منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع العلوم الشرعية (https://hwazen.com/vb/f38.html)
-   -   من فقه أسماء الله الحسنى الستِّير (https://hwazen.com/vb/t8006.html)

ام عبدالله وامنه 03-18-2015 01:55 PM

من فقه أسماء الله الحسنى الستِّير
 

http://store2.up-00.com/2015-03/1426671967311.gif

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح الورد
نكمل اخواتي دورتنا في فقه الأسماء الحسنى :-
الستِّير

روى ابن أبي حاتم في (( تفسيره )) ، والبيهقي في (( السنن الكبرى )) عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن رجلين سألا عن الاستئذان في الثلاث عورات التي أمر الله بها في القرآن ، فقال ابن عباس : (( إنّ الله ستير يحبُّ الستر ، كان الناس ليس لهم ستور على أبوابهم ولا حِجال في بيوتهم ، فربما فجأ الرجلَ خادمُه أو ولده أو يتيمُه في حَجْره وهو على أهله ، فأمرهم الله أن يستأذنوا في تلك العوراتِ التي سَمَّى الله ، ثم جاء الله بعدُ بالسُّتور ، فبَسطَ الله عليهم الرِّزق فاتخذوا السُّتورَ واتخذوا الحجال ، فرأى الناسُ أنَّ ذلك قد كفاهم مِنَ الاستئذان الذي أُمروا به )) .. صحّح إسناده ابن كثير في (( تفسيره )) ، والسيوطي في (( الدر المنثور )) ..
و(( الستير )) أي : الساترالذي يستر على عباده كثيرًا ، ولا يفضحهم في المشاهد ، الذي يحب من عباده الستر على أنفسهم مايفضحهم ويخزيهم ويشينهم، وهذا فضل من الله ورحمة ، وحلم منه سبحانه وكرم ، فالعبد قد يُقارف شيئًا من المعاصي والآثام ، مع فقره الشّديد إلى ربه سبحانه ، حتى إنه لا يمكنه أن يعصي إلَّا أن يتقوَّى عليها بنعم الله عليه بالسمع والبصر واليد والقدم والصحة والمال ونحو ذلك ...
والرّب سبحانه - مع كمال غناه عن الخلق كلهم وعن طاعتهم وعبادتهم - يكرم عبده ويستحيي من هتكه وفضيحته وإحلال العقوبة به ، ويقيض له من أسباب الستر ، ويوفقه للندم والتوبة ، ويعفو عنه ويغفر له ، وهذا من لطفه سبحانه بخلقه ورحمته بعبيده ،
قال الله تعالى : { أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [التوبة : 104]
وقال تعالى :{ وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا [النساء : 110]
وقال تعالى :{ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ [الشورى : 25] ..
ولهذا فإنه سبحانه يكره من عبده إذا وقع في معصية أن يذيعها ويشهرها ، بل يدعوه إلى أن يتوب إلى الله منها بينه وبينه ، وستر الله مسبول عليه ، لا أن يظهرها لأحد من الناس ، ومن أبغض الناس إليه من بات عاصيا والله يستره ، ثم يصبح يكشف ستر الله عليه ..
وقد جاءت السنّة بالنّهي عن هتك الإنسان ستر نفسه ، ففي (( الصحيحين )) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول : (( كلُّ أمَّتي معافى إلَّا المجاهرين ، وإنّ من المجاهرة أن يعمل الرّجل بالليل عملا وقد ستره الله ، فيقول : يافلان عملت البارحة كذا وكذا ، وقد بات يستره ربُّه ، ويصبح يكشف ستر الله عنه )) ..
قال ابن بطّال رحمه الله : (( في الجهر بالمعصية استخفافٌ بحقِّ الله ورسوله وبصالحي المؤمنين ، وفيه ضربٌ من العناد لهم ، وفي الستر بها السلامة من الاستخفاف ؛ لأنَّ المعاصي تُذلُّ أهلها ، ومِن إقامة الحدِّ عليه إن كان فيه حدّ ، ومِنَ التعزير إن لم يوجب حدًّا ، وإذا تمحَّضَ حقُّ الله فهو أكرم الأكرمين ، ورحمته سبقت غضبَه ، فلذلك إذا ستره في الدّنيا لم يفضحه في الآخرة ، والذي يجاهر يَفُوته جميع ذلك )) ..
ولذا جاء في (( صحيح مسلم )) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال (( لا يستر اللهُ على عبدٍ في الدُّنيا ، إلاّ ستره اللهُ يوم القيامة )) ..
وروى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما ؛ أنّ رجلاً سأله كيف سمعتَ رسولَ الله يقول في النّجوى ؟ قال : (( يدنو أحدكم من ربِّه حتى يضع كنفه عليه ، فيقول : عملت كذا وكذا ؟ فيقول : نعم . ويقول عملتَ كذا وكذا ؟ فيقول : نعم . فيقرِّره ثم يقول : إنّي سترتُ عليك في الدّنيا ، فأنا أغفرها لك اليوم )) ..
