شعاع الأدب العربي بوح الخواطر, شعر وقصائد |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
| ||||||||||||||
| ||||||||||||||
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي ( فلا تيأسا واستغور الله إنه ** إذا الله سنى عقد أمر تيسرا ) استغوراه سلاه الغيرة وهي الميرة أي سلاه الرزق وأنشد يعقوب لنصيب في المفاناة ( تقيمه تارة وتقعده ** كما يفاني الشموس قائدها ) وأنشد في المصاداة لمزرد ( ظللنا نصادى أمنا عن حميتها ** كأهل الشموس كلهم يتودد ) وقال العجاج في المدالاة ( يكاد ينسل من التصدير ** على مدالاتي والتوقير ) وقرأت على أبي بكر في المراداة لطفيل الغنوي ( يرادى على فأس اللجام كأنما ** يرادى به مرقاة جذع مشذب ) وقال غير يعقوب راديته وداريته واحد وقرأنا على أبي بكر بن دريد للغنوي ( ظللنا معا جارين نحترس الثأى ** يسائرني من نطفة وأسائره ) وصف سبعا نحترس الثأى أي كل واحد منا يخاف صاحبه أن يغدر به والثأى الفساد وأصله في الخزز وهو أن تنخرم الخرزتان فتصيرا واحدة فيتسع الثقب فيفسد ثم جعل مثلا لكل فساد ويسائرني من السؤر وهي البقية أي يرد قبلي فيشرب فيبقي لي وأرد قبله فأبقي له وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو عثمان عن العتبي عن أبيه عن هشام بن صالح عن سعيد قال حج عتبة سنة إحدى وأربعين والناس قريب عهدهم بفتنة فصلى بمكة الجمعة ثم قال أيها الناس أنا قد ولينا هذا المقام الذي يضاعف فيه للمحسن الأجر وعلى المسيء فيه الوزر ونحن على طريق ما قصدنا فلا تمدوا الأعناق إلى غيرنا فإنها تنقطع دوننا ورب ممتن حتفه في أمنيته فاقبلوا العافية ما قبلناها فيكم وقبلناها منكم وإياكم ولوا فانها أتعبت من كان قبلكم ولن تريح من بعدكم وأنا أسأل الله أن يعين كلا على كل فصاح به أعرابي أيها الخليفة فقال لست به ولم تبعد فقال يا أخاه فقال سمعت فقل فقال تا لله إن تحسنوا وقد أسأنا خير من أن تسيؤا وقد أحسنا وإن كان الإحسان لكم دوننا فما أحقكم باستتمامه وإن كان منا فما أولاكم بمكافأتنا رجل من بني عامر بن صعصعة يلقاكم بالعمومة ويقرب إليكم بالخؤلة قد كثره العيال ووطئه الزمان وبه فقر وفيه أجر وعنده شكر فقال عتبة أستغفر الله منكم وأستعينه عليكم قد أمرنا لك بغناك فليت اسرا عنا إليك يقوم بابطائنا عنك وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا العكلي قال حدثنا أحمد بن محمد المزني قال قال أبو جهم بن حذيفة لمعاوية نحن عندك يا أمير المؤمنين كما قال عبد المسيح لإبن عبد كلال ( نميل على جوانبه كأنا ** نميل إذا نميل على أبينا ) ( نقلبه لنخبر حالتيه ** فنخبر منهما كرما ولينا ) فأمر له بمائة ألف وحدثنا أبو بكر بن شقير النحوي في منزله في غلة صافي ونحن يومئذ نقرأ عليه كتب الواقدي في المغازي وكان يرويها عن أحمد بن عبيد عن الواقدي قال حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح قال كان أسيد بن عنقاء الفزاري ومن أكثر أهل زمانه وأشدهم عارضة ولسانا فطال عمره ونكبه دهره واختلت حالته فخرج عشية يتبقل لأهله فمر به عميلة الفزاري فسلم عليه وقال يا عم ما أصارك إلى ما أرى من حالك فقال بخل مثلك بماله وصوني وجهي عن مسألة الناس فقال والله لئن بقيت إلى غد لأغيرن ما أرى من حالك فرجع ابن عنقاء إلى أهله فأخبرها بما قال له عميلة فقالت له لقد غرك كلام غلام جنح ليل فكأنما ألقمت فاه حجرا فبات متململا بين رجاء ويأس فلما كان السحر سمع رغاء الإبل وثغاء الشاء وصهيل الخيل ولجب الأموال فقال ما هذا فقالوا هذا عميلة ساق إليك ماله قال فاستخرج ابن عنقاء ثم قسم ماله شطرين وساهمه عليه فأنشأ ابن عنقاء يقول ( رآني على ما بي عميلة فاشتكى ** إلى ماله حالى أسر كما جهر ) ( دعاني فآساني ولو ضن لم ألم ** على حين لا بد ويرجى ولا حضر ) ( فقلت له خيرا وأثنيت فعله ** وأوفاك ما أبليت من ذم أو شكر ) ( ولما رأى المجد استعيرت ثيابه ** تردى رداء سابغ لذيل وأتزر ) ( غلام رماه الله بالخير مقبلا ** له سيماء لاتشق على البصر ) ( كأن الثريا علقت فوق نحره ** وفي أنفه الشعرى وفي خده القمر ) ( إذا قيلت العوراء أغضى كأنه ** ذليل بلا ذل ولو شاء لانتصر ) وأنشدنا أبو عبد الله قال أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي ( كريم يغض الطرف فضل حيائه ** ويدنو وأطراف الرماح دواني ) ( وكالسيف أن لا ينته لان متنه ** وحداه أن خاشنته خشنان ) وأنشدنا أبو بكر بن دريد ( يشبهون ملوكا في تجلتهم ** وطول أنضية الأعناق والأمم ) ( إذا غد المسك يجري في مفارقهم ** راحوا كأنهم مرضى من الكرم ) وأنشدنا أبو بكر بن الانباري قال أنشدنا أحمد بن يحيى ( تخالهم للحلم صما عن الخنا ** وخرسا عن الفحشاء عند التهاتر ) ( ومرضى إذا لاقوا حياء وعفة ** وعند الحروب كالليوث الخوادر ) ( لهم ذل انصاف ولين تواضع ** بهم ولهم ذلت رقاب المعاشر ) ( كأن بهم وصما يخافون عاره ** وما وصمهم إلا اتقاء المقابر ) وأنشدنا أيضا عن أبي العباس ( أحلام عاد لا يخاف جليسهم ** إذا نطقوا العوراء غرب لسان ) ( إذا حدثوا لم تخش سوء استماعهم ** وأن حدثوا أدوا بحسن بيان ) وأنشدنا أيضا قال أنشدني أبي ( يصم عن الفحشاء حتى كأنه ** إذا ذكرت في مجلس القوم غائب ) ( له حاجب عن كل ما يصم الفتى ** وليس له عن طالب العرف حاجب ) وأنشدنا أيضا قال أنشدني أبي لبكر بن النطاح يمدح خربان بن عيسى قال وكان أبو عبيدة يقول لم أسمع لهؤلاء المحدثين مثل هذا ( لم ينقطع أحد إليك بوده ** إلا اتقته نوائب الحدثان ) ( كل السيوف يرى لسيفك هيبة ** وتخافك الأرواح في الأبدان ) ( قالت معد والقبائل كلها ** إن المنية في يدي خربان ) ( ملك إذا أخذ القناة بكفه ** وثقت بشدة ساعد و بنان ) وقرأت على أبي جعفر أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة عن أبيه للأسدي ( ولائمة لامتك يا فيض في الندى ** فقلت لها هل يقدح اللوم في البحر ) ( أرادت لتثني الفيض عن عادة الندى ** ومن ذا الذي يثني السحاب عن