شعاع العلوم الشرعية مقالات- ارشاد- توجيه- خواطر تهدف للدعوة الى الله- حملات دعوية و ثقافة إسلامية.... |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||||||||||||
| ||||||||||||
من فقه أسماء الله الحسنى الوارث السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نكمل اخواتي دورتنا في فقه الاسماء الحسنى :- ( الوارث) وقد وَرد الاسم في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع كلها بصيغة الجمع ، وهي قوله تعالى :{ وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ [الحجر : 23] .. وقوله تعالى :{ وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ [الأنبياء : 89].. وقوله تعالى :{ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا ۖ فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ [القصص : 58] _ومعنى (( الوارث )) ، أي : الباقي بعد فناء الخلق ، فكلُّ مَن سواه زائل ، وكلُّ مَن عداه فانٍ ، وهو جلَّ وعلا الحيُّ الذي لا يموت ، الباقي الذي لايزول ، إليه المرجع والمنتهى ، وإليه المآل والمصير ، يفني الملاك وأملاكهم ، ويرث تبارك الخلقَ أجمعين ؛ لأنه باقٍ وهم فانون ، ودائمٌ وهم زائلون .. _فقوله : { وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ } أي : نرث الأرض ومن عليها ، بأن نُميتَ جميعهم فلا يبقى حيٌّ سوانا إذا جاء ذلك الأجل ، إذ الجميع يفنى وكلٌّ يموت ، ويبقى الله وحده الحيّ الذي لايموت .. _وقال عزَّ وجلَّ : { إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَن ْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ [مريم : 40] ، وفي هذا تنبيهٌ لمن أَلْهَتْه الدنيا وشَغَلتْه عمَّا خُلِقَ لأجله وأُوجِد لتحقيقه ؛ أنّ الدنيا وما فيها من أولها إلى آخرها ستذهب عن أهلها ، ويذهبون عنها ، وسيرث الله عزَّ وجل الأرض ومن عليها ، ويُرجِعُهم إليه فيُجازيهم بما عملوا فيها .. _وفي موضع آخر مِنَ القرآن توعَّد سبحانه كفَّار قريش الذين مَنَّ الله عليهم بأنْ مكَّن لهم حَرَمًا آمنًا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنه سبحانه ، وأبوا قبولَ دعوة الرسول ﷺ والإيمان بما جاء به ، توعدهم بما فَعلَه بالأمم الماضية حيث قال : { وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا ۖ فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ [القصص : 58] أي : أنه سبحانه الوارث للعباد حيث يُميتُهم سبحانه ويرجع إليه جميع مامتعهم به من النعم ، ثم يعيدهم إليه ليجازي كلًّا منهم بعمله .. _وفي ذلك اليوم ينكشف للناس الغطاء ، وتذهبُ أوهامُ مَن تعلَّقت قلوبهم بالدنيا ، وظنوا أنهم باقون فيها ، وأن ملكهم فيها سيبقى ، وأنهم إلى الله لا يرجعون ، فيوقنون حينئذ بأن الملك لله الواحد القهار ، وأنه سبحانه الوارث لديارهم وأموالهم ، ولاينفعهم حينئذ تقطُّع قلوبهم حَسرات وامتلاؤُها بالنَّدَم والأَسَف .. _وكان آخر خطبة عمر بن عبدالعزيز أنْ حمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : (( أمّا بعد ، فإنّكم لم تُخلقوا عبثًا ، ولن تُتركوا سُدى ، وإنّ لكم معادًا ينزل الله فيه للحكم بينكم والفصل بينكم ، فخاب وخسر مَنْ رحمة الله ، وحرم جنّة عرضها السموات والأرض ، ألم تعلموا أنه لا يأمن غدًا إلا من حذر هذا اليوم وخافه ، وباع نافذاً بباق ، وقليلًا بكثير ، وخوفًا بأمان ، ألا ترون أنكم من أصلاب الهالكين ، وسيكون من بعدكم الباقين حتى تُردّون إلى خير الوارثين ؟! .. ثم إنّكم في كلّ يوم تشيِّعون غاديًا ورائحًا إلى الله عزّ وجلّ ، قد قضى نحبه ، وانقضى أجله ، حتّى تغيِّبوه في صدْع من الأرض ، في بطن صَدع غير ممهّد ولا مُوسّد ، قد فارق الأحباب وباشر التراب ، وواجه الحساب ، مرتَهن بعمله ، غني عمّا ترك ، فقير إلى ماقدّم .. فاتقوا الله عباد الله قبل انقضاء مواثيقه ، ونزول الموت بكم . ثم جعل طرف ردائه على وجهه ، فبكى وأبكى من حوله )) .. _وقد حثَّ الله عبادَه المؤمنين على النَّفقة في سبيله مِنَ المال الذي مَنَّ عليهم به ، وجعلهم مُستخلَفين فيه ، مُذكِّرًا لهم بأنه الوارثُ سبحانه ، قال تعالى :{ آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ۖ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ [الحديد : 7] إلى أن قال :{ وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ} [ الحديد :10 ] .. روى مسلم في (( صحيحه )) عن مُطرِّف ، عن أبيه عبدالله بن الشِّخِّير رضي الله عنه قال :(( أتيتُ النَّبيَّ ﷺ وهو يقرأ : {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ } ، قال : يقول ابنُ آدم : مالي ، مالي ، قال : وهل لك ياابنَ آدم مِن مَلِك إلَّا ماأكلت فأَنيتَ ، أو لبستَ فأبليتَ ، أو تصدَّقت فأمضيت َ)) .. _ثم إنَّ الله عز وجلّ هو المالك للسموات والأرض ، والمالك لكل شيء ، والأرض له سبحانه يورثها من يشاء من عباده .. قال تعالى :{ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ۖ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [الأعراف : 128] .. وقال تعالى : { وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۖ } [الأعراف : 137] وقال تعالى :{ وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَئُوهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا [الأحزاب : 27] .. والجنة دار كرامته يورثها من يشاء من عباده { جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا [ 61]لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا ۖ وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا [ 62]تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا [مريم : 63] .. وقال تعالى :{ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [الأعراف : 43].. وقال تعالى :{ وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [الزخرف : 72] .. _وكتابه عزَّ وجل هو الهداية والعزِّ والفلاح ، يورثه سبحانه من اصطفاهم لمنَّته واجتباهم لكرامته ، قال تعالى :{ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ [فاطر : 32] ،، فكلهم قد اصطفاهم الله لوراثة هذا الكتاب ، وإن تفاوتت مراتبهم ، وتمايزت أحوالهم ، فلكلٍّ منهم قسط ونصيب من وراثته .. _ثم إنَّ التوسُّل إلى الله بهذا الاسم داخل في عموم قوله :{ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ [الأعراف : 180] .. ولا سيما بمراعاة المناسبة بين المطلوب والاسم المذكور كما في دعاء نبي الله زكريا عليه السلام ، قال تعالى { وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ [ 89] فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [الأنبياء : 90] ،، وفي الآية الأخرى قال :{ فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا [ 5]يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ۖ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا [مريم : 6] .. والإرث المذكور هنا إنما هو إرثُ علمٍ ونبوَّةٍ ودعوةٍ إلى الله عز وجلّ لا إرث مالٍ ، وقد توسَّل عليه السلام في هذا السياق باسم الله الوارث مراعاة لمناسبة المسألة والمطلوب .. وقد استجاب الله عزَّ وجل لدعاء نبيِّه زكريَّاعليه السلام ، فجعل امرأته ولودًا بعد أن كانت عقيمًا ، ورزقه ولدًا ذكرًا صالحًا سماه يحيى ، وجعله نبيا من الانبياء ، ورث النبوة مِن بعد أبيه .. ومثل هذا الإرث المبارك ماورد في قوله تعالى :{ وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ } [ النمل : 16 ] .. أي : ورث سليمان أباه داود النبوة ، والأمر لله من قبل ومن بعد ، وهو المانُّ وحده ، وإليه المرجع والمآب ، وهو تبارك وتعالى خير الوارثين .. اللهم علمنا ماينفعنا وانفعنابما علمتنا وزدنا معرفة بك يالله إن الأمور إذا ما اللهُ يسَّرها أتتكَ من حيث لا ترجو وتحتسبُ ثق بالإلهِ ولا تركن إلى أحدٍ ، فالله أكرمُ مَن يُرجى ويرتقبُ ♡. |
12-02-2014 | #3 |
|
رد: من فقه أسماء الله الحسنى الوارث |
|
12-03-2014 | #4 |
العلوم الشرعية |
رد: من فقه أسماء الله الحسنى الوارث ام يعقوب ام بشرى يسعدني مروركم الكريم |
إن الأمور إذا ما اللهُ يسَّرها أتتكَ من حيث لا ترجو وتحتسبُ ثق بالإلهِ ولا تركن إلى أحدٍ ، فالله أكرمُ مَن يُرجى ويرتقبُ ♡. |
12-03-2014 | #6 |
|
رد: من فقه أسماء الله الحسنى الوارث ماشاء الله تبارك الله ممتاز غاليه لاحرمتي الاجر |
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا قال ابن عون: "ذكر الناس داء،وذكر الله دواء" قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى : (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له" السير6 /369 قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره" الفتاوى السعدية 461 |
12-06-2014 | #8 |
العلوم الشرعية |
رد: من فقه أسماء الله الحسنى الوارث عطر الجنة أ هوازن أسمهان |
إن الأمور إذا ما اللهُ يسَّرها أتتكَ من حيث لا ترجو وتحتسبُ ثق بالإلهِ ولا تركن إلى أحدٍ ، فالله أكرمُ مَن يُرجى ويرتقبُ ♡. |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 6 : | |
, , , , , |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
من أسماء الله الحسنى الكفيل ، والوكيل | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 5 | 11-09-2014 08:04 PM |
الحليم ( فقه أسماء الله الحسنى) | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 4 | 08-25-2014 09:15 PM |
من شرح أسماء الله الحسنى | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 3 | 04-13-2014 01:48 PM |
من أسماء الله الحسنى (الفتاح) | أمل شريف | شعاع العلوم الشرعية | 3 | 03-31-2014 08:38 PM |
أسماء الله الحسنى بالشرح من هنا | أم يعقوب | شعاع العلوم الشرعية | 4 | 03-18-2014 03:36 PM |