاً ومنصوباً ومجروراً وهو ضمير المتكلمين المتصل (نا)، ويجمع ذلك قوله تعالى " رَبنَّا إنّنَّا آمَّنَّا "
(نا) في الآية الكريمة وقعت في مواضع الإعراب الثلاثة، فـ(رب) منادى منصوب لأنه مضاف (نا) مضاف إليه في محل جر، (إننا) (نا) في محل نصب لأنها اسم (إن)، (آمنا) (نا) في محل رفع لأنها فاعل.

خلاصة: إذن الضمائر المنفصلة منها ما يكون مرفوعاً، ومنها ما يكون منصوباً، ولا تقع مخفوضة، والضمائر المتصلة هي عبارة عن تسعة ضمائر فقط، خمسة منها للرفع فقط، وثلاثة للنصب والجر فقط، وواحد للمواضع الثلاثة.
والضمائر أسماء لذلك لا تكون مجزومة أبداً، لأن الجزم من خصائص الأفعال.

سؤال: ما الفرق بين الضمائر المتصلة والمنفصلة؟

القاعدة [[الضمير المتصل هو ما لا يُبتدأ به ولا يقع بعد (إلا) في الاختيار]]، فلا يصح أن تقول: ما جاء إلاك، أو إلاه، والضمير المنفصل يقع بعد (إلا) فتقول: ما جاء إلا أنت، ما أكرمت إلا إياك، كذلك الضمير المنفصل يُبتدأ به: أنت كريمٌ، وهو جوادٌ، لأن الضمير المنفصل كلمة قائمة بذاتها، أما الضمير المتصل فلابد أن يرتبط بكلمة تسبقه: فعلاً كانت أو إسماً.
[[ متى أمكن الإتيان بالضمير متصلا فلا يجوز الإتيان به منفصلا فى الإختيار، فمثلا "قمتُ"، لا أقول "قام أنا"]]، [[الضمائر المتصلة: ثلاثة أنواع: مرفوعًا، ومنصوبًا، ومجرورًا، أما الضمائر المنفصلة فنوعان يكون مرفوعًا، و منصوبًا فقط، ولا يكون مجرورًا].

والآن نستخرج من سورة الكافرون الضمائر المتصلة والمنفصلة.

1- (تعبدون) الضمير (واو) الجماعة وهو ضمير متصل في محل رفع،
2- (أنتم) ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
3- (أنا) ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
4- (عبدتم) تاء الفاعل ضمير متصل في محل رفع فاعل.
5- (أنتم) ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
6- (لكم) الكاف ضمير متصل في محل جر.
7- (دينكم) الكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
8- (لي) الياء ضمير متصل في محل جر.

إسمهان الجادوي 05-30-2014 12:54 PM

رد: تسهيل النحو: متن الآجرومية
 
النوع الثاني من الْمَعْارِف "الإسم العَلَم" :


قال المصنف -رحمه الله-: وَالْمَعْرِفَةُ خَمْسَةُ أَشْيَاءَ (1) اَلِاسْمُ اَلْمُضْمَرُ نَحْوَ أَنَا وَأَنْتَ, وَ(2) الِاسْمُ اَلْعَلَمُ نَحْوَ زَيْدٍ وَمَكَّةَ, و..

النوع الثاني "الإسم العلم": مشتق من العلامة لأنه علامة على مسماه، نحوُ "زيد: مثال للعقلاء، ومثال لغير العقلاء: مكة"0 فالعلمية لا يلزم أن تكون للعقلاء، فكل ما يُميَّز بإسم معين خاص عن أفراد جنسه ولو كان جمادًا كالبلاد والوديان فتصبح أعلامًا0

العلم إما أن يكون "مفردا، أو مركبا"

والغالب من عادة العرب استخدام الأعلام المفردة، والمركبة من عادة الأعاجم، أحيانا يتكون بأكثر من كلمة، "زيد" كلمة واحدة "عبد الله، معرفة مركبة بكلمتين.

ما أنواع التركيب؟أنواع العلم المركب ثلاثة:

1-مركبٌ إسناديٌ: وهو تركيب الجملة بمعنى أن يسمى بالجملة: "تأبَّطَّ شَراً" هذه جملة فعلية فصار إسمًا لرجلٍ، وهناك قبيلة "شاب قرناها"، فهنا الإعراب لا يظهر عليه بل يُحكى حكاية وتُنطق كما كانت ولكنها تُقدر حسب موضعها، فيلزم حالةً واحدةً ويُعرب بحركاتٍ مقدرةٍ على آخره: فتقول: [جاءَ تأبَّطَ شَرَّاً]، تأبط شراً: فاعل مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية، [رأيتُ تأبطَّ شراً]، و[مررتُ بتأبطَ شرَّاً]، مررت: فعل وفاعل والباء حرف جر، تأبط شراً: إسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية لأنه يلزم صورة واحدة. وكذلك: "شاب قرناها"، فيلزم حالة واحدة ويعرب بحركات مقدرة على آخره،

2-مركب مزجي: "حضرموت"، "معدي كرب"، "بعلبك"، أصلها عبارة عن جزئيين رُكب أحد الجزئيين على الآخر، وامتزجت وأصبحتا كلمة واحدة وأصبحت علمًا على مكان معين0

كيف يتعامل مع هذا العلم المركب تركيبًا مزجيًا؟

هنا اجتمع فيه أمران العلمية والتركيب المزجي، فهذا الإسم ممنوع من الصرف ويُعرب إعراب الممنوع من الصرف يعني يُرفع بالضمة ويُنصب ويُجر بالفتحة ولا يُنَوَّنْ: [هذا بعلبك]، هذا: إسم إشارة مبنى على السكون فى محل رفع مبتدأ، بعلبك: خبر مرفوع بالمبتدأ، وعلامة رفعه ضم آخره، ولم يُنون لأنه ممنوع من الصرف. [هذه حضرَموتُ]، [وزرتُ حَضْرَموتَ]، [نظرتُ إلى حضرَموتَ]0

إلا أن من الأعلام المركب تركيبًا مزجيًا ما يكون مختومًا بـ "ويه": مثل: "سِيبويه"، "نِفطويه" "زِنْجَوَيْه"، فهي عبارة عن كلمتين ومُزجتا فأصبحتا تدلان على إسم واحد علم، ويكون مبني على الكسر في جميع الحالات ولا يُعامل معاملة الممنوع من الصرف0 [جاء سيبويه، ورأيت سيبويه، ومررت بسيبويه].
[جاء سِيْبَويْه] سيبويه: مبني على الكسر في محل رفع فاعل.

3-المركب تركيبًا إضافيًا: صدرُ المُرَّكبِّ مضافٌ إلى عَجُزِه، كـ "عبد اللهِ"، الأول يُعرب حسب موضعه من الجملة، والثاني مضاف إليه دائمًا. [جاء أبو بكرٍ]، جاء: فعل ماض مبنى على الفتح، أبو: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الخمسة، وهو مضاف، بكر: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة فى آخره. [هذا زينُ العابدينَ]: زين: خبر مرفوع، العابدين: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم0[رأيت زينَ العابدين ، مررت بزينِ العابدين]، هذه أنواع العلم المركب


العَلَم قسمان: أ-شخصى، ما وُضع لشخص بعينه، لا يتناول غيره، مثل فاطمة، زينب، أحمد، مكة. فلا يُمكن للسامع أن يفهم أن فاطمة جبلا مثلا.

ب-وجنسى: ما وُضع لجنس من الأجناس دون مراعاة أحد أنواعه، جنس الأسد يُسمى عند العرب "أُسامة"، يطلقونه على من يريدون تشبيهه بالأسد، فيشمل جميع أنواع الأسود، وقالوا "ثُعالة" أطلقوه على جنس الثعلب، "أم إرْيَط" أطلقوه على جنس العقرب، ...، لكن قد يقصد المتكلم علمًا شخصًا بعينه، فيكون قد نقل أسامة من العلم الجنسى إلى العلم الشخصى،

العلم: ما دل على معين" ثلاثة أقسام":

1- إسم: أحمد، مكة، خالد، زينب.

2- كُنية: كل ما صُدر بأب، أم، إبن، بنت

والنبى -صلى الله عليه وسلم- تكنى بأبى القاسم، وقال: [تسموا بإسمى ولا تكنوا بكُنيتى]، وهذا النهى خاصٌ بزمانه -صلى الله عليه وسلم- خشية الإشتباه. وورد في السنة فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يكني الأطفال (يا أبا عمير، ما فعل النغير؟)،


3- لقب: كل ما أشعر مدحا أو ذما، مثل: الصديق، الفاروق، ولقب على بن الحُسين بن على: "زين العابدين"، والله -سبحانه وتعالى- نهى عن التنابذ بالألقاب.

س: إذا اجتمع الإسم والكنية واللقب فى الكلام فماذا يُقدم؟

الضابط 1: [يجب تقديم الإسم على اللقب مطلقا] جاء محمدٌ الفقيهُ، جاء ابنُ عباسِ البحرُ، أو جاء ابنُ عباس ترجمانُ القرآن

الضابط2: [ لا ترتيب بين الكُنية والإسم، ولا بين الكُنية واللقب، فيجوز أن تقدم أيها شئت]، فيجوز: [جاء أبو الحارث خالد، أو: جاء خالد أبو الحارث]

الأصل والأفصح: الإسم، ثم الكنية، ثم اللقب، وإذا قدمت أو أخرت في ترجمة فلا إشكال،

العَلَم قسمان من حيث أصله:

1- ماكان مرتجلا: ما أطلقته العرب بالإبتداء على علم، -وهو قليل جدا عندهم-مثل: سعاد، أطلقوه على امرأة، فمن حين استعماله أُطلق فى الأعلام.

2-ما كان منقولا: استعمل فى أصله فى غير العلم: استعمل مثلا فى باب الوصف، أو الجنس، أو فى إسم الفاعل: "خالد"، أو إسم المفعول، أو الصفة المشبهة: "حسن"، ثم نقلته العرب بعد ذلك إلى إسم العلم، -وهذا كثير جدًا-. "فضل"،

إسمهان الجادوي 05-30-2014 01:03 PM

رد: تسهيل النحو: متن الآجرومية
 
النوع الثالث من الْمَعْارِف إسم الإشارة: ما وُضع لمشارٍ إليه

وَالْمَعْرِفَةُ خَمْسَةُ أَشْيَاءَ (1) اَلِاسْمُ اَلْمُضْمَرُ نَحْوُ أَنَا وَأَنْتَ, وَ(2) الِاسْمُ اَلْعَلَمُ نَحْوُ زَيْدٍ وَمَكَّةَ ،
و(3) وَالِاسْمُ اَلْمُبْهَمُ نَحْوُ هَذَا, وَهَذِهِ, وَهَؤُلَاءِ:

هذه الأسماءُ أُشير بها إلى أشخاصٍ؛ لذلك أصبحَتْ علمًا من هذه الجهة،

إسم إشارة: لمذكر مفرد: ذا: [ذا محمدٌ]، ذا: إسم إشارة مبنى على السكون فى محل رفع، مبتدأ، محمدٌ: خبر مرفوع. [-وفى الغالب تُضاف ها للتنبيه-]: هذا

لمثنى مذكر: ذان، ذيْن، [جاءنى ذان]، [رأيتُ ذيْن] [مررتُ بذيْن] هذان، هذيْن.

مؤنثة مفردة 5: ذى، ذه، تى، ته، تا: [ذى هندٌ]، بعض هذه الألفاظ قل استعمالها.

مثنى مؤنث: "تان" -بتخفيف النون أو "تان" بتشديد النون، فى حالة الرفع-، [تان امرأتان]، "تيْن"، فى حالتى النصب والجر، [رأيتُ تَيْن]، رأيتُ: فعل وفاعل، تيْن: مفعول به، [مررتُ بتَيْن] مررت: فعل وفاعل، تيْن: جار ومجرور، "هاتان"، هاتيْن،

[[أكثر البصريين يرون أن المثنى من أسماء الإشارة [ذان ذيْن وتان تَيْن] مبنيتان، ولا يُقال أنه معرب لأنه يخالف وضع البناء، والميسرون يقولون: إسم الإشارة مبني في حالة الإفراد والجمع وأما في حالة المثنى فإنه مُعرب ويُعامل معاملة المثنى، وهو الراجح]]،

للجمع مذكرًا أو مؤنثًا: أولاء" بالمد عند الحجازيين، وبالقصر أُولى [أولاءِ رجالٌ] أولاء: إسم إشارة مبنى على الكسر فى محل رفع مبتدأ، رجالٌ: خبر مرفوع.

هل أسماء الإشارة على مرتبة واحدة من حيث القرب والبعد؟

لا، أسماء الإشارة على ثلاثة مراتب: والملحقات: "الهاء واللام والكاف": تُبين موضع المشار إليه:

1- المرتبة القريبة: "ذا" مجردًا عن الكاف واللام، [ذا محمدٌ]، فى نفس المجلس، إشارة إلى القريب أكتفي بالهاء "تنبيه المخاطب"–هذا، هذه-،

2- إشارة إلى البعيد: ذلك –أي بعيدا في المنزلة والمكانة ولو كان قريبا – تلحق به كاف الخطاب ولام البعد. هناك: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ﴾ فكتاب الله قريب منا لكنه عالي المنزلة، لذلك عومل معاملة العالي البعيد0 "اللوح المحفظ"، وكذلك تقول: [ذلك التقوى]: لشيء شريف.

3- الوسطى: "ذاك"، المشار إليه ليس قريبًا ولا بعيدًا، فتضم إليه الكاف:

أما المكان القريب: "هنا"، ولك أن تُضيف إليه "ها" التنبيه، "هاهنا"،

وأما المكان البعيد: "هناك"، "هاهناك"،

الكاف التي في الآخر –حرف الخطاب- يصح تغيرها فتُفرَد وتُجمع وتُثنى بحسب المخاطب،
والإشارة تفرد وتثنى وتجمع بحسب المشار إليه:

- "ذاكُم" ذا: للواحد، كم: للمخاطبين.

-وإن أشرت إلى واحد وخاطبت اثنين قلت: ذاكما

- فإن أشرت إلى اثنين وخاطبت اثنين قلت: ذانكما

-وإن أشرت إلى جماعة وخاطبت واحد قلت: أولئك

- وإن أشرت إلى جماعة وخاطبت جماعة قلت: أولئكم


فـ"كاف الخطاب" تتغير بنوع المخاطب أما الإشارة فتتغير بتغير المشار اليه.

{ذَٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي }(37)
فهنا إشارة إلى واحد وهو تفسير الحلم، وخاطب اثنين وهما صاحبي السجن

إسمهان الجادوي 05-30-2014 01:19 PM

رد: تسهيل النحو: متن الآجرومية
 
النوع الرابع من الْمَعَارِف "الاسم الموصول" .

1/ ما الإسم الموصول؟

هو الإسم المعرفة الذي يفتقر في بيان مسماه إلى صلة و عائد، يعني مثلا نقول أحمد، عبد الكريم، صالح. هل الإسم دل على المسمى في هذه الكلمة المفردة؟ الجواب: نعم لقد دل ذلك، لكن لما أقول: جاء الذي ثم أسكتُ، هل يَحسُن السكوت عند هذه الكلمة؟ يعني هل تفهم أنت المعنى؟ الجواب: لا، إذن الإسم الموصول الذي يفتقر إلى صلة إلى جملة فعلية أو إسمية أو شبه جملة تسمى الصلة.

تسميته موصولا؟ دليل على أنه لا بد أن يوصل به شيء، يسمى (الصلة)، التي جيء بها لتكملة معنى الاسم الموصول، تحدده، وتميزه وتجعله معرفة غير شائع،-لكن لا محل لها من الإعراب- / (العائد): ضمير يوجد في الصلة يعود على الاسم الموصول؛ والإعراب للإسم الموصول: أيضا من الأسماء، المبنية إلا فى المثنى، يُعرب بإعراب المثنى.

لدينا إذن ثلاثة أشياء: إسم موصول، وَصِلَّة، وعائد يربط بين الصلة والموصول. لذلك سُمي بالإسم الموصول لأنه يحتاج في بيان معناه إلى جملة تسمى الصلة.

2/ما أقسام الإسم الموصول؟

الإسم الموصول قسمان: أسماء خاصة تدل على معنى معين محدد، و أسماء مشتركة تدل على عدة معاني مختلفة في لفظ واحد.

2-1/ ما الأسماء الخاصة ؟

ألفاظ الأسماء الخاصة النصية الخمسة هي:
- الذي يطلق على المفرد المذكر، - التي يطلق على المفرد المؤنث
- اللذان / اللذيْن للمثنى المذكر، - اللتان / اللتيْن للمثنى المؤنث
- الأُوْلى و الذين يطلق على جمع المذكر.
- اللائي واللاتي واللواتي يطلق على جمع المؤنث.

هذه الألفاظ تسمى: الألفاظ الخاصة النصية، كل واحد منها يدل على معنى معين لكل نوع من أنواع المعبر عنه من حيث الإفراد والتثنية والتذكير والتأنيث؛ وله ثمانية ألفاظ: فلا يُستعمل "الذي" في المؤنث، ولا تستعمل "التي" في المذكر، ولا يستعمل "اللذان" في الجمع ولا ....، فكل لفظ منها يدل إطلاقه على معنى خاص.

ومثاله قوله تعالى: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ} (74 الزمر)، تُعربُ: الحمدُ: مبتدأ مرفوع، لله: جارو مجرور متعلق بخبر محذوف، الذي إسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة للفظ الجلالة، صدقنا صلة الموصول.

وقوله تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ}، قد: حرف تحقيق لا محل له من الإعراب، قول: مفعول به و هو مضاف، و"التي تجادلك في زوجها" مضاف إليه، التي: إسم موصول في محل جر بالإضافة و تجادلك في زوجها صلة الموصول.

وقوله تعالى: {وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا} (16 النساء)، إعرابها: الواو: حرف عطف و اللذان إسم موصول مرفوع بالألف لأنه مثنى أو مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ، يأتيانها فعل مضارع مرفوع و علامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، و ألف التثنية فاعل، و الهاء في محل نصب مفعول به، و منكم: جار ومجرور متعلق بيأتيانها، و جملة "يأتيانها منكم" صلة الموصول.

قوله تعالى {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ} (29 فُصلت) ربنا: رب منادى مضاف و حذف منه حرف النداء و تقديره يا ربنا، أرنا: فعل دعاء مبني على حذف حرف العلة نا: ضمير متصل مبنى على السكون في محل نصب مفعول به أول، اللذين: إسم موصول مبني على الكسر في محل نصب مفعول به ثاني، أضلانا صلة الموصول

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ} الواو حرف عطف، الذين: إسم موصول في محل رفع مبتدأ، جاؤوا: صلة الموصول، من بعدهم: جار و مجرور متعلق بفعل جاؤوا، وجملة جاؤوا من بعدهم: صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

قوله تعالى: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ} (4 الطلاق)، {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ}، الواو: حرف عطف، اللاتي: إسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، يأتين: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، ونون النسوة في محل رفع فاعل، الفاحشة: مفعول به منصوب وهى جملة صلة الموصول.

2-2/ ما الأسماء الموصولة المشتركة؟

القسم الثاني الألفاظ الموصولة المشتركة لا تتغير صيغته، يصلح للواحد وغيره،
(الذي يتغير هو الضمير العائد على الصلة)، وهو ستة أنواع: [مَن و ما و أَيْ وال و ذا و ذو]، فالألفاظ الستة المشتركة سُميت بذلك لأنه يجوز إطلاقها على المفرد والمثنى و الجمع والمذكر والمؤنث. وسياق الكلام يحدد المراد من قصد المتكلم فتقول: [أعجبني أَيْ جاءَ، أعجبني أي جاءت، أعجبني أي جاؤوا] وهكذا... ، ولكن هناك بعض الضوابط اليسيرة من ذلك أنَّ:

1-من: للتعبيرعن عاقل غالبًا-أعجبني مَنْ (قام/قامت/قاما/ قامتا/قاموا/ قمن).
[جاءني مَن فعل كذا و كذا، جاءني مَن ضرب أخي]،

2-ما: لغيرعاقل غالبًا- أعجبني ما (اشتريته/اشتريتها/اشتريتهما/ اشتريتها /
اشتريتهن)، [أعجبني ما اشتريتها]، ما موصولة لجمع مذكر غير عاقل.
[قد تستخدم "مَن" على عكس ذلك في غير العاقل و "ما" قد تستخدم في العاقل].

وتُستعمل "مَن" لغير العاقل في ثلاثة مسائل:

1- أنْ يُنَزَّل من وقعت عليه منزلة العاقل ومثال ذلك:
أَسِربَ القَطا هل مَن يُعير جناحه *** لعلي إلى مَن قد هويتُ أطيرُ
"هل من" فهنا من استخدمت لغير العاقل: نادى القطا و هو غير عاقل نوع من الحمام لكنه من شدة الاستحضار و شدة الشوق جعله بمنزلة العاقل.

2- أن يجتمع غير العاقل مع العاقل فيُغَلَّب كما في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} (18 الحج)، طبعا من في السموات ومن في الأرض ليسوا عقلاء كلهم فالآية تشمل الآدميين و غيرهم من الشجر والدواب والجبال..، ولكن لما كان مع غير العاقل العاقل؛ جاز استخدام من.

3- أن يقترن غير العاقل بالعاقل في عموم فصل بمن الموصولة، قوله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (45 النور) فهنا الله عز وجل استخدم من على غير العاقل لاقترانه بالعاقل في عموم كل دابة، الدابة لغة: إسم لمن يدب في الأرض سواء عاقل أو غيره.

فالحاصل في ذلك أن الأصل في مَن أنها تستعمل للعاقل والأصل في ما أنها تستخدم لغير العاقل.

و"ما" تستخدم في غير العاقل إلا في مسائل ثلاثة:

1- أن يجتمع العاقل مع غير العاقل: قوله تعالى: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} (1 الصف)،

2- أن يكون أمره مبهمًا على المتكلم، كقول الإنسان: [وقد رأيتُ شبحًا من بعيد، أَنْظر ما ظهر لي].

3- أن يكون المراد صفات مَن يعقل، قوله تعالى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ}.

3-(ال): لا يُقصد بها المعرفة بل التي بمعنى الذي، [(لا تكون إسماً موصولاً إلا إذا كان ما بعدها وصفاً صريحًا/ لغير تفضيل)]: إسم الفاعل: القائم أي الذي قام، الدارسون، ضارب / وإسم المفعول: المضروب أي الذي ضُرِب/ ضرَّاب: صيغة مبالغة، مضرب: صفة مشبهة ... وصفة مشبهة: الحَسَن، أي الذي حَسُن / [[فإن كان لتفضيل كالأفضل والأعلم / أو كان ما بعد "ال" جامدا كقولك "الرجل"، فـ "ال": حرف تعريف، وليست موصولة، بمعنى (الذي)]]، فائدة: هذه الصفة الصريحة تُستخدم في عدد من أبواب النحو وأيضا تكون عاملة مثل الفعل تقول [محمدٌ ضاربٌ زيدًا]، إسم الفاعل هنا له قوة الفعل فيطلب مفعولا، وتقول أيضا [محمدٌ مضروبٌ أباه] و هكذا..
إذن يُشترط في "ال" الموصولة أن تدخل على صفة صريحة مثل قوله تعالى {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ} فهنا المصدقين إسم فاعل أي الذين تصدقوا، بمعنى كل المصدقين والمصدقات، ومثال إسم مفعول في قوله تعالى: {وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ} (5 الطور)، أي الذي رُفع، [قال الأصوليون أن ال و من و ما من صيغ العموم فإذا ورد [ال أو من أو ما في الكلام و اتصل بإسم صريح فإنه يدل على العموم].

4-ذو: من الأسماء الستة؛ لكن قبيلة (طيئ) استعملوه بمعنى الذي: اسم موصول مشترك فتقول: ذو قام؛ ذو قامت ...
[لا و ذو في السماء عرشه]، أي والذي في السماء عرشه
يقول الشاعر: في بئري الذي حفرت والذي طويت:
فإن الماء ماء أبي وجدي **وبئري ذو حفرت وذو طويت

5-ذا: وأصلها إسم إشارة. [[وتأتي موصولة بمعنى (الذي) بشرط أن تُسبق بـ (ما) أو (من) الاستفهاميتين]]: قال تعالى: {مَّاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ} "ما الذي أنزله ربكم،
{يَسألونَكَ مَاذَا يُنْفقُونَ} يسألون: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون من الأفعال الخمسة، الواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل، الكاف: في محل نصب مفعولها الأول، ما: إسم استفهام في محل رفع مبتدأ، ذا: إسم موصول في محل رفع خبر المبتدأ، ينفقون: صلة الموصول لا محل لها من الإعراب، وجملة المبتدأ والخبر "ماذا ينفقون" في محل نصب مفعول به ثاني لسأل. [من ذا أمرك بكذا ؟] أي من الذي أمرك، [مَن ذا وَهَبَكَ؟]، [ماذا صنعت؟]، ماذا إسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم، و صنعت فعل و فاعل.
يقول الشاعر: وقصيدةٌ تأتي الملوكَ غريبةٌ *** قد قُلتُها ليُقالُ مَنْ ذَا قالهـا

6-أَيٌّ: إسم موصول (مبني على الضم)، إذا أضيفت وحذف صدر صلتها، نحو سلمت على أيُّهم أفضلُ. فـ (أيُّ). مبنية على الضم في محل جر، لأنها أضيفت إلى الضمير، وصدر صلتها – وهو المبتدأ – محذوف، لأن الأصل: هو أفضلُ،
(وتعرب بالحركات فيما عدا ذلك): [كافأت أيَّهم هو مجتهد]، فـ (أيَّ) مفعول به منصوب بالفتحة.

3/الأسماء الموصولة تفتقد إلى صلة بعده توضح معناه وتزيل إبهامه وعائد:

"فالصلة": هي الجملة التي توضح معنى الإسم الموصول، و"العائد": هو الضمير الذي يعود على الموصول يربط الصلة بالموصول: [الذي قام أبوه] العائد ضمير مستتر جوازا، ولا يجوز قول: "الذي قام أب" ×، و"العائد" هو الضمير وهو الذي يربط بين الصلة والموصول فكأنه حبل أو سلسلة تربط بينهما وتصل بينهما.
(وَصِلَةُ ألْ الْوَصْفُ، وصِلَةُ غَيْرِهَا إِمَّا جُمْلَةٌ خَبَرِيَّةٌ ذَاتُ ضَمير طِبْقٍ للْمَوْصُولِ يُسَمْى عَائِداً أو ظرفٌ أو جارٌ ومجرور، تامّان، متعلِّقان باستقرَّ محذوفاً)

4/ما عدد أقسام الصلة ؟

الصلة ثلاثة أنواع:
(1)- الجملة: الإسمية: المركبة من مبتدأ وخبر: قوله تعالى: {الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ}: الذي: إسم موصول في محل جر صفة للنبأ العظيم، هم: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ، فيه: جار و مجرور متعلق بمختلفون، ومختلفون: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم، و جملة "هم فيه مختلفون" صلة الموصول، لا محل لها من الإعراب. [جاء الذي أبوه كريم] /

أو الفعلية: قوله تعالى: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ} الزمر، فالصلة هنا "صدقنا وعده": جملة فعلية. [جاء الذي قام أبوه]، وشرطها أمران:
الأول: أن تكون خبرية، أي يصح أن تكون صادقة أو كاذبة، (وليست طلبًا وإنشاءً: فلا يصح أن تقول: [جاء الذي بِعْتَكَهُ) ×. /
الشرط الثاني: أن تشتمل الجملة على ضمير يرجع إلى الاسم الموصول. وهوالمسمى بـ (العائد) لأنه يعود على الموصول.
وشرطه: أن يكون مطابقاً للاسم الموصول في إفراده وتثنيته وجمعه وتذكيره وتأنيثه، (الأصل فيه): أنْ يُذكر

(3)-الصلة: شبه جملة: إما ظرف، قال تعالى: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ} (النحل) أو

جار و مجرور: قوله تعالى: {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ} الإنشقاق، أو

صفة صريحة: (3)-الوصف: خاص بـ (ال) الموصولة، تشبه الجملة لأنها مقدرة بالفعل: القائم: بمعنى: الذي قام، ومثالها: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ}.

