الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||||||
| |||||||||||
التقوى في المعنى الشرعي ..وثمراتها [formatting="font-family: Tahoma; font-size: 13px; color: Rgb(0, 0, 0); font-weight: Normal; font-style: Normal; text-align: Center; background-color: Rgb(255, 255, 255); border-style: Dashed; border-width: 6px; border-color: Rgb(0, 0, 0); width: 91%; background-image: Url(http://northshorerepair.net/wp-content/uploads/2014/03/bg.png);"] التقوى في المعنى الشرعي ..وثمراتها [/formatting]المعنى الشرعي : *أن تجعل بينك و بين ما حرّم الله حاجز *امتثال الأوامر و اجتناب النواهي *الخوف من الجليل و العمل بالتنزيل و القناعة بالقليل و الاستعداد ليوم الرحيل. سُئل أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه أبيّ ابن كعب فقال له : ما التقوى ؟ فقال أبيّ : يا أمير المؤمنين أما سلكت طريقاً فيه شوك ؟! فقال : نعم ، قال : فماذا فعلت ؟ قال عمر: أُشمّر عن ساقي و أنظر إلى مواضع قدميك و أقدم قدماً و أؤخر أخرى مخافة أن تصيبني شوكه ، فقال أبيّ ابن كعب : تلك هي التقوى" . فهي تشمـير للطاعة ، و نظرٌ في الحلال و الحرام ، و ورعٌ من الزلل ، و مخافة و خشية من الكبير المتعال. و هي أساس الدين و بها يرتقى إلى مراتب اليقين ، و زاد القلوب و الأرواح فيها تقتات و بها تقوى . و إذا قلت التقوى : ظهر الفساد و الأمراض و الفيضانات كما و تنزع البركة بالمعصية . التقوى اسم مأخوذ من الوقاية:يقال: وقي الشيء، وقيا ووقاية وواقية: صانه وحفظه(1). والفعل "وقي"فعل معتل، أجتمع فيه حرفان من أحرف العلة هنا: الواو في أوله،والياء في آخره، وقدفرق بينهما القاف، وهو حرف صحيح. وفي مضارع هذا الفعل: تحذف الواو فيقال: وفي يقي ، وفي الأمر منه : تحذف الواو والياء فيبقي علي حرف واحد وهو القاف مكسورة مثل قِ نفسك عذاب النار. وفي كلمة التقوى قلب الحرف الأول وهو الواو تاء وقلب الحرف الثالث وهو الياء واوًا. فإذا أردنا أن نكشف عن معني التقوى في أي معجم من معاجم اللغة، رجعنا إلي مادة "وقي" وفي هذه المادة يتبين لنــــــــا: أن الفعل ("اتقي" أصله" أوتقي" ، بزنة " أفتعل"قلبت الواو تاء، وأدغم التاءان. ومن هذه المادة، أيضا ، تقاة ، بضم التاء وفتح القاف على نحو ما جاء في قوله (عز وجل) : ( إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً)(2). ومعنى "تقاة" اتقاء وخوفا(3)، وأصل تقاة ، وقية بضم الواو وفتح القاف،أبدلت الواو تاء وقلبت الياء ألفا. ومن هذه المادة،أيضا تقي، والتقي هو المتقي أي الملازم للطاعة، وترك المعصية، وجمعه"اتقياء"(4). الألفاظ القرءانية من هذه المادة ::هوامش::ورد من مادة الوقاية، في القرآن الكريم سبعة ألفاظ من الأفعال هي: الفعل "وقي" ومضارعه " يقي" والفعل " يُوقَي" بضم الياء وفتح القاف، مبنيًا للمجهول، والأمر "ق". كما ورد منها ستة ألفاظ من الأسماء هي: " واق" أسم فاعل من الفعل " وقى" و"التقوى"والمُتقون"و"تُقاة"و"الأتقي" وفيما يلي عدد مرات ورود كل لفظ من هذه الألفاظ الثلاثة عشر. جاء الفعل "وقي" خمس مرات. وجاء مضارعه" تقي" ثلاث مرات ذكرمرتين في قوله عز وجل (وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ)(5)، ومرة في قوله سبحانه وتعالى( وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْرَحِمْتَهُ) (6). وجاء الفعل المضارع المبني للمجهول "يُوقي" مرتينفي آيتين بلفظ واحد: (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(7). وجاء الأمر منه (6) مرات جاء متصلا بضميرالمتكلمين ثلاث مرات بلفظ واحد (رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِيالْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)(8) أي احمنا واحفظنا من عذابا لنار. وجاء متصلا بضمير الغائبين مرتين في قوله تعالى ـ (فَاغْفِرْلِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ)(9). (وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ) (10). وجاء متصلا بواو الجماعة مرة واحدةفي قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)(11). وجاء الفعل "اتقي" (27)سبعا وعشرين مرة في (19) مرة. جاء متصلا بواو الجماعة (اتقوا)بفتح القاف، منها قوله عز وجل (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ)(12). جاء مرة مسندًا لضمير جماعة الإناث المخاطبات (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّفَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ)(13). وجاء المضارع "يتقي" (46) مرة. منها (19) مرة جاء فيها مسندًا لضمير جماعة الغائبين " يتقون" وفي ثماني مرات جاء مسندًا لضمير الغائب المذكر " يتقي" كما في قوله (سبحانه) : ( أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَالْقِيَامَةِ)(14) - وجاء الأمر من هذا الفعل (82)مرة. - في (78)آية جاء مسندًا لضمير المخاطبين (اتقوا) بضم القاف. وجاء مرةمسندًا لنون الإناث في مخاطبة نساء النبي صل الله عليه وسلم (وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا)(15). - وفي ثلاث آيات جاءمسندًا لضمير الواحد المذكر. منها قوله ( سبحانه وتعالى) (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ)(16). وورد لفظ التقوى في القرآن الكريم(15)مرة. - منها قوله تعالى (وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى)(17). وورد مرة واحدة مضافا لضمير النفس في قوله سبحانه (فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا)(18) - وجاء المتقون جمع المتقي (49) مرة. - جاء بالواو (أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَهُمُ الْمُتَّقُونَ)(19). - وجاء بالياء (43) مرة منها قوله عز وجل (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ)(20) -وجاء "واق" اسم الفاعل منالفعل الثلاثي " وقي" ثلاث مرات. منها قوله عز وجل (وَمَا لَهُمْمِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ)(21). ( مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ)(22) ( وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ)(23). - وورد لفظ"تقاة" مرتين. ــ جاء في قوله عز وجل (إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً)(24). غير مضاف. ــ وجاء مضافا إلى ضمير لفظ الجلالة في قوله سبحانه { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ)(25). -وجاء لفظ الأتقى مرتين. - مرة مقترنا بـ "أل" فيقوله عز وجل (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى)(26). ومرة مضافا إليضمير المخاطبين في قوله عز وجل (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)(27). والأتقي: هو الأكثر تقوى، فهو اسم تفضيل. وجاء"تقي" وهو وصف على وزن (فعيل) للدلالة علي المبالغة ثلاث مرات في القرآن الكريم. في قوله عز وجل في الحديث عن يحيى عليه السلام (وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا)(28). ( قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا)(29). ( تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْعِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا)(30). ومما سبق يتضح لنا : أنه قد ورد من مادة الوقاية التي هي أصل التقوى(11) أحد عشر لفظا ، سبعة أفعال ، وستةأسماء. وبلغت جملة تكرارها في القرآن الكريم (246) مئتين وستاوأربعين مرة في (65) خمس وستين سورة من سور القرآن. قال أبو بكر بن العربي لم يتكرر لفظ في القرآن مثل تكرار لفظ التقوى اهتماما بشأنها(31). وتدبر هذه الآيات التي وردت فيها هذه الألفاظ القرآنية المرتبطة بالتقوى،يدلنا على معان كثيرة من أهمها ما يأتي: 1-ــ أن التقوى فيظلال فهمنا لكتاب الله عز وجل تتحقق في قلب العبد بثلاثة أشياء هي : الإيمان،والخوف ، والطاعة، وهذه الأشياء الثلاثة مترابطة يترتب بعضها على بعض، ويستعديأولها ثانيها، ولا يوجد الثاني بدون الثالث، فالذي يؤمن بالله وبصفاته والبعث بعدالموت، وبالجزاء المتمثل في ثواب الجنة، وعذاب النار، وبالملائكة، والكتب والرسللابد أن يخاف الله ويخشاه وهذا الخوف يدفع المؤمن الخائف إلي طاعة الله الذي يؤمنبه ويشعر دائما أنه معه يسمعه ويبصره ويسجل عليه عمل جوارحه، وخطرات نفسه وإليالاقتداء بالرسول الذي عرفه بربه، وجعل الله طاعته