شعاع العلوم الشرعية مقالات- ارشاد- توجيه- خواطر تهدف للدعوة الى الله- حملات دعوية و ثقافة إسلامية.... |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||||||||||||
| ||||||||||||
من فقه أسماء الله المعطي ، الجواد بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مساء الورد نكمل اخواتي دورتنا في فقه الأسماء الحسنى :- المعطي ، الجواد فاسمه تبارك وتعالى (( المعطي )) ثابت في (( صحيح البخاري )) من حديث معاوية رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : (( مَن يرد الله به خيرًا يفقهه في الدِّين ، والله المعطي وأنا القاسم ، ولا تزال هذه الأمّة ظاهرين على من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون )) .. واسمه تبارك وتعالى (( الجواد )) جاء ذكره في الحديث القدسي حديث أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : (( يقول الله تعالى : ياعبادي كلكم ضالٌّ إلا من هديته ... )) الحديث ، وفي آخره عند الترمذي واين ماجه : (( ذلك بأنّي جوادٌ ماجد أفعل ما أريد ، عطائي كلام وعذابي كلام ، إنما أمري لشيء إذا أردته أن أقول له كنْ فيكون )) .. وكذلك ورد في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : (( إنَّ الله عز وجل جوادٌ كريم ، يستحي من العبد المسلم أن يمد يديه إليه ثم يقبضهما من قبل أن يجعل فيهما ماسأله )) رواه أبو القاسم بن بشران في (( الأمالي )) .. وفي حديث طلحة بن عبيد الله بن كريز مرسلا قال : قال رسول الله ﷺ : (( إن الله جوادٌ يحب الجود ، ويحب معالي الأخلاق ، ويكرَهُ سَفسَافَها )) رواه أبو عبيد في (( فضائل القرآن )) ، والبيهقي في (( شعب الإيمان )) وغيرهما .. والمعطي : المتفرِّد بالعطاء على الحقيقة ، لا مانع لما أعطى ، ولا معطي لما منع ، عطاؤه سبحانه كلام ، ومنعه كلام ، إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ، وكل ما بالعباد من نعمة فهي من منِّه وعطائه سبحانه ، وسع عطاؤه العباد كلَّهم ، مؤمنَهم وكافَرهم ، برَّهم وفاجَرهم ، هذا في الدُّنيا ، أما يوم القيامة فخص به أولياءه المؤمنين ، قال تعالى : { كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا [ 20] انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا [الإسراء : 21] .. وقال تعالى : { قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ [الأعراف : 32] .. والجواد معناه : كثير العطاء الذي عمَّ بجوده جميع الكائنات ، وملأها من فضله وكرمه ونعمه المتنوعة ، فلا يخلو مخلوق من إحسانه طرفة عين .. قال ابن القيم رحمه الله : (( وأخبره في عهده أنَّه أجود الأجودين ، وأكرم الأكرمين ، وأرحم الرّاحمين ، وأنه سبقت رحمتُه غضبَه ، وحلمُه عقوبتَه ، وعفُوهُ مؤاخذَتَه ، وأنه قد أفاض على خلقه النعمة ، وكتب على نفسه الرحمة ، وأنه يحب الإحسان والجود والعطاء والبر ،وأنَّ الفضل كلَّه بيده ، والخيرَ كلَّه منه ، والجودَ كلَّه له ، وأحبّ ماإليه أن يجود على عباده ويوُسعهم فضلًا ، ويغمرهم إحسانًا وجودًا ، ويتمّ عليهم نعمته ، ويضاعف لديهم منَّتَه ، ويتعرّف إليهم بأوصافه وأسمائه ، ويتحبَّب إليهم بنعمه وآلائه .. فهو الجواد لذاته ، وجُودُ كلِّ جوادٍ خلَقَه الله ويَخلُقُه أبدًا أقلُّ من ذرَّةٍ بالقياس إلى جُودِه ، فليس الجواد على الإطلاق إلَّا هو ، وَجُودُ كلِّ جوادٍ فَمِنْ جُودِه ، ومحبَّتُه للجود والإعطاء والإحسان والبر والإنعام والإفضال فوقَ مايخطرُ ببالِ الخلق أو يدور في أوهامهم .... وهو الجوادُ لذاته ، والعفوُ أحبُّ إليه مِنَ العدل ، والعطاءُ أحبُّ إليه مِنَ المنع )) .. وقال رحمه الله : (( وأنه سبحانه يحبُّ من عباده أن يُؤمِّلوه ويَرجُوهُ ويَسأَلوه من فضله ؛ لأنَّه الملك الحقُّ الجواد ، أجودُ مَن سُئِل ، وأوسَعُ مَن أَعطَى ، وأحبُّ ما إلى الجواد أن يُرجَى ويُؤمَّل ويُسأل ، وفي الحديث : (( من لم يسأل الله يغضب عليه )) .. وقال رحمه الله : (( ولو لم يكن مِنْ تحبُّبه إلى عباده وإحسانه إليهم وبِرِّه بهم إلَّا أنَّه خَلَق لهم ما في السّموات والأرض وما في الدُّنيا والآخرة ، ثمَّ أهَّلَهم وكرَّمَهم ، وأرسَل إليهم رُسلَه ، وأنزَلَ عليهم كُتبَه ، وشَرَع لهم شرائِعَه ، وأَذِنَ لهم في مناجاته كلَّ وقتٍ أرادُوا ، وكتب لهم بكلِّ حَسنةٍ يعملونها عشر أمثالِها إلى سبعمائة ضعفٍ إلى أضعافٍ كثيرةٍ ، وكتب لهم بالسيِّئةِ واحدةً ، فإن تابوا منها مَحاهَا ، وأثبتَ مكانَها حسنةً ، وإذا بلغت ذنوبُ أَحدِهم عنانَ السماءِ ثمَّ استغفرَه غَفَر له ، ولو لَقِيَهُ بِقُرابِ الأرض خطايَا ثمَّ لَقِيَه بالتوحيد لا يُشركُ به شيئًا لأَتاهُ بقُرابها مغفرةً ، وشرع لهم التَّوبةَ الهادمةَ للذّنوب ، فوَفَّقَهم لفِعلِها ، ثم قَبِلَها منهم ، وشَرَع لهم الحجَّ الذي يهدِمُ ماقَبلَه ، فوفَّقَهم لِفعْلِه وكَفَّر عنهم سيِّئاتِهم به ، وكذلك ماشَرَعَه لهم مِنَ الطَّاعات والقُرُبات ، وهو الذي أَمرهُم بها ، وخَلَقَها لهم ، وأعطاهم إيَّاها ، ورتَّبَ عليها جَزاءَها ، فمِنه السَّببُ ومنه الجزاءُ ، ومنه التوفيقُ ، ومنه العطاءُ أوَّلًا وآخرًا ، وهم محلُّ إحسانِه كلّه منه أوَّلاً وآخرًا ، وأعطى عبدَه المالَ وقال : تقرَّبْ بهذا إليَّ أَقْبَلْهُ منكَ ، فالعبدُ له والمالُ له والثوابُ منه ، فهو المعطِي أوَّلاً وآخرًا .. فكيف لا يُحَبُّ مَن هذا شأنُه ، وكيف لا يَستَحِي العبدُ أن يَصرِفَ شيئًا من محبَّتِه إلى غيره ، ومَن أَولى بالحمد والثناء والمحبَّة منه ؟! ومَن أولى بالكرَم والجُود والإحسان منه ؟! فسبحانه وبحمده لا إله إلَّا هو العزيز الحكيم )) .. وينبغي للعبد وقد عرف فضل الله وجودَه وعطاءَه وأن العطاء أحبُّ إليه من المنع ، والعفوَ أحبُّ إليه من الانتقام ؛ أن لا يعترَّضَ لغضبه سبحانه بفعل مساخطه وارتكاب مناهيه (( فإنَّ مَن فَعَلَ ذلك فقد استدعى من الجواد خلاف ماهو موصوف به من الجود والإحسان والبِرّ ، وتعرَّض لإغضابه وإسخاطه وانتقامه ، وأن يصير غضبُه وسَخَطُه في موضع رضاه ، وانتقامُه وعقوبتُه في موضع كرمه وبرِّه وعطائِه فاستدعى بمعصيته من أفعاله ماسواه أحبُّ إليه منه ، وخلاف ماهو من لوازم ذاته من الجود والإحسان )) .. والمرجُوُّ مِنَ الجواد الكريم سبحانه أن يَمُنَّ علينا جميعا بفعل الأسباب المؤدية إلى نيل جودِه وكرَمِه ، وأن يُعيذَنا من الأسباب الموضلة إلى سخطه وعقوبته وانتقامه ، فالجود جوده ، والمنُّ منُّه ، والأمر إليه من قبل ومن بعد لا شريك له .. اللهم علمنا ماينفعنا وانفعنا بنا علمتنا وزدنا معرفة بك يالله إن الأمور إذا ما اللهُ يسَّرها أتتكَ من حيث لا ترجو وتحتسبُ ثق بالإلهِ ولا تركن إلى أحدٍ ، فالله أكرمُ مَن يُرجى ويرتقبُ ♡. |
04-16-2015 | #3 |
العلوم الشرعية |
رد: من فقه أسماء الله المعطي ، الجواد |
إن الأمور إذا ما اللهُ يسَّرها أتتكَ من حيث لا ترجو وتحتسبُ ثق بالإلهِ ولا تركن إلى أحدٍ ، فالله أكرمُ مَن يُرجى ويرتقبُ ♡. |
05-21-2015 | #4 |
|
رد: من فقه أسماء الله المعطي ، الجواد اللهم امين جزاك الله خيرا اختي الطيب كله دوما اختباراتك تنقلنا للعلم الهادفه ، وأنه سبقت رحمتُه غضبَه ، وحلمُه عقوبتَه ، وعفُوهُ مؤاخذَتَه ، وأنه قد أفاض على خلقه النعمة ، وكتب على نفسه الرحمة ننتظرك جديدك |
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا قال ابن عون: "ذكر الناس داء،وذكر الله دواء" قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى : (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له" السير6 /369 قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره" الفتاوى السعدية 461 |
05-25-2015 | #6 |
العلوم الشرعية |
رد: من فقه أسماء الله المعطي ، الجواد يسعدني مروركم هنا أخواتي |
إن الأمور إذا ما اللهُ يسَّرها أتتكَ من حيث لا ترجو وتحتسبُ ثق بالإلهِ ولا تركن إلى أحدٍ ، فالله أكرمُ مَن يُرجى ويرتقبُ ♡. |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 5 : | |
, , , |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
من فقه أسماء الله الحسنى السيِّد | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 3 | 03-26-2015 03:19 PM |
من فقه أسماء الله الحسنى المتكبر | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 7 | 01-12-2015 08:41 PM |
من فقه أسماء الله الحسنى الدَّيَّان | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 7 | 01-12-2015 08:33 PM |
من شرح أسماء الله الحسنى | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 3 | 04-13-2014 01:48 PM |
ليس من أسماء الله تعالى القديم- للشيخ صالح الفوزان حفظه الله- | أم هاجر | شعاع العلوم الشرعية | 3 | 03-23-2014 06:03 PM |