من إنجازات
المسلمين كذلك ما ذكَره لوبون،أن "الطب مَدين للعرب بعقاقير كثيرة؛
كالسليخة والسنامكي والراوند والتمر الهنديوجوز الطيب والقرمز والكافور
والغول (الكحول)، وما إلى ذلك، وهو مَدين لهم بفن الصيدلة
وبكثير من المستحضرات التي لا تزال تستعمل كالأشربة واللعوق واللزقات والمراهم
والدهانوالمياه المقطرة... إلخ"، والطب مَدين لهم كذلك بطرق مبتكَرة في المداواة، عاد (الطب) إليها على أنها اكتشافات حديثة بعد أن نُسيت زمنًا طويلاً، ومنها طريقة امتصاص النبات بعضالأدوية، كما صنَع ابن زهر، الذي كان يُعالِج المرضى المصابين بالقبض بإطعامهم
عنبًا أُشرب من بعض المسهلات.
هذا، والمسلمون هم الذين اكتشَفوا الأشربة والمستحلبات والخلاصات العِطرية،
وهم أول من استعمل الحشيش والأفيون والزوان في عملية التخدير، إلا أنه من أهم
مآثر
المسلمين وإنجازاتهم في ميدان
الصيدلة والأدوية - إدخالها (أي: إدخال الصيدلة
والأدوية) في نظام المراقبة، خصوصًا بعدما فشا الغِش، وفسدت النفوس، وصار همها
الربح السريع وجمْع المال، وقد لوحظ أن أشخاصًا كُثرًا كانوا يبيعون الأدوية ويغشُّون الناس
إبان عهد المأمون؛ فقد روى القفطي في كتابه "تاريخ الحكماء" وابن أبي أصيبعة في سِفره
الضخم "عيون الأنباء في طبقات الأطباء" أن يوسف لقوة الكيميائي عَرَّض - مدافعًا عن
الكيميائيين - بأمانة الصيادلة؛ حيث اقترَح على المأمون أن يضع اسمًا من الأسماء لا
يُعرَف ويتوجَّه إلى جماعة من الصيادلة رسل يسألونهم عن سقطيثا، فكلهم ذكَر أنه
عنده، وأخذ الثمن من الرسل ودفع إليهم شيئًا من حانوته، فصاروا إلى المأمون
بأشياء مختلفة، فمنهم من أتى بقطعة حجر، ومنهم من أتى بقطعة وتد... إلخ.