11-09-2016
|
#2 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 69 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 76 | أخر زيارة : 03-10-2024 (11:47 AM) | المشاركات : 8,131 [
+
] | التقييم : 9284 | | لوني المفضل : Cadetblue | |
رد: التّرابط بين الإيمان و العمل : سرّ الارتباط بين الإيمان و العمل الصالح :
أيها الأخوة الكرام ؛ ذكر القرآن الكريم الإيمان وذكر معه العمل الصالح
في أكثر من سبعين آية ، ما سرّ هذا الارتباط ؛ الذين آمنوا وعملوا الصالحات ؟
الذين آمنوا وعملوا الصالحات وردَت في القرآن الكريم في أكثر من
سبعين آية ، بل إنّ الله سبحانه وتعالى لمْ يكْتفِ بِقَرْن العمل مع الإيمان ،
بل قيَّد العمل بأنَّه صالح ، الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، لأنّ هناك عملاً
غير صالح ، ما من إنسان إلا ويعمل ، حركته في الحياة هي عمله ، وبحْثهُ
عن رزقه هي عمله ، اسْتمتاعُهُ بما حوله عمله ، فما من إنسان إلا وهو يعمل ،
لكنّ الله سبحانه وتعالى قرنَ الإيمان بالعمل الصالح ، وقال بعضهم :
معنى العمل الصالح ، أي العمل الذي تصلحُ به الدنيا ، ويصلحُ به الدّين ،
أو العمل الذي يصلحُ به الفرْد ، ويصلحُ به المجتمع ، أو العمل الذي
تصلح به الحياة الماديّة ، والحياة الروحيّة ، فيا أيها الأخوة الأكارم ، هذا الإسلام
العظيم ، وهذا الشرع الحكيم ، وهذا الدِّين القويم دينٌ شُمولي ، يشْملُ
الدنيا والآخرة ، يشمل الفرْد والمجتمع، يشمل قلب الإنسان ، ويشمل جسده ،
ويشمل عقلهُ ، هذا المنهج الإلهي كما وصفهُ الله عز وجل في قوله تعالى : ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً ﴾
[ سورة المائدة : 3 ]
هذا المنهج الإلهي منهجٌ شمولي ، وقد فسَّر بعضهم قوله تعالى : ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾
[ سورة المائدة : 2]
البرّ صلاح الدنيا ، والتقوى صلاح الآخرة ، والإثم اقتراف المعصيَة
، والعدوان أن تعتدي على الآخرين ؛ على حقوقهم الماديّة ، وحقوقهم
الأدبيّة ، فهذه الآية من جوامع القرآن الكريم ، قال تعالى : ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾
[ سورة المائدة : 2]
وكلمة الإيمان والعمل الصالح وردَتْ في القرآن الكريم في أكثر من سبعين آية
، وقد قيَّدَ الله العمل بأنَّه صالح ، أيْ تصلحُ به الدنيا ، وتصلح به الآخرة
، يصلحُ به جسد الإنسان ، وتصلحُ به نفسهُ ، ويصلحُ به عقلهُ ،
يصلح به الفرد ، ويصلح به المجتمع ، تصلحُ في الإنسان قواه الروحيّة ، وقواه الماديّة . دَوْر العمل في حياة المؤمن :
أيها الأخوة الكرام ؛ دَوْر العمل في حياة المؤمن هو انطلاق
اختياريّ نحْوَهُ وليس المؤمن يُساق إلى العمل ، كما تساق القطعان
إلى أعمالها ، ولا يُساق إلى عمله بِقُوّة قاهرة ، ولا بضغط خارجيّ أو داخليّ
، إنّ المؤمن يتحرّك نحو العمل الصالح بِدافعٍ ذاتي نابعٍ من إيمانه ،
إذا عرف الإنسان حقيقته ، وسرّ وُجوده ، واسْتِخلاف الله له في الأرض ،
والأمانة التي كلِّفَ بها، والرسالة التي حمِّلها ، إذا عرف الإنسان حقيقته
انطلق بدافعٍ ذاتيّ إلى العمل ، عندئذٍ لا يحتاج إلى دافعٍ خارجي ،
لا يحتاج إلى قهر ، ولا إلى سَوقٍ ، ولا إلى ضغْطٍ ، ولا إلى تضْييق،
ينطلق الإنسان بِدافعٍ من ذاته إلى خدمة الخلق ، وإلى الدعوة إلى
الحقّ ، حتى إلى إحسان عمله المهني .
أيها الأخوة الكرام ؛ لا تصلح الدنيا إلا بالإيمان ، فما من عملٍ مادي
خالطهُ الإيمان إلا كان متقنًا ، وكان صاحبهُ مخلصًا ، وكان أميناً ، وكان
وفِيًّا ، وما من عملٍ دنْيوِيّ ابتعَدَ عنه الإيمان إلا لابسَهُ الغشّ ، والتزوير
، والمبالغة ، لابسَهُ مخالفة أحكام القرآن الكريم.
أيها الأخوة الكرام ؛ ألا تكفينا هذه الآية :
﴿وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾
[ سورة الزخرف : 72]
يتبع |
|
حين تستيقظ يوماً لتجد الأرجاء خاوية من الأحبة,
وقد تفلتت منا سبُلُ" اللقاء " .
فلا تحزن وتضيق بك الأكوان , واعمل للغد حتى
لا نفترق عند أعتاب الجنان
فرُب فراق غـــدٍ لاينفعه البكاء ولا شفعاء !" ،
وحين الرحيل للوجه الآخر من الحياة ."
لا تحزنوا فبرحمت الله اللقاء عند أعتاب الجنان |