طاعة لله الذي أرسله ، والطاعةتعني فعل الخير الذي دعا الله ورسوله إليه، وترك الشر الذي نهي الله ورسوله عنه،وبهذا الالتزام الإيماني يقي العبد نفسه غضب الله وعذابه ويهيئها لرضوانه والفوزبحسن الثواب الذي وعد الله به المؤمنين. ــ 2- أن لفظ المتقين وهم الذين جمعوا مقومات التقوى : ورد أول مرة في الآية الثانية من السورة الثانية من سور القرآن الكريم سورة البقرة (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) رأي صاحب ظلال القرآن (سيد قطب )رحمه الله: إن السمة الأولي للمتقين هيالحدة الشعورية بالإيجابية الفعالة، الوحدة التي تجمع في نفوسهم بين الإيمان بالغيبوالقيام بالفرائض، والإيمان بالرسل كافة ، واليقين بعد ذلك بالآخرة، هذا التكاملالذي تمتاز به العقيدة الإسلامية وتمتاز به النفس المؤمنة بهذه العقيدة والجدير بأن تكون عليه العقيدة الأخيرة التي جاءت ليلتقي عليها الناس جميعا ولتهيمن علي البشريةجميعا وليعيش الناس في ظلالها بمشاعرهم بمنهج حياتهم حياة متكاملة شاملة للشعوروالعمل والإيمان والنظام (32). ـ3ـ (أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ)(33) ــ هذه ثلاث آيات قصار قصها القرآن الكريم على لسان خمسة من الرسل ( عليهم السلام) هم: نوح، هود،صالح، لوط ، شعيب، في حديثهم إلي أقوامهم يحضونهم علي التقوى(34). ويأمرونهم بتقوىالله وطاعته ، وإبراهيم عليه السلام قال لقومه (اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)(35). ــ4ــ والله عز وجل يأمر الناس جميعا بعبادة الله الخالق المربي، ليكونوا من المتقين فيقول: (اعْبُدُوارَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)(36). ــ5ــ وأن التقوى حق الله علي عباده الذين خلقهم (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍوَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءًوَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ). ــ6ــ وأنها تدفع المؤمن للتزود بالعمل الصالح الذي يلقي به ربه غدا يوم الحساب: (يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍوَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)(37). ــ7ــ وأنالله أمر بها خاتم الأنبياء محمدًا صلي الله عليه وسلم فقال (يَا أَيُّهَاالنَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّاللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا)(38) 8-ـ وأمر بها أمهات المؤمنين أزواجه صل الله عليه وسلم فقال (وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّشَيْءٍ شَهِيدًا). 9-ــ وأن الله القوى العزيز، الذي يعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور, إليه وحده المرجع والمصير : أهل لأن يخاف ويتقي ، كما أنه برحمتهوعفوه وكرمه أهل لأن يعفو ويغفر. ( وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) (39). 10-ـ وأن التقوى مرتبطة بقوة العقل ويقظة الإدارك (وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)(40). 11-ــ وأنها غاية العبادة وثمرتها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)(41) * ــ ولحجاج بيت الله الحرام يقول سبحانه (وَتَزَوَّدُوافَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى). ــ12 ــ والتقوى من أقوى الدوافع للالتزام بما شرع الله ورسوله. أ- ففي الحديث عن حد القصاص من القاتل يقول سبحانه وتعالى (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)(42). ورأي صاحب الظلال: "هذا هو الرباط الذي يعقل النفوس عن الاعتداء..