07-26-2021
|
#49 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 6 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 40 | أخر زيارة : منذ 6 ساعات (06:59 PM) | المشاركات : 16,403 [
+
] | التقييم : 43872 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkviolet | |
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي ( قرينة من أعيار وقلد حبله ** وحاذر جراه الصديق الأقارب )
( قال أبو علي ) قال الأصمعي مدح ومده وما أحسن مدحه ومدهه ومدحته ومدهته
( قال ) وقال الحرث بن مصرف ساب حجل بن نضلة معاوية بن شكل عن المنذر أو النعمان ( شك فيه الأصمعي ) فقال حجل أنه قتال ظباء تباع اماء مشاء بأقراء قعو الأليتين أفحج الفخذين مفج الساقين فقال أردت أن تذمه فمدهته
ورواية أبي بكر بن دريد كيما تذيمه ( قال أبو علي ) الأقراء واحدها قرئ وهو مسيل الماء إلى الرياض
وقعوا الأليتين ممتليء ءالاليتين ناتئهما ليس بمنبسطهما والفحج التباعد ومفج الساقين متباعدة هذه عن هذه
ويقال قوس فجواء إذا بان وترها عن كبدها وأنشد لرؤبة
( لله در الغانيات المدة ) أي المدح
ويقال كدحه وكدهه ووقع من السطح فتكدح وتكده وأنشد لرؤبة
( يخاف صقع القارعات الكدة ** ) الصقع كل ضرب على يابس كده كسر والقارعة كل هنة شديدة القرع ويقال هبش له وحبش أي جمع له وهو يهتبش ويحتبش والأحبوش الجماعات قال رؤبة
( لولا حباشات من التحبيش ** لصبية كأفرخ العشوش )
( وقال العجاج كأن صيران المها الأخلاط ** برملها من عاطف وعاط )
( بالرمل أحبوش من الأنباط ** )
أي جماعة من الأنباط ويقال قهل جلدهخ وقحل والمتقهل اليابس الجلد ويقال للرجل إذا كان يتيبس في القراءة متقهل ومتقحل ويقال جله وجلح وهو الجله والجلح وهو إنحسار الشعر من مقدم الرأس فوق الصدغين قال رؤبة
( براق أصلاد الجبين الأجله ** الأصلاد جمع صلد وكل حجر صلب فهو صلد )
ويقال نحم ينحم ونهم ينهم ونأم ينئم وأنح يأنح وأنه يأنه وهو صوت مثل الزحير
قال رؤبة
( رعابة يخشى نفوس الأنه ** يصف فحلا يقول يرعب نفوس الذين يأنهون )
وقال غير الأصمعي في صوته صحل وصهل أي بحوحة ( وقال ) هو يتفيهق في كلامه ويتفحيق إذا توسع في الكلام وتنطع وأصله الفهق وهو الإمتلاء ( وقال الأصمعي ) يقال الحقحقة والهقهقة السير المتعب ( قال ) وقال رؤبة
( يصبحن بعد القرب المقهقه ** ) إنما أصله من التحقحقة قلبوا الحاء هاء لأنها أختها وقلبوا الهقهقة إلى القهقهة
ومن أمثالهم ( شر السير الحقحقة ) ( قال ) وقال مطرف بن الشخير لإبنه يا عبد الله عليك بالقصد وإياك وسير الحقحقة يريد الأتعاب ( قال أبو علي ) الحقحقة مشتق من الحق أي يعطى الناقة الحق في سيرها فتجهد نفسها قال أبو علي وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا أبو حاتم عن أبي عبيدة وحدثنا قال حدثني أيضا السكن بن سعيد عن محمد بن عباد عن ابن الكلبي ولفظاهما متفقان غير أن أبا عبيدة قال لبعض ملوك اليمن وقال ابن الكلبي لذى رعين قال مات أخ لذى رعين فعزاه بعض أهل اليمن فقال أن الخلق للخالق والشكر للمنعم والتسليم للقادر ولابد مما هو كائن وقد حل ما لا يدفع ولا سبيل