لولو والسمكة الحمراء
في يومٍ ما كانت الشمسُ مشرقة.. خرجت القطة "لولو" ومعها بنتها "نانوس" وقالت لها:
اليوم - إن شاء الله - سوف نأكل سمكاً كثيراً.
فرحت نانوس جدًّا، وقالت: أشكرك يا أمي، أنا أحب السمك كثيراً.
وفي الطريق كان ينتظرهم الطفل "بلال" وهو يبكي بشدة..
قالت له لولو: ماذا بك يا بلال؟
قال: كانت معي سمكةٌ حمراء، فوقعت مني في النهر، وأنا كنت أحبها جدًّا.
قالت لولو: لا تحزن، سوف نذهب إلى النهر كي نصيد الأسماك.
قال لها بلال: أرجوك يا لولو، لا تأكلي سمكتي الحمراء.
قالت: حاضر.
ذهبت نانوس ولولو إلى النهر، وكان هناك سمكٌ كثير أحمر، وسمكٌ أصفرُ وأزرق، وأسماك كثيرة.
قالت لولو: سوف نصيد أيَّ سمكة ما عدا الأحمر.. فهمت يا نانوس؟
قالت: حاضر يا أمي. وأخذت نانوس سمكةً حمراءَ، وجرَت بها بعيداً عن أمها وعن بلال، وقالت لها نانوس: هل أنتِ سمكةُ بلال؟
قالت لها: نعم، ولا أريد أن أغادر النهر.. اتركني أعيش مع أهلي وأصدقائي، فبلال طفلٌ أناني، يحب أن يحبسني وحيدةً في حوضٍ من الزجاج وأعشاب صناعية، وأنا لا أحب الرجوع إليه.. أرجوكِ يا نانوس، أعيديني إلى النهر حتى أعيش حياتي في سعادة.
قالت نانوس: حاضر، ولكن سوف أُفهم بلالاً أنه مخطئ.
قالت السمكة: أرجوكِ أعيديني.
فقالت نانوس: حاضر.
ولمحها بلال فقال لها: هذه سمكتي.. هاتيها.
سمعَت السمكة أن بلالاً يريد أن يعيدها إلى الحوض وحيدة، فتغير لون السمكة من حمراء إلى سوداء، وظن بلال أنها ماتت، وحزن ووضعها في النهر، ثم رجع حزيناً إلى البيت، وتقدمت نانوس إلى النهر حتى تشاهد السمكة..
وبعد دقائق رجع لونها الأحمرُ الجميل إليها، وفرحت نانوس، وقالت لبلال: السمكة الآن سعيدةٌ جدًّا.
فقال بلال: أنا السبب في موتها.
قالت نانوس: لا، لا يا بلال.. هي فعلت ذلك لأنك كنت تحبها من أجل لونها الجميل، وعندما تغير لونها تركتَها.
وهي تعيش الآن مع أهلها وأصدقائها، وفي مكانها الصحيح، فيجب علينا ألاَّ نكون أنانيين.. فالأنانية صفةٌ مكروهة جدًّا.
نتعلم من هذه القصة:
♦ عدم الأنانية.
♦ حب الخير والسعادة لجميع الأصدقاء.