فائدة: الظرف والجار والمجرور: يُشترط في وقوعهما صلة أن يكونا تامَّيْن أي: يحصل بالوصل بكل منهما فائدة. تزيل الإبهام وتوضح المراد، من غير حاجة لذكر متعلقهما، وقوله: (مُتَعلِّقَانِ باسْتَقَرَّ مَحْذُوفاً) فلا بد أن يكون متعلَّقهما فعلاً مقدراً نحو: استقر- حصل – ثبت، نحو: [عرفت الذي عندك] = استقر وَوُجِدَ عندك، [وصافحت الذي في الدار]. يدل على مجرد الوجود العام(1)، ولا يصح تقديره بوصف مثل: كائن، ومستقر؛ لأن الصلة لا تكون إلا جملة؛ لأنها هي التي تزيل الإبهام، (1) ؛ وأما ما احتاج إلى تقدير أفعال أخرى فهذا ناقص ولا يصح أن يقع صلة: فلو قلنا: [جاء الذي بك]، لا نعلم الذي استعان بك أو أُعجب بك أو مربك؟؟ فكلها تَصح أن تُقدر،

5/هل يجوز حذف العائد؟

الجواب: (وَقَدْ يُحْذَفُ) أحيانا اختصارًا ويكون مقدراً: إذا فهمه السامع، ودل عليه دليل فى الكلام: قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} (النحل)، حُذف العائدُ والأصل: يعلم الذي تسرونه والذي تعلنونه، وقوله تعالى: {ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيّاً}: "أَيُّهُمْ أَشَدُّ" أي: إسم موصول مشترك، قليل الذكر أي "الذي هو أشد": جملة إسمية (أشدُّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره (هو)، وهو العائد. وهذا دليل على جواز حذف العائد على الموصول، وهو هنا مرفوع /
{لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ} وقد قرأ الكسائي وحمزة بحذف العائد وهو الهاء: "وما عملت أيديهم"، وهو منصوب هنا /
{فاقْضِِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} أي إقضِ الذي أنت قاضيه وحذف العائد هنا وهو الضمير "الهاء"، وموقعه الإعرابى:
[الجر فهو مضاف إليه / وقد يحذف العائد وهو مجرور بحرف الجر]:
قوله تعالى: {مَا هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ} المؤمنون، أي ويشرب مِن الذي تشربون منه، فحذفت الهاء في قولنا "منه" / لكن طبعا هناك قاعدة: أنه إذا حذف المجرور بحرف الجر، -الضمير العائد هنا-، سقط معه حرف الجر بالتبع؛ لأنه لا يبقى حرف الجر دون مجروره/ مما تشربون: فـ (مما): من: حرف جر، و(ما) إسم موصول مبني على السكون في محل جر، وجملة (تشربون) صلة الموصول لا محل لها من الإعراب، والعائد محذوف تقديره: منه. [[قاعدة: لا يبقى حرف الجر دون مجروره]].

إسمهان الجادوي 05-30-2014 01:20 PM

رد: تسهيل النحو: متن الآجرومية
 
النوع الخامس من الْمَعَارِف "المعرف بأداة التعريف"

(الإسم الذي فيه الألف واللام نحو الرجل والغلام):


إذا دخلت الألف و اللام على النكرة أفادت المعرفة، كما نقول: رجل و فرس ودار ..الخ، فإذا أضفنا لها "ال" صارت نوعا من أنواع المعارف الستة.

تنقسم الألف و اللام إلى قسمين أو نوعين: عهدية و جنسية.

الأول العهدية: معهودة لدى السامع، قريب العهد بها. وتنقسم إلى ثلاثة أقسام:
1- إما للعهد الذكري يعني بأن يكون هذا المعرف مذكورا في أول الكلام نكرة و مثال ذلك قولك :فجاء هذا الرجل، إذن الرجل هذا هو المذكور آنفا في أول الكلام، وقوله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ}، وهنا الزجاجة نكرة، ثم قال تعالى: {الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ} (35 النور) والزجاجة هنا هي الزجاجة السابقة.

2- من أنواع الألف و اللام العهد الذهني وهو بأن يكون المعرف مصحوبا ذهنيا كما في قوله تعالى: {إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} (40 التوبة)، معروف في أذهان المتلقين والسامعين ما هو هذا الغار. و كقولنا ["و رب هذا البيت"]، فينصرف عند السامع إلى بيت الكعبة.

3- العهد الحضوري وهو بأن يكون مصحوبها حاضرا حال الخطاب ، كما جاء في قوله تعالى {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} (3 المائدة)، وهنا يتكلم الله عز وجل عن يوم الحج الأكبر، فإذا تكلمت وادخلت ال في كلمة حاضرة سُميت هذه ال -العهد الحضوري.

النوع الثاني الجنسية: والمقصود أنها تشمل جميع أنواع الأفراد إما تبين حقيقة هذا الجنس أو تبين كل أنواع هذا الجنس أو أنواع صفاته. وتنقسم ثلاثة أقسام:

1- إما لتعريف ماهية الشيء، و مثال ذلك في قوله تعالى: { وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} (30)الأنبياء، و المعنى و جعلنا من ماهية الماء .

2- تستخدم "ال" الجنسية لاستغراق الأفراد يعني تدل على العموم، كقوله تعالى:
{إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} (2 العصر)، فـ "ال" هنا تفيد استغراق أفراد العموم: كل أنواع الإنسان و أفراده خاسر إلا من استثناه الله عز و جل. و كذلك قولك:
[إن الطالبَ في هذه الغرفة جادٌ] فهذا يسمى استغراق أفراد العموم.

3- استغراق خصائص الأفراد: [أنت المرأة كرامة ً] المعنى اجتمع فيك ما لم يجتمع في غيرك من النساء، جميع صفات الكرامة اجتمعت فيها و يسمى هذا استغراق الصفات.


*****

النوع السادس من الْمَعَارِف "ما أضيف إلى أحد المعارف الخمسة"
الأصل في الكلمة المجردة من "ال" والتي غير هذه المعارف الخمس أنها نكرة مثلا نقول للأستاذ: [إذا رأيت طالبا فأعطيه جائزة] يعني أي طالب كيفما كان و لكن إذا أضيفت هذه اللفظة إلى أحد الأنواع الخمسة السابقة فإنها تكون معرفة بهذه الإضافة تقول: طالب الحي، طالب الشيخ خالد فهنا نحن عرفنا جملة فأصبح الطالب منتسبا في الجملة الأولى إلى الحي و إلى حلقة الشيخ خالد في الجملة الثانية، تقول أيضا: امرأة هذا الرجل أضفت المرأة إلى اسم الإشارة و أيضا [امرأة الذي أكرمَنا]، أضيفت إلى الإسم الموصول فعرفت المرأة ...الخ، فإذا أضيف نكرة إلى هذه الأنواع الخمسة صارت معرفة. النكرة إذا أضيفت إلى معرفة اكتسبت التعريف: أمثلة:

-إذا أضيفت النكرة إلى الضمير: كتاب –نكرة- كتابه، كتابك، معرفة،
-إذا أضيفت النكرة إلى العلم: كتاب محمد،
-إذا أضيفت النكرة إلى اسم الإشارة المبهم: كتاب هذا
-إذا أضيفت النكرة إلى المعرف بال: كتاب النحو
-أما أذا أضيفت النكرة إلى نكرة: "كتاب رجل" هنا لا يزال نكرة لكنه نكرة مخصصة، فلا يكتسب التعريف0

*****


النَكرة

قال المؤلف رحمه الله تعالى- وَالنَّكِرَةُ: كُلُّ اِسْمٍ شَائِعٍ فِي جِنْسِهِ لَا يَخْتَصُّ بِهِ وَاحِدٌ دُونَ آخَرَ،
كأن المؤلف يريد أن يقول: أن النكرة ضد المعرفة0
شائع: أي غير محدد نحو قول "رجل" فجنس الرجال هو كل ما كان من ذكور بني آدم البالغين، فهو يطلق كل على واحد من أفراد الجنس دون تمييز، مثلا في قولك: [أعطيتك كتابًا]، فالكتاب هنا إسم شائع يشمل جميع أنواع الكتب الصغير و الكبير و القديم و الجديد... يعني مستغرق في جنسه لا يختص بهذا الاسم أو الإطلاق واحد دون الآخر،

(وَتَقْرِيبُهُ كُلُّ مَا صَلَحَ دُخُولُ اَلْأَلِفِ وَاللَّامِ عَلَيْهِ, نَحْوُ اَلرَّجُلِ والفرس)

أي النكرة إذا التبس عليك أمرها: فضبط الأمر بدخول "ال" فالنكرة ما صح دخولها عليه والمعرفة ما لا يصح دخولها عليها0 فالنكرة يتعرف بدخول “أل” المعرفة عليها، ويقوم مقامها "أم" الحميرية كـ الكتاب - أم كتاب.

سؤال: حدد المعارف والنكرات في هذه الآية:

{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ} (آل عمران96)
أول: نكرة، بيت: نكرة، الناس: معرفة "تعريف بال"، الذي: معرفة اسم موصول، بكة: معرفة علم، مباركا: نكرة0 َهُدًى: نكرة، لِّلْعَالَمِينَ: معرفة

إسمهان الجادوي 05-30-2014 01:23 PM

رد: تسهيل النحو: متن الآجرومية
 
الباب الثاني من أبواب التوابع: العطف

قال المصنف – رحمه الله – " باب العطف، وحروف العطف عشرة: وهي الواو، والفاء، وثم، وأو، وأم، وإما، وبل، ولا، ولكن، وحتى في بعض المواضع، فإن عطفتَ على مرفوع رفعتَ، أو على منصوب نصبتَ، أو على مخفوض خفضتَ، أو على مجزومٍ جزمتَ، تقولُ قام زيدٌ وعمرُو، ورأيتُ زيداً وعمراً، ومررتُ بزيدٍ وعمرو، وزيدٌ لم يقمْ ولم يقعدْ ) لم يتناول المؤلف تعريف العطف؛ لأنه قد يكون واضحًا، ذكرَ حروف العطف العشرة، وذكرَ حُكمَ العطف والمعطوف:
[المعطوف: له حكم المعطوف عليه، فى جميع أحوال الإعراب الأربعة: فى: رفع، ونصب، وخفض، وجزم]

العطف-لغة-: الرجوع إلى الشيء بعد الإنصراف عنه.

والعطف نوعان: الأول: عطف بيان: بغير حرف. أقل أنواع العطف تفاصيلًا، وأقلها استعمالاً، وسبب عدم ذكر عطف البيان أنه فى معنى البدل،
[لكن البدل يكون على نية تكرار العامل، وعطف البيان ليس على هذه النية]0
*تعريف عطف البيان: هو التابع لما قبله، المشبه للنعت فى توضيح متبوعه.
[لكن الفرق بين عطف البيان والنعت، أن عطف البيان جامد، والنعت مشتق]،
حكم عطف البيان:1) يأتى عطف البيان للمعرفة لإيضاحها، و للنكرة لتخصيصها
2) وكالنعت، عطف البيان يتابع المعطوف عليه –متبوعه- في أربعة من عشرة : فيتبعه في: 1- حكم الإعراب: في رفع و نصب و خفض، وجزم، 2- الإفراد و التثنية و الجمع، 3- التذكير و التأنيث، 4- التعريف و التنكير.

(أ)عطف بيان معرفة: في قول الشاعر: "أَقْسَمَ بِاللهِ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ": "عُمَر": "أبو حفص" عطف بيان للاسم العلم الذي قبله؛ بكلمة تُبَيِّنُ ما قبلها وتوضحه، فأبو حفص قد يكون غير واضح لبعض الناس فقال عمر فوضحه وبَيَّنَه /
وتابعه فى: رفع، وإفراد، وتذكير، وتعريف.

(ب) عطف بيان نكرة: {وَيُسْقَى مِن مَّاءٍ صَدِيدٍ} فـ "ماء" وُضِّحَ وَبُيِّنَ بأنه صديد ، وكلاهما نكرة؛ المعطوف والمعطوف عليه، عطف بيان، "هذا خاتَمٌ حديدٌ"، يُعرب عطف بيان؛ لأنه بَيَّنَ ما قبله، ولا نقول إن الحديد هنا نعت للخاتم؛ [لأن شرط النعت أن يكون مشتقًّا، أو مؤولا بمشتق]، وحديد هذه ليست مشتقة، أما لو قلنا: "هذا بابُ حديدٍ" لكان باب: مضافًا وحديد: مضافًا إليه،

يجوز فى عطف البيان أن يُعرب بدل كلٍ من كل إلا فى حالتيْن: ولذلك اقُترِح
حذف هذا القسم، وقيل هو فى معنى البدل، لكنه ليس بدل بعضٍ من كل،
لا يجوز فى عطف البيان أن يُعرب بدل كلٍ من كل فى حالتيْن:
1- إذا كان التابعُ ذكره واجبًا: نحوُ: [هندٌ قامَ زيدٌ أخوها] هندٌ: مبتدأ، جملة: "قامَ زيدٌ أخوها": خبر، ولابد أن يكون بين الخبر والمبتدأ رابطٌ، والرابط هنا: أخوها، فلا يجوز أن تقول: [هندٌ قامَ زيدٌ ×، لأن المعنى ناقصٌ حينئذٍ، والكلامُ غيرُ تامٍ. فلذلك لابد أن يكون فى هذه الجملة الفعلية رابطٌ، يربطها بالمبتدأ، والرابط هنا: الضمير فى: أخوها. وهو تابعٌ لزيد، فإذا أسقطنا الرابط؛ لن يصحَ الكلامُ، قام: فعل، زيدٌ: فاعل، أخوها: عطف بيان لزيد، يتابع المعطوف عليه –متبوعه- مرفوعٌ مثله، والهاء: ضمير متصل مبنى على السكون فى محل جر للإضافة. فلا يجوز أن نعرب ذلك بدلا؛ لأن [البدل يجوز حذفه فى الكلام]، وهنا فى هذه الحال لايجوز حذفه، ولذلك وجب إعرابه: عطف بيان. ففى البدل: [جاء الأميرُ نفسُهُ]، يجوز أن نضع "نفسُهُ" فى موضع الأميرُ، فنقول: [جاء نفسُهُ]،
2- أن يكون التابع غير صالحٍ أن يوضعَ فى مكان المتبوع: نحوُ: [يا خالدُ الحارثُ] الحارثُ: عطف بيان، و لا يصح أن يكون بدلا؛ إذ لا يحل محل الأول، لماذا؟ لأن ذلك يستلزم [اجتماع "أل- مع حرف النداء"، وهو ممتنعٌ]، إذ لا يجوز فى اللغة أن نقول: يا الحارث، فيجب إذا نادينا إسما معرفا بـ ال، أن نحذف ال- حال النداء، مثل: الوليد، الحارث، الليث، ياوليدُ، ياحارثُ، ياليثُ،

الثانى: عطف النسق
تعريف عطف النسق: هو التابع المتوسط بينه وبين متبوعه أحد حروف العطف
[ليست هذه الحروف دائما تكون حروف عطف، إلا أن تكون بين متعاطِفَيْن]

** [عطف النسق يتبع المعطوف عليه –متبوعه-] في جميع وجوه الإعراب:
1-عطف الإسم على الإسم حال الرفع: {وَصَدَقَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ} (22 الأحزاب)، َصَدَقَ: فعل ماض مبنى على الفتح، اللَّهُ: فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمة، وَ: حرف عطف، رَسُولُهُ: معطوف على إسم الجلالة، مرفوع مثله.
2- عطف الإسم على الإسم حال النصب: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} (52 النور) إسم الجلالة الله: مفعول به منصوب وَ رَسُولَ: معطوف على الله، منصوب مثله، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبنى على الضم فى محل جر مضاف إليه.
3- عطف الإسم على الإسم حال الخفض: {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} (136 النساء) ، آمِنُوا: فعل أمر مبنى على حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، الواو: ضمير متصل فى محل رفع فاعل، بِاللَّهِ: جار، ومجرور، وَ رَسُولِهِ: معطوف على بالله، مجرور مثله.
4- عطف الفعل على الفعل حال الجزم: {وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ} (36) محمد]، وَ: حرف عطف، إِنْ: حرف شرط جازم، يجزم فعلين، تُؤْمِنُوا: فعل الشرط مجزوم بأداة الشرط وعلامة جزمه حذف النون، لأنه من الأفعال الخمسة، الواو: ضمير متصل فى محل رفع فاعل، وَتَتَّقُوا: الواو: حرف عطف، تَتَّقُوا: معطوف على تُؤْمِنُوا، مجزوم مثله. يُؤْتِكُمْ: جواب الشرط مجزوم بأداة الشرط وعلامة جزمه حذف حرف لعلة. .................. الخ

*** -بشرط كون الإسم فى معنى الفعل-:
(أ) يجوز عطف الإسم على الفعل:
مثاله: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ} (95 الأنعام)
(ب) ويجوز عطف الفعل على الإسم: {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا(3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا} (4) العاديات)، عطف الفعل أثرن، على اسم الفاعل المغيرات، {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ}(18 الحديد) وعطف الفعل أقرضوا على اسم الفاعل المتصدقات.

حروف العطف العشرة تنقسم إلى قسميْن:
القسم الأول: ما يقتضى التشريك فى الإعراب، و المعنى: وهو سبعة أحرف:
1[الواو]: [تفيد مطلق الجمع دون التقيد بترتيب، الأصل فى دلالتها أنها لو جاءت فى كلام الله أو كلام النبى –صلى الله عليه وسلم- فلا تفيد الترتيب، إلا إذا دلت قرينة أخرى لفظية سواء كانت داخلية أو خارجية]. [جاء زيدٌ و عمرو]، يعنى أن زيدًا وعمرًا اشتركا فى المجيء، [ألقى الشيخ درسى الفقه و الحديث]، ولا تفيد الترتيب، ولذلك لما سُئل النبى –صلى الله عليه وسلم- عن المذى، قال: [اغسل ذَكَرَكَ وتوضأ]، وفى رواية عند مسلم: [توضأ، واغسل ذَكَرَكَ].

2[الفاء] [تفيد الترتيب مع التعقيب، إضافة إلى الاشتراك في الحكم] -[التعقيب]: أن يكون الثاني تلا الأول ووقع عَقِبَه مباشرة بلا مُهْلَة انتظار، {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ} (21 عبس) أَمَاتَهُ: فعل ماض مبنى على الفتح، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو –الله-، والهاء: ضمير متصل مبنى على الضم فى محل نصب مفعول به، فَأَقْبَرَهُ: الفاء: حرف عطف، أَقْبَرَهُ: فعل ماض مبنى على الفتح، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو –الله-، والهاء: ضمير متصل مبنى على الضم فى محل نصب مفعول به، [جاء زيد فعمرو] مجيء عمرو بعد زيد مباشرة وتفيد [التعليل]: يسمونها: "فاء السببية"، هي عاطفة ومفيدة للتعقيب وللترتيب، لكنها حينذاك إنما تَدُلُّ على التسبب، وبالذات إذا عطفَت الجمل: "سَهَا فسجد"؛ أنه سَهَا فتسبب عن سَهْوِهِ سُجُودُه، "سَرَق فَقُطِع"، "زَنَى فرُجِم"، (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ)؛ أي أن الله تاب على آدم بسبب تلك الكلمات التي مَنَّ الله بها عليه، كأن هذا فيه إفادة التسبب في هذا الأمر،

3[ "ثُمَّ"]، [تدل على الاشتراك في الحكم، والترتيب مع التراخي] بين حدوث الفعل من الأول وحدوثه من الثاني، بعد الأول بِمُهْلَة وتَأَخُّر: {أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ} (22 عبس) النشر يوم القيامة يكون بعد الموت والقبر، لكن هذا السياق يفيد التراخى والتأخير، [جاء زيدٌ ثم عمرُو] زيدٌ بدأ بالمجيء أَوَّلاً، ومضت مدة قبل أن يأتي عمرو؛ يعني لم يكن مجيء عمرو متصلا بمجيئ زيد.

4[حتى] [العاطفة: تفيد الجمع بين المتعاطفيْن والغاية والتدريج، فوجب أن يكون ما بعدها جزءًا لما قبلها] [(حتى) تدخل على الأسماء فتجر، وتدخل على الأفعال فتنصب، وهنا هي حرف عطف وهذا قليل]. فما شروط (حتى) لتكون عاطفة؟
الشرط الأول: أن يكون المعطوف بها إسماً، الشرط الثاني: أن يكون الاسم ظاهراً الشرط الثالث: أن يكون جزءً من المعطوف عليه. الشرط الرابع: أن يكون المعطوف غاية له. مثال اجتمع فيه الشروط الأربعة [أكلتُ السمكةَ حتى رأسَها] أكلتُ: فعل وفاعل، السمكةَ: مفعول به، حتى: عاطفة، رأسَها: معطوف على السمكة منصوب مثله، وهى جزء منها،

5[أَمْ] [العاطفة يُستفهم بها عندما يَعْلَم السائل بحصول الأمر من أحد المعادَلَيْن بـ "أم"، ولكن لا يعلم عينَه، فالجواب بتعيين إما المعطوف أو المعطوف عليه]،
تنقسم إلى قسمين:
(أ) متصلة: أي ما بعدها متصل بالمعنى بما قبلها، أ_ مسبوقة بـ همزة التسوية –وهى الداخلة على جملة-أي التي تأتي بعد كلمة سواء أو يستوي، وما بعد (أم) يستوي مع ما قبلها، مثاله قوله تعالى: {إنَّ الذين كفروا سواءٌ عليهم ءَأَنذرتهم أم لم تنذرهم لايؤمنون}، [سواءٌ عليَّ أجاءَ زيدٌ أم عمرٌو] ويصح أن يقع بعدها "مصدر مؤول": [سواءٌ عليَّ مجيءُ زيدٍ أم مجيءُ عمرٍو]،

ب_ وإما أن تكون مسبوقة بـ همزة التعيين: بمعنى (أىُّ)، الطلب، [أَ زيدٌ عندك أم عمرٌو؟]، تَعْلَم أن أحدهما عنده يقينًا، لكن لا تعلم أيهما، فالجواب عن "أم" بالتعيين، تُعَيِّن: تقول زيد أو تقول عمرو، ومثاله قوله تعالى {ءَأنتم أشدُّ خلقاً أم السماء}، فهذه الهمزة سؤال عن أحد الأمرين وهو استفهام استنكاري،

(ب) منقطعة: ليست من العواطف، ما بعدها مقطوع عن ما قبلها في المعنى، ومعناها الإضراب، أي الإعراض عن الشيء الأول وإثبات الحكم للثانى، أي أن ما قبلها يأخذ حكماً مغايراً لما بعدها، وهي غير مسبوقة بهمزة، وتكون بمعنى (بل) مثاله قوله تعالى {أم هل تستوي الظلمات والنور} أي بل هل تستوي الظلمات والنور؟ [جاءنى زيدٌ بل عمرو]، ربما ذكرت ذلك من باب الخطأ أو النسيان،.. فصححت الخبر أن الذى جاء هو عمرو وليس زيدٌ. [إنها لإبلٌ أم شاء] = أم شياه، أى بل هى شياه.

6["أو"] [تفيد خمسة معانٍ] يختلف معناها حين تأتي في سياق طلب أو إنشاء: والمقصود بالطلب: الأمر والنهي وما أشبَهَهُمَا كالدعاء الاستفهام التمني الترجي التحضيض، وأما الإنشاء فهو الخبر، (1) [تأتي "أو" في سياق بعد الطلب دلالتها أ-إما على التخيير: لا يجوز الجمع بين الأمور، أو ب-على الإباحة: لك أن تجمع بينها ولك أن تفرد واحدًا منها]،
أ- التخيير: بين المتعاطفيْن: [تزوجْ هندًا أو أُختَهَا]، يختار واحدة من الاثنين؛ لأنه لا يجوز الجمع بين الأختين فى النكاح، أ-{فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ} هذه أمور عُطِفَت بـ "أو"، على التخيير وليس على الإباحة؛ لأنه لا يجوز بِنِيَّة الكفارة أن تجمع بينها، بل الكفارة اختيار واحد منها. وتباح جميعها لكن ليس بنية كفارة،

ب-الإباحة: فى حال جواز الجمع بين الأشياء: [جالسِ العلماءَ أو الزهادَ]، يُباح لك أن تُجالِس هذا أو هذا أو تجمع بينهما. ب- {وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ ...ْ} هذا إباحة، فلك أن تدخل واحدًا منها بعد أن تستأذن، وأن تدخلها جميعا،

(2) [تأتي "أو" في سياق الخبر، فتفيد: ج- الشَّكّ إذا كان المخبر لا يعلم أي الأمرين هو الصواب، د-للتشكيك؛ إذا كنت تعلم أيهما الصواب، ولكنك تريد أن تُلَبِّس على السامع]

ج-الشك: قال تعالى: {قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} (19 الكهف)، هم يُخبرون، ولا يعلمون هل لبثوا يوما أو بعض يوم؟! فهذا شَكّ، لَبِثْنَا: فعل ماض مبنى على السكون، نا: فاعل، يَوْمًا: مفعول به، أَوْ: عاطفة، بَعْضَ: معطوف على يوما، منصوب مثله، وهو مضاف، يَوْمٍ: مضاف إليه مجرور.

د- الإبهام "التشكيك" لا يُظهر ما في نفسه للمُخاطَب كقول المؤمنين للمشركين فى قوله تعالى {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (24 سبأ)، المؤمنون يقولون هذا الكلام، وهم يعلمون أنهم هم الذين على الهدى وأن الكافرين في ضلال مبين، ولكنهم لا يريدون أن يفاجئوهم بالأمر مباشرة، يريدونهم أن يقفوا على الحقيقة بالتأمُّل والمراجعة، وَ: حرف عطف، إِنَّا: حرف توكيد ونصب تنصب الإسم وترفع الخبر، نا: إسم إنّ فى محل نصب، أَوْ: حرف عطف إِيَّا: ضمير منفصل فى محل نصب معطوف على إسم إنّ، وهو مضاف، كُمْ: مضاف إليه، لَعَلَىٰ: ل: الإبتداء، على: حرف جر، هُدًى: مجرور، والجار والمجرور متعلقٌ بواجب الحذف تقديره: كائن، فى محل رفع خبر إن،
هـ- التفصيل بعد الإجمال: {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ} (135 البقرة). التقسيم: الإعرابُ رفعٌ أو نصبٌ أو خفضٌ أو جزمٌ، فالمقام مقام تقسيم.

7[إما] هي مثل (أو) تماماً في المعنى والعمل. [تفيد خمسة معانٍ]:
أ- التخيير: بين المتعاطفيْن: [تزوجْ إما هندًا وإما أُختَهَا]، يختار واحدة منهما،
ب-الإباحة: فى حال جواز الجمع بين الأشياء: [تعلم إما حديثًا وإما تفسيرًا]،
ج-الشك: [جاء إما خالدٌ وإما زيدٌ]، د- الإبهام: [قام إما خالدٌ وإما زيدٌ]، هـ- التفصيل بعد الإجمال: {إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} (3 الإنسان).

القسم الثانى: ما يقتضى التشريك فى الإعراب، دون المعنى: وهو ثلاثة أحرف:

8[بل]: [تفيد الإضْرَاب: الإعراض: وهو إثبات الحكم لما بعدها بعد إثباته للأول ، ويكون الأول مسكوتا عنه]، [وجهُك النجمُ بلٍ البدرُ بل الشمسُ] تفيد الإضْرَاب، ولها شرطان لتكون عاطفة:
الشرط الأول: أن تُسبق إما بكلام موجب مثبت أو بأمر أو بنهي أو بنفي.
الكلام الموجب: [جاء زيدٌ بل عمرو]. الأمر: [أكرم زيداً بل عمراً]. في الموجب وفي الأمر سلبت الحكم عن السابق "زيد"، وتثبته للاحق "لعمرو"،
عكس في النهي والنفي تثبت الحكم للسابق وتثبت ضده لما بعده، أي أنَّ زيدًا لم يقم؛ بل الذي قام هو عمرو.
الشرط الثاني: المعطوف بها يجب أن يكون مفرداً.

9[لا]: [تفيد نفى الحكم عما بعدها]، لكنها قد تأتى عاطفة وهذا قليل، بأن تُسبق بكلام مثبت أو بأمر، أما النفي والنهي؛ فلا يصح أن يسبقها؛ لأنها أصلاً للنفي.
فيُشترطُ للعطف بها ثلاثة أمور: الشرط الأول: إفراد معطوفها، الشرط الثاني: عدم اقترانها بعاطف، الشرط الثالث: تَعَامُدْ مُتعاطفيْها بألا يَصْدُقْ أحدهما على الآخر: [جاء زيدٌ لا عمرٌو]، لكن لو قلت: [جاء رجلٌ، لا زيدٌ]، فلا يصح أن تكون "لا" عاطفة هنا؛ لأنّ زيداً لا يَصْدُقْ عليه هنا أنه رجلٌ، وكذلك إذا اقترنت بعاطف: [جاء زيدٌ لا، بل عمرٌو]، لأنّ العاطف هنا: بل. [أكرم زيداً لا عمراً].

