منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   مواضيع تخص رمضان (https://hwazen.com/vb/f118.html)
-   -   تفضل يا أختي ملف خاص بشهر رمضان (https://hwazen.com/vb/t4732.html)

امي فضيلة 05-29-2014 04:39 PM

رد: تفضل يا [you] ملف خاص بشهر رمضان
 

أركان الصيام وشروطه




رَكَنَ إلى الأمر: مال إليه وسكن ، قال تعالى: {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا} (هود 113) أي: لا تميلوا وتسكنوا إلى الظالمين ، ورُكْنُ الشيء : جانبه الأقوى ، قال تعالى على لسانه نبيه لوط : {لو أَنَّ لي بكم قوة أَو آوي إلى ركن شديد} (هود:80) .
والركن في اصطلاح الأصوليين : ما يتوقف عليه وجود الشيء وعدمه ، ويعبرون عن ذلك بقولهم : ما يتوقف على وجوده الوجود ، وعلى عدمه العدم ؛ وكثيرًا ما يعبر الفقهاء عن الركن بالشرط ، ويريدون منه ، ما لا بد منه .
والصيام في حقيقته مركب من ركنين أساسيين ، لا يتصور حصوله بدونهما :
- الركن الأول : النية ، ومعناها : القصد ، وهو اعتقاد القلب فعل شيء ، وعزمه عليه من غير تردد ، والمراد بها هنا قصد الصوم ، والدليل على أن النية ركن لصحة الصيام ، قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) رواه البخاري و مسلم ، وهو يعم كل عمل ، وقوله في حديث حفصة : ( من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له ) رواه أحمد و أصحاب السنن .


ومحل النية القلب ، لأنها عمل قلبي لا دخل للسان فيه ، وحقيقتها القصد إلى الفعل امثالاً لأمر الله تعالى ، وطلباً لثوابه ، ولا يشرع التلفظ بها ، وهو خلاف السُّنَّة ، ويشترط في النية لصوم رمضان التبييت ، وهو : إيقاع النية ليلاً ، لحديث حفصة المتقدم ، وتصح النية في أي جزء من أجزاء الليل ، وينبغي على العبد أن يبتعد عن وسواس الشيطان في النية ، فإن النية لا تحتاج إلى تكلف ، فمن عقد قلبه ليلاً أنه صائم غداً فقد نوى ، ومثله ما لو تسحر بنية الصوم غداً .
وبعض الفقهاء يعد النية شرطاً لصحة الصيام لا ركناً من أركانه ، والمقصود أنه لا بد منها لصحة الصوم سواء عددناها ركناً أم شرطاً .


- الركن الثاني : الإمساك عن المفطرات من طعام ، وشراب ، وجماع ، من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس ، ودليل ذلك قوله تعالى : { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}( البقرة 187) ، والمراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود ، بياض النهار وسواد الليل ، وذلك يحصل بطلوع الفجر الثاني أو الفجر الصادق ، لقوله - صلى الله عليه وسلم – ( لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال ، ولا الفجر المستطيل ، ولكن الفجر المستطير في الأفق ) رواه الترمذي وقوله - صلى الله عليه وسلم- : ( إذا أقبل الليل من ها هنا وأدبر النهار من ها هنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم ) رواه البخاري ، وقد أجمع أهل العلم على أن من فعل شيئاً من ذلك متعمداً فقد بطل صومه .


وهناك شروط ذكرها أهل العلم لا بد من توفرها حتى يجب الصوم على العبد ، وهي أن يكون مسلماً بالغاً عاقلاً مقيماً قادراً خالياً من الموانع الشرعية .
فلا يصح الصوم من الكافر ، فإن أسلم في أثناء الشهر ، صام الباقي , ولا يلزمه قضاء ما سبق حال الكفر .
ولا يجب الصوم على الصغير غير البالغ لعدم التكليف ، ولكنه يصح منه ، ويكون في حقه نافلة ، ولو أفطر في أثناء النهار فلا شيء عليه ، ويستحب تدريبه على الصوم ليعتاد عليه ، ولئلا يجد صعوبة فيه حال البلوغ ، فقد ثبت في الصحيح من حديث الرُبيِّع بنت معوِّذ _ رضي الله عنها _ أنها قالت في صيام عاشوراء لما فُرض : ( كنا نُصَوِّمُ صبياننا ، ونجعل لهم اللعبة من العِهْنِ ، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار ) .


ولا يجب الصوم على مجنون , ولو صام حال جنونه , لم يصح منه , لعدم النية ، وفي الحديث الصحيح عن علي رضي الله عنه مرفوعاً : ( رفع القلم عن ثلاثة : عن النائم حتى يستيقظ ، وعن الصبي حتى يحتلم ، وعن المجنون حتى يعقل ) رواه أبو داود وغيره .


ولا يجب الصوم على غير القادر لمرض أو كبر أو نحوه ، ولا على المسافر ، ولكنهما يقضيانه حال زوال عذر المرض أو السفر لقوله الله جل وعلا : { فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}( البقرة 184) .


ولا يجب الصوم على الحائض والنفساء بل يحرم عليهما ولا يصح منهما ، لوجود المانع الشرعي ، ولو جاءها الحيض أو النفاس أثناء الصوم بطل صوم ذلك اليوم ، ويجب عليها أن تقضي الأيام التي أفطرتها بعد رمضان .


والطهارة ليست شرطاً لصحة الصوم ، فإذا تسحر الجنب ، وشرع في الصوم ولم يغتسل صح صومه ، وكذلك لو طهرت المرأة من الحيض في الليل ولم تغتسل ، وصامت يومها التالي صح الصوم منها .


هذه هي أهم أركان الصوم وشروطه


والله أعلم

امي فضيلة 05-29-2014 04:39 PM

رد: تفضل يا [you] ملف خاص بشهر رمضان
 

مفسدات الصوم


من رحمة الله تعالى بعباده أن شرع لهم دينًا قِيَمًا؛ يضبط سلوكهم ويزكي نفوسهم، فأنزل لهم كتابًا مبينًا، وأرسل رسولاً أمينًا ، فبشَّر وأنذر، ووعد وحذر. وجاء بشريعة تضمنت الحلال والحرام، والواجبات والمحظورات، كل ذلك تحقيقًا لخير الفرد والمجتمع، في الآجل والعاجل: {أَلا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}(الملك 14) .

وكما أن للعبادات الشرعية شروطًا وأركانًا ، لا تصح ولا تسقط عن المكلف إلا بها ، فإنها لها كذلك مفسدات ومبطلات إذا طرأت عليها أفسدتها ، وأبطلت أجرها وثوابها .

وقد تقدم الكلام - في موضوع سابق - على شروط الصوم وأركانه ، وبقي ما يتعلق بمفسداته ومبطلاته التي ينبغي أن يتجنبها الصائم ليكون صومه صحيحاً مقبولاً إن شاء الله ، وهي سبعة أنواع :

أولاً: الجماع

والجماع في نهار رمضان أعظم مفسد للصوم، ففي "الصحيحين" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( جاء أعرابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: هلكت ، قال: وما أهلكك؟ قال: وقعت على امرأتي في رمضان ...) فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - بالكفارة ، مما يدل على أن الجماع مفسد للصوم ، وهو محل إجماع بين العلماء .

والجماع المفسد للصوم هو إيلاج الذكر في الفرج ، وأما مقدماته من القبلة ونحوها مع عدم الإنزال فإنها لا تفسده ، فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبلني وهو صائم ، وأيكم يملك إربه كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يملك إربه ) رواه مسلم ، وعليه فلو علم الصائم من نفسه أن فعله سيؤدي به إلى الجماع أو الإنزال لعدم قوته على كبح شهوته ، فإنه يحرم عليه حينئذٍ سداً للذَّريعةِ ، وصوناً لصيامه عن الفسادِ ، ولهذا أمر النبي - صلى الله عليه وسلّم – المتوضئ بالمبالغة في الاستنشاق إلا أن يكون صائماً خوفاً من تسرب الماء إلى جوفه .

ثانيًا: الأكل والشرب

وهو إيصال الطعام والشراب إلى الجوف من طريق الفم أو الأنف أياً كان نوع المأكول أو المشروب ، فمن فعل شيئًا من ذلك متعمدًا فقد فسد صومه لقوله تعالى: { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ } ( البقرة 187) .
أما من أكل أو شرب ناسيا ، فلا يؤثر ذلك على صيامه لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه ، فإنما أطعمه الله وسقاه ) .

ثالثًا: ما كان في معنى الأكل والشرب

كالإبر المغذية ونحوها مما يكتفى به عن الأكل والشرب ، فإذا تناول الصائم مثل هذه الإبر فإنه يفطر ، لأنها وإن لم تكن أكلاً وشرباً حقيقة إلا أنها بمعناهما ، فيثبت لها حكم الأكل والشرب ، وإما الإبر غير المغذية فإنها لا تفطر سواء تناولها عن طريق العضلات ، أو عن طريق الوريد ، لأنها ليست أكلاً ولا شرباً ولا بمعناهما ، فلا يثبت لها حكمهما .

رابعًا: التقيء عمدًا
وهو إخراج ما في المعدة من طعام أو شراب عن طريق الفم ، إذا تعمد الصائم فعل ذلك ، وأما إن غلبه القيء وخرج من غير إرادته فلا قضاء عليه ؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من ذرعه القيء فليس عليه قضاء ، ومن استقاء فليقض ) رواه أحمد و أبو داود ، ومعنى ذرعه : سبقه وغلبه في الخروج .
وسواء كان التعمد بالفعل كعصر بطنه وإدخال أصبعه في حلقه ، أو بالشم كأن يشم شيئاً ليقيء به ، أو بالنظر كأن يتعمد النظر إلى شيء ليقيء فإنه يفطر بذلك كله .

