شعاع اللغة العربية نحو وصرف - وقواعد اللغة العربية |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
| |||||||||||
| |||||||||||
رد: أدبيات اللغة العربية (٦٢) صورة كتاب أرسله الإسكندر إلى شيخه الحكيم أرسْطُو يستشيره فيما يفعله بأبناء ملوك فارس بعد أن قتل آباءهم وتغلَّب على بلادهم (جاهلي) عليك — أيُّها الحكيم — منَّا السلام، أما بعد: فإنَّ الأفلاك الدائرة، والعِلَل السماوية وإن كانت أسعدتنا بالأمور التي أصبح الناس لنا بها دائنين، فإنَّا جِدُّ واجِدِينَ لِمَسِّ الاضطرار إلى حِكْمتِك، غيرُ جاحدين لفضلك والإقرار بمنزلتك والاستِنامة إلى مشورتك والاقتِداء برأيك والاعتماد لأمرك وفهْمِك؛ لمَا بَلَوْنا مِن إِجْداء ذلك علينا وذُقْنا مِنْ جَنَى مَنْفعته، حتى صار ذلك بنُجُوعِه فينا وتَرَسُّخِه في أذْهاننا كالغِذاء لَنا، فَما نَنْفَكُّ نُعَوِّل عليه ونَسْتَمدُّ منه استمداد الجَداول من البُحُور، وتعويل الفُروع على الأصول، وقوة الأشكال بالأشكال. وقد كان مما سِيقَ إلينا من النصر والفَلْج، وأُتيح لنا من الظَّفَر والقَهْر، وبَلَغْنا في العَدُوِّ من النِّكاية والبطش ما يَعْجِز القول عن وصفه، ويَقْصُر شُكْر المُنعِم عن موقع الإنعام به. وكان من ذلك أنْ جاوزْنا أرض سوريَة والجزيرة إلى بابل وأرض فارس، فلما حللنا بعَقْوَة أهلها وساحة بلادهم لم يكن إلَّا رَيْثَما تلقَّانا نفرٌ منهم برأس ملكِهم هَدِيةً إلينا وطلبًا للحُظْوة عندنا، فأمرْنا بصَلْب من جاء به وشهرته؛ لسوء بلائه وقلة ارْعِوائه ووفائه، ثم أمرْنا بجمع من كان هناك من أولاد مُلُوكِهِم وأحرارهم وذَوي الشَّرَف منهم، فَرَأيْنا رِجالًا عظيمةً أجسامُهم وأَحْلامهم، حاضرةً ألبابُهم وأذهانُهم، رائعةً مَناظرهم ومَناطقُهم، دليلًا على أن ما يظهر من رُوَائهم ومَنْطِقهم وراءه من قُوَّة أيْديهم وشدة نجدتهم وبأسهم ما لا يكون معه لنا سبيل إلى غَلَبتهم وإعطائهم بأيْدِيهم لولا أن القضاء أَدَالَنا منهم، وأَظْفَرنا بهم، وأظْهَرنا عليهم، ولمْ نَرَ بعيدًا من الرَّأْي في أمْرهم أنْ نَسْتأصل شَأْفتهم، ونَجْتَثَّ أصْلَهم، ونُلْحِقهم بمن مَضَى من أسلافهم؛ لتَسْكُن القُلُوب بذلك إلى الأمْن من جرائرهم وبَوائقهم، فرأينا أن لا نَعْجَل بإسعافِ بادِئ الرَّأي في قَتْلِهم دُونَ الاستظهار عليه بمشورتك. فارفع إلينا رأيك فيما استشرناك فيه بعد صحَّته عندك، وتَقليبِك إياه بِجَليِّ نَظَرك. والسلام لأهل السلام، فَليكُن علينا وعليك. (٦٣) إجابة الحكيم أرسطو إلى الملك بعد ديباجة طويلة إنَّ لكل تربة لا محالة قسمًا من الفضائل، وإنَّ لفارس قِسْمَها من النجدة والقوة، وإنك إن تقتل أشرافهم تخلِّف الوُضَعاء على أعقابهم، وتُورِثْ سِفْلَتهم منازل عِلْيَتهم، وتُغلِّب