10[لكن]: [تفيد الإستدراك: إثبات نقيض ما قبلها لما بعدها]،
"لكن" يُشترطُ للعطف بها ثلاثة أمور: الشرط الأول: إفراد معطوفها، الشرط الثاني: عدم اقترانها بـ(الواو)، لأن (الواو) أقوى مفعولا منها، تُبطل عملها، فأما إذا كان المعطوف بعدها جملة، أو صحبتها (الواو) تصبح ابتدائية واستدراكًا و ما بعدها جملة مستقلة لا علاقة لها بالجملة السابقة. فلا تكن "لكن" عاطفة، {وَلَٰكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ} (76 الزخرف)، (لكن) هنا ليست عاطفة، والعاطفة هنا هى (الواو)، الشرط الثالث: أن تُسبق بنفي أو نهي. مثال اجتمع فيه الشروط (لكن) المسبوقة بنفي: [ما مررتُ برجلٍ صالحٍ لكنْ طالحٍ]، مثال (لكن) المسبوقة بنهي: [لا يَقُمْ زيدٌ لكن عمرٌو]. [لا تُكرم زيداً لكن عمراً]. مثال (لكن) لم يستوفِ أحد الشروط: [قام زيد لكن عمرو لم يقم] ×، ما بعد (لكن) ليس مفرداً بل جملة اسمية، وأيضاً هي في مقام الإثبات، إذن هنا (لكن) ليست عاطفة بل هي ابتدائية أي أن ما بعدها يُعرب جملة اسمية مكونة من مبتدأ وخبر لا علاقة له بما قبله.

8-10["لا"، و"لكن"، و"بل"]، تُستعمَل متقاربة، كلها حروف عطف، بمعنى "رجوع": رَدّ للسامع عن الخطأ في الحكم إلى الصواب الذي يعتقده المتكلِّم، وقد يكون المخاطَب هو الصادق، *[أسلوب القَصْر، أو الْحَصْر: تجعل الحكم خاصًّا بشيء مُعَيَّن دون غيره؛ بـ"إلا" و"إنما"] (إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ)؛ أي ما أنت إلا نذير؛ أي انحصر أمرُك في الإنذار، فهذا قَصْر، (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ) اقتصر أمره على الرسالة/
أسلوب القصر نوعان: أ- قَصْرُ قَلْبٍ لاعتقاد المخاطَب: تقول لمعتقدٍ أن محمدًا جاهلٌ: "إنما محمد عالم"، قصرت محمدًا على العلم، فقَْلبت اعتقادَه وَتُبَيِّن له أنه عالم بعكس ما يظن هو ب- قصر إفراد أحد أمرين يعتقدهما السامع مجتمعيْن: "إنما خالد شاعر"، شخص يعتقد أن خالدًا يجمع بين موهبة الشعر والنثر، قصرْت خالدًا على الشعر فقط أفردته، ونفيت الثاني،

* هناك فرق بين استعمال "لا" واستعمال "بل" و"لكن": 1- ["لا" تُفيد نوعَيِ القصر، قصر القلب لمن ظن حدوث المنفي بـ "لا"، وقصر الإفراد لما اعتقد المخاطَبُ اجتماعه، "لا" يُعطَف بها في سياق الإثبات]: "جاء زيد لا عمرو"، تنفي شيء لِتُثبت غيره، المخاطَب يعتقد أن عمرًا جاء، يرده عن الخطأ ويدله على الصواب أن الذي جاء هو زيد وليس عمرًا، تقلب اعتقاده، هذا قصر قلب، وتنفى أن يعتقد أن زيدًا وعمرًا كلاهما قد جاء؛ فاخترت واحدًا منهما وهو زيد الذي جاء وأخرجت الآخر، قصر إفراد،
2-["بل، ولكن" لا تأتي إلا لقصر القلب فقط، ويُعطَف بهما في سياق النفي، وقد تأتي "بل" في سياق الإثبات، فتفيد الإضْرَاب: هو إلغاء الحكم السابق تماما؛ تُضْرِب عنه وتأتي بحكم آخر، فلا يلزم أن تكون حينذاك عاطفة]: "جاء زيد" إثبات، ثم يَعِنُّ لك أن تُلْغِي: "بل عمرو"، يخدم المتحدثين على الملأ في الإذاعات ممن يتكلمون كلامًا ارتجالِيًّا أو مباشرًا، {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ} بل حرف إِضْرَاب عن الحديث السابق إلى حديث لاحِق،

إسمهان الجادوي 05-30-2014 01:25 PM

رد: تسهيل النحو: متن الآجرومية
 
الباب الثالث من أبواب التوابع-بَابُ اَلتَّوْكِيدِ


(اَلتَّوْكِيدُ: تابع لِلْمُؤَكَّدِ فِي رَفْعِهِ، وَنَصْبِهِ، وَخَفْضِهِ، وَتَعْرِيفِهِ وَيَكُونُ بِأَلْفَاظٍ مَعْلُومَةٍ، وَهِيَ اَلنَّفْسُ، وَالْعَيْنُ، وَكُلُّ، وَأَجْمَعُ، وَتَوَابِعُ أَجْمَعَ، وَهِيَ أَكْتَعُ، وَأَبْتَعُ، وَأَبْصَعُ، تَقُولُ قَامَ زَيْدٌ نَفْسُهُ، وَرَأَيْتُ اَلْقَوْمَ كُلَّهُمْ، وَمَرَرْتُ بِالْقَوْمِ أَجْمَعِينَ)المؤلف على سبيل الاختصار ذكر أمرين في التوكيد: حكم التوكيد و ألفاظه ولم يتعرض إلى معنى التوكيد، واقتصر على التوكيد المعنوي، والمشهور عند النحاة أن:

التوكيد قسمان: توكيد لفظي و توكيد معنوي

التوكيد اللفظي: هو إعادة اللفظ بعينه أو بمرادفه إما لتقريره فى الذهن أو خوف النسيان أو لأجل الإيضاح، و يكون في الإسم و الفعل وفي الجملة وفى الحرف،

أ- فى الإسم: أَخَاكَ أَخَاكَ إِنَّ مَنْ لاَ أَخًا لَهُ *** كَسَاعٍ إِلَى الْهَيْجَا بِغَيْرِ سِلاَحِ
لو قال: "أخاك" لَعُلِمَ أنه أسلوب تحضيض؛ أي "الزم أخاك" الإعراب: مفعول به منصوب بـ "الزم" مقدرة وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الستة، لكنه قال أخاك مرة ثانية؛ للحثِّ والحضِّ وتأكيد الأمر، وتقريره في الذهن، أخاك الثانية توكيدًا لفظيًّا؛ لأنها عبارة عن تَكرار لفظ الأولى تماما بلا فرق. [جاءَ زيدٌ زيدٌ].

ب- التوكيد بالفعل، تحث أخاك على القراءة: "اقرأ اقرأ"، الأولى فعل أمر مبني على السكون، الثانية تأكيد لفظي للأول أنت ما أحدثت به معنًى جديدًا، ولكنك أكَّدْت المعنى الأول، وقررته في الذهن، [جاء جاء زيد]،



د-الحرف بشرط أن تكرر معه ما اتصل به فتقول: [مررتُ به مررتُ به]، هنا كررنا حرف الجر مع الاسم المجرور، [إلا حروف الجواب] فيجوز لك أن تكررها منفردة مثل نعم، أجل و لا، [لا لا تفعل الشر]، وإذا قيل لك هل شربتَ الماءَ؟ يجوز أن تقول: [نعم نعم أو أجل أجل].

التوكيد المعنوي: هو التابع الرافع احتمال إضافة إلى المتبوع أو إرادة خصوص : [جاء الخليفةُ نفسُه]، فهنا أكََّدْتَ أن الذي جاء هو نفس الخليفة فهو رفع احتمال إضافة إلى المتبوع، [جاء أهل مكة كلهم]، هنا أفاد التخصيص، لأنه قد يُحتمل أن الذي جاء "بعض أهل مكة"، فرفعت الاحتمال "كلهم" دل على العموم.

الغرض من التوكيد: رفع المجاز عن الذات، فالسامع يتوقع عدة أمور: مجيء خبره، رسوله، من ينوب عنه، كتابه، خطابه، إنزالها في منزلته هي من باب المجاز، فلرفع المجاز وتُبَيِّن الذي جاء هو الرجل بذاته حقيقة: "جاء زيدٌ نفسُه"

[اَلتَّوْكِيدُ المعنوي: تابع لِلْمُؤَكَّدِ فِي رَفْعِهِ، وَنَصْبِهِ، وَخَفْضِهِ، وَتَعْرِيفِهِ].
التوكيد المعنوي يشترط أن يكون معرفة كالمؤكَّد وهذا الغالب، ولكنه ورد في لسان العرب أن يكون المؤكَّد نكرة، لكن بشرط أن يكون محصورا محدودا، مثل: سنة و يوم و ساعة و حول، كقول الشاعر:
لكنه شاقَّه أن قيل ذا رجب *** يا ليت عدةَ حولٍ كلُّه رجبٌ الحول هنا نكرة ثم أكده بلفظ كل وهذا قليل.

ألفاظ التوكيد المعنوي وخصائصها:





[جاء زيدٌ نفسُه عينُه" و"المرأة نفسها عينها"، والرجلان أنفسهما أعينهما"... ،



[يؤكد بكلا المثنى المذكر و بكلتا المثنى المؤنث ويشترط في التأكيد بهما أن يكونا مضافين إلى ضمير]:
[جاء الرجلان كلاهما] و [جاءت الطالبتان كلتاهما] أما [إذا أضيفت كلا و كلتا إلى غير الضمير فليس توكيدًا]: [جاء كلا المحمديْن] فهنا ليس من باب التوكيد. [لا يصح أن تُؤَكِّد فعلين مختلفين بكلاهما أو كلتاهما]، ولذلك منعوا: "مات زيد وعاش عمرو كلاهما"،× لأنك حينئذ تُؤَكِّد معمولين لعاملين مختلفين، وهذا مما لم يجرِ في كلام العرب.[كلا و كلتا من ملحقات المثنى ترفعان بالألف و تنصبان و تجران بالياء].

سؤال: لماذا لم يَصِحّ التوكيد بـ: "كِلاَ" في قولنا: "اشترك الرجلان كلاهما"؟

لأنه ينبغي أن يكون هناك حاجة للتوكيد بـ "كِلاَ وَكِلْتَا" أما إذا كان المقام مستغنٍ عنهما: أو لايمكن أن يتطرق الشك في إرادة العموم فلا يصح استعمالهما، مثل بعض الأفعال أصلا لا تقوم إلا من اثنين: "اختصم"، "تشارك"، "تقاتل"، "تصافح" لا يمكن أن يتصافح واحد، أو يتقاتل واحد، أو يتشارك واحد، أو يختصم واحد، لا بد من اثنين يحصل منهما هذا، فإذا قلت : "اختصم زيد وعمرو" أنت لا يتطرق الشك إلى أنك تريد "زيدًا" وحده، فالفعل نفسه دَلَّ على أنك تريد الاثنين فلا حاجة للتوكيد بـ "كِلاَ" ولا بـ "كِلْتَا"، [لا يجوز التوكيد بـ "كِلاَ وَكِلْتَا"، إلا إذا كان يتطرق الشك إلى أنك ربما تريد واحدًا بلفظ الاثنين]، أما إذا ثَبَتَ أن الاثنين مقصودان، فلا يصح التوكيد بـ "كِلاَ" و"كِلْتَا" لأنه سيكون عَبَثًا حينذاك]،


[الغرض منه إفادة العموم، و"كُلُّ" لا يؤكَّد بها المثنى و إنما الجمع و المفرد الذي له أجزاء تصلح أن ينفصل بعضها عن بعض و إلا فلا]، فلا يجوز [جاء زيد كله]× لأنه لا يصح أن يجيئ شيء من زيد، لذلك لا تعبر عن المفرد بكل إلا إذا كان له أجزاء فيجوز: [اشتريت الأرض كلها]، [بعتُ زيداً كلَّه] في هذه الحال المقصود بزيد عبد مملوك وتجوز الشركة في قيمته، و"كل" تؤكد بها الجماعة: [جاءَ الرجالُ كلُهم] و[جاءتْ النساءُ كلُهن]. [إذا لم يسبقْ "كُلَّ" مؤكَّدٌ؛ فهذا خارج عن باب التوكيد، "جاء كُلّ الطلبة" "كُلُّ": فاعل، فيُذُكر المؤكَّد قبلها: "أكرمتُ الطلبةَ كُلَّهم": "كُلَّهم" توكيد معنوي، به ضمير يعود إلى المؤكَّد،


[من التوكيد المعنوى بـ "أَجْمَع للمذكر/ وَجَمْعَاء للمؤنث / وَجَمْعهما: "أَجْمَعُون" في الرفع، و"أَجْمَعِين" في النصب والجر، لا يلحق بها الضمير، يُستعمل غالبًا بعد التوكيد بـ "كُلّ" التى يتصل بها ضمير مطابق للمؤكَّد] "أكلتُ الطعامَ كلَه أجمعَ"، "استعنتُ بالقبيلةِ كلهِا جمعاء"، و"جاء الرجالُ كلُهم أجمعون"،

فهل يجوز أن تؤكد بأجمع من غير كل؟

[وَرَدَ عن العرب التوكيد بـ "أَجْمَع وَجَمْعَاء وَأَجْمَعِين" دون "كُلّ" قبلها: قليلا] فى أفصح الكلام
{وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ} ولو في غير القرآن: "وَلأُغْوِيَنَّهُمْ كُلَّهُمْ أَجْمَعِينَ، "مَوْعِدُهُمْ كُلُّهُمْ أَجْمَعونَ" لَصَحَّ، وكما في الحديث الصحيح: (فله سَلَبُه أجمعُ). وإعراب: { َلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ }: اللام داخلة في جواب قسم و التقدير والله لأغوينهم، أُغوين: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، و نون التوكيد فاعل، هم: في محل نصب مفعول به، أجمعين: توكيد معنوي تابع للمفعول به منصوب مثله وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم،



الأَوْلى فيها والغالب أن تأتي بعد أجمع: [جاء القوم أجمعون أكتعون أبتعون أبصعون]، وهذه الألفاظ قليلة في كلام الناس يجوز أن تؤكد بهذه التوابع من غير أن تسبقها كلمة "أجمع"، وهذا الوجه جائز لكن كما بينا الافضل و الارجح ان تكون تابعة في التوكيد إلى أجمع .


السؤال: لماذا أَخْرَجَ العلماء الآيتين: (كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا)، (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا)، وكذلك قول المؤذن: الله أكبر الله أكبر، من باب التوكيد اللفظي؟

التوكيد: هو أن تعيد الأول بلفظه وقصدك الأول، وإنما أعدت اللفظ تثبيتا له في الذهن، أما في قول الله:
(كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا) فالمفسرون قالوا: إن الدَّكّ الثاني غير الأول، ومعنى ذلك أن الأرض تُدَكّ دَكًّا من بعد دَكٍّ حتى تصير هباء منبثا، (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا) الملائكة يَنْزِلون إلى الموقف فيُحْدِقون بالثقلين صَفًّا وراء صَفّ، فليس الصف الثاني هو الصف الأول، ولكن هذا صَفّ وهذا صَفّ، كذلك المؤذن عندما يقول: "الله أكبر الله أكبر"، فإن تكبيره الثاني هو إنشاء لتكبير آخر، وفي كل تكبير منزلة وأجر، وليس التكبير الثاني هو الأول أو تأكيدًا له، وكذلك الشأن في كل تَكْرَار لدعاء أو استغفار أو ذكر، فإنه إنشاء لثانٍ وليس تأكيدًا للأول، قالوا: بخلاف الإقامة: "قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة"، فليس هناك ذكر، وإنما هو إخبار بقيامها، حث على القيام للفريضة، ولا يريد المؤذن به أن يحدث إقامة جديدة وإنما هي نفس الإقامة، ومن ثم فإن الثاني توكيدٌ لفظيٌّ للأول].
ونظير أن يكون تَكْرَار الثاني ليس تأكيدًا للأول أن تقول: [عَلَّمْتُهُ النحوَ بابًا بابًا]، فلا يستطيع أحد أن يقول: "بابًا" الثانية توكيد لفظي لـ"بابًا" الأولى؛ لأن "الباب" الثاني غير الأول، أنت علمته أبواب النحو المختلفة، [والتوكيد اللفظي شرطه أن يكون المؤكِّد عين المؤكَّد فالأول هو الثاني].
ج- الجملة: قوله تعالى {أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ ثُمَّ أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ} (34،35 القيامة) [1] "النفس" و "العين": من أهمها وأشهرها: (1) يؤكد بـ اَلنَّفْس أوَ الْعَيْن: مُفْردًا، تأتي بـ نفس أو عين، وقد أضيفت إلى ضمير المؤكَّد [جاء الرجلُ نفسُه] "الرجل" فاعل جئتَ بـ "النفس" وقد أضفتها إلى "هاء الرجل"، [جاءتْ المرأةُ نفسُها]، [مررتُ بمحمدٍ عينِه]. (2) إن أَكَّدْتَ بهما أكثر من واحد: [لفظ التوكيد لاثنين أو أكثر مذكرًا أو مؤنثًا، على وزن أَفْعُل "أَنْفُس" وَ"أَعْيُن" مضافًا إلى الضمير]، [مررتُ بالرجليْن أنفسِهما] [سلمتُ على الأختيْن أعينِهما]، [جاء الرجالُ أنفسُهم]، [قابلتُ النساءَ أنفسَهن]، (3) [يجب تقديم "نفس" على "عين"؛ إذا اجتمعا، لأنها الأشهر والأكثر استعمالا]، (4) يجوز إدخال الباء على لفظي النفس والعين: [جاء محمد بعنيه]، [جاء القوم بأنفسهم]، [جاء النساء بأنفسهن]، لكن لا بد من وجود ضمير رابط]. [2] [كلا و كلتا] [3] "َكُل": [4] أجمع: [في غالب الكلام يأتي توكيد أجمع بعد كل] كقوله تعالى: {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} (30 الحجر)، فالتوكيد هنا بكل و أجمع معًا، الإعراب: الفاء حرف عطف سجد فعل ماض مبني على الفتح الملائكة فاعل مرفوع بالضمة كل توكيد معنوي للملائكة مرفوع مثله و هو مضاف و هم مضاف إليه و أجمعون توكيد ثاني مرفوع مثله. [جاء الجيش كله أجمع]، [جاءت القبيلة كلها جمعاء]، [جئن الهندات كلهن جمعاوات] [5] توابع أجمع: أَكْتَعُ، وَأَبْتَعُ، وَأَبْصَعُ

إسمهان الجادوي 05-30-2014 01:27 PM

رد: تسهيل النحو: متن الآجرومية
 
بَابُ اَلْبَدَل
ِ
1/ تعريف البدل: لغة: هو العِوْض واصطلاحًا: [[التابعُ المقصودُ بالحكمِ دون واسطة بينه وبين متبوعه]]، وبالجملة جميع التوابع الأربعة المقصود منها التوضيح والبيان والتوكيد ورفع الاحتمال. فليس النعت هو المقصود بالحكم إنما هو مكمل وموضح للمقصود "محمد" نحوُ: [جاءَ محمدٌ الكريمُ]، و كذلك التوكيد: [جاءَ الرجلُ نفسُه] فهو مكمل للمقصود، كذلك عطف البيان0 إلا المعطوف عطف نسق فهو مقصود [جاءَ محمدٌ وخالدٌ]، فخالد هنا مقصود لكنه بواسطة هى حرف العطف، [[أما البدل فلا يحتاج إلى واسطة0 تقول: [ قامَ زيدٌ أخوكَ] فكلمة أخوك: بدل من زيد، لأنه يصح أن تُلغى (زيد) وتقوم مقامه، فتقول: [قام أخوك]. وكلمة (أخو) مقصودة بما قُصِدَ به (زَيْدٌ) وهو معني القيام، وكان ذلك بلا واسطة حرف كـ(الواو) أو (فاء) أو غيرها، وهو تابع وهو المقصود بالكلام وليس بينه وبين المتبوع واسطة والفائدة بالإتيان بالبدل هو التوضيح أو التوكيد والتعيين،

2/ حكم البدل: [البدل: يُغني عن المُبدَل منه]0
[إِذَا أُبْدِلَ إسْمٌ مِنْ إسْمٍ أَوْ فِعْلٌ مِنْ فِعْلٍ تَبِعَهُ فِي جَمِيعِ إِعْرَابِهِ].

الحالة الأولى: إن كان المبدل مرفوعا كان البدل مرفوعا مثله [جاء زيدٌ أخوك] وإعرابه: جاء: فعل ماض مبني على الفتح، وزيدٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره، أخو: بدل من زيد -بدل كل من كل- يتبعه في رفعه و هو مضاف و الكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر للإضافة.

الحالة الثانية: المبدل منصوب يكون البدل منصوبا أيضا: [رأيتُ زيدًا أخاك] و إعرابه رأيتُ: فعل و فاعل، زيدا: مفعول به، و أخاك: بدل عنه منصوب مثله .

الحالة الثالثة: المبدل مجرور؛ يكون البدل مجرورا مثله: [مررتُ بزيدٍ أخيك].

الحالة الرابعة: إذا كان المبدل مجزومًا يكون البدل مجزوما ايضا، كما في قوله تعالى: {ومَنْ يفعلْ ذَلكَ يَلْقَ آثاما يُضَاعَفْ} مَن: من أدوات الشرط، يفعل: فعل الشرط، يلق، جواب الشرط، يضاعف: بدل من فعل يلق مجزومًا مثله .
الخلاصة البدل حكمه في الإعراب حكم المبدل منه.

3/البدل على أربعة أقسام:

[وَهُوَ عَلَى أَرْبَعَةِ أَقْسَامٍ: بَدَلُ اَلشَّيْءِ مِنْ اَلشَّيْءِ، وَبَدَلُ اَلْبَعْضِ مِنْ اَلْكُلِّ، وَبَدَلُ اَلِاشْتِمَالِ، وَبَدَلُ اَلْغَلَطِ، نَحْوُ "قَامَ زَيْدٌ أَخُوكَ، َأَكَلْتُ اَلرَّغِيفَ ثُلُثَهُ، َنَفَعَنِي زَيْدٌ عِلْمُهُ، َرَأَيْتُ زَيْدًا اَلْفَرَسَ"، أَرَدْتَ أَنْ تَقُولَ رَأَيْتُ اَلْفَرَسَ فَغَلِطْتَ فَأَبْدَلْتَ زَيْدًا مِنْه]

لا يجب موافقة البدل للمبدل منه في التعريف و التنكير
[فقد يكون الْبَدَل والْمُبْدَل منه: أ- نكرتين، ب- معرفتين، ج- مختلفين]،

القسم الأول: «بَدَلَ كُلٍّ مِنْ كُلٍّ»: عبر عنه المؤلف بـ « بدل الشيء من الشيء» وابن مالك يسميه "بدل مطابق"، ضابطه [أن تكون ذات البدل هي ذات المبدل منه يعني مطابقا له والمراد منهم واحد، وإن اختلف مفهومهما، وبدل الكل لا يحتاج لرابط يربطه لأنه عينه أصلا]، فلوضوحه في مقصود المتكلم لا يحتاج إلى رابط
[الْبَدَل والْمُبْدَل منه وَقَعَا معرفتين]: فى قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} فالمبدل الصراط المستقيم، والبدل صراط الذين أنعمت عليهم والصراط هنا مطابق للمبدل فكان "بدل كل من كل"، وإعراب الآية: إهدنا: فعل دعاء مبني على حذف حرف العلة، و فاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت ، و اهد ينصب مفعولين نا مفعول به أول، والصراط: مفعول به ثانى، المستقيم: نعت للصراط، صراط: بدل من الصراط الأول منصوب مثله، وقوله تعالى: {إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ اللهِ} الله: لفظ الجلالة بدل من العزيز في قراءة الجر.
[الْبَدَل والْمُبْدَل منه وقَعَا نكرتين]: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا * وَ كَوَاعِبَ أَتْرَابًا * وَكَأْسًا دِهَاقًا} [بدل كل من كل أو مطابق له، الْبَدَل هو الْمُبْدَل منه بعينه الْمُبْدَل منه: مَفَازَا: نكرة، والْبدَل، نكرات: "حدائق" وما عُطِفَ عليه "أعناب" و"كواعب" و "كأس"،
[الْمُبْدَل منه نكرة والْبَدَل معرفة] كقوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} {صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ} (الشورى53) فالصراط الثاني معرفة وهو [بدل كل من كل] من "صراط": النكرة

القسم الثاني: بدل بعض من كل: ضابطه [البَدَلُ جزء من الْمُبْدَلِ سواء كان دون النصف أو فوق النصف أو مساويًا له، ولا بد من اتصاله بضمير رابطٍ يرجع للمبدل منه]، [الْبَدَل والْمُبْدَل منه وَقَعَا معرفتين]: [قطعتُ اللصَّ يدَهُ]، فاليد جزء من اللص وهي المقطوعة فهي بدل بعض. [أكلتُ الخروفَ رُبعَه]، إعرابه: أكلتُ: فعل ماض مبنى على السكون، تُ: ضمير متصل في محل رفع فاعل، الخروف: مفعول به منصوب، ربعَه: بدل منصوب، الهاء فى ربعه هي الرابط، [وقد يكون الرابط مذكورا أو مقدرا]،
{وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ/ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} الْبَدَل: المستطيع "مَن": اسم موصول، معرفة؛ الْمُبْدَل منه: الناس مُعَرَّف بـ"أل"، قال: من استطاع أي منهم و لم يذكر الرابط هنا. [[الْبَدَل دائما هو المتأخر: فيُصرف الحكم عن الْمُبْدَلِ منه وينتقل إلى الْبَدَل]] لم يعد الناس جميعا مطالبون بالحج، بل أصبح المطالَبُ هو المستطيعُ وحده، {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا} فنصفه بدل من الليل؛ لأن الليل كامل والنصف جزء، [معارف]

القسم الثالث: بدل الاشتمال: الْمُبْدَل منه مشتملٌ على الْبَدَل، بغير أن يكون البدل كله أو بعضه وهو ما يدل عليه عامل المبدل منه دلالة إجمالية والضابط فيه: [الدال على معنى في متبوعه، يتعلق بالمعاني وليس بالأجسام] وضابطه أن يكون بين البدل والْمُبْدَل علاقة بغير الجزئية]: [الْبَدَل والْمُبْدَل منه وَقَعَا معرفتين]: [نفعَني زَيْدٌ علمُه] كلمة (علمه) بدل من زيد وهي بدل اشتمال. صِفَة موجودة في زيد، لأن زيد مشتمل على العلم وليس العلم بعضه ولا كله، إعرابه: نفعني: فعل ماضي مبني على الفتح والنون للوقاية، والياء: ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به، زيد: فاعل مرفوع، علمُه: بدل اشتمال من زيد مرفوع مثله، وهو مضاف، والهاء مضاف اليه. [أعجبني الطالبُ اجتهادُه]، [أعجبتني المرأةُ كرامتُها]، [[البدل هنا يتعلق بالمعانى والصفات وليس بالأبدان والأبعاض، كما هو حال الأنواع السابقة، ولا بد له من رابط إما مذكورًا أو مقدرًا]] كقول الله {قُتِلَ أصْحَابُ الأُخدُودِ النارِ} أي فيه النار، [الْمُبْدَل منه معرفة والْبَدَل نكرة]: فى
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ} (217 البقرة)، "قتال" مجرورة بدل من الشهر مجرور بـ"عن" وأعربت بإعرابه، فالقتال ليس جزءًا من الشهر الحرام وليس كُلاًّ له، ولكن الشهر الحرام مُشتمل على القتال، واقع في الشهر الحرام، الْمُبْدَل منه: الشهرِ، معرف بأل، الْبَدَل: "قتالٍ": نكرة، و بدل اشتمال من الشهر.

*أنواع من الْبَدَل قليلة الاستعمال: تنطبق على مثال واحد لكن تختلف باختلاف مقصد المتكلم: [تصدقتُ بدرهمٍ دينارٍ]، تريد أن تقول تصدقت بدينار؛ لأنه هو المتأخر: الْبَدَل، ناسخ للأول: المبدل منه،
[[الْبَدَل بأنواعه: على نِيَّة حذف الْمُبْدَل منه وإقامة الْبَدَل مقامه]]
فالْمُتَصَدَّق به الدينار، هنا يحتمل المقام عدة احتمالات ترجع كلها لقصد المتكلم،
القسم الرابع: البدل المباين: ثلاثة أقسام: بدل: الغلط، والنسيان، والإضراب، اختلافها جاء من اختلاف نِيَّة المتكلم بها.