القطر ) ( مواقع جود الفيض في كل بلدة ** مواقع ماء المزن في البلد القفر ) وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن أبيه عن يونس عن أبي عمرو بن العلاء قال لما توج النعمان واطمأن به سريره دخل عليه الناس وفيهم أعرابي فأنشأ يقول ( إذا سست قوما فاجعل الجود بينهم ** وبينك تأمن كل ما تتخوف ) ( فان كشفت عند الملمات عورة ** كفاك لباس الجود ما يتكشف ) فقال مقبول منك نصحك ممن أنت قال أنا رجل من جرم فأمر له بمائة ناقة وهي أول جائزة أجازها وقرأت على أبي بكر وأنشدناه أبو عبد الله نفطويه عن أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي لقيس بن عاصم المنقري ( إني امرؤ لا يعتري حسبي ** دنس يفنده ولا أفن ) ( من منقر في بيت مكرمة ** والفرع ينبت حوله الغصن ) ( خطباء حين يقول قائلهم ** بيض الوجوه مصاقع لسن ) ( لا يفطنون لعيب جارهم ** وهم لحفظ جواره فطن ) وأنشدنا أبو بكر قال أنشدنا أبو حاتم عن أبي عبيدة للعرندس أحد بني بكر بن كلاب يمدح بني عمرو الغنويين قال وكان الأصمعي يقول هذا المحال كلابي يمدح غنويا ( هينون لينون أيسار ذو وكرم ** سواس مكرمة أبناء أيسار ) ( إن يسألوا الخير يعطوه وأن خبروا ** في الجهد أدرك منهم طيب أخبار ) ( فيهم ومنهم يعد الخير متلدا ** ولا يعد نثا خزي ولا عار ) ( لا ينطقون عن الأهواء أن نطقوا ** ولا يمارون أن ماروا بإكثار ) ( من تلق منهم تقل لاقيت سيدهم ** مثل النجوم التي يسري بها الساري ) وقرأت عليه للنمر بن تولب ( ثم استمرت تريد الريح مصعدة ** نحو الجنوب فعزتها على الريح ) قوله تريد الريح يعني الطريدة تستقبل الريح أبدا وإنما تفعل ذلك لتبرد أجوافها باستقبال الريح وعزتها غلبتها يعني فرسه غلبت الطريدة والدليل على ذلك قوله قبل هذا البيت ( لقد غدوت بصهبى وهي ملهبة ** إلهابها كضرام النار في الشيح ) وصهبى اسم فرسه ثم قال ( جاءت لتسنحني يسرا فقلت لها ** على يمينك إني غير مسنوح ) جاءت يعني الطريدة لتسنحني أي لتمضي على يساري ثم قال ثم استمرت تريد الريح وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال قال بعض الحكماء إن مما سنحا بنفس العاقل عن الدنيا علمه بأن الأرزاق فيها لم تقسم على قدر الأخطار وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى قال حدثنا عمر بن شبة أبو زيد قال حدثنا الأصمعي قال حدثنا ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة قال قال عروة لبنيه يا بني لا يهدين أحدكم إلى ربه ما يستحي أن يهديه إلى حريمه فإن الله أكرم الكرماء وأحق من اختير له قال وكان يقول يا بني تعلموا العلم فأنكم أن تكونوا صغار قوم فعسى أن تكونوا كبراءهم واسوأتا ماذا أقبح من شيخ جاهل وكان يقول إذا رأيتم خلة رائعة من شر من رجل فاحذروه وان كان عند الناس رجل صدق فإن لها عنده أخوات وإذا رأيتم خلة رائعة من خير من رجل فلا تقطعوا إناتكم منه وان كان عند الناس رجل سوء فإن لها عنده أخوات وقال الناس بزمانهم أشبه منهم بآبائهم وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال وجد فى حكمة فارس انى وجدت الكرماء والعقلاء يبتغون إلى كل صلة ومعروف سببا ورأيت المودة بين الصالحين سريعا اتصالها بطيأ انقطاعها ككوب الذهب سريع الإعادة أن أصابه ثلم أوكسر ورأيت المودة بين الأشرار بطيأ اتصالها سريعا انقطاعها ككوب الفخار أن أصابه ثلم أو كسر فلا إعادة له ورأيت الكريم يحفظ الكريم على اللقاءة الواحدة ومعرفة اليوم ورأيت اللئيم لا يحفظ إلارغبة أو رهبة وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو عثمان عن العتبي عن أبيه عن هشام بن صالح عن سعد قال كنا بمصر فبلغنا أمور عن أهلها فصعد عتيبة المنبر مغضبا فقال أيا حاملين الأم أنوف ركبت بين أعين إنما قلمت أظفاري عنكم ليلين مسي إياكم وسألتكم صلاحكم لكم إذ كان فسادكم راجعا عليكم فأما إذ أبيتم إلا الطعن في الولاة والتنقص للسلف فوالله لأقطعن على ظهوركم بطون السياط فان حسمت داءكم وإلا فالسيف من ورائكم فكم من موعظة منا لكم مجتها قلوبكم وزجرة صمت عنها آذانكم ولست أبخل عليكم بالعقوبة إذ جدتم لنا بالمعصية ولا أويسكم من مراجعة الحسنى أن صرتم إلى التي هي أبر وأتقى وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو حاتم بن الأصمعي قال قال الأحنف بن قيس إن الله جعل أسعد عباده عنده وأرشدهم لديه وأحظاهم يوم القيامة أبذلهم للمعروف يدا وأكثرهم على الإخوان فضلا وأحسنهم له على ذلك شكرا وحدثنا أبو بكر بن الانباري رحمه الله قال حدثني أبي عن أحمد بن عبيد عن الزيادي عن المطلب بن المطلب بن أبي وداعة عن جده قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضي الله تعالى عنه عند باب بني شيبة فمر رجل وهو يقول ( يا أيها الرجل المحول رحله ** ألا نزلت بآل عبد الدار ) ( هبلتك أمك لو نزلت برحلهم ** منعوك من عدم ومن إقتار ) قال فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر فقال أهكذا قال الشاعر قال لا والذي بعثك بالحق لكنه قال ( يا أيها الرجل المحول رحله ** ألا نزلت بآل عبد مناف ) ( هبلتك أمك لو نزلت برحلهم ** منعوك من عدم ومن إقراف ) ( الخالطين فقيرهم بغنيهم ** حتى يعود فقيرهم كالكافي ) ( ويكللون جفانهم بسديفهم ** حتى تغيب الشمس في الرجاف ) ( منهم علي والنبي محمد ** القائلان هلم للاضياف ) قال فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال هكذا سمعت الرواة ينشدونه وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم وعبد الرحمن عن الأصمعي عن بعض موالي بني أمية قال خرج دواد بن سلم إلى حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية فلما قدم عليه قام غلمانه إلى متاعه فأدخلوه وحطوا عن راحلته فلما دخل أنشده ( ولما دفعت لأبوابهم ** ولاقيت حربا لقيت النجاحا ) ( وجدناه يحمده المعتفون ** ويأبى على العسر إلا سماحا ) ( ويغشون حتى ترى كلبهم ** يهاب الهرير وينسى النباحا ) فأمر له بجوائز كثيرة