خامسًا: خروج دم الحيض والنفاس

لقوله صلى الله عليه وسلم في المرأة : ( أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم ) رواه البخاري وقد أجمع أهل العلم على أن خروج دم الحيض أو النفاس مفسد للصوم .
فمتى رأت المرأة دم الحيض أو النفاس فسد صومها سواء كان ذلك في أول النهار أم في آخره ، ولو قبل الغروب بلحظة ، وإما إن أحست بانتقال الدم ، ولم يبرز إلا بعد الغروب ، فصيامها صحيح ، لأن مدار الأمر على خروج الدم .

سادسًا: إنزال المني باختياره

فمن قبَّل أو لمس ، أو استمنى حتى أنزل فإن صومه يفسد ، لقوله - صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه: ( يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي ) رواه أحمد ، وخروج المني من الشهوة التي لا يتحقق الصوم إلا باجتنابها ، فإن قصد إليها بفعل ما ، لم يكن تاركًا لشهوته ، وبالتالي لم يحقق وصف الصائم الذي جاء في الحديث .

أما إن كان إنزال المني عن غير قصد ، ولا استدعاء ، كاحتلام ، أو تفكير ، أو نتيجة تعب وإرهاق ، فلا يؤثر ذلك على الصوم .

سابعًا : الحجامة

وهي شق أو جرح عضو من الجسد كالرأس أو الظهر لمص الدم منه ، وقد اختلف أهل العلم في عدِّ الحجامة من مفسدات الصوم ، على قولين ، أصحهما أنها مفسدة للصوم لقول النبي - صلى الله عليه وسلم- : ( أفطر الحاجم والمحجوم ) رواه أبو داود و ابن ماجه .


وكذلك ما كان في معنى الحجامة كسحب الدم الكثير للتبرع وما أشبه ذلك؛ لأنه يؤثر في البدن كتأثير الحجامة .

وأما خروج الدم بالرعاف أو الجرح أو قلع السن أو شق الجرح ، أو أخذ دم قليل للتحليل ، فلا يفطر به الصائم ، لأنه ليس بحجامة ولا بمعناها ، فلا يؤثر في البدن كتأثيرها .

ومما ينبغي أن يعلم في هذا الباب أن هذه المفسدات - غير الحيض والنفاس - لا يفطر الصائم بشيء منها إلا إذا كان عالماً ذاكراً مختاراً ، فإن كان جاهلا بالحكم فلا يفطر ، ولا يفطر كذلك إذا كان جاهلا بالحال ، كأن يظن أن الفجر لم يطلع فيأكل أو يشرب مع أنه قد طلع ، أو يغلب على ظنه أن الشمس قد غربت ، فيأكل وهي لم تغرب بعد .
وكذلك لا يفطر إن نسي أنه صائم لقوله عليـه الصـلاة والسلام : ( من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه ، فإنما أطعمه الله وسقاه ) متفق عليه .
لكن عليه أن يمسك حال التذكر ، ويخرج ما في فمه من الطعام والشراب ، وعلى من رآه يأكل أو يشرب أن يذكره وينبهه .
وكذلك لا يفطر إذا كان مكرهاً على ارتكاب شيء من هذه المفطرات ، ولا قضاء عليه ، لقوله صلى الله عليه وسلم:

( إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ) رواه ابن ماجه .

والله أعلم .



http://www.anaqamaghribia.com/pic/im...swjbfcfvgk.gif

امي فضيلة 05-29-2014 04:40 PM

رد: تفضل يا [you] ملف خاص بشهر رمضان
 

http://www.anaqamaghribia.com/pic/im...ddnolfvx56.jpg


الأعذار المبيحة للفطر


رَفْع الحرج ، وعدم إلحاق الضرر والمشقة بالمكلف من المقاصد الأساسية التي رعتها الشريعة ، وتظافرت عليها أدلة الكتاب والسنة ، وفي ذلك يقول تعالى : {يريد الله بكم اليسر} (البقرة 185) ويقول سبحانه: { يريد الله أن يخفف عنكم} (النساء 28) ويقول : {وما جعل عليكم في الدين من حرج} (الحج 78) ، ويقول - صلى الله عليه وسلم- : ( إن الله يجب أن تؤدى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته ) رواه أحمد ، وفي رواية: ( إن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه ) رواه البيهقي وغيره .

وقد قرر أهل العلم استناداً إلى هذه النصوص عدداً من القواعد الفقهية ، التي تفيد رفع الحرج وإزالة الضرر والمشقة عن المكلف ؛ من ذلك قولهم: " المشقة ت*** التيسير " ، وقولهم : " الضرر مدفوع شرعاً " ، وقولهم : " الأمر إذا ضاق اتسع " ، ونحو ذلك مما أصله الفقهاء في قواعدهم الفقهية .

وصيام رمضان وإن كان فرضاً على كل مكلف عاقل بالغ ، إلا أن هناك بعض العوارض والأعذار التي قد تطرأ على المكلف ، فتصرف عنه حكم الوجوب ، ويباح له الفطر حينئذ ، وربما وجب في حقه كما في حالات معينة ، وهذه العوارض هي ما يعرف بـ"رخص الفطر" أو " الأعذار المبيحة للفطر " ومنها :

أولاً : المرض

والمرض تغير يطرأ على الإنسان يخرجه عن طبيعته السوية ، وهو من الأعذار المبيحة للفطر لقوله تعالى : {فمن كان منكم مريضًا أو على سفرٍ فعدة من أيام أخر} (البقرة 184) ، وضابط المرض المبيح للفطر هو المرض الذي يخاف معه الضرر والهلاك ، أو يلحقه به مشقة شديدة تزيد في مرضه ، أو تؤخر برءه وشفاءه ، فهذا هو الذي يجوز الفطر معه ، ويقضي ما أفطره عند زوال عذره ، أما المرض الذي لا يلحق الصائم معه ضرر أو مشقه ، كمن به وجع ضرس أو أصبع أو نحو ذلك فلا يرخص له في الفطر .

ثانياً : الكبر

الشيخ الكبير والمرأة العجوز يرخص لهما في الفطر ، لعدم القدرة على الصيام ، ولا قضاء عليهما إذا كان الصيام يشق عليهما مشقة شديدة في جميع فصول السنة ، وعليهم أن يطعموا عن كل يوم مسكيناً ، لقوله تعالى : {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} (البقرة 184) ، قال ابن عباس : " الآية ليست منسوخة ، وهي للشيخ الكبير ، والمرأة الكبيرة ، لا يستطيعان أن يصوما ، فيطعمان مكان كل يوم مسكينًا " ، ومثلهما المريض مرضاً لا يرجى برؤه ، ويشق عليه الصوم ، فإنه يفطر ويطعم عن كل يوم مسكيناً .

ثالثاً : الحمل والرضاعة


اتفق الفقهاء على أنه يباح للحامل والمرضع الإفطار إذا خافتا على أنفسهما أو ولديهما ، لقوله - صلى الله عليه وسلم- : ( إن الله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة ، وعن الحبلى والمرضع الصوم ) رواه النسائي وغيره ، ويجب عليهما قضاء ما أفطرتا من أيام أخر ، حين يتيسر لها ذلك ، ويجب التنبه هنا أن مجرد الحمل والرضاعة لا يبيحان الفطر في رمضان ، وإنما الذي يبيح الفطر هو خوف الحامل والمرضع على نفسها أو ولدها .

رابعاً : السفر


المسافر إذا لم يقصد بسفره التحيل على الفطر ، فإنه يرخص له فيه ، لقول الله تعالى : {فمن كان منكم مريضًا أو على سفرٍ فعدة من أيام أخر} (البقرة 184) ، ولقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث المتقدم : ( إن الله وضع عن المسافر الصوم ) ، والسفر المبيح للفطر هو السفر الطويل الذي تقصر فيه الصلاة الرباعية ، ويجب عليه القضاء بعد ذلك ، وهو مخير في سفره بين الصوم والفطر ، لقول أنس رضي الله عنه - كما في الصحيحين - : " سافرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم " ، وفي صحيح مسلم عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال : " كانوا يرون أن من وجد قوة فصام ، فإن ذلك حسن ، وأن من وجد ضعفاً فأفطر فإن ذلك حسن " .

خامساً : دفع ضرورة

يرخص الفطر - وربما يجب - لدفع ضرورة نازلة ، كإنقاذ غريق ، أو إخماد حريق ، ونحو ذلك ، إذا لم يستطع الصائم دَفْع ذلك إلا بالفطر ، ويلزمه قضاء ما أفطره ، ودليل ذلك عموم الأدلة التي تفيد رفع الحرج ودفع الضرر ، والقاعدة أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .

ومثله ما لو احتاج إلى الفطر للتقوي على الجهاد في سبيل الله ، وقتال العدو ، فإنه يفطر ويقضي ما أفطر ، سواء كان ذلك في السفر أو في بلده إذا حضره العدو ، وفي صحيح مسلمٍ عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال : سافَرْنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - إلى مكةَ ونحنْ صيامٌ فنَزلْنا منْزلاً ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلّم - : ( إنكم قد دَنَوْتم مِنْ عدوِّكم والْفِطرُ أقْوى لكم ) فكانتْ رخصةً ، فمِنَّا مَنْ صامَ ومنا مَنْ أفْطر ، ثم نزلنا منزلاً آخرَ ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلّم- : ( إنكم مُصَبِّحو عدوِّكم والفطرُ أقوى لكم فأفْطرِوا وكانتْ عزمْةً فأفْطَرنا ) .