1/بدل الغَلَط: وضابطه: إن كان الذي دفع إلى التغيير والإبدال هو الغلط: كنت تريد أنك تصدقت (بالدينار) أصلاً، ولكن لسانك سَبَق إلى غيره فقلت: "درهم" خطأً، فهذا يُسَمَّى "بدل غلط" ؛ لأنك غلطت في الكلام. أن يكون الْمُبْدَلُ قد غُلِط فيه، فَأُتِيَ بالبدل تصحيحاً، [تصدقت بدرهم دينار]، [رأيتُ خالدًا محمدًا]، فأنت لم تقصد ذكر خالد، فهو الذي
[لم يُقصد متبوعُه بل سبق إليه اللسان].

2/ بدل النسيان: إن كان الذي دَفَع إلى التغيير هو النسيان: أردت (الدرهم)، ثم تَبَيَّن لك أنك مخطِئ، والصحيح أنه "دينار"، فقلت: "دينار"، [تصدقت بدرهم دينار] ، فهو ما [يُقصد ذكر متبوعه، ثم تبين فساد قصده]، مثلا المعلم يريد أن يُعطي جائزة فقال أعطيت زيدا، فتبين له أن عمرا هو الأحق؛ فغير رأيه، فقال: [أعطيتُ زيدا عمرا]. فهذا هو معنى بدل النسيان.

3/ بَدَل الإضراب: إن كان الذي دفع إلى التغيير هو إلغاء ما قاله الإنسان مباشَرَةً بعد كلامه، ولم يكن يريد إلغاءه قبل قوله، فهو "بدلُ إضراب"، كان يريد أن يتصدق (بالدرهم)، ثم عَنَّ له أن يُغَيِّر، فقال نجعله دينارًا، فقال: دينار، أضربْتَ عن الأول؛ أي أَلْغَيْتَه وأتيت بالثاني، [تصدقت بدرهم دينار]، وهو أن يكون [كل من الأول و الثاني مقصودًا في الابتداء ثم قصد خصوص الثاني في الدوام] نحو: [رأيتُ زيدا الفرسَ]. وهذا المثال مَثَّل به النحاة على الأقسام الثلاث فهو يصلح أن يكون بدل غلط أو بدل نسيان أو بدل إضراب

الخلاصة في البدل المغاير هو أن المتكلم يذكر شيئا ثم يعرض عن هذا الشيء و يذكر شيئا آخر و يكون الشيء الثاني هو المقصود في الكلام فالبدل في القسم الرابع ليس هو عين المبدل منه و لا بعضه و لا شيئا من صفاته، خلافا للأقسام الثلاثة الأولى التي فيها علاقة بين البدل و المبدل منه.

هناك بعض النحاة ذكروا قسما خامسا وهو بدل كل من بعض و احتجوا له بقوله تعالى: {فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا (60) جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (61 مريم) قالوا فجنات عدن بدل كل من بعض و هو الجنة. و لكن هذا القسم ليس مشهورا كالأقسام الأربعة .

إسمهان الجادوي 05-30-2014 01:30 PM

رد: تسهيل النحو: متن الآجرومية
 
باب منصوبات الأسماء

(اَلْمَنْصُوبَاتُ خَمْسَةَ عَشَرَ, وَهِيَ اَلْمَفْعُولُ بِهِ, وَالْمَصْدَرُ(المفعول المطلق), وَظَرْفُ اَلزَّمَانِ وَظَرْفُ اَلْمَكَانِ, وَالْحَالُ, وَالتَّمْيِيزُ, وَالْمُسْتَثْنَى, وَاسْمُ لَا, وَالْمُنَادَى, وَالْمَفْعُولُ مِنْ أَجْلِهِ, وَالْمَفْعُولُ مَعَهُ, وَخَبَرُ كَانَ وَأَخَوَاتِهَا, وَاسْمُ إِنَّ وَأَخَوَاتِهَا، وَالتَّابِعُ لِلْمَنْصُوبِ، وَهُوَ أَرْبَعَةُ أَشْيَاءٍ: النَّعْتُ وَالْعَطْفُ وَالتَّوْكِيدُ وَالْبَدَلُ) .
المؤلف بعد ذكر التوابع فى المرفوعات، قال: باب اَلْمَنْصُوبَاتِ: أى ذكر الأنواع من الأسماء التى حقها النصب، وقد جمعها جمعًا حسنًا، أما بالنسبة للفعل المضارع، فإنه يُنصبُ، وقد سبق هذا فى باب الأفعال، لكنه أفرد هنا الأسماء، فقال: (اَلْمَنْصُوبَاتُ خَمْسَةَ عَشَرَ"، لكن لم يذكر "مفعولا ظن")، وقد يختلف النحاة فيجعلونها أربعة عشر، وتبين لنا أن التوابع تكون مرفوعة ومنصوبة ومجرورة.

[1] "باب المفعول به"

ذكر المؤلف ثلاثة أمور:
الأول: تعريف المفعول به: [هو اَلِاسْمُ اَلْمَنْصُوبُ, اَلَّذِي يَقَعُ عليهِ فِعْلُ اَلْفِاعْلِ], وقد يكون هذا الوقوع حسيًا: نَحْوُ [ضَرَبْتُ زَيْدًا], [َرَكِبْتُ اَلْفَرَسَ] [أكلتُ الخُبزَ]، [درستُ الفقهَ]، [أى يتسلطُ العاملُ على الإسمِ]، [وقد يكون هذا الوقوع معنويًا
{وَاتَّقُوا اللَّهَ}، فالتقوى لاتتحقق بدون من يتقى،

الثانى: ينقسمُ المفعول به إلى قِسْمَينِ ظَاهِرٌ, وَمُضْمَرٌ،

فَالظَّاهِرُ: [الذى يدل على مسماه من غير توقفٍ على قرينة] وهو ما يسمى بالصريح، وهو مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ، وأحيانا يكون
إسماً مُؤَوَلاً وهو أن يقع حرف مصدري مع ما دخل عليه ويُؤول بذلك ويكون مفعول به، نحو قول الله عزّ وجلّ ﴿ وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً ﴾ (الأنعام81) فـ أن وما دخلتْ عليه في تأويل مصدر: مفعول به لقوله تخافون أي "ولا تخافون إشراكَكُم".
*قاعدة: إذا جاءت "أن" مفتوحة الهمزة فاعلم أنها "أن" وما بعدها في تأويل كلمة واحدة، وهذا التأويل إما أن تُقدره بمصدر كما هو معنا هنا "ولا تخافون إشراككم، أو أن تقدرها بالكون نحو [علمتُ أنَّه محمدٌ] أي "علمت كونه محمدًا"

والْمُضْمَرُ: [مأخوذٌ من الإضمار وهو الخفاء، فلا يدل على مسماه إلا بقرينة]:

الثالث: الْمُضْمَرُ قِسْمَانِ: مُتَّصِلٌ, وَمُنْفَصِلٌ، [جميع الضمائر مبنية].

1]: فَالْمُتَّصِلُ: اِثْنَا عَشَرَ ضميرًا، وهى المتصلة بالفعل: "ضرب" اثنان للمتكلم: ضَرَبَنِي, وَضَرَبَنَا, خمسة للمخاطب: َضَرَبَكَ, َضَرَبَكِ, َضَرَبَكُمَا, َضَرَبَكُمْ, ضَرَبَكُنَّ, وخمسة للغائب: َضَرَبَهُ, وَضَرَبَهَا, وَضَرَبَهُمَا, وَضَرَبَهُمْ, وَضَرَبَهُنَّ. –سبق بيانها فى باب الفاعل- . الضمير وقع هنا منصوبًا، على المفعولية يعني مفعول به، وهي متصلة. وقد يقع مجروراً. إذا سبقها حرف جر أو يكون مضافاً إليه،

2]: المنفصل: [[أما الضمائر المنفصلة فإما أن تكون مرفوعة أو منصوبة ولا تكون مجرورةً]].
[فالمرفوعة] عرفناها عند ذكر المبتدأ والخبر واسم كان وخبر إن وهي: للمتكلم أنا ونحن، و للمخاطب خمسة: أنتَ وأنتِ وأنتما وأنتم وأنتن، وخمسة للغائب أيضًا: هو وهي وهما وهم وهن.

أما الضمائر المنفصلة [المنصوبة] منها فهي اِثْنَا عَشَرَ وَهِيَ. اثنان للمتكلم: [إِيَّايَ ضَرَبَ], وَإِيَّانَا, وخمسة للمخاطب: إِيَّاكَ, وَإِيَّاكِ, وَإِيَّاكُمَا, وَإِيَّاكُمْ, وَإِيَّاكُنَّ, وخمسة للغائب: َإِيَّاهُ, وَإِيَّاهَا, وَإِيَّاهُمَا, وَإِيَّاهُمْ, وَإِيَّاهُنَّ).
هذه لاتكون إلا مفعولا به، مثاله: قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، معناها فيه توحيد، والتقديم يفيد الحصر، إعرابه: إِيَّا: ضمير منفصل مبنى على السكون فى محل نصب مفعول به مُقَّدَم، كَ: حرف خطاب مبنى على الفتح، لا محل له من الإعراب، نَعْبُدُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة، وفاعله مستتر فيه وجوبًا تقديره نحن.
كذلك: {إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ} ( سبأ 40) إِيَّاكُمْ: ضمير منفصل مبنى على السكون فى محل نصب مفعول به مقدم، كَانُوا: كان: فعل ماضى ناقص ناسخ ترفع الإسم وتنصب الخبر، واو الجماعة: ضمير متصل فى محل رفع إسمها، يَعْبُدُونَ: فعل وفاعل فى محل نصب خبر كان.

[الأصل فى المفعول به أن يتأخر عن الفعل والفاعل] مثل {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ} (16 النمل)، َوَرِثَ: فعل، سُلَيْمَانُ: فاعل، دَاوُودَ: مفعول به، يأتي المفعول به على هذا الترتيب الأصلى، وقد يتقدم على الفاعل جوازًا إذا دل الكلام على ذلك ولم يكن هناك التباسٌ فى الكلام، وقد يتقدم على الفاعل وجوبًا]،

يتقدم المفعول به على الفاعل جوازًا:
{وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ} (41 القمر)، وَلَقَدْ: اللام للإبتداء، قد: حرف تحقيق، جَاءَ: فعل ماض مبنى على الفتح، آلَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة فى آخره، مقدم جوازًا، وهو مضاف، فِرْعَوْنَ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة الظاهرة فى آخره، ممنوع من الصرف، النُّذُرُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة فى آخره

وقد يتقدم المفعول به على الفعل والفاعل جوازًا:
{فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ} ( المائدة 70)، فَرِيقًا: مفعول به مقدم جوازًا، كَذَّبُوا: فعل وَفاعل،

***ويجب تقديم المفعول به على الفاعل فى ثلاثة مواضع:
1/إذا كان المفعول به ضميرًا متصلًا بالفعل، وكان الفاعل إسمًا ظاهرًا: {شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا} (الفتح 11)، شَغَلَتْنَا: شَغَلَ: فعل ماض مبنى على الفتح، تْ: للتأنيث، نا: ضمير متصل فى محل نصب مفعول به، أَمْوَالُنَا: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة فى آخره وهو مضاف، نا: ضمير متصل فى محل جر مضاف إليه.

2/إذا كان فى الفاعل ضمير يعود على المفعول به: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ} (البقرة: 124)، الواو: حرف استئناف، إذ: ظرفٌ لما مضى من الزمان متعلق بفعل محذوف تقديره "أُذْكُرْ"، ابْتَلَى: فعل ماض مبنى على الفتح المقدر، إبراهيمَ: مفعول به مقدم وجوبًا، رَبُّ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة فى آخره وهو مضاف، و الها: ضمير متصل فى محل جر مضاف إليه. الضمير في "رَبُّهُ" يعود على "إبراهيم"، متقدِّم، وهذا جيد، لكن لو في غير القرآن: "وإذ ابتلى ربُّه إبراهيمَ"، إبراهيم حكمها التأخير؛ لأنها مفعول به، لكن تأخيرها يترتب عليه محذور: [[الضمير لا يعود على متأخر لفظًا ورتبةً. لأن حق الإضمار أن يكون بعد الإظهار، والقاعدة: الضمير الأصل فيه أن يعود على متقدِّم،]]، ومن ثَمَّ تقدَّم في الآية الإسمُ الظاهرُ الذي يعودُ إليه الضمير؛ فهنا يتقدم المفعول به على الفاعل وجوبًا؛ ويتأخر الفاعل المتصل به الضمير.

3/إذا كان الفاعل محصورًا: إذا كان فى أول الكلام أداة حصر: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (28 فاطر) إِنَّمَا: أداة حصر مبنى على السكون، لا محل لها من الإعراب، يَخْشَى: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة، اللَّهَ: مفعول به مقدم وجوبًا، مِنْ عِبَادِهِ: جار ومجرور متعلق بالفعل، الْعُلَمَاءُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة فى آخره.
ويجب تقديم المفعول به على الفعل والفاعل إذا كان له حق الصدارة: {وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ} (81 غافر) فَأَيَّ: إسم استفهام مبنى على الفتح فى محل نصب مفعول به مقدم وجوبًا؛ لأن لها حق الصدارة، وهى مضاف، آيَاتِ: مضاف إليه. اللَّهِ: مضاف إليه، تُنْكِرُونَ: فعل وَفاعل،

ويجب تقديم المفعول به على الفعل والفاعل إذا كان ضميرا منفصلا، لو تأخر لزم اتصاله] {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}، فلو أخرنا المفعول به؛ لزم اتصاله: وصار الكلام [نعبدك]، لذا وجب تقديمه.

***ويجب تأخير المفعول به على الفاعل فى ثلاثة أمواضع:

1/إذا كان المفعولُ به محصورًا: [إنَّمَا أَكرمَ زيدٌ عمرًا]،

2/إذا كان الفاعلُ ضميرًا متصلًا بالفعل: [ضربتُ ُزيدًا]،

/إذا خيف لبسٌ فى الكلام –كأن لم تكن هناك قرينة- فيجب التزام الأصل)، أن يأتي الفعل ثم الفاعل ثم المفعول به. إذا لم يكن هناك دليلٌ يُبين لنا الفاعل المرفوع، من المفعول المنصوب: [ضربَ موسى عيسى]، "موسى"، و"عيسى"، كلاهما اسمٌ مقصور آخره ألف، لا تقبل الحركات، فلا نعرف مرفوع أو منصوب، لا نعرف أيهما فاعل أو مفعول، فيجب أن يكون الأول هو الفاعل، لا يجوز لك أن تُقدِّم حينئذٍ المفعول؛ لأن السامع لا يعلم أنك قَدَّمته،
[أكرم هؤلاء هذا]، "هؤلاء"، و"هذا"، كلاهما اسماء إشارة مبنية، والمبني لا تظهر عليه علامة الإعراب، ولذلك لا نعلم الفاعل من المفعول إلا بالمكان؛ - [أكرم هذا ذاك]، يجب أن يكون "هذا" هو المُكْرِم، و"ذاك" هو المُكْرَم
-*لكن في حال وجود قرينة –دليل- على الفاعل أو على المفعول أو عليهما معًا؛ جاز لك أن تُقَدِّم أو تُؤَخِّر:
أ) قرينة معنوية: 1--"أكل الكمثرى موسى"؛ الآكلَ معروفٌ والمأكولَ معروفٌ،
2-"أرضعت الصغرى الكبرى"، "الصغرى" و"الكبرى" كلمات مقصورة آخرها ألف لا تظهر عليها الحركات، لكن الإرضاع يكون من الكبرى للصغرى،

ب) قرينة لفظية:1- تاء التأنيث: "أكرمتْ موسى سلمى"، الفاعل المؤنث من أحكامه أنه يُؤَنَّث له الفعل، لما قلنا "أَكْرَمَتْ" تَبَيَّن أن الفاعل مؤنث، 2- ومثله لو أنك وصفت أحد الاسمين: وجهان: (أ) "أكرم موسى العاقلَ عيسى"، قَدَّمْتَ المفعول به، "موسى"، و"العاقل" نعت له، ولذلك نُصِبَ، و"عيسى" هو الفاعل المُؤَخَّر، (ب) "أكرم موسى العاقلُ عيسى" "موسى" فاعل؛ لأن صفته جاءت مرفوعة،

فائدة :
عامل المفعول به: هو الفعل، أو ما كان فى قوة الفعل – فى نصب الإسم أى فى طلب مفعول به- مثل إسم الفاعل، [الضاربُ زيدًا]، وإسم المفعول: [المضروبُ زيدًا]، والصفة المشبهة، والمصدر: [ضربًا زيدًا]،

*** يجوز حذف عامل المفعول به إذا قامت قرينة تدل على خصوصية الفعل المحذوف ولا يوجد فى موضع الفعل مايقوم مقامه]، {مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ ۚ قَالُوا خَيْرًا} (30 النحل)، فى الكلام حذفٌ، قَالُوا خَيْرًا؟ الآن خيرا: مفعول به، لكن الفعل محذوفٌ دل عليه الكلام والتقدير: قَالُوا "أنزل خيرًا"، فحذف أنزل للقرينة المقالية، وقد يكون الحذف لقرينة حالية: كأن ترى إنسانًا ومعه أدوات الصيد، فتقول: "الصحراءَ"، أو تقولَ: "الغابةَ"، والمعنى: "تُريدُ الصحراءَ"، أو "تريدُ الغابةَ"، فهذه القرينة حالية،

***ويجب حذف عامل المفعول به إذا قامت قرينة على ذلك: مثل باب الإشتغال، نحوُ: [زيدًا إضربْه]، فـ زيدًا: مفعول به، لفعل محذوف وجوبًا، يفسره ما بعده، والتقدير: [إضرب زيدًا]

الخلاصة: أن المفعول به هو الإسم المنصوب الذى يقع عليه فعل الفاعل،

طيب ما تقولون فى?: يومًا، ساعةً، هل هى ظرف زمان أو مفعول به؟ يجوز الإثنان، على حسب السياق، فإن سلطت الفعل على يوم بعينه: {[مَن صامَ يومًا فى سبيل الله؛ باعده الله عن النار سبعين ‏ ‏خريفا]}، فهنا يومًا: مفعول به/ ظرف زمان: [خرجنا فى سبيل الله يومًا].

إسمهان الجادوي 05-30-2014 01:31 PM

رد: تسهيل النحو: متن الآجرومية
 
المنصوب الثانى المصدر - المفعول المطلق
[2] "باب المصدر"

لم سُمي المصدرُ مصدرًا؟ لأنه على الأصح والراجح صَدَرَتْ عنه المشتقات كلها والأفعال، وهذا مايراه البصريون أو جمهور النحويين، الكوفيون يرون أن: الفعل هو الأصل ومنه صدرت بقية المشتقات والمصدر. لكن تسميته مصدرًا دليل على صدور هذه الأشياء كلها عنه "المشتقات والأفعال". قال المؤلف -رحمه الله-:
(بَابُ اَلْمَصْدَرِ: اَلْمَصْدَرُ هُوَ اَلِاسْمُ اَلْمَنْصُوبُ)،
والمصدر ليس منصوبًا دائمًا، وإنما المفعول المطلق هو الذي يكون منصوبًا أما المصدر فقد يأتي مرفوعًا ومجرورًا. فنقول: [أعجبني ضربُك]، فهنا "ضربُك" مصدر وهو مرفوع، وأيضا [عجبتُ من ضربِك]، فهنا "ضربك" مصدر مجرور.
وبعض النحويين عندما عرفوا "المصدر" لم يقولوا هو المنصوب، بل قالوا هو: أحد مدلولي الفعل، فللفعل مدلولان "الحدث والزمان":
الأول: الحدث "الفعل"، ويعَبَّر عنه بالمصدر .
والثاني: وقت وقوع الحدث والمعَبَّر عنه بالماضي والأمر والمضارع.
فالمصدر يدل على واحد فقط من هذين المدلولين وهو "الحدث" فنقول "ذهب ذهاباً". فقال بعضهم:
المصدر: هو إسم الحدث الجارى على حروف فعله، المشتمل على الحروف الأصلية والزائدة، ضَرَبَ يَضْرِبُ ضَرْبًا، هو نفسه إسم الفعل، والمصدر عند أهل اللغة إما قياسيًا، أو سماعيًا، كما سمعته العرب، وهذا قليل،
المصدر أنواع: "مصادر صريحة" مصروفة من فعلها نحو (علم، علمًا – ضرب، ضربًا – فهم، فهمًا) .
"المصدر الميمي": وهو أن تأتي ميم زائدة في أوله أي ليست من حروف الكلمة الأصلية "تاب – متابا ".
"المصدر الصناعي": كان موجودًا وتُوسِّع فيه في العصر الحالي وهو أن يأتي في آخره ياءٍ مشددة وتاء نحو: (إنسان –إنسانية، حر - حرية –مصداقية...) .

[2] المفعول المطلق

المؤلف ذكر تعريف المصدر و أقسامه، قال: "المصدر هو الاسم المنصوب"، لكنه يُسمى عند النحاة المفعول المطلق، لأنه غالبًا المفعول المطلق يكون مصدرًا، [وسُمى المفعول المطلق: لإطلاق المفعول عليه من غير تقييد، لأنه هو المفعول الحقيقى الذى فعله فاعلُ الفعل]، بخلاف بقية المفاعيل، فيقال: مفعول: به، له "لأجله"، معه، مفعول فيه". مقيدة بحروف،
تعريف المفعول المطلق [هو المصدر المنصوب الفضلة- يجوز حذفه والإستغناء عنه، أى ليس عمدة فى الكلام كالفعل والفاعل-، المؤكِّد لعامله أو المبين لنوعه أو عدده] والمؤلف فصَّلَ فى تعريف المصدر فقال: "اَلَّذِي يَجِيءُ ثَالِثًا فِي تَصْرِيفِ اَلْفِعْلِ"، هذا المشهور عند أهل الصرف، أنهم يبدأون بصيغة الماضى، ثم بصيغة المضارع، ثم يأتون بصيغة المصدر، نَحْوُ: قَتَلَ، يقتلُ، قَتْلًا، فتحَ يفتحُ فتحًا،

***المفعول "المطلق" قِسْمَانِ لَفْظِيٌّ وَمَعْنَوِيٌّ:

القسم الأول: المصدر اللَفْظِيُّ: ما وَافَقَ لَفْظُهُ لَفْظَ فِعْلِهِ, (أي اللفظ والمعنى). نَحْوُ قَتَلْتُهُ قَتْلًا، فالمصدر: (قَتْلاً) شارك فعل (قتل) في حروفه و في معناه، وهو: إزهاق نفس. هو ما لفظُه لفظ عامله سواءٌ كان العامل [فعلاً]، [ضربتُ زيدًا ضربًا، أو ضربتيْن]، (ذهب ذهابًا– كتب كتابة) أو[وصفًا]:
{وَالصَّافَّاتِ صَفًّا} أو [إسم الفاعل]:
{وَالذَّارِيَاتِ ذَرْواً} الذاريات: جمع "ذارية" وهي إسم فاعل، عَمِلَ عَْمل الفعل ونصب المفعول المطلق "ذرواً". وغالب النحويين يسمونه "مفعول مطلق أصلي" ويسمون المعنوي "ما ناب عن المصدر في النصب على المفعولية المطلقة"

القسم الثاني: المصدر المعنوي: هو ما وَافَقَ مَعْنَى عامله فِعْلِهِ دُونَ لَفْظِهِ: [جَلَسْتُ قُعُودًا]، [وقمتُ وُقُوفًا]، فالجلوس في معنى القُعُود، ولكن يختلف فى اللفظ. وكذلك القيام والوقوف، جَلَسْتُ: فعل ماض مبنى السكون، التاء: ضمير متصل مبنى على الضم فى محل رفع فاعل، قُعُودًا: مفعول مطلق معنوي منصوب وعلامة نصبه فتح آخره، فهنا جاء بمصدر آخر يدل على نفس المعنى ويسمى "المرادف". "تَأَلَّيْتُ حَلْفَةً"، الأَلِيَّةُ هي الْحَلِف وهي اليَمِين، والْحَلْفَة: مصدر، اسم مَرَّة مفعول مطلق، وقد عَمِلَ فيها عامل من معناها.

مسألة مهمة لم يذكرها المؤلف لأن مقصوده الإختصار،
***ينقسم المفعول المطلق باعتبار غرضه إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: المؤكد لعامله: والعامل قد يكون فعلا ( وهو الغالب والأصل) أو إسمًا أو حرفًا، و المقصود به ما يكسب الكلمة الحكم أي "الحركة" يؤكد المتكلمُ وقوعَ الفعل إما لأن المستمعين يشُكُّون أو يستبعدون وقوعه منه [أكرمتُ إكراماً] حَيْثُ أكدت فعل الإكرام بالمصدر إكراماً {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا} (164 النساء) والإعراب: وَ: حرف اسئناف، يعنى ابتداء، أى هذه الجملة ليست متصلة بالجملة السابقة، كَلَّمَ: فعل ماض مبنى الفتح، اللَّهُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة فى آخره، مُوسَىٰ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر، تَكْلِيمًا: مفعول مطلق "مؤكد لعامله" منصوب وعلامة نصبه فتح آخره، [فائدة]: هذه الآية استدل بها أهل السنة والجماعة على أن الله عز و جل يتكلم بما شاء كيف شاء إلى من شاء من عباده، إذن فالكلام صفة اختيارية لله تتعلق بالمشيئة. لكن الجهمية –الجهم بن صفوان- إحدى الفرق الضالة المنحرفة قالوا: [وكَلَمَ] من باب الجرح_ والعياذ بالله حرفوا القرآن،

القسم الثاني: المبين لنوع عامله: مثاله: [ضربتُ السارقَ ضربَ الحمير]، بيَّن نوع الضرب، رقيق أو قاسى، وكذلك قوله تعالى: {فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ} (42 القمر)، فَ: حرف عطف، أَخَذْنَاهُمْ: فعل وفاعل ومفعول، أَخْذَ: مفعول مطلق مبين لنوع عامله، منصوب وعلامة نصبه فتح آخره، هو مضاف، عَزِيزٍ: مضاف إليه، مُقْتَدِرٍ: نعت لعَزِيزٍ مجرور، [سرتُ سيرَ العقلاء]، [سرتُ سيراً شديداً]. "سير" مفعول مطلق لكنه ليس للتوكيد، فقد أفاد النوع أي بين نوع السير.

القسم الثالث: المبين لعدد عامله:
{فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً} (14 الحاقة)، فدكتا: الفاء حرف عطف، دُكتا: فعل ونائب فاعل، دكة: مفعول مطلق مبين لعدد عامله، منصوب وعلامة نصبه فتح آخره، واحدة: نعتٌ لـ دكة منصوب مثله. وهو أقله استعمالا: [أعطيتُ زيدًا أُعطيتيْن]، [قبَّلتُ ابنى قُبلتيْن]، [ضربته ضربتين]، [وقفتُ وقفات]. حَيْثُ بينت عدد وقوع الفعل ولم تُفدْ التوكيد ولم تبين النوع.

هل يكون المفعول المطلق مصدرًا دائمًا؟
المفعول المطلق يكون مصدرًا غالبًا، ويأتى ليس مصدرًا، ومنصوبًا أيضًا، وذلك على سبيل النيابة عن المصدر، ولا تخرج عن كونها إما لتأكيد العامل أو تبين لنوعه أو عدده،
سؤال: ما الذي ينوب عن المصدر في النصب على المفعولية المطلقة؟
أمثلة لما ينوب عن المصدر: المصنف ذكر نوعاً واحداً وهو "المرادف" فقال: [قعدت جلوساً، وقمت وقوفاً].