أدْنياءَهم على مراتب ذوي أخطارهم، ولم يُبْتلَ الملوك قطُّ ببلاء هو أعظم عليهم وأشد تَوْهينًا لسلطانهم من غلبة السِّفْلة وذُلِّ الوجوه. فاحذر الحذر كلَّه أن تمكِّن تلك الطبقةَ من الغلبة والحركة! فإنهم إنْ نَجَم منهم بعد اليوم على جُنْدك وأهل بلادك نَاجِمٌ، دَهَمَهم منه ما لا روِيَّة فيه ولا بقيَّة معه، فانصرف عن هذا الرأي إلى غيره، واعْمِد إلى مَن قِبلك من أولئك العظماء والأحرار فوزِّعْ بينهم مملكتهم، وأَلْزِم اسم المَلك كلَّ من ولَّيته منهم، واعقِد التاج على رأسه وإن صغُر ملكه؛ فإن المتسمِّي بالمَلِك لازم لاسمه، والمعقود التاج على رأسه لا يخضع لغيره، فليس يَنْشَب ذلك أنْ يُوقِع كلُّ ملك منهم بينه وبين صاحبه تدابرًا وتقاطعًا وتغالبًا على المُلك وتفاخرًا بالمال والجند، حتى ينسوا بذلك أضغانهم عليك وأَوْتَارهم فيك، ويعود حربُهم لك حربًا بينهم، وحَنَقُهم عليك حَنَقًا منهم على أنفسهم، ثم لا يزدادون في ذلك بصيرةً إلَّا أحدثوا لك بها استقامة، إنْ دنوتَ منهم دَنَوْا لك، وإنْ نأَيْتَ عنهم تعزَّزُوا بك، حتى يَثِب مَن مَلَك منهم على جاره باسمك، ويَسْتَرْهِبه بجندك، وفي ذلك شاغلٌ لهم عنك، وأمانٌ لِإحداثهم بعدك، وإن كان لا أمان للدهر، ولا ثقة بالأيام. وقد أديتُ إلى الملك ما رأيتُه لي حظًّا وعليَّ حقًّا مِن إجابتي إيَّاه إلى ما سألَني عنه، ومَحَّضْته النصيحة فيه، والمَلك أعلى عينًا، وأنْفذ رويَّة، وأفضل رأيًا، وأبعد همَّة فيما استعان بي عليه، وكلَّفني تَبْيينه والمشورة عليه فيه. لا زال الملك مُتعرِّفًا من عوائد النِّعم وعواقب الصُّنْع، وتوطيد المُلْك، وتنفيس الأجل، ودَرْك الأمل ما تأتي فيه قدرته على غاية أقصى ما تناله قدرة البشر! والسلام الذي لا انقضاء له ولا انتهاء ولا غاية ولا فناء فليكن على الملك. (٦٤) إِنَّ غَدًا لِنَاظِرِهِ قَرِيب أي لمنتظره، يقال: نَظَرْتُه، أي انتظرته، وأول من قال ذلك قُرَاد بن أجْدَعَ، وذلك أن النعمان بن المُنذر خرج يتصيَّد على فَرَسه «اليَحْمُوم»، فأجراه على أَثَر عَيْر، فذهب به الفَرَس في الأرض ولم يقدِر عليه، وانفرد عن أصحابه، وأخذتْه السماء، فطَلب مَلْجأ يلجأ إليه، فدَفَع إلى بناءٍ فإذا فيه رجلٌ من طيِّئ يقال له حَنْظَلة ومعه امرأة له، فقال لهما: هل من مَأوًى؟ فقال حنظلة: نعم، فخرج إليه فأنزله، ولم يكن للطائيِّ غير شاةٍ وهو لا يعرف النُّعمان، فقال لامرأته: أرى رجلًا ذا هيئة، وما أخْلَقَه أن يكون شريفًا خطيرًا! فما الحيلة؟ قالت: عندي شيء من طَحين كنتُ ادَّخرْتُه، فاذْبَح الشاةَ لأتَّخذ من الطَّحِين مَلَّة. قال: فأخرجت المرأة الدقيق فخَبَزت منه مَلَّة، وقام الطائيُّ إلى شاته فاحْتَلَبها ثمَّ ذَبَحَها فاتَّخذ من لحمها مَرَقة مَضِيرة، وأطعمه مِن لحمها، وسقاه من لبنها، واحتال له شرابًا فسقاه، وجعل يُحَدِّثه بقيَّةَ ليلته، فلما أصبح النعمان لبس ثيابه وركب فرسه ثم قال: يا أخا طيِّئ، اطلب ثَوَابك، أنا الملك النعمان، قال: أفعل إن شاء الله، ثم لحِق الخيلَ فمضى نحو الحِيرة. ومكث الطائي بعد ذلك زمانًا حتى أصابته نَكْبةٌ وجَهْدٌ وساءت حاله، فقالت له امرأته: لو أتيتَ الملك لَأحسن إليك، فأقبلَ حتى انتهى إلى الحِيرَة فوافق يومَ بُؤس النعمان، فإذا هو واقف في خَيْله في السلاح، فلما نظر إليه النعمان عَرَفه، وساءه مكانُه، فوقف الطائيُّ المنزولُ به بين يَدَي النعمان، فقال له: أنت الطائيُّ المنزول به؟ قال: نعم، قال: أفلا جِئْتَ في غير هذا اليوم! قال: أبَيْتَ اللَّعْنَ! وما كان علمي بهذا اليوم؟ قال: والله، لو سَنَحَ لي في هذا اليوم قابوسُ ابني لم أجد بُدًّا من قتله، فاطلب حاجَتَكَ من الدنيا وسَلْ ما بدا لك، فإنك مقتول، قال: أبَيْتَ اللَّعْنَ! وما أصنع بالدنيا بعد نفسي؟! قال النعمان: إنَّه لا سبيل إليها، قال: فإن كان لا بدَّ فأجِّلْني حتى أُلِمَّ بأهلي، فأُوصِي إليهم وأهيِّئ حالهم ثم أنصرف إليك، قال النعمان: فأقمْ لي كَفيلًا بمُوَافَاتك، فالتفت الطائيُّ إلى شَرِيك بن عمرو بن قيس من بني شَيْبَان، وكان يُكنَى أبا الحَوْفَزَان، وكان صاحب الرِّدَافَة، وهو واقف بجنْب النعمان، فقال له: يَا شَرِيكًا يَابْنَ عَمْرٍو هَلْ مِنَ الموتِ مَحَالَةْ؟ يَا أخَا كلِّ مُضَافٍ يَا أخَا مَنْ لَا أخَا لَهْ يَا أَخَا النُّعْمَان فُكَّ الْـ ـيَوْمَ ضَيْفًا قَدْ أَتَى لَهْ طَالمَا عَالجَ كَرْبَ الْـ ـمَوْتِ لَا يُنْعِم بَالَهْ فأبى شريك أن يتكفَّل به، فوثب إليه رجل من كَلْب يقال له قُرَادُ بن أجْدَع، فقال للنعمان: أبيتَ اللَّعْن! هو عليَّ، قال النعمان: أفعلْتَ؟ قال: نعم، فضمَّنه إياه ثم أمر للطائي بخَمْسِمئة ناقةٍ، فمضى الطائيُّ إلى أهله، وجَعَلَ الأجَلَ حَوْلًا من يومه ذلك إلى مثل ذلك اليوم من قابِل، فلمَّا حال عليه الحولُ وبقي من الأجل يومٌ قال النعمان لقُرَاد: ما أراك إلَّا هالكًا غَدًا، فقال قُرَاد: فإنْ يَكُ صَدْرُ هذا اليوم وَلَّى فإنَّ غَدًا لِنَاظِرِه قَريب فلما أصبح النعمان ركب في خيله ورَجْله متسلِّحًا كما كان يفعل حتى أتى الغَرِيَّيْنِ فوقف بينهما، وأخرج معه قُرَادًا وأمر بقتله، فقال له وزراؤه: ليس لك أن تقتله حتى يستوفي يومه، فتركه، وكان النعمان يشتهي أن يُقْتَلَ قُرَادٌ ليُفْلِتَ الطائي من القتل، فلما كادت الشمس تَجِبُ وقُرَادٌ قائم مُجَرَّد في إزار على النِّطَع والسَّيَّافُ إلى جنبه، أقبلت امرأتُه وهي تقول: أيَا عَيْنُ بَكِّي لي قُرَادَ بنَ أجْدَعَا رَهِينًا لقَتْلٍ لا رهينًا مُوَدَّعا أَتَتْه المنَايا بَغْتةً دُونَ قَوْمه فأَمْسَى أَسيرًا حَاضِر البَيْتِ أضْرَعَا فبينما هم كذلك إذ رُفِع لهم شخصٌ من بعيد، وقد أمر النعمان بقتل قُراد، فقيل له: ليس لك أن تقتله حتى يأتيك الشخص فتعلم من هو، فكفَّ حتى انتهى إليهم الرجلُ، فإذا هو الطَّائيُّ، فلمَّا نظر إليه النعمان شَقَّ عليه مجيئه، فقال له: ما حملك على الرجوع بعدَ إفلاتك من القتل؟ قال: الوفاء، قال: وما دَعَاك إلى الوفاء؟ قال: دِينِي، قال النعمان: وما دينك؟ قال: النصرانية، قال النعمان: فاعْرِضْهَا عليَّ، فعرضها عليه فتنصَّر النعمان هو وأهلُ الحِيرة أجمعون وكان قبل ذلك على دين الجاهلية، فترك القتلَ منذ ذلك اليوم، وأَبْطل تلك السُّنَّة وأمر بهدم الغَرِيَّيْن، وعفا عن قُرَاد والطائي، وقال: والله، ما أدري أيهما أوفى وأكرمُ، أهذا الذي نجا من القتل فعاد، أم الذي ضمِنه؟ والله، لا أكون أَلْأَمَ الثلاثة، فأنشأ الطائيُّ يقول: ما كُنْتُ أُخْلِفُ ظَنَّه بعد الذي أسْدَى إلىَّ من الفَعَال الخَالي ولقد دَعَتْنِي للخِلاف ضَلَالتي فأبَيْتُ غيرَ تَمَجُّدِي وفَعَالي إنِّي امرؤٌ منِّي الوفاءُ سَجِيَّة وجَزَاء كُلِّ مُكَارِم بَذَّالِ وقال أيضًا يمدح قُرَادًا: أَلَا إنَّما يَسْمو إلى المَجْد والعُلَا مَخارِيقُ أمثالُ القُرَاد بْنِ أجْدَعَا مَخَارِيقُ أمثال القُرَاد وأهْلِه فإنَّهمُ الأخْيَار منْ رَهْطِ تُبَّعَا انتهى. هذا هو المشهور، والصحيح أن صاحب الغَرِيَّيْن ويوم البؤس هو المنذر الأكبر. (٦٥) إِنَّ أَخَاكَ مَنْ آسَاكَ يقال: آسيتُ فلانًا بمالي أو غيره، إذا جَعَلْتَه أُسْوَةً لك، ووَاسَيْتُ لغة فيه، ومعنى المثل أنَّ أخاك حقيقةً مَنْ قَدَّمَكَ وآثَرَك على نفسه، يُضرب في الحثِّ على مراعاة الإخوان. وأوَّل مَنْ قال ذلك خُزَيم بن نَوْفل الهَمْداني، وذلك أنَّ النعمان بن ثَوَاب العبدي ثم الشَّنِّي كان له بنون ثلاثة: سعد وسعيد وساعدة، وكان أبوهم ذا شرف وحكمة، وكان يوصي بنيه ويحملهم على أدَبِه، أمَّا ابنه سعد فكان شجاعًا بطلًا من شياطين العرب لا يُقَام لسبيله ولم تَفُتْه طَلِبَتُه قطُّ ولم يَفِرَّ عن قِرْن، وأمَّا سعيد فكان يشبه أباه في شرفه وسُؤْدَده. وأمَّا ساعدة فكان صاحب شرابٍ ونَدَامى وإخوان. فلمَّا رأى الشيخ حالَ بنيه دعا سعدًا، وكان صاحب حرب، فقال: يا بُنَيَّ، إنَّ الصَّارم يَنْبُو، والجَوَاد يَكْبُو، والأثر يَعْفُو، فإذا شهِدت حربًا فرأيتَ نارها تستعِر، وبطلها يخْطِر، وبحرها يزْخَر، وضعيفَها يُنصر، وجبانها يَجْسُر؛ فأَقْلِلِ المْكثَ والانتِظارَ، فإنَّ الفِرار غيرُ عار إذا لم تكن طالبَ ثار، فإنما يُنْصَرون هم، وإيَّاك أن تكون صَيْدَ رماحها، ونَطِيح نِطَاحها. وقال لابنه سعيد، وكان جَوَادًا: يا بُني، لا يَبْخل الجواد، فابْذُلِ الطَّارف والتِّلاد، وأَقْلِلِ التَّلَاح تُذْكَر بالسَّماح، وابْلُ إخوانَك فإن وَافِيهم قليل، واصنع المعروف عند مُحْتَمِله. وقال لابنه ساعدة، وكان صاحب شراب: يا بُني، إن كثرة الشراب تفسد القلب، وتُقَلِّل الكسب، فأبصر نَديمك، واحْمِ حَرِيمك، وأعِنْ غَرِيمك، واعلم أن الظمأ القَامِح خيرٌ من الرِّيِّ الفاضح، وعليك بالقَصْد فإن فيه بلاغًا. ثم إن أباهم النُّعمان بن ثَوَاب تُوُفِّي، فقال ابنه سعيد، وكان جوادًا سيدًا: لآخذنَّ بوصية أبي، ولَأَبْلُوَنَّ إخواني وثِقَاتي في نفسي، فعَمَد إلى كبش فذبحه ثم وضعه في ناحية خِبائه، وغَشَّاه ثوبًا، ثم دعا بعض ثِقَاته فقال: يا فلان، إن أخاك مَنْ وفَى لك بعهده، وحاطك بِرِفده، ونصرك بوُدِّه، قال: صدقت، فهل حدث أمر؟ قال: نعم، إنِّي قتلت فلانًا، وهو الذي تراه في ناحية الخِباء، ولا بد من التعاون عليه حتى يُوَارَى، فما عندك؟ قال: يا لَهَا سَوْأة وقعتَ فيها! قال: فإنِّي أريد أن تُعِينني عليه حتى أُغيِّبه، قال: لستُ لك في هذا بصاحب، فتَرَكه وخرج، فبعث إلى آخر من ثِقَاته فأخبره بذلك وسأل مَعُونتَه، فردَّ عليه مثل ذلك، حتى بعث إلى عَدَد منهم كلُّهم يردُّ عليه مثل جواب الأوَّل، ثم بعث إلى رجل من إخوانه يقال له خُزَيم بن نَوْفل، وقال له: يا خُزَيم، ما لي عندك؟ قال: ما يسرُّك، وما ذاك؟ قال: إني قتلت فلانًا وهو الذي تراه مُسَجًّى، قال: أيْسَرُ خَطْبٍ، فتريد ماذا؟ قال: أريد أن تعينني حتى أغيِّبه، قال: هان ما فَزِعْتَ فيه إلى أخيك، وغلام سعيدٍ قائم معهما، فقال له خزيم: هل اطَّلع على هذا الأمر أحدٌ غير غلامك هذا؟ قال: لا، قال: انظر ما تقول، قال: ما قلت إلَّا حقًّا، فأَهْوَى خزيم إلى غلامه فضربه بالسيف وقتله، وقال: ليس عبدٌ أخًا لك، فأرسلها مثلًا، وارتاع سعيد وفزع لقتل غلامه، فقال: ويحك! ما صنعتَ؟! وجعل يلومه، فقال خزيم: إن أخاك من آساك، فأرسلها مثلًا، قال سعيد: فإنِّي أردْتُ تَجْرِبتك، ثم كشف عن الكَبْش، وخبَّره بما لقي من إخوانه وثقاته وما ردُّوا عليه، فق آخر تعديل عطر الجنة يوم
07-01-2021 في 04:37 AM. |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 2 : | |
, |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
اللغة العربية | عطر الجنة | شعاع اللغة العربية | 5 | 02-20-2015 01:36 AM |
لنتصالح مع اللغة العربية | ناجية عثمان | شعاع العـــام | 8 | 11-26-2014 01:06 PM |
دقة اللغة العربية | أم يعقوب | شعاع اللغة العربية | 9 | 06-01-2014 07:35 PM |
اللغة العربية | أم انس السلفية | شعاع الصوتيات والمرئيات للدروس الدينيـة | 7 | 05-25-2014 09:12 AM |
من عجائب اللغة العربية | أم انس السلفية | شعاع الأدب العربي | 4 | 04-12-2014 11:58 PM |