هذه هي أهم الأعذار المبيحة للفطر شرعها الرؤوف الرحيم بعباده ، رفعاً للحرج عن العباد ، ودفعاً للضرر والمشقة عنهم ، منها ما يُلْزم صاحبها بقضاء الأيام التي أفطرها كما في حق المسافر ، والمرضع ، والحامل ، والمريض مرضاً يُرجى شفاؤه ، ومنها ما لا يلزمه قضاء تلك الأيام كما في حق الكبير ، والمريض مرضاً لا يرجى شفاؤه ، وإنما تلزمهم الفدية فقط ، وهي إطعام مسكين عن كل يوم أفطروه ، وأما الفطر في رمضان من غير عذر فهو من كبائر الذنوب
التي ورد الوعيد الشديد تجاه مرتكبها

والله أعلم .
http://www.anaqamaghribia.com/pic/im...gza01g1cd4.jpg

امي فضيلة 05-29-2014 04:41 PM

رد: تفضل يا [you] ملف خاص بشهر رمضان
 


أحكام قضاء رمضان



من رحمة الله بعباده أن شرع لهم من الأحكام ما يُكفِّرون به عن ذنوبهم ، ويستدركون به ما فاتهم ، وفي التنزيل يقول سبحانه : { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون * أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين} (آل عمران:135-136) .
وإذا كان الأصل في العبادات أن تؤدى في أوقاتها المحددة شرعاً ، فإن أداء العبادة قد يتخلف عن وقتها لعذر شرعي ، ولأجل ذلك شرع الله قضاء بعض العبادات ليستدرك العبد ما فاته منها ، وهو ما يعرف بالقضاء الذي يقابل أداء العبادة في وقتها المحدد ، وصيام رمضان لا يخرج عن القاعدة السابقة ، فالصوم له وقت محدد وهو شهر رمضان ، فمن تركه بعذر فإنه يقضيه ، ليستدرك ما فاته من صيام ، وسنتاول في هذا الموضوع جملة من أحكام القضاء والكفارة والفدية في الصوم .



وجوب القضاء


اتفق أهل العلم على وجوب القضاء على كل من أفطر يوماً أو أكثر من رمضان ، لعذر شرعي ، كالسفر ، والمرض المؤقت ، والحيض، والنفاس ، ودليل ذلك قوله تعالى: { فمن كان منكم مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر} (البقرة:184) ، وقول عائشة رضي الله عنها : " كان يُصيبنا ذلك - أي الحيض - فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة " رواه مسلم .


وكل من لزمه القضاء فإنه يقضي بعدد الأيام التي أفطرها ، فإن أفطرجميع الشهر لزمه جميع أيامه سواء أكانت ثلاثين أم تسعة وعشرين يوماً .


ويستحب المبادرة بالقضاء بعد زوال العذر المانع من الصوم ، لأنه أبرأ للذمة وأسبق إلى الخير ، وله أن يؤخره ، بشرط أن يقضيه قبل حلول رمضان القادم ، لقول عائشة رضي الله عنها : " كان يكون علي الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان " رواه البخاري .


ولا يلزم التتابع في قضاء رمضان ولكنه يستحب ، لأن القضاء يحكي الأداء كما قال أهل العلم .
ومن استمر به العذر حتى مات قبل أن يتمكن من قضاء ما عليه من أيام رمضان ، فلا شيء عليه ، لأن الله أوجب عليه عدة من أيام أخر ولم يتمكن منها فسقطت عنه ، وأما من تمكن من القضاء ، ولكنه فرط حتى أدركه الموت فلوليه أن يصوم عنه الأيام التي تمكن من قضائها ، لقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( من مات وعليه صيام ، صام عنه وليه ) متفق عليه .



وجوب القضاء والكفارة


اتفق أهل العلم على وجوب القضاء مع الكفارة المغلظة في حالة الجماع المتعمد في نهار رمضان ؛ لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه ، أن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ( هلكت يا رسول الله، قال: وما شأنك؟ قال: وقعت على أهلي في رمضان، قال: تجد رقبة؟ قال: لا، قال: فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال: لا، قال: فتستطيع أن تطعم ستين مسكينًا، قال: لا ...) متفق عليه .
فالحديث يدل على وجوب الكفارة على من جامع متعمدًا في نهار رمضان على الترتيب ، فيجب العتق أولا فإن عجز عنه صام شهرين متتابعين ، فإن عجز عنه أطعم ستين مسكيناً ، ولا يجوز الانتقال من حالة إلى أخرى إلا إذا عجز عنها .


ومما يتعلق بالكفارة ، عدم جواز صرف كفارة الإطعام إلى الأهل الموسرين ، بل الواجب صرفها إلى الفقراء والمساكين ، ومما يتعلق بها أيضاً وجوب التتابع في صيام الشهرين ، فلو قطع التتابع لعذر ، فإنه يبني على ما سبق بعد زوال العذر ، وأما إن قطعه بغير عذر ، فعليه أن يعيد الصيام من البداية ، ولا يعتبر ما صامه قبل الانقطاع .
الفدية
والمقصود بها : ما يُدْفع من طعام عند عدم القدرة على الصيام ، وتجب في حالة العجز الدائم عن الصيام إما لمرض أو كبر .
فالمريض مرضاً لا يرجى برؤه ، ولا يستطيع الصوم ، لا يجب عليه الصوم ولا القضاء لعدم قدرته عليه ، بل تجب عليه الفدية ، وهي أن يطعم مكان كل يوم مسكيناً ، ومثله الشيخ الكبير الذي لا يستطيع الصوم ، ودليله قوله تعالى: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} (البقرة:184) ، قال ابن عباس : " ليست بمنسوخة ، هو الشيخ الكبير ، والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما فليطعما مكان كل يوم مسكيناً " أخرجه البخاري .
فيطعم من أوسط ما يطعم أهله قدرًا ونوعًا ، وهو بالخيار إن شاء أطعم عن كل يوم بيومه ، وإن شاء أخَّر ذلك إلى آخر يوم من رمضان ، لكن لا يقدم الإطعام على الصيام .
وأما إذا بلغ الشيخ الكبير أو المرأة العجوز حدَّ الهذيان وعدم التمييز ، فلا يجب عليهما الصيام ولا الإطعام لسقوط التكليف عنهما .
هذه أهم الأحكام المتعلقة بقضاء رمضان ، فاحرص أخي المسلم على المسارعة والمبادرة في أداء ما عليك ، واغتنم فرصة هذا الشهر الكريم ، ولا تجعل للشيطان عليك سبيلاً ، وإن فاتك شيء منه لعذر أو تقصير ، فبادر إلى قضائه واستدراكه .



رمضان شهر الدعاء



في سياق آيات الصيام جاءت لفتة عجيبة تخاطب أعماق النفس ، وتلامس شغاف القلب ، وتسرِّي عن الصائم ما يجده من مشقة ، وتجعله يتطلع إلى العوض الكامل والجزاء المعجل ، هذا العوض وذلك الجزاء الذي يجده في القرب من المولى جل وعلا ، والتلذذ بمناجاته ، والوعد بإجابة دعائه وتضرعه ، حين ختم الله آيات فرضية الصيام بقوله سبحانه : {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون }( البقرة 186) فهذه الآية تسكب في نفس الصائم أعظم معاني الرضا والقرب ، والثقة واليقين ، ليعيش معها في جنبات هذا الملاذ الأمين والركن الركين .
كما أنها تدل دلالة واضحة على ارتباط عبادة الصوم بعبادة الدعاء ، وتبين أن من أعظم الأوقات التي يُرجى فيها الإجابة والقبول شهر رمضان المبارك الذي هو شهر الدعاء .
وقد جاءت النصوص الشرعية مبينة عظم شأن الدعاء وفضله ، فالدعاء هو العبادة ، وهو أكرم شيء على الله ، ومن أعظم أسباب دفع البلاء قبل نزوله ، ورفعه بعد نزوله ، كما أنه سبب لانشراح الصدر وتفريج الهم وزوال الغم ، وهو مفزع المظلومين وملجأ المستضعفين ، وأعجز الناس من عجز عن الدعاء .
وإني لأدعو اللهَ والأمرُ ضيقٌ عليَّ فما ينفك أن يتفرّجا
وربَّ فتىً ضاقتْ عليه وجوهُهُ أصاب له في دعوة الله مَخْرَجا
وللدعاء شروط وآداب ينبغي مراعاتها والأخذ بها حتى يكون الدعاء مقبولاً مستجاباً :
يأتي في مقدمتها إخلاص الدعاء لله ، وإفراده سبحانه بالقصد والتوجه ، فلا يدعو إلا الله ولا يسأل أحداً سواه .
ولا بد من قوة الرجاء وحضور القلب وعدم الغفلة عند الدعاء لقوله - صلى الله عليه وسلم- : ( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلب غافل لاه ) رواه الترمذي .
وعلى الداعي أن يجزم في المسألة ولا يتردد ، ولا يستعجل الإجابة لقوله - صلى الله عليه وسلم- : (لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت ، ارحمني إن شئت ، ارزقني إن شئت ، وليعزم مسألته ، إنه يفعل ما يشاء لا مكره له ) ، وقوله : ( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، يقول دعوت فلم يستجب لي ) رواه البخاري .
وليتحر الأوقات والأحوال التي تكون الإجابة فيها أرجى كليلة القدر ، وجوف الليل الآخر ، ، ودبر الصلوات المكتوبات ، وبين الأذان والإقامة ، وآخر ساعة من يوم الجمعة ، وحال السجود ، والصيام والسفر وغير ها من أوقات الإجابة .
وليقدم بين يدي دعائه الثناء على الله جل وعلا ، والصلاة على - النبي صلى الله عليه وسلم – والإقرار والاعتراف بالذنب والخطيئة ، فعن فضالة بن عبيد قال : بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قاعداً إذ دخل رجل فصلى فقال : " اللهم اغفر لي وارحمني " ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( عجلت أيها المصلي ، إذا صليت فقعدت فاحمد الله بما هو أهله وصل علي ، ثم ادعه ) رواه الترمذي .
وعليه أن يلح في دعائه وتضرعه ، ويعظم المسألة ، ويظهر الفاقة والمسكنة ، ويدعو في جميع الأحوال من شدة ورخاء ومنشط ومكره ، ويكرر دعاءه ثلاثاً ، قال - صلى الله عليه وسلم- : ( إذا تمنى أحدكم فليكثر فإنما يسأله ربه ) رواه الطبراني ، وقال : ( من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكُرَب فليكثر الدعاء في الرخاء ) رواه الترمذي .
ويستحب أن يتطهر ويستقبل القبلة ، ويرفع يديه حال الدعاء ، يقول - صلى الله عليه وسلم - : ( إن الله حي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين ) رواه الترمذي .
وعلى الداعي أن يخفض صوته بين المخافتة والجهر لقوله جل وعلا : (ادعوا ربكم تضرعًا وخفية إنه لا يحب المعتدين ) (الأعراف55) ، وقوله - صلى الله عليه وسلم- : ( يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ، إنكم تدعون سميعًا قريبًا وهو معكم ) رواه البخاري .
وليتخير جوامع الدعاء ، والأدعية المأثورة التي جاءت النصوص بأنها أرجى للقبول والإجابة كقوله - صلى الله عليه وسلم- : ( دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله) رواه الترمذي .
وليبتعد عن السجع المتكلف ، ومراعاة تنميق العبارات ، وتزويق الألفاظ ، فإن العبرة بما في القلب من صدق التوجه والإقبال على الله ، وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يستحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك .
وعلى الداعي أن يطيب مطعمه ومشربه حتى يكون مجاب الدعوة ، وألا يدعو إلا بخير ، وأن يتجنب الاعتداء في دعائه ، ولا يدعو على نفسه وماله وأهله لقوله - صلى الله عليه وسلم- :
( لا تدعوا على أنفسكم ، ولا تدعوا على أولادكم ، ولا تدعوا على أموالكم ، لا توافقوا من الله ساعةً يُسأل فيها عطاءً فيستجيب لكم ) ، وقوله : ( لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم )
رواه مسلم .


هذه بعض آداب الدعاء وشروطه على سبيل الإجمال ، فاحرص أخي الصائم على است***ل الأوقات والأحوال الشريفة في هذا الشهر المبارك ، وأكثر من الدعاء لنفسك ووالديك وأولادك ، وإخوانك من المؤمنين والمؤمنات ، وتعرض لنفحات الله ، لعله أن تصيبك نفحة لا تشقى بعدها أبداً .




امي فضيلة 05-29-2014 04:42 PM

رد: تفضل يا [you] ملف خاص بشهر رمضان
 

أدعية مأثورة



بين يديك - أخي الكريم - جملة من الدعاء المأثور الثابت عن النبي صلى

الله عليه وسلم والوارد عن السلف الصالح، لتجتهد في هذا الشهر

الكريم، ولا سيما وقد ثبت في مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي

عن أبي هريرة - رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

( ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة

المظلوم .. ). فاحرص على الاجتهاد في الدعاء فلعل الله أن يتقبل منك

دعوة تكون فيها نجاتك في الدنيا والآخرة.



دعاء رؤية هلال رمضان

عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم:

كان إذا رأى الهلال، قال: ( اللهم أهله علينا باليُمن والإيمان والسلامة

والإسلام ربي وربك الله ) رواه أحمد والترمذي .


وعن عبد العزيز بن أبي رواد قال: " كان المسلمون يدعون عند

حضرة شهر رمضان: اللهم أظلَّ شهر رمضان وحضر فسلمه لي

وسلمني فيه، وتسلمه مني. اللهم ارزقني صيامه وقيامه صبرا

واحتسابا، وارزقني فيه الجدَّ والاجتهاد والقوة والنشاط، وأعذني

فيه من السآمة والفترة والكسل والنعاس، ووفقني فيه لليلة القدر

واجعلها خيرا لي من ألف شهر "رواه الطبراني في الدعاء.



دعاء الصائم عند الإفطار

والدعاء في وقت الإفطار من أوقات الإجابة، كما روى ابن ماجة في

سننه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله

عليه وسلم: ( إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد ) وفي إسناده ضعف.



وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يقول عند فطره:

( ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله )

رواه أبو داود والنسائي والدارقطني وحسنه .



وكان ابن عمرو رضي الله عنه إذا أفطر يقول: " اللهم إني أسألك

برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي ذنوبي " رواه ابن

ماجة وصحح إسناده الكناني في مصباح الزجاجة .



وكان الربيع بن خثيم يقول عند فطره: " الحمد لله الذي أعانني

فصمتُ ورزقني فأفطرتُ " رواه ابن فضيل في الدعاء.




دعاء من أفطر عند قوم

عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

كان إذا أفطر عند أهل بيت قال لهم: ( أفطر عندكم الصائمون، وغشيتكم

الرحمة، وأكل طعامكم الأبرار، وتنزلت عليكم الملائكة ) رواه أحمد .



دعاء ليلة القدر

عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها سألت النبي صلى الله


عليه وسلم: يا رسول الله أرأيتَ إن علمتُ أي ليلةٍ ليلة القدر ما أقول

فيها ؟ قال قولي: ( اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني )

رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح.



قال العلماء: ومعنى العفو الترك ويكون بمعنى الستر والتغطية،

فمعنى اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني. أي: اترك مؤاخذتي

بجرمي، واستر على ذنبي، وأذهب عني عذابك، واصرف عني عقابك.




دعاء صلاة القيام

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم

إذا تهجَّد من الليل قال: ( اللهم ربنا لك الحمد أنت قيّم السماوات والأرض

ولك الحمد، أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد، أنت

نور السماوات والأرض ومن فيهن، أنت الحق، وقولك الحق، ووعدك

الحق، ولقاؤك الحق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، اللهم:

لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك خاصمت وبك حاكمت، فاغفر

لي: ما قدمتٌّ وما أخرتٌّ وأسررتٌّ وأعلنتٌّ، وما أنت أعلم به مني،


لا إله إلا أنت ) رواه البخاري .


دعوات جامعة

1. عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: كان النبي صلى الله عليه

وسلم يقول: ( اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن

والهرم والبخل، وأعوذ بك من عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات )

رواه مسلم .


2. وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

كان يدعو بهؤلاء الدعوات: ( اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار،

وعذاب النار، وفتنة القبر وعذاب القبر، ومن شر فتنة الغنى،

ومن شر فتنة الفقر، وأعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال، اللهم

اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا كما نقيت

الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت

بين المشرق والمغرب، اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم

والمأثم والمغرم ) رواه البخاري ومسلم .



3. عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم:

( كان يتعوذ من سوء القضاء، ومن درك الشقاء، ومن شماتة

الأعداء، ومن جهد البلاء ) رواه مسلم .



4. عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه

وسلم وهو يقول: ( اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك

من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت

على نفسك )رواه البخاري .


5. عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم

كان يدعو بهذه الدعوات: ( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع،

وقلب لا يخشع، ودعاء لا يسمع، ونفس لا تشبع، ثم يقول:

اللهم إني أعوذ بك من هؤلاء الأربع ) رواه النسائي وقال الشيخ

الألباني: صحيح.



6. عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

( دعوات المكروب اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة

عين، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت ) رواه أبو داود .



7. عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم

يقول: ( اللهم { ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة

وقنا عذاب النار } ) رواه البخاري .



8. عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

علمها هذا الدعاء: ( اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله

وآجله ما علمتُ منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله

وآجله ما علمتُ منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك من خير

ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك

ونبيك، اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل،

وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن

تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا ) رواه ابن ماجة .



9. عن عمّار بن ياسر رضي الله عنه، قال: دعوات سمعتهن من

رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اللهم بعلمك الغيب وقدرتك ع

لى الخلق أحيني ما علمتَ الحياة خيرا لي، وتوفني إذا علمت

الوفاة خيرا لي، اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك

كلمة الحق في الرضا والغضب، وأسألك القصد في الفقر والغنى،

وأسألك نعيما لا ينفد، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك

الرضاء بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك

لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة

ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان،


واجعلنا هداة مهتدين ) رواه النسائي .



امي فضيلة 05-29-2014 04:45 PM

رد: تفضل يا [you] ملف خاص بشهر رمضان
 


http://imagecache.te3p.com/imgcache/...21c11d1ea3.png




هدي النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان





لم يكن حال النبي - صلى الله عليه وسلم- في رمضان كحاله في غيره

من الشهور ، فقد كان برنامجه - صلى الله عليه وسلم- في هذا الشهر

مليئاً بالطاعات والقربات ، وذلك لعلمه بما لهذه الأيام والليالي من

فضيلة خصها الله بها وميزها عن سائر أيام العام ، والنبي - صلى الله

عليه وسلم - وإن كان قد غفر له من تقدم من ذنبه ، إلا أنه أشد الأمة

اجتهادا في عبادة ربه وقيامه بحقه .


وسنقف في هذه السطور مع شيء من هديه عليه الصلاة والسلام في

شهر رمضان المبارك حتى يكون دافعا للهمم ومحفزاً للعزائم أن

تقتدي بنبيها ، وتلتمس هديه .


فقد كان - صلى الله عليه وسلم- يكثر في هذا الشهر من أنواع العبادات

، فكان جبريل يدارسه القرآن في رمضان ، وكان عليه الصلاة والسلام -

إذا لقيه جبريل- أجود بالخير من الريح المرسلة ، وكان أجود الناس

وأجود ما يكون في رمضان ، يكثر فيه من الصدقة والإحسان

وتلاوة القرآن ، والصلاة والذكر والاعتكاف .


وكان يخصُّ رمضان من العبادة بما لا يخص غيره من الشهور ، حتى

إنه ربما واصل الصيام يومين أو ثلاثة ليتفرغ للعبادة ، وينهى

أصحابه عن الوصال ، فيقولون له : إنك تواصل ، فيقول :

( إني لست كهيئتكم ، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني )

أخرجاه في الصحيحين .


وكان عليه الصلاة والسلام يحث على السحور ، وصح عنه أنه قال :

( تسحروا فإن في السحور بركة ) متفق عليه ، وكان من هديه

تعجيل الفطر وتأخير السحور ، فأما الفطر فقد ثبت عنه من قوله

ومن فعله أنه كان يعجل الإفطار بعد غروب الشمس وقبل أن يصلي

المغرب ، وكان يقول ( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر )

كما في الصحيح ، وكان يفطر على رطبات ، فإن لم يجد فتمرات ،

فإن لم يجد حسا حسوات من ماء , وأما السحور فكان يؤخره حتى

ما يكون بين سحوره وبين صلاة الفجر إلا وقت يسير ، قدر ما يقرأ

الرجل خمسين آية . وكان يدعو عند فطره بخيري الدنيا والآخرة.


وكان - صلى الله عليه وسلم- يقبل أزواجه وهو صائم ، ولا يمتنع من

مباشرتهن من غير جماع ، وربما جامع أهله بالليل فأدركه الفجر


وهو جنب ، فيغتسل ويصوم ذلك اليوم .


وكان - صلى الله عليه وسلم- لا يدع الجهاد في رمضان بل إن

المعارك الكبرى قادها - صلى الله عليه وسلم- في رمضان ومنها بدر

وفتح مكة حتى سمي رمضان شهر الجهاد .



وكان يصوم في سفره تارة ، ويفطر أخرى ، وربما خيَّر أصحابه

بين الأمرين ، وكان يأمرهم بالفطر إذا دنوا من عدوهم ليتقووا على

قتاله ، وفي صحيح مسلم عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال :

كنا في سفر في يوم شديد الحر ، وما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله


عليه وسلم و عبد الله بن رواحة ، وخرج عام الفتح إلى مكة في


شهر رمضان ، فصام حتى بلغ كُراع الغميم ، فصام الناس ، ثم دعا

بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس إليه ، ثم شرب ، فقيل له بعد ذلك :

إن بعض الناس قد صام ، فقال : ( أولئك العصاة أولئك العصاة )

رواه مسلم .



وكان - صلى الله عليه وسلم - يعتكف في العشر الأواخر من رمضان


حتى توفاه الله عز وجل ، ليجتمع قلبه على ربه عز وجل ، وليتفرغ

لذكره ومناجاته ، وفي العام الذي قبض فيه - صلى الله عليه وسلم -

اعتكف عشرين يوما .



وكان إذا دخل العشر الأواخر أحيا ليله وأيقظ أهله وشد مئزره مجتهدا

ومثابرا على العبادة والذكر .



هذا هو هديه - صلى الله عليه وسلم - ، وتلك هي طريقته وسنته ،


فما أحوجنا - أخي الصائم - إلى الاقتداء بنبينا والتأسي به في

عبادته وتقربه ، والعبد وإن لم يبلغ مبلغه ، فليقارب وليسدد ، وليعلم

أن النجاة في اتباعه والسير على طريقه .


رمضان شهر القرآن


ثمة علاقة وطيدة ورباط متين بين القرآن وشهر الصيام ، تلك العلاقة

التي يشعر بها كل مسلم في قرارة نفسه مع أول يوم من أيام هذا

الشهر الكريم ، فيقبل على كتاب ربه يقرأه بشغف بالغ ، فيتدبر آياته

ويتأمل قصصه وأخباره وأحكامه ، وتمتلئ المساجد بالمصلين والتالين ،

وتدوي في المآذن آيات الكتاب المبين ، معلنة للكون أن هذا الشهر

هو شهر القرآن ، قال جل وعلا : {شهر رمضان الذي أنزل فيه

القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان }( البقرة:185 )

، قال الحافظ ابن كثير : " وكان ذلك - أي إنزال القرآن - في

شهر رمضان في ليلة القدر منه ، كما قال تعالى : {إنا أنزلناه في ليلة


القدر }، وقال سبحانه :{إنا أنزلناه في ليلة مباركة } ،


ثم نزل بعده مفرقاً بحسب الوقائع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-

" ، وكان جبريل - عليه السلام - يأتي إلى النبي - صلى الله عليه

وسلم- فيدارسه القرآن كل ليلة في رمضان - كما في الصحيحين - ،

وكان يعارضه القرآن في كل عام مرة ، وفي العام الذي توفي فيه

رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عارضه جبريل القرآن مرتين .


وكان للسلف رحمهم الله اهتمام خاص بالقرآن في هذا الشهر الكريم

، فكانوا يخصصون جزءاً كبيراً من أوقاتهم لقراءته ، وربما تركوا

مدارسة العلم من أجل أن يتفرغوا له ، فكان عثمان رضي الله عنه

يختم القرآن كل يوم مرة ، وكانَََ بعضهم يختم القرآن في قيام

رمضان في كل ثلاث ليال ، وبعضهم في كل سبع ، وبعضهم في كل

عشر ، وكانوا يقرؤون القرآن في الصلاة وفي غيرها ، فكان للإمام

الشافعي في رمضان ستون ختمة يقرؤها في غير الصلاة ، وكان

الأسود يقرأ القرآن في كل ليلتين في رمضان ، وكان قتادة يختم

في كل سبع دائماً وفي رمضان في كل ثلاث ، وفي العشر الأواخر

في كل ليلة ، وكان الإمام مالك إذا دخل رمضان يترك قراءة الحديث

ومجالسة أهل العلم ويقبل على قراءة القرآن من المصحف ، وكان

سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة

القرآن .



ومما ينبغي أن يعلم أن ختم القرآن ليس مقصوداً لذاته وأن الله عز وجل

إنما أنزل هذا القرآن للتدبر والعمل لا لمجرد تلاوته والقلب غافل لاه

، قال سبحانه :{كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته } (ص29)

، وقال: { أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها } ( محمد 24) ،

وقد وصف الله في كتابه أمماً سابقة بأنهم أميون لا يعلمون الكتاب


إلا أماني ، وهذه الأمية هي أمية عقل وفهم ، وأمية تدبر وعمل ،

لا أمية قراءة وكتابة قال تعالى : {ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب

إلا أماني وإن هم إلا يظنون }( البقرة : 78) ، والأماني هي التلاوة -

كما قال المفسرون- ، بمعنى أنهم يرددون كتابهم من غير فقه ولا عمل .


وأكد نبينا - صلى الله عليه وسلم- هذا المعنى حين حدث أصحابه يوماً

فقال : ( هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء

، فقال زياد بن لبيد الأنصاري : كيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن ؟!

فوالله لنقرأنه ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا ، فقال : ثكلتك أمك يا زياد ، إن

كنت لأعدُّك من فقهاء أهل المدينة ، هذه التوراة والإنجيل عند اليهود

والنصارى فماذا تغني عنهم ) رواه الترمذي .


إذاً فختم القرآن ليس مقصوداً لذاته ، فليس القصد من تلاوته هذَّه كهذَّ

الشعر ، بدون تدبر ولا خشوع ولا ترقيق للقلب ووقوف عند المعاني ،

ليصبح همُّ الواحدِ منا الوصول إلى آخر السورة أو آخر الجزء أو آخر

المصحف ، ومن الخطأ أيضاً أن يحمل أحدنا الحماس - عندما يسمع

الآثار عن السلف التي تبين اجتهادهم في تلاوة القرآن وختمه - فيقرأ

القرآن من غير تمعن ولا تدبر ولا مراعاة لأحكام التجويد أو مخارج

الحروف الصحيحة ، حرصاً منه على زيادة عدد الختمات ، وكون العبد

يقرأ بعضاً من القرآن جزءاً أو حزباً أو سورة بتدبر وتفكر خير له من

أن يختم القرآن كله من دون أن يعي منه شيئاً ، وقد جاء رجل لابن

مسعود رضي الله عنه فقال له : إني أقرأ المفصل في ركعة واحدة

، فقال ابن مسعود : " أهذّاً كهذِّ الشعر ؟! إن أقواماً يقرؤون القرآن

لا يجاوز تراقيهم ، ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع " ،

وكان يقول : " إذا سمعت الله يقول : يا أيها الذين آمنوا فأصغ لها

سمعك ، فإنه خير تُؤْمَر به أو شر تُصْرَف عنه " ، وقال الحسن :"

أنزل القرآن ليعمل به فاتخذ الناس تلاوته عملاً " .


فاحرص - أخي الصائم - على تلاوة القرآن في هذا الشهر بتدبر

وحضور قلب ، واجعل لك ورداً يومياً لا تفرط فيه ، ولو رتبت

لنفسك قراءة جزأين أو ثلاثة بعد كل صلاة لحصَّلت خيراً عظيماً ،

ولا تنس أن تجعل لبيتك وأهلك وأولادك نصيبا من ذلك .


اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ، ونور صدورنا ، وجلاء أحزاننا ،

وذهاب همومنا وغمومنا .






امي فضيلة 05-29-2014 04:46 PM

رد: تفضل يا [you] ملف خاص بشهر رمضان
 
http://imagecache.te3p.com/imgcache/...3aaec6793d.png


بين يدي رمضان


من رحمة الله عز وجل بعباده ، أن جعل لهم مواسم للخير ، يكثر


أجرها ويعظم فضلها ، حتى تتحفز الهمم ، وتنشط العزائم ابتغاء الأجر

العظيم والثواب الجزيل ، وشهر رمضان من أعظم تلك المواسم ، فهو

شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن ، شهر يُنادى فيه : يا باغي الخير


أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، فيه تفتح أبواب الجنان ، وتغلق


أبواب النيران ، ولله فيه عتقاء من النار كل ليلة ، فما أعظم فضل


هذا الشهر ، وما أجل منزلته ومكانته ، وما أعظم منة الله على العباد

فيه ، تلك المنة التي من تأملها عرف عظم فضل الله عليه ، حيث

أحياه ومد في عمره حتى أدرك هذا الشهر العظيم .


فاحرص - أخي المسلم - على اغتنام هذا الشهر المبارك ، وتذكر

حال إخوان لك كانوا بالأمس معك ، فحضروا رمضان وقاموا

وصلوا وصاموا ، ثم أتتهم آجالهم فقضوا قبل أن يدركوا رمضان

الآخر ، فهم الآن في قبورهم مرتهنون بأعمالهم , فتذكر حالهم

ومصيرهم وجد في عمل الصالحات فإنها ستنفعك أحوج ما تكون

إليها ، وتذكر حال إخوان لك آخرين أدركوا رمضان وهم على

الأسِرَّةِ البيضاء لا حول لهم ولا قوة , يتجرعون مرارة المرض ,

ويزيدهم حسرة وألما أنهم لا يستطيعون أن يشاركوا المسلمين هذه

العبادة , ثم تذكر حال المحرومين ممن أدركوا رمضان فازدادوا فيه

إثما ومعصية وبعدا من الله , فحرموا أنفسهم من الرحمة والمغفرة

في أشرف الأوقات وأغلى اللحظات , فإن تذكر ذلك كله سيجعلك

تقدِّر هذه النعمة حق قدرها ، وتعرف فضلها وحقها ، فتتوب إلى الله

وتزداد من صالح الأعمال .


روى ابن ماجه بسند صحيح عن طلحة بن عبيد الله أن رجلين قَدِما

على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وكان إسلامهما جميعا ,

فكان أحدهما أشد اجتهادا من الآخر , فغزا المجتهد منهما فاستشهد

, ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي , قال طلحة : فرأيت في المنام

بينا أنا عند باب الجنة إذا أنا بهما , فخرج خارج من الجنة فأذن

للذي توفي الآخِر منهما , ثم خرج فأذن للذي استشهد , ثم رجع

إلي فقال : ارجع فإنك لم يأْنِ لك بعد , فأصبح طلحة يحدث به الناس

, فعجبوا لذلك , فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم-

, وحدثوه الحديث , فقال : من أي ذلك تعجبون , فقالوا :

يا رسول الله هذا كان أشد الرجلين اجتهادا ثم استشهد , ودخل

هذا الآخِر الجنةَ قبله , فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :

( أليس قد مكث هذا بعده سنة . قالوا : بلى , قال : وأدرك

رمضان فصام وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة ، قالوا :

بلى , قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فما بينهما أبعد

مما بين السماء والأرض ) .



أتـى رمضان مزرعة العباد لتطهير القلوب من الفسـاد



فأد حـقوقه قـولا وفـعلا وزادك فـاتخـذه للمـعاد


فمن زرع الحبوب وما سقاها تأوه نادمـا يوم الحصـاد


كان عليه الصلاة والسلام يبشر أصحابه بقدوم رمضان ويبين لهم

فضائله , ليحثهم على الاجتهاد في العمل الصالح , فقد روى الإمام

أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله

عليه وسلم يبشر أصحابه : ( قد جاءكم شهر رمضان , شهر مبارك,

افترض الله عليكم صيامه, يفتح فيه أبواب الجنة, ويغلق فيه

أبواب الجحيم, وتغل فيه الشياطين, فيه ليلة خير من ألف شهر,

من حُرِمَ خيرها فقد حُرِمْ ) .



فحري بنا أن نحسن استقبال هذا الوافد الكريم , قبل أن يودعنا

ويرتحل عنا , ويكون حجة علينا يوم الدين , فالمحروم من حرم

نفسه فقصر في طاعة ربه في هذا الشهر المبارك .



إذا رمضان أتى مقبلا فـأقبل فبالخيـر يُسْـَتقبَل



لعلك تخطئـه قابــلا وتأتي بعـذر فـلا يُقْبَـل



من حسن استقبال هذا الشهر الكريم أن نستقبله بالتوبة الصادقة

من جميع الذنوب , فهو موسم التائبين , ومن لم يتب فيه فمتى يتوب

؟! .


نستقبله كذلك بالعزيمة على مضاعفة الجهد , والاستكثار من الطاعات ,

من برٍّ وإحسان وقراءة القرآن والصلاة والذكر والاستغفار

, وغير ذلك من أنواع الخير .


نستقبله بالدعاء أن يوفقنا الله لصيامه وقيامه على الوجه الذي

يرضيه عنا ، ومن السنة أن نقول عند رؤية هلاله : " اللهم أهله

علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام ".



فاحرص -أخي المسلم- على استقبال هذا الوافد الكريم , وأحسن

است***ل أيامه ولياليه فيما يقربك من مولاك , وتعرض لنفحات

ربك , ولا تكن ممن همه في استقباله تنويع المأكولات والمشروبات ,

وإضاعة الأوقات والصلوات , فسرعان ما تنقضي الأيام والساعات ,

وما هي إلا لحظات حتى يقال انتهى رمضان , بعد أن يفوز فيه

أقوام ويخسر آخرون , نسأل الله أن يبلغنا رمضان وأن يوفقنا

لصيامه وقيامه , وأن يجعلنا من المقبولين في هذا الشهر , إنه

جواد كريم .






صلاة التراويح


من السنن التي سنَّها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لهذه الأمة


في شهر رمضان ، صلاة التراويح ، التي اتفق أهل العلم على أنها

سنة مؤكدة في هذا الشهر الكريم ، وشعيرة عظيمة من شعائر الإسلام

؛ وقد ثبت في أحاديث كثيرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان

يرغِّب في قيام رمضان، من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة ، منها قوله

عليه الصلاة والسلام : ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له

ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه .




وقد صلاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جماعة ثم ترك

الاجتماع عليها؛ مخافة أن تفرض على أمته، كما ذكرت ذلك

عنه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .



ثم استمر المسلمون ، بعد ذلك يصلون صلاة التراويح كما صلاها

رسول الله - صلى الله عليه وسلم ، وكانوا يصلونها كيفما اتفق لهم

، فهذا يصلي بجمع، وذاك يصلي بمفرده، حتى جمعهم عمر رضي

الله عنه على إمام واحد يصلي بهم التراويح، وكان ذلك أول

اجتماع الناس على قارئ واحد في رمضان .



روى البخاري في "صحيحه" عن عبد الرحمن بن عبد القاري ، قال:

خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه في رمضان إلى المسجد

، فإذا الناس أوزاع - أي جماعات متفرقة - يصلي الرجل لنفسه،

ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط - الجماعة من الرجال - فقال

عمر : إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحدٍ لكان أمثل،

ثم عزم فجمعهم على أُبيِّ بن كعب . ثم خرجتُ معه ليلة أخرى،

والناس يصلون بصلاة قارئهم، قال عمر : نِعْم البدعة هذه، والتي

ينامون عنها، أفضل من التي يقومون، يريد آخر الليل، وكان

الناس يقومون أوله .



وروى سعيد بن منصور في "سننه": أن عمر رضي الله عنه جمع

الناس على أُبيِّ بن كعب ، فكان يُصلي بالرجال، وكان تميم الداري

يُصلي بالنساء .

أما عن عدد ركعاتها ، فلم يثبت في تحديده شيء عن النبي -

صلى الله عليه وسلم - ، إلا أنه ثبت من فعله عليه الصلاة والسلام

أنه صلاها إحدى عشرة ركعة كما بينت ذلك أم المؤمنين عائشة

رضي الله عنها حين سُئلت عن كيفية صلاة رسول الله - صلى الله

عليه وسلم- في رمضان، فقالت: " ما كان رسول الله - صلى الله

عليه وسلم - يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة ،

يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعًا،

فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً " متفق عليه ،

ولكن هذا الفعل منه - صلى الله عليه وسلم - لا يدل على وجوب

هذا العدد ، فتجوز الزيادة عليه ، وإن كان المحافظة على العدد

الذي جاءت به السنة مع التأني والتطويل الذي لا يشق على الناس

أفضل وأكمل .


وثبت عن بعض السلف أنهم كانوا يزيدون على هذا العدد ، مما يدل

على أن الأمر في ذلك واسع ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" له أن يصلي عشرين ركعة ، كما هو مشهور من مذهب أحمد

و الشافعي , وله أن يصلي ستا وثلاثين ، كما هو مذهب مالك ,

وله أن يصلي إحدى عشرة ركعة ، وثلاث عشرة ركعة ...

والصواب أن ذلك جميعه حسن كما قد نص على ذلك الإمام أحمد

رضى الله عنه ، وأنه لا يتوقت في قيام رمضان عدد فان النبى -

صلى الله عليه وسلم- لم يوقت فيها عدداً ، وحينئذ فيكون تكثير

الركعات وتقليلها بحسب طول القيام وقصره " .



وأما وقتها فيمتد من بعد صلاة العشاء إلى قبيل الفجر والوتر منها ،

وله أن يوتر في أول الليل وفي آخره ، والأفضل أن يجعله آخر

صلاته لقوله عليه الصلاة والسلام : ( اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا )

متفق عليه ، فإن أوتر في أوله ثم تيسر له القيام آخر الليل ، فلا

يعيد الوتر مرة أخرى ، لقوله - صلى الله عليه وسلم – ( لا وتران في

ليلة ) رواه الترمذي وغيره .


ويجوز للنساء حضور التروايح ، لقوله - صلى الله عليه وسلم - :

( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ) رواه البخاري وغيره ، ولكن

بشرط عدم الفتنة ، فتأتي متسترة متحجبة من غير طيب ولا زينة

ولا خضوع بالقول ، وقد قال عليه الصلاة والسلام
( أيما امرأة

أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة )
رواه مسلم .



فاحرص أخي الصائم على المحافظة على هذه السُّنَّة المباركة ، وأدائها

مع الجماعة ، ولا تنصرف منها حتى يسلم الإمام ليكتب لك أجر قيام

ليلة ، وفقنا الله وإياك لكل خير .





http://imagecache.te3p.com/imgcache/...2e0f85adda.png


امي فضيلة 05-29-2014 04:48 PM

رد: تفضل يا [you] ملف خاص بشهر رمضان
 


http://imagecache.te3p.com/imgcache/...2f49590353.png



الاعتكاف وتربية النفس



أحوج العبد إلى أن يخلو بنفسه في بعض الأوقات ، ويركن إلى

زاوية الفكر والذكر يتأمل حاله فيصلحه ، ويتأمل نعمة الله عليه

فيحمده ويشكره ، في عالم ملأه الضجيج والاضطراب والفتن .

ما أحوجه إلى أن يخلد إلى محراب الإيمان ليعتكف فيه لا هربا من

الحياة ومشكلاتها ، ولكن تجديداً لقوة النفس وثقتها وإيمانها بربها .



وما أجمل أن يكون هذا الاعتكاف في شهر مبارك امتلأ بمعاني

الإيمان ، وفاحت منه أريج الطاعات ، فالناس بين ذاكر وقاريء

ومصل ، في هذا الجو الإيماني الفريد يخلو العبد بربه ذاكراً شاكراً

متفكراً في نعم الله عليه ، فيجلس الأيام والليالي وهو على هذه

الحال ، ليشعر بلحظات من السعادة تغمر قلبه وتملأ جوانحه ، لحظاتٍ

لم يشعرها في عالم الصخب والضجيج بكل ما فيه من زخارف

الحياة المادية الجافة .


قدوته في ذلك نبيه - صلى الله عليه وسلم- الذي كان حريصاً

على الاعتكاف وما تركه حتى قبض – كما قال الزهري رحمه الله - ،

فكان - صلى الله عليه وسلم- يعتكف في مسجده في كل رمضان

عشرة أيام ، فلما كان العام الذي قُبِضَ فيه اعكتف عشرين يوماً كما

روى ذلك أبو داود ، وترك النبي - صلى الله عليه وسلم- الاعتكاف

مرة فقضاه في شوال ، وكان في ابتداء أمره يعتكف في العشر

الأول من رمضان ثم الوسطى ثم العشر الأخيرة يلتمس ليلة القدر

، فلما تبين له أنها فيها داوم على اعتكافه فيها حتى لحق بربه

عز وجل ، وكان - صلى الله عليه وسلم- يتخذ لنفسه خباءً في

المسجد ، لمزيد من التفرغ للعبادة والخلوة ، وتفريغ القلب من

الصوارف والشواغل .



لهذا أصبح الاعتكاف سنة لسائر المسلمين يعيشون فيه حياة ملؤها

الإيمان واليقين ، مما يعينهم الاستمرار في عمل الصالحات ،

والثبات في مسيرة الحياة ، ويصبح الاعتكاف للمسلم بمثابة

بوصلة التصحيح التي تصوب له سيره تجاه هدفه ، فلا يغيب

عنه ولا يضل .


وللاعتكاف فوائد كثيرة أهمها : زيادة الصلة الإيمانية بالله ، وإخلاص العمل له ، والتفرغ لعبادته وطاعته ، وتربية النفس وجهاد الهوى ، والبعد عن الصوارف والشواغل ، والإكثار من أنواع العبادات التي تزكي النفس ، وتجعل المرء أكثر قدرة على مواجهة فتن الحياة ، ولهذا كان مقصود الاعتكاف وروحه كما يقول ابن القيم رحمه الله : " عكوف القلب على الله تعالى ، وجمعيته عليه ، والخلوة به ، والانقطاع عن الاشتغال بالخلق والاشتغال به وحده سبحانه ، بحيث يصير ذكره وحبه ، والإقبال عليه في محل هموم القلب وخطراته ، فيستولي عليه بدلها ، ويصير الهم كله به ، والخطرات كلها بذكره ، والتفكر في تحصيل مراضيه وما يقرب منه ، فيصير أنسه بالله بدلاً عن أنسه بالخلق ، فيعده بذلك لأنسه به يوم الوحشة في القبور حين لا أنيس له ، ولا ما يُفرح به سواه ، فهذا هو مقصود الاعتكاف الأعظم " أهـ .


ولذا ينبغي للمعتكف أن يراعي في اعتكافه تحصيل هذه الغايات العظيمة ، وألا يخرج من معتكفه خالي الوفاض ، كحال من يجعل المساجد مهجعاً للنوم ، وعنوانا للتزاور وتجاذب أطراف الحديث والضحك وفضول الكلام !! .


كما ينبغي له أن يعتني بأمور منها : المحافظة على ذكر الله ، وخاصة المأثور منها كأذكار الصباح والمساء والنوم والاستيقاظ والأكل والشرب والدخول والخروج ، ومن أعظم الذكر قراءة القرآن ، فليحرص المعتكف على أن يتفرغ لقراءته بتدبر وخشوع وفهم ، في الصلاة وفي غيرها ، وأن يجعل له ورد لا يفرط فيه مع مضاعفة الجهد .


وعليه أن يتجنب فضول الأكل ، فإن قلة الطعام توجب رقة القلب وانكسار النفس ، كما أنها تطلق المرء من قيود الكسل والدعة والخمول ، قال عمر رضي الله عنه : "من كثر أكله لم يجد لذكر الله لذة " والاعتكاف فرصة للمرء ليُربي نفسه على التقلل والتزهد ، ويجاهدها على الاستغناء عن كثير مما اعتادته .وعليه أن يحرص كذلك على تجنب فضول المخالطة ، فإن كثرة الخلطة تقصر همة العبد ، وتفقده لذة المناجاة ، وتفوت المقصود من الخلوة والاعتكاف ، و هي مظنة كثرة المزاح والتقليل من هيبة المكان والزمان ، وقد تجر إلى بعض الآثام كالغيبة والكذب وغير ذلك .


فاحرص أخي الصائم على إحياء هذه السنة العظيمة ، والاقتداء فيها بسيد الخلق - صلى الله عليه وسلم- وسلف الأمة الصالحين ، وتوجه بقلبك وجوارحك إلى الله عز وجل في ذل وخضوع وانكسار ، حتى تخرج منها وقد ازددت إيماناً وتقوى وقرباً من ربك جل وعلا لتلحق بركب المقبولين الفائزين ، قبل أن تطوى الصحف وتوضع الموازين .







أحكام الاعتكاف



من فضل الله على عباده أن شرع لهم عبادات موسمية يحصِّل فيها المسلم الأجور والخيرات، ويصحح بها وجهته إلى الله، ويستدرك فيها ما قصَّر في جنب الله ، ومن هذه الطاعات الموسمية سُنَّة الاعتكاف .


والاعتكاف: هو لزوم المسجد طاعة لله، وهو سُنَّة مشروعة، فعلها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وفعلها أزواجه من بعده، وحافظ عليها بعض صحابته الكرام، كما ثبتت بذلك الآثار .


وكان من هديه عليه الصلاة والسلام الاعتكاف في رمضان خاصة، فقد صح عنه أنه اعتكف العشر الأوائل منه، ثم العشر الأواسط، ثم داوم على اعتكاف العشر الأواخر، التماساً لليلة القدر. وفي العام الذي قبض فيه اعتكف العشر الأواسط والأواخر معاً .
كما صح عنه صلى الله عليه وسلم الاعتكاف في غير رمضان، فكان ذلك تشريعاً منه لجواز الاعتكاف في كل زمان .
وقد اعتكف أصحابه وزوجاته في زمانه ومن بعده ، مما يدل على أن الاعتكاف سُنَّة ماضية إلى يوم الدين .



أحكام الاعتكاف


المعتمد أنه ليس للاعتكاف حد أدنى من الزمن، كما أن الصوم فيه ليس شرطًا لصحته، فيجوز بصوم وبغيره؛ إلا أن يشترط المعتكف الصوم فيلزمه حينئذ .
وقد اشترط أهل العلم شروطاً لصحة الاعتكاف : منها الإسلام ، والعقل ، والتمييز ؛ فلا يصح الاعتكاف من الكافر ، ولا من المجنون ، ولا من الصبي غير المميز ، لأنه ليس من أهل العبادات .
ومن شروطه الطهارة من الجنابة والحيض والنفاس ، وإذا طرأ على المرأة الحيض حال اعتكافها ، تعيَّن عليها الخروج من المسجد ، ومثل ذلك يقال في حق الجنب لقوله تعالى : {وَلا جُنُباً إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا} ( النساء 43) ، فإذا احتلم المعتكف وجب عليه الغسل إما في المسجد إن وجد فيه ماء ، أو خارجه إن لم يجد .
ويصح الاعتكاف من غير وضوء - لغير الجنب والحائض - ، لكنه خلاف الأولى .
ومن شروط الاعتكاف النية، فلا يصح الاعتكاف بغير نية ، لأنه عبادة ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) رواه البخاري .
ومنها أن يكون الاعتكاف في مسجد تقام فيه الجماعة لئلا يخرج لكل صلاة ، وأما المرأة فلها أن تعتكف في كل مسجد ، ولو لم تقم فيه الجماعة ؛ وليس لها أن تعتكف بغير إذن زوجها، كما نص على ذلك أهل العلم .



ما لا يجوز حال الاعتكاف



لا يجوز للمعتكف أن يغادر المسجد الذي يعتكف فيه إلا لأمر لابد له منه ، كقضاء حاجة من بول أو غائط أو للإتيان بطعام أو شراب إن لم يكن هناك من يحضره له ، ومثله الخروج للتداوي والعلاج ، ونحو ذلك من الضرورات التي لا غنى للإنسان عنها .


كما أن عليه أن يحذر مما يفسد عليه اعتكافه؛ كمباشرته لزوجته أو مجامعتها، لقوله سبحانه: {ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها} ( البقرة 187) .


فلو جامع المعتكف زوجته فسد اعتكافه ، ولا قضاء عليه على الصحيح، ويفسد الاعتكاف كذلك بالخروج من المسجد لغير ضرورة .
وليس للمعتكف أن يزور مريضًا، أو يشهد جنازة إلا أن يشترط ذلك في اعتكافه؛ ولا حرج في زيارة أقاربه له في مكان اعتكافه ، وخصوصاً إن كان ثمة ما يدعو لذلك ؛ وليس له أن يتجر ويبيع ويشتري حال اعتكافه .



آداب الاعتكاف


لما كان المقصود من الاعتكاف الانقطاع عن الناس والتفرغ لطاعة الله ، كان على المعتكف أن يراعي في اعتكافه جملة من الآداب ، منها الاشتغال بذكر الله تعالى ودعائه ، وتلاوة القرآن ، والإكثار من النوافل ، وتجنب ما لا يعنيه من أحاديث الدنيا قدر المستطاع ، ولا بأس بشيء من الحديث المباح مع الأهل وغيرهم لمصلحة ، لفعل النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك مع صفية رضي الله عنها ، وله أن يتزين ويتجمل في الثياب والبدن ، وأن يأكل ويشرب في المسجد مع المحافظة على نظافته وصيانته .


وبذلك يظهر خطأ كثير من الناس ومجانبتهم لآداب الاعتكاف حين يجعلون من هذه الأيام فرصة للاجتماع والالتقاء ، وتبادل الضحك والأحاديث والأسمار ، وتنويع المآكل والمشارب ، مما ينافي الحكمة التي شُرع لأجلها الاعتكاف ، ويذهب بأثره على القلب والروح .


وبعد، فهذه أهم الأحكام المتعلقة بهذه السُّنَّة المباركة ، نسأل الله أن يجعلنا من المقبولين ، وأن يوفقنا للاقتداء بسنة سيد المرسلين .






أخطاء في الاعتكاف



1. من الأخطاء جعل بعض الناس الاعتكاف فرصة للقاء والاجتماع والتحدث ، فترى المجموعة من الأصحاب يحرصون على أن يعتكفوا في مسجد واحد أو في مكان معين من المسجد لهذا الغرض ، وكل ذلك من الغفلة عن مقصود الاعتكاف الذي هو الانقطاع عن الناس ، والاشتغال بعبادة الله ، والخلوة به ، والأنس بذكره .


2. التوسع في المباحات والإكثار من الأكل وفضول الطعام ، والذي ينبغي للمعتكف أن يحرص على تقليل طعامه ما أمكن ، وأن يقتصر منه على ما يعينه على العبادة ، فإن قلة الطعام توجب رقة القلب وانكسار النفس ، وتطرد الكسل والخمول ، ومن كثر أكله لم يجد لذكر الله لذة .


3. من الأخطاء جعل الاعتكاف فرصة للمباهاة والتفاخر و*** ثناء الناس ، كقول البعض اعتكفنا في الحرم أو المسجد الفلاني أو ما أشبه ذلك طلباً للمدح والإعجاب ، والواجب أن يخفي الإنسان عمله ، وأن يخاف عليه من الرد وعدم القبول ، فإن الأعمال بالنيات ، ومما يعين العبد على ذلك اختيار المسجد الذي لا يعرف فيه أحداً ولا يعرفه أحد ، وعدم إعلان ذلك للناس حتى يكون أقرب إلى الإخلاص .


4. الإكثار من النوم وعدم است***ل الأوقات في المعتكَف ، فالمعتكف لم يترك بيته وأهله وأولاده لينام في المسجد ، وإنما جاء ليتفرغ لعبادة الله وطاعته ، فينبغي أن يقلل من ساعات نومه قدر استطاعته ، وأن يغير البرنامج الذي تعود عليه في بيته .


5. ومن أخطاء المعتكفين أيضاً كثرة الخروج من المعتكف لغير حاجة معتبرة ، كالخروج المتكرر إلى السوق لشراء الأكل ، بينما يكفيه من ذلك مرة واحدة .


6. ومن أخطاء المعتكفين ، عدم المحافظة على نظافة المسجد ، فربما ترك بعض المعتكفين مخلفاتهم دون تنظيف ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( البزاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها ) متفق عليه ، والذي ينبغي على المعتكف أن يتعاهد موضع معتكفه بالتنظيف .


7. من الأخطاء التي تحدث من بعض المعتكفين وخصوصا في الحرمين أن بعضهم لا يصلي أحياناً التراويح مع المصلين وخصوصاً في العشر الأواخر اكتفاء بصلاة القيام ، ويظل يشوش على المصلين برفع الأصوات في أحاديث لا طائل من ورائها .


8. ومن الأخطاء ما يلاحظ من إظهار البعض الجد والحزم والنشاط في أول أيام الاعتكاف ، ثم لا يلبث أن يفتر ويتراخى بسبب المخالطة وإلف المكان ، والذي ينبغي أن يستمر هذا النشاط والجد إلى آخر لحظة ، تحرياً لليلة القدر التي أخفاها الله عنا لهذا الغرض .


9. ومن الأخطاء تفريط بعض الناس في حق أهله وأولاده وتضييعهم وهو في معتكفه ، فربما انحرف الواحد منهم وضاع وخصوصاً مع غياب الرقيب والمتابع ، والاعتكاف سنة ، والمحافظة على الأهل والأبناء من الواجبات ، فكيف يضيع الإنسان الواجب من أجل المحافظة على سنة ، ولاشك أن الجمع بين الأمرين هو المطلوب إن تيسر ذلك









http://imagecache.te3p.com/imgcache/...6de06f4bd1.png

أم يعقوب 05-29-2014 04:50 PM

رد: تفضل يا [you] ملف خاص بشهر رمضان
 

امي فضيلة 05-29-2014 05:12 PM

رد: تفضل يا [you] ملف خاص بشهر رمضان
 
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/i...dbdKORBUbg_oqg





حياك الله غاليتي ام يعقوب
اللهم بلغنا رمضان وارزقنا صيامه وقيامه




جزاك الله خيرا على المرور والتعقيب والتثبيت





أسأل الله لكم راحة تملأ أنفسكم ورضى يغمر قلوبكم


وعملاً يرضي ربكم وسعادة تعلوا وجوهكم


ونصراً يقهر عدوكم وذكراً يشغل وقتكم


وعفواً يغسل ذنوبكم و فرجاً يمحوا همومكم


اللهم اجعلنا من ورثة جنتك وأهلا لنعمتك وأسكنا


قصورها برحمتك وارزقنا فردوسك الأعلى



حنانا منك ومنا و إن لم نكن لها أهلا فليس لنا من العمل ما يبلغنا



هذا الأمل إلا حبك وحب رسولك صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين



ودمتم على طاعة الرحمن


وعلى طريق الخير نلتقي دوما


الساعة الآن 10:54 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)