(1) إسم المصدر: مثال المؤكد لعامله: ﴿ وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً ﴾ (نوح :17)، وَاللَّهُ: مبتدأ مرفوع، أَنْبَتَكُمْ: جملة فعلية فى محل رفع خبر، مِنَ الْأَرْضِ: جار ومجرور، نَبَاتاً: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه فتح آخره، الأصل في مصدر أنبت أنه إنباتا، و "نباتا" تدل على معنى الإنبات لكنها هنا [اسم المصدر] نائب عن المصدر في النصب مفعولا مطلقًا. كذلك [توضأ خالدٌ وضوءًا] وضوءًا: نائب عن المصدر في النصب مفعولا مطلقا، والمصدر: توضؤًا،
[[لم سُمى إسم مصدر؟ لأنه أدى معنى المصدر لكن لم ينضبط بضوابطه القياسية ، فالمصادر لها قياس نحوُ "فعَّل مصدره تفعيلا" (كّسَّرَ – تكسيرًا، هدَّم –تهديمًا) ونحو "أفعل" مصدره "الإفعال": (أكرم –إكراما) إلا أنه إذا جاءت كلمة تدل على أنها مصدر لكنها غير منضبطة بهذا الضابط فقالوا نسميها: اسم المصدر، لأنها أدت معنى المصدر لكنها لم تنضبط بضوابطه القياسية]]

(2) "كُلْ و بَعض" مُضافة إلى المصدر تُنْصَب وتأخذ حكم المصدر المفعول المطلق ، ويكون المصدر الذي بعدها مضافًا إليه مجرورًا: المبين لنوع عامله: كقوله تعالى: {وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ}، ﴿ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ ﴾ (النساء 129)، كلَ: هنا مفعول مطلق مع أنها ليست مصدراً ولكنها أضيفت إلى المصدر. نائب عن المصدر المحذوف، مَيْلاً، {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأقَاوِيلِ} (44 الحاقة)، بعضَ: مفعول مطلق نائب عن المصدر المحذوف، أصلها: أقَاوِيلَ قليلة، جمع قول، [[جمع المصدر يُعامل معاملة المصدر]]،
س: لِمَ لَمْ نعرب "بعض الأقاويل" مفعولاً به؟
ج: إذا كانت أ-"بعض الأقاويل" هي المقولة، مثل: قلت: "لا إله إلا الله"، جملة مقولة فهي في محل نصب مقول القول مفعول به، لكن المصدر: "قلت قولا" "قلت بعض القول" "قلت كل القول"، فليست مفعولاً به؛ لأنه هو صيغة "قلت" لم يفد معنًى جديدًا، وإنما أَكَّدَ معنى سابق، وب-التأكيد أهم أغراض المفعول المطلق، "كل" فيها نوع من الشمول والعموم، و"بعض" فيها تخصيص

(3) العدد: ومثال المبين لعدد عامله: قوله تعالى: ﴿ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً ﴾. ثَمَانِينَ: مفعول مطلق نائب عن المصدر المحذوف، أصله: اجلدوهم جلدًا ثمانين. فالعدد ناب عن المصدر، ولذلك نُصِبَ وعلامة نصبه الياء؛ [[لأنه من ألفاظ العقود ، ملحق بجمع المذكر السالم، وليست جمعَ مذكَّرٍ سَالِمٍ: لأنه من العشرين إلى التسعين ليس لها مفرد من لفظها]].

(4) نيابة المصدر عن عامله: قد يأتي المصدر فينوب عن الفعل فبدل أن أقول "اضرب زيدًا" أقول ["ضربًا زيدًا"]، إعرابه: ضرباً: مفعول مطلق منصوب وعامله محذوف وجوبًا لأنه قد ناب هو عن عامله. زيدًا: مفعول به.

(5) صفة المصدر:
{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} يوسف3
القصص هنا: ليست جمع بل مصدر. "أحسن" صفة للقصص فأنيبت الصفةُ عن المصدر فنُصبت، فهي هنا صفة لمصدر محذوف "نحن نقص عليك قصصا صفته أحسن القصص".

(6) ضمير المصدر: ويستشهدون له بنحو قول الله عزّ وجلّ ﴿قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ لْعَالَمِينَ﴾ الضمير في قوله تعالى: "لا أعذبه" تعود على "عذاباً"، وهو هنا يُعرب مفعولاً مطلقاً نائباً عن المصدر المذكور سابقاً "عذاباً".

(7) الإشارة إلى المصدر: كقولك مثلاً [ضربتُ ذلكَ الضربِ]، فـ ذا إسم إشارة ليست في الأصل مفعولاً مطلقاً ولكنها هنا نابت عن المفعول المطلق.

(8) إسم الآلة التي حَصَلَ بها المصدر: "ضربتُ زيدًا عصاً"، "ضربتُ عصًا" أو "ضربتُ سوطًا"، لم نقل إنها مفعول به؛ لأن المفعول به شرطه أن يقع عليه الفعل، وهذه آلة مضروبٌ بها، وقع الفعلُ بِوَسَاطَتِهَا، قامت مقام المصدر الحدث، فنُصِبَت على المفعولية المطلقة،

س: "كَلامُكَ كَلامٌ حَسَنٌ" ×، لا نُعرِب المصدر الأخير "كلام" مفعولاً مطلقًا، تقدم عليه شيء من لفظه وهو "كلامُكَ"؛ لأن المفعول المطلق شرطه أن يكون فضلة، وهنا "كلامك" مبتدأ و "كلام" خبر، رُفِعَ، عمدة، ولو كان مفعولاً مطلقًا لَنُصِبَ.

س: إذا حذفنا المفعول المطلق "جلوسا"، وقلنا: "جلست طويلاً"، طويلاً: منصوب: أ) لكونه مفعولاً مطلقًا: نابت الصفة المشبهة عن موصوفها: المصدر المفعول المطلق المحذوف، فأعربت بإعرابه، ب) أو لكونه نعتاً لمفعول مطلق مقدر: المحذوف. لافرق بينهما.

إسمهان الجادوي 05-30-2014 01:37 PM

رد: تسهيل النحو: متن الآجرومية
 
ثالث المنصوبات: المفعول فيه،
[3] "بَابُ ظَرْفِ اَلزَّمَانِ وَظَرْفِ اَلْمَكَانِ"

تعريف المفعول فيه: [ماذُكرَ فضلة لأجل أمر وقع فيه من زمانٍ مطلقًا، أو مكان مبهم، أو مفيدًا مقدارًا، أو مادته مادة عامله]. هذا التعريف جامعٌ وشاملٌ لكل أنواع ظَرْف اَلزَّمَانِ، وَظَرْف اَلْمَكَانِ. ويمكن تعريفه باختصار: [ماذُكرَ فى الكلام من ظرفٍ لوقوع الفعل سواء زمان أو مكان]، نَحْوُ َغُدْوَةً, وَبكْرَةً, و تكون أول النهار من صلاة الصبح إلى طلوع الشمس، وَعَتَمَةً, تكون فى ثلث الليل الأول، وَصَبَاحًا, من نصف الليل إلى الزوال، وَمَسَاءً, يكون بعد الزوال، "فالمفعول فيه" هو الظرف سواء كان زمانًا أو مكانًا؛ فمثلا: ذهب –فكل فعل لا بد أن يحتويه ظرف من المكاني و ظرف زماني؛ ولذلك سُميت مفعولا فيها.

ينقسم المفعول فيه إلى قسمين:

القسم الأول: ظَرْفُ اَلزَّمَانِ: هُوَ اِسْمُ اَلزَّمَانِ اَلْمَنْصُوبُ بِتَقْدِيرِ "فِي" نَحْوُ اَلْيَوْمِ, وَاللَّيْلَةِ, وَغُدْوَةً, وَبُكْرَةً, وَسَحَرًا, َغَدًا, وَعَتَمَةً, وَصَبَاحًا, وَمَسَاءً, وَأَبَدًا, وَأَمَدًا, وَحِينًا وَمَا أَشْبَهَ ذلك)، ما أشبه ذلك: كل إسم زمان تضمن معنى "في" وانتصب على الظرفية نعربه ظرف زمان، ولو لم يذكره المصنف مثل: وقت، ساعة، زمن. [صمتُ اليومَ]، معنى اَلْمَنْصُوبُ بِتَقْدِيرِ "فِي": أنه كان هكذا: "صمتُ فى يومٍ"، العرب حذفت "فى"، على سبيل الإختصار، فقيل: [صمتُ يومًا]: يومًا منصوب على نزع الخافض، اليومَ: حصل فيه الفعل، الصيام فُعِلَ فيه، فصار ظرفًا له، صمتُ: فعل وفاعل، اليومَ: مفعول به منصوب على الظرفية الزمانية وعلامة نصبه فتح آخره، [اعتكفتُ الليلة]، [[لكن: [يومُ الخميسِ يومٌ يندب صيامه]؛ فهنا اسم زمان وليس ظرف زمان]]، ظرف الزمان هو اسم الزمان متى ما تضمن معنى في، وليس كل اسم زمان ظرف زمان.
قاعدة: إسم الزمان إذا جُر بأي حرف ولو كان "في" فلا يعرب ظرف زمان.

***ينقسم ظرف الزمان إلى ثلاثة أقسام:

1/ الظرف المختص، وضابطه أن يقع جوابا لـ متى الإستفهامية، فإذا قيل لك متى قدمتَ؟ تقولُ: [قدمتُ اليومَ]، [سافرتُ يومَ الخميسِ]،

2/ الظرف المعدود: ما يقع جوابا لـ كم الإستفهامية، فإذا قيل لك: كم اعتكفتَ؟ تقولُ: [اعتكفتُ أسبوعًا]،

3/ الظرف المبهم، هو ما لا يقع جوابا لـ متى ولا لـ كم الإستفهامية، ولا يفيد التخصيص ولا العدد، [جلستُ حينا]، [تفقهتُ وقتًا فى الرياض] [فجلستُ على هذه الطريقة زمانا]،

القسم الثاني: َظَرْفُ اَلْمَكَانِ: هُوَ اِسْمُ اَلْمَكَانِ اَلْمَنْصُوبُ بِتَقْدِيرِ "فِي" نَحْوُ أَمَامَ, وَخَلْفَ, وَقُدَّامَ, وَوَرَاءَ, وَفَوْقَ, وَتَحْتَ, وَعِنْدَ, وَمَعَ, وَإِزَاءَ, وَحِذَاءَ, وَتِلْقَاءَ, وَثَمَّ, وَهُنَا وَمَا أَشْبَهَ ذلك)، وما أشبه ذلك: أي ما أمكن إضافة إسم المكان إليه "يمين، شمال، مكان"، مثل: هذا مكانٌ طيبٌ، صليتُ في مكانٍ طاهر –فهنا إسما مكان وليسا ظرفًا؛ لأنها مرفوعة ومجرورة ويشترط لتكون ظرف مكان أن تكون منصوبةً وهي لا تتضمن معنى "في" أيضا وفي المثال الثاني وإن كان فيه حرف "في" لكنها مجرورة– "مع": أكثر النحويين يعده ظرف مكان ويجر ما بعدها للإضافة فهي ملازمة للإضافة، وبعض النحويين المتأخرين يراه حرف جر وهم قلة لأنها مكونة من حرفين كبقية حروف الجر ولأن ما بعدها مجرور.
"ثَمّ"َ: هي من أسماء الإشارة للمكان البعيد، مثل: هنالك، والعرب أحيانا تؤنثه "ثَمَّة" فهنا تأنيث لفظي وإن كان المشار إليه مذكرا" اجلس ثَمَّ". {وأزلفنا ثَّمَّ الآخَرين}، مثل: {إنا هاهنا قاعدون}،

***وينقسم ظرف المكان إلى أربعة أقسام:

1/ المبهم، لاحد له يحصره، لايُحدد القدر بشكل واضح: [دارنا ناحية الوادى]، [صليت خلف الإمام] ومثل: "كما كان، عند، لدى، دون، وسط، ناحية، جهة"، [دخلتُ وسط الغرفة]، [كأسماء الجهات الست: أَمَامَ, َخَلْفَ, َقُدَّامَ, َوَرَاءَ, وَفَوْقَ, وَتَحْتَ=أسفل، ويمين، وشمال،
(وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ)، (قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا)، (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) (وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا) (إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ) (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ) (وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ) نصب "ذَاتَ"؛ لأنه مضافة للجهة، "من أسفل" هذه جُرَّ ظرف المكان فيها بحرف الجر "من" فخرج عن النصب على المفعول فيه، وإن كان هو في معنى المفعول فيه،

فائدة1: الظروف المكانية يصح أن تُجَرَّ بـ"من"، وتبقى على معنى ظرفيتها،

2/ أسماء المقادير: ما يدل على المسافات: "سرتُ مِيلاً"، "مِترًا"، [سافرتُ فرسخًا]، البريد، المتر، السنتيمتر، والكيلو، ....

3/ مشتقا من لفظ عامله: يُشترط توافق الفعل مع ما صُغْتَه من المصدر على وزن "مَفْعَل" للدَّلاَلَة على المكان، حتى نعربه مفعولاً فيه، منصوبًا موافق عامله فى المعنى واللفظ،
{وأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ}، [قعدتُ مَقْعَدَ زيد]: "ذهبت مَذْهَب فلان" إذا أردت مكانه، أما إذا أردت المذهب الذي سار عليه، فيُسَمَّى مصدرًا ميميًّا، أي ذهبت ذهابه، "جلست مَجْلِس فلان" أي: في مكان جلوسه، "وقفت موقف فلان" في مكان وقوفه،
[[أما إن كان الظرف المكانى مشتقا من غير عامله؛ فلا يجوز نصبه، بل يكون مجرورا]]:
[جلست فى مرمى زيدٍ] ليست مشتقا من جلستُ.

4/ما كان مختصا: ما له إسم من جهة نفسه، كل ما دل على مكان محوط: المسجد، البيت، المدينة، الدار،

كيف نعرب الأقسام الأربعة؟

على قسمين:1- الثلاثة الأولى تنصب على الظرفية الماكنية، وناصبها مايُذكرُ معها من الفعل أو شبهه،
2- القسم الرابع لا يجوز انتصابه على الظرفية المكانية، فلا تقول: [جلستُ البيت]، وإن كان هذا القسم فى معنى الأقسام الأولى، يعنى يدل على أن الجلوس وقع فى البيت، لكن من حيث الصنعة والحكم الإعرابى، لا يجوز نصبه بحال، بل يكون مجرورًا بـ فى، [دخلت فى البيت] [صليتُ فى المسجدِ]، وبهذا نعرف أن قول بعض العرب: "دخلتُ المسجدَ، وسكنتُ البيتَ" منصوب على نزع الخافض.

*فائدة2: اللفظ الواحد أحيانًا يحتمل الزمان والمكان بحسب السياق:
أ_"قبل": "وقف فلان قبل فلان" معناها في المكان، (وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَن "قَبْلَهُ" وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ) ومَنْ سَبَقَه في الزمان، منصوب على أنه مفعول فيه، فهو ظرف زمان،
ب_ كلمة "مَقْتَل": [كربلاء مَقْتَل الحسين]، صَحَّت أن تقع مرة ظرف مكان، و"يوم الخميس مَقْتَل الحسين" زمانًا،

*العامل على معنى "في"، فلا يُعرب ظرفاً:
(1) إذا كان زماناً وليس بمعنى "فى"،

في قول الله: (إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا) لماذا لم يكن "يَوْمًا" مفعولاً فيه مع أنه زمان؟
"يَوْمًا" زمان ومنصوب أيضًا، المقصود: إنا نخاف الآن من ذلك اليوم، ولا يصح أن يُحْمَل تفسير الآية على: "إنا نخاف من ربنا في يوم القيامة"، إذن الزمان هنا ليس على معنى "في"، أو عامل الظرف ليس على معنى "في"، فلا نعرب "يَوْمًا" مفعولاً فيه، فليس ظرفًا للخوف، نخاف ذلك اليوم. نعربه مفعولاً به؛ لأن الخوف وقع عليه، هو الْمَخُوف،

*(2) إذا كان مكاناً وليس بمعنى "فى":

(اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ) "حَيْثُ" تُستعمل ظرفًا؛ لأن معناها مكان، أي مكان جَعْل الرسالة، لكن معنى الآية لا يصح أن نحمله على معنى: "الله أعلم في مكان جَعْل رسالته"، إذن "حيث"، بمعنى مكان، ولا تدل هنا على الظرفية، المفعول فيه، فهو مفعول به، لفعل مقدر دَلَّ عليه اسم التفضيل -لا ينصب مفعولاً به-،"أعلم": فمكان جَعْلِ الرسالة هو المعلوم، ففعله ينبغي أن يكون من مادة العلم، فنُقَدِّر فعلاً نَصَبَهُ استفدناه من المشتق أو الوصف "أَعْلَمُ"، فالتقدير: "الله يعلم حيث يجعل رسالته"،

فائدة3: رَغِبَ يصح أن يُسْتَعْمَلَ على معنيين متضِادَّيْنِ: بحرف جر يقلب المعنى، والفعل واحد، فـ "رَغِبَ عن"، انصراف عنه، وبغض له، ضد: "رَغِبَ في"، إقبال عليه ومحبة له، أحيانًا نَحْذِف حرف الجر اختصارًا، متى حَدَّدَه السياق، في الآية: (وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ)، المقصود ترغبون في نكاحهن،

*(3) إذا كان بمعنى "في"، لكن ليس زماناً، ولا مكاناً:

الظرف تَعَلَّقَ بعامل، بمعنى "في" ومع ذلك لا يصح أن نعرب (أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ) ظرفًا. لأننا نشترط في الظرف ليس فقط أن يكون على معنى "في" ولكن أن يكون زمانًا أو مكانًا،

فائدة4: كَثُرَ في استعمال الناس، أن يقولوا: حَصَلَ كذا حيث إنَّ فلانًا حصل كذا وكذا، وَيَكْثُر أن يقولون: "حَيْثِيَّات الْحُكْم"، × وهذه كلها استعمالات خاطئة، لم تكن مستعملة عند العرب بهذا المعنى؛ لأن "حيث" عند العرب: معناها مكان: "جلست حيثُ جلسَ زيدٌ" أي: مكان جلوسه، والبديل عن حيثيات: أسباب، مسوغات، علل، مبررات، أي: جَعْلُ الشيء بَرًّا صحيحًا،

إسمهان الجادوي 05-30-2014 01:44 PM

رد: تسهيل النحو: متن الآجرومية
 
رابع المنصوبات: [4] "باب الحال"

قال المصنف يرحمه الله: (بَابُ اَلْحَالِ: اَلْحَالُ هُوَ اَلِاسْمُ اَلْمَنْصُوبُ, اَلْمُفَسِّرُ لِمَا اِنْبَهَمَ مِنْ اَلْهَيْئَاتِ, نَحْوُ قَوْلِكَ "جَاءَ زَيْدٌ رَاكِبًا" وَلَا يَكُونَ اَلْحَالُ إِلَّا نَكِرَةً, وَلَا يَكُونُ إِلَّا بَعْدَ تَمَامِ اَلْكَلَامِ, وَلَا يَكُونُ صَاحِبُهَا إِلَّا مَعْرِفَةً) هنا عرَّف الحال وذكر شروطه.

تعريف الحال: الحال هو الوصفٌ المنصوبٌ الفضلةٌ المفسر لما انبهم من الهيئات ويصح الجواب به عن السؤال بكيف: فهو يبين هيئة صاحبه وقت الحدوث،
الْحَالُ وَصْفٌ فَضْلَةٌ مُنْتَصِبُ ** مُفْهِمٌ فِي حَالٍ كَـ"فَرْدًا أَذْهَبُ"،
[جاء الشيخُ مبتسمًا]، كيف جاء الرجل؟ "ماشيًا"
الوصف: ما دل على حدثٍ وصاحبه، أى يكون [مشتَقًّا]؛ مأخوذًا من الحدث أو من المصدر، فيه حروف الفعل، ومعناه.

الحال قد يأتي على أنواع باعتبار ما يأتى منه:

1/ يكون من الفاعل: قوله تعالى: {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً} فَ: حرف عطف، خَرَجَ: فعل ماض مبنى على الفتح، مِنْهَا: جار ومجرور متعلق بخرج، والفاعل مستتر، خَائِفاً: حال من الفاعل المستتر منصوبٌ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، مفرد، [جَاءَ زَيْدٌ رَاكِبًا]، زيد: فاعل، "راكباً": اسم فاعل بين هيئة الفاعل.

2/ من نائب الفاعل: [ضُرِبَ زيدٌ قائمًا]،

3/ من المفعول به: [رَكِبْتُ اَلْفَرَسَ مُسْرَجًا] الحال: مسرجًا يرجع إلى المفعول به الفرس، كما قال تعالى: {وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا} (79 النساء).

4/ من الفاعل والمفعول به: [لقيتُ عبدَ اللهِ راكبيْن] يعني أنا وهو كل واحد منا راكب، راكبيْن: حال من: "تا – الفاعل، ومن: عبد اللهِ: المفعول به،
[لَقِيتُ عَبْدَ اَللَّهِ رَاكِبًا]: إما أن يكون صاحب الحال التاء، وإما أن يكون صاحب الحال هو عبد الله:

وقد يجتمع في الجملة حالان: أ) لشخص واحد: "رأيتُ زيدًا قائمًا متبسمًا"،
{فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَّقَّبُّ} خَائِفاً: حال مفردة، يَتَرَّقَّبُّ: حال. جملة فعلية،
أو ب) حالان لصاحبيْن مختلفيْن يميز بينهما "قرائن معنوية": "رأيتُ الرجلَ صاعدًا منحدرًا"؛ أحد الحالين للرائي والآخر للمرئي، أو "
قرائن لفظية": وهي علامة التأنيث: "قابلتُ هندًا مُصْعِدًا مُنْحَدِرَةً" الأول للفاعل، والحال الثاني "منحدرةً" للمفعول "هند"، [[الحال الأولى يكون للقريب]] [لقيتُ زيداً راكباً ماشياً]، فالراكب هو زيد والماشي المتكلم فواحد منهما للقريب المفعول به، اجعل البعيد للبعيد والقريب للقريب. فإن لم توجد قرينة فالقرينة هي المجاوَرة .

5/ من المجرور بالحرف: [مررتُ بالطالبةِ حزينةً] حال من الإسم المجرور.

6/ من المضاف إليه: كما قال تعالى: {إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا} (4 يونس) إِلَيْهِ: جار ومجرور متعلق بخبر محذوف تقديره كائن، مَرْجِعُ: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة فى آخره، وهو مضافٌ، و "كُمْ": الكاف ضمير متصل فى محل جر للإضافة، جَمِيعًا: حال من الكاف. منصوبٌ، وعلامة نصبه فتحة ظاهرة بآخره،

الحال له خمسة أحكام فى الغالب وربما تخلَّف أحدها:

1/أن يكون الحال نكرة: [جَاءَ زَيْدٌ رَاكِبًا / فرحًا / مبتسمًا] [مررتُ بهند حزينةً]، [[فإن ورد بلفظ المعرفة؛ وجب تأويله إلى النكرة]]، [جاء زيدٌ وحده] "وحد" مضافة إلى الضمير الهاء والمضاف إلى المعرفة معرفة، تأول لنكرة أى منفردًا. أيضا: [ادخلوا الأول فالأول]، تؤول: ادخلوا مترتبين، فتؤولها بنكرة.

2/ أن يكون الحال مشتقًا: اسم فاعل، اسم مفعول، اسم تفضيل، صفة مشبهة: مثل: [قابلتُ فلاناً جريحاً]، [[فإن ورد جامدًا؛ وجب تأويله إلى المشتق]]، نحو: [بعته يدًا بيدٍ] أى متقابضيْن، [أُدخلوا رجلاً رجلاً] أى متوالييْن، مترتبين.

3/ أن لا يكون الحال وصفًا ثابتًا لازمًا: [جاء الشيخُ راكبًا] حال من الشيخ، وهو وصفٌ غير ثابت، يجوز أن ينفك عن الشيخ، الأصل في الحال التغيير والانتقال.

4/ أن يكون بَعْدَ تَمَامِ اَلْكَلَامِ: فضلة بعد جملة تامة، بعد ذكر الفاعل والمفعول به، والأصلُ في الفَضْلاَت النصبُ، وفي العُمَدِ الرفعُ،

5/ أن يكون صَاحِبُ الحال مَعْرِفَةً: غالبًا، -لأن الحال نكرة ولو أن صاحبها جاء نكرة لتُوهِّم أنها صفة لأن الصفة تُتابع الموصوف في أربعة من عشرة أشياء،-
أو نكرةً صاغ الإبتداء بها، سبق ذكرها فى مسوغات الإبتداء بنكرة،

فائدة: الْجُمَل تقع في مواقع المفردات فتُعْرَب بإعرابها، وتكون في محل كذا، [[قاعدة: الْجُمَلُ بعد النكرات صفاتٌ، وبعد المعارف أحوالٌ]]، نعت: "رأيتُ رجلاً يشربُ ماءً"، والحال: "رأيت الرجلَ يشرب ماءً"

الأصل ألا يتقدم الحال على صاحبه، لكن يجوز أن يتقدم الحال على صاحبه المرفوع: [جاء ضاحكًا زيدٌ]، والمنصوب [وضربتُ مجردةً الطالبةَ] لكن هذا مخالف للأصل وتقديمه يكون لعلة بلاغية وإلا فألزمه أصله بعد كمال الجملة وتمامها، وأما المجرور بحرف جر أصلى فلا يجوز تقديم الحال عليه عند أكثر النحاة، فلا يجوز أن تقول: [مررتُ حزينةً بهند] ×، لأن هذا أسلوب فيه ضعف، وركاكة، صاحب الحال ضعيف، فإذا تأخر فى اللفظ؛ لم يُفد المعنى. الأصل أن يذكر الحال بعد الكمال ويمكن أن يتقدم مثال:جاءَ راكباً زيدٌ ؛ ويصح أن يتقدم الحال على الجملة كلها: راكباً جاء زيدٌ، لكن هذا مخالف للأصل وتقديمه يكون لعلة بلاغية وإلا فألزمه أصله بعد كمال الجملة وتمامها – بل أنه أحيانا يجب أن يتقدم الحال على الجملة وهي المواقع التي يكون لها الصدارة كأسماء الاستفهام مثل: كيف؟ فهو يعرب حال ونصبه على أنه حال فوجوب تقديمه لكونه اسم استفهام وحقه أن يتقدم في بداية الكلام .

الأصل والغالب فى الحال الإفراد: {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً}، لكن يجوز أن يكون جملة أو شبه جملة –كما فى الخبر- مع الرابط، والرابط إما أن يكون -فى الغالب-الواو الحالية، أو الضمير، وقد تكون جملة إسمية: [رأيتُك وأنت ممسكٌ القلم] أى رأيتُك حال كونك ممسكًا القلم، [رأيتُ المرأةَ وهى تبكى حزنًا] رأيتُها حال كونها باكيةً من الحزن، قوله تعالى {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ} (البقرة 243)، "وَهُمْ أُلُوفٌ" مبتدأ وخبر فى محل نصب حال فى خَرَجُواْ، والجملة مرتبطة بواو الحال والضمير "هم". {اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} (36 البقرة)، اهْبِطُوا: فعل أمر مبنى على حذف النون، الواو: ضمير متصل مبنى على السكون فى محل رفع فاعل، بَعْضُ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة فى آخره، وهو مضافٌ، و "كُمْ": الكاف ضمير متصل فى محل جر للإضافة، لِبَعْضٍ: جار ومجرور، عَدُوٌّ: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة فى آخره، وجملة "بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ" فى محل نصب حال وهى مرتبطة بالضمير "ك" أو "و". {قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} (14 يوسف) قَالُوا: فعل ماض مبنى على الضم، الواو: ضمير متصل مبنى على السكون فى محل رفع فاعل، لَئِنْ: اللام داخلة فى جواب قسمٍ مقدر، وتقديره: "و اللهِ لَئِنْ"، و "إن": حرف شرط جازم تجزم فعلين الأول فعل الشرط والثانى جوابه، أَكَلَهُ: فعل ماضى ومجزوم فعل الشرط، والها: ضمير متصل مبنى على الضم فى محل نصب مفعول به، الذِّئْبُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة فى آخره، وَنَحْنُ عُصْبَةٌ: الواو للحال، نَحْنُ: ضمير منفصل فى محل رفع مبتدأ، عُصْبَةٌ: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة فى آخره، وَ جملة "نَحْنُ عُصْبَةٌ" جملة إسمية فى محل نصب حال، والرابط بينهما الواو.

أو جملة فعلية: {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَّقَّبُّ} يَتَرَّقَّبُّ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة فى آخره، والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هو، والجملة من الفعل والفاعل فى محل نصب حال. جملة فعلية.

أو شبه جملة: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ} "جار ومجرور" (فِي زِينَتِهِ)
وقد يقع الحال ظرفًا: مثال ذلك: [رأيت الهلال بين السحاب]،"بين" ظرف مكان وهو حال من الهلال أي حالة كونه بين السحاب.

ما الفرق بين الحال والصفة؟

1- الحال منصوبة، والصفة ليس لها إعراب في ذاتها، وإنما تابع للموصوف،
2- الحال يبين هيئة صاحبها وقت حصول الفعل، والصفة غالبًا تكون ملازمة،
3- الحال يكون نكرة، فإن وقع معرفة؛ وجب تأويله، وأما الصفة فتتبع موصوفها في التعريف والتنكير، إن كانت نعتاً حقيقياً.
4-صاحب الحال يجب أن يكون معرفة، والمنعوت لا يجب أن يكون معرفة، بل قد يكون نكرة فيكون تابعه نكرة، وقد يكون معرفة فيكون تابعه معرفة، وأما الحال مع صاحبه فهما متضادان، صاحب الحال معرفة والحال نكرة.

