الحكاياتُ مُبـْهَمَـهْ .:. والـمرايا مُهَشَّمهْ
والأضابيرُ أصبحتْ .:. بالأباطيل مُفعمَهْ
جَعَلتها يدُ الهـوى .:. صفحاتٌ مرقَّمهْ
ونفُوسٌ سعيدةٌ:.: ونفوسٌ محطَّمهْ
وقلوبٌ جريحةٌ.:. وقلوبٌ مُنعَّمهْ
وروؤسٌ حواسِرٌ.:. وروؤسٌ معمَّمهْ
وثغورٌ نواطِقٌ.:.وثغورٌ مُكمَّمَهْ
وسيوفٌ قـواطعٌ .:. وسيوفٌ مُثلَّمـهْ
ودروبٌ كثيرةٌ .:. وحظوظٌ مقسَّمهْ
و قلاعٌ حصينةٌ .:. وبيوتٌ مهدَّمهْ
وعجوزٌ مروَّعٌ .:. لمْ يُبارِحْ مُخَيَّمهْ
بينَ جنبيهِ خافقٌ .:. صارَ للحـزنِ مَعْلَمهْ
و الخُطا تطْمِسُ الخُطا .:. والأسى فاغِرٌ فمهْ
و الدُّمى تسحقُ الدُّمى .:. والمواثيقُ مُبْرَمهْ
فرسُ الحزْنِ ماارْتَوى .:. منْ صهيلٍ وحمْحمَهْ
كلَّما كرَّ راجعاً .:. ثارَ جرحي فأقْحَمَهْ
أقْفر القلْبُ بعْدَما .:. ودَّعَ الحبُّ موْسمَهْ
و تناءتْ سعادتي .:. فهي اليومَ محْجِمَهْ
ليتَ بيني وبينها .:. خشيةَ الظلْمِ محكَمَهْ
أيّها اللابس الهوى .:. إنَّما الحبُّ مَرْحَمَهْ
إنَّما يبعثُ الأسى .:. بالقلوبِ المُتيّمهْ
كلَّما حنَّ خافقي .:. سألتهُ الرُّؤى ، لِـمهْ
وعلامَ الذي أرى .:. منْ أنينٍ وهمهَمهْ ؟
كمْ نفوسٍ تنكَّرتْ .:. وانثنتْ وهي مُغْرمهْ
صاحبي هزَّ رأسَهُ .:. وعلى الثَّغر تمْتَمَهْ
كلَّما زادَ حيرةً .:. صاحبي لمَّ مَبْسَمهْ
وأراني غُرُورهُ .:. وأراني توهُّمَهُ
وأَبَى أنْ يُـجِبني .:. وأبى أنْ أُكَلِّمـَهْ
كنتُ أخْفي تبرُّمي .:. وهو يُبدي تبرُّمَهْ
رُبَّما اسْتَحْقَرَ الفتى .:. هدَفَاً ثمَّ عظَّمَهْ
أيُّها الطائرُ الذي .:. أشتهي ترنُّمَهْ
وأرى فيهِ راحةً .:. منْ جِراحِي المُسوَّمهْ
خذْ يدي واعبرالمدى .:. ودعِ النَّفسَ حالِمَهْ
كلُّ أمرٍ بدأتهُ .:. سترى فيهِ خاتِمَهْ
أيُّها العالمُ الذي .:. شبَّ جـمراً وأضْرَمَهْ
وغدا كلُّ شاطئٍ .:. غابةً فيهِ مظْلَمَهْ
و غدتْ كلُّ نظرةٍ .:. فيهِ عمياءَ مُعْتِمَهْ
و غدا كلُّ راكـضٍ .:. فيهِ يُبْدي تَجَهُّمَهْ
كانَ قلْبيْ مُمَيّـَـزاً .:. فغدا الحزنُ توأمَهْ
ورمَتْني صراحتي .:. في دروبٍ مُلغَّمَهْ
لفظُ شعْري مُباشـِرٌ.:. والـمعاني مُلثَّـمَهْ
و القوافي كأنَّها .:. زهراتٍ مُنَمْنَمَهْ
أيُّها العالمُ الذي .:. صار فيهِ الهـوى سِمَهْ
وغدا فـي رُبُوعِهِ .:. أجهلُ الحيِّ أعْلَمَهْ
في الزمان الذي ترى .:. تلد الحُرَّة الأمَهْ
يرفعُ الحُر رأسَهُ .:. فيرى تحتهُ دَمَهْ
أصْبَحَ الصِّدقُ سُبَّة .:. والأكاذيبُ أوْسِمهْ
يارياحَ المُنَى اسْكُنِي .:. خدع القِرْدُ غيْلَمَهْ
وغدا كلُّ سيِّدٍ .:. عَبَدُ اليومَ دِرْهمهْ
ألْفُ دبَّابةٍ لها .:. في الخياناتِ دَمْدَمَه
ويدُ الطِّـفلِ لمْ تجدْ .:. في رُبى القدْسِ مَرْجَمَهْ
وغدا القدْسُ صفْحةً .:. لحكايا مُتَرْجَمهْ
لا ترى فوقَ أرْضِهِ .:. غيرَ ذئبٍ وجُمْجُـمَهْ
صارَ مأوى عصابةٍ .:. وقرودٍ مُلَمْلَمَهْ
هاهُنا جرْحُ مسْلِمٍ .:. وهُنا دمعُ مُسْلِمَهْ
وترى حولُ قُدْسِنا .:. مُجْرِماً ضمَّ مُجْـرِمَهْ
وترى ألفَ فِكْرَةٍ .:. في خيالِ الـمُنظَّمَهْ
آهـ مِنْ خوفِ أمَّةٍ منْ مُلاقاةِ شِرْذِمَهْ
أيُّها العالَمُ الَّذي .:. لفَّ بالـرُّعْبِ مِعْصَمَهْ
ليْلُنا ملَّ نفْسَهُ .:. واحْتَوى الصَّمتُ أنْجُمَهْ
وسؤالي يهزُّني .:. مالِدُنياكَ مُعْتِمهْ
أينَ سعْدٌ وخالِدٌ .:. والـمُثنَّى وعكْرِمَهْ؟
أينَ منْ صافحوا العُلا .:. بالأيادي المُكرَّمَهْ؟
قُلْ لمَنْ ملَّ صبْرَهُ .:. إنَّما الصَّبرُ مَكْرُمَهْ
كـمْ نفوسٍ أبيَّة .:. تُسْلِمُ الأمْرَ مُرْغَمَهْ
رُبَّمـا سارَ قومُنا .:. في صفوفٍ منظَّمَه
عبدالرحمن العشماوي