ُُيخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون ُُ
يعني لا يعصون
الله تعالى طرفة عين وانظر الى
حالنا من الغفلة هل نخاف مثلهم ؟
ومن يؤمن بالله يهد قلبه – ويكشف كربه -----
ويغفر ذنبه --- ويذهب غيظه ---
وينير طريقه ويسدد خطاه
لذا اجلس في السحر ومد يديك وارسل عينيك
وقل : جئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل يا جليل
يقول الامام ابن القيم الجوزية في كتابه طب
القلوب :
ان
الله سبحانه وتعالى لم يخلق خلقه عبثا ولم
يتركهم سدى بل خلقهم لامر عظيم
وخطب جسيم عرض السموات والارض والجبال
فأبين واشفق منه اشفاقا ووجلا وقلن ربينا ان
امرتنا فسمعا وطاعة وان خيرتنا فعافيتك نريد لا
نبغي بها بدلا وحمله الإنسان على ضعفه وعجزه
عن حمله وباء به على ظلمه وجهله فالقى اكثر
الناس الحمل عن ظهورهم لشدة مؤنته عليهم
وثقله
فصحبوا الدنيا صحبة الانعام السائمة لا ينظرون
في معرفة موجدهم وحقه عليهم ولا في المراد
من ايجادهم واخراجهم الى هذه الدار التي هي
طريق ومعبر الى دار القرار ولا يتفكرون في قلة
مقامهم في الدنيا الفانية وسرعة رحيلهم الى
الاخرة الباقية فقد ملكهم باعث الحس وغاب عنهم
داعي العقل وشملتهم الغفلة وغرتهم الاماني
الباطلة والخدع الكاذبة فخدعهم طول الامل وران
على قلوبهم سوء العمل فهممهم في لذات
وشهوات النفوس كيف حصلت حصلوها ومن اي
وجه لاحت اخذوها اذا بدا لهم حظ من الدنيا وهم
عن الاخرة هم غافلون نسوا فانساهم انفسهم
اولئك هم الفاسقون
والعجب كل العجب من
غفلة من لحظاته معدودة
عليه وكل نفس من انفاسه لا قيمة له اذا ذهب
لم يرجع اليه فمطايا الليل والنهار تسرع به ولا
يتفكر الى اين يحمل ويسار به اعظم من سير
البريد ولا يدري الى اي الدارين ينقل فاذا نزل به
الموت اشتد قلقه لخراب ذابه وذهاب لذاته لا لما
سبع من جناياته وسلف من تفريطه حيث لم يقدم
لحياته فاذا خطرت له خطرة عارضة لما خلق له
دفعها باعتماده على العفو وقال قد انبئنا انه الغفور
الرحيم وكانه لم ينبا ان عذابه هو العذاب الاليم
ودمتم بحفظ
الله ورعايته