س: فى قول الله -تعالى: (وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا) كيف يُقال إن الحال فَضْلَة ومعنى الآية لا يتم بدونه؟ ؛ لأنه لا يصح أن يُقال: (وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ)؟

لأن في قوله -تعالى: (وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا) الجملة فعلية، مبدوءة بفعل "وَلاَ تَمْشِ"، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنت، اكتمل رُكْنَا الجملة: فعل وفاعل، "مَرَحًا": مشتق، ويصح الجواب به عن: كيف المشي المنهي عنه؟ المشي مَرَحًا، *وفضلة: ليس ركنًا في الجملة، فهو حال، والفضلة في اللغة هو الزيادة، ولو حذفنا "مَرَحًا" لا يستقيم معنى الآية: " وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ" لأن الله لاينهى عن المشي في الأرض، الله يَحُثُّ على السعي في الأرض، بل انقلب معناها إلى معنى مضاد للمطلوب والمقصود تماما، إذن هي أساس، ومقصود الجملة أصلاً؛ ولكنها مع ذلك فضلة،* فمصطلح الفضلة ليس هو المعنى الُلغوي: الزيادة، ولكنه يدل على ما ليس ركنًا في الجملة، ليس مُسْنَدًا ولا مُسْندًا إليه، وإن لم يستقم معنى الجملة إلا بذكره / وكذلك *الحروف الزائدة، مستعملة في القرآن، وهو أفصح الكلام: فليس المقصود بحروف الزيادة في اصطلاح النحويين: أنها تزيد عن الحاجة، أو حشو، أو يتم الكلام بدونها، وإنما المقصود إنَّ الفَضْلَةَ هو مَا لَمْ يُؤَدِّ معنًى جديدًا، ولكن تؤكد المعنى.

إسمهان الجادوي 05-30-2014 06:12 PM

رد: تسهيل النحو: متن الآجرومية
 
المنصوب الخامس [5] التمييز

قال المؤلف رحمه الله تعالى: (باب التمييز، التمييز هو الاسم المنصوب المفسر لما انبَهَمَ من الذوات، نحوُ قولك: "تصبب زيدٌ عرقاً" و"تفقأ بكرٌ شحماً" و"طاب محمدٌ نفساً" و"اشتريتُ عشرين غلاماً" و"ملكتُ تسعين نعجة" و"زيد أكرمُ منك أباً" و"أجملُ منك وجهاً" ولا يكون إلا نكرة ولا يكون إلا بعد تمام الكلام).

1]/ تعريف التمييز:

التمييز: لغة: معناه فصل الشيء عن غيره كقوله تعالى: {وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ} (59 يس)، {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ} (8 الملك).
وأما في "اصطلاح" النحاة: فهو إسمٌ نكرةٌ منصوبٌ مُفَسِّرٌ لِما انبهم من الذوات أو النسب.

س: ما الفرق بين الحال والتمييز؟

1/ [[الحال يقع مفرداً وغير مفرد والتمييز لا يكون إلا مفرداً]]: الحال يقع مفردًا والتمييز يقع مفردًا، وكلاهما اسم، ومنصوب ونكرة فكيف أعرف هل هو حال أو تمييز؟

2/ [[الأصل في الحال أن يكون مشتقاً أو مؤولا، والتمييز لا يكون إلا جامداً]]:
التمييز يكون جامداً لأنك تأتي به لبيان أو لتوضيح المقصود بالذات، كما يقول الله -تعالى- حكاية عن يوسف -عليه السلام-: ﴿ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا﴾ فـ كَوْكَبًا اسم جامد غير مشتق، تمييز للعدد أَحَدَ عَشَرَ. ثابت لا يتغير،

3/ [[كل من الحال والتمييز له معنى غير الآخر]]: الفاصل في الفرق بين الحال والتمييز: هو المعنى، فالحال لتبين هيئة صاحبه وقت حدوث الفعل: "أقبلَ الرجلُ ضاحكاً"، الهيئة التي أقبل عليها الرجل صاحب الحال، نبين هيئته في وقت حدوث الفعل، وهو الإقبال، هذا هو المقصود بالحال. أما التمييز في قولنا: "عندي عشرون كتاباً" فإن "كتاباً" لا تبين هيئة شيء، لكنها تُفسر المقصود بالعشرين بالذات، فالتمييز يُفسر ذاتاً مبهمة غير واضحة، *ما المقصود بالذوات؟
الأعداد، و المقادير، كقولك مثلاً: "اشتريت متراً قماشاً" فقماشاً هنا تمييز، بين هذا الطول, هذا مقدار من المقادير ففسره،

4/ [[يجوز تكرار الحال ولا يجوز تكرار التمييز بدون عطف]]:
مثلاً قول الله -سبحانه وتعالى-: ﴿ فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ ﴾ (القصص: 21)، الآن ﴿ خَائِفًا ﴾ حال، و﴿ يَتَرَقَّبُ ﴾ حال، اجتمع حالان لصاحب واحد، ولكن التمييز لا يصح فيه ذلك إلا بالعطف، فتقول: "رأيتُ عشرين عالماً و متعلماً" أما الحال فإنه يقع هذا ويقع هذا، فلك أن تأتي به معطوفاً فتقول: "جاء الرجل راكباً وضاحكاً" ولك أن تقول: "جاء الرجل راكباً ضاحكاً" والتمييز يجب فيه العطف، وحيئنذ يُعرب الثاني معطوفًا ولا يعرب تمييزًا وإن كان هو في الحقيقة تمييزًا آخرَ.

5/ [[يجوز تقديم الحال ولا يجوز تقديم التمييز]]:
فلك أن تُقدم الحال لغرض بلاغي فتقول: "راكبًا جاءَ زيدٌ" تقدم على صاحبه وتقدم حتى على الفعل على العامل فيه، وأما التمييز فعلى الصحيح لا يتقدم على ذلك فلا تقول مثلاً في قولك: "اشتريت عشرين كتاباً"، كتابًا اشتريتُ عشرين × ، التمييز: تمييز أي تفسير وإيضاح فهو يوضح شيئًا مبهما إما ذاتًا وإما نسبة.

التمييز: معناه التبيين، يُذكر مباشرة بعد الحال، لأن بينهما *صفات مشتركة: كل واحد منهما: اسم، وفضلة، ونكرة، ومنصوب، وقد يأتى مؤكِداً، والفارق بينهما:
التمييز أ_يُبَيِّنُ ذاتًا مبهمة: "عندي صاعٌ" يُسأل: صاعٌ ماذا؟ مُبهمة غير واضحة، تحتمل أشياءً كثيرة، "عندي صاعٌ تمرًا"، "هذه خمسة عشر ريالاً"، يُمكن أن تسأل عنه، بـ "ماذا" أو "ما"، "سرت مترًا"، و"كم" في مقام العدد
/ أما الحال: فيُبَيِّنُ الهيئة، كيفية حصول الشيء،

ب_ التمييز لفظٌ جامدٌ، "تمرًا" ليس مشتقاً من فعل، وليس من أوصاف ولا حروف الكلمة / أما الحال: فيكون مشتَقًّا، أي مأخوذًا من المصدر، فيه حروف الفعل ومعناه،

2]/التمييز لا يكون إلا نكرة: وكذلك لا يتقدم على عامله، فالتمييز كالنعت في الإيضاح فلابد أن يكون متأخرا عن عامله.

[[التمييز حُكمه النصب]]، وقد يأتي التمييز مجروراً، كـ: [رأيت خمسةَ رجالٍ]، فهنا "رجال" مضاف إليه كما ترون، هو تمييز للخمسة، لكن لا نعربه تمييزاً، وإن كان في حقيقته تمييزًا؛ لأنه أصبح مضافاً إليه مجرورًا، ومثله ما كان مجروراً بمن: [هذا بابٌ من حديد]: من حديد، مبين للباب ولما انبهم منه لنوعه، لكنك أيضاً لا تعربه تمييزًا وإنما تعربه مجروراً بمن، وإن كان في معناه تمييزًا.

3] / التمييز قسمان:
1- تفسير إبهام في الذات 2- تفسير إبهام في النسبة

[1]- الذات المبهمة أربعة أنواع: -والذات يعني أن يكون شيئاً له جرم-:

النوع الأول: تمييز العدد: أحد عشر، إلى تسعة وتسعين، لا يُعرف ماذا تقصد بالعدد، ما المعدود: (مُذَكَّر): (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا)، (إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً) كل مؤنث يمكن أن يُعد بهذا العدد، "كَوْكَبًا"، و"نَعْجَةً"، هي التي بَيَّنَت المقصود بالعدد المُبْهَم، فهذا تمييز. سواءٌ كان
{صريحًا} نحوُ: [اشتريتُ عشرينَ غلامًا] فإذا قلت: [اشتريتُ عشرين] ثم سكتَ، فهنا الذات وهي العدد فيها إبهام عشرين ريالا؟ رغيفا؟ ثم بينت فقلت: غلاماً. وإعرابه: اشتريت: اشترى: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك والتاء: ضمير متصل مبني على الضم فى محل رفع فاعل، عشرينَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، غلاما: تمييز منصوب وعلامة نصبه فتح آخره. و تقول أيضا:[ملكتُ تسعينَ نعجةً]،
أو {كناية} إذا سُئلتَ: [كم عبدًا ملكتَ؟] فهنا فيه كناية وإعراب ذلك: كم: استفهامية مبنية على السكون، عبدًا: تمييز لكم الاستفهامية، و ملكتَ: فعل و فاعل.
[[يدخل في تمييز العدد "كم" وهي على نوعين استفهامية بمعنى: [ أَيُُّ عدد] و يستعملها من يسأل عن كمية الشيء و "خبرية" بمعنى كثير و يستعملها من يريد الافتخار والتكاثر. إذن كم – نوعان: كم الاستفهامية، و كم الخبرية.

ما الفرق بين "كم الاستفهامية" و"كم الخبرية"؟ الفرق في أمرين:

1- فى المعنى: "كم الاستفهامية" يُستفهم بها، طلبية، يُطلب بها جواب، يُسأل بها عن "عدد" مبهم "كم دارًا سكنت؟"، 2
2-[[تمييز "كم الاستفهامية" يماثل تمييز "العدد"، مفردًا منصوبًا / إلا إن جُرَّت "كم"، فتَجُّر تمييزها]]: "بكم ريالٍ": (أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا) (تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً)، *1- "كم الخبرية" فهي خبر، تفيد التكثير،
*2-[[تمييز "كم الخبرية": مجرور، يكون مضافًا إليه مجرورًا]]: "كم دارٍ سكنتُ" أنا لا أسأل الآن، لكني أُبَيِّن أني سكنت دورًا كثيرة، "كم بلادٍ زرتُ": زرتُ بلادًا كثيرة.
3- يجوز حذف تمييز "كم الاستفهامية": إذا كان معلومًا، مثلاً: "اشتريت كذا" فتقول: "بكم؟"، *3-وأما "كم" الخبرية فإنك لا يُعلم ما الكثير إلا بذكر تمييزها الْمُكَثَّر، تُكَثِّر ماذا؟]]

النوع الثاني من الذات المبهمة: المقدار سواء كان من المساحات مسافة، كيل، وزن، القفيز، من أنواع المكاييل التي استعملوها في السابق، تقول: [اشتريتُ قفيزًا بُرًّا]، [بعتُ شِبرًا أرضًا]، [اشتريتُ كيلاً تفاحًا] أو [اشتريتُ وزنًا ذهبًا]، فالمثقال وزن، والصاع كَيْل، والشبر مسافة أو مقدار أو مساحة، كل واحد منها لا يَتَبَيَّن حتى تَذْكُر كلمة بعدها توضحها، فتقول: هذه شِبْرٌ أرضًا، أو صاعٌ تمرًا، أو مثقالٌ فضةً، فاتضح بقولك بهذه الكلمة المنصوبة التي أتت بعد المقدار (التمييز) المقصودَ بهذه الكلمة فَتَبَيَّنَتْ بعد أن كانت مُبْهَمَة.

النوع الثالث: شبه المقدار: وهي المقاييس التي لم تشتهر ولم توضع للتقدير وإنما من باب التقريب كالأوعية وما يجري مجراها، قال تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} فـ خيرًا في الآية تمييز لـ مثقال ذرة، وإعراب الآية: فمن: الفاء حرف عطف و تفريع، و من: إسم شرط -جازم تجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه-، في محل رفع مبتدأ، يعمل: فعل الشرط مجزوم، و فاعله مستتر جوزا تقديره هو، مثقال: مفعول به منصوب و علامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، و ذرة: مضاف إليه، خيرا: تمييز لمثقال ذرة منصوب و علامة نصبه فتح آخره، يره: جواب الشرط مجزوم بأداة الشرط، و الهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.

النوع الرابع: ما كان فرعًا للتمييز نحو [هذا خاتمٌ حديدًا] إذ أنك لو قلت هذا خاتم ثم سكت ماذا يفهم السامع؟ هذا الخاتم من ورِق أو ذهب أو حديد؟ لكن لما قلت حديدا؛ فحديدا تمييز والخاتم فرع الحديد لأنه مصوغ من الحديد فالحديد هو الأصل ومثله: [هذا بابٌ خيزراناً] [هذه جبةٌ صوفًا] [هذا ثوبٌ حريراً].

*تمييز المثلية والغيرية:
(وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا) فبيَّن التمييزُ، "إن لنا غيرها إبلاً" عند قوله: "غيرها" لا يُعلم، غيرها ماذا؟ فلما قال: "إبلاً" مَيَّزَ المقصود.


[2]- أنواع النسبة المبهمة: ونقصد بها التمييز المبين لإبهام النسبة. فأحيانًا تكون مفردات الجملة واضحة، لكن مضمونها هو الذي غير واضح، انتساب أحد ركني الجملة إلى الآخر هو الذي فيه إبهام فيحتاج إلى إيضاح وتمييز.

س: ما أنواع تمييز النسبة المحول؟ وما أمثلتها؟

النوع الأول: المحول عن الفاعل: يعني أن التمييز في هذا النوع كان في الأصل فاعلا ثم حولناه إلى تمييز، تقول: [تصببَ أحمدُ عرقًا] وأصل الكلام تصببَ عرقُ أحمدَ، فحذفنا الفاعل وأقمنا المضاف إليه مقامه فارتفع ارتفاعه ثم حولنا الإسنادَ عن الفاعل إلى المضاف إليه ثم جئنا بعد ذلك بالفاعل وجعلناه تمييزا، وقوله تعالى على لسان زكريا عليه السلام: {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} (4 مريم)، تقدير الآية: اشتعل شيبُ الرأس، الشيب إعرابه فاعل فنقلناه من كونه فاعلاً إلى أن يكون تمييزاً، فقالوا: هذا التمييز محول من فاعل، فالاشتعال واضح، والرأس أيضاً واضحة، ﴿ شَيْبًا﴾ تمييز لطبيعة ما اشتعل في الرأس فالنسبة بين الفعل والفاعل هي التي تحتاج إلى تمييز، هذا هو المقصود بتمييز النسبة، وإعرابها: الواو: حرف عطف اشتعل: فعل ماض مبني على الفتح، الرأسُ: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره، شيبا: تمييز منصوب و علامة نصبه الفتح الظاهر على آخره. تقول كذلك: [طاب محمدٌ نفسًا]، أصلها: طابت نفسُ محمدٍ، وهكذا.
محول من أصل مقدر فاعل {وَسِعَ رَبِّى كُلَّ شَيٍء عِلْمًا} أصلها وسع علمُ ربي.


النوع الثاني: المحول عن المفعول به كقوله تعالى: {وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا} (12 القمر)، وأصل الكلام و فجرنا عيونَ الأرضِ، وإعراب الآية: الواو: حرف عطف، فجرنا: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، نا: فاعل، الأرض: مفعول به منصوب، عيونا: تمييز منصوب و علامة نصبه الفتح الظاهر على آخره.

النوع الثالث: المحول عن المبتدأ الواقع بعد إسم التفضيل: {أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا} (34 الكهف)، هنا تمييز نسبة، شيء أكثر من شيء، فأصله: مالي أكثر منك، أي أن التمييز هنا أصله مبتدأ، فحذفنا المبتدأ المضاف و أقمنا المضاف إليه مقامه، ثم حصل إبهام في النسبة ثم جئنا بالمحذوف و جعلناه تمييزا. و إعراب الآية: أنا: ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، أكثر: خبر مرفوع بالمبتدأ، و علامة رفعه ضم آخره، أكثر: إسم تفضيل يعمل عمل الفعل، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، منك: جار و مجرور متعلق بأكثر، مالا: تمييز منصوب و علامة نصبه فتح آخره.
محول من مبتدأ {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللهِ صِبْغَةً} أصلها: صبغةُ مَن أحسنُ مِن اللهِ، [زيدٌ أكرمُ منك أباً وأجملُ منك وجهًا]، النسبة بين زيد والكرم غير واضحة هو أكرم في ماذا؟ فقال: (أبا) فأتى بالتمييز، فأصل الجملة: أبو زيد أكرم منك، فـ «أبو» مبتدأ ثم تحولت إلى تمييز،
ومثلها: (أجمل منك وجها) أصلها: وجه زيد أجمل منك، ثم تحول المبتدأ إلى تمييز،
[نِعْمَ محمدٌ رجلاً] "رجلاً": تمييز نسبة يُبَيِّنُ حال أو هيئة المخصوص بالمدح،

النوع الرابع: غير المحول عن شيء أصلا: يعني لم يحول عن شيء كما تقول: [امتلأ الحوضُ ماءً]، [ولله دَرُّهُ فارسًا]، تمييز نسبةغير محول؛ لأنه ليس فاعلاً, ما تستطيع أن تقول: امتلأ ماءُ الحوض، فالماء لا يمتلئ, الحوض هو الممتلئ, ولا مفعول؛ لأن الفعل امتلأ ليس متعدياً لينصب مفعولاً أصلاً، ولا هو محول من مبتدأ، فليس التقدير ماء الحوض امتلأ، فإذن هو غير محول أصلاً. و إعرابه: امتلأ: فعل، الحوضُ: فاعل، ماء: تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره. عيون الأرض

سؤال: ما معنى وقوع الحال والتمييز مُؤَكِّدَيْنِ وما مثاله؟

كل من الحال والتمييز، قد يأتي لا يبيِّن هيئة، ولا يبيِّن إبهامًا وإجمالاً فيما سبق، ولكنه يأتي مؤكدًا لمضمون الجملة السابقة، ويسمونه، الحال المؤكدة، أو التمييز المؤكد:
(أ) *الحال:

(وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ) "مُفْسِدِينَ" لم يبيِّن هيئة؛ لأن الإفساد معروف من "لا تعَثَوا" بمعنى لا تُفسدوا، فلم يأتنا بفائدة جديدة، لكن مؤكِّدة لمضمون ما قبلها، (فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا)، (وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً)، (أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ) تَوَلَّى أو وَلَّى بمعنى أدبر،

(ب) * والتمييز: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا)؛ لأنها مرت كلمة الشهور من قبل، فلم يبيِّن إبهامًا فيما قبله،
(وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً)،
"أَمْلِكُ من المجلدات خمسين مُجَلَّدًا" فـ"مُجَلَّدًا" تمييزًا والغرض منه التوكيد وليس لإزالة الإبهام.

إسمهان الجادوي 05-30-2014 08:44 PM

رد: تسهيل النحو: متن الآجرومية
 
[7] "بَابُ "لا" التي تعمل عمل "إنَّ"

قال المؤلف رحمه الله: (بَابُ لَا، اِعْلَمْ أَنَّ "لَا" تَنْصِبُ اَلنَّكِرَاتِ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ إِذَا بَاشَرَتْ اَلنَّكِرَةَ وَلَمْ تَتَكَرَّرْ "لَا" نَحْوُ "لَا رَجُلَ فِي اَلدَّارِ) المؤلف بَيَّنَ أنَّ معمولَ "لا" النافية للجنس يكون من المنصوبات، بمعنى أن حكمه النصبُ دائمًا، فهي التي تعمل عمل "إن وأخواتها"، و قال: اِعْلَمْ أَنَّ "لَا" تَنْصِبُ اَلنَّكِرَاتِ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ: الواقعُ أنه يُبني ما بعدها لا يُنصب، وما دام أن مابعدها مبنيٌ فإنه لا يُنَوَّنُ.

س1: لماذا سُميت لا النافية للجنس بهذا الإسم؟

ج1-لأنها تفيد نفي خبرها عن جنس إسمها, بمعنى أنه إذا قلنا: [لا طالبَ علمٍ مقَّصِّرٌ]؛ فإننا نُفيدُ نفي التقصيرَ عن كل طالب علم، تعريف "لا" النافية للجنس: بمعنى أنها تنفى جميع الجنس على سبيل التنصيصِ، بحيث لا يبقَ فردٌ من أفراده، فإذا قيل: [لا رجلَ في الحقل], فإننا ننفي وجود جنس الرجال كليًا في الحقل، "لا امرأةَ فى البُستانِ"، فنفيها ينبغي أن يكون المنفي بها جميع أفراد الجنس وهو النوع وهو ما كان شائعاً غير مُعَيَّنٍ في جنسه كرجل و نحوه؛ فلا تقول: لا زيد، لا عمرو –فهنا نافية للواحد.

وقد ذكرَ النحاةُ أن "لا النافية" ستة أقسام:

الأول: "لا النافية للجنس"، وهى المذكورة هنا، التى تَهُمنا.
الثانى: "لا النافية الحجازية"، وهى التى تُشبه عمل ليس،
الثالث: "لا العاطفة"، نحوُ: [إعطِ فاطمةَ لا أُختَها]،
الرابع: "لا المعترضة بين الجار والمجرور"، وتُسمى زائدة: [جئتُ بلا راحلةٍ]
الخامس: "لا الواقعة حرف جوابٍ"، المناقضة لـ "نعم"،
السادس: "لا" الواقعة فى غير ذلك،

س2: ما عمل لا النافية للجنس؟

ج2-تدخل لا النافية للجنس على الجملة الإسمية فتعمل عمل إنَّ وأخواتها فتنصب المبتدأ ويسمى إسمها، وترفع الخبر ويسمى خبرها لكن بشروط...

"لا النافية للجنس" تعمل عمل "إن" تنصب الإسم وترفع الخبر، بشروط أربعة:
[لا رجلَ حاضرٌ]، [لا شيخَ مفتىٌ]، [لا شيخَ قارىءٌ]، [لا منافقَ محبوبٌ].
"لا إلهَ إلا الله" هذه "لا" النافية للجنس، يعني لا إله بحق إلا الله، فـ"إله" اسم "لا" النافية للجنس مبني على الفتح، و"بحق" المقدر هو الجار والمجرور الذي متعلقه هو الخبر، و"إلا" أداة حصر أو استثناء ملغاة، و"الله" هو الخبر.

س3: ما شروط إعمال "لا النافية للجنس" كعمل "إنَّ وأخواتها":

الشرط الأول: أن يكون إسمها وخبرها المفرد نكرتيْنِ. فإن كانا معرفتين؛ لم تنصبه، لا تعمل، و وجب تكرارها.
الشرط الثاني: أن يكون إسمها متصلا بها، فإن فصل بينها وبين اسمها فاصلٌ؛ لم تنصبه, وألغي عملها، و وجب تكرارها.
الشرط الثالث: أن يكون إسمها مقدمًا على خبرها،
الشرط الرابع: ألا تُسبق بحرف جر: فلو دخل عليها حرف جر لتسلط على اسمها – أي على ما بعد لا - فجره ولم يعد لها عمل، فتقول: جئتُ بلا زادٍ.

س4: ما أنواع إسم لا النافية للجنس؟ إسم لا النافية للجنس على ثلاثة أشكال:

[[إن كان إسم لا: مضافًا أو شبيهًا بالمضاف فإنه يكون معربًا منصوبًا]]،

أ) مضافًا: [لا صاحبَ علمٍ ممقوتٌ]: وإعرابه: لا: نافية للجنس تعمل عمل إن،
صاحبَ: إسمها منصوبٌ بها و علامة نصبه الفتحة على آخره، وهو مضافٌ، علمٍ: مضافٌ إليه مجرور بالكسرة، ممقوتٌ: خبرها، وعلامة رفعه ضم آخره،

ب) الشبيه بالمضاف: وهو ما اتصل به شيءٌ يُتمم معناه، [لا قاطعًا واديًا حاضرٌ] ، [لا طالعًا جبلاً حاضرٌ]، وإعرابه: لا: نافية للجنس تعمل عمل إن، قاطعًا: إسم لا منصوبٌ بها و علامة نصبه فتح على آخره، قاطع: إسم فاعل يعمل عمل الفعل فيرفع الفاعل وينصب المفعول، وفاعله مستترٌ فيه جوازًا، تقديره: هو، واديًا: مفعول به منصوب و علامة نصبه فتح على آخره، حاضرٌ: خبر لا مرفوعٌ بها وعلامة رفعه ضم آخره،

ج) المفرد: غير المضاف: [[يُبني على ما يُنصبُ به]]، [لا رجلَ حاضرٌ]، لم نقل: لا رجلاً، فـ رجلَ: مبني على الفتح فى محل نصب إسمها، حاضرٌ: خبر لا مرفوعٌ بها وعلامة رفعه ضم آخره، [لا رجلين في الدار]: رجلين اسم لا النافية للجنس مبني على الياء، لا رجالَ في الدار: رجال اسم لا مبني على الفتح،

س5: ما حكم لا النافية للجنس إذا تكررت؟

ج5: "فَإِنْ تَكَرَّرَتْ "لَا" جَازَ إِعْمَالُهَا وَإِلْغَاؤُهَا, فَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ "لَا رَجُلٌ فِي اَلدَّارِ وَلَا اِمْرَأَةٌ"، وإِنْ شِئْتَ قُلْتَ "لَا رَجُلَ فِي اَلدَّارِ وَلَا اِمْرَأَةَ".﴿ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ ﴾ هذه نافية للجنس وقد تكررت، مثل: "لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله" فلك أن تُعملها ولك أن تُهملها، وقد جاءت هنا على وجه الإعمال، فبُني إسم "لا" في الحالتين على الفتح / وهنا تكررت "لا" ﴿ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ ﴾ (البقرة: 254)، وهي مستوفية الشروط ومع ذلك لم تعمل بل أُهملت، ﴿ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾،

س6: ما الوجوه الجائزة إذا تكررت "لا النافية للجنس"؟

ج6: هناك خمسة وجوه للعلماء فيها، فهنا الأمر بالخيار:
1-إن شئت إعمالها في المكانين: وهو الأكثر فتقول: لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله،
2-وإن شئت إهمالها في المكانين: بسبب تكرارها ضعفها فتقول: "لا حولٌ ولا قوةٌ إلا بالله"، فكل واحد منهما مبتدأ، و الخبر محذوف تقديره: لنا، و سَوَّغَ الابتداءُ بالنكرةِ سَبقها بالنفي.
3-إعمال الأول وإهمال الثاني "لا حولَ و لا قوةٌ إلا بالله" على اعتبار أن لا الثانية زائدة، "قوةٌ" معطوف على محل "لا الأولى مع إسمها" وهو محل رفع بالإبتداء، كثير من العلماء قالوا: عند إهمال الثاني تكون عاملة عمل "ليس" وهذا خطأ لأن "لا" لا تعمل عمل "ليس" إلا إذ كانت نافية للوحدة، وهنا نافية للجنس.
4- تهمل الأولى وتعمل الثانية تبنى كقول الشاعر: [فلا لغوٌ ولا تأثيمَ فيها]،
5- وجه ضعيف: إعمال الأولى و الثانية تكون منصوبة: "لا حولَ و لا قوةً إلا بالله"، قالوا: الواو عاطفة، "قوةً" معطوفة على محل اسم "لا" الأولى وهو النصب ، على اعتبار أن لا الثانية زائدة: فتكون النكرة الثانية معطوفة على محل إسم لا
فائدة: عند الجمهور، خبر "لاحولَ ولا قوةَ إلا بالله": مقدر: "لا حولَ كائنٌ"، وعند الكوفيين: الخبرُ الجارُ والمجرورُ: "بالله".

خلاصة ذلك أنه في إعراب النكرة الأولى وجهان: إما أن تفتح و إما أن ترفع فإن فتحتَ الاولى، جاز لك في النكرة الثانية ثلاثة أوجه: الفتح و النصب و الرفع، و إن رفعت النكرة الأولى جاز لك في النكرة الثانية وجهان الرفع و الفتح كل هذا الكلام في حال تكرار لا .