ثم استأذنه في الانصراف فأذن له وأعطاه ألف دينار فلما خرج من عنده وغلمانه جلوس لم يقم إليه أحد منهم ولم يعنه فظن أن حربا ساخط عليه فرجع إليه وقال أواجد أنت علي قال لا ولم ذلك فأخبره خبر الغلمان قال ارجع إليهم فسلهم فرجع إليهم فسألهم فقالوا إنا ننزل الضيف ولا نرحله فلما قدم المدينة سمع الغاضري بحديثه فأتاه فقال إني أحب أن أسمع هذا الحديث منك فحدثه فقال هو يهودي أو نصراني إن لم يكن فعل الغلمان أحسن من شعرك وقرأت على أبي بكر بن دريد للنمر بن تولب ( تضمنت أدواء العشيرة بينها ** وأنت على أعواد نعش تقلب ) قوله تضمنت أدواء العشيرة بينها أي ضمنت ما كان في العشيرة من داء أو فساد إذ كنت فيهم حيا وأنت اليوم على أعواد نعش وقال الأصمعي تضمنت أصلحت والمعنى عندي أنه كان يضمن دماء العشيرة فيصلح بينها وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثنا عبد الله ابن خلف قال حدثنا اسحق بن محمد النخعي قال حدثني محمد بن سهل قال حدثني المدائني قال امتدح أبو العتاهية عمر بن العلاء مولى عمرو بن حريث صاحب المهدي فأمر له بسبعين ألف درهم وأمر من حضره من خدمه وغلمانه أن يخلعوا عليه فخلعوا عليه حتى لم يقدر على القيام لما عليه من الثياب ثم إن جماعة من الشعراء كانوا بباب عمر فقال بعضهم با عجبا للأمير يعطي أبا العتاهية سبعين ألف درهم فبلغ ذلك عمر فقال علي بهم فأدخلوا عليه فقال ما أحسد بعضكم لبعض يا معشر الشعراء أن أحدكم يأتينا يريد مدحنا فيشبب في قصيدته بصديقته بخمسين بيتا فما يبلغنا حتى تذهب لذاذة مدحه ورونق شعره وقد أتانا أبو العتاهية فشبب ببيتين ثم قال ( إني أمنت من الزمان وريبه ** لما علقت من الأمير حبالا ) ( لو يستطيع الناس من إجلاله ** لحذوا له حر الوجوه نعالا ) ( ما كان هذا الجود حتى كنت يا ** عمرا ولو يوما تزول لزالا ) ( إن المطايا تشتكيك لأنها ** قطعت إليك سباسبا ورمالا ) ( فإذا أتين بنا أتين مخفة ** وإذا رجعن بنا رجعن ثقالا ) فقال له عمر حين مدحه أقم حتى أنظر في أمرك فأقام أياما ولم ير شيأ وكان عمر ينتظر مالا يجيء من وجه فأبطأ عليه فكتب إليه أبو العتاهية ( يا ابن العلاء ويا ابن القرم مرداس ** إني امتدحتك في صحبي وجلاسي ) ( أثني عليك ولي حال تكذبني ** فيما أقول فأستحي من الناس ) ( حتى إذا قيل ما أعطاك من صفد ** طأطأت من سوء حال عندها رأسي ) فقال عمر لحاجبه اكفنيه أياما فقال له الحاجب كلا ما دفعه به وقال له تنتظر فكتب إليه أبو العتاهية ( أصابت علينا جودك العين يا عمر ** فنحن لها نبغي التمائم والنشر ) ( أصابتك عين في سخائك صلبة ** ويا رب عين صلبة تفلق الحجر ) ( سنرقيك بالأشعار حتى تملها ** فإن لم تفق منها رقيناك بالسور ) قال فضحك عمر وقال لصاحب بيت ماله كم عندك قال سبعون ألف درهم قال ادفعها إليه ويقال إنه قال له اعذرني عنده ولا تدخله علي فأني أستحي منه قال أبو علي قال الأصمعي من أمثال العرب العبد من لا عبد له أي من لم يكن له عبد ولا كاف امتهن نفسه ويقال لو كويت على داء لم أكره أي لو عوتبت على ذنب ما امتعضت ويقال كمبتغي الصيد في عربسة الأسد يضرب مثلا للرجل يطلب الغنيمة في موضع الهلكة ويقال أجود من لافظة وأراد بلافظة البحر ويقال أجبن من صافر وأراد بصافر ما يصفر من الطير وإنما يوصف بالجبن لأنه ليس من سباعها وقرأنا على أبي بكر بن دريد قول الراجز ( قد علمت إن لم أجد معينا ** لأخلطن بالخلوق طينا ) يعني امرأته يقول قد علمت إن لم أجد معينا يعينني على سقيها سأستعين بها وأستعملها حتى يختلط ما عليها من الخلوق بالطين والماء وقال يعقوب بن السكيت يقال أخذه بأجمعه وأجمعه وأخذه بحذافيره وقال أبو عبيدة عن الكسائي أخذه بحذافيره وجذاميره وجزاميره وجراميزه وحكى عن أبي عبيدة بربانه بفتح الراء في معناها وعن الأصمعي بربانه أي بجميعه قال وقال الفراء أخذه بصنايته وسنايته مثله وقال يعقوب وأخذه بجلمته وقال لي أبو بكر بن الأنباري وبجلمته أيضا وقال يعقوب وأخذه بزغبره وقال لي أبو بكر بن الأنباري ويقال بزغبره وأظنني سمعت اللغتين جميعا من أبي بكر بن دريد وقال يعقوب وأخذه بزوبره وأنشد لابن أحمر ( وإن قال غاو من تنوخ قصيدة ** بها جرب عدت علي بزوبرا ) وقال أبو عبيدة وأخذه بزأبره وقال يعقوب وأخذه بصبرته وبأصباره وأخذه بزأبجه وبزأمجه وأخذه بأصيلته وأخذه بظليفته وأخذه مكهملا قال وحكى أبو صاعد أخذه بزوبرة وبأزمله كله أخذه جميعا وأخذه بربغه وبحداثته وبربانه قال أبو الحسن بن كيسان هذه الثلاثة معناها بأوله وابتدائه وأنشد لابن أحمر ( وإنما العيش بربانه ** وأنت من أفنانه مقتفر ) أخبرني بذلك الغالبي عن ابن كيسان وروى أبو عبيدة في بيت ابن أحمر وأنت من أفنانه معتصروقال أبو نصر وغيره عن الأصمعي إنه قال بربانه بحداثته وقال الأصمعي جلوت العروس أجلوها فهي مجلوة وجلوت المرآة أجلوها فهي مجلوة ومصدرهما جميعا جلاء ويقال أعط العروس جلوتها وقد جلاها زوجها وصيفة أي أعطاها حين سئل الجلوة وزوجها يجليها تجلية وجلى الطائر تجلية إذا أبصر الصيد من مكان بعيد وجل القوم يجلون جلولا وجلا القوم يجلون جلاء إذ اخرجوا من بلد إلى بلد ومنه قيل استعمل فلان على الجالة والجالية وهو أن يجعل على قوم خرجوا من بلد إلى بلد فالجالة من جللت والجالية من جلوت وجل البعر يجله جلا إذا التقطه والجلة البعر والإبل الجلالة التي تأكل الجلة ويقال خرج الاماء يجتللن أي يأخذن الجلة وأنشد لعمر بن لجأ يصف ناقة ( يحسب مجتل الاماء الحرم ** من هدب الضمران لم يحزم ) يحسب أي يكفي والمجتلة التي تلقط الجلة وقوله من هدب الضمران أي من بعر ابل رعت هدب الضمران فبعرت وذكر الضمران لأنه من أجود ما يرعى وقوله لم يحزم أي هو بعر منثور لم يحزم كما يحزم الضمران إذا احتطب وجل الرجل يجل جلة إذا عظم وغلظ وكذلك الصبي والعود وابل جلة أي مسنة وقد جلت إذا أسنت ومشيخة جلة أي مسان والواحد جليل والمجلة صحيفة كان يكتب فيها شيء من الحكم وأنشد بيت النابغة الذبياني ( مجلتهم ذات الإله ودينهم ** قويم فما يرجون غير العواقب ) ( قال أبو حاتم يروي مجلتهم ومحلتهم فمن روى مجلتهم أراد الصحيفة ومن روى محلتهم أراد بلادهم الشام والجلل الصغير اليسير والجليل العظيم وقال أبو نصر والجلل العظيم أيضا وقال أبو بكر بن الانباري وجدت في كتاب أبي عن أحمد بن عبيد عن أبي نصر كان الأصمعي يقول الجلل الصغير اليسير ولا يقول الجلل العظيم قال أبو علي قال الأصمعي لا يقال الجلال إلا في الله عز وجل وقال أبو حاتم وقد يقال وأنشد ( فلا ذا جلال هبنه لجلاله ** ولا ذا ضياع هن يتركن للفقر ) وجل كل شيء العظيم منه وقرأت على أبي بكر بن دريد في كتاب الأبواب للأصمعي فعلت ذك من جلل كذا وكذا أي من عظمه في صدري وقال أبو نصر فعلت ذاك لجللك وجلالك أي لعظمتك في صدري وأنشد الأصمعي لجميل ( رسم دار وقفت في طلله ** كدت أقضي الغداة من جلله ) ورويت من غير هذا الوجه تفسير من جلله من أجله ويقال فعلت ذاك من أجلك وجللك وجلالك وأنشد الأصمعي في جلالك ( وغيد نشاوى من كرى فوق شزب ** من الليل قد نبهتهم من جلالكا ) أي من أجلك والجلي الأمر العظيم وجمعها جلل والجليل الثمام واحدته جليلة أنشد الأصمعي ( إلا ليت شعري هل أبيتن ليلة ** بواد وحولي إذ خر وجليل ) وذكر شيوخنا أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع بلال ينشد هذا البيت فقال حننت يا ابن السوداء ويقال هو ابن جلا أي المنكشف المشهور الأمر وأنشد الأصمعي ( أنا ابن جلا وطلاع الثنايا ** متى أضع العمامة تعرفوني ) قال وابن أجلى مثله وأنشد للعجاج ( لا قوا به الحجاج والأصحارا ** به ابن أجلى وافق الأسفارا ) قال ولم أسمع بابن أجلى إلا في بيت العجاج وقوله لا قوا به أي بذلك المكان وقوله الاصحارا أي وجدوه مصحراو وجدوا به ابن أجلى كما نقول لقيت به الأسد أي كأني لقيت بلقائي إياه الأسد وقوله وافق الأسفار أي واضحا مثل الصبح وقال غيره عين جلية أي بصيرة قال أبو داود الأيادي ( بل تأمل وأنت أبصر مني ** قصددير السوى بعين جليه ) والجلية أيضا الأمر البين الواضح قال النابغة ( فآب مضلوه بعين جلية ** وغودر بالجولان حزم ونائل ) وقال الأصمعي والجلا انحسار الشعر من مقدم الرأس رجل أجلى وامرأة جلواء وقد جلى يجلى جلا مقصور وقرأت على أبي بكر بن دريد لبكر بن النطاح ( ولو خذلت أمواله جود كفه ** لقاسم من يرجوه شطر حياته ) ( ولو لم يجد في العمر قسما لزائر ** لجادله بالشطر من حسناته ) وأنشدني بعض أصحابنا لبكر بن النطاح ( وإذا بدا لك قاسم يوم الوغى ** يختال خلت أمامه قنديلا ) وإذا تعرض للعمود وليه ** خلت العمود بكفه منديلا ) ( قالوا وينظم فارسين بطعنة ** يوم اللقاء ولا يراه جليلا ) ( لا تعجبوا فلو أن طول قناته ** ميل إذا نظم الفوارس ميلا ) وأنشدني بعض أصحابنا له ( يا عصمة العرب التي لو لم تكن ** حيا إذا كانت بغير عماد ) ( إن العيون إذا رأتك حدادها ** رجعت من الإجلال غير حداد ) ( وإذا رميت الثغر منك بعزمة ** فتحت منه مواضع الأسداد ) ( فكأن رمحك منقع في عصفر ** وكأن سيفك سل من فرصاد ) ( لو صال من غضب أبو دلف على ** بيض السيوف لذبن في الأغماد ) ( أذكى وأوقد للعداوة والقرى ** نارين نار وغى ونار رماد ) وقرأت على أبي بكر بن دريد لليلى الأخيلية وقال لي كان الأصمعي يرويها لحميد ابن ثور الهلالي قال أبو علي فكذا وجدته بخط ابن زكريا وراق الجاحظ في شعر حميد ( يا أيها السدم الملوي رأسه ** ليقود من أهل الحجاز بريما ) ( أتريد عمرو بن الخليع ودونه ** كعب إذا لوجدته مرؤما ) ( إن الخليع ورهطه في عامر ** كالقلب ألبس جؤجؤا وخريما ) ( لا تغزون الدهر آل مطرف ** لا ظالما أبدا ولا مظلوما ) ( قوم رباط الخيل وسط بيوتهم ** وأسنة زرق تخال نجوما ) ( ومخرق عنه القميص تخاله ** وسط البيوت من الحياء سقيما ) ( حتى إذا رفع اللواء رأيته ** تحت اللواء على الخميس زعيما ) ( لن تستطيع بأن تحول عزهم ** حتى تحول ذا الهضاب يسوما ) ( إن سالموك فدعهم من هذه ** وارقد كفى لك بالرقاد نعيما ) قال أبو علي البريم الخيط فيه سواد وبياض ويقال للقطيع من الغنم إذا كان فيه معز بريم وسألت أبا بكر بن دريد عن معنى قول المتنخل الهذلي ( عقوا بسهم فلم يشعر به أحد ** ثم استفاؤا وقالوا حبذا الوضح ) فقال يقال عقي بسهم إذا رمى به نحو السماء لا يريد به أحدا وإذا اجتمع الفريقان للقتال ثم بدا لأحد الفريقين وأرادوا الصلح رموا بسهم نحو السماء فعلم الفريق الثاني أنهم يريدون الصلح فتراسلوا في ذلك واستفاؤا رجعوا عما كانوا عليه وقالوا حبذا الوضح أي اللبن أي حبذا الإبل والغنم نأخذها في الدية كما قال الآخر ( ظفرت بهجمة سود وحمر ** تسر بما يساء به اللبيب ) |
07-24-2021 | #2 |
|
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي أي فرحت بالدية وحدثنا أبو بكر قال حدثنا الحسن بن خضر عن أبيه قال كتب الحسن بن سهل إلى محمد بن سماعة القاضي أما بعد فإني احتجت لبعض أموري إلى رجل جامع لخصال الخير ذي عفة ونزاهة طعمة قد هذبته الآداب وأحكمته التجارب ليس بظنين في رأيه ولا بمطعون في حسبه أن أؤتمن على الأسرار قام بها وإن قلدمهما من الأمور أجزأ فيه له سن مع أدب ولسان تقعده الرزانة ويسكنه الحلم قد فر عن ذكاء وفطنة وعض على قارحة من الكمال تكفيه اللحظة وترشده السكتة قد أبصر خدمة الملوك وأحكمها وقام في أمورهم فخمد فيها له أناة الوزراء وصولة الأمراء وتواضع العلماء وفهم الفقهاء وجواب الحكماء لا يبيع نصيب يومه بحرمان غده يكاد يسترق قلوب الرجال بحلاوة لسانه وحسن بيانه دلائل الفضل عليه لائحة وأمارات العلم له شاهده مضطلعا بما استنهض مستقلا بما حمل وقد آثرتك بطلبه وحبوتك بارتياده ثقة بفضل اختيارك ومعرفة بحسن تأتيك فكتب إليه إني عازم أن أرغب إلى الله عز وجل حولا كاملا في ارتياد مثل هذه الصفة وأفرق الرسل الثقات في الآفاق لالتماسه وأرجو أن يمن الله بالإجابة فأفوز لديك بقضاء حاجتك والسلام وأخبرنا أبو عبد الله قال حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى قال حدثت عن إسحق بن إبراهيم الموصلي قال وصف رجل رجلا فقال كان والله سمحا سحا يمر سهلا بينه وبين القلب نسب وبين الحياة سبب إنما هو عيادة مريض وتحفة قادم وواسطة قلادة قال أبو عبد الله وحدثنا أبو العباس قال وصف أعرابي رجلا فقال كان والله مطلول المحادثة ينبذ إليك الكلام على أدراجه كأن في كل ركن من أركانه قلبا يقد قال أبو علي يعني مستحدث الحديث وقال يعقوب بن السكيت يقال ما بالدار أحد وما بها دوي ودعوى وطهوى ودبي ولاعى قرو قال أبو علي وقال لى الغالبي قال لنا ابن كيسان دوي منسوب إلى الداوية وقال اللحياني دعوى من دعوت ودبي من دببت وزاد نمى من نمت الأصمعي يقال ما بالدار عريب قال أبو علي معناه معرب أي ما بها أحد قال عبيد ( فعردة فقفا حبر ** ليس بها منهم عريب ) وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري قال أنشدنا أبو العباس ( أميم أمنك الدار غيرها البلى ** وهيف بجولان التراب لعوب ) ( بسابس لم يصبح ولم يمس ثاويا ** بها بعد بين الحي منك عريب ) وما بها دبيج ودبيج فعيل من الدبج وهو النقش والتزييني وأصله فارسي مأخوذ من الديباج وأنشد ابن الأعرابي ( هل تعرف المنزل من ذات الهوج ** ليس بها من الأنيس دبيج ) وما بها دوري وقال اللحياني دوري ودؤري يهمز ولا يهمز قال أبو علي دوري منسوب إلى الدور فأما دؤري بالهمز فهو عندنا غلط وما بها طوري قال أبو علي منسوب إلى الطورة وفي بعض اللغات الطيرة وما بها وابر وما بها نافخ ضرمة وما بها صافر وما بها ديار وأنشد غيره لجرير ( وبلدة ليس بها ديار ** تنشق في مجهولها الأبصار ) وقال اللحياني وما بها أرم على فعل وقال أبو زيد ما بها أرم ولا أريم على فعيل وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري ( تلك القرون ورثنا الأرض بعدهم ** فما يحس عليها منهم ارم ) وقال ابن الأعرابي ما بها آرم على فاعل وما بها أيرمي وإرمى وقال اللحياني ما بها وابن ووابر وأنشد ابن الأعرابي ( يمينا أرى من آل زبان وابرا ** فيفلت مني دون منقطع الحبل ) وقال ابن الأعرابي وما بها أمر وقال الأصمعي والكسائي وما بها شفر وأنشدني ابن الأنباري ( فوالله لا تنفك منا عداوة ** ولا منهم ما دام من نسلنا شفر ) وقال اللحياني ما بها شفر ولا شفر وقال غيره ما بها طؤوي على مثال قولك طعوي وأم بها طوئي على مثال طوعي وأنشدني أبو بكر بن دريد وأبو بكر بن الأنباري للعجاج ( وبلدة ليس بها طوئي ** ولا خلا الجن بها إنسي ) وزاد اللحياني ما بها طاوي غير مهموز أبو زيد ما بها تأمور مهموز أي ما بها أحد ويقال ما في الركية تأمور يعني الماء وهو قياس على الأول الأصمعي ما بها كراب ولا كتيع أنشدني ابن الانباري ( أجد الحي فاحتملوا سراعا ** فما بالدار اذ ظعنوا كتيع ) ولا بها داري قال الأصمعي وأبو عمرو الداري الذي لا يبرح ولا يطلب معاشا قال الراجز ( لبث قليلا يلحق الداريون ** ذوو الجباب البدن المكفيون ) ( سوف ترى أن حضروا ما يغنون ** ) وحقيقته انه منسوب إلى الدار للزومه لها وحكى يعقوب عن غيرهم ما بها عين ولا عين وقال الأصمعي العين الجماعة وأنشد ( إذا راني واحدا أو في عين ** يعرفني أطرق إطراق الطحن ) والطحن دويبة تكون في الرمل مثل العظاءة وزاد أبو عبيد عن الفراء ما بها عائن وزاد اللحياني ما بها عائنة وقال غيره ما بها طارف ولا أنيس وقال اللحياني ما بها تامور ولا تومور وقال ابن الأعرابي ما بها عائرة عينين وقال غيره يقال أن له من المال عائرة عينين أي مال يعير فيه البصر ههنا وههنا من كثرته وقال أبو عبيدة عليه مال عائرة عين يقال هذا للكثير لأنه من كثرته يملأ العينين حتى يكاد يفقؤهما من كثرته وسألت أبا بكر عن معنى قول المتنخل ( لكن كبر بن هند يوم ذلكم ** فتخ الشمائل في أيمانهم روح ) فقال فتخ الشمائل مفتوخة الشمائل لأنهم قد أمسكوا بها الدرق وأصل الفتخ اللين والاسترخاء وقوله في إيمانهم روح أي تباعد عن الجنب لأنهم قد رفعوها بالسيوف وأمالوها للضرب وأنشدنا أبو بكر قال أنشدنا عبد الرحمن عن عمه ( العهد عهدان فعهد امرئ ** يأنف أن يغدر أو ينقضا ) ( يرعى بظهر الغيب اخوانه ** حفظا ويستقبلهم بالرضا ) ( لو قابل السيف على حده ** في بعض ما فيه أخوه مضى ) ( وعهد ذي لونين ملالة ** يوشك إن ودك أن يبغضا ) ( ليس له صبر على صاحب ** إلا قليلا ريث أن يرفضا ) ( خلته مثل الخضاب الذي ** بينا تراه قانيا إذ نضا ) ( إن لم تزره قال قد ملني ** و ى بالحرى إن زرت أن يعرضا ) ( فان أسا يوما فعاتبته ** قال عفا ربك عما مضا ) ( ولن تراه الدهر في حالة ** الأعبوس الوجه قد حمضا ) قال أبو علي أنشدنا أبو بكر عن أبي حاتم ( وإن سعيد الجد من بات ليلة ** وأصبح لم يؤشب ببعض الكبائر ) ( فمولاك لا يهضم لديك فإنما ** هضيمة مولى المرء جدع المناخر ) ( وجارك لا يذممك إن مسبة ** على المرء في الأدنين ذم المجاور ) ( وإن قلت فاعلم ما تقول فأنه ** إلى سامع ممن يغادي وآثر ) ( فإنك لا تستطيع رد مقالة ** شأتك وزلت عن فكاهة فاغر ) ( كما ليس رام بعد إرسال سهمه ** على رده قبل الوقوع بقادر ) ( إذا أنت عاديت الرجال فلا تزل ** على حذر لا خير في غير حاذر ) ( ومن لا يصانع في أمور كثيرة ** يضرس بأنياب ويوطأ بحافر ) ( ترى المرء مخلوقا وللعين حظها ** وليس بأحناء الأمور بخابر ) ( فذاك كماء البحر لست مسيغه ** ويعجب منه ساجيا كل ناظر ) ( وتلقى الأصيل الفاضل الرأي جسمه ** إذا ما مشى في القوم ليس بقاهر ) ( كذلك جفن رث عن طول مكثه ** على حد مفتوق الغرارين باتر ) ( وعاش بعينيه لما لا يناله ** كساع برجليه لإدراك طائر ) ( ومستنزل حربا على غير ثروة ** كمقتحم في البحر ليس بماهر ) ( وملتمس ودا لمن لا يوده ** كمعتذر يوما إلى غير عاذر ) ( ومتخذ عذرا فعاد ملامة ** كوالي اليتامى مالهم غير وافر ) ( فسارع إذا سافرت في الحمد وأعلمن ** بأن ثناء الركب حظ المسافر ) ( وطاوعهم فيما أرادوا وقل لهم ** فدي للذي رمتم كلال الأباعر ) ( فإن كنت ذاحظ من المال فالتمس ** به الأجر وارفع