وفي هذا أنّ الواجب على العبد أن يجاهد نفسه على البعد عن الذنوب ومقارفتها ، وإذا ألمَّ بشيء فعليه أن يستر نفسه ويبادر إلى التوبة إلى الله عز وجل والإنابة إليه ، وليكثر من الأعمال الصّالحات ، كما في (( صحيح مسلم )) عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : (( جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال : يارسول الله إني عالجت امرأةً في أقصى المدينة ، وإني أصبت منها مادون أن أمسَّها ، فأنا هذا فاقض فيَّ ما شئتَ ، فقال له عمر : لقد سترك الله لو سترت نفسك ، قال : فلم يردّ النبي ﷺ شيئا ، فقام الرجل فانطلق ، فأَتْبَعَهُ النبي ﷺ رجلاً وتلا عليه هذه الآية : { وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ [هود : 114]، فقال رجل من القوم : يانبيَّ الله هذا له خاصة ؟ قال : بل للناس كافة )) ..
ومن هذا المعنى السّتر على عباد الله وتجنب هتك أستارهم وتتبع عوراتهم ، ففي (( المسند )) و (( سنن أبي داود )) عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال : (( يامعشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمانُ قلبه ، لا تغتابوا المسلمين ، ولا تتَّبعوا عوراتهم ؛ فإنَّه مَن يتَّبع عوراتهم يَتّبع الله عورته ، ومن يتَّبع الله عورته يفضحْه في بيته )) ..
وفي (( الصّحيحين )) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ، أن النبي ﷺ قال : (( من ستر مُسلمًا سَتَره الله يومَ القيامة )) ..
هذا ؛ وإنّ الواجب على كل مسلم أن يستتر بستر الله عزوجل وأن يتجنّب الذّنوب ماظهر منها وما بطن ، وأن يحفظ عورته ، وأن يصون عرضه ، وأن يتجنّب أبواب الرذائل ودروب الفساد وأن يُقبل على ربِّه تائبا منيبًا ، وأن يرجوه سبحانه أن يحفظه بما يحفظ به عباده الصالحين ، وأن يستر عيوبه وعورته ، وأن يمنَّ عليه بالعفو والعافيه ، يدعو بذلك لنفسه ولمن أحبّ ..
روى الإمام أحمد عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال : (( لم يكن رسول الله ﷺ يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح : اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة ، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي ، اللهم استر عوراتي ، وآمن روعاتي اللهم احفظني من بين يديّ ومن خلفي ، وعن يميني وان شمالي ، ومن فوقي ، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي )) ..
وقوله في هذا الدّعاء : (( اللهم استر عوراتي )) فيه طلب الستر من الله عزوجل ،،
والعورات المراد بها : عيوب الإنسان وتقصيره وكل مايسوؤه انكشافُه ، ويدخل في ذلك الحفظ من انكشاف العورة ، وهي في الرّجل مابين السرة إلى الرُّكبة ، وفي المرأة جميع بدنها ، وحريٌّ بالمرأة المسلمة أن تواظب على هذا الدعاء ، وأن تصون نفسها بالسِّتر ، وأن تضفيَ على نفسها جلباب الحشمة ، ولاسيما في هذا الزمن الذي كثر فيه التهتُّك ، وضعُف فيه السنر والحياء ..
اللهم استر عيوبنا وعوراتنا ، واغفر ذنوبَناوزلَّاتِنا ، واختم بالصالحات أعمالَنا وأعمارَنا ..
اللهم علمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا معرفة بك ياالله



حمامة الاسلام 03-18-2015 03:51 PM

رد: من فقه أسماء الله الحسنى الستِّير
 
بارك الله فيك و نفعك ونفع بك

أم منير 03-18-2015 05:11 PM

رد: من فقه أسماء الله الحسنى الستِّير
 
جزاك الله خيرا اختى رائع

ام عبدالله وامنه 03-19-2015 09:20 AM

رد: من فقه أسماء الله الحسنى الستِّير
 
شكرا لكم لمروركم الكريم

http://store1.up-00.com/2015-03/1426742269721.gif

ناجية عثمان 03-21-2015 01:08 PM

رد: من فقه أسماء الله الحسنى الستِّير
 
جزاك الله خيرا أختي .

ام عبدالله وامنه 03-25-2015 02:12 PM

رد: من فقه أسماء الله الحسنى الستِّير
 
http://store2.up-00.com/2015-03/1427278220431.jpg


الساعة الآن 07:53 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)