س7: لو عطفتَ إسمًا على إسم لا، فكيف تعرب؟

ج2: [[لو عَطَفْتَ إسمًا على إسم لا ولم تتكرر لا: وجب فتح النكرة الاولى و جاز في النكرة الثانية الرفع و النصب]]: يعني إذا قلتَ [لا رجل و امرأة]، ما كررت لا مرة اخرى، و إنما عطفتَ إسمًا آخر على إسم لا، فلك أن تقول: [لا رجلَ و امرأةً] أو تقول: [لا رجلَ و امرأةٌ]، [[إذن إذا عطفت اسماً على اسم لا من غير تكرار لا؛ فإنه يجب عليك أن تفتح النكرة الاولى و يجوز لك في النكرة الثانية وجهان الرفع و النصب]]،

س8: إذا دخلت لا النافية على معرفة فما الحكم حينئذ؟

ج8: [["لا" لا تنصب الاسم و ترفع الخبر إلا إذا كانا نكرات]]

إذن يجب حينئذ ثلاثة أمور: (أ) يجب إهمالها فلا تنصب الاسم و لا ترفع الخبر، تصير فقط نافية لكن ما تعمل الان، فيصبح ما بعدها مبتدأ و خبر، (ب) و يجب رفع ما بعدها على أنه مبتدأ و خبر (ج) و يجب تكرارها فوجب أن تنفي الاسم الثاني]]،
فقل: [لا زيدٌ حاضرٌ و لا عمرٌو]، فتقول لا النافية للجنس و زيد مبتدأ و حاضر خبر، و [لا زيدٌ بالدار و لا عمرٌو]، يعني ما يجوز أن تقول: "لا زيدَ في الدار ولا عمرو" لا يجوز أن تعطف الآن إسماً آخر على الاسم الاول؛ لأن لا في هذه الحالة لم تعمل فيه النصب؛ فوجب أن تنفي الاسم الثاني أى وجب أن تكرر معه مرة اخرى لا، وإعراب
[لا زيدٌ في الدار و لا عمروٌ]، لا: نافيه للجنس بطل عملها، زيدٌ: مبتدأ مرفوع بالابتداء و علامة رفعه ضم آخره، في الدار: جار و مجرور متعلق بخبر واجب الحذف و تقديره كائن أو مستقر، ولا عمرو: الواو حرف عطف، لا نافية للجنس بطل عملها، عمرو: معطوف على زيد و المعطوف على المرفوع مرفوع و علامة رفعه ضم آخره.
اذن لا في هذه الحالة لم تعمل عمل ان لانها دخلت على معرفة،

س9: ما حكم عدم وقوع النكرة بعد "لا" مباشرة؟

قال المصنف رحمه الله: فَإِنْ لَمْ تُبَاشِرْهَا وَجَبَ اَلرَّفْعُ وَوَجَبَ تَكْرَارُ "لَا"، أي إن لم تقع النكرة بعدها مباشرة: أي هناك فاصل بينها وبين اسمها، فيترتب أمران: إهمالها، ووجوب تكرارها. لأنه بطل شرط من شروط "لا النافية"؛ نَحْوُ: "لَا فِي اَلدَّارِ رَجُلٌ وَلَا اِمْرَأَةٌ"، لا النافية للجنس بطل عملها، في الدار: جار و مجرور في محل رفع خبر مقدم، رجل: مبتدأ مؤخر مرفوع و علامة رفعه ضم آخره، ولا: الواو حرف عطف، لا النافية للجنس بطل عملها، امراةٌ: معطوف على رجلٌ، ﴿لا فِيهَا غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ﴾ (الصافات47) "لا فيها غول" هنا فُصل غولٌ " يُعرب مبتدأ مؤخر، "فيها": خبر مقدم- و لم تعمل "لا" شيئاً، ووجب تكرارها، "لا" تكررت، ﴿ وَلاَ هُمْ عَنْهَا ﴾ وهذا أمر واجب، فإنه {{لما انتقض شرطها بطل عملها ووجب تكرارها}}. "لا" مهملة على الإطلاق، غير عاملة عمل "إن"، ويكون المرفوعان كل واحد منهما مبتدأ، والذي يسوغ الابتداء بالنكرة سبقها بالنفي،


س10:
[[اذا نَعَتَّ إسم لا بنعتٍ مفردٍ، و لم يفصل بين النعت و المنعوت فاصلٌ؛ [[جاز لك في إعراب النعت ثلاثة أوجه]]: [لا شيخَ فقيه حاضرٌ]: شيخَ: مبني على الفتح لأنه إسم لا، و حاضرٌ خبر لا مرفوع، لكن كيف نعرب فقيه؟

الوجه الاول الفتح: [لا شيخَ فقيهَ حاضرٌ] باعتبار أنه مركب مع "اسم لا" تركيبًا، يعني باعتبار ان النعت و المنعوت إسم واحد، كما تقول خمسة عشر أي مبني على فتح الجزئين، يعني كأن الاسم هو: "شيخَ فقيهَ"، فاعتبروه شيئًا واحدًا. فإذا أعربنا [لا شيخَ فقيهَ حاضرٌ]: لا نافية للجنس تعمل عمل إن، شيخ فقيه: مبنيان معها على الفتح في محل نصب إسمها، و حاضرٌ: خبرها مرفوع،

الوجه الثاني النصب: [لا شيخَ فقيهًا حاضرٌ] أن ننصب "فقيهًا" الصفة باعتبار أنه صفةٌ لمحلِ إسمِ لا، لأن إسم لا مبني لكنه في محل نصب، فيكون النعت و هو فقيه معطوفا على محل اسم لا النصب فيكون منصوبًا، وإعرابه: [لا شيخَ فقيهًا حاضرٌ]، لا نافية للجنس، شيخ: إسم لا مبني على الفتح في محل نصب، فقيهاً: نعتٌ لمحل اسم لا منصوبٌ لأن محله النصب، حاضرٌ: خبرها مرفوع،

الوجه الثالث الرفع: فتقول [لا شيخَ فقيهٌ حاضرٌ] كيف رفعنا؟ يقولون لأنه صفة "لمحل لا مع اسمها"، و محل لا مع اسمها -عند جماعة من النحاة- رفع ابتداء عند سيبويه: فإعراب: [لا شيخَ فقيهٌ حاضرٌ]: لا نافية للجنس، شيخَ: إسم لا مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ، فقيهٌ: نعت لمحل لا مع اسمها لان محلهما الرفع، حاضرٌ: خبر مرفوع بمبتدأ،
ولكن لاحظوا أن الوجه الثالث يبدو أن فيه ضعفًا، طبعا المشهور هما الوجهان الاولان: إما أن تقول [لا شيخَ فقيهَ حاضرٌ] و لكن الأفضل و الأقرب أن تقول: [لا شيخَ فقيهاً حاضرٌ]،

الخلاصة: أنك إذا نعت إسم لا المفرد كم يجوز لك في إعرابه؟ ثلاثة أوجه: إما الفتح و إما النصب و إما الرفع

"لا النافية للوحدة ":

تنفي عمل الواحد وليس الجنس، نحوُ قولك: [لا رجلٌ حاضراً بل رجلان] أنت ما تقصد نفي جنس الرجال، بل تقصد أنه لا يوجد واحد فقط بل يوجد أكثر من واحد، فهنا لا تكون اكتملت شروطها فلا تعمل عمل "إن" وإنما تعمل عمل ليس – ولم نقل عمل "كان" لأن المقام مقام نفي- يعني ترفع المبتدأ ويُسمى إسمها وتنصب الخبر ويسمى خبرها.

إسمهان الجادوي 05-30-2014 08:45 PM

رد: تسهيل النحو: متن الآجرومية
 
[8] المنادى

قال المصنف رحمه الله: (اَلْمُنَادَى خَمْسَةُ أَنْوَاعٍ: المفرد اَلْعَلَمُ, وَالنَّكِرَةُ اَلْمَقْصُودَةُ, وَالنَّكِرَةُ غَيْرُ اَلْمَقْصُودَةِ, وَالْمُضَافُ, وَالشَّبِيهُ بِالْمُضَافِ)

المنادى: أداته الكبرى وأم الباب "يا" وله أدوات أخرى نحوُ "الهمزة، أي، أيا، هيا.."، وإذا جاء المنادى بغير أداته فإن الأداةَ تُقدر نحوُ: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا}، فيُقَدَّرُ: يا يوسفُ
أحكام المنادى قال المصنف: فَأَمَّا اَلْمُفْرَدُ اَلْعَلَمُ وَالنَّكِرَةُ اَلْمَقْصُودَةُ فَيُبْنَيَانِ عَلَى اَلضَّمِّ مِنْ غَيْرِ تَنْوِينٍ, نَحْوُ "يَا زَيْدُ" وَ"يَا رَجُلُ" وَالثَّلَاثَةُ اَلْبَاقِيَةُ مَنْصُوبَةٌ لَا غَيْرُ.

المنادَى في كل أحواله، من أنواع المفعول به، مجيئه في المنصوبات بسبب أنه قد نابت أداة النداء فيه عن فعل متعدي إلى مفعول واحد ينصبه: "يا فلان" تقديره "أدعو فلانًا"، فالمنادى هو طلب الإقبال،*أحكامه: الأصل في المنادى هو النصب، قد تظهر علامة النصب عليه وقد تُقَدَّر، فيُبني على الضم في محل نصب.
قَسَّم المصنفُ أنواعَ المنادى الخمسة من حيث الحكم إلى قسمين:
س: متى يُنصب المنادى؟ ومتى يُبْنَى على ما يُرفع به؟

هيئة المُنادى على خمسة أصناف:* والمنادى يُنصب إذا كان
(1) مضافًا: المضاف لا يشترط فيه أن يكون علمًا أو غيره، وإنما يُراد به أن يكون مركبًا من جزأين الأول مضاف إلى الآخر ويُرادُ به شيئًا واحدًا. قد يكون علمًا نحوُ: يا عبدَ الله، يا امرؤَ القيسِ، يا زينَ العابدين، أو ما شاكل ذلك أو كلمة: يا صاحب عمر، يا صاحبَ القلم، يا صاحبَ البيتِ" يا ابنَ أبيه، و قوله تعالى:﴿فَاتَّقُوا الله يَا أُولِي الألْبَابِ﴾ المنادى: أولي، مضاف حكمه النصب وعلامة نصبه "الياء"، لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، ﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ الله إِلَيْكُم﴾ [الصف: 6] بني منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الياء، لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. ﴿ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ الله ﴾ مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة، وكذلك مَعْشَرَ ﴿ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ﴾، ﴿ أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ الله إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴿18﴾﴾ (الدخان) يا عباد الله حُذف حرف النداء عباد منادى مضاف، حكمه النصب وعلامة نصبه الفتحة، ﴿ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿2﴾﴾ [نوح: 2] قَوْمِ: منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لياء المتكلم،

/ أو(2) شبيهاً بالمضاف: في احتياجه إلى كلمة بعده تتمم المعنى، ولكن ليس الثاني مضافًا إليه، فليس مجرورًا بالإضافة، ويبقى فيه تنوينه، ولا يقبل "ال" التعريف: {{لأنه لا يجتمع التنوين مع الإضافة}}، قد يكون الجزء الثاني: أ) مرفوعًا: يا حسنًا وجهُهُ، يا محمودًا فِعْلُهُ،- فعلُهُ وجهُهُ إعرابه فاعل لحسن لأنها صفة مشبهة ترفع الفاعل. يا شارداً ذِهْنُه،
ب) منصوباً: يا طالعًا جبلاً، يا مُكْرِمًا أباه، يا حافظاً درسَه، ويا متقناً فَنَه. يا ثلاثةً وثلاثين،
ج) مجروراً: يا رحيمًا بالعباد، يا مُحسنًا إلى أخيه، "يا داعياً إلى الله"، "يا ماراً بالبيت" يا ماراً بزيدٍ.
د) معطوفًا: في ألفاظ العدد المعطوفة: يا خمسةً وخمسين،

/ أو(3) نكرة غير مقصودة: كقول الأعمى: [يا رجلاً خذ بيدي]؛ أو الواعظ: [يا غافلاً والموتُ يطلُبُه] لا تقصد شخصاً بعينه بل يدخل كل فرد في هذا.

ويُبنَى على ما يُرفع به إذا كان
(4) عَلَمًا مفردًا: المقصود بالمفرد في المنادي –الإفراد اللفظي – وهو ما لم يكن مضافاً، ولا شبيهاً بالمضاف. و العلم يشمل: زيدُ، زيدان، زيدون. ﴿ يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلاَمٍ اسْمُهُ يَحْيَى ﴾ [مريم: 7]، المنادى: "زكريا" ونوعه: مفرد علم و حكمه مبني على الضمة المقدرة لأنه إسم مقصور، آخره ألف مقصورة يتعذر إظهار الحركات عليه فنقدرها. ﴿ يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا ﴾ [هود: 76]، ﴿ وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ ﴿77﴾﴾ [الزخرف: 77] "إِبْرَاهِيمُ"، "مَالِكُ" مفرد علم. مبنيّ على الضم، ﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا ﴾ [غافر: 36] المنادى: هامان مفرد علم مبني على الضم، ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴿1﴾ لك أن تقول: إن "أي" هي المنادى وتكون "الكافرون" صفة له. أو تقول: "الكافرون" هي المنادي، و نوع المنادى "الكافرون" معرفة معرف بـ"ال" يُبنى على الواو لأنه جمع مذكر سالم.

/ أو كان غيرَ علمٍ ولكنه محددٌ معينٌ:[(5) نكرة مقصودة]: وهي بذلك اقتربت من المعرفة، كقولك لشخص أمامك تقصده وتنظر إليه وتشير إليه: يا رجلُ أَقْبِلْ، أو يا إنسانُ، يا امرأةُ: يُنصب محلاً، وفي اللفظ: يُبنَى على ما يُرفع به: ["قول المصنف: يُبْنَيَانِ عَلَى اَلضَّمِّ مِنْ غَيْرِ تَنْوِينٍ" فيه تَجَوُّز؛ لأن هذا هو الحكم الغالب و إلا فالأمر يحتاج إلى تفصيل]: [[المفرد العلم والنكرة المقصودة يُبنيان على ما كانا يُرفعان به قبل النداء]]،
أ) ما كان يُرفع بالضمة يُبنى على الضم: كـ جمع المؤنث السالم، وجمع التكسير: يا زيدُ، يا طالبُ، يا مسلماتُ، يا رجالُ،
ب) وإن كان يُرفع بالألف بُني على الألف "المثنى: "يا زيدان"،
ج) وإن كان يُرفع بالواو بُني على الواو "جمع المذكر السالم: يا زيدون". "يا مسلمون"

[فائدة]: كلمة "مفرد" تأتي على ثلاثة أصناف: الأكثر استعمالاً: 1-هو قَسِيم المثنى والجمع. 2-هو قَسِيم الجملة وشبه الجملة، (الخبر) قد يقع مفردًا، جملة ، أو شبه جملة. 3- المنادى المفرد-يدخل فيه المثنى والجمع-، لكنه ما لم يكن مضافًا، ولا شبيهًا بالمضاف. *ومن خصائص المضاف أنه لا تجتمع الإضافة مع التنوين؛ ولذلك تحذف نون المثنى ونون الجمع عند الإضافة؛ لأن هذه النون قامت مقام التنوين في الاسم المفرد،

ما إعراب قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاَءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ ﴾ [البقرة: 85]؟
﴿ أَنْتُمْ ﴾ مبتدأ ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع, طبعاً إذا قلنا: إن "أنت" هي الضمير، فنقول: مبني على الضم، وإذا قلنا: "أنتم" كاملة فهو مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. ﴿ هَؤُلاَءِ ﴾ منادى مبني على الكسر؛ لأنه أصل المنادى في محل نصب؛ لأن هؤلاء هذا اسم مبني أصلاً فلا يغير عن حاله وأصله "يا هؤلاءِ". ﴿ تَقْتُلُونَ ﴾ فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية في محل رفع خبر "أنتم". و ﴿ أَنْفُسَ ﴾ مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وهو مضاف. و ﴿ كُمْ ﴾ ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.


من القضايا التي لابد أن تُذكر في هذا الباب ولم يذكرها المؤلف رحمه الله؛ وهي أربعة أمور:

أولا: نداء ما فيه "ال":
العرب لا تنادي ما فيه "ال"، فحرف النداء لا يتصل بما فيه "ال" وإنما يُفصل بفاصل يُمهد لندائه وهو أحد أمرين:
إما "أي" يضاف لها "هاء" " فنقول: [يا أيها الرجل]،
أو "إسم إشارة": و ينبغي أن يكون مناسبًا للمنادى فان كان مفردًا كان مفردًا وان كان مذكرًا كان مذكرًا، نحوُ: [يا هذا الرجل؛ يا هذان الرجلان، يا هؤلاء الرجال ...]

لكن هناك مواضع محدودة وقليلة ورد فيها النداء لما فيه "ال":
1-للفظ الجلالة لكثرة ندائه سبحانه وتعالى و دعائه و الحاجة إلى ذلك فيجوز أن يُنادى ويُقال: "يا الله" والأكثر الاستغناء عن الياء، و التعويض عنها "بميم مشددة" فيقال: اللهم.
2-الاسم الموصول المعرف "بال" نحو "الذي، التي ...": فيقال: يا الذي فعل كذا.
3-التشبيه وورد في بعض كتب النحو نحوُ: [يا الأسدُ شجاعةً]، فهو يشبهه بالأسد في الشجاعة .
4-الأعلام المبدوءة "بـ ال" نحو: "الوليد، الصاحب"، كالصاحب بن عباد، هذا اسم علم اسمه الصاحب، وله صفة، وحينذاك تبقي "ال" لكي لا يتبادر للذهن أنه صفة. لو قلت يا صاحب، يُظن أنك تعبر عن صفة لشخص،
5-الضرورة الشعرية: والمقصود به أن الشعر له وزن وقافية و لابد للشاعر من التزامها. نحو:
"فيا الغلامان اللذان فرا إياكما أن تعقدا شرا"

ثانيا: المضاف إلى ياء المتكلم:
العرب توسعوا في هذا الباب وجاءوا فيه بصيغ كثيرة، وهي ست: أنت تنادي شخصًا تنسبه إليك: يا ابني، يا أخي، فلكثرة استعمال المنادى مضافًا إلى ياء المتكلم، فحسب المقام: مقام سكوت:
1-بإثبات الياء ساكنةً: "يا غلاميْ" "يا أخيْ" {يَا عِبَادِىْ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ} /
2- إثبات الياء مفتوحةً: مقام دَرْجٍ تحريكها يسهل وصلها بما بعدها، يُعين على سرعة الانتقال "يا غلاميَ"
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} (الزمر53) 3- حذف ياء المتكلم تخفيفًا، ولكن يُبْقِي كسرة قبلها على المضاف؛ للدلالة على حذفها: "يا غلامِ ، يا ابنِ"،
﴿ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ ﴾ [الزمر: 16] بحذف الياء وإبقاء الكسرة على الدال، /
لماذا تُبقى الكسرة؟ لأنه لو أثبتنا المنادى بدون الكسرة: "يا غلامُ" لظن ظانّ أنك تنادي المنادَى دون أن تنسبه إليك، بل تنادي غلامًا مطلقًا، فكسر آخره دليل على الياء المحذوفة.
4- قلب الكسرة التي قبل ياء المتكلم إلى فتحة وحينئذ لا بد أن تُقلب ياء المتكلم ألفًا، نحوُ قوله تعالى:
{أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ} (الزمر 56 )، أصلها "يا حسرتِي" ففُتحت التاء وقُلبت ياء المتكلم ألفًا.
5- حذف ياء المتكلم وفتح ما قبلها: فتقول "يا غلامَ"
6- حذف ياء المتكلم وضم ما قبلها فتقول "يا غلامُ"، {ربُّ السجنُ أحبُّ إلىَّ مما يدعوننى إليه} على قرائة الضم ورد في الشواذ بالضم، لكن القراءة المشهورة ﴿ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ ﴾ بحذف ياء المتكلم، وإبقاء الكسرة، ﴿ وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلاَءِ قَوْمٌ لاَّ يُؤْمِنُونَ ﴿88﴾﴾ يَا رَبِّ منادى مضاف، لأنه حتى وإن حذفنا "يا" المتكلم التي هي مضافاً إليه فهو مضاف، هذه مقدرة، إذن هو مضاف، حكمه النصب. علامة نصبه: الفتحة المقدرة. لاشتغال المحل بحركة المناسبة. مناسبة "ياء المتكلم"، [[الصيغ السابقة كلها جائزة في كل مضاف إلى ياء المتكلم]]،

أما "أمى و أبى" فيجوز فيها الصيغ الست السابقة كلها، ولك أيضا أن تقلبَ ياء المتكلم إلى تاءٍ مفتوحة "يا أبتَ، أو تاءٍ مكسورة: {يَا أَبَتِ لاَ تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ} /
*صيغة "ابن أم"، الأصل: "يا ابنَ أمي" لكن العرب تحذف ياء المتكلم، ولا يُكسر ما قبل الياء ولكن يُفتح: "يا ابنَ أٌمَّ" {يَا ابْنَ أُمَّ لاَ تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلاَ بِرَأْسِي} "ابن" منادى مضاف منصوب، "أم" مضاف إليه في محل جر، التخفيف مطلب الفصحاء

ثالثًا: ترخيم المنادى:

وهو إحدى وسائل التخفيف في كلام العرب والترخيم في الأصل هو الترقيق.
اصطلاحًا: هو حذف آخر المنادى تخفيفاً، لكثرة استعمال العرب لأسلوب النداء، يخففون جوازاً بحذف آخر حرف في اسم المنادى، وليس على وجه الوجوب.
ويكون بهذه الطريقة: تنادي يا عائش بحذف التاء، ويا جعف بحذف الراء،
أ) إذا كانت الكلمة مختومة بتاء التأنيث: ليس هناك شروط لجواز الترخيم فيها إلا أن تكون معرفة فتُخفف بحذف التاء، فتاء التأنيث ليست جزءاً من الكلمة،
ب) و يُشترط فى ترخيم المنادى: غير المختوم بتاء التأنيث أن يكون: علمًا / مبنياً على الضم / زائداً على ثلاثة أحرف، ومثله المركب المزجى،
(فلا يُرَخَّم كل من: النكرة: إنسان×/(ولا ما يكون مضافًا "عبد الله"، ولا شبيهًا بالمضاف، ولا المركب الإسنادي: يا "شاب قرناها"، اسم لقبيلة، عَلَم، × حكمه الحكاية، يُنطق دون تغيير فيه، وتُقدر العلامات، في محل نصب /ولا "حَكَم"، "عَمْرو" زيد ×
[[أما لو كان مكونًا من أكثر من ثلاثة أحرف وعلماً ومبنيًا على الضم فإنه يجوز لنا التخفيف مثل جعفر: ياجعفَ، ويا محمد ..يا محمَ]].
في القرآن لم يرد الترخيم إلا في قوله تعالى {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ}، قُرأ في الشواذ: [ونادوا يا مالِ]، بحذف الكاف، وهذا ترخيم، لأنه علم مبني على الضم، مكون من أربعة أحرف، فجاز ترخيمه بحذف آخر حرف منه تخفيفاً. وقُرأ أيضا في الشواذ: [ونادوا يا مالُ]، أي بكسرها وضمها.
س: لماذا كُسرتْ وضُمتْ أو لماذا جاءتْ على الوجهين؟
هاتان لغتان في المنادى المُرَخَّم، وهما لغة من ينتظر ولغة من لا ينتظر،
س: ما المقصود بلغة من ينتظر ولغة من لا ينتظر في النداء؟

المنادى المفرد العلم المبنى على الضم، المرخَّم تنطقه بإحدى طريقتين: أنظر للحرف السابق للأخير:
(1) الأصل: أن نُبقِي حركته كما كانت عليه، فى "لغة من ينتظرُ" عودة الحرف الأخير فتكون الضمة مقدرة على الحرف المنتَظَر، المحذوف للترخيم: "جعفَرُ": "يا جعفَ" / "منصُوُرُ": منصُ / "حارِثُ": "يا حارِ" / "هِرَقْلُ": يا "هرقْ"، أُرَخِّمُه: هو منادى ومبني على الضم المقدر، والضمة لم تظهر؛ لأنه حُذف الحرف المحتوي لها المنتَظَر، للتخفيف، "يا مالكُ" تراها مبنية على الضم، تريد أن تخفف الكلمة بالترخيم فتحذف الكاف، إذا حذفت الكاف تبقى اللام مكسورة لأنها أصلاً مكسورة [ونادوا يا مالِ]، فكأنك حذفت الكاف وتنتظرها ، فحركة البناء على الكاف المحذوفة، فتسمى لغة من ينتظر.

(2) لغة من لا ينتظر: تُعامِل الحرف المحذوف كأنه غير موجود أصلاً، ويُبنى باقي الكلمة المناداة على الضم، كأنها كلمة مستقلة: "يا حارُ" / "يا جعفُ" / "يا هِرَقُ" / "يا منصُ"، [ونادوا يا مالُ]، هناك من يعاملها على أن الكاف حُذفت وذهبت ولم يعد لها اعتبار، وصارت اللام كأنها آخر حرف في الكلمة، فنجعل بناء الضم عليها، فنحن لا ننتظر الحرف الأخير، فهذه لغة من لا ينتظر.
[[فكل مرخم يمكنك أن تُبقي حركته حال حذف الحرف الأخير أو حركة الحرف المحذوف وهي البناء على الضم ..فتقول في عائشةُ، يا عائشَ هذا على لغة من ينتظر لأنك تنتظر التاء لتبني الضم عليها، ويا عائشُ وهذه لغة من لا ينتظر الحرف وتكون الشين كأنها آخر حرف في الكلمة. وأسلوب الترخيم موجود في الأثر وكلام السلف وكتب الأدب. عندما يقول الشاعرُ كُثير:
وقد زعمت أني تغيرت بعدها .... ومن ذا الذي يا عَزُ لا يتغيرُ
فقال: يا عزُ وأصلها عزة وعاملها هنا على لغة من لا ينتظر.

س: ما الذي يُحذف من المنادى المُرخَّم؟

يُحذف لأجل الترخيم: (1) الغالب حرفٌ واحدٌ: «وَنَادَوْا يَا مَالِ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ» (أ)- ُحذف آخرالإسم العلم "مالكُ"، تخفيفًا، محمدُ: "يا مُحَمَّ"،
(ب)-إذا كان محددًا ومعينًا- ولو نكرة- وآخره تاء التأنيث: اكتُفِيَ بهذا، "يا فاطمُ" "يا عائشُ" / "يا ثُبَ" في "ثُبَة": جماعة، {فَانفِرُوا ثُبَاتٍ} جماعات متفرقين،
(2) وقد يحذف حرفان: من المنادى العلم بشروط: أن يكون
(ج)- قبل الأخير حرف علة: ساكن/ زائد / وقبله ثلاثة أحرف فأكثر؛ فيجوز أن يُحذف هو مع الحرف الأخير: "يا إبراهُِ"، "يا منصُ" على اللغتين، "سلمان": "يا سلمَُ"، شاعر اسمه "مسكين": "يا مسكُِ"، عَلَمٌ، أما أى مسكين × فَقَدَ شرط العلمية، مروان: "يا مَرْوَُ"، "أَسْمَاءُ": "يا أَسْمَُ" /
*لكن أُرخم: "سعيدُ" و"عمادُ" و"ثمودُ"، [[لا أحذف حرف العلة]]: "يا سَعِي" و"يا ثَمُو" و"يا عِمَا"، يجب إثباته، ولذلك قال ابن مالك: تَرْخِيمًا احْذِفْ آخِرَ الْمُنَادَى * كَـ"يَا سُعَا" فِيمَنْ دَعَا سُعَادَ،
*شخص اسمه "مختارُ"، يجب أن تقول "يا مُخْتا" بإثبات الألف إذا كان علمًا، لماذا؟ الألف أصلية، لأن الدلالة في الصورة ضاعت، فلا يُعلم هل هو اسم فاعل: "مُخْتَيِر" مُفْتَعِل: هو الذي اختار/ أو إسم مفعول: "مُخْتَيَر"، مُفْتَعَل: هو الذي اختير لكن قلبت الياء ألفًا، فالألف عين الكلمة، الحرف الأصلي الثاني في الكلمة / أما "مختار" صفة×، فلا يرخم؛ ليس علمًا،
(3) وقد تُحذف الكلمةُ: الثانيةُ، إذا كان المنادى مركبًّا مزجيًّا: "مَعْدِي كَرِب": "يا مَعْدِي"، "حضر موت": "يا حَضْرَ".