الاعتداء بالقتل ابتداء ، والاعتداء بالثأر أخيرًا . التقوى حساسية القلب وشعور بالخوف من الله وتخرجه من غضبه وتطلبه لرضاه(43). ب- وفي الحديث عن تنفيذالوصية (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَىالْمُتَّقِينَ)(44). فقد جمعت الآية المعروف والتقوى فلا يظلم الورثة ، ولا يهمل غير الورثة ، ويتحرى التقوى في قصد واعتدال وفي بر وإفضال (45). ج- وفي حديث القرآن عن الطلاق وقطع الرابطة الزوجية يذكر الله المؤمنين بتقواه؛ حتى لا يظلموا المطلقات: فيقول سبحانه (وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ)(46). د- وفي كتابة الدين، وحفظ الحقوق المادية : يقول عز وجل (وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّوَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا)(47). هـ - وفيحفظ الحقوق وأداء الأمانة : يقول عز وجل (فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ)(48). و- وفي درء ما قد يحدث بين المؤمنين من خلاف في بعض المواقفوالمواقع يثير إلي التزام التقوى في راب الصدع، والرضا بحكم الله ورسوله فيقول وهوأصدق القائلين (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوااللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)(49). ز- وفي تحريرالمعاملات المالية من استغلال الربا وامتصاص دماء المحتاجين : يأتي الأمر بالتقوى رادعًا للنفوس المؤمنة عن الواقع فيما حرمه الله فيقول الله عز وجل (يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوااللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(50). ح- ويربط المولي سبحانه وتعالى الإيمان بالتقوى في حث المؤمنين علي التخلص من بقايا المعاملات الربوية فيقول (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَاإِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)(51) 13-ــ ويتحدث القرآن في كثير من الآيات عنمؤهلات التقوى وصفات المتقين الذين وعدهم الله حسن الجزاء في الدنيا والآخرة. وإذا كانت الآيات الأولي من سورة البقرة : تناولت العقيدة ممثلة فيالإيمان بالغيب: الذي يعني الإيمان بالله والملائكة والرسل وباليوم الآخر ، وتناولتالعبادة ممثلة في إقامة الصلاة والإنفاق مما رزقهم الله ...!! فإن آية البر من سورةالبقرة وهي من أطول آيات القرآن أضافت إلي العقيدة والعبادة الأخلاق الكريمة التيهي ثمرة العقيدة الراسخة والعبادة الخالصة لله الواحد (وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْإِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِأُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)(52). ومن صفات المتقين أيضا : كظم الغيظ والعفو عن الناس والإحسان إليهم وذكر الله الذييدفعهم إلي الاستغفار والمسارعة إلي التوبة إذا أذنبوا (وَسَارِعُوا إِلَىمَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْلِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِوَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّالْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّااللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْيَعْلَمُونَ)(53). جزاء المتقين 14- وقد فصلت آيات الذكر الحكيم الجزاء الكريم، الذي وعده الله المتقين في الدنيا والآخرة : فالمتقون هم أولياء الله وأحباؤه (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ)(54)، ( وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ) (55)، ومنهم يتقبل الأعمال (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)(56). - والله معهم بعونه وتوفيقه ، ورعايته (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ)(57)، - يجعل لهم من كل ضيق مخرجا (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا)(58)، - وييسر لهم كل عسير (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا)(59)،. ويغفر ذنوبهم ، ويكفر سيئاتهم ويهديهم سواء السبيل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)(60). أي يجعل لكم هداية في قلوبكم تفرقون بها بين الحق والباطل أو نصرا يفرق بين المحق والمبطل،أو مخرجا من الشبهات أو نجاة مما يخافون أو كل ذلك (61)، (وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(62). والمتقون هم أصحاب الجنة لهم أخلصت ومن أجلهم أعدت (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)، (تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا)(63)، ( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا)(64)، ( إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ)(65). وإن من رحمه الله بالمؤمنين أن هيأ طريق التقوى والدخول في زمرة المتقين لعباده جميعا حتى لمن ارتكب كبيرة أو أغراه الشيطان بالفاحشة ثم تاب وأناب ولاذ بحمي الكريم الوهاب الذي هو بحق أهل التقوى وأهل المغفرة ، وقد وسع كل شيء رحمة وعلما. - نسأله من واسع فضله أن يجعلنا من الأتقياء والمتقين. 