شعاع العلوم الشرعية مقالات- ارشاد- توجيه- خواطر تهدف للدعوة الى الله- حملات دعوية و ثقافة إسلامية.... |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
11-09-2016 | #4 |
|
رد: التّرابط بين الإيمان و العمل : عوامل نجاح العمل : أيها الأخوة الكرام ؛ أحد عوامل نجاح العمل في حقل الدّين أنّ المؤمن يتمتَّع بِسَكينةٍ ما بعدها سكينة ، المؤمن يتمتّع بسَكينة النفس ، وطمأنينة القلب ، وانشراح الصَّدْر ، وبسْمة الأمل ، ونعمة الرضا ، وحقيقة الأمن ، وروح الحبّ ، وجمال الصفاء ، هذه هي صفات المؤمن ، وهذه الصّفات هي التي تبْدِع ، هي التي تُسبِّبُ النجاح في العمل ، وهذا شيءٌ ملاحظ، فالطالب المؤمن أنْجَحُ في دراسته من الطالب غير المؤمن ، ذهنهُ صافٍ ، ونفسهُ مطمئنّة ، وثقته بالله كبيرة ، بينما الطالب غير المؤمن موزَّع النفس بين الشهوات ، مُشتَّت القلب، متشائمٌ في أكثر الأحيان ، يائس في معظم الحالات ، الإنسان غير المؤمن شاردٌ ، مضطرب ، قلق ، يائسٌ ، حاقدٌ على الناس ، والعمل يحتاج إلى صفاء ، وإلى سكينة ، وإلى إبداع ، وإلى ثقة وتفاؤُل . شيء آخر أيها الأخوة ، المُلاحظ أنّ المؤمن لأنَّه مستقيم ، وقّافٌ عند حدود الله، يأْتَمِرُ بما أمر الله ، وينتهي عما عنه نهى ، ينْأى بنفسه عن ارتكاب الموبقات ، والانغماس في أوْحال المحرّمات ، يأبى عليه أن يفرِغَ طاقته فيما حرمه الله عز وجل ، فطاقاته مَصونة ، وإمكاناته محفوظة ، وعضلاته قويّة مفتولة ، وذهنهُ صافٍ متَّقِد ، وأعصابه مطمئنّة مرتاحة ، لذلك في العالم الغربي والعالم الشرقي ، أو في العالمين الشاردين عن الله عز وجل ، في عالم الانحلال ، وعالم القهْر ، في هذين العالمين الشهوات المحرّمة تستهلكُ كلّ الطاقات ، في بعض الإحصاءات ورد أنّ اثنين وسبعين مليون إنسان في بلد غربيّ يتعاطَوْن الخمور ، وأنّ هذه الخمور تكلّف الدولة ما يزيد عن بليونين من العملات الصعبة لأنّ هؤلاء الذين شربوا الخمور تعطّلوا عن الأعمال ، واحتاجوا إلى المصحّات . أيها الأخوة الكرام ؛ بعض الدُّوَل العظمى التي تفكَّكَتْ قبل أن تتفكَّك حرَّمت الخمر ، كَمُجتمع المسلمين ، والمجتمع النظيف ، المجتمع الساكن سكون الرضا ، المجتمع الواثق بالله عز وجل ، هذا مؤهَّل لِكُلّ إنجازٍ عظيم ، فإذا قصَّرنا في العمل فهذه وصْمة عارٍ في حقّنا .حجم الإنسان عند الله بحجم عمله الصالح : مرة ثانية وأخيرة : حجمك عند الله بِحَجم عملك ، " يا بشْر لا صدقة ولا صيام ولا جهاد فبِمَ تلقى الله إذًا " كلّ واحد يسأل نفسه هذا السؤال : ما العمل الذي ألقى به الله غدًا ؟ ما العمل الذي أضعهُ بين يديّ عندما ألقى ربّي ؟ أيها الأخوة الكرام ؛ قلتُ هذا كثيرًا ، وسأُعيدُه مرَّةً ثانية : حرفتك ، مهنتك التي ترتزق منها ، إذا كانت مشروعةً في الأصل ، ومارسْتها بِطَريقة مشروعة ؛ لا كذب ، ولا تزوير، ولا مبالغة ، ولا إيهام ، ولا غشّ ، إذا كانت في الأصل مشروعةً ، ومارسْتها بِطَريقة مشروعة ، وابْتَغَيتَ منها كفاية نفسك ، وكفاية أهلك ، وخدمة المسلمين ، ولم تشْغلْك عن فريضة دينيّة ، ولا عن مجلس علم ، ولا عن عملٍ صالح ، حرفتك تلك يمكن أن تنقلب إلى عبادة تلقى الله بها ، وقد تدخل بها الجنّة ، إذا أتْقنْتَ عملك ، ونفعت المسلمين ، لذلك كان السلف الصالح إذا فتحوا دكاكينهم يقول أحدهم : نوَيْتُ خدمة المسلمين . أيها الأخوة الكرام ؛ الأعمال المباحة بالنوايا الطيبة تنقلب إلى عبادات ، أنت إذا آمنْتَ إيمانًا كبيرًا انقلبَت حرفتك إلى عبادة ، انقلبَ بيتك إلى مسجد ، انقلب عملك من أجل أهلك وأولادك إلى عمل صالح ، وأن تضع اللّقمة في فم زوجتك هي لك صدقة . عودٌ على بدء : في اللّحظة التي يستقرّ فيها الإيمان في قلب الرجل ، هذا الإيمان يعبّر عن نفسه بالعمل ، وبالحركة نحو خِدمة الخلق ، ونحو الدعوة إلى الحق ، فمن شعر أنّه سكوني ، وأنّه يكتفي بالانتماء إلى هذا الدّين ، وأنّه يكتفي بالمشاعر الإيمانيّة ، يكتفي بالقناعات الفِكريّة ، هو في واد وعملهُ في واد ، مثل هذا الإنسان يجب أن يقلق ، ويجب أن يضع إشارة استفهام كبيرة على إيمانه لأنّ الجنّة لا يستحقّها الإنسان إلا بالعمل الصالح . أيها الأخوة الكرام ؛ حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزِنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم ، واعلموا أنَّ ملك الموت قد تخطَّانا إلى غيرنا ، وسيتخطَّى غيرنا إلينا ، فلْنتَّخِذ حذرنا ؛ الكيّس من دان نفسه وعمل إلى ما بعد الموت ، والعاجز من أتبَع نفسه هواها ، وتمنَّى على الله الأماني ، والحمد لله رب العالمين * * * |
حين تستيقظ يوماً لتجد الأرجاء خاوية من الأحبة, وقد تفلتت منا سبُلُ" اللقاء " . فلا تحزن وتضيق بك الأكوان , واعمل للغد حتى لا نفترق عند أعتاب الجنان فرُب فراق غـــدٍ لاينفعه البكاء ولا شفعاء !" ، وحين الرحيل للوجه الآخر من الحياة ." لا تحزنوا فبرحمت الله اللقاء عند أعتاب الجنان |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 6 : | |
, , , , , |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
~ هبي يا ريح الإيمان ~ | مريم مصطفى رفيق | شعاع العلوم الشرعية | 12 | 08-10-2016 11:32 PM |
فقه قوة الإيمان | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 5 | 05-10-2016 12:07 AM |
أنا وردةُ الإيمان | ام عبدالله وامنه | شعاع الأدب العربي | 6 | 01-11-2015 09:12 AM |
الإيمان قبل القرآن | إسمهان الجادوي | شعاع القران الكريم وعلومه | 14 | 02-27-2014 12:40 PM |