شعاع القصص الوعظية قصص تربوية هادفة للتائبين العائدين الى الله |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||||||||
| |||||||||||||
كنز الفقراء # كنز الفقراء # كان فيما مضى ، و لا أدري في أي أرض ، زوجان من أفقر الناس لا يمتلكان شيئا ، و لا شيئا من الشيء . لم يكن معهما خبز ليوضع في السلة ( القفة ) ، و لا قفة. لوضع الخبز ، و لم يكن لهما بيت يضعان فيهما قفتهما ، و لا لهما أرض يبنيان فيها بيتا . كانا بلا أرض و لا بيت و لا قفة و لا خبز . إنهما تعيسان ... كانا يشعران بفقد البيت أكثر من فقد الخبز ، إذ يستجديان المحسنين فواضل الخبز ،أما البيت ... كانا يودان لو قضيا العمر صائمين في مقابل بيت يمكن لهما فيه أن يوقدا نارا ، يوقدانها من أغصان الأشجار ،يصطليان و يتحدثان على وميض لهيبهما . في الحقيقة ،إن المهم في هذه الدنيا ،الألزم من الغذاء هو ملكية بيت يأوي ، إذ بدون هذه الأربعة حيطان يصبح الإنسان و الحيوان سواء ... في ليلة حزينة ، ليلة حزينة في وجهيهما بالأخص ، أحسا فيها بتعاسة أكثر من ذي قبل . ففي تلك الليلة ، كل الأدميين يوقدون نارا ، يصطلون على لظاها . و في تلك الليلة الظلماء و في الطريق العام ، كانا يرتعشان من شدة القر . و إصطدمت أقدامهما بقط ، و إحتج القط على معاملتهما له بعواء . كان هذا القط بئيسا أكثر بؤسا منهما . لا يملك إلا جلدا يلم عظامه و قليلا من الشعر فوق هذا الجلد .... و لو كانت فروته خصبة لكان أحسن مما هو الآن ، و لما إلتصق جلده بعظامه ، و لو لم يلتصق جلده بعظامه لأمكنه أن يصيد الفئران ، و لما بقي هزيلا كما هو الآن . و لكنه لا يملك فروة ، و لا يملك جلدا أو عظاما . لهذا كان بئيسا ،كثيرا البؤس . كل الفقراء و البؤساء أسخياء ، و هم يتعاونون فيما بينهم ... أمسكا القط ، لا ليأكلاه ،بل ليعطياه قليلا من خبز كانت إستجدته الزوجة . و لما أكل القط ذلك الخبز قصدا إلى كوخ متروك ... لم يجدا في ذلك الكوخ سوى ثقب تنبثق منه أشعة البدر ، عندما يسمح السحاب بذلك .... غابت أشعة البدر ، و غاب القط معها ، و بقيا هما جالسين في تلك الظلمة الحالكة ، في هذا الكوخ الحالك ، و الذي يزيده حلوكة فقد النار . قال : لو أمكن لنا إيقاد نار في هذا البرد فنصطلي ، و نتسامر على ضوئها . و لكن - و أسفاه - لا نار في الكوخ ، لأنهما تعسان كل التعاسة . و أخيرا تفطنا إلى جمرتين تلمعان في طرف الكوخ ، جمرتان ذهبيتا اللون ... ففركا أيديهما سرورا ؛ و كان الرجل يقول لزوجته : - هل تحسين حلاوة الدفء التي أحس بها ؟ ...يقول ذلك ، وهي تبسط يديها فوق النار ... -انفخ أنت قليلا . -كلا ، تدوم الجمرات بلا نفخ أكثر . و جعلا يتحدثان عن الماضي ، بلهجة ليس فيها أي حزن ، لأنهما شعرا بسعادة ، وهما يتدفآن على أنفاس هاتين الجمرتين . و هكذا الفقراء يكفيهم القليل يسعدون به . و أتما ليلتهما بين الحديث و التدفئة ، و الجمرتان دائمتا الوميض في تلك الزاوية المظلمة من الكوخ . و عند إنبثاق الفجر ، وجدا نفسيهما أمام عيني ذلك القط الذي أطعماه من خبزهما البارحة . باتا في دفء من بريق عيني القط ... و قال القط : كنز الفقراء وهم !... * علي الدوعاجي * عن قصته 《سهرت منه الليالي 》 |
09-01-2016 | #2 |
|
رد: كنز الفقراء صاحبة الحرف المتألق و ملكةالقلم الذهبي الرائع. ناجية تحية معطرة بالورد أهديها إليكِ كم يسعدني دوما ان اري هذا النزف الرائع الجميل فاعجز عن شكر على كل ما تخطه أناملكِ الذهبيه وما يتدفق من حبركِ العطر فيض من المشاعر والاحاسيس الجميله .. |
|
09-01-2016 | #4 |
نائبة ادارة الغرف الصوتية |
رد: كنز الفقراء بوركت اختى ناجية على هذه الالتفاتة الرائعة حقا تهز القلوب الرقيقة سلمت يمناك اخية |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 4 : | |
, , |
|
|