ذكر أهل المقابر ) ( فإني رأيت المال يفنى وذكره ** كظل يقيك الظل حر الهواجر ) وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري ( سميت معنا بمعن ثم قلت له ** هذا سمي فتى في الناس محمود ) ( أنت الجواد ومنك الجود أوله ** فإن فقدت فما جود بموجود ) ( من نور وجهك تضحي الأرض مشرقة ** ومن بنانك يجري الماء في العود ) ( أضحت يمينك من جود مصورة ** لا بل يمينك منها صورة الجود ) وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال ولى جعفر بن سليمان أعرابيا بعض مياههم فخطبهم يوم الجمعة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن الدنيا دار بلاغ والآخرة دار قرار فخذوا والمقركم من ممركم ولا تهتكوا أستاركم عند من لا يخفى عليه أسراركم وأخرجوا من الدنيا قلوبكم قبل أن تخرج منها أبدانكم ففيها حييتم ولغيرها خلقتم أن الرجل إذا هلك قال الناس ما ترك وقالت الملائكة ما قدم فالله آباؤكم قدموا بعضا يكن لكم قرضا ولا تخلفوا كلا لكن عليكم كلا أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال قلت لأعرابي ما تقول في المراء قال ما عسى أن أقول في شيء يفسد الصداقة القديمة ويحل العقدة الوثيقة أقل ما فيه أن يكون دربة للمغالبة والمغالبة من أمتن أسباب الفتنة وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا أبو والحسن بن خضر عن حماد بن اسحق الموصلي قال سمعت أبي يقول قال رجل من العجم لملك كان في دهره أوصيك بأربع خلال ترضي بهن ربك وتصلح بهن رعيتك لا يغرنك إرتقاء السهل إذا كان المنحدر وعرا ولا تعدن عدة ليس في يدك وفاؤها وأعلم أن لله نقمات فكن على حذر وأعلم أن للأعمال جزاء فاتق العواقب وقرأنا على أبي بكر بن دريد قول الشاعر ( وعازب قد علا التهويل جنبته ** لا تنفع النعل في رقراقه الحافي ) ( باكرته قبل أن تلغى عصافره ** مستخفيا صاحبي وغيره الخافي ) عازب بعيد لا يأتيه أحد والتهاويل الألوان المختلفة من الحمرة والشقرة والصفرة والجنبة ضرب من النبات وقوله لا تنفع النعل يقول لا تنفعه النعل من كثرة نداه ورقراقه ما ترقرق منه وتلغى تصيح وحدثنا أبو بكر بن أبي الأزهر قال حدثنا الزبير بن بكار قال كان هارون الرشيد كثيرا ما يستنشد أبي لعبد الله بن مصعب ( وإني وإن أقصرت عن غير بغضة ** لراع لأسباب المودة حافظ ) ( وما زال يدعوني إلى الصرم ما أرى ** فآبى وتثنيني عليك الحفائظ ) ( وأنتظر الإقبال بالود منكم ** وأصبر حتى أوجعتني المغايظ ) ( وأنتظر العتبى وأغضى على القذى ** ألاين طورا مرة وأغالظ ) ( وجربت ما يسلى المحب عن الصبا ** فأقصرت والتجريب للمرء واعظ ) وأنشدني أبو يعقوب وراق أبي بكر بن دريد قال أنشدني أحمد بن عبيد الجوهري قال أنشدت لمخلد الموصلي ( أقول لنضو أنفذ السيرنيها ** فلم يبق منها غير عظم مجلد ) ( خذي بي ابتلاك الله بالشوق والهوى ** وشاقك تحنان الحمام المغرد ) ( فمرت حذارا خوف دعوة عاشق ** تشق بي الظلماء في كل فدفد ) ( فلما ونت في السير ثنيت دعوتي ** فكانت لها سوطا إلى ضحوة الغد ) وقرأت على أبي بكر بن دريد قصيرة ذي الإصبع العدواني واسمه حرثان بن محرب وأملاها علينا الأخفش وأولها في الروايتين ولي ابن عم على ما كان من خلق وقرأنا على أبي بكر بن الأنباري فزادنا عن أبيه عن أحمد بن عبيد قبل هذا البيت الأول أبياتا أولها ( يا من لقلب طويل البث محزون ** أمسى تذكر ريا أم هارون ) ( أمسى تذكرها من بعد ما شحطت ** والدهر ذو غلظة حينا وذو لين ) ( فان يكن حبها أمسى لنا شجنا ** وأصبح الوأى منها لا يواتينى ) ( فقد غنينا وشمل الدار يجمعنا ** أطيع ريا و ريا لا تعاصينى ) ( نرمي الوشاة فلا نخطي مقاتلهم ** بصادق من صفاء الود مكنون ) ( ولى ابن عم على ما كان من خلق ** مختلفان فأقليه ويقليني ) ( أزرى بنا أننا شالت نعامتنا ** فخالني دونه بل خلته دوني ) ( لاه ابن عمك لا أفضلت في حسب ** عني ولا أنت دياني فتخزوني ) ( ولا تقوت عيالي يوم مسغبة ** ولا بنفسك في العزاء تكفيني ) ( فإن ترد عرض الدنيا بمنقصتي ** فإن ذلك مما ليس يشجيني ) ( ولا يرى في غير الصبر منقصة ** وما سواه فإن الله يكفيني ) ( لولا أواصر قربى لست تحفظها ** ورهبة الله في مولى يعاديني ) ( إذا بريتك بريا لا انجبار له ** إني رأيتك لا تنفك تبريني ) ( إن الذي يقبض الدنيا ويبسطها ** إن كان أغناك عني سوف يغنيني ) ( ألله يعلمني والله يعلمكم ** والله يجزيكم عني ويجزيني ) ( ماذا على وان كنتم ذوي رحمي ** أن لا أحبكم إذ لم تحبوني ) ( لو تشربون دمي لم يرو شاربكم ** ولا دماؤكم جمعا ترويني ) ( ولي ابن عم لو أن الناس في كبد ** لظل محتجرا بالنبل يرميني ) ( يا عمرو وإن لا تدع شتمي ومنقصتي ** أضربك حيث تقول الهامة اسقوني ) ( عنى إليك فما أمي براعية ** ترعى المخاض ولا رأيى بمغبون ) ( إني أبي أبي ذو محافظة ** وابن أبى أبى من أبيين ) ( لا يخرج القسر مني غير مأبية ** ولا ألين لمن لا يبتغي ليني ) ( عف ندود إذا ما خفت من بلد ** هونا فلست بوقاف على الهون ) ( كل امرئ صائر يوما لشيمته ** وإن تخلق أخلاقا إلى حين ) ( والله لو كرهت كفى مصاحبتي ** لقلت إذ كرهت قربي لها بيني ) ( إني لعمرك ما بابي بذي غلق ** عن الصديق ولا خيري بممنون ) ( وما لساني على الأدنى بمنطلق ** بالمنكرات ولا فتكي بمأمون ) ( عندي خلائق أقوام ذوي حسب ** وآخرين كثير كلهم دوني ) ( وأنتم معشر زيد على مائة ** فأجمعوا أمركم طرا فكيدوني ) ( فإن علمتم سبيل الرشد فانطلقوا ** وإن جهلتم سبيل الرشد فأتوني ) ( يا رب ثوب حواشيه كأوسطه ** لا عيب في الثوب من حسن ومن لين ) ( يوما شددت على فرغاء فاهقة ** طورا من الدهر تارات تماريني ) ( قد كنت أعطيكم ما لي وأمنحكم ** ودي على مثبت في الصدر مكنون ) ( يا رب حي شديد الشغب ذي لجب ** دعوتهم راهن منهم ومرهون ) ( رددت باطلهم في رأس قائلهم ** حتى يظلوا جميعا ذا أفانين ) ( يا عمرو لو لنت لي ألفيتني يسرا ** سمحا كريما أجازي من يجازيني ) وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو عثمان عن التوزي عن أبي عبيدة قال قال معاوية لصعصعة بن صوحان صف لي الناس فقال خلق الناس أخيافا فطائفة للعبادة وطائفة للتجارة وطائفة خطباء وطائفة للبأس والنجدة ورجرجة فيما بين ذلك يكدرون الماء ويغلون السعر ويضيقون الطريق قال أبو علي الرجرجة شرار الناس ورذالهم وأصل الرجرجة الماء الذي قد خالطه لعاب وجمعه رجارج قال هميان بن قحافة ( فأسأرب في الحوض حضجا حاضجا ** قد عاد من أنفاسها رجارجا ) وقال اللحياني الرجرج اللعاب قال ابن مقبل ( كاد اللعاع من الحوذان يسحطها ** ورجرج بين لحييها خناطيل ) وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو عثمان عن التوزي عن أبي عبيدة قال كان قيس بن رفاعة يفد سنة إلى النعمان اللخمي بالعراق وسنة إلى الحرث بن أبي شمر الغساني بالشام فقال له يوما وهو عنده يا ابن رفاعة بلغني أنك تفضل النعمان علي قال وكيف افضله عليك أبيت اللعن فوالله لقفاك أحسن من وجهه ولأمك أشرف من أبيه ولأبوك أشرف من جميع قومه ولشمالك أجود من يمينه ولحرمانك أنفع من نداه ولقليلك أكثر من كثيره ولثمادك أغزر من غديره ولكرسيك أرفع من سريره ولجدولك اغمر من بحوره وليومك أفضل من شهوره ولشهرك أمد من حوله ولحولك خير من حقبه ولزندك أورى من زنده ولجندك أعز من جنده وإنك لمن غسان أرباب الملوك وإنه لمن لخم الكثيري النوك فكيف أفضله عليك وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي قال حدثني عبد الله بن شبيب قال حدثني عبد الرحمن بن عبد الله الزهري قال قال معاوية لقد وضعت رجلي في الركاب يوم صفين غير مرة فما يمنعني من الانهزام إلا أبيات ابن الأطنابة ( أبت لى عفتي وأبى بلائي ** وأخذي الحمد بالثمن الربيح ) ( وإعطائي على الإعدام مالي ** وضربي هامة البطل المشيح ) ( وقولي كلما جشأت وجاشت ** رويدك تحمدي أو تستريحي ) ( لأدفع عن مآثر صالحات ** وأحمي بعد عن عرض صحيح ) قال أبو علي المشيح المبادر المنكمش ويقال بطل مشيح أي حامل وقال الأصمعي شايحت في لغة تميم وقيس حاذرت وفي لغة هذيل جددت في الأمر وحدثنا أبو بكر عن أبي حاتم عن أبي زيد عن المفضل الضبي قال كنت مع إبراهيم بن عبد الله بن الحسن صاحب أبي جعفر في اليوم الذي قتل فيه فلما رأى البياض يقل والسواد يكثر قال لي يا مفضل أنشدني شيأيهون علي بعض ما أرى فأنشدته ( إلا أيها الناهي فزارة بعدما ** أجدت لغز وإنما أنت حالم ) ( أرى كل ذي تبل يبيت بهمه ** ويمنع منه النوم إذا أنت نائم ) ( قعوا وقعة من يحي لم يخز بعدها ** وإن يخترم لم تتبعه الملاوم ) قال فرأيته يتطالل على سرجه ثم حمل حملة كانت آخر العهد به وأنشدنا أبو عبد الله نفطويه لأبي سعيد المخزومي |
|
07-24-2021 | #3 |
|
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي ( من لي برد الصبا واللهو والغزل ** هيهات ما فات من أيامك الأول ) ( طوى الجديدان ما قد كنت أنشره ** وأنكرتني ذوات الأعين النجل ) ( وقد نهاني النهى عنها وأدبني ** فلست أبكي على رسم ولا طلل ) ( ما لي وللدمنة البوغاء أندبها ** وللمنازل من خوف ومن ملل ) ( متى ينال الفتى اليقظان همته ** إذ المقام بدار اللهو والغزل ) ( في الخيل والخافقات السود لي شغل ** ليس الصبابة والصهباء من شغلى ) ( ما كان لي أمل في غير مكرمة ** والنفس مقرونة بالحرص والأمل ) ( ذنبي إلى الخيل كرى في جوانبها ** إذا مشى الليث فيها مشى مختبل ) ( ولي من الفيلق الجأواء غمرتها ** إذا تقحمها الأبطال بالحيل ) ( كم جأنب خشن صبحت عارضه ** بعارض للمنايا مسبل هطل ) ( وغمرة خضت أعلاها وأسفلها ** بالضرب والطعن بين البيض والأسل ) ( سل الجرادة عني يوم تحملني ** هل فاتني بطل أو خمت عن بطل ) ( وهل شآني إلى الغايات سابقها ** وهل فزعت إلى غير القنا الذبل ) ( ما لي أرى ذمتي يستمطرون دمى ** ألست أولاهم بالقول والعمل ) ( كيف السبيل إلى ورد خبعثنة ** طلائع الموت في أنيابه العصل ) ( وما يريدون لولا الحين من أسد ** بالليل مشتمل بالجمر مكتحل ) ( لا يشرب الماء إلا من قليب دم ** ولا يبيت له جار على وجل ) ( لولا الإمام ولولا حق طاعته ** لقد شربت دما أحلى من العسل ) وقرأت على أبي بكر بن دريد للفند الزماني واسمه سهل بن شيبان ( صفحنا عن بني ذهل ** وقلنا القوم إخوان ) ( عسى الأيام أن يرجعن قوما كالذي كانوا ** ) ( فلما صرح الشر ** فأمسى وهو عريان ) ( ولم يبق سوى العدوان ** دناهم كما دانوا ) ( مشينا مشية الليث ** غدا والليث غضبان ) قال أبو علي يروي عدا وغدا بالعين والغين ويروي شددنا شدة الليث فمن روى شددنا فالأجود عدا بالعين غير المعجمة ومن روى مشينا فالأجود غدا بالغين المعجمة ( بضرب فيه توهين ** وتخضيع وإقران ) وأنشدنا أبو بكر عن أبيه عن أبي رسم مستملي يعقوب هذا البيت ( بضرب فيه تأييم ** وتفجيع وإرنان ) ( وطعن كفم الزق ** غدا والزق ملآن ) ( وفي الشر نجاة حين ** لا ينجيك إحسان ) ( وبعض الحلم عند الجهل ** للذلة إذعان ) وقرأت عليه لأبي الغول الطهوي وأنشدنا أبو عبد الله نفطويه إلى آخر بيت فيه ( فدت نفسي وما ملكت يميني ** فوارس صدقوا فيهم ظنوني ) ( فوارس لا يملون المنايا ** إذا دارت رحى الحرب الزبون ) ( ولا يجزون من حسن بسئ ** ولا يجزون من غلظ بلين ) ( ولا تبلى بسالتهم وإن هم ** صلوا بالحرب حينا بعد حين ) ( هم منعوا حمى الوقبى بضرب ** يؤلف بين أشتات المنون ) ( فنكب عنهم درء الأعادي ** وداووا بالجنون من الجنون ) ( ولا يرعون أكناف الهوينا ** إذا حلوا ولا روض الهدون ) وحدثني أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال رأيت رجلا بالجفر من بني العنبر به لوثة بل هوج ظاهر أحفظ خلق الله للشعر وكان إذا قال له قائل أنشدنا تنمر له وشتمه وإذا أنشد وحدث اندفق منه ثبج بحر مع فصاحة وحسن انشاد فأنشدني يوما من غير أن أستنشده فدت نفسي وما ملكت يميني الأبيات كلها وحدثنا أبو بكر عن أبي حاتم قال لم يرث أحد قتيلا قتله قومه إلا قيس بن زهير فإنه رثى حذيفة بن بدر وبنو