11-09-2016
|
#4 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 69 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 76 | أخر زيارة : 03-10-2024 (11:47 AM) | المشاركات : 8,131 [
+
] | التقييم : 9284 | | لوني المفضل : Cadetblue | |
رد: التّرابط بين الإيمان و العمل : عوامل نجاح العمل :
أيها الأخوة الكرام ؛ أحد عوامل نجاح العمل في حقل الدّين أنّ المؤمن
يتمتَّع بِسَكينةٍ ما بعدها سكينة ، المؤمن يتمتّع بسَكينة النفس ،
وطمأنينة القلب ، وانشراح الصَّدْر ، وبسْمة الأمل ، ونعمة الرضا ،
وحقيقة الأمن ، وروح الحبّ ، وجمال الصفاء ، هذه هي صفات المؤمن ،
وهذه الصّفات هي التي تبْدِع ، هي التي تُسبِّبُ النجاح في العمل ،
وهذا شيءٌ ملاحظ، فالطالب المؤمن أنْجَحُ في دراسته من الطالب غير المؤمن ،
ذهنهُ صافٍ ، ونفسهُ مطمئنّة ، وثقته بالله كبيرة ، بينما الطالب غير المؤمن
موزَّع النفس بين الشهوات ، مُشتَّت القلب، متشائمٌ في أكثر الأحيان
، يائس في معظم الحالات ، الإنسان غير المؤمن شاردٌ ، مضطرب ،
قلق ، يائسٌ ، حاقدٌ على الناس ، والعمل يحتاج إلى صفاء ، وإلى سكينة ،
وإلى إبداع ، وإلى ثقة وتفاؤُل .
شيء آخر أيها الأخوة ، المُلاحظ أنّ المؤمن لأنَّه مستقيم ، وقّافٌ عند حدود الله،
يأْتَمِرُ بما أمر الله ، وينتهي عما عنه نهى ، ينْأى بنفسه عن ارتكاب الموبقات ،
والانغماس في أوْحال المحرّمات ، يأبى عليه أن يفرِغَ طاقته فيما حرمه الله عز وجل ،
فطاقاته مَصونة ، وإمكاناته محفوظة ، وعضلاته قويّة مفتولة ، وذهنهُ صافٍ
متَّقِد ، وأعصابه مطمئنّة مرتاحة ، لذلك في العالم الغربي والعالم الشرقي
، أو في العالمين الشاردين عن الله عز وجل ، في عالم الانحلال ، وعالم القهْر ،
في هذين العالمين الشهوات المحرّمة تستهلكُ كلّ الطاقات ، في بعض
الإحصاءات ورد أنّ اثنين وسبعين مليون إنسان في بلد غربيّ يتعاطَوْن الخمور
، وأنّ هذه الخمور تكلّف الدولة ما يزيد عن بليونين من العملات الصعبة لأنّ
هؤلاء الذين شربوا الخمور تعطّلوا عن الأعمال ، واحتاجوا إلى المصحّات .
أيها الأخوة الكرام ؛ بعض الدُّوَل العظمى التي تفكَّكَتْ قبل أن تتفكَّك حرَّمت
الخمر ، كَمُجتمع المسلمين ، والمجتمع النظيف ، المجتمع الساكن سكون
الرضا ، المجتمع الواثق بالله عز وجل ، هذا مؤهَّل لِكُلّ إنجازٍ عظيم ، فإذا قصَّرنا
في العمل فهذه وصْمة عارٍ في حقّنا .حجم الإنسان عند الله بحجم عمله الصالح :
مرة ثانية وأخيرة : حجمك عند الله بِحَجم عملك ، " يا بشْر لا صدقة ولا صيام
ولا جهاد فبِمَ تلقى الله إذًا " كلّ واحد يسأل نفسه هذا السؤال :
ما العمل الذي ألقى به الله غدًا ؟ ما العمل الذي أضعهُ بين يديّ عندما ألقى ربّي ؟
أيها الأخوة الكرام ؛ قلتُ هذا كثيرًا ، وسأُعيدُه مرَّةً ثانية : حرفتك ،
مهنتك التي ترتزق منها ، إذا كانت مشروعةً في الأصل ، ومارسْتها بِطَريقة
مشروعة ؛ لا كذب ، ولا تزوير، ولا مبالغة ، ولا إيهام ، ولا غشّ ، إذا كانت في
الأصل مشروعةً ، ومارسْتها بِطَريقة مشروعة ، وابْتَغَيتَ منها كفاية نفسك ،
وكفاية أهلك ، وخدمة المسلمين ، ولم تشْغلْك عن فريضة دينيّة ، ولا عن
مجلس علم ، ولا عن عملٍ صالح ، حرفتك تلك يمكن أن تنقلب إلى عبادة
تلقى الله بها ، وقد تدخل بها الجنّة ، إذا أتْقنْتَ عملك ، ونفعت المسلمين ، لذلك
كان السلف الصالح إذا فتحوا دكاكينهم يقول أحدهم : نوَيْتُ خدمة المسلمين .
أيها الأخوة الكرام ؛ الأعمال المباحة بالنوايا الطيبة تنقلب إلى عبادات ، أنت
إذا آمنْتَ إيمانًا كبيرًا انقلبَت حرفتك إلى عبادة ، انقلبَ بيتك إلى مسجد ، انقلب
عملك من أجل أهلك وأولادك إلى عمل صالح ، وأن تضع اللّقمة في
فم زوجتك هي لك صدقة .
عودٌ على بدء : في اللّحظة التي يستقرّ فيها الإيمان في قلب الرجل ، هذا
الإيمان يعبّر عن نفسه بالعمل ، وبالحركة نحو خِدمة الخلق ، ونحو الدعوة
إلى الحق ، فمن شعر أنّه سكوني ، وأنّه يكتفي بالانتماء إلى هذا الدّين ،
وأنّه يكتفي بالمشاعر الإيمانيّة ، يكتفي بالقناعات الفِكريّة ، هو في واد
وعملهُ في واد ، مثل هذا الإنسان يجب أن يقلق ، ويجب أن يضع إشارة
استفهام كبيرة على إيمانه لأنّ الجنّة لا يستحقّها الإنسان إلا بالعمل الصالح .
أيها الأخوة الكرام ؛ حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزِنوا أعمالكم قبل
أن توزن عليكم ، واعلموا أنَّ ملك الموت قد تخطَّانا إلى غيرنا ، وسيتخطَّى
غيرنا إلينا ، فلْنتَّخِذ حذرنا ؛ الكيّس من دان نفسه وعمل إلى ما بعد الموت ،
والعاجز من أتبَع نفسه هواها ،
وتمنَّى على الله الأماني ،
والحمد لله رب العالمين
* * * |
|
حين تستيقظ يوماً لتجد الأرجاء خاوية من الأحبة,
وقد تفلتت منا سبُلُ" اللقاء " .
فلا تحزن وتضيق بك الأكوان , واعمل للغد حتى
لا نفترق عند أعتاب الجنان
فرُب فراق غـــدٍ لاينفعه البكاء ولا شفعاء !" ،
وحين الرحيل للوجه الآخر من الحياة ."
لا تحزنوا فبرحمت الله اللقاء عند أعتاب الجنان |