رابعًا: الاستغاثة / والنُّدْبَة في باب المنادى
الاستغاثة المشروعة في باب المنادى هى الاستعانة بالمخلوق فيما يستطيع، "يا زيدُ/ أو يا لَزيدِ لِفلانٍ"، ويدخل فيه، الاستغاثة الشرعية: "يا لَلَّهِ لِلْمُسْلِمِين"، قالها عمر. المستغاث به ، مجرورٌ باللام المفتوحة غالبًا، وقد يُسْتَعْمل بلا جر، فيُعامل معاملة المنادى: "يا زيدُ لعمرو" ، ويُبْنَى على ما يُرفع به / أما المستغاث له فيُجر بلام مكسورة، ولا يلزم ذكره دائماً، لكونه معلومًا، في ذهنك، أو ذهن السامع: "يا لَلَّه"،
السؤال: ما معنى نداء الْمُتَفَّجع عليه أو الْمُتَوَجَّع منه؟ وما مثاله؟

النُّدْبَة: شكوى، "يَنْدُب فُلاَنٌ حَظَّه"، والمندوب: هو المنادى إما المتَفَجَّع عليه المرْثِى، أو المتَوَجَّع منه: يُؤْتَي فيه:
أ) بأداة الندبة الخاصة: "وا": "وَاحَرَّ قَلْبَاهُ مِمَّنْ قَلْبُهُ شَبِمُ"، "حرَّ": منادى مندوب منصوب وعلامة نصبه الفتحة، وهو مضاف، قلب: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة المقدرة على ما قبل ألف الندبة: يُمد بها الصوت، والهاء هاء السكت، يُسكت يوقف بالكلمة عليها، "وَارَأْسَاه" "وَاسِنَّاه"، (مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ) (هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ) ،
ب) قد يُستعمل في الندبة "يا"، إذا لم يلتبس المندوب بالمنادى، يَرثِى، يَتَفَجَّع على متوفى: وقمتَ فِيهِ بِأَمْرِ اللهِ (يَا عُمَرَا)،
* الدليل على أنه يندبه ولا يناديه: أ-: "ياعُمراَ" مفتوحة ، وأتى بألف النُدبة التي يُمد بها الصوت، ولو كان نداءً لبُنى على الضم: "ياعمرُ"
ب-: قاله بعد وفاة عمر بن عبد العزيز، والميت لا يُنادي وإنما يُرثى "وا عَمْرَاه" : مندوب مفرد علم ، وألف الندبة أوجبت فتح ما قبلها، فهو منادى مبني على ضمة مقدرة في محل نصب، لأنه في الأصل مفعول به، ألف الندبة، وهاء السكت، حروف لا محل لها من الإعراب /
"وا رجلاه": أصلها "وا رِجْلِيَاه"، رِجل: منادى مندوب منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة، لأنه مضاف إلى ياء المتكلم الساكنة، التي حُذفت، المكسور ماقبلها، لمناسبة ياء المتكلم، وهذه الفتحة الموجودة مجتلبة وجوبا لأجل ألف الندبة، وليست هي فتحة النصب،(الأَوْلَى)، وإلا هو في محل نصب، ولو قلت إنه منصوب بالفتحة الموجودة، وأن ياء المتكلم هي المضاف إليه المقدر، لكان هذا له وجه.

إسمهان الجادوي 05-30-2014 08:45 PM

رد: تسهيل النحو: متن الآجرومية
 
[9] بَابُ اَلْمَفْعُولِ مِنْ ِأَجْلِهِ
]
وَهُوَ اَلِاسْمُ اَلْمَنْصُوبُ, اَلَّذِي يُذْكَرُ بَيَانًا لِسَبَبِ وُقُوعِ اَلْفِعْلِ, نَحْوُ قَوْلِكَ "قَامَ زَيْدٌ إِجْلَالًا لِعَمْرٍو" وَ"قَصَدْتُكَ اِبْتِغَاءَ مَعْرُوفِكَ". و يسمى المفعول له و المفعول لأجله،

تعريف المفعول لأجله: "هوَ اَلِاسْمُ اَلْمَنْصُوبُ, اَلَّذِي يُذْكَرُ بَيَانًا لِسَبَبِ وُقُوعِ اَلْفِعْلِ"
[[المصنفُ يقولُ: [الإسم] هنا يُحترزُ به عن الفعل وعن الحرف، ويُحترزُ به من حيثُ أنه إسمٌ مفردٌ، فلا يكون مركباً من جمل اسمية أو فعلية. المصنف قال هُوَ اَلِاسْمُ، ويا ليته قال: المصدر، لأنه ليس كلُ إسم يُعرب مفعولاً لأجله، بل لابد أن يكون ذلك الإسم مصدراً، جزء من الإسم، فقوله إسم يشمل المشتقات والذوات والمصادر، والذي يكون مفعولاً لأجله هو المصدر.
(اَلْمَنْصُوبُ) ويكون منصوبًا لأنه فضلة فى الكلام كسائر المفاعيل، و"الغرض من المجيء بالمفعول لأجله": هو "التعليل"، أنه يُبين سبب وُقُوعِ اَلْفِعْلِ. لماذا فعل هذا الفعل؟ ذلك التعليل أنك حين فعلت الشيء فعلته من أجل كذا،

[[المفعول لأجله إذا استوفى الشروط الأربعة، يجوز نصبه، ويجوز جره، و هو على ثلاثة أحوال كما سيأتى/ و إذا اختل شرطٌ؛ وجب جره و لم يجز نصبه]]

يُشترطُ لجواز نصب المفعول لأجله أربعة شروط:

الشرط الأول: أن يكون مصدراً، فإن لم يكن مصدراً، لم ينتصب بل يُجر باللام.
الشرط الثانى: لا بد أن يكون مصدرًا قلبياً لأنها يُتَصَوَّر فيها التعليل، أي من أفعال القلوب، النفس الباطنة،
الشرط الثالث: "أن يتحد مع عامله في الوقت": [جئتُكَ رغبةً في الخير]-المجيء والرغبة وقتهما واحدٌ، اتحاد زمانه و زمان عامله، فإن خالفه؛ لم ينتصب،
الشرط الرابع: أن يتحدا في الفاعل. فإلم يشارك فعله في الفاعل؛ لم ينتصب
[[مصدرٌ و قلبيٌّ و جاءَ للتعليل و متحدٌ مع العامل و متحدٌ كذلك مع الفاعل]].
[[إذا اختل شرطٌ من الأربعة في المفعول لأجله، وجب جره و لم يجز نصبه]]

(1) إذا لم يتحقق الشرطُ الأولُ: إذا كان المفعول لأجله ليس مصدرًا: كما جاء فى قول الشاعر:
ولو أنما أسعى لأدنى معيشةٍ ... كفاني ولم أطلبْ قليلا من المالِ
الشاهد: أدنى معيشة، أفعل تفضيل، وقد جاء مفعولاً لأجله، و لكنه مع ذلك جُرَّ باللام لأنه ليس مصدرًا، كذلك ما جاء فى قوله تعالى {وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ} (10 الرحمن) فـ الْأَنَامِ هنا جُرَّ بحرف التعليل لأنه ليس مصدرًا،

(2) إذا لم يتحقق الشرطُ الثاني لم يكن قلبيًا وجب جره أيضًا: كما تقول: [جئت ضربًا لفلان × لأن الضرب ليس تعليلاً، [جئتك ضَرْبَ خالدٍ] ×، فضَربَ الآن عملٌ ليس من أعمال القلوب بل الجوارح؛ فلذالك وجب جره، يعني تقول: [جئتك لضرب خالد]

(3) إن لم يتحقق الشرطُ الثالثُ يعني إذا اختلف زمان المفعول لأجله عن زمان العامل وجب جره أيضًا: كما تقول: [تأهبتُ للسفرِ] فإنَّ التأهبَ هنا سابقٌ على زمن السفر.

(4) إن لم يتحقق الشرطُ الرابعُ يعني عدم الاتفاق و الاتحاد بين المفعول لأجله و بين الفاعل وجب جره كذلك، تقول: [جئتُك لمحبتك إيايَّ] مَن فاعل المفعول لأجله محبتك؟ هل هو هو نفسه فاعل الفعل جئتُك؟ الجواب: لا، فالمفعول لأجله فاعله يختلف عن فاعل الفعل في أول الكلام و لذلك وجب جره. وكما جاء فى قول الشاعر:
وإني لتعروني لذكراكَ هـزةٌ... كما انتفضَ العصفورُ بَلَلَّه القَطرُ
ما الذي يعروه؟ الهزةُ: فاعل، ومن الذي يتذكر؟ المتكلم إذا تذكرها، فاختلف الفاعل؛ إذن فاعل الفعل غير فاعل المصدر، فوجب أن يُجرَ بحرف التعليل،
وكذلك: [جئتُ وقد نَضَّتْ لنومٍٍ ثيابُه] نضضت بمعنى أزالت لنومٍ معروفٍ، كما أن
النوم أيضا قد يتأخر عن إزالة الثياب.

هل يجب نصب المفعول لأجله الذى استوفى الشروط الأربعة؟
الجواب: لا، ما استوفى الشروط الأربعة الغالب و الأفصح فيه هو النصب، لكن لا يتعين، أي لا يجب دائمًا النصبُ، بل يجوز جره بلام التعليل، و ما ناب عنها فى إفادة التعليل، إذن المفعول لأجله له أحوال: [[أن ما جاز نصبه من المفعول لأجله؛ جاز جره، وذلك باختلاف أنواع المفعول لأجله؛ لأن المفعول لأجله لا يخلو: إما أن يكون مقترنًا بأل، وإما أن يكون مضافًا، وإما أن يكون مجردًا من أل والإضافة. هذه ثلاث صور]].

الحالة الأولى:
[[فإن كان محلىً بالألف و اللام فيُجر بكثرة و ينصب بقلة]]: كما تقول: [ضربتُ إبني للتأديبِ و هجرتُ زوجي للتعذيبِ] لاحظوا هنا الآن المفعول لأجله جاء محلى بـ ال لذلك كان الافصح فيه أن يُجَر بلام، وكما جاء في الشعر
لا أقعدُ الجُبْنَ عن الهيجاءِ *** و لو توالت زُمَرُ الأعداء.
لا أقعد الجبن. "الجبن" ما موقعه من الإعراب؟ "الجبن" هنا منصوب على أنه مفعول لأجله أو مفعول له. هل نصبه هنا وهو مقترن بأل "كثير أو قليل" الأولى إذًا أن يقول ماذا؟ لا أقعد للجبن. أي: من أجل الجبن. لا أقعد من أجل الجبن أو بسبب الجبن عن الهيجاء. أي: لا يردني الجبن والخوف من الهيجاء، ولو توالت زمر الأعداء، ولو كان الأعداء كثيرين فإن الجبن لا يمنعني. فإنني لست بجبان؛ لأنني لا يمكن أن يقعدني الجبن. معنى ذلك أن الجبن غير موجود فيه. فقوله: "لا أقعد الجبن" نصبه إلى المفعول لأجله مع اقترانه باللام، وهذا قليل. والكثير فيه إذا كان مقترنًا بالألف واللام أن يُجرَّ بالحروف.

الحالة الثانية:
[[أن يكون المفعول لأجله مجردًا من الألف و اللام و من الإضافة، فيُنصب بكثرة، و يُجر بقلة]] فإنه يكون عكس الأول: "قَامَ زَيْدٌ إجْلَالًا لِعَمْرٍوِ " و [أهديتُ زوجي محبةً]، هنا المفعول لأجله ليس محلى بالألف و اللام، ولا كذلك بالاضافة، فيكون النصب هو الغالب عليه و هو الأكثر، و يجوز أن تقول: [قمتُ للشيخ لإجلاله] يجوز ما في إشكال. كما إذا قلت: جئتك رغبةً، أو جئتك أملًا، أو جئتك طمعًا، أو زرتك خوفًا من غضبك، أو زرتك أملًا في مودتك، أو زرتك طمعًا فيما عند الله أو في دعائك أو نحو ذلك. فإذا كان مجردًا من "أل" والإضافة مثل: رغبة أو خوفًا أو أملًا أو طمعًا أو نحو ذلك -فإن الأكثر فيه أن ينصب على أنه مفعول لأجله، ويقل جره حينئذ.
و كما جاء قول الشاعر:
مَن أَمََّكُم لرغبةٍ فيكم جبرُ *** و مَن تكونُوا ناصريه ينتصرُ
يعني من قصدكم رغبةً فأصل الكلام في الغالب من أمكم رغبةً، و لكن يجوز جره بقلةٍ، "جئتُ طلباً للعلم"، "هربتُ خوفاً من كذا"، "ذكرتُ اللهَ محبةً له"، "جئتُ إكرامًا لك"، "حضرتُ طلبًا للفائدة"، "سافرتُ رغبةً في العلم"، "رغبة": مصدر: حال ×، لا يُعرب حالاً؛ لأن الحالَ شرطُه أن يكونَ مشتَقًّا: اسم فاعل: "جئت "راغِبًا" في العلم"، فهذا حال؛ والفرق بينهما أن المصدر بَيَّنَ عِلَّةَ المجيء، والحال بَيَّنَ هيئة وصفة الفاعل عند اتصافه بالفعل،

الحالة الثالثة: [[أن يكون المفعول لأجله مضافًا فيجوز يعني يستوى فيه الأمران ، النصب و الجر على السواء]]: [قَصَدْتُكَ اِبْتِغَاءَ مَعْرُوفِكَ]. [قَصَدْتُكَ لاِبْتِغَاءِ مَعْرُوفِكَ]. وقد توافرت الشروط الأربعة في:
(أ) "الجر" كقوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ}، هنا خشية مصدر قلبي مفيد للتعليل لأن علة هبوط هذه الحجارة هو الخشية من الله، ومتحد مع عامله في الوقت، فوقت الهبوط مع الخشية، ومتحد مع الفاعل فما يهبط هو الذي يخشى، ومع ذلك لم يُنصب وإنما جاء مجرورًا بحرف الجر من خشيته، ولك في غير القرآن أن تقول: هبط خشيةً، فيجوز الوجهان، وكلاهما فصيح.
{فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ} بسبب صدهم وظلمهم فالباء هنا مفيدة للتعليل، و(ظلم) مصدر وقلبي ومفيد للتعليل لكن هو مخالف لفعله في الفاعل، فالذي يُحَرِّم: هو الله، والذي يظلم هم: الذين هادوا، فالفاعل مختلف فلذلك لم يقل ظلماً ولم يُنصب على أنه مفعول لأجله وإنما جُر بحرف التعليل وهو الباء.
وكقول الفرزدق مادحاً زين العابدين:
يُغضي حياءً ويُغضَي من مهابته...فلا يُــكَلَّمُ إلا حين يَبتسمُ
حياءً مفعول لأجله منصوب، لكن من مهابته هنا مصدر لكنه لم يُنصبْ على أنه مفعول لأجله بل جُر بـ من حرف تعليل في هذا المقام فجاز أن يجر بها.

(ب) "النصب" كقوله تعالى: {يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ}، ( البقرة 265) "ابْتِغَاءَ": مفعول لأجله وجب نصبه، لأنه: مصدر ومن أفعال القلوب، ويُنْفِقُونَ هو العامل، وزمن الإنفاق هو زمن الإبتغاء، وفاعل الإنفاق هو فاعل الإبتغاء، الإعراب: يُنفقون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الافعال الخمسة، واو الجماعة: ضمير متصل في محل رفع فاعل، أموال/هـ/م: مفعول به منصوب و علامة نصبه الفتحة في آخره و هو مضاف و هـ: ضمير متصل مبنى على الضم في محل جر إضافة، الميم: علامة الجمع، ابتغاء: مفعول لأجله منصوب و علامة نصبه فتح آخره و هو مضاف، مرضاة: مضاف اليه مجرور و علامة جره كسر آخره، وهو مضاف الله: لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور و علامة جره كسر الهاء –تأدبًا مع الله.
{وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ} (31 الإسراء) لاحظوا كيف اجتمعت فيه الشروط الاربعة، و إعرابه: الواو: حرف عطف، لا: ناهية، تقتلوا: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية و علامة جزمه حذف النون لأنه من الافعال الخمسة، واو الجماعة: ضمير متصل في محل رفع فاعل، أولادكم: أولاد: مفعول به منصوب و علامة نصبه الفتحة في آخره و هو مضاف، و كم: ضمير متصل في محل جر إضافة، خشية: مفعول لأجله منصوب و علامة نصبه فتح آخره و هو مضاف، و إملاق: مضاف إليه مجرور و علامة جره كسر آخره،
{يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ} هؤلاء المنافقون أو من شُبِِّه بهم يجعلون أصابعهم في آذانهم: لماذا؟ حذر الموت. فسبب جعل أصابعهم في آذانهم هو الحذر من الموت، فهنا كلمة حذر هذه مصدر بين العلة فهو مفعول لأجله، و وقت جعل هؤلاء أصابعهم في آذانهم هو نفسه وقت حذرهم من الموت، فهو وقت واحد، فشارك المفعول من أجله فعله في وقته. و مَن الذين يجعلون أصابعهم في آذانهم؟ هم الذين يحذرون الموت، فإذن فاعل الحذر فاعل المفعول لأجله هو فاعل الفعل الذي هو جعل الأصابع في الآذان، فاشتركا في الفعل، ولهذا نقول توافرت الشروط في الآية الكريمة وأعربنا حذرَ مفعول لأجله منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره لتوافر الشروط.

[[الخلاصة: إذا تحققت الشروط جاز نصبه على أنه مفعول لأجله، ولك مع توافر الشروط أن تجره بحرف التعليل، وإذا لم تتحقق الشروط ودلت على التعليل؛ فإنه يجب أن يُجر بحرف التعليل]]. عندما تقول: جئت لتعلُمِ.. تعلُم مصدر وقلبي ومفيد لتعليل متحد مع عامله في الوقت، لأن وقت المجيء هو وقت التعلم، وهو متحد مع الفاعل، فتوافرت الشروط.. فيصح أن تقول جئت تعلماً ويصح أن تقول جئت لتعلمِ.

فالحاصل أن المفعول لأجله إما أن يكون مقترنًا "بأل" -وهذا نصبه قليل وجره كثير-، وإما أن يكون مجردًا من "أل" والإضافة، وهذا عكس الأول "أي نصبه كثير وجره قليل" وإما أن يكون مضافًا، وهذا يتساوى فيه الوجهان: النصب على المفعولية، أو الجر بأحد حروف الجر المناسبة.

إسمهان الجادوي 05-30-2014 08:46 PM

رد: تسهيل النحو: متن الآجرومية
 
[10] بَابُ اَلْمَفْعُولِ مَعَهُ

آخر شيء في باب المنصوبات: قال المؤلف رحمة الله عليه: (باب المفعول معه و هو الاسم المنصوب الذي يُذكر لبيان مَن فَعل معه الفعل، نحوُ قولُك: "جَاءَ الأَمِيرُ وَالْجَيْشَ"، "اسْتَوَى الْمَاءُ وَالْخَشَبَةَ") بَيَّنَ المؤلفُ أن من أنواع المنصوبات المفعول معه، و قد عرفه، و ذكر على ذلك مثالين، [[فكأن المصنف يقول: إن احتملت الواو العطف والمعية فلك أن تعاملها بالعطف، ولك أن تعاملها بالمعية، وإن كان السياق لا يصيغُ العطفَ، بأن كان لا يصح تكرار الفعل؛ فحينئذ ليس لك إلا نصب الثاني على أنه مفعول معه]].

تعريف المفعول معه: وَهُوَ الإسْمُ الْمَنْصُوبُ، الَّذِي يُذْكَرُ بعد واو بمعنى مع لبيان مَن فَعَلَ معه الفعل؛ فدل هذا التعريف على أن المفعول معه يكون إسمًا و يكون منصوبًا هذا طبعًا على سبيل الغالب، و المقصد من ذكره بيان أنه يشترك مع ما قبله، أى يُذكر بعد واو التي بمعنى المعية، قال عنه ابن مالك:
يُنصبُ تالي واو مفعولاً معه....في نحو سيري والطريقَ مسرعةً
فالطريق مفعول معه، ولم تكن الواو عاطفةً؛ لأن الطريقَ لا يسيرُ،

يَسبق المفعولَ معه نوعان:

النوع الأول: أن يُسبق بجملة فيها فعلٌ، و ذلك كقولنا [اسْتَوَى الْمَاءُ وَالْخَشَبَةَ] أي مع، الخشبةَ -التي هي مفعول معه- سُبق بجملة فعلية، و إعراب "اسْتَوَى الْمَاءُ وَالْخَشَبَةَ": استوى: فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهورها التعذر، الماء: فاعل مرفوع و علامة رفعه ضم آخره. و الخشبةَ: الواو واو المعية، و الخشبة: مفعول معه منصوب و علامة نصبه فتح آخره،

النوع الثاني: أن يُسبق بإسم فيه معنى الفعل و حروفه، كإسم الفاعل و إسم المفعول و الصفة المشبهه إلى آخر ذلك من الأسماء التي تكلم بها العرب و تعمل عمل الفعل، مثل: [أنا سائرٌ و النيلَ]، فإن سائر بمعنى يسيرُ و حروفه هي حروف الفعل، و إعراب ذلك: أنا: ضميرٌ منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، سائرٌ: خبر مرفوع بالمبتدأ و علامة رفعه ضم آخره، و سائر هنا اسم الفاعل عمل عمل الفعل يرفع الفاعل و ينصب المفعول، الواو: واو المعية، النيل: مفعول معه منصوب و علامة نصبه فتح آخره،

المفعول معه باعتبار إعرابه على ثلاثة أحوال بين النصب و العطف:

الحالة الأولى: [[إذا لم يكن ما بعد الواو صالحًا لمشاركة ما قبلها: يعني إذا كان المفعول معه لا يصلح أن يُشاركَ ما ذُكر قبل الواو؛ فإنه يتعينُ أى يجبُ نصبه]]
مثل: هناك خشبة وضعها في حوض ماء ليرى إلى أي مستوى يصل الماء، قال: [اسْتَوَى الْمَاءُ وَالْخَشَبَةَ]، فإن الخشبة لا تُشاركُ الماءَ يعني في استوائه؛ لأن الاستواء هنا بمعنى الارتفاع والاعتلاء، لا بمعنى الاعتدال ضد الاعوجاج، فيمتنع عطفها على الماء لأنه لا يشاركه بالمعنى، فالمعنى: أن الماء لم يزل يرتفع حتى صار مصاحبًا للخشبة في استوائه، إذن يتعين النصب،
*وكذلك: [أنا سائرٌ و النيلَ] ، يتعين النصب و يمتنعُ العطفُ، لأنه لا يصح مشاركة النيل للفاعل في السير؛ فإن النيل لا يسير و إنما يجري إذن فيكون معنى المثال أنا سائرٌ مصاحبٌ في السير النيل، "أي مع"، فيجب نصب المفعول معه، *وكذلك "سِرْتُ والجبلَ"، بمعنى "سرت معه"، المقصود: سرت بجواره وبحذائه، وليست الواو عاطفة؛ لأنه لا يصح أن يكون التقدير: سرت أنا والجبل؛ لأن الجبل لا يسير، ولأنها لو كانت عاطفة لَلَزِمَ أن يكون العاملُ مُكَرَّرًا، كما تقول: جاء مُحمَّد وخالد، التقدير جاء مُحمَّدٌ وجاء خالدٌ، فلا تقولُ: سرت وسار الجبلُ، وبناءً عليه نُصِبَت "الجبل"؛ لوقوعها بعد واو بمعنى "مع"، مفعول معه،
* وكذلك قول الله –تعالى-: {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ} هذه الواو لا يصح أن نعطف، لأنه لا يصح تِكرارِ الفعل: "أَجْمِعُوا أَمْرَكُم وَأَجْمِعُوا شُرَكَاءَكُم" ×؛ لأن الشركاء لا يُجْمَع عليهم، لا يُتفق عليهم، لكنهم قد يُجْمَعُون؛ أي اجْمَعُوهُم، لكن لا يُقال "أَجْمِعُوا"، فينبغي أن تكون هذه الواو بمعنى "مع"؛ أي "أجمعوا أمركم مع شركائِكم" اجتمعوا على هذا الأمر، ولذلك نُصِبَ الاسم بعدها، "شُرَكَاءَكُمْ": مفعول معه، وليس على أنه مفعول به معطوفة على "أَمْرَكُمْ" لأن الأمر: يُجمع عليه؛ أي يُتفق عليه،

الحالة الثانية: [[إذا كان ما بعد الواو صالحًا لمشاركة ما قبلها بالمعنى، و كان العطف قويًا؛ جاز الوجهان العطف و النصب، و يكون العطف أرجح]] فلك في هذه الواو أن تعاملها إحدى معاملتين، يجوز: [جَاءَ الأَمِيرُ وَالْجَيْشُ]، يعني أن تعطفَ الجيشَ على الأمير، فتكون الواو هنا عاطفة لأنه يصلح أن يجيء الجيش، فهنا يصلح أن يكون الجيشُ مشاركًا للأمير في المجيءِ فلذلك جاز العطف و كان العطف أرجح، لماذا؟ لأنَّ العطفَ قويٌ هنا؛ لأن الجيش عُطف على إسم ظاهر، هذا نوع من أنواع العطف القوي، *و يجوز أن تقول: [جَاءَ الأَمِيرُ وَالْجَيْشَ]، وإعرابه, جاء: فعل ماض مبني على الفتح، الأمير: فاعل مرفوع و علامة رفعه ضم آخره، والجيش: الواو حرف عطف على الوجه الراجح، و الجيش معطوف على ما قبله مرفوع مثله، *ويجوز أن تكون الواو واو المعية و الجيش مفعول معه و هو وجه جائز و لكنه مرجوح في هذه الحالة، فإنه جاء مصاحباً للجيش، مع الجيش.


الحالة الثالثة: [[أن يصلح أن يكونَ مشاركًا لما قبل الواو، و لكن العطف ضعيفٌ ، فيجوز الوجهان: يجوز النصبُ، و يجوز العطفُ، و لكنَّ النصبَ أرجحُ هنا]]، و مثاله: يجوز أن تقولَ: [قمتُ و خالدٌ] يعني أن تعطف خالد على الضمير المتصل الفاعل، و يجوز أن تقول -وهو الأرجح و الأفصح-: [قمتُ و خالداً] على أن خالداً مفعول معه، لما كان العطفُ هنا ضعيفًا؛ لأننا عطفنا إسماً ظاهراً على ضمير متصل و هذا عطف ضعيف في العربية، لما كان كذلك كان النصب أولى و أرجح، و إعراب ذلك، قمتُ: فعل و فاعل، و هو فعل ماضي مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك، و التاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل، الواو: واوا المعية على الوجه الراجح، خالداً: مفعول معه منصوب و علامة نصبه فتح آخره، و يجوز أن تقول: [قمتُ و خالدٌ]، و تكون الواو هنا عاطفة و خالدٌ معطوف على ما قبله مرفوع مثله،

الخلاصة: أن المفعول معه باعتبار إعرابه على ثلاث حالات، الأولى: أن يتعين النصب إذا كان لا يصلح أن يكون مشاركًا لما قبل الواو. الثانية: يجوز النصب و العطف و يتعين العطف إذا كان يصلح لمشاركة ما قبله لكن العطف قويًا هنا، الثالثة: أن يجوز الوجهان النصب و العطف و لكن النصب أرجح اذا كان يصلح أن يكون مشاركًا لما قبل الواو ولكن العطف ضعيفٌ.

فائدة: العطف على ضمير الرفع مباشرة يكون ضعيفًا، إلا (أ) بعد توكيده بضمير منفصل فإذا وكدنا الضمير المتصل بضمير منفصل حصل العطف عليه و كان سائغًا فعله: {قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (54 الأنبياء) ( كنتم) فالضمير المتصل الميم كنتم فلما أكدناه بضمير الفصل أنتم عطفنا بعد ذلك الاسم الظاهر آباؤكم،
(ب) يحصل العطف على الضمير المتصل بعد الفصل بينهما بأي فاصل كان، نحوُ: {مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ} ( الأنعام 148)، فآباؤنا معطوف على ضمير متصل و هو نا للفصل بينهما بلا،

*العامل في نصب المفعول معه: على قولين: 1-إنه منصوب بالفعل أو المشتق السابق لواو المعِيَّة، وهذا هو "الأَوْلَى"؛ لأنه لم يُعهد في الحروف أن تقوم بنصب الأسماء. 2-ومنهم من يجعل واو المعية هي العاملة فيه،

ثم قال المؤلف رحمه الله: (وأما خَبَرُ "كَانَ" وَأَخَوَاتِهَا, وَاسْمُ "إِنَّ" وَأَخَوَاتِهَا, فَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُمَا فِي اَلْمَرْفُوعَاتِ, وَكَذَلِكَ اَلتَّوَابِعُ; فَقَدْ تَقَدَّمَتْ هُنَاكَ.)


الساعة الآن 09:46 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)