الموضوع
:
من فقه أسماء الله الحسنى الستِّير
عرض مشاركة واحدة
#
1
03-18-2015
العلوم الشرعية
قـائـمـة الأوسـمـة
لوني المفضل
Blue
رقم العضوية :
82
تاريخ التسجيل :
Jun 2013
فترة الأقامة :
4004 يوم
أخر زيارة :
منذ 14 ساعات (08:35 PM)
الإقامة :
الشرقية
المشاركات :
4,632 [
+
]
التقييم :
10813
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
من فقه أسماء الله الحسنى الستِّير
من فقه أسماء الله الحسنى الستِّير
بسم
الله
الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة
الله
وبركاته
صباح الورد
نكمل اخواتي دورتنا في فقه الأسماء
الحسنى
:-
الستِّير
روى ابن أبي حاتم في (( تفسيره )) ، والبيهقي في (( السنن الكبرى )) عن عكرمة، عن ابن عباس رضي
الله
عنهما : أن رجلين سألا عن الاستئذان في الثلاث عورات التي أمر
الله
بها في القرآن ، فقال ابن عباس : (( إنّ
الله
ستير يحبُّ الستر ، كان الناس ليس لهم ستور على أبوابهم ولا حِجال في بيوتهم ، فربما فجأ الرجلَ خادمُه أو ولده أو يتيمُه في حَجْره وهو على أهله ، فأمرهم
الله
أن يستأذنوا في تلك العوراتِ التي سَمَّى
الله
، ثم جاء
الله
بعدُ بالسُّتور ، فبَسطَ
الله
عليهم الرِّزق فاتخذوا السُّتورَ واتخذوا الحجال ، فرأى الناسُ أنَّ ذلك قد كفاهم مِنَ الاستئذان الذي أُمروا به )) .. صحّح إسناده ابن كثير في (( تفسيره )) ، والسيوطي في (( الدر المنثور )) ..
و(( الستير )) أي : الساترالذي يستر على عباده كثيرًا ، ولا يفضحهم في المشاهد ، الذي يحب من عباده الستر على أنفسهم مايفضحهم ويخزيهم ويشينهم، وهذا فضل من
الله
ورحمة ، وحلم منه سبحانه وكرم ، فالعبد قد يُقارف شيئًا من المعاصي والآثام ، مع فقره الشّديد إلى ربه سبحانه ، حتى إنه لا يمكنه أن يعصي إلَّا أن يتقوَّى عليها بنعم
الله
عليه بالسمع والبصر واليد والقدم والصحة والمال ونحو ذلك ...
والرّب سبحانه - مع كمال غناه عن الخلق كلهم وعن طاعتهم وعبادتهم - يكرم عبده ويستحيي من هتكه وفضيحته وإحلال العقوبة به ، ويقيض له من أسباب الستر ، ويوفقه للندم والتوبة ، ويعفو عنه ويغفر له ، وهذا من لطفه سبحانه بخلقه ورحمته بعبيده ،
قال
الله
تعالى : { أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [التوبة : 104]
وقال تعالى :{ وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا [النساء : 110]
وقال تعالى :{ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ [الشورى : 25] ..
ولهذا فإنه سبحانه يكره من عبده إذا وقع في معصية أن يذيعها ويشهرها ، بل يدعوه إلى أن يتوب إلى
الله
منها بينه وبينه ، وستر
الله
مسبول عليه ، لا أن يظهرها لأحد من الناس ، ومن أبغض الناس إليه من بات عاصيا والله يستره ، ثم يصبح يكشف ستر
الله
عليه ..
وقد جاءت السنّة بالنّهي عن هتك الإنسان ستر نفسه ، ففي (( الصحيحين )) عن أبي هريرة رضي
الله
عنه قال : سمعت رسول
الله
ﷺ يقول : (( كلُّ أمَّتي معافى إلَّا المجاهرين ، وإنّ من المجاهرة أن يعمل الرّجل بالليل عملا وقد ستره
الله
، فيقول : يافلان عملت البارحة كذا وكذا ، وقد بات يستره ربُّه ، ويصبح يكشف ستر
الله
عنه )) ..
قال ابن بطّال رحمه
الله
: (( في الجهر بالمعصية استخفافٌ بحقِّ
الله
ورسوله وبصالحي المؤمنين ، وفيه ضربٌ من العناد لهم ، وفي الستر بها السلامة من الاستخفاف ؛ لأنَّ المعاصي تُذلُّ أهلها ، ومِن إقامة الحدِّ عليه إن كان فيه حدّ ، ومِنَ التعزير إن لم يوجب حدًّا ، وإذا تمحَّضَ حقُّ
الله
فهو أكرم الأكرمين ، ورحمته سبقت غضبَه ، فلذلك إذا ستره في الدّنيا لم يفضحه في الآخرة ، والذي يجاهر يَفُوته جميع ذلك )) ..
ولذا جاء في (( صحيح مسلم )) من حديث أبي هريرة رضي
الله
عنه عن النبي ﷺ أنه قال (( لا يستر اللهُ على عبدٍ في الدُّنيا ، إلاّ ستره اللهُ يوم القيامة )) ..
وروى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي
الله
عنهما ؛ أنّ رجلاً سأله كيف سمعتَ رسولَ
الله
يقول في النّجوى ؟ قال : (( يدنو أحدكم من ربِّه حتى يضع كنفه عليه ، فيقول : عملت كذا وكذا ؟ فيقول : نعم . ويقول عملتَ كذا وكذا ؟ فيقول : نعم . فيقرِّره ثم يقول : إنّي سترتُ عليك في الدّنيا ، فأنا أغفرها لك اليوم )) ..
وفي هذا أنّ الواجب على العبد أن يجاهد نفسه على البعد عن الذنوب ومقارفتها ، وإذا ألمَّ بشيء فعليه أن يستر نفسه ويبادر إلى التوبة إلى
الله
عز وجل والإنابة إليه ، وليكثر من الأعمال الصّالحات ، كما في (( صحيح مسلم )) عن عبدالله بن مسعود رضي
الله
عنه قال : (( جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال : يارسول
الله
إني عالجت امرأةً في أقصى المدينة ، وإني أصبت منها مادون أن أمسَّها ، فأنا هذا فاقض فيَّ ما شئتَ ، فقال له عمر : لقد سترك
الله
لو سترت نفسك ، قال : فلم يردّ النبي ﷺ شيئا ، فقام الرجل فانطلق ، فأَتْبَعَهُ النبي ﷺ رجلاً وتلا عليه هذه الآية : { وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ [هود : 114]، فقال رجل من القوم : يانبيَّ
الله
هذا له خاصة ؟ قال : بل للناس كافة )) ..
ومن هذا المعنى السّتر على عباد
الله
وتجنب هتك أستارهم وتتبع عوراتهم ، ففي (( المسند )) و (( سنن أبي داود )) عن أبي برزة الأسلمي رضي
الله
عنه عن النبي ﷺ قال : (( يامعشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمانُ قلبه ، لا تغتابوا المسلمين ، ولا تتَّبعوا عوراتهم ؛ فإنَّه مَن يتَّبع عوراتهم يَتّبع
الله
عورته ، ومن يتَّبع
الله
عورته يفضحْه في بيته )) ..
وفي (( الصّحيحين )) من حديث ابن عمر رضي
الله
عنهما ، أن النبي ﷺ قال : (( من ستر مُسلمًا سَتَره
الله
يومَ القيامة )) ..
هذا ؛ وإنّ الواجب على كل مسلم أن يستتر بستر
الله
عزوجل وأن يتجنّب الذّنوب ماظهر منها وما بطن ، وأن يحفظ عورته ، وأن يصون عرضه ، وأن يتجنّب أبواب الرذائل ودروب الفساد وأن يُقبل على ربِّه تائبا منيبًا ، وأن يرجوه سبحانه أن يحفظه بما يحفظ به عباده الصالحين ، وأن يستر عيوبه وعورته ، وأن يمنَّ عليه بالعفو والعافيه ، يدعو بذلك لنفسه ولمن أحبّ ..
روى الإمام أحمد عن عبدالله بن عمر رضي
الله
عنهما قال : (( لم يكن رسول
الله
ﷺ يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح : اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة ، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي ، اللهم استر عوراتي ، وآمن روعاتي اللهم احفظني من بين يديّ ومن خلفي ، وعن يميني وان شمالي ، ومن فوقي ، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي )) ..
وقوله في هذا الدّعاء : (( اللهم استر عوراتي )) فيه طلب الستر من
الله
عزوجل ،،
والعورات المراد بها : عيوب الإنسان وتقصيره وكل مايسوؤه انكشافُه ، ويدخل في ذلك الحفظ من انكشاف العورة ، وهي في الرّجل مابين السرة إلى الرُّكبة ، وفي المرأة جميع بدنها ، وحريٌّ بالمرأة المسلمة أن تواظب على هذا الدعاء ، وأن تصون نفسها بالسِّتر ، وأن تضفيَ على نفسها جلباب الحشمة ، ولاسيما في هذا الزمن الذي كثر فيه التهتُّك ، وضعُف فيه السنر والحياء ..
اللهم استر عيوبنا وعوراتنا ، واغفر ذنوبَناوزلَّاتِنا ، واختم بالصالحات أعمالَنا وأعمارَنا ..
اللهم علمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا معرفة بك ياالله
المصدر:
منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد
إن الأمور إذا ما اللهُ يسَّرها
أتتكَ من حيث لا ترجو وتحتسبُ
ثق بالإلهِ ولا تركن إلى أحدٍ ،
فالله أكرمُ مَن يُرجى ويرتقبُ ♡.
زيارات الملف الشخصي :
211
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 1.16 يوميا
MMS ~
ام عبدالله وامنه
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى ام عبدالله وامنه
البحث عن كل مشاركات ام عبدالله وامنه