عبس تولت قتله ( ألم تر أن خير الناس أضحى ** على جفر الهباءة ما يريم ) ( ولولا بغيه ما زلت أبكي ** عليه الدهر ما بدت النجوم ) ( ولكن الفتى حمل بن بدر ** بغى والبغي مرتعه وخيم ) ( أظن الحلم دل علي قومي ** وقد يستجهل الرجل الحليم ) وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال نزلت على امرأة من بني عامر بن صعصعة وقد مات ابن لها وهي من القلق على مثل الرضفة فقامت تعالج لى طعاما فقلت لها يا هذه إنك لفي شغل عن هذا فقالت والله لا تجوز بيتي إلا مقريا ولكن أنشدني أبياتا أسلو بهن فإني أراك لو ذعيا فأنشدتها أبيات نويرة بن حصين المازني يرثي ابنه ( إني أرى للشامتين تجلدي ** وإني كالطاوي الجناح على كسر ) ( يرى واقعا لم يدر ما تحت ريشه ** وإن ناء لم يسطع نهوضا إلى وكر ) ( فلولا سرور الشامتين بكبوتي ** لما رقأت عيناي من واكف يجري ) ( على من كفاني والعشيرة كلها ** نوائب ريب الدهر في عثرة الدهر ) ( ومن كانت الجارات تأمن ليله ** إذا خفن من باتت غوائله تسري ) ( بصير بما فيه لهن حصانة ** غبي عن المحجوب بالباب والستر ) ( يكف أذاه بعد ما بذل عرفه ** ويحلم حلما لا يذم ولا يزرى ) ( ويأخذ ممن رام بالهصر هيضه ** إذا ما أراد الأخذ بالهصر والقسر ) ( ولا ينظر الأيسار أن نال يسره ** ولا ينثني عن فعل خير لدي العسر ) ( ولا يتأرى للعواقب أن رأي ** له فرصة يشفى بها وحر الصدر ) ( ولكنه ركاب كل عظيمة ** يضيق بها صدر الحسود على الأمر ) ( ولست وإن خبرت أن قد سليته ** بناس أبا سوداء إلا على ذكر ) ( شمائل منه طيبات يعدنني ** وأخلاق محمود لدى الزاد والقدر ) ( فتى شعشع يروي السنان بكفه ** ويجمع للمولى العطاء مع النصر ) قال فكأني والله زبرت الأبيات في صدرها فما زالت تنشدها وتصلح طعامي حتى قرتني ورحت من عندها وقرأت على أبي بكر لقيس بن زهير ( شفيت النفس من حمل بن بدر ** وسيفي من حذيفة قد شفاني ) ( فإن أك قد بردت بهم غليلي ** فلم أقطع بهم إلا بناني ) وقال وقرأت عليه للحرث بن وعلة الجرمي ( قومي هم قتلوا أميم أخي ** فإذا رميت يصيبني سهمي ) ( فلئن عفوت لأعفون جللا ** ولئن سطوت لأوهنن عظمي ) ( لا تأمنن قوما ظلمتهم ** وبدأتهم بالشغم والرغم ) ( أن يأبروا نخلا لغيرهم ** والشيء تحقره وقد ينمي ) ( وزعمتم أن لا حلوم لنا ** إن العصا قرعت لذي الحلم ) ( ووطئتنا وطأ على حنق ** وطء المقيد نابت الهرم ) ( وتركتنا لحما على وضم ** لو كنت تستبقي من اللحم ) وقرأت عليه لأعرابي قتل أخوه أبنه فقدم إليه ليقتاد منه فألقى السيف من يده وهو يقول ( أقول للنفس تأساء وتعزية ** إحدى يدي أصابتني ولم ترد ) ( كلاهما خلف من فقد صاحبه ** هذا أخي حين أدعوه وذا ولدي ) وأملاهما علينا نفطويه وأنشدنا أبو بكر عن أبي عثمان عن التوزي عن أبي عبيدة لهشام أخي ذي الرمة ( تعزيت عن أوفى بغيلان بعده ** عزاء وجفن العين ملأن مترع ) ( نعى الركب أوفى حين وافت ركابهم ** لعمري لقد جاؤا بشر وأوجعوا ) ( نعوا باسق الأخلاق لا يخلفونه ** تكاد الجبال الصم منه تصدع ) ( خوى المسجد المعمور بعد ابن دلهم ** وأمسى بأوفي قومه قد تضعضعوا ) ( فلم ينسني أوفى المصبيات بعده ** ولكن نكء القرح بالقرح أوجع ) قال أبو علي قال أبو نصر يقال كان ذلك في غرارتي وحدثتي أي في غرتي وعيش غريرا إذا كان لا يفزع أهله وامرأة غريرة إذا لم تجرب الأمور ورجل غرو امرأة غر إذا كانا غير مجربين للأمور ويقال ما غرك بفلان أي كيف اجترأت عليه قال الله عز وجل { ما غرك بربك الكريم } ويقال من غرك من فلان أي من أوطأك عشوة وفي عشوة ثلاث لغات يقال عشوة وعشوة وعشوة ويقال أنا غريرك من فلان أي لن يأتيك منه ما تغتر به كأنه قال أنا القيم لك بذاك ويقال أتانا على غرار وغشاش أي على عجلة ويقال ما نومه إلا غرار أي قليل ويقال غارت الناقة تغار غرارا إذا رفعت لبنها والغرور مكاسر الجلد واحدها غر قال دكين بن رجاء الفقيمي ( كأن غرمتنه إذ تجنبه ** سير صناع في خريز تكلبه ) يعني أن تثني الشعرة أو الليفة ثم تدخل السير في ثني الشعرة المثنية ثم تجذبه فتخرج السير مع الشعرة وزعموا أن رؤبة بن العجاج اشترى ثوبا من بزاز فلما استوجبه قال اطوه على غره أي على كسورطيه ويقال ضرب نصله على غرار واحد أي على مثال واحد قال الهذلي ( سديد العير لم يدحض عليه الغرار ** فقدحه زعل دروج ) ويقال ليت هذا اليوم غرار شهر في الطول أي مثال شهر في الطول والغرار أن ما عن يمين النضل وشماله وغرار السيف حده قال الأصمعي يقال بنى بنو فلان بيوتهم على غرار واحد أي على سطر واحد ويقال غر الطائر فرخه يغره غرا إذا زقه وقرأت على أبي بكر للشماخ ( ولما رأيت الأمر عرش هوية ** تسليت حاجات الفؤاد بشمرا ) قوله ولما رأيت الأمر عرش هوية مثل والعرش الخشب الذي يطوى به أعلى البئر قال أبو زيد البئر المعروشة التي طويت قدر قامة من أسفلها بالحجارة ثم طوى سائرها بالخشب وحده وذلك الخشب هو العرش قال الأصمعي المعروشة المطوية بالخشب والساقي إذا قام على العرش فهو على خطر أن زلق وقع في البئر والهوية البئر يقول لما رأيت الأمر شديدا ركبت شمر وشمر اسم ناقته وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا السكن بن سعيد عن محمد بن عباد المهلبي قال قيل للهلب إن فلانا عين للخوارج في عسكرك وإنه يتكفن بالسلاح إذا دعوا للحرب ليغتالك ويلحق بالخوارج فبعث إليه فأتي به فقال له قد تقرر عندنا كيدك لنا ولم نقدم من أمرك على ما عزمنا عليه إلا بعد ما لم يدع اليقين للشك معترضا فاختر أي قتلة تحب أن أقتلك فقال سيف مجهز أو عطفة كريم محتقر لضغن ذوي الضغائن قال فإنها عطفة كريم محتقر للذنوب فخلى سبيله فكان بعد ذلك من أوثق أصحابه عنده وحدثنا أيضا قال حدثنا السكن بن سعيد عن محمد بن عباد قال أوفد المهلب كعب بن معدان الأشعري حين هزم عبد ربه الأصغر وأجلى قطريا حتى أخرجه من كرمان نحو أرض خراسان فقال له الحجاج كيف كانت محاربة المهلب للقوم قال كان إذا وجد الفرصة سار كما يسور الليث وإذا دهمته الطحