شعاع الروايات العالمية اقتباس من الروايات العالمية |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||||||||
| |||||||||||||
الميراث بسم الله الرحمن الرحيم توفيّ الرجل الكبير ، حدثَ ذلك كله بسرعة . لُفّ الجثمان بالكفن ثم سُجيّ إلى الحفرة و انهال فوقه الرفش بالتراب . التمّ حوله الأقارب و الأصدقاء و أناسٌ آخرين يعرفهم المرحوم . احنى الرجال رؤوسهم قابضيّن على أكفهّم بين أفخاذهم ، متسمّرين . بينما مسحتْ النساء المتوشحات بالسواد بأكفهّن دمعاً طفر في أحداقهن ، محتضنات ابنة الميّت الوحيدة مواسيات ٍ إياها بالطبطبة على الكتف و ذكر محاسن الميت . و للحقيقة ، احترنّ فيما يفعلنّ ؟ ، فلم يكن للمرحوم حسنات تُذكر . و فكّرتْ إحداهن في إمكانيّة زوال الكُحل الذائب على القفازات أثناء الغسيل . حتى الرجال أنفسهم التزموا الصمتْ و تبادلوا النظرات كثيراً قبل انصرافهم لتمتمة تحرّكتْ لها الشفاه و ما زادوا عن ذلك إلا بشرب قهوة العزاء . الميراث و حدثَ أن دنت طفلة صغيرة ، كان في يدها باقة من الزهور ، أرادتْ أن تضعها فوق رخامة القبر . إلا أن أمها شدّتها من يدها في آخر لحظة ، فما عسى أن يجمعهم بالراحل غير المصلحة و الضرورة ، و كل ذلك انقضى الآن ؟ . كان رجلاً اشتهِرَ في صالونات الأغنياء كوجه ٍ مرموق ذا وزن يُحسب له ألف حساب . أما و قد هَلك ، فلا حاجة له بالزهور . رضوّا فيما سبق كظم غيظهم و تحاشي أي فعل من شأنه افساد العلاقة مع نديم بِك . و لنديم بِك ثلاثة أبناء ، ولدان و بنت . تحلقوّا حول الفِراش أبيهم المريض و هم يتحرقوّن لقسمة الميراث . و في فم ِ كل واحد ٍ منهم سؤال ، و كلٌ منهم تساوره النيّة لأجل أن يكون أول المتكلميّن في الأمر . إلا أن حالة أبيهم سرعان ما ساءت ، و اضطروا أن يبعثوا له بممرضة خاصة تقف على شؤونه و تلبي له حاجاته . إلى أن جاء الوقت الذي عرفوا فيه أن أبيهم قد أودع بوصيّة عند محامي العائلة ، لا تُفضّ إلا بعد موته ، تبيّن ما رسى عليه فكره و استكانت إليه نفسه . أما الذي كانوا يشغفون لو يرثونه عن والدهم ، ليس المال و لا علاقة له به لا من قريب أو من بعيد . و إنما مهرّج عجوز ، كان خادماً فيما مضى و ارتضى بعد أن وعده نديم بك بتحسيّن ماهيته و ترقية شأنه ، أن يحضر الأمسيّات و يشاركهم السهرات . بما يطريّ جو الجلسة و يضفي عليها نوعاً من الضحك و خفّة الدم ، كأن يأخذ بتقليد صوت الحِمار أو المشي على أربع . و مرة ً اختيّرَ لأن يحاكي شخصيّة أحد الحاضرين و سرى بين جمهور الحاضرين على أثر ذلك ضحكات و قهقهات . و مرة ً دُفِعَ إليه بطفل ٍ صغير بال على نفسه لأجل أن يشّطف له و يغسّله . و مرة ً طُلبَ منه أن يرقص . و لذلك كان محطّ الأنظار طيلة السهرة ، فما كان من رجل ٍ غني قَدِمَ إلى الحفل ذات مرة إلا أن يطلب من نديم بِك التخليّ عن المهرّج لقاء مبلغ من المال ، إلا أن الرجل الكبير رفض طلبه مُفضِلاً استبقاء المهرّج في داره . الميراث كان كل واحد ٍ من الأبناء الثلاثة يعتقد أن مثل هذا الأمر لا يستدعي ذاك الإلحاح ، فلا شك أن الأخوين الآخرين ما كان يخطر لهما في بال أمر المهرّج البالي ، و هما لذلك لن يمانعا ترك المهرج دون حصّتهما من الميراث . و ما حدث بعد ذلك وفّرَ على الأشقاء خوض الإختلاف و التنازع ، إذْ مات الخادم المسِّن و عفى عنه القدر تبعات الميراث و التداول . لم يمض ِ على موت نديم بِك الوقت الطويل حتى بَدتْ علامات مرض ٍ شديد على قسمّات المهرّج العجوز ، الذي كان نحيلاًفي الأصل ، و في مشيّته عرجٌ خفيف . و إذْ كان لا يقوى على أداء مهام الخادم الشاقة المتواصلة . فقد أوصى له نديم بِك بوظيفة المهرِّج ، و هو الرجل الملّال بطبعه الذي يسأمُ من ثيابه . و ظلّ المهرّج العجوز يصارع المرض متقلّباً فوق فراشه وحيداً إلا من خادم ٍ صغير ، و للصدق ، هو حفيده البالغ من العُمر إحدى عشر سنة . بكى عندما لفظَ جدّهُ آخر أنفاسه و همدتْ الكحّة في صدره إلى الأبد . و لقد تمَّ دفن المهرِّج العجوز في مقبرة حقيرة قديمة ، و هي فوق ذلك عشوائيّة لا تُميّزُ فيه طوبة من طوبة ، تقع خارج مزرعة نديم بِك . الميراث و سرعان ما نُسيَّ ذكره و قلّ التطرّق إلى سيرته ، سوى أن الحفيد الصغير كان يختلس الفرص ليزورَ قبره ، ذارفاً عليه الدمع ، مودِعاً القبر وردة ً كان جدّهُ يحبُ شمّها أثناء تجواله في ثنايا الحديقة . ما نمحّتْ قط قسمات الجد المسكين من مخيلة الصبي . كان ينظرُ إليه من وراء زجاج النافذة ، و هو منكمشٌ كالعصفور أسفل ثريّات البلور . يبانُ من خلال الأنوار المشعشعة و البراّقة ، و هو محاط بالساخرين و المتندريّن الهازئيّن . يرمقه من بعيد بعينين ملؤهما الحزن و الأسى ، فقد كان الجدّ أحياناً يُضرب و يهزّأ أشد التهزيء ، إلا أن الصبي التزم عدم الإقتراب مما قد يُسبب للجد الإحراج أو الإحساس بالذنب . و كان من العجوز كلما خرج من القاعة و اتجه إلى غرفته اصطناعُ هيئة الجَد و الصرامة ، محاولاً قدر الإمكان أن لا يُشعِرَ حفيده بما حاق به من الإستهزاء و الإحتقار ، بل كان يُعلن للصبي أنه لم يتواجد هنالك إلا مكرّماً معززاً ، حباهُ نديم بِك بشرف قربه . و هو إن كان يُسمح له بالحديث ، فإنما لأنه ذاك الخاد القديم ، الذي بذل في سبيل الأسرة مجهودات ٍ جليلة و لأعوام ٍ مديدة . الميراث و بمحض المصادفة ، يتكرّم تاجرٌ غني ، في إحدى السهرات الأخيرة ، بمنح المهرِّج العجوز خاتماً ثميناً . و رغم أن الخادم العجوز امتنعَ عن قبول الهديّة ، إلا أن التاجر ألحّ و أطنبَ في طلبه . فما كان من نديم بِك إلا أن هزّ رأسه علامة الإيجاب . و هكذا تخللتْ الأصابع التي عقّدتها السنون الخاتم ، و الذي ما لَبِثَ أن تحوّل إلى حلقة صراع ٍ جديدة انصبّتْ فيها عليه مطامع الإخوة الثلاث . " إذاً دُفِنَ العجوز آخذاً الخاتِم معه ، أو لعله لم يتسّنى له الوقت الكافي لفعل ذلك ! . " هذا ما قاله الأخ الأكبر متعجِباً . و فيما انشغلَ الأخ الأكبر بتدفئة يديه قرب الموقد . تبّدتْ على وجه الأخت الصغرى علامات المكر ، و جعلتْ تتفرس في أخويها ، و هي تزرُّ عينيّها واضعة ً أصبعاً أسفل ذقنها ، مقلّبة ً فكرة ً ما ومضتْ في ذهنها . كان ما ذهبتْ إليه ، أنهم بصدد نبش القبر لا محالة . و إن كان موقف الأخوين قد اتسمَ بالمعارضة في أول الأمر ، إلا أنهما ما لبثا أن وافقا على مضض . و لذلك فضّل الأخ الأكبر التريّث حتى تتحلل الجثّة و تصيرَ تراباً . و هو الإقتراح الذي واجه هواجِساً تأججتْ و مخاوفاً نشبتْ من أن سارقي القبور أخذوا بالإزدياد في الأونة الأخيرة ، مما جعل من الضروري المباشرة بالحفر في أسرع وقت و أقرب فرصة . الميراث رافقهم الحفيد الصغير كي يدّلهَم على قبر جدّه وسط القبور المشوّهة ، فلقد كان الموعد المتفّق عليه في آخر هزيع ٍ من الليل ، و هو الأمر الذي قد يصعّب عملية البحث . تناوبَ كل من الأخوين على الحفر . و اكتفتْ الأخت الصغرى بإلقاء نظرة من خلف زجاج السيّارة و قد انتابها شعورٌ غامض بالقلق ، فأخذتْ تقرضُ أظافرها و شيءٌ ما يسرُّ إليها أن الجد في هذه اللحظة يُبعثُ بعثاً آخر ، و أنه لربما في احتفال ٍ أقيمَ على شرفه في مكان ٍ ما . كان على مقربة ٍ منها الصبي مستغرقاً في النوم . ( رأيتُ جدي جالساً و هو لايزالُ بكامل ِ أعضائه ، بالشيب الذي في رأسه ، و في أصابعه خواتم ٍ كثيرة ، بخديّه الخاسفين و وجهه الناحل الطيب . و قد أحاطهُ خلقٌ كثير كأنما في حفل . و من الوجوه التي تبيّنتُها ، طباخٌ مات منذ زمن في ظروف ٍ لا زالتْ مجهولة و خادمة صغيرة اُعتديَ عليها وجِدتْ بعد فترة مخنوقة أسفل السلالم ، عجوز ٌهربتْ ماتت في الطريق من العطش و الجوع . و لقد هموّا يرقصوّن و يغنوّن بشكل جماعي منسجم . وزعوّا الكؤوس فيما بينهم ، و أتيحَ لي أن أشاهد جدي قابضاً على السكين غارزاً إياها في قالب كعك . حاولتُ أن أدلِفَ إليهم ، لكنني تُهتُ عن الباب ثم أصابني إرهاقٌ شديد ) . استمرَّ الصبي في نومه ، ممدداً بإسترخاءٍ على المقعد الخلفي و قرب رأسه عُلبة احتوتْ على خاتم جدّه ، بينما انطلقتْ السيّارة عائدة ً تدرجُ على الطريق المؤديّ إلى المزرعة |
11-12-2014 | #2 |
|
رد: الميراث صراحه لم افهم شيء النهاية غريبه وكانها مبتوره وصلت الى المقبره ههههههههههه ولم افهم الجزء الاخير شكرا ناجيه شدني المنظر في البداية توقفت اتامله شكرا لك |
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا قال ابن عون: "ذكر الناس داء،وذكر الله دواء" قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى : (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له" السير6 /369 قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره" الفتاوى السعدية 461 |
11-12-2014 | #3 |
إدارة قناة اليوتوب |
رد: الميراث هل لها تكمله القصة ...!!! أم انتهت على حلم الطفل النائم وقرب رأسه على علبة فيها خاتم جده يعني الخاتم كان في السيارة بعلبة وقريب من الطقل والكل ,,,, ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ جزااك الله خير الجزاااء |
|
11-14-2014 | #4 |
|
رد: الميراث جلنا نمتلك أعين تبصر ...قلوب تنبض....أذان تسمع ....لكن نظرتنا الى ما حولنا و طريقة فهمنا اياه حتما تختلف ...فلكل واحد منا أفكاره الخاصة ....آراءه الشخصية باطن القصة يفرق عن ظاهرها ...ففي طياتها حكمة و بين سطورها شذرات من العبر ...و مبناها قائم على ألغاز لو تمعنا فيها لفككناها .... جزاكم الله خيرا ....أحبتي ( معلمتي هوازن و أختي عطر ) وجودكن أثلج صدري ..... |
|
11-14-2014 | #5 |
|
رد: الميراث شوقتني لها للنهاية لكن وجدتها مبهمة أين نهايتها هل اخذوا ما أرادوا أو أعطيه لما يستحقه؟ بارك الله فيكِ أختي |
|
11-17-2014 | #6 |
|
رد: الميراث قارئ القصة ليس ككاتبها....هنا نتحسس الفرق و نتخيل المنتهى ,;;;;; فهمك لدواعي القصة ,,,, دليل قاطع على الحنكة و سعة الخيال التي تمتلكينها سمسم |
|
11-19-2014 | #7 |
إدارة قناة اليوتوب |
رد: الميراث هذه القصة غامضة في أسلوبها لذلك قرأتها مرة أخرى واستنتجت من مغزى القصة هو توضيح لطمع الإنسان ووصوله إلى أقصى درجات الجشع من أجل الغنى الذي سيزول بمجرد زوالهم ومع علمهم بهذا إلى أنهم مازالوا حريصين على ذلك كما اتضح حين انتظروا وفاة أبيهم ثم وفاة الخادم ثم المهرج الذي لم ينفكوا عنه حتى نبشوا قبره !! ولولا تفكيرهم الجشع لوجدوا الصندوق بسهوله قريب من رأس الطفل الحفيد النااائمddddddd |
|
11-20-2014 | #9 |
إدارة قناة اليوتوب |
رد: الميراث |
|
11-20-2014 | #10 |
|
رد: الميراث بارك الله فيكِ أختي
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 7 : | |
, , , , , , |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|