شعاع الأدب العربي بوح الخواطر, شعر وقصائد |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
| ||||||||||||||
| ||||||||||||||
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي ( قرينة من أعيار وقلد حبله ** وحاذر جراه الصديق الأقارب ) ( قال أبو علي ) قال الأصمعي مدح ومده وما أحسن مدحه ومدهه ومدحته ومدهته ( قال ) وقال الحرث بن مصرف ساب حجل بن نضلة معاوية بن شكل عن المنذر أو النعمان ( شك فيه الأصمعي ) فقال حجل أنه قتال ظباء تباع اماء مشاء بأقراء قعو الأليتين أفحج الفخذين مفج الساقين فقال أردت أن تذمه فمدهته ورواية أبي بكر بن دريد كيما تذيمه ( قال أبو علي ) الأقراء واحدها قرئ وهو مسيل الماء إلى الرياض وقعوا الأليتين ممتليء ءالاليتين ناتئهما ليس بمنبسطهما والفحج التباعد ومفج الساقين متباعدة هذه عن هذه ويقال قوس فجواء إذا بان وترها عن كبدها وأنشد لرؤبة ( لله در الغانيات المدة ) أي المدح ويقال كدحه وكدهه ووقع من السطح فتكدح وتكده وأنشد لرؤبة ( يخاف صقع القارعات الكدة ** ) الصقع كل ضرب على يابس كده كسر والقارعة كل هنة شديدة القرع ويقال هبش له وحبش أي جمع له وهو يهتبش ويحتبش والأحبوش الجماعات قال رؤبة ( لولا حباشات من التحبيش ** لصبية كأفرخ العشوش ) ( وقال العجاج كأن صيران المها الأخلاط ** برملها من عاطف وعاط ) ( بالرمل أحبوش من الأنباط ** ) أي جماعة من الأنباط ويقال قهل جلدهخ وقحل والمتقهل اليابس الجلد ويقال للرجل إذا كان يتيبس في القراءة متقهل ومتقحل ويقال جله وجلح وهو الجله والجلح وهو إنحسار الشعر من مقدم الرأس فوق الصدغين قال رؤبة ( براق أصلاد الجبين الأجله ** الأصلاد جمع صلد وكل حجر صلب فهو صلد ) ويقال نحم ينحم ونهم ينهم ونأم ينئم وأنح يأنح وأنه يأنه وهو صوت مثل الزحير قال رؤبة ( رعابة يخشى نفوس الأنه ** يصف فحلا يقول يرعب نفوس الذين يأنهون ) وقال غير الأصمعي في صوته صحل وصهل أي بحوحة ( وقال ) هو يتفيهق في كلامه ويتفحيق إذا توسع في الكلام وتنطع وأصله الفهق وهو الإمتلاء ( وقال الأصمعي ) يقال الحقحقة والهقهقة السير المتعب ( قال ) وقال رؤبة ( يصبحن بعد القرب المقهقه ** ) إنما أصله من التحقحقة قلبوا الحاء هاء لأنها أختها وقلبوا الهقهقة إلى القهقهة ومن أمثالهم ( شر السير الحقحقة ) ( قال ) وقال مطرف بن الشخير لإبنه يا عبد الله عليك بالقصد وإياك وسير الحقحقة يريد الأتعاب ( قال أبو علي ) الحقحقة مشتق من الحق أي يعطى الناقة الحق في سيرها فتجهد نفسها قال أبو علي وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا أبو حاتم عن أبي عبيدة وحدثنا قال حدثني أيضا السكن بن سعيد عن محمد بن عباد عن ابن الكلبي ولفظاهما متفقان غير أن أبا عبيدة قال لبعض ملوك اليمن وقال ابن الكلبي لذى رعين قال مات أخ لذى رعين فعزاه بعض أهل اليمن فقال أن الخلق للخالق والشكر للمنعم والتسليم للقادر ولابد مما هو كائن وقد حل ما لا يدفع ولا سبيل إلى رجوع ما قد فات وقد أقام معك ما سيذهب عنك وستتركه فما الجزع مما لا بد منه وما الطمع فيما لا يرجى وما الحيلة فيما سينقل عنك أو تنقل عنه وقد مضت لنا أصول نحن فروعها فما بقاء الفرع بعد الأصل فأفضل الأشياء عند المصائب الصبر وإنما أهل الدنيا سفر لا يحلون عن الركاب إلا في غيرها فما أحسن الشكر عند النعم والتسليم عند الغير فاعتبر بمن قد رأيت من أهل الجزع هل ردا أحدا منهم إلى ثقة من درك واعلم أن أعظم من المصيبة سوء الخلف فأفق والمرجع قريب واعلم أنما ابتلاك المنعم وأخذ منك المعطى وما ترك أكثر فإن نسيت الصبر فلا تغفل عن الشكر وحدثنا أبو بكرقال حدثنا سعيد بن هرون الأشنانداني عن التوزي عن أبي عبيدة قال عزى رجل من العرب رجلا على أخيه فقال محبوب فائت وغنم عارض أن ضيعته فات أيضا وبقيت حسيرا أما أخوك فلا أخوك فلا يذهب بك جزعك فتحط سوددك وتقل ثقة عشيرتك باضطلاعك بالأمور وفي كثرة الأسا عزاء عن المصائب وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال سمعت عمي يقول التهنئة على آجل الثواب أولى من التعزية على عاجل المصيبة وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثنا عمي عن أبيه عن ابن الكلبي عن أبيه قال نشأ لسلامة ذي فائش ابن كأكمل أبناء المقاول وكان به مسرورا يرشحه لموضعه فركب ذات يوم فرسا صعبا فكبابه فوقصه فجزع عليه أبوه جزعا شديدا وامتنع من الطعام واحتجب عن الناس واجتمعت وفود العرب ببابه ليعزوه فلامه نصحاؤه في إفراط جزعه فخرج إلى الناس فقام خطباؤهم يؤسونه وكان في القوم الملبب بن عوف بن سلمة بن عمرو بن سلمة الجعفي وجعادة بن أفلح بن الحرث وهو جد الجراح بن عبد الله الحكمى صاحب خراسان فقام الملبب فقال أيها الملك إن الدنيا تجود لتسلب وتعطى لتأخذ وتجمع لتشتت وتحلى لتمر وتزرع الأحزان في القلوب بما تفجأ به من استرداد الموهوب وكل مصيبة تخطأتك جلل ما لم تدن الأجل وتقطع الأمل وإن حادثا ألم بك فاستبد بأقلك وصفح عن أكثرك لمن أجل النعم عليك وقد تناهت إليك أبناء من رزئ فصبر وأصيب فاغتفر إذا كان شوى فيما يرتقب ويحذر فاستشعر اليأس مما فات إذ كان ارتجاعه ممتنعا ومرامه مستصعبا فلشئ ما ضربت الأسى وفزع أولو الألباب إلى حسن العزاء وقام جعادة فقال أيها الملك لا تشعر قلبك الجزع على ما فات فيغفل ذهنك عن الإستعداد لما يأتي وناضل عوارض الحزن بالأنفة عن مضاهاة أفعال أهل وهي العقول فإن العزاء لحزماء الرجال والجزع لربات الحجال ولو كان الجزع يرد فائتا أو يحيى تالفا لكان فعلا دنيئا فكيف به وهو مجانب لأخلاق ذوي الألباب فارغب بنفسك أيها الملك عما يتهافت فيه الأرذلون وصن قدرك عما يركبه المخسوسون وكن على ثقة أن طمعك فيما استبدت به الأيام ضلة كأحلام النيام ( قال أبو علي ) المقاول والأقيال دون الملوك العظماء ووقصه كسره ويؤسونه يعزونه وأصله أن يقال لك أسوة بفلان وفلان والجلل الصغير والجلل الكبير وهو من الأضداد والبدة النصيب واستبد به أي جعله نصيبه والشوى الهين اليسير والشوى أيضا رذال المال والمناضلة المراماة والمضاهاة المشاكلة والتهافت التتابع وقرأنا على أبي بكر بن دريد ( حبسن بين رمله وقف ** وبين نخل هجر الملتف ) ( ثمت أصدرن بغير كف ** هذه إبل خرجت للميرة فرجعت بغير كف من طعام ) وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثني أبي قال حدثنا أحمد بن عبيد قال حدثنا الزنادي قال يقال أن عمر بن عبد العزيز رحمه الله تكلم بهذا الكلام في خطبته ما الجزع مما لا بد منه وما الطمع فيما لا يرجى وما الحيلة فيما سيزول وإنما الشيء من أصله فقد مضت قبلنا أصول نحن فروعها فإبقاء فرع بعد أصله إنما الناس في الدنيا أغراض تنتضل فيهم المنايا وهم فيها نهب للمصائب مع كل جرعة شرق وفي كل أكلة غصص لا ينالون نعمة إلا بفراق أخرى ولا يعمر معمر يوما من عمره إلا بهدم آخر من أجله وأنتم أعوان الحتوف على أنفسكم فأين المهرب مما هو كائن وإنما نتقلب في قدرة الطالب فما أصغر المصيبة اليوم مع عظيم الفائدة غدا وأكبر خيبة الخائب فيه والسلام وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثنا محمد بن علي المديني قال حدثنا أبو الفضل الربعي الهاشمي قال حدثني نهشل بن دارم عن أبيه عن جده عن الحرث الأعور قال سئل علي بن أبي طالب رضوان الله عليه عن مسالة فدخل مبادرا ثم خرج في حذاء ورداء وهو متبسم فقيل له يا أمير المؤمنين إنك كنت إذا سئلت عن المسئلة تكون فيها كالسكة المحماة قال إني كنت حاقنا ولا رأي لحاقن ثم أنشأ يقول ( إذا المشكلات تصدين لي ** كشفت حقائقها بالنظر ) ( وإن برقت في مخيل الصواب ** عمياء لا يجتليها البصر ) ( مقنعة بغيوب الأمور ** وضعت عليها صحيح الفكر ) ( لسانا كشقشقة الأرحبي أو كالحسام اليماني الذكر ** ) ( وقلبا إذا استنطقته الفنون ** أبر عليها بواه درر ) ( ولست بإمعة في الرجال ** يسائل هذا وذا ما الخبر ) ( ولكنني مذرب الأصغرين ** أبي أبين مما مضى ما غبر ) ( قال أبو علي ) المخيل السحاب الذي يخال فيه المطر والشقشقة ما يخرجه الفحل من فيه عند هياجه ومنه قيل لخطباء الرجال شقاشق أنشدني أبو المياس لتميم بن مقبل ( عاد الأذلة في دار وكان بها ** هرت الشقاشق ظلامون للجزر ) وأبر زاد على ما تستنطقه والإمعة الأحمق الذي لا يثبت على رأي والمذرب الحاد وأصغراه قلبه ولسانه وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال كان عبد الملك بن مروان ذات ليلة في سمرة مع ولده وأهل بيته وخاصته فقال لهم ليقل كل واحد منكم أحسن ما قيل من الشعر وليفضل من رأى تفضيله فأنشدوا وفضلوا فقال بعضهم امرؤ القيس وقال بعضهم النابغة وقال بعضهم الأعشى فلما فرغوا قال أشعروا الله من هؤلاء جميعا عندي الذي يقول ( قال أبو علي ) أنشد عبد الملك بعض هذه الأبيات التي أناذا كرها وضممت إليها ما اخترت من القصيدة وقت قراءتي شعر معن بن أوس على أبي بكر بن دريد وما رواه ابن الأعرابي في نوادره ( وذي رحم قلمت أظفار ضغنه ** بحلمى عنه وهو ليس له حلم ) ( يحاول رغمي لا يحاول غيره ** وكالموت عندي أن يحل به الرغم ) ( فإن أعف عنه أغض عينا على قذى ** وليس له بالصفح عن ذنبه علم ) ( وإن أنتصر منه أكن مثل رائش ** سهام عدو يستهاض بها العظم ) ( صبرت ما كان بيني وبينه ** وما تستوي حرب الأقارب والسلم ) ( وبادرت منه النأي والمرء قادر ** على سهمه ما دام في كفه السهم ) ( ويشتم عرضى في المغيب جاهدا ** وليس له عندي هوان ولا شتم ) ( إذا سمته وصل القرابة سامني قطيعتها تلك السفاهة والاثم وإن أدعه للنصف يأب ويعصني ** ويدعو لحكم جائر غيره الحكم ) ( فلولا اتقاء الله والرحم التي ** رعايتها حق وتعطيلها ظلم ) ( إذا لعلاه بارقي وخطمته ** بوسم شنار لا يشاكهه وسم ) ( ويسعى إذا أبنى ليهدم صالحي ** وليس الذي يبني كمن شأنه الهدم ) ( يود لو أني معدم ذو خصاصة ** وأكره جهدي أن يخالطه العدم ) ( ويعتد غنما في الحوادث نكبتي ** وما إن له فيها سناء ولا غنم ) ( فما زلت في ليني له وتعطفي ** عليه كما تحنو على الولد الأم ) وروى فما زلت في رفق به وتعطف عليه وزاد ابن الأعرابي ( وخفض له مني الجناح تألفا ** لتدنيه مني القرابة والرحم ) ( وقولي إذا أخشى عليه مصيبة ** ألا أسلم فداك الخال ذو العقد والعم ) وروى ( وقولي إذا أخشى عليه ملمة ) ألا أسلم ( وصبري على أشياء منه تريبني ** وكظمي على غيظي وقد ينفع الكظم ) ( لأستل منه الضعن حتى استللته ** وقد كان ذا ضغن يضيق به الجرم ) ( رأيت انثلاما بيننا فرقعته ** برفقي واحيائي وقد يرقع الثلم ) ( وأبرأت غل الصدر منه توسعا ** بحلمي كما يشفى بالأدوية الكلم ) وزاد ابن الاعرابي ( فداويته حتى ارفأن نفاره ** فعدنا كأنا لم يكن بيننا ضرم ) ( وأطفأ نار الحرب بيني وبينه ** فأصبح بعد الحرب وهو لنا سلم ) وروى فاطفأت نار الحرب فقيل له يا أمير المؤمنين من قائل هذه الأبيات قال معن ابن أوس المزني وقرأت على أبي بكر بن دريد رحمه الله ( لنعم الفتى أضحى باكناف حائل ** غداة الوغى أكل الردينية السمر ) ( لعمري لقد أرديت غير مزلج ** ولا مغلق باب السماحة بالعذر ) ( سأبكيك لا مستبقيا فيض عبرة ** ولا طالبا بالصبر عاقبة الصبر ) وقرأت عليه لرجل مات له أخ بعد أخ ( كأني وصيفيا خليلي لم نقل ** لموقد نار آخر الليل أوقد ) ( فلو أنها إحدى يدي رزئتها ** ولكن يدي بانت علي إثرها يدي ) ( فأقسمت لا آسى علي إثر هالك ** قدي الآن من وجد على هالك قدى ) وأنشدني محمد بن السري السراج لأبي عبد الرحمن العطوي ( حنطته يا نصر بالكافور ** وزففته للمنزل المهجور ) ( هلا ببعض خلاله حنطته ** فيضوع أفق منازل وقبور ) ( تالله لو بنسيم أخلاق له ** تعزى إلى النقديس والتطهير ) ( طيبت من سكن الثرى وعلا الربى ** لتزودوه عدة لنشور ) ( فاذهب كما ذهب الوفاء فإنه ** عصفت به ريحا صبا ودبور ) ( واذهب كما ذهب الشباب فإنه ** قد كان خير مجاور وعشير ) ( والله ما أبنته لأزيده ** شرفا ولكن نفثه المصدور ) وقرأت على أبي بكر بن دريد رحمه الله قول الشاعر ( وقد كتب الشيخان لي في صحيفتي ** شهادة عدل أدحضت كل باطل ) يعني والديه يقول بينا شبهى في صحيفة وجهي ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر قال حدثنا سعيد بن هرون قال حدثني شيخ من أهل الكوفة عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق أخي بني عامر بن لؤي قال قالت هند لأبيها عتبة بن ربيعة إني امرأة قد ملكت أمرى فلا تزوجني رجلا حتى تعرضه علي قال لك ذاك فقال لها ذات يوم أنه قد خطبك رجلان من قومك ولست مسميا لك واحدا منهما حتى أصفه لك أما الأول ففي الشرف الصميم والحسب الكريم تخالين به هوجا من غفلته وذلك إسجاح من شيمته حسن الصحابة سريع الإجابة أن تابعته تبعك وإن ملت كان معك تقضين عليه في ماله وتكتفين برأيك عن مشورته وأما الآخر ففي الحسب الحسيب والرأي الأريب بدر أرومته وعز عشيرته يؤدب أهله ولا يؤدبونه ان اتبعوه أسهل بهم وإن جانبوه توعر عليهم شديد الغيره سريع الطيره صعب حجاب القبة ان حاج فغير منزور وإن نوزع فغير مقهور وقد بينت لك كليهما فقالت أما الأول فسيد مضياع لكريمته موات لها فيما عسى إن تعتص أن تلين بعد إبائها وتضيع تحت خبائها إن جاءته بولد أحمقت وإن أنجبت فعن خطإ ما أنجبت اطو ذكر هذا عني ولا تسمه لي وأما الآخر فبعل الحرة الكريمة إني لأخلاق هذا لوامقه وإني له لموافقه وإني لآخذه بأدب البعل مع لزومي قبتي وقلة تلفتي وإن السليل بيني وبينه لحرى أن يكون المدافع عن حريم عشيرته الذائد عن كتيبتها المحامي عن حقيقتها المثبت لأرومتها غير مواكل ولا زميل عند صعصعة الحروب قال ذاك أبو سفيان بن حرب قالت فزوجه ولا تلق إلقاء السلس ولا تسمه سوم الضرس ثم استخر الله في السماء يخر لك في القضاء ( قال أبو علي ) الإسجاح السهولة والزمل والزمال والزميل والزميلة الجبان الضعيف والصعصعة الإضطراب يقال قد تصعصع القوم في الحرب إذا اضطربوا كذا قال أبو بكر وغيره يقول تصعصعوا تفرقوا والضرس السيئ الخلق وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثني أبي عن بعض أصحابه عن المدائني قال كان رجل من العرب له ثلاث بنات قد عضلهن ومنعهن الأكفاء فقالت إحداهن ان أقام أبونا على هذا الرأي فارقنا وقد ذهب حظ الرجال منا فينبغي لنا أن نعرض له ما في نفوسنا وكان يدخل على كل واحدة منهن يوما فلما دخل على الكبرى تحادثا ساعة فحين أراد الإنصراف أنشدت ( أيزجر لاهينا ونلحى على الصبا ** وما نحن والفتيان إلا شقائق ) ( يؤبن حبيبات مرارا كثيرة ** وتنباق أحيانا بهن البوائق ) فلما سمع الشعر ساءه ثم دخل على الوسطى فتحادثا فلما أراد الإنصراف أنشدت ( ألا أيها الفتيان ان فتاتكم ** دهاها سماع العاشقين فحنت ) ( فدونكم ابغوها فتى غير زمل ** وإلا صبت تلك الفتاة وجنت ) فلما سمع شعرها ساءه ثم دخل على الصغرى في يومها فتحادثا فلما أراد الإنصراف أنشدت ( أما كان في ثنتين ما يزع الفتى ** ويعقل هذا الشيخ إن كان يعقل ) ( فما هو إلا الحل أو طلب الصبا ** ولا بد منه فأتمر كيف تفعل ) فلما رأى تواطؤهن على ذلك زوجهن وحدثنا أبو بكر بن دريد قال حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال كان لهمام بن مرة ثلاث بنات فعنسهن فقالت الكبرى أنا أكفيكموه اليوم فقالت ( أهمام بن مرة إن همي ** إلى قنفاء مشرفة القذال ) فقال همام قنفاء مشرفة القذال تصف فرسا فقالت الوسطى ما صنعت شيأ فقالت ( أهمام بن مرة إن همي ** إلى اللائي يكن مع الرجال ) فقال همام يكون مع الرجال الذهب والفضة فقالت الصغرى ما صنعتما شيأ وقالت ( أهمام بن مرة إني همي ** إلى عرد أسد به مبالي ) فقال همام قاتلكن الله والله لا أمسيت أو أزوجكن فزوجهن |
07-26-2021 | #2 |
|
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي وحدثنا أبو بكر ابن الأنباري قال حدثنا ابو العباس النحوي قال قال العباس بن الحسن العلوي ما الحمام على الإصرار وحلول الدين مع الإقتار وطول السقم في الأسفار بآلم من لقائه وأنشدنا أبو بكر قال أنشدنا أبو العباس وأبي واللفظ مختلط ( ثقيل يطالعنا من أمم ** إذا سره رغم أنفي ألم ) ( أقول له إذا أتى لا أتى ** ولا حملته إلينا قدم ) ( عدمت خيالك لا من عمى ** وسمع كلامك لا من صمم ) ( تغط بما شئت عن ناظري ** ولو بالرداء به فالتثم ) ( لنظرته وخزة في القلوب ** كوخز المحاجم في الملتزم ) ( قال ) وأنشدنا عبد الله بن خلف ( وثقيل أشد من ثقل الموت ** ومن شدة العذاب الأليم ) ( لو عصت ربها الجحيم لما كان ** سواه عقوبة للجحيم ) ( قال ) وأنشدنا عبد الله بن خلف وغيره لمحمد بن نصر بن بسام ( يا ثقيلا على القلوب إذا عن ** لها أيقنت بطول الجهاد ) ( يا قذى في العيون يا غلة بين ** التراقي حزازة في الفؤاد ) ( يا طلوع العذول يا بين إلف ** يا غريما أتى على ميعاد ) ( يا ركودا في يوم غيم وصيف ** يا وجوه التجار يوم الكساد ) ( خل عنا فإنما أنت فينا ** واو عمرو كالحديث المعاد ) ( وامض في غير صحبة الله ما عشت ملقى من كل فج وواد ** ) ( يتخطى بك المهامة والبيد دليل أعمى كثير الرقاد ** ) ( خلفك الثائر المصمم بالسيف ورجلاك فوق شوك القتاد ** ) قال وأنشدنا أبي ( ربما يثقل الجليس وإن كان ** خفيفا في كفه الميزان ) ( ولقد قلت حين وتد في البيت ثقيل أربى على ثهلان ** ) ( كيف لم تحمل الأمانة أرض ** حملت فوقها أبا سفيان ) وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثني أبي عن عكرمة الضبى قال قال العتبي دخلت عزة على عبد الملك بن مروان فقال لها يا عزة أنت عزة كثير فقالت أنا أم بكر الضمرية فقال لها أتروين قول كثير ( وقد زعمت أني تغيرت بعدها ** ومن ذا الذي يا عز لا يتغير ) ( تغير جسمي والخليقة كالتي ** عهدت ولم يخبر بسرك مخبر ) فقالت لا أروي هذا ولكني أروي قوله ( كأني أنادي صخرة حين أعرضت ** من الصم لو تمشي بها العصم زلت ) ( صفوحا فما تلقاك إلا بخيلة ** فمن مل منها ذلك الوصل ملت ) ( قال أبو علي ) وقرأت هذه القصيدة على أبي بكر بن دريد رحمه الله في شعر كثير وهي من منتخبات شعر كثير وأولها ( خليلي هذا ربع عزة فاعقلا ** قلوصيكما ثم ابكيا حيث حلت ) ويروي ( خليلي هذا رسم عزة فاعقلا ** قلوصيكما ثم انظرا حيث حلت ) ( وما كنت أدري قبل عزة ما الهوى ** ولا موجعات الحزن حتى تولت ) ( فقد حلفت جهدا بما نحرت له ** قريش غداة المأزمين وصلت ) ( أناديك ما حج الحجيج وكبرت ** بفيفا غزال رفقة وأهلت ) ( وكانت لقطع الحبل بيني وبينها ** كناذرة نذرا فأوفت وحلت ) ويروى وفت فأحلت ( فقلت لها يا عز كل مصيبة ** إذا وطنت يوما لها النفس ذلت ) ( ولم يلق إنسان من الحب ميعة ** تعم ولا غماء إلا تجلت ) ( كأني أنادي صخرة حين أعرضت ** من الصم لو تمشي بها العصم زلت ) ( صفوحا فما تلقاك إلا بخيلة ** فمن مل منها ذلك الوصل ملت ) ويروى صفوح والصفوح المعرض ويروى ذلك البخل ( أباحت حمى لم يرعه الناس قبلها ** وحلت تلاعا لم تكن قبل حلت ) ( فليت قلوصي عند عزة قيدت ** بحبل ضعيف غر منها فضلت ) ( وغودر في الحي المقيمين رحلها ** وكان لها باغ سواي فبلت ) ( وكنت كذى رجلين رجل صحيحة ** ورجل رمى فيها الزمان فشلت ) ( وكنت كذات الظلع لما تحاملت ** على ظلعها بعد العثار استقلت ) ( أريد الثواء عندها وأظنها ** إذا ما أطلنا عندها المكث ملت ) ( فما أنصفت أما النساء فبغضت ** إلي وأما بالنوال فضنت ) ( يكلفها الغيران شتمي وما بها ** هواني ولكن للمليك استذلت ) ( هنيأ مريئا غير داء مخامر ** لعزة من أعراضنا ما استحلت ) ( قال أبو علي ) قيل لكثير أنت أشعر أم جميل فقال بل أنا فقيل له أتقول هذا وأنت راويته فقال جميل الذي يقول ( رمى الله في عيني بثينة بالقذى ** وفي الغر من أنيابها بالقوادح ) وأنا أقول ( هنيأ مريئا غير داء مخامر ** لعزة من أعراضنا ما استحلت ) ( فوالله ما قاربت إلا تباعدت ** بصرم ولا أكثرت إلا أقلت ) ويروى ولا استكثرت ( فإن تكن العتبى فأهلا ومرحبا ** وحقت لها العتبى لدينا وقلت ) ( وإن تكن الأخرى فإن وراءنا ** منادح لو سارت بها العيس كلت ) ( خليلي أن الحاجبية طلحت ** قلوصيكما وناقتي قد أكلت ) ( فلا يبعدن وصل لعزة أصبحت ** بعاقبة أسبابه قد تولت ) ( أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة ** لدينا ولا مقلية ان تقلت ) ( ولكن أنيلى واذكري من مودة ** لنا خلة كانت لديكم فطلت ) ( فإني وإن صدت لمثن وصادق ** عليها بما كانت إلينا أزلت ) ( فما أنا بالداعي لعزة بالجوى ** ولا شامت إن نعل عزة زلت ) ( فلا يحسب الواشون أن صبابتي ** بعزة كانت غمرة فتجلت ) ( فاصبحت قد أبللت من دنف بها ** كما أدنفت هيماء ثم استبلت ) ( فوالله ثم الله ما حل قبلها ** ولا بعدها من خلة حيث حلت ) ( وما مر من يوم علي كيومها ** وإن عظمت ايام أخرى وجلت ) ( وأضحت بأعلى شاهق من فؤاده ** فلا القلب يسلاها ولا العين ملت ) ( فيا عجبا للقلب كيف اعترافه ** وللنفس لما وطنت كيف ذلت ) ( وإني وتهيامي بعزة بعدما ** تخليت مما بيننا وتخلت ) ( لكالمرتجي ظل الغمامة كلما ** تبوأ منها للمقيل اضمحلت ) ( كأني وإياها سحابة ممحل ** رجاها فلما جاوزته استهلت ) ( فإن سأل الواشون فيهم هجرتها ** فقل نفس حر سليت فتسلت ) |
|
07-26-2021 | #3 |
|
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي ( قال أبو علي ) المأزمان بين عرفة والمزدلفة وأناديك أجالسك وهو مأخوذ من الندي والنادي جميعا وهما المجلس وميعة كل شي أوله والصفوح المعرضة بلت ذهبت ( قال أبو علي ) وما أعرف بلت ذهبت إلا في تفسير هذا البيت والعتبى الإعتاب يقال عاتبني فلان فأعتبته إذا نزعت عما عاتبك عليه والعتبى الإسم والإعتاب المصدر وقوله طلحت الطليح المعيي الذي قد سقط من الإعياء وطلت هدرت وأزلت اصطنعت ويقال بل من مرضه وأبل واستبل إذا برأ واعترافه اصطباره يقال نزلت به مصيبة فوجد عروفا أي صبورا والعارف الصابر وأنشدنا أبو عبد الله رحمه الله لنفسه ( وقائل لا تبح باسمي فقلت له ** هبني أكاتم جهدي ما أعانيه ) ( قال أبو علي ) أنشدنيه جهدي وأنا أختار جهدي ( فكيف لي بارتياعي حين تبصرني ** حتى أقول بداما كنت أخفيه ) ( أم كيف يسعدني صبر ولي كبد ** حرى تذوب وقلب فيه ما فيه ) ( يا ساحر اللحظ قد والله برح بي ** شوقي إليك وأعيا ما ألاقه ) ( قال أبو علي ) وأنشدني لإبن أذينة ( قالت وأبثثتها شجوى فبحت به ** قد كنت عندي تحب الستر فاستتر ) ( ألست تبصر من حولي فقلت لها ** غطى هواك وما ألقى على بصري ) وأنشدنا أبو بكر قال أنشدنا أبو حاتم عن الأصمعي ( إلى الله أشكو ثم أثني فأشتكي ** غريما لواني الدين منذ زمان ) ( لطيف الحشاعبل الشوى طيب اللمى ** له علل لا تنقضي وأماني ) وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا العكلى عن أبيه قال سأل عبد الملك الحجاج عن عيبه فتلكأ عليه فأبى إلا أن يخبره فقال أنا حديد حسود حقود لجوج ذو قسوة فبلغ هذا الكلام خالد بن صفوان فقال لقد انتحل الشر بحذافيره والمروق من جميع الخير بزوبره ولقد تأنق في ذم نفسه وتجود في الدلالة على لؤم طبعة وفي إقامة البرهان على إفراط كفره والخروج من كنف ربه وشدة المشاكلة لشيطانه الذي أغواه ( قال الأصمعي ) الخشي والحشي اليابس وأنشد للعجاج ( والهدب الناعم والخشي ** ) الناعم الرطب اللين وأنشد ( وإن عندي لو ركبت مسحلي ** سم ذرا ريح رطاب وخشي ) ( قال ) ويقال حجج وخبج إذا خرجت منه ريح ( قال ) وسمعت أعرابيا يقول خجج بها ورب الكعبة ( قال ) ويقال فاحت منه ريح طيبة وفاخت ( وقال أبو زيد ) يقال خمص الجرح يخمص خموصا وحمص يحمص حموصا وانحمص إنحماصا وانخمص انخماصا إذا ذهب ورمه ( وقال أبو عبيدة ) المخسول والمحسول المرذول وقد حسلته وخسلته ( قال أبو عمرو الشيباني ) الحجادي والجخادي الضخم ( قال ) ويقال طخرور وطحرور للسحابة ( وقال الأصمعي ) الطخار ير قطع من السحاب مستدقة رقاق والواحدة طخرورة والرجل طخرور إذا لم يكن جلدا ولا كثيفا ولم يعرفه بالحاء ( قال اللحياني ) يقال شرب حتى اطمحر واطمخر أي حتى امتلأ وروي ويقال دربح ودربخ إذا حنى ظهره ويقال هو يتحوف مالي ويتخوفه أي ينقصه ويأخذ من أطرافه قال الله عز وجل { أو يأخذهم على تخوف } أي تنقص وقال الشاعر ( تخوف السير منها تامكا قردا ** كما تخوف عود النبعة السفن ) ( قال أبو علي ) التامك المرتفع من السنام والقرد المتلبد بعضه على بعض والسفن المبرد وأخبرني أبو بكر بن الأنباري عن أبيه قال أتى أعرابي إلى ابن عباس فقال ( تخوفني مالي أخ لي ظالم ** فلا تخذلني اليوم يا خير من بقي ) فقال تخوفك أي تنقصك قال نعم قال الله أكبر أو يأخذهم على تخوف أي على تنقص من خيارهم وقد قرئ أن لك في النهار سبحا طويلا وسبخا قرأها يحيى بن يعمر ( قال الفراء ) معناهما واحد أي فراغا ( وقال غيره ) سبحا فراغا وسبخا نوما ويقال قد سبخ الحر إذا خار وانكسر ويقال اللهم سبخ عنه الحمى أي خففها وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رحمها الله حين دعت على سارق سرقها لا تسجني عنه بدعائك أي لا تخففي عنه إثمه ويقال لما سقط من ريش الطائر سبيخ ( قال الأصمعي ) هو السدى والستى والأسدي والأستي لسدى الثوب قال الحطيئة ( مستهلك الورد كالأسدي قد جعلت ** أيدي المطي به عادية ركبا ) ويروى رغبا ركب جمع ركوب وهو الطريق الذي فيه آثار والرغب الواسعة ( قال ) وأما السدى من الندى فبالدال لا غير يقال سديت الأرض إذا نديت من السماء كان الندى أو من الأرض ( قال أبو علي ) حكى بعض شيوخنا عن أبي عبيدة قال السدى ما كان في أول الليل والندى ما كان في آخره ويقال للبلح إذا وقع وقد استرخت ثفاريقه وندي بلح سد وقد أسدى النخل ويقال أعتده وأعده قال الشاعر ( إثما وغرما وعذابا معتدا ** ) ويقال الدولج والتولج للكناس ويقال مد في السير ومت ويقال السبنداة والسبنتاة للجريئة ويقال للنمر سبنتى وسبندى ويقال هرت القصار الثوب وهرده إذا خرقه وكذلك هرد عرضه وهرته ( قال أبو علي ) وأنشدنا أبو بكر بن دريد لحميد بن ثور ( قرينة سبع ان تواترن مرة ** ضربن فصفت أرؤس وجنوب ) تواترن أتبع بعضهن بعضا يريد أنهن غير مصطفات فإذا أردن الطيران ضربن بأجنحتهن حتى ستوين ثم يصرن إلى طيرانهن وهن مصطفات الأرؤس والجنوب وقرأت على أبي بكر بن دريد لنفسه في قصيدة له أولها هذه الأبيات ( ليس المقصر وانيا كالمقصر ** حكم المعذر غير حكم المعذر ) ( لو كنت أعلم أن لحظك موبقى ** لحذرت من عينيك ما لم أحذر ) ( لا تحسبي دمعي تحدر إنما ** نفسي جرت في دمعي المتحدر ) ( خبري خذيه عن الضنى وعن البكا ** ليس اللسان وأن تلفت بمخبر ) ( ولقد نظرت فرد طرفى خاسئا ** حذر العدا وبهاء ذاك المنظر ) ( يأسي يحسن لي التستر فاعلمي ** لو كنت أطمع فيك لم أتستر ) ( قال أبو علي ) المعذر في طلب الحاجة المبالغ فيها والمعذر المتواني والمقصر عن الشيء الذي ينزع عنه وهو يقدر عليه والمقصر العاجز عنه ( قال الأصمعي ) جاءتنا زمزمة من بني فلان وصمصمة أي جماعة وأنشد ( إذا تدانى زمزم لزمزم ** ) وأنشدنا أيضا ( وحال دوني من الأبناء زمزمة ** كانوا الأنوف وكانوا الأكرمين أبا ) قال ويروى صمصمة ويقال نشصت المرأة على زوجها ونشزت وهو النشوص والنشوز ومنه يقال نشصت ثنيته إذا خرجت من موضعها قال الأعشى ( تقمرها شيخ عشاء فأصبحت ** قضاعية تأتي الكواهن ناشصا ) أي ناشزا ( قال أبو علي ) قال لي أبو العباس معنى تقمرها عقلها وأخرجها من قومها فأصبحت في قضاعة غريبة تأتي الكواهن تسأل عن حالها هل يرين لها الرجوع إلى أهلها أم لا والنشاص الغيم المرتفع ( قال أبو علي ) إنما سمى نشاصا لأنه ارتفع على غيره بمنزلة الثنية ارتفعت على غيرها والشرز والشرص واحد وهو الغلظ ( قال الأصمعي ) وسمعت خلفا يقول سمعت أعرابيا يقول ( لم يحرم من فزدله ) أي من قصد فخفف وأبدل من الصادر أيا يقول لم يحرم من أصاب بعض حاجته وإن لم ينلها كلها ويقال فص الجرح يفص فصيصا وفز يفز فزيزا أي سأل ( وقال الأصمعي ) أتانا ملمس الظلام وملث الظلام أي اختلاطه ويقال ساخت رجله في الأرض وثاخت إذا دخلت قال أبو ذؤيب ( قصر الصبوح لها فشرج لحمها ** بالني فهي تثوخ فيها الإصبع ) شرج خلط وشريجان خليطان والني الشحم والوطس والوطث الضرب الشديد بالخف ويقال فوه يجري سعابيب وثعابيب وهو أن يجرى منه ماء صاف ويقال ناقة فاسج وفاثج وهي الفتية الحامل وأنشد الأصمعي ( والبكرات اللقح الفوائجا ** ) ( وقال أبو علي ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة أن عمرو بن معد يكرب أتى مجاشع بن مسعود بالبصرة يسأله الصلة فقال له أذكر حاجتك فقال حاجتي صلة مثلي فأعطاه عشرة آلاف درهم وفرسا من بنات الغبراء وسيفا قلعيا وغلاما خبازا فلما خرج من عنده قال له أهل المجلس كيف وجدت صاحبك فقال لله در بني سليم ما أشد في الهيجاء لقاءها وأكرم في اللزبات عطاءها وأثبت في المكرمات بناءها والله لقد قاتلتها فما أجبنتها وسألتها فما أبخلتها وهاجيتها فما أفحمتها ثم قال ( ولله مسؤلا نوالا ونائلا ** وصاحب هيجا يوم هيجا مجاشع ) وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن العتبي قال ذكر أعرابي رجلا فقال نعم حشو الدرع ومقبض السيف ومدوة الرمح هو كان أحلى من العسل إذا لوين وأمر من الصبر إذا خوشن وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا عبد الأول بن مزيد عن أبيه قال حدثني بعض موالي بني هاشم قال قال المنصور لخالد بن عبد الله القسري إني لأعدك لأمر كبير قال يا أمير المؤمنين قد أعد الله لك مني قلبا معقودا بنصيحتك ويدا مبسوطة بطاعتك وسيفا مشحوذا على أعدائك فإذا شئت ( قال ) وحدثنا أبو بكر قال حدثني عمي عن أبيه عن هشام بن محمد قال حدثني رافع بن بكار ونوح بن دراج قالا دخل النبي صلى الله عليه وسلم على عمه الزبير بن عبدالمطلب وهو صبي فأقعده في حجره وقال ( محمد بن عبدم ** عشت بعيش أنعم ** ودولة ومغنم ) ( في فرع عز أسنم ** مكرم معظم ** دام سجيس الأزلم ) أي أبد الدهر ثم دخل عليه العباس بن عبد المطلب وهو غلام فاقعده في حجره وقال ( إن أخي عباس عف ذو كرم ** فيه عن العوراء إن قيلت صمم ) ( يرتاح للمجد ويوفي بالذمم ** وينحر الكوماء في اليوم الشبم ) ( أكرم بأعراقك من خال وعم ) ثم دخل عليه ضرار بن عبد المطلب وهو أصغر من العباس فقال ( ظني بمياس ضرار خير ظن ** أن يشتري الحمد ويغلي بالثمن ) ( ينحر للاضياف ربات السمن ** ويضرب الكبش إذا البأس ارجحن ) ثم دخلت عليه ابنته أم الحكم فقال ( يا حبذا أم الحكم ** كأنها ريم أحم ) ( يا بعلها ماذا يشم ** ساهم فيها فسهم ) ثم دخلت عليه جارية له يقال لها أم مغيث فقالت مدحت ولدك وبني أخيك ولم تمدح ابني مغيثا فقال على به عجليه فجاءت به فقال ( وإن ظني بمغيث إن كبر ** أن يسرق الحج إذا الحج كثر ) ( ويوقر الأعيار من قرف الشجر ** ويأمر العيد بليل يعتذر ) ( ميراث شيخ عاش دهرا غير حر ** ) |
|
07-26-2021 | #4 |
|
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي ( قال أبو علي ) سألت أبا بكر عن يعتذر فقال يصنع عذيره وهي طعام من أطعمة الأعراب ( قال أبو علي ) وقد جمع يعقوب هذا الباب في كتاب المنطق فأكثر ولم يأت بهذه الكلمة فأما يعتذر من العذر فكثير في أشعار الحرب في أمثال هذا الموضع وحدثنا أبو بكر قال حدثني عمي عن أبيه عن هشام قال قالت هند بنت عتبة وهي ترقص ابنها معاوية رحمه الله ( إن بني معرق كريم ** محبب في أهله حليم ) ( ليس بفحاش ولا لئيم ** ولا بطخرور ولا سؤم ) ( صخر بني فهر به زعيم ** لا يخلف الظن ولا يخيم ) ( قال أبو علي ) يخيم يجبن يقال خام عن قرنه ويمكن أن يكون يخيم في هذا الموضع يخيب أبدلت من الباء ميما كما قالوا طين لازب ولازم وحدثنا أبو بكر قال حدثني عمي عن أبيه عن هشام قال قالت ضباعة بنت عامر بن قرط بن سلمة بن قشير وهي ترقص ابنها المغيرة بن سلمة ( نمى به إلى الذرى هشام ** قرم وآباء له كرام ) ( حجاحج خضارم عظام ** من آل مخزوم هم الأعلام ) ( ألهامة العلياء والسنام ** ) ( قال ) وأخبرني عمي عن أبيه عن هشام قال قالت أم الفضل بنت الحرث الهلالية وهي ترقص ابنها عبد الله بن العباس ( ثكلت نفسي وثكلت بكري ** إن لم يسد فهرا وغير فهر ) ( بالحسب العدو بذل الوفر ** حتى يوارى في ضريح القبر ) ( قال أبو علي ) سمعت ابن خير الوراق وقد سأل أبا بكر بن دريد فقال له مم اشتق العقل فقال من عقال الناقة لأنه يعقل صاحبه عن الجهل أي يحبسه ولهذا قيل عقل الدواء بطنه أي أمسكه ولذلك سميت خبراء بالدهناء معقلة لأنها تمسك الماء قال فمم اشتق اللحد قال من قولهم لحد إذا عدل لأنه عدل إلى أحد شقي القبر قال فمم اشتق الضريح قال هو بمعنى مضروح كأنه ضرحه جانباه أي دفعاه فوقع في وسطه وقرأت على أبي بكر بن دريد من شعر الحطيئة ( وإن التي نكبتها عن معاشر ** علي غضاب أن صددت كما صدوا ) ( أتت آل شماس بن لأي وإنما ** أتاهم بها الأحلام والحسب العد ) ( فإن الشقي من تعادي صدورهم ** وذو الجد من لانوا إليه ومن ودوا ) ( قال أبو علي ) الحسب الشرف والعد القديم ويقال بئر عد إذا كانت لها مادة من الأرض ( يسوسون أحلاما بعيدا أناتها ** وان غضبوا جاء الحفيظة والجد ) ( أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم ** من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا ) ( أولئك قوم ان بنوا أحسنوا البنى ** وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا ) ( قال أبو علي ) البنى واحدها بنية مثل رشوة ورشى ( فإن كانت النعمى عليهم جز وابها ** وإن أنعموا لا كدروها ولا كدوا ) ( وإن قال مولاهم على جل حادث ** من الدهر ردوا فضل أحلامكم ردوا ) ( مطاعين في الهيجا مكاشيف للدجى ** بنى لهم آباؤهم وبنى الجد ) ( فمن مبلغ أبناء سعد فقد سعى ** إلى السورة العليا لهم حازم جلد ) ( رأى مجد أقوام أضيع فحثهم ** على مجدهم لما رأى أنه الجهد ) وروى الأصمعي لما رأى أنه المجد ويروى لما رأى أنه الجد فمن روى أنه الجهد أراد به أنه الجهد منه لأنه تضييعهم أحسابهم قد جهده ومن روى أنه الجد أراد أنه الجد من هؤلاء المضيعين في تضييعهم أحسابهم ( وتعذلنى أفناء سعد عليهم ** وما قلت إلا بالذي علمت سعد ) وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري قال أنشدني أبي ( إذا المرء لم يترك طعاما يحبه ** ولم ينه قلبا غاويا حيث يمما ) ( فلابد أن تلفى له الدهر سبة ** إذا ذكرت أمثالها تملأ الفما ) وقرأت على أبي بكر بن دريد الأشجع ( مضى ابن سعيد حين لم يبق مشرق ** ولا مغرب إلا له فيه مادح ) ( وما كنت أدري ما فواضل كفه ** على ا الناس حتى غيبته الصفائح ) ( فأصبح من لحد من الأرض ميتا ** وكانت له حيا تضيق الصحاصح ) ( وما أنا من رزء وإن جل جازع ** ولا بسرور بعد موتك فارح ) ( كأن لم يمت حي سواك ولم تقم ** على أحد إلا عليك النوائح ) ( لئن حسنت فيك المراثي وذكرها ** لقد حسنت من قبل فيك المدائح ) وأنشدنا أبو بكر قال أنشدنا أبو حاتم ( ألا في سبيل الله ماذا تضمنت ** بطون الثرى واستودع البلد القفر ) ( بدور إذا الدنيا دجت أشرقت بهم ** وإن أجدبت يوما فأيديهم القطر ) ( فيا شامتا بالموت لا تسمتن بهم ** حياتهم فخر وموتهم ذكر ) ( حياتهم ( كانت لأعدائهم عمى ** وموتهم للفاخرين بهم فخر ) ( أقاموا نطهر الأرض فاخضر عودها ** وصار واببطن الأرض فاستوحش الظهر ) وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا عبد الرحمن عنه عمه قال سمعت عمي يقول سمعت أعرابيا ينشد ( كلاب الناس إن فكرت فيهم ** أضر عليك من كلب الكلاب ) ( لأن الكلب لا يؤذي صديقا ** وإن صديق هذا في عذاب ) ( ويأتي حين يأتي في ثياب ** وقد حزمت علي رجل مصاب ) ( فأخزى الله أثوابا عليه ** وأخزى الله ما تحت الثياب ) وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال خرج أعرابي إلى الشام فكتب إلى بني عمه كتبا فلم يجيبوه عنها فكتب إليهم ( ألا أبلغ معاتبتي وقولي ** بني عمي فقد حسن العتاب ) ( وسل هل كان لي ذنب إليهم ** هم منه فأعتبهم غضاب ) ( كتبت إليهم كتبا مرارا ** فلم يرجع إلي لهم جواب ) ( فلا أدري أغيرهم تناثي ** وطول العهد أم مال أصابوا ) ( فمن يك لا يدوم له وفاء ** وفيه حين يغترب أنقلاب ) ( فعهدي دائم لهم وودي ** على حال إذا شهدوا وغابوا ) ( قال أبو علي ) قال الأصمعي يقال لتراب البئر النبيثة والنبيذة ( وقال ) يقال قرب حثحاث وحذحاذ إذا كان سريعا ويقال قثم له من ماله وقذم له من ماله وغثم إذا دفع إليه دفعة فأكثر ويقال قرأ فما تلعثم وما تلعذم ويقال جثا يجثوا وجذا يجذو وإذا قام على أطراف أصابعه وأنشد للنعمان بن نضلة ( إذا شئت غنتني دهاقين قرية ** وصناجة تجذو على كل منسم ) ( قال أبو علي ) جعل للإنسان منسما على الإتساع وإنما المنسم للجمل كما قال الآخر ( سأمنعها أو سوف أجعل أمرها ** إلى ملك أظلافه لم تشقق ) فجعل للإنسان ظلفا وإنما الظلف للشاء والبقر ( وقال غير الأصمعي ) يقال جثوة وجثوة وجثوة وجذوة وجذوة وجذوة ( وقال أبو عمرو الشيباني ) يلوث ويلوذ سواء ( وقال غيره ) يقال خرجت غثيثة الجرح وغذيذته وهي مدته وما فيه وقد غث يغث وغذ يغذ وأنشدنا أبو بكر بن دريد رحمه الله ( فما كان ذنب بني عامر ** بأن سب منهم غلام فسب ) ( بأبيض ذي شطب باتر ** يقط العظام ويبري العصب ) قال يريد معاقرة غالب أبي الفرزدق وسحيم بن وثيل الرياحي لما تعاقرا يصوأر فعقر سحيم خمسا ثم بدا له وعقر غالب مائة وقوله سب أي شتم وقوله سب أي قطع قال وأصل السب القطع وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال سأل رجل علي بن أبي طالب رضوان الله عليه قال صف لنا الدنيا فقال وما أصف لك من دار أولها عناء وآخرها فناء ومن صح فيها أمن ومن سقم فيها ندم ومن افتقر فيها حزن ومن استغنى فتن حلالها حساب وحرامها عذاب وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو حاتم عن العتبي قال عزل بعض الأمراء عن عمله فقال له رجل أصبحت والله فاضحا متعبا أما فاضحا فلكل وال قبلك بحسن سيرتك وأما متعبا فلكل وال بعدك أن يلحقك وحدثنا أبو بكر قال حدثنا الرياشي عن أبي زيد قال قال المغيرة بن شعبة كان عمر رضي الله عنه أفضل من أن يخدع وأعقل من أن يخدع ( قال ) وكان عمر إذا نظر إلى معاوية يقول هذا كسرى العرب قال فكان معاوية يقول ما رأيت عمر مستخليا رجلا قط إلا رحمته وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو حاتم قال قال بعض علماء الهند صحبة السلطان على ما فيها من الغز والثروة عظيمة الخطار وإنما تشبه بالجبل الوعر فيه السباع العادية والثمار الطيبة فالإرتقاء إليه شديد المقام فيه أشد وليس يتكافأ خير السلطان وشره لأن خير السلطان لا يعدو مزيد الحال وشر السلطان يزيل الحال ويتلف النفس التي لها طلب المزيد ولا خير في الشيء الذي سلامته مال وجاه وفي نكبته الجائحة والتلف وأنشدني أبو بكر بن دريد ( وخلقته حتى إذا تم واستوى ** كمخة ساق أو كمتن إمام ) خلقته ملسته يعني سهما والإمام الخيط الذي يمد على البناء فيبنى عليه وهو بالفارسية التر ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا السكن بن سعيد عن محمد بن عباد عن ابن الكلبي قال أغار رجل من مراد له حريم على إبل عمرو بن براقة الهمداني وخيل له فذهب بها فأتى عمرو سلمى وكانت بنت سيدهم وعن رأيها كانوا يصدرون فأخبرها أن حريما المرادى أغار على إبله وخيله فقالت والخفو والوميض والشفق كالأحريض والقلة والحضيض إن حريما لمنيع الحيز سيد مزيز ذو معقل حريز غير أني أرى الحمة ستظفر منه بعثرة بطيئة الجبرة فأغر ولا تنكع فأغار عمرو فاستاق كل شيء له فأتى حريم بعد ذلك يطلب إلى عمرو أن يرد عليه بعض ما أخذ منه فامتنع ورجع حريم وقال عمرو ( تقول سليمى لا تعرض لتلفة ** وليلك عن ليل الصعاليك نائم ) ( وكيف ينام الليل من جل ماله ** حسام كلون الملح أبيض صارم ) ( غموض إذا عض الكريهة لم يدع ** له طمعا طوع اليمين ملازم ) ( ألم تعلمي أن الصعاليك نومهم ** قليل إذا نام الخلي المسالم ) ( إذا الليل أدجى واكفهر ظلامه ** وصاح من الأقراط بوم جوائم ) |
|
07-26-2021 | #5 |
|
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي ويروى ( إذا الليل أدجى واسجهرت نجومه ** ) والمسجهر الأبيض ( ومال بأصحاب الكرى غالبانه ** فإني على أمر الغواية حازم ) ( كذبتم وبيت الله لا تأخذونها ** مراغمة ما دام للسيف قائم ) ( تحالف أقوام علي ليسلموا ** وجروا علي الحرب إذ أنا سالم ) ( أفاليوم أدعى للهوادة بعدما ** أجيل على الحي المذاكي الصلادم ) ( فإن حريما إن رجا أن أردها ** ويذهب مالي يا ابنة القيل حالم ) ( متى تجمع القلب الذكي وصارما ** وأنفا حميا يجتنبك المظالم ) ( متى تطلب المال الممنع بالقنا ** تعش ماجدا أو تخترمك المخارم ) ( وكنت إذا قوم غزوني غزوتهم ** فهل أنا في ذا يال همدان ظالم ) ( فلا صلح حتى تقدع الخيل بالقنا ** وتضرب بالبيض الخفاف الجماجم ) ( ولا أمن حتى تغشم الحرب جهرة ** عبيدة يوما والحروب غواشم ) ( أمستبطي عمرو بن نعمان غارتي ** وما يشبه اليقظان من هو نائم ) ( إذا جر مولانا علينا جريرة ** صبرنا لها أنا كرام دعائم ) ( وننصر مولانا ونعلم أنه ** كما الناس مجروم عليه وجارم ) ( قال أبو علي ) الخفو اللمعان الضعيف يقال خفا البرق يخفو خفوا وخفوا إذا برق برقا ضعيفا والوميض أشد من الخفو والإحريض حجارة النورة والحيز الناحية ومزيز فاضل من قولهم هذا أمز من هذا أي أفضل منه والحمة القدر وقال بعض اللغويين هي واحد الحمام وتنكع تردع يقال نكعته إذا ردعته والمكفهر المتراكب الظلمة والأفراط الآكام وهي الجبال الصغار واحدها فرط قال الشاعر ( أم هل سموت بجرار له لجب ** يغشى المخارم بين السهل والفرط ) والهوادة الصلح والسكون والصلادم واحدها صلدم وهو الشديد الصلب وتقدع تكف والغشم أشد الظلم وحدثنا أبو بكر قال حدثنا السكن بن سعيد عن أبيه وعن ابن الكلبي قال قتل سماك بن حريم أخو مالك بن حريم قتلته مراد غيلة فلم يدر مالك من قتله حتى أخبر بعد ذلك أن بني قمير قتلوا أخاه فأغار عليهم وقتل قاتل أخيه وأنشأ يقول ( يا راكبا بلغن ولا تدعن ** بني قمير وإن هم جزعوا ) ( كي يجدوا مثل ما وجدت فقد ** أصبحت نضوا ومسني الوجع ) ( لا أسمع اللهو في الحديث ولا ** ينفعني في الفراش مضطجع ) ( لا وجد ثكلى كما وجدت ولا ** وجد عجول أضلها ربع ) ( أو وجد شيخ أضل ناقته ** يوم رواح الحجيج إذ دفعوا ) ( ينظر في أوجه الرجال فلا ** يعرف شيأ فالوجه ملتمع ) ( بني قمير قتلت سيدكم ** فاليوم لا فدية ولا جزع ) ( جللته صارم الحديدة كالملح وفيه سفاسق لمع ** ) ( تركته باديا مضاحكه ** يدعو صداه والرأس منصدع ) ( بني قمير تركت سيدكم ** أثوابه من دمائه ردع ) ( فاليوم صرنا على السواء فإن ** أبق فدهري ودهركم جذع ) ( لم أك فيها لما بليت بها ** نؤم ليل يغرني الطمع ) ( قال أبو علي ) قال أبو عبيدة عن بعض أصحابه سفاسق السيف طرائقه التي يقال لها الفرند وردع متلطخة ولهذا قيل يدي من الزعفران ردعة وحدثني أبو عمر أن أبا العباس أنشدهم عن ابن الأعرابي لعمرو بن شأس ( إن بني سلمى شيوخ جلة ** بيض الوجوه خرق الأخله ) أخبر أن سيوفهم تأكل أغمادها من حدتها وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا العكلي عن الحرمازي قال أنشدنا الهيثم بن عدي قال أنشدني مجالد بن سعيد شعرا أعجبني فقلت له من أنشدك قال كنا يوما عند الشعبي فتناشدنا الشعر فلما فرغنا قال الشعبي أيكم يحسن أن يقول مثل هذا وأنشدنا ( أعيني مهلا طالما لم أقل مهلا ** وما سر فاملآن قلت ولا جهلا ) ( وأن صبا ابن الأربعين سفاهة ** فكيف مع اللائي مثلت بها مثلا ) ( يقول لي المفتي وهن عشية ** بمكة يسحبن المهدبة السحلا ) ( تق الله لا تنظر إليهن يا فتى ** وما خلتني في الحج ملتمسا وصلا ) ( ووالله لا أنسى وإن شطت النوى ** عرانينهن الشم والأعين النجلا ) ( ولا المسك من أعرافهن ولا البرا ** جواعل في أوساطها قصبا خذلا ) ( خليلي لولا الله ما قلت مرحبا ** لأول شيبات طلعن ولا أهلا ) ( خليلي أن الشيب داء كرهته ** فما أحسن المرعى وما أقبح المحلا ) قال الهيثم قال مجالد فكتبنا الشعر ثم قلنا للشعبي من يقول هذا فسكت فخيل إلينا أنه قائله ( قال أبو علي ) أراد السحل فسكن الحاء وهي ثياب بيض واحدها سحيل ويقال السحل الثوب من القطن قال الهذلي ( كالسحل البيض جلا لونها ** سح نجاء الحمل الأسول ) والأسول المسترخي الأسفل يقال سول يسول سولا ويقال اتقاه يتقيه وتقاه يتقيه أنشدني أبو بكر بن دريد ( جلاها الصيفلون فأخلصوها ** خفافا كلها يتقي بأثر ) الأثر فرند السيف الأثر خلاصة اللبن وجاء فلان على إثر فلان وعلى أثره والأثر أثر الجرح ( وقال الأصمعي ) يقال جاحشته وجاحسته وجاحفته إذا زاحمته ( وقال ) بعض العرب يقول للجحاش في القتال الجحاس وأنشد لرجل من بني فزارة ( والضرب في يوم الوغى الجحاس ** ) وقال أبو زيد يقال مضى جرس من الليل وجرش ( وقال أبو عمرو ) سئفت يده وشئفت وهو تشقق يكون في أصول الأظفار ( قال ) ويقال الشوذق والسوذق للسوار ( وقال اللحياني ) حمس الشر إذا اشتد وحمش واحتمس الديكان واحتمشا إذا اقتتلا ويقال تنسمت منه علما وتنشمت ويقال الغبس والغبش السواد يقال غبس الليل وأغبس وغبش وأغبش ويقال عطس فلان فشمته وسمته ( وقال الفراء ) أتانا بسدفة وسدفة وشدفة وشدفة وهو السدف والشدف ( وقال أبو زيد ) السدفة في لغة قيس الضوء وفي لغة تميم الظلمة وأنشد بعض اللغويين ( وأقطع الليل إذا ما أسدفا ** ) أي أظلم وبعض اللغويين يجعل السدفة اختلاط الضوء بالظلام مثل ما بين صلاة الصبح إلى الفجر ( وقال يعقوب ) قال الأصمعي يقال جعسوس وجعشوش وكل ذلك إلى قمأة وصغر وقلة ويقال هو من جعلسيس الناس ولا يقال في هذا بالشين ( وقال أبو عبيدة ) عن الأصمعي الجعشوش الطويل الدقيق والجعسوس اللئيم ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو محمد قال قرأت على علي بن المهدي عن الزاحي عن الليث قال قال الخليل الجعسوس القبيح اللئيم الخلق وقرأت على أبي عمر قال أنشدنا أبو العباس عن ابن الأعرابي ( لنا عز ومرمانا قريب ** ومولى لا يدب مع القراد ) |
|
07-26-2021 | #6 |
|
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي قوله مرمانا قريب قال هؤلاء عنزة يقول إن رأينا منكم ما نكره أو رابنا ريب انتمينا إلى بني أسد بن خزيمة وقوله لا يدب مع القراد قال هذا رجل كان يأتي بشنة فيها قردان فيشدها في ذنب البعير فإذا عضه منها قراد نفر فنفرت الإبل فإذا نفرت استل منها بعيرا فذهب به وحدثنا أبو بكر بن الأنباري رحمه الله قال حدثنا عبد الله بن خلف الدلال قال حدثني أبو علي الحسن بن صالح قال قال مساور الوراق لمجنون كان عندنا وكان شاعرا وكان له بنت عم يحبها فذهب عقله عليها أجز هذا البيت ( وما الحب إلا شعلة قدحت بها ** عيون المها باللحظ بين الجوانح ) فقال على المكان ولم يفكر ( ونار الهوى تخفى وفي القلب فعلها ** كفعل الذي جادت به كف قادح ) ( قال ) وحدثنا عبد الله بن خلف الدلال قال حدثني محمد بن الفضل قال حدثني بعض أهل الأدب عن محمد بن أبي نصر قال رأيت بالبصرة مجنونا قاعدا على ظهر الطريق بالمربد فكلما مر به ركب قال ( ألا أيها الركب اليمانون عرجوا ** علينا فقد أمسى هوانا يمانيا ) ( نسائلكم هل سال نعمان بعدكم ** وحب إلينا بطن نعمان واديا ) فسألت عنه فقيل هذا رجل من البصرة كانت له ابنة عم يحبها فتزوجها رجل من أهل الطائف فنقلها فاستو له عليها ( قال ) وأخبرني عبد الله بن خلف قال أخبرني أحمد بن زهير قال أخبرني مصعب بن عبد الله الزبيري عن بعض أهله عن أبي بكر الوالبي قال أخبرت أن أبا المجنون قال له حين سار به إلى بيت الله الحرام وكان أخرجه ليستشفي له تعلق بأستار الكعبة وقل اللهم أرحني من ليلى ومن حبها وتب إلى الله مما أنت عليه فتعلق بأستار الكعبة وقال اللهم من علي بليلى وقربها فزجره أبوه وجعل يعنفه فأنشأ يقول ( يقر بعيني قربها ويزيدني ** بها عجبا من كان عندي يعيبها ) ( وكم قائل قد قال تب فعصيته ** وتلك لعمري توبة لا أتوبها ) قال أبو بكر وزادنا غيره ( فيا نفس صبرا لست والله فاعلمي ** بأول نفس غاب عنها حبيبها ) حدثنا أبو بكر بن دريد رحمه الله قال حدثنا عبد الأول قال سمعت الكتنجي يقول أملقت حتى لم يبق في منزلي إلا بارية فدخلت إلى دار المتوكل فلم أزل مفكرا فحضرني بيتان فاخذت قصبة وكتبت على الحائط الذي كنت إلى جنبه ( الرزق مقسوم فأجمل في الطلب ** يأتي بأسباب ومن غير سبب ) ( فاسترزق الله ففي الله غنى ** الله خير لك من أب حدب ) قال فركب المتوكل في ذلك اليوم حمارا وجعل يطوف في الحجر ومعه الفتح بن خاقان فوقف على البيتين وقال من كتب هذين البيتين وقال للفتح اقرأ هذين البيتين فاستحسنهما وقال من كان في هذه الحجرة فقيل الكتنجي فقال أغفلناه وأسأنا إليه وأمر لي ببدرتين ( قال أبو علي ) العوام تقول بارية وهو خطأ والصواب باري وبوري قال الراجز ( كالخص إذ جلله الباري ** ) وهو بالفارسية ( بوريك ) فأعرب على ما أنبأتك به وأنشدنا أبو بكر قال أنشدنا عبد الأول قال أنشدني حماد قال أنشدني أبي لنفسه ( لما رأيت الدهر أنحت صروفه ** علي وأودت بالذخائر والعقد ) ( حذفت فضول العيش حتى رددتها ** إلى القوت خوفا أن أجاء إلى أحد ) ( وقلت لنفسي أبشري وتوكلي ** على قاسم الأرزاق والواحد الصمد ) ( فإن لا تكن عندي دراهم جمة ** فعندي بحمد الله ما شئت من جلد ) وقرأت على أبي عمر قال أنشدنا أبو العباس عن ابن الأعرابي ( هممت بأمر هم عبدي بمثله ** وخالف زفاف هواي فأبعدا ) يقول رأيت رأي عبد لأن العبد لا رأي له وخالف زفاف هواي أي كان رأيه صوابا ولم يرد عبد اله بعينه وحدثنا أبو بكر قال حدثنا عبد الأول عن أبيه قال حضرت مجلس الحسن ابن سهل وقد كتب لرجل كتاب شفاعة فجعل الرجل يشكر ويدعو له فقال له الحسن يا هذا علام تشكرنا أنا نرى الشفاعات زكاة مروءتنا ( قال ) وحضرته وهو يمل كتاب شفاعة فكتب في آخره أنه بلغني أن الرجل يسأل عن فضل جاهه يوم القيامة كما يسأل عن فضل ماله وأنشدنا أبو عبد الله قال أنشدنا أحمد بن يحيى ( فأقسم ما تركي عتابك عن قلى ** ولكن لعلمي أنه غير نافع ) ( وأني إذا لم ألزم الصمت طائعا ** فلا بد منه مكرها غير طائع ) ( ولو أن ما يرضيك عندي ممثل ** لكنت لما يرضيك أول تابع ) ( إذا أنت لم تنفعك إلا شفاعة ** فلا خير في ود يكون بشافع ) وأنشدنا أيضا قال أنشدنا أحمد بن يحيى النحوي ( قال لي القائلون زرت حسينا ** لا يزار الكريم في جرجان ) ( خالد باللهى يجود ويعطى ** وحسين يجود بالحرمان ) ( ضاع مفتاح جوده جوف بحر ** حيث ظل البحران يلتقيان ) ( فسألنا الغواص عنه فقالوا ** صيغ منه قلائد الحيتان ) وأنشدنا محمد بن القاسم قال أنشدني أبي قال أنشدني عبد الله الرستمي لعبد الله بن كعب العميري ( أيا نخلتي مران هل لي إليكما ** على غفلات الكاشحين سبيل ) ( أمنيكما نفسي إذا كنت خاليا ** ونفعكما إلا العناء قليل ) ( ومالي شيء منكما غير أنني ** أمني الصدى ظليكما فأطيل ) ( قال ) وأنشدني أبي ( تبدل هذا السدر أهلا وليتني ** أرى السدر بعدي كيف كان بدائله ) ( وعهدي به عذب الجنى ناعم الذرى ** تطيب وتندى بالعشي أصائله ) ( فمالك من سدر ونحن نحبه ** إذا ما وشى واش بنا لا تجادله ) ( كما لو وشى بالسدر واش رددته ** كئيبا ولم تملح لدينا شمائله ) ( قال أبو علي ) قال لنا أبو بكر هذا مثل قول كثير ( فيا عز إن واش وشى بي عندكم ** فلا تكرميه أن تقولي له أهلا ) ( كما لو وشى واش بعزة عندنا ** لقلنا تزحزح لا قريبا ولا سهلا ) ( قال أبو علي ) وقرأت على أبي بكر بن دريد وأملى علينا أبو الحسن الأخفش قال مهلهل ابن ربيعة ومهلهل لقب وإنما سمى مهلهلا بقوله ( لما توعر في الغبار هجينهم ** هلهلت أثأر جابرا أو صنبلا ) هذا قول أبي الحسن وأبي بكر إلا أن أبا بكر روى ( لما توقل في الكراع هجينهم ** ) ( قال أبو علي ) الكراع أنف الحرة وقرأت على أحمد عن أبيه إنما سمي مهلهلا لأنه أول من أرق المراثي واسمه عدي وفي ذلك يقول ( رفعت رأسها إلي وقالت ** يا عديا لقد وقتك الأواقي ) وقال ( أليلتنا بذي حسم أنيري ** إذا أنت انقضيت فلا تحوري ) ( قال أبو علي ) ذي حسم موضع وتحوري ترجعي يقال ماله لا حار إلى أهله أي لا رجع إليهم ويقال نعوذ بالله من الحور بعد الكور أي من النقصان بعد الزيادة ( قال أبو علي ) الكور مأخوذ من كور العمامة كأنه رجع عما كان أحكمه من الخير وشده ومثل من أمثالهم ( حور في محارة ) يضرب مثلا للرجل ينقض بعد الزيادة ( قال أبو علي ) وقال أبو عبيدة الحور الهلكة ( فإن يك بالذنائب طال ليلى ** فقد أبكى من الليل القصير ) يقول إن كان طال ليلى بهذا الموضع لقتل أخي فقد كنت أستقصر الليل وهو حي ( وأنقذني بياض الصبح منها ** لقد أنقذت من شر كبير ) ( كأن كواكب الجوزاء عوذ ** معطفة على ربع كسير ) العوذ الحديثات النتاج واحدتها عائذ وإنما قيل لها عوذلان أولادها تعوذ بها والربع ما نتج في الربيع يقول كأن كواكب الجوزاء نوق حديثات النتاج عطفت على ربع مكسور فهي لا تتركه وهو لا يقدر على النهوض ( كأن الجدي في مثناة ربق ** أسير أو بمنزلة الأسير ) المثناة الحبل ( قال أبو علي ) والمثناة ههنا عندي المثني والربق الحبل والربق الشد بالربق فيقول كأن الجدى قد شد بحبل مثني فهو أحكم لشده وكان أبو الحسن يقول المثناة ههنا الحبل والربق الشد ( قال أبو علي ) ولا أعرف الربق الشد إلا عنه ) ( كأن النجم اذ ولى سحيرا ** فصال جلن في يوم مطير ) النجم الثريا إنما شبهها بالفصال في يوم مطير لبطئها وذلك أن الفصيل يخاف الزلق فلا يسرع ( كواكبها زواحف لاغبات ** كأن سماءها بيدى مدير ) الزواحف المعييات التي لا تقدر على النهوض واللواغب مثلها كررة توكيدا لما اختلف اللفظ وكان أبو الحسن يقول كان يجب أن يقول مزاحف لأنه جمع مزحف لأنه يقال أزحف فإما حذف الزائد وإما جعله كالمنسوب كقولهم ليل غاض وما أشبهه أرادوا مغض أو أرادوا ذو غضو وأنكر زحف ( قال أبو علي ) زحف صحيح يقال زحف المعيى وأزحف أي لم يقدر على النهوض مهزولا كان أو سمينا وقوله كأن سماءها بيدي مدير يريد أن سماءها أثقل من أن يديرها مدير فهو إذا تكلف إدارتها لم يقدر عليها ( كواكب ليلة طالت وغمت ** فهذا الصبح راغمة فغوري ) ( وتسألني بديلة عن أبيها ** ولم تعلم بديلة ما ضميري ) ( فلو نبش المقابر عن كليب ** فيخبر بالذنائب أي زير ) يقال هو زير نساء وتبع نساء ز وطلب نساء وخلم نساء وخلب نساء إذا كان يتحدث إليهن ويطلبهن ويتبعهن ويهواهن ويخالبهن والخبر محذوف كأنه قال أي زير أنا ( بيوم الشعثمين لقر عينا ** وكيف لقاء من تحت القبور ) ( وإني قد تركت بواردات ** بجيرا في دم مثل العبير ) الشعثمان موضع معروف وبجير بن الحرث بن عباد قتله مهلهل فلما بلغ خبره أباه قال نعم القتيل قتيلا أصلح بين بكر وتغلب فقيل له أن مهلهلا حين قتله قال بؤبشسع نعل كليب ( قال أبو علي ) قوله بؤبشسع نعل كليب أمر من قولهم باء الرجل بصاحبة بؤأ إذا قتل به وكان كفؤا له أي مت بشسع نعل كليب فانت في القود كفء له أي كفء ويقال القوم بواء أي أمثال في القود مستوون قالت ليلى إلا خيلية ( فإن تكن القتلى بواء فإنكم ** فتى ما قتلتم آل عوف بن عامر ) فحينئذ قال الحرث ( قر بامربط النعامة مني ** لقحت حرب وائل عن حيال ) ( ينوء بصدره والرمح فيه ** ويخلجه خدب كالبعير ) ينوء ينهض يقال نؤت بالحمل أنوء به نوأ إذا نهضت به وناء بي الحمل ينوء بي نوأ إذا جعلني أنهض به وكذلك قول الله عز وجل { ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة } أي تجعلهم ينوءون بها أي ينهضون بها وليس القلب الذي ذكره أبو عبيدة بشيء وإنما يجوز ما ذكر في الشعر إذا اضطر الشاعر في الموضع الذي يقع فيه لبس ولا يحتمل إلا القلب فأما في القرآن فلا يجوز ويخلجه يجذبه ومن هذا قيل للحبل خليج وقيل للماء الذي انجذب إلى ناحية خليج ويروى ويأطره أي يثنيه ويعطفه والخدب الضخم ( هتكت به بيوت بني عباد ** وبعض القتل أشفى للصدور ) ( وهمام بن مرة قد تركنا ** عليه القشعمين من النسور ) ويروى عليه القشعمان من النسور فمن رفع جعله حالا كأنه قال وعليه القشعمان من النسور وجاز حذف الواو لأن الهاء التي في علية تربط الكلام بأوله والقشعم الهرم من النسور ( على أن ليس عدلا من كليب ** إذا طرد اليتيم عن الجزور ) ( على أن ليس عدلا من كليب ** إذا رجف العضاه من الدبور ) رجف تحرك حركة شديدة والعضاه كل شجر له شوك واحدها عضة ( على أن ليس عدلا من كليب ** إذا ما ضيم جيران المجير ) ( على أن ليس عدلا من كليب ** إذا خيف المخوف من الثغور ) ( على أن ليس عدلا من كليب ** غداة بلابل الأمر الكبير ) ( على أن ليس عدلا من كليب ** إذا برزت مخبأة الخدور ) ( على أن ليس عدلامن كليب ** إذا علنت نجيات الأمور ) ( فدا لبني الشقيقة يوم جاؤا ** كأسد الغاب لجت في زئير ) البلابل الإضطراب وروى بعضهم التلاتل وهو الإنزعاج والحركة والنجيات السرائر يقال زأر يزئر والزئير الإسم ويجىء مثل هذا في الأصوات قالوا الفحيح والكشيش والهدير والقليخ يقال فحث الأفعى وهو صوتها من فيها وكشت وكشيشها صوت جلدها وقلخ البعير إذا هدر وبهذا سمى الشاعر قلاخا ( كأن رماحهم أشطان بئر ** بعيد بين جاليها جرور ) الأشطان الحبال واحدها شطن والبئر ههنا الهواء الذي من الجال إلى الجال والبين الوصل وقرأ بعضهم ( لقد تقطع بينكم ) وقال أبو عبيدة البين الوصل والبين الإفتراق وهو من الأضداد وجال البئر وجولها ناحيتها وما يحبس الماء منها ولهذا قيل للرجل الأحمق ماله جول أي شيء يمسكه وكذلك يقال ماله زبر وزبر البئر طيها وماله صيور أي رأي يصير إليه وماله معقول كل هذا في معنى واحد أي ماله عقل واللغويون يقولون معقول أي عقل وأبو علي يقول إنما أراد بمعقول أي ماله شيء عقل أي شد أي ليس له هناك عقل أمسك عليه ( فلا وأبي جليلة ما أفأنا ** من النعم المؤبل من بعير ) جليلة أخت كليب وكانت تحت جساس قاتل كليب وأفأنا رجعنا والنعم الإبل خاصة فإن اختلط بها غنم جاز ان يقال نعم ولا يجوز أن يقال للغنم وحدها نعم وجمع نعم أنعام والمؤبل كان أبو الحسن يقول المكمل يقال إبل مؤبلة كما يقال مائة ممآة وقال الأصمعي المؤبلة التي للقنية وقال غيره المؤبلة الجماعة من الإبل ( ولكنا نهكنا القوم ضربا ** على الأثباج منهم والنحور ) نهكنا القوم أجهدناهم والأثباج الأوساط واحدها ثبج ( وقال أبو عمرو الشيباني ) الكتد ما بين الكاهل إلى الظهر والثبج نحوه ( قتيل ما قتيل المرء عمرو ** وجساس بن مرة ذو ضرير ) ( تركنا الخيل عاكفة عليهم ** كأن الخيل تدحض في غدير ) يقال إنه لذوا ضرير أي ذو مشقة على العدو وعاكفه مقيمة تدحض تزلق يقال مكان دحض ومزلة ومدحضة فأما قول علقمة ( رغا فوقهم سقب السماء فداحص ** بشكته لم يستلب وسليب ) فبالصاد غير معجمة يقال دحص برجله وفحص وكان بعض العلماء يرويه فداحض وهذا الحرف أحد ما نسب فيه إلى التصحيف ( كأنا غدوة وبني أبينا ** بجنب عنيزة رحيا مدير ) ( فلولا الريح أسمع أهل حجر ** صليل البيض تقرع بالذكور ) حجر قصبة اليمامة وحريمهم إنما كانت بالجزيرة ( قال أبو الحسن ) حدثني أبو العباس الأحول قال أول كذب سمع في الشعر هذا والصليل الصوت قال الراعي ( فسقوا صوادي يسمعون عشية ** للماء في أجوافهن صليلا ) أي تصل أجوافها من العطش كما يصل الخزف إذا أصابه الماء والذكور السيوف التي عملت من حديد غير أنيث ويروى نقاف البيض يقرع بالذكور ( قال الأصمعي ) قد غلث طعامه وعلثه وقد اغتلث طعامه واعتلث والعلاثة أقط وسمن يخلط أو رب وأقط |
|
07-26-2021 | #7 |
|
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي ويقال فلان يأكل الغليث إذا أكل خبزا من شعير وحنطة ( قال ) وفي لعل لغات بعض العرب يقول لعلي وبعضهم لعلني وبعضهم علي وبعضهم علني وبعضهم لعني وبعضهم لغني وأنشدنا للفرزدق ( هل أنتم عائجون بنا لعنا ** نرى العرصات أو أثر الخيام ) ( قال ) وقال عيسى بن عمر سمعت أبا النجم يقول ( أغد لعلنا في الرهان نرسله ** ) يريد لعلنا وبعض العرب يقول لأنني وبعضهم يقول لأني وبعضهم لوني ( قال ) وقال رجل بمنى من يدعو إلى المرأة الضالة فقال أعرابي لون عليها خمارا أسود يريد لعل عليها خمارا أسود فقال سود الله وجهك ( وقال الفراء ) سمعت وعاهم ووغاهم وهي الضجة ويقال ماله عن ذلك وعل وماله عن ذلك وغل في معنى لجأ ( وقال اللحياني ) يقال ماله أرمعل دمعه وارمغل إذا قطر وتتابع ( وقال أبو عمرو الشيباني ) نشعت به ونشعت أي أولعت به وإنه لمنشوع بأكل اللحم ونشعته ونشغته إذا سعطته والنشوع والنشوغ السعوط وحدثنا أبو عمر عن أبي العباس أن ابن الأعرابي قال في بيت الكميت ( وما استنزلت في غيرنا قدر جارنا ** ولا ثفيت إلا بنا حين تنصب ) يقول إذا جاورنا أحد لم نكلفه أن يطبخ من عنده بل يكون ما يطبخه من عندنا بما نعطيه من اللحم حين ينصب قدره ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو معمر عبد الأول قال حدثنا رجل من موالي بني هاشم قال أذنب رجل من بني هاشم ذنبا فعنفه المأمون فقال يا أمير المؤمنين من كانت له مثل دالتي ولبس ثوب حرمتي ومت بمثل قرابتي غفر له فوق زلتي فأعجب المأمون كلامه وصفح عنه وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثنا موسى بن علي الختلي قال حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال حدثنا الأصمعي قال حدثني بعض العتابيين قال كتب كلثوم بن عمرو إلى صديق له أما بعد أطال الله بقاءك وجعله يمتد بك إلى رضوانه والجنة فإنك كنت عندنا روضة من رياض الكرم تبتهج النفوس بها وتستريح القلوب إليها وكنا نعفيها من النجعة استتماما لزهرتها وشفقة على خضرتها وادخارا لثمرتها حتى أصابتنا سنة كانت عندي قطعة من سني يوسف واشتد علينا كلبها وغابت قطتها وكذبتنا غيومها وأخلفتنا بروقها وفقدنا صالح الأخوان فيها فانتجعتك وأنا بإنتجاعي إياك شديد الشفقة عليك مع علمي بإنك موضع الرائد وأنك تغطي عين الحاسد والله يعلم أني ما أعدك إلا في حومة الأهل واعلم أن الكريم إذا استحيا من إعطاء القليل ولم يمكنه الكثير لم يعرف جوده ولم تظهر همته وأنا أقول في ذلك ( ظل اليسار على العباس ممدود ** وقلبه أبدا بالبخل معقود ) ( إن الكريم ليخفي عنك عسرته ** حتى تراه غنيا وهو مجهود ) ( وللبخيل على أمواله علل ** زرق العيون عليها أوجه سود ) ( إذا تكرمت عن بذل القليل ولم ** تقدر على سعة لم يظهر الجود ) ( بث النوال ولا يمنعك قلته ** فكل ما سد فقرا فهو محمود ) قال فشاطره ماله حتى أعطاه إحدى نعليه ونصف قيمة خاتمه ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر بن دريد قال حدثنا عبد الرحمن عن عمه قال سمعت أعرابية رجلا ينشد ( وكاس سلاف يحلف الديك أنها ** لدى المزج من عينيه أصفى وأحسن ) فقالت بلغني أن الديك من صالح طيركم وما كان ليحلف كاذبا وأنشدنا أبو عبد الله نفطويه قال أنشدنا أحمد بن يحيى النحوي لرجل من العرب كان أبوه يمنعه من الإضطراب في المعيشة شفقة عليه فكتب إليه ( ألا خلني أذهب لشأني ولا أكن ** على الناس كلا إن ذاك شديد ) ( أرى الضرب في البلدان يغني معاشرا ** ولم أر من يجدي عليه قعود ) ( أتمنعني خوف المنايا ولم أكن ** لأهرب مما ليس منه محيد ) ( فدعني أجول في البلاد لعلني ** أسر صديقا أو يساء حسود ) ( فلو كنت ذا مال لقرب مجلسي ** وقيل إذا أخطأت أنت سديد ) وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو عثمان الأشنانداني قال كان رجل من أهل الشام مع الحجاج يحضر طعامه فكتب إلى امرأته يعلمها بذلك فكتبت إليه ( أيهدى لي القرطاس والخبز حاجتي ** وأنت على باب الأمير بطين ) ( إذا غبت لم تذكر صديقا ولم تقم ** فأنت على ما في يديك ضنين ) ( فأنت ككلب السوء جوع أهله ** فيهزل أهل البيت وهو سمين ) ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر قال حدثنا السكن بن سعيد عن محمد بن عباد قال كان البختري بن أبي صفرة من أكمل فتيان العرب جمالا وبيانا ونجدة وشعرا وكان بنو المهلب يحسدونه لفضله فدست إليه أم ولد عمارة بن قيس اليحمدي فراودته عن نفسه فأبى فحملت عليه عمارة حتى شكاه إلى المهلب وأكثر في ذلك بنوه القول فعرف ذلك في وجه المهلب فكتب إليه ( جفوت أمرأ لم ينب عما تريده ** وكان إلى ما تشتهيه يسارع ) ( تموت حفاظا دون ضيمك نفسه ** وأنت إلى ما ساءه متطالع ) ( كاني أخو ذنب وما كنت مذنبا ** ولكن دهتني الساريات الشبادع ) ( قال أبو علي ) الشبادع النمائم والشبادع العقارب واحدها شبدعة ( دببن وقد نام الغفول بعيبنا ** إليك إماء مومسات جوالع ) المومسة الفاجرة والجالعة التي قد ألقت عنها الحياء ( فأوقدن نيران العداوة بيننا ** جهارا ولم تسدد علي المطالع ) ( بغين أمور الست ممن أشاؤها ** ولو جعلت في ساعدي الجوامع ) ( أأصبو بعرس الحار أن كان غائبا ** وتلك التي تستك فيها المسامع ) ( فلست ورب البيت أصبو بمثلها ** وربي راء ما صنعت وسامع ) ( فإن تك عرس اليحمدي وأخته ** سرين فلا قاهن أليس خالع ) الأليس الجرئ من كل شيء وخالع قد خلع الحياء ( يبيت يراعي المومسات إذا دجا الظلام وجار البيت وسنان هاجع ** ) ( فما أ نا ممن تطبيه خريدة ** ولو أنها بدر من الأفق طالع ) تطبية تدعوه يقال اظباه يطبيه وطباه يطبوه ( وإني لتنهاني خلائق أربع ** عن الفحش فيها للكريم روادع ) ( حياء واسلام وشيب وعفة ** وما المرء إلا ما حبته الطبائع ) ( وقد كنت في عصر الشباب مجانبا ** صباي فأنى الآن والشيب شائع ) ( فلا تقطعن مني وشائج سهمة ** فلا يصل الابناء ما أنت قاطع ) ( وكافح بأجرامي الهياج إذا التظى ** شهاب من الموت المحرق لامع ) ( تنبه وعهد الله منى مشيعا ** صبورا على اللاواء والموت كانع ) الوشائج الأرحام المشتبكة المتصلة ( قال أبو محمد ) وهي مأخوذة من وشائج الرماح وهي عروقها والسهمة القرابة وقرأت على أبي بكر لتأبط شرا ( وإني لمهد من ثنائي فقاصد ** به لإبن عم الصدق شمس بن مالك ) ( أهز به في ندوة الحي عطفه ** كما هز عطفي بالهجان الأوارك ) الندوة المجلس والأوارك التي ترعى الأراك ( قليل التشكي للمهم يصيبه ** كثير الهوى شتى النوى والمسالك ) ( يظل بموماة ويمسي يغيرها ** حجيشا ويعرورى ظهور المهالك ) الحجيش المنفرد ( ويسبق وفد الريح من حيث ينتحي ** بمنخرق من شدة المتدارك ) ( إذا خاط عينيه كرى النوم لم يزل ** له كالئ من قلب شيحان فاتك ) بمنخرق يريد السريع الواسع والشيحان الحاد في كل أمر ( إذا طلعت أولى العدي فنفره ** إلى سلة من صارم الغرب باتك ) العدي الجماعة الذين يعدون في الحرب ( إذا هزه في عظم قرن تهللت ** نواجذ أفواه المنايا الضواحك ) ( يرى الوحشة الأنس الأنيس ويهتدي ** بحيث اهتدت أم النجوم الشوابك ) وأنشدنا أبو الحسن الترمذي الوراق قال أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى ( إلبس أخاك على تصنعه ** فلرب مفتضح على النص ) ( ما كدت أفحص عن أخي ثقة ** إلا ذممت عواقب الفحص ) وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري رحمه الله قال أنشدني أبي ( تركت النبيذ لأهل النبيذ ** وأصبحت أشرب ماء نقاخا ) ( شراب النبيين والمرسلين ** ومن لا يحاول منه إطباخا ) ( رأيت النبيذ يذل العزيز ** ويكسوا التقي النقي اتساخا ) ( فهبني عذرت الفتى جاهلا ** فما العذر فيه إذا المرء شاخا ) ( قال أبو علي ) قال الأصمعي يقال أناء قربان وكر بان إذا دنا أن يمتلئ ويقال عسق به وعسك به إذا لزمه والأقهب والأكهب لون إلى الغبرة ( قال ) ويقال دقمه ودكمه إذا دفع في صدره ويقال للصبي والسخلة قد امتك ما في ضرع أمه وقد امتق ما في ضرع أمه إذا شربه كله ويقال كاتعه الله وقاتعه الله في معنى قاتله الله ( وقال أبو عمرو الشيباني ) عربي كح وعربية كحة ( وقال أبو زيد ) أعرابي قح وأعراب أقحاح أي محض خالص وكذلك عبد قح أي خالص ( وقال الأصمعي ) القح الخالص من كل شيء ( وقال الفراء ) يقال للذي يتبخر به قسط وكسط ويقال كشطت عنه جلدة وقشطت ( قال ) |
|
07-27-2021 | #8 |
|
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي ( ولم يدع فتيانا كراما لميسر ** إذا هب من ريح الشتاء هبوب ) ( حبيب إلى الزوار غشيان بيته ** جميل المحياشب وهو أريب ) ( إذا حل لم يقصر مقامة بيته ** ولكنه الأدنى بحيث يجيب ) ( يبيت الندى يا أم عمرو ضجيعه ** إذا لم يكن في المنقيات حلوب ) وحدثنا أبو الحسن قال حدثنا أحمد بن يحيى قال أخبرنا سلمة عن الفراء أنه روى يبيت الندى يا أم عمرو ضجيعه ( قال أبو علي ) وزادني أبو بكر بن دريد رحمه الله من حفظه ههنا بيتا وهو ( كأن بيوت الحي ما لم يكن بها ** بسابس لا يلقى بهن عريب ) ( إذا شهد الأيسار أو غاب بعضهم ** كفى ذاك وضاح الجبين نجيب ) ( قال أبو علي ) وقرأت على أبي بكر ( وإن شهدوا أو غاب بعض حماتهم ** كفى القوم وضاح الجبين أريب ) ( وداع دعا يا من يجيب إلى الندى ** فلم يستجبه عند ذاك مجيب ) ( فقلت ادع أخرى وارفع الصوت دعوة ** لعل أبا المغوار منك قريب ) ( يجبك كما قد كان يفعل إنه ** مجيب لأبواب العلاء طلوب ) ( فإني لباكيه وإني لصادق ** عليه وبعض القائلين كذوب ) ( فتى أريحي كان يهتز للندى ** كما اهتز ما مضى الشقرتين قضيب ) ( وخيرتماني أنما الموت بالقرى ** فكيف وهاتا روضة وكثيب ) ( قال أبو علي ) يقال حميت المريض حمية وأحميت الحديد في النار إحماء وحميت الشيء إذا منعت عنه وأحميت المكان إذا جعلته حمى لا يقرب ويقال عييت بالكلام فأنا أعيا عيا ولا يقال أعييت ويقال أعييت من المشي فأنا أعيي إعياء وألح أشفق يقال ألاح من الشيء أن أشفق قال جبيهاء الأشجعي ( تنجو إذا نجدت وعارض أوبها ** سلق ألحن من السياط خضوع ) والسلام الصخور واحدتها سلمة والسلم شجر واحدتها سلمة والسلام أيضا شجر واحدتها سلامة ويقال خرمته المنية وتخرمته إذا ذهبت به وشعوب معرفة لا تنصرف اسم من أسماء المنية وإنما سميت شعوب لأنها تشعب أي تفرق وشعوب صفة في الأصل ثم سمى به ويقال عجمت العود أعجمه عجما إذا عضضته لتسبر صلابته من رخاوته بضم الجيم في المضارع والعجم النوى ومنه قول الأعشى ( كلقيط العجم ) وكان أبو بكر بن دريد يروى عن أصحابه كلفيظ العجم وهو أجود لأن ما لفظ من النوى أصلب من غيره وعروفا صبورا ويقال رابني يريبني وأرابني يريبني بمعنى واحد وبعضهم يقول رابني تبينت منه الريبة وأرابني إذا ظننت به الريبة ومروح ومراح واحد وعازب وعزيب بعيد ومنه سمى العزب لأنه بعد عن النساء والسمام جمع سم وهذا مما اتفق في جمعه فعول وفعال لأنهم يقولون سمام وسموم والسلم والسلم الصلح والسلم الإستسلام وهوت أمه اي هلكت كأنها انحدرت إلى الهاوية وجياء فعال من جاء يجيء وفعول وفعال يكونان للمبالغة ( قال أبو علي ) حدثنا أبو الحسن قال حدثنا محمد بن يزيد عن أبي المحكم قال أنشدت يونس أبياتا من رجز فكتبها على ذراعه ثم قال لي إنك لجياء بالخير وفي قوله مفيد مفيت قولان أحدهما يريد أنه يحرب قوما ويجبر آخرين والآخر أنه يستفيد ويتلف والشحوب التغير يقال شحب لونه يشحب شحوبا وغنينا أقمنا ولهذا قيل للمنزل مغنى ومنه قول الله عز وجل كأن لم يغنوا فيها وحقبة دهرا وجلحت ذهبت بنا وأكلتنا فأفرطت واصل الجلح الكشف والمجالحة المكاشفة ويقال جلحت الأرض إذا أكل ما فيها من النبات ويقال جلح الشجر فهو مجلح إذا ذهب الشتاء بغصونه وورقه كالرأس الأجلح قال ابن مقبل ( ألم تعلمي أن لا يذم فجاءتي ** دخيلي إذا اغبر العضاه المجلح ) ويقال ناقة مجلاح ومجلح ومجالح إذا أكلت أغصان الشجر وهي أصلب الإبل وأبقاها لبنا ( وقال الأصمعي ) المجالح بغير هاء التي تدر على الجوع والقر يقال جالحت الناقة تجالح مجالحة شديدة قال الشاعر ( لها شعر داج وجيد مقلص ** وجسم خداري وضرع مجالح ) وقال الفرزدق ( مجاليح الشتاء خبعثنات ** إذا النكباء ناوحت الشمالا ) والخبعثن والخبعثنة الغليظ الجسم من الإبل وغيرها وقوله عظيم رماد النار أي جواد بذول للقرى ( قال أبو علي ) إنما تصف العرب الرجل بعظم الرماد لأنه لا يعظم إلا رماد من كان مطعاما للأضياف والفناء ممدود فناء الدار والفناء بالفتح ممدود من فني الشي والفنا عنب الثعلب مقصور والفنا جمع فناة أيضا مقصورة وهي البقرة الوحشية وتحتجنه تغيبه ومنه احتجن فلان المال إذا غيبه وتحتجبه من الحجاب والثرى التراب الندي وهذا مثل وإنما يريد أنه قريب المعروف والخير إذا طلب ما عنده وقوله لا ينال عدوه له نبطا أي لا يدرك غوره ولا يستخرج ما في بيته لدهائه ويقال أنه أراد لا ينال لينه لأن ناحتيه خشنة على عدوه وإن كانت لينة لوليه والنبط أول ما يخرج من البئر إذا حفرت وقطوب معبس يقال قطب يقطب فهو قاطب وقطب فهو مقطب وقطوب للمبالغة والعلق النفيس من كل شيء والعوراء الكلمة القبيحة من الفحش قال الشاعر ( وما الكلم العوران لي بقتول ** ) والورع الجبان الضعيف والماذي العسل الأبيض وهو أجود العسل ( وقال بعض اللغويين ) ومنه قيل للدرع ماذية لصفاء لونها وقوله كعالية الرمح أراد كالرمح في طوله وتمامه والعالية من الرمح النصف الذي يلي السنان فأما الذي يلي الزج فسافلته وط اوى البطن يريد ضامر البطن من الجوع وتزهاه تستخفه ( وقال بعض اللغويين ) ذرى الحائط وذرى الشجر أصلهما والجيد أن يكون الذرى الناحية ( قال أبو علي ) هكذا سمعت من أبي بكر ومن أثق بعلمه ولهذا قيل أنا في ذرى فلان وفلان في ذرى فلان ويوفي يشرف وربأ صار لهم ربيئة والربيئة م الطليعة وهو الرقيب أيضا والميسر الجزور التي تنحر والأيسار الذين يقسمون الجزور وأحدهم يسر والمحيا الوجه وحدثنا أبو الحسن قال حدثنا أبو العباس محمد بن يزيد أن نفرا من بني هاشم دخلوا على المنصور يتظلم بعضهم من بعض فقال له قائل منهم أعلمك يا أمير المؤمنين أن هذا شد علي بخزالوفة فضرب بها وجهي فأقبل المنصور على الربيع فقال له ويلك ما خزالوفة فقال يريد يد خزفة يا أمير المؤمنين فقال المنصور قاتلكم الله صغارا وكبارا لستم كما قال كعب بن سعد الغنوي ( حبيب إلى الفتيان غشيان رحله ** جميل المحيا شب وهو أديب ) والمنقيات ذوات النقي المخ ( وقال ) البسابس والسباسب الصحارى ويقال ما بالدار عريب أي ما بها أحد والأيسار واحدهم يسر وهو الذي يدخل مع القوم في الميسر وهو مدح والبرم الذي لا يدخل وهو ذم وقرأت على أبي عمر عن أبي العباس أن ابن الأعرابي أنشدهم ( فلما رأيت جد النوى ضافت النوى ** بنظرة ثكلى أكذبت كل كاشح ) أي لما علمت بالفراق بكت فعلم أن الكاشح الساعي لم ينجع قوله يعني عندها ( قال أبو علي ) وحدثنا الرياشي قال حدثني ابن سلام قال دخلت ديباجة المدنية على امرأة فقيل لها كيف رأيتها فقالت لعنها الله كأن بطنها قربة وكأن ثديها دبة وكأن استها رقعة وكأن وجهها وجه ديك قد نفش عفريته يقاتل ديكا وحدثنا أبو عبد الله إبراهيم رحمه الله قال حدثنا أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي قال كان المجشر في الشرف من العطاء وكان دميما فقال له عبيد الله ذات يوم كم عيالك فقال ثمان بنات فقال وأين هن منك فقال أنا أحسن منهن وهن أكمل مني فضحك عبيد الله وقال جاد ما سألت لهن وأمر له بأربعة آلاف فقال ( إذا كنت مرتاد الرجال لنفعهم ** فناد زيادا أو أخا لزياد ) ( يجبك امرؤ يعطي على الحمد ماله ** إذا ضن بالمعروف كل جواد ) ( ومالي لا أثني عليه وإنما ** طريفي من أمواله وتلادي ) ( هم أدركوا أمر البرية بعدما ** تفانوا وكادوا يصبحون كعاد ) وأنشدنا رحمه الله قال أنشدنا أحمد بن يحيى عن الزبير لإمرأة من أهل الحجاز ( يا خليلي آبنى سهدي ** لم تنم عيني ولم تكد ) ( كيف تلحوني على رجل ** آنس تلتذه كبدي ) ( مثل ضوء البدر طلعته ** ليس بالزميلة النكد ) قال وأنشدنا أيضا ( للناس بيت يديمون الطواف به ** ولي بمكة لو يدرون بيتان ) ( فواحد لجلال الله أعظمه ** وآخر لي به شغل بإنسان ) ( قال أبو علي ) قال الأصمعي يقال للناقة إذا ألقت ولدها ولم يشعر أي لم ينبت شعره قد أملصت وأملطت وهي ناقة مملص ومملط وإبل مماليص ومماليط فإذا كان ذلك من عادتها قيل مملاص ومملاط وقد ألقته مليصا ويقال اعتاطت رحمها واعتاصت وهما واحد وذلك إذا لم تكن تحمل أعواما ( قال الأصمعي ) يقال اطرهم واطرخم إذا كان مشرفا طويلا وأنشد لإبن أحمر ( أرجي شبابا مطرهما وصحة ** وكيف رجاء الشيخ ما ليس لاقيا ) وروى أبو عبيد عن أبي زياد الكلابي المطرهم الشباب المعتدل التام وروى في البيت وكيف رجاء المرء ما ليس لاقيا ويقال بخ بخ وبه به إذا تعجب من الشيء ويقال صخدته الشمس وصهدته إذا اشتد وقعها عليه ويقال هاجرة صيخود أي صلبة وصخرة صيخود قال الراجز ( كأنهن الصخر الصيخود ** يرفت عقر الحوض والعضود ) ( وقال الأصمعي ) يقال مط الحرف ومده بمعنى واحد ويقال قد بطغ الرجل وبدغ إذا تلطخ بعذرته وقال رؤبة ( لولا دبوقاء استه لم يبطغ ** ) ويروى لم يبدغ والدبوقاء العذرة ويقال ماله إلا هذا فقد وإلا هذا فقط والإبعاد والإبعاط واحد ( قال الأصمعي ) الأقطار والأقتار النواحي يقال وقع على أحد قطريه وعلى أحد قتريه أي أحدى ناحيتيه ويقال طعنه فقطره وقتره إذا ألقاه على أحد قطريه ويقال رجل طبن وتبن أي فطن حاذق ويقال ما أستطيع وما أستتيع وقال يعقوب بن السكيت المعكول والمعكود المحبوس ويقال معله ومعده إذا اختلسه وأنشد ( إني إذا ما الأمر كان معلا ** وأوخفت أيدي الرجال الغسلا ) قوله معلا أي أختلاسا وقوله وأوخفت أيدي الرجال يربد قلبوا أيديهم في الخصومة وقال الآخر ( أخشى عليها طيئا وأسدا ** وخار بين خربا ومعدا ) |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 3 : | |
, , |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
عزة الإسلام في الغرب | ام عبدالله وامنه | شعاع القصص الوعظية | 4 | 11-13-2015 01:09 AM |
لطائف من أخبار العرب | عطر الجنة | شعاع العـــام | 7 | 08-08-2015 08:24 AM |
طرائف العرب | ام بشري | شعاع العـــام | 9 | 05-16-2014 09:07 AM |
نجم العرب | أم انس السلفية | شعاع العلوم الشرعية | 2 | 10-24-2013 03:26 AM |