إلى رجوع ما قد فات وقد أقام معك ما سيذهب عنك وستتركه فما الجزع مما لا بد منه وما الطمع فيما لا يرجى وما الحيلة فيما سينقل عنك أو تنقل عنه وقد مضت لنا أصول نحن فروعها فما بقاء الفرع بعد الأصل فأفضل الأشياء عند المصائب الصبر وإنما أهل الدنيا سفر لا يحلون عن الركاب إلا في غيرها فما أحسن الشكر عند النعم والتسليم عند الغير فاعتبر بمن قد رأيت من أهل الجزع هل ردا أحدا منهم إلى ثقة من درك واعلم أن أعظم من المصيبة سوء الخلف فأفق والمرجع قريب واعلم أنما ابتلاك المنعم وأخذ منك المعطى وما ترك أكثر فإن نسيت الصبر فلا تغفل عن الشكر
وحدثنا أبو بكرقال حدثنا سعيد بن هرون الأشنانداني عن التوزي عن أبي عبيدة قال عزى رجل من العرب رجلا على أخيه فقال محبوب فائت وغنم عارض أن ضيعته فات أيضا وبقيت حسيرا أما أخوك فلا أخوك فلا يذهب بك جزعك فتحط سوددك وتقل ثقة عشيرتك باضطلاعك بالأمور وفي كثرة الأسا عزاء عن المصائب
وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال سمعت عمي يقول التهنئة على آجل الثواب أولى من التعزية على عاجل المصيبة
وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثنا عمي عن أبيه عن ابن الكلبي عن أبيه قال نشأ لسلامة ذي فائش ابن كأكمل أبناء المقاول وكان به مسرورا يرشحه لموضعه فركب ذات يوم فرسا صعبا فكبابه فوقصه فجزع عليه أبوه جزعا شديدا وامتنع من الطعام واحتجب عن الناس واجتمعت وفود العرب ببابه ليعزوه فلامه نصحاؤه في إفراط جزعه فخرج إلى الناس فقام خطباؤهم يؤسونه وكان في القوم الملبب بن عوف بن سلمة بن عمرو بن سلمة الجعفي وجعادة بن أفلح بن الحرث وهو جد الجراح بن عبد الله الحكمى صاحب خراسان فقام الملبب فقال أيها الملك إن الدنيا تجود لتسلب وتعطى لتأخذ وتجمع لتشتت وتحلى لتمر وتزرع الأحزان في القلوب بما تفجأ به من استرداد الموهوب وكل مصيبة تخطأتك جلل ما لم تدن الأجل وتقطع الأمل وإن حادثا ألم بك فاستبد بأقلك وصفح عن أكثرك لمن أجل النعم عليك وقد تناهت إليك أبناء من رزئ فصبر وأصيب فاغتفر إذا كان شوى فيما يرتقب ويحذر فاستشعر اليأس مما فات إذ كان ارتجاعه ممتنعا ومرامه مستصعبا فلشئ ما ضربت الأسى وفزع أولو الألباب إلى حسن العزاء
وقام جعادة فقال أيها الملك لا تشعر قلبك الجزع على ما فات فيغفل ذهنك عن الإستعداد لما يأتي وناضل عوارض الحزن بالأنفة عن مضاهاة أفعال أهل وهي العقول فإن العزاء لحزماء الرجال والجزع لربات الحجال ولو كان الجزع يرد فائتا أو يحيى تالفا لكان فعلا دنيئا فكيف به وهو مجانب لأخلاق ذوي الألباب فارغب بنفسك أيها الملك عما يتهافت فيه الأرذلون وصن قدرك عما يركبه المخسوسون وكن على ثقة أن طمعك فيما استبدت به الأيام ضلة كأحلام النيام ( قال أبو علي ) المقاول والأقيال دون الملوك العظماء ووقصه كسره ويؤسونه يعزونه وأصله أن يقال لك أسوة بفلان وفلان والجلل الصغير والجلل الكبير وهو من الأضداد والبدة النصيب واستبد به أي جعله نصيبه والشوى الهين اليسير والشوى أيضا رذال المال والمناضلة المراماة والمضاهاة المشاكلة والتهافت التتابع وقرأنا على أبي بكر بن دريد
( حبسن بين رمله وقف ** وبين نخل هجر الملتف )
( ثمت أصدرن بغير كف ** هذه إبل خرجت للميرة فرجعت بغير كف من طعام )
وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثني أبي قال حدثنا أحمد بن عبيد قال حدثنا الزنادي قال يقال أن عمر بن عبد العزيز رحمه الله تكلم بهذا الكلام في خطبته ما الجزع مما لا بد منه وما الطمع فيما لا يرجى وما الحيلة فيما سيزول وإنما الشيء من أصله فقد مضت قبلنا أصول نحن فروعها فإبقاء فرع بعد أصله إنما الناس في الدنيا أغراض تنتضل فيهم المنايا وهم فيها نهب للمصائب مع كل جرعة شرق وفي كل أكلة غصص لا ينالون نعمة إلا بفراق أخرى ولا يعمر معمر يوما من عمره إلا بهدم آخر من أجله وأنتم أعوان الحتوف على أنفسكم فأين المهرب مما هو كائن وإنما نتقلب في قدرة الطالب فما أصغر المصيبة اليوم مع عظيم الفائدة غدا وأكبر خيبة الخائب فيه والسلام
وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثنا محمد بن علي المديني قال حدثنا أبو الفضل الربعي الهاشمي قال حدثني نهشل بن دارم عن أبيه عن جده عن الحرث الأعور قال سئل علي بن أبي طالب رضوان الله عليه عن مسالة فدخل مبادرا ثم خرج في حذاء ورداء وهو متبسم فقيل له يا أمير المؤمنين إنك كنت إذا سئلت عن المسئلة تكون فيها كالسكة المحماة قال إني كنت حاقنا ولا رأي لحاقن ثم أنشأ يقول
( إذا المشكلات تصدين لي ** كشفت حقائقها بالنظر )
( وإن برقت في مخيل الصواب ** عمياء لا يجتليها البصر )
( مقنعة بغيوب الأمور ** وضعت عليها صحيح الفكر )
( لسانا كشقشقة الأرحبي أو كالحسام اليماني الذكر ** )
( وقلبا إذا استنطقته الفنون ** أبر عليها بواه درر )
( ولست بإمعة في الرجال ** يسائل هذا وذا ما الخبر )
( ولكنني مذرب الأصغرين ** أبي أبين مما مضى ما غبر )
( قال أبو علي ) المخيل السحاب الذي يخال فيه المطر
والشقشقة ما يخرجه الفحل من فيه عند هياجه ومنه قيل لخطباء الرجال شقاشق أنشدني أبو المياس لتميم بن مقبل
( عاد الأذلة في دار وكان بها ** هرت الشقاشق ظلامون للجزر )
وأبر زاد على ما تستنطقه والإمعة الأحمق الذي لا يثبت على رأي والمذرب الحاد وأصغراه قلبه ولسانه
وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال كان عبد الملك بن مروان ذات ليلة في سمرة مع ولده وأهل بيته وخاصته فقال لهم ليقل كل واحد منكم أحسن ما قيل من الشعر وليفضل من رأى تفضيله فأنشدوا وفضلوا فقال بعضهم امرؤ القيس وقال بعضهم النابغة وقال بعضهم الأعشى فلما فرغوا قال أشعروا الله من هؤلاء جميعا عندي الذي يقول ( قال أبو علي ) أنشد عبد الملك بعض هذه الأبيات التي أناذا كرها وضممت إليها ما اخترت من القصيدة وقت قراءتي شعر معن بن أوس على أبي بكر بن دريد وما رواه ابن الأعرابي في نوادره
( وذي رحم قلمت أظفار ضغنه ** بحلمى عنه وهو ليس له حلم )
( يحاول رغمي لا يحاول غيره ** وكالموت عندي أن يحل به الرغم )
( فإن أعف عنه أغض عينا على قذى ** وليس له بالصفح عن ذنبه علم )
( وإن أنتصر منه أكن مثل رائش ** سهام عدو يستهاض بها العظم )
( صبرت ما كان بيني وبينه ** وما تستوي حرب الأقارب والسلم )
( وبادرت منه النأي والمرء قادر ** على سهمه ما دام في كفه السهم )
( ويشتم عرضى في المغيب جاهدا ** وليس له عندي هوان ولا شتم )
( إذا سمته وصل القرابة سامني قطيعتها تلك السفاهة والاثم وإن أدعه للنصف يأب ويعصني ** ويدعو لحكم جائر غيره الحكم )
( فلولا اتقاء الله والرحم التي ** رعايتها حق وتعطيلها ظلم )
( إذا لعلاه بارقي وخطمته ** بوسم شنار لا يشاكهه وسم )
( ويسعى إذا أبنى ليهدم صالحي ** وليس الذي يبني كمن شأنه الهدم )
( يود لو أني معدم ذو خصاصة ** وأكره جهدي أن يخالطه العدم )
( ويعتد غنما في الحوادث نكبتي ** وما إن له فيها سناء ولا غنم )
( فما زلت في ليني له وتعطفي ** عليه كما تحنو على الولد الأم )
وروى فما زلت في رفق به وتعطف عليه وزاد ابن الأعرابي
( وخفض له مني الجناح تألفا ** لتدنيه مني القرابة والرحم )
( وقولي إذا أخشى عليه مصيبة ** ألا أسلم فداك الخال ذو العقد والعم )
وروى
( وقولي إذا أخشى عليه ملمة ) ألا أسلم
( وصبري على أشياء منه تريبني ** وكظمي على غيظي وقد ينفع الكظم )
( لأستل منه الضعن حتى استللته ** وقد كان ذا ضغن يضيق به الجرم )
( رأيت انثلاما بيننا فرقعته ** برفقي واحيائي وقد يرقع الثلم )
( وأبرأت غل الصدر منه توسعا ** بحلمي كما يشفى بالأدوية الكلم )
وزاد ابن الاعرابي
( فداويته حتى ارفأن نفاره ** فعدنا كأنا لم يكن بيننا ضرم )
( وأطفأ نار الحرب بيني وبينه ** فأصبح بعد الحرب وهو لنا سلم )
وروى فاطفأت نار الحرب فقيل له يا أمير المؤمنين من قائل هذه الأبيات قال معن ابن أوس المزني وقرأت على أبي بكر بن دريد رحمه الله
( لنعم الفتى أضحى باكناف حائل ** غداة الوغى أكل الردينية السمر )
( لعمري لقد أرديت غير مزلج ** ولا مغلق باب السماحة بالعذر )
( سأبكيك لا مستبقيا فيض عبرة ** ولا طالبا بالصبر عاقبة الصبر )
وقرأت عليه لرجل مات له أخ بعد أخ
( كأني وصيفيا خليلي لم نقل ** لموقد نار آخر الليل أوقد )
( فلو أنها إحدى يدي رزئتها ** ولكن يدي بانت علي إثرها يدي )
( فأقسمت لا آسى علي إثر هالك ** قدي الآن من وجد على هالك قدى )
وأنشدني محمد بن السري السراج لأبي عبد الرحمن العطوي
( حنطته يا نصر بالكافور ** وزففته للمنزل المهجور )
( هلا ببعض خلاله حنطته ** فيضوع أفق منازل وقبور )
( تالله لو بنسيم أخلاق له ** تعزى إلى النقديس والتطهير )
( طيبت من سكن الثرى وعلا الربى ** لتزودوه عدة لنشور )
( فاذهب كما ذهب الوفاء فإنه ** عصفت به ريحا صبا ودبور )
( واذهب كما ذهب الشباب فإنه ** قد كان خير مجاور وعشير )
( والله ما أبنته لأزيده ** شرفا ولكن نفثه المصدور )
وقرأت على أبي بكر بن دريد رحمه الله قول الشاعر
( وقد كتب الشيخان لي في صحيفتي ** شهادة عدل أدحضت كل باطل )
يعني والديه يقول بينا شبهى في صحيفة وجهي ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر قال حدثنا سعيد بن هرون قال حدثني شيخ من أهل الكوفة عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق أخي بني عامر بن لؤي قال قالت هند لأبيها عتبة بن ربيعة إني امرأة قد ملكت أمرى فلا تزوجني رجلا حتى تعرضه علي قال لك ذاك فقال لها ذات يوم أنه قد خطبك رجلان من قومك ولست مسميا لك واحدا منهما حتى أصفه لك
أما الأول ففي الشرف الصميم والحسب الكريم تخالين به هوجا من غفلته وذلك إسجاح من شيمته حسن الصحابة سريع الإجابة أن تابعته تبعك وإن ملت كان معك تقضين عليه في ماله وتكتفين برأيك عن مشورته
وأما الآخر ففي الحسب الحسيب والرأي الأريب بدر أرومته وعز عشيرته يؤدب أهله ولا يؤدبونه ان اتبعوه أسهل بهم وإن جانبوه توعر عليهم شديد الغيره سريع الطيره صعب حجاب القبة ان حاج فغير منزور وإن نوزع فغير مقهور وقد بينت لك كليهما فقالت أما الأول فسيد مضياع لكريمته موات لها فيما عسى إن تعتص أن تلين بعد إبائها وتضيع تحت خبائها إن جاءته بولد أحمقت وإن أنجبت فعن خطإ ما أنجبت اطو ذكر هذا عني ولا تسمه لي وأما الآخر فبعل الحرة الكريمة إني لأخلاق هذا لوامقه وإني له لموافقه وإني لآخذه بأدب البعل مع لزومي قبتي وقلة تلفتي وإن السليل بيني وبينه لحرى أن يكون المدافع عن حريم عشيرته الذائد عن كتيبتها المحامي عن حقيقتها المثبت لأرومتها غير مواكل ولا زميل عند صعصعة الحروب قال ذاك أبو سفيان بن حرب قالت فزوجه ولا تلق إلقاء السلس ولا تسمه سوم الضرس ثم استخر الله في السماء يخر لك في القضاء ( قال أبو علي ) الإسجاح السهولة والزمل والزمال والزميل والزميلة الجبان الضعيف والصعصعة الإضطراب يقال قد تصعصع القوم في الحرب إذا اضطربوا كذا قال أبو بكر وغيره يقول تصعصعوا تفرقوا والضرس السيئ الخلق
وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثني أبي عن بعض أصحابه عن المدائني قال كان رجل من العرب له ثلاث بنات قد عضلهن ومنعهن الأكفاء فقالت إحداهن ان أقام أبونا على هذا الرأي فارقنا وقد ذهب حظ الرجال منا فينبغي لنا أن نعرض له ما في نفوسنا وكان يدخل على كل واحدة منهن يوما فلما دخل على الكبرى تحادثا ساعة فحين أراد الإنصراف أنشدت
( أيزجر لاهينا ونلحى على الصبا ** وما نحن والفتيان إلا شقائق )
( يؤبن حبيبات مرارا كثيرة ** وتنباق أحيانا بهن البوائق )
فلما سمع الشعر ساءه ثم دخل على الوسطى فتحادثا فلما أراد الإنصراف أنشدت
( ألا أيها الفتيان ان فتاتكم ** دهاها سماع العاشقين فحنت )
( فدونكم ابغوها فتى غير زمل ** وإلا صبت تلك الفتاة وجنت )
فلما سمع شعرها ساءه ثم دخل على الصغرى في يومها فتحادثا فلما أراد الإنصراف أنشدت
( أما كان في ثنتين ما يزع الفتى ** ويعقل هذا الشيخ إن كان يعقل )
( فما هو إلا الحل أو طلب الصبا ** ولا بد منه فأتمر كيف تفعل )
فلما رأى تواطؤهن على ذلك زوجهن وحدثنا أبو بكر بن دريد قال حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال كان لهمام بن مرة ثلاث بنات فعنسهن فقالت الكبرى أنا أكفيكموه اليوم فقالت
( أهمام بن مرة إن همي ** إلى قنفاء مشرفة القذال )
فقال همام قنفاء مشرفة القذال تصف فرسا فقالت الوسطى ما صنعت شيأ فقالت
( أهمام بن مرة إن همي ** إلى اللائي يكن مع الرجال )
فقال همام يكون مع الرجال الذهب والفضة فقالت الصغرى ما صنعتما شيأ وقالت
( أهمام بن مرة إني همي ** إلى عرد أسد به مبالي )
فقال همام قاتلكن الله والله لا أمسيت أو أزوجكن فزوجهن |
| |