1 - القاموس المحيط مادة (وقي) 2 - سورة آل عمران: 28 3 - معجم ألفاظ القرآن الكريم ـ معجم اللغة العربية بالقاهرة 1197. 4 - المعجم الوسيط 2/2095 5 - سورة النحل:81 6 - سورة غافر:9 7 - سورة تغابن :16 ـ سورة الحشر :9 8 - سورة البقرة :201 9 - سورة غافر : 7 10 - سورة غافر : 9 11 - سورة التحريم :6 12 - سورة الأعراف : 201 13 - سورة الأحزاب: 32 14 - سورة الزمر:24 15 - سورة الأحزاب : 55 16 - سورة الأحزاب : 37 17 - سورة طه : 132 18 - سورة الشمس: 6 19 - سورة البقرة : 177 20 - سورة الحجرات : 45 – الذاريات:19 21 - سورة الرعد:34 22 - سورة الرعد: 37 23 - سورة غافر:21 24 - سورة آل عمران: 28 25 - سورة آل عمران: 102 26 - سورة الليل:13 27 - سورة الحجرات:13 28 - سورة مريم : 13 29 - سورة مريم:18 30 - سورة مريم: 63 31 - تفسير التحرير والتنوير لمحمد الطاهر بن عاشور1/228 32 - في ظلال القرآن للشهيد سيد قطب 33 - سورة الشعراء:106-124-142-161-177 34 - في قوله تعالي ألا تتقون (تحتمل)ألا أن تكون كلمتين، همزة الاستفهام الإنكاري ولا النافية فيكون المقصود أن ينكر عليهم عدم التقوى وتحتمل أن تكون ألا أداة تخصيص وحث علي التقوى، انظر التحرير والتنوير 9/158 35 - سورة العنكبوت:16 36 - سورة البقرة: 21 37 - سورة الحشر:18 38 - أول سورة الأحزاب 39 - أخر سورة المدثر. 40 - سورة البقرة: 197 41 - سورة البقرة :183 42 - سورة البقرة:179 43 - في ظلال القرآن 2/235 44 - سورة البقرة:180 45 - الظلال:2/238 46 - سورة البقرة:241 47 - سورة المائدة:8 48 - سورة البقرة : 283 49 - أول سورة الأنفال. 50 - سورة آل عمران:130 51 - سورة البقرة :278 52 - سورة البقرة:177 53 - سورة آل عمران: 132-135 54 - سورة يونس:62-63 55 - سورة الجاثية:19 56 - سورة المائدة :27 57 - أخر النحل. 58 - سورة الطلاق:2 59 - سورة الطلاق:4 60 - سورة الأنفال:29 61 - صفوة البيان 1/299 62 - سورة البقرة : 189 63 - سورة مريم:63 64 - سورة الزمر:73 65 - سورة القلم: 34 ============= آخر تعديل عطر الجنة يوم
12-11-2015 في 02:04 AM. |
12-11-2015 | #2 |
مشرفة سابقة |
رد: التقوى في المعنى الشرعي ..وثمراتها اللهم اجعلنا من االمتقين يارب شكرا غاليتي عطر الجنة لك منـــــــي اجمل تحية موضوع في قمة الروعــــــــة جزاك الله خيرا و نفعك و نفع بك جميع المسلمين |
|
12-11-2015 | #3 | ||||||||||||||||||
إدارة قناة اليوتوب |
رد: التقوى في المعنى الشرعي ..وثمراتها
| ||||||||||||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة عطر الجنة ; 12-11-2015 الساعة 03:08 AM |
12-13-2015 | #5 |
العلوم الشرعية |
رد: التقوى في المعنى الشرعي ..وثمراتها جزاك الله خيرا أختي عطر الجنة على الموضوع الجميل أثابك الله ونفع بك |
إن الأمور إذا ما اللهُ يسَّرها أتتكَ من حيث لا ترجو وتحتسبُ ثق بالإلهِ ولا تركن إلى أحدٍ ، فالله أكرمُ مَن يُرجى ويرتقبُ ♡. |
12-18-2015 | #6 |
إدارة قناة اليوتوب |
رد: التقوى في المعنى الشرعي ..وثمراتها |
|
12-18-2015 | #8 |
إدارة قناة اليوتوب |
رد: التقوى في المعنى الشرعي ..وثمراتها |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 5 : | |
, , , , |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
(انجليزي) كلمات لها نطق واحد لكن المعنى مختلف | ناجية عثمان | شعاع تعليم اللغات | 12 | 05-07-2016 02:56 AM |
الصوت اللغوي في القرآن | إسمهان الجادوي | مكتبة القران الكريم | 4 | 01-14-2015 06:56 PM |
ديناميكية البناء اللغوي في القران | هوازن الشريف | شعاع القران الكريم وعلومه | 13 | 09-16-2014 09:12 PM |
آليات التحليل النحوي للنص اللغوي | أم يعقوب | شعاع اللغة العربية | 8 | 09-04-2014 05:54 PM |
حملة ......... معا الي الحجاب الشرعي | ام اصيل | شعاع العلوم الشرعية | 2 | 07-01-2014 04:59 PM |