الموضوع
:
من فقه أسماء الله الحسنى الوارث
عرض مشاركة واحدة
#
1
12-02-2014
العلوم الشرعية
قـائـمـة الأوسـمـة
لوني المفضل
Blue
رقم العضوية :
82
تاريخ التسجيل :
Jun 2013
فترة الأقامة :
4002 يوم
أخر زيارة :
منذ 11 ساعات (09:41 PM)
الإقامة :
الشرقية
المشاركات :
4,630 [
+
]
التقييم :
10813
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
من فقه أسماء الله الحسنى الوارث
من فقه أسماء الله الحسنى الوارث
السلام عليكم ورحمة
الله
وبركاته
نكمل اخواتي دورتنا في فقه الاسماء
الحسنى
:-
( الوارث)
وقد وَرد الاسم في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع كلها بصيغة الجمع ، وهي قوله تعالى :{ وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ [الحجر : 23] ..
وقوله تعالى :{ وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ [الأنبياء : 89]..
وقوله تعالى :{ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا ۖ فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ [القصص : 58]
_ومعنى ((
الوارث
)) ، أي : الباقي بعد فناء الخلق ، فكلُّ مَن سواه زائل ، وكلُّ مَن عداه فانٍ ، وهو جلَّ وعلا الحيُّ الذي لا يموت ، الباقي الذي لايزول ، إليه المرجع والمنتهى ، وإليه المآل والمصير ، يفني الملاك وأملاكهم ، ويرث تبارك الخلقَ أجمعين ؛ لأنه باقٍ وهم فانون ، ودائمٌ وهم زائلون ..
_فقوله : { وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ } أي : نرث الأرض ومن عليها ، بأن نُميتَ جميعهم فلا يبقى حيٌّ سوانا إذا جاء ذلك الأجل ، إذ الجميع يفنى وكلٌّ يموت ، ويبقى
الله
وحده الحيّ الذي لايموت ..
_وقال عزَّ وجلَّ : { إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَن ْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ [مريم : 40] ،
وفي هذا تنبيهٌ لمن أَلْهَتْه الدنيا وشَغَلتْه عمَّا خُلِقَ لأجله وأُوجِد لتحقيقه ؛ أنّ الدنيا وما فيها من أولها إلى آخرها ستذهب عن أهلها ، ويذهبون عنها ، وسيرث
الله
عزَّ وجل الأرض ومن عليها ، ويُرجِعُهم إليه فيُجازيهم بما عملوا فيها ..
_وفي موضع آخر مِنَ القرآن توعَّد سبحانه كفَّار قريش الذين مَنَّ
الله
عليهم بأنْ مكَّن لهم حَرَمًا آمنًا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنه سبحانه ، وأبوا قبولَ دعوة الرسول ﷺ والإيمان بما جاء به ، توعدهم بما فَعلَه بالأمم الماضية حيث قال : { وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا ۖ فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ [القصص : 58]
أي : أنه سبحانه
الوارث
للعباد حيث يُميتُهم سبحانه ويرجع إليه جميع مامتعهم به من النعم ، ثم يعيدهم إليه ليجازي كلًّا منهم بعمله ..
_وفي ذلك اليوم ينكشف للناس الغطاء ، وتذهبُ أوهامُ مَن تعلَّقت قلوبهم بالدنيا ، وظنوا أنهم باقون فيها ، وأن ملكهم فيها سيبقى ، وأنهم إلى
الله
لا يرجعون ، فيوقنون حينئذ بأن الملك لله الواحد القهار ، وأنه سبحانه
الوارث
لديارهم وأموالهم ، ولاينفعهم حينئذ تقطُّع قلوبهم حَسرات وامتلاؤُها بالنَّدَم والأَسَف ..
_وكان آخر خطبة عمر بن عبدالعزيز أنْ حمد
الله
وأثنى عليه ، ثم قال : (( أمّا بعد ، فإنّكم لم تُخلقوا عبثًا ، ولن تُتركوا سُدى ، وإنّ لكم معادًا ينزل
الله
فيه للحكم بينكم والفصل بينكم ، فخاب وخسر مَنْ رحمة
الله
، وحرم جنّة عرضها السموات والأرض ، ألم تعلموا أنه لا يأمن غدًا إلا من حذر هذا اليوم وخافه ، وباع نافذاً بباق ، وقليلًا بكثير ، وخوفًا بأمان ، ألا ترون أنكم من أصلاب الهالكين ، وسيكون من بعدكم الباقين حتى تُردّون إلى خير الوارثين ؟! ..
ثم إنّكم في كلّ يوم تشيِّعون غاديًا ورائحًا إلى
الله
عزّ وجلّ ، قد قضى نحبه ، وانقضى أجله ، حتّى تغيِّبوه في صدْع من الأرض ، في بطن صَدع غير ممهّد ولا مُوسّد ، قد فارق الأحباب وباشر التراب ، وواجه الحساب ، مرتَهن بعمله ، غني عمّا ترك ، فقير إلى ماقدّم ..
فاتقوا
الله
عباد
الله
قبل انقضاء مواثيقه ، ونزول الموت بكم . ثم جعل طرف ردائه على وجهه ، فبكى وأبكى من حوله )) ..
_وقد حثَّ
الله
عبادَه المؤمنين على النَّفقة في سبيله مِنَ المال الذي مَنَّ عليهم به ، وجعلهم مُستخلَفين فيه ، مُذكِّرًا لهم بأنه الوارثُ سبحانه ،
قال تعالى :{ آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ۖ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ [الحديد : 7] إلى أن قال :{ وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ} [ الحديد :10 ] ..
روى مسلم في (( صحيحه )) عن مُطرِّف ، عن أبيه عبدالله بن الشِّخِّير رضي
الله
عنه قال :(( أتيتُ النَّبيَّ ﷺ وهو يقرأ : {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ } ، قال : يقول ابنُ آدم : مالي ، مالي ، قال : وهل لك ياابنَ آدم مِن مَلِك إلَّا ماأكلت فأَنيتَ ، أو لبستَ فأبليتَ ، أو تصدَّقت فأمضيت َ)) ..
_ثم إنَّ
الله
عز وجلّ هو المالك للسموات والأرض ، والمالك لكل شيء ، والأرض له سبحانه يورثها من يشاء من عباده ..
قال تعالى :{ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ۖ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [الأعراف : 128] ..
وقال تعالى : { وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۖ } [الأعراف : 137]
وقال تعالى :{ وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَئُوهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا [الأحزاب : 27] ..
والجنة دار كرامته يورثها من يشاء من عباده { جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا [ 61]لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا ۖ وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا [ 62]تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا [مريم : 63] ..
وقال تعالى :{ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [الأعراف : 43]..
وقال تعالى :{ وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [الزخرف : 72] ..
_وكتابه عزَّ وجل هو الهداية والعزِّ والفلاح ، يورثه سبحانه من اصطفاهم لمنَّته واجتباهم لكرامته ، قال تعالى :{ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ [فاطر : 32] ،، فكلهم قد اصطفاهم
الله
لوراثة هذا الكتاب ، وإن تفاوتت مراتبهم ، وتمايزت أحوالهم ، فلكلٍّ منهم قسط ونصيب من وراثته ..
_ثم إنَّ التوسُّل إلى
الله
بهذا الاسم داخل في عموم قوله :{ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ [الأعراف : 180] ..
ولا سيما بمراعاة المناسبة بين المطلوب والاسم المذكور كما في دعاء نبي
الله
زكريا عليه السلام ، قال تعالى { وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ [ 89] فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [الأنبياء : 90] ،، وفي الآية الأخرى قال :{ فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا [ 5]يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ۖ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا [مريم : 6] ..
والإرث المذكور هنا إنما هو إرثُ علمٍ ونبوَّةٍ ودعوةٍ إلى
الله
عز وجلّ لا إرث مالٍ ، وقد توسَّل عليه السلام في هذا السياق باسم
الله
الوارث
مراعاة لمناسبة المسألة والمطلوب ..
وقد استجاب
الله
عزَّ وجل لدعاء نبيِّه زكريَّاعليه السلام ، فجعل امرأته ولودًا بعد أن كانت عقيمًا ، ورزقه ولدًا ذكرًا صالحًا سماه يحيى ، وجعله نبيا من الانبياء ، ورث النبوة مِن بعد أبيه ..
ومثل هذا الإرث المبارك ماورد في قوله تعالى :{ وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ } [ النمل : 16 ] ..
أي : ورث سليمان أباه داود النبوة ، والأمر لله من قبل ومن بعد ، وهو المانُّ وحده ، وإليه المرجع والمآب ، وهو تبارك وتعالى خير الوارثين ..
اللهم علمنا ماينفعنا وانفعنابما علمتنا وزدنا معرفة بك يالله
المصدر:
منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد
إن الأمور إذا ما اللهُ يسَّرها
أتتكَ من حيث لا ترجو وتحتسبُ
ثق بالإلهِ ولا تركن إلى أحدٍ ،
فالله أكرمُ مَن يُرجى ويرتقبُ ♡.
زيارات الملف الشخصي :
211
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 1.16 يوميا
MMS ~
ام عبدالله وامنه
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى ام عبدالله وامنه
البحث عن كل مشاركات ام عبدالله وامنه