الموضوع
:
جبر الخواطر على الله عبادة ايمانية وخلق اسلامي
عرض مشاركة واحدة
05-03-2020
#
5
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
69
تاريخ التسجيل :
May 2013
العمر :
76
أخر زيارة :
03-10-2024 (11:47 AM)
المشاركات :
8,131 [
+
]
التقييم :
9284
لوني المفضل :
Cadetblue
رد: جبر الخواطر على الله عبادة ايمانية وخلق اسلامي
جبر الخواطر و تطييب النفوس كانت له صور متنوعة
و مواقف متعددة في سيرة رسول الله صلى الله عليه و سلم
فها هو صلى الله عليه و سلم يجبر خاطر أحد أصحابه لما
وجده حزينا و متألما على فقد أبيه ، و قد ترك ديونا أثقلته
ففي سنن الترمذي بسند حسن ( أن جَابِرَ بْنَ عَبْدِاللَّهِ يَقُولُ :
لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم فَقَالَ لِي
« يَا جَابِرُ مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا ».
قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتُشْهِدَ أَبِى قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ وَ تَرَكَ
عِيَالاً وَ دَيْنًا ، ( أخوات و دين ، و ليس إلا جابر )
قَالَ « أَفَلاَ أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِىَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ ».
قَالَ قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ .
قَالَ « مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلاَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ
وَ أَحْيَا أَبَاكَ فَكَلَّمَهُ كِفَاحًا فَقَالَ يَا عَبْدِى تَمَنَّ عَلَىَّ أُعْطِكَ .
قَالَ يَا رَبِّ تُحْيِينِي فَأُقْتَلَ فِيكَ ثَانِيةً .
قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّى أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لاَ يُرْجَعُونَ ».
قَالَ : وَ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ :
( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا )
( آل عمران : 169 )
( رواه الترمذي و ابن ماجه ، و حسنه الألباني ).
فانظر كيف جبر الرسول خاطره
و أزاح عنه الهم بهذه الكلمات ؟!
و يجبر رسول الله صلى الله عليه و سلم خواطر
اليتامى و يطيب نفوسهم بقوله صلى الله عليه و سلم
كما في البخاري :
« أَنَا وَ كَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا ».
وَ أشار بِإِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَ الْوُسْطَى و فرق بينهما قليلا .
كما فرض رسول الله صلى الله عليه و سلم زكاة الفطر
جبراً لقلوب الفقراء و إعزازاً لهم عن ذل السؤال في
يوم العيد ، و هو صلى الله عليه و سلم الذي كان يجبر
قلوب الضعفاء و المساكين فكانت الجارية أو الأمَةُ
مِنْ إماءِ أهْلِ المَدِينَةِ تَأْخُذُ بِيَدِه فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيْثُ شاءَتْ .
و كان عليه الصلاة و السلام يطيّب خواطر هؤلاء
الذين أثقل كاهلهم الدين ، و لا يجدون ما يواجهون به
مهمات الحياة و وظائفها : كالزواج
دخل عليه الصلاة و السلام ذات يوم المسجد
فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة
فقال : يا أبا أمامة ، مالي أراك جالساً في المسجد في غير
وقت الصلاة ؟ قال : هموم لزمتني ، و ديون يا رسول الله
قال : أفلا أعلمك كلاماً إذا أنت قلته أذهب الله عز و جل
همك و قضى عنك دينك ، قلت: بلى يا رسول الله ؟
قال : قل إذا أصبحت ، و إذا أمسيت :
اللهم إني أعوذ بك من الهم ، و الحزن ، و أعوذ بك من العجز
و الكسل ، و أعوذ بك من الجبن ، و البخل
و أعوذ بك من غلبة الدين ، و قهر الرجال
قال أبو أمامة : ففعلت ذلك
فأذهب الله عز و جل همي و قضى عني ديني
و حتى الأطفال كان لهم من جبر الخاطر
مع رسول الله صلى الله عليه و سلم نصيب
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :
كَانَ لِي أَخٌ صَغِيرٌ يُكْنَى أَبَا عُمَيْرٍ فَطِيمًا أيْ تجاوزَ
السَّنتينِ من عُمرِهِ وَ كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يُمَازِحُهُ
وَ كَانَ لَهُ نُغَرٌ طائرٌ صَغيرٌ يُشبِهُ العُصفورِ يَلْعَبُ بِهِ فَمَاتَ
فَدَخَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَرَآهُ حَزِينًا
فَقَالَ :" مَا شَأْنُهُ ؟”، قَالُوا : مَاتَ نُغَرُهُ، فَقَالَ مواسياً له
و جابراً لقلبِه : “ يَا أَبَا عُمَيْرٍ ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ ؟"
كأنَّه يقولُ : أخبرني ما الذي حدثَ ؟.
و لكم أن تتخيلوا شعورَ هذا الغلامِ و هو يسترسلُ
في حديثِه للنَّبيِّ صلى اللهُ عليه و سلمَ عن النُّغيرِ
و ذِكرياتِه و مشاعرِه ، و ما لهذا الحديثِ من الأثرِ
في جبرِ خاطرِ الصغيرِ ، و تسليةِ قلبِه الكسيرِ .
و لا شك أن كل إنسان منا قد حُفر في ذاكرته أشخاص
كان لهم الدور الفاعل و العمل الدءوب بمواقف
سُطرت و حُفظت سواء بالقول أو الفعل أو رسالة
أو فكرة أو كلمة خير جبرت نفوسا و أثلجت صدورا
فهذه المواقف تُحفظ و لا تُنسى ، كما لم ينس النبي
عليه الصلاة و السلام موقف المطعم بن عدي حين
أدخله في جواره يوم عودته من الطائف حزيناً أسيفاً
فقال يوم أُسر أسرى بدر :
“ لو كان المطعم بن عدي حياً و كلمني
في هؤلاء النتنى لأجبته فيهم ”
صحيح البخاري
حين تستيقظ يوماً لتجد الأرجاء خاوية من الأحبة,
وقد تفلتت منا سبُلُ" اللقاء " .
فلا تحزن وتضيق بك الأكوان , واعمل للغد حتى
لا نفترق عند أعتاب الجنان
فرُب فراق غـــدٍ لاينفعه البكاء ولا شفعاء !" ،
وحين الرحيل للوجه الآخر من الحياة ."
لا تحزنوا فبرحمت الله اللقاء عند أعتاب الجنان
فترة الأقامة :
3995 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
196
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
2.04 يوميا
امي فضيلة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى امي فضيلة
البحث عن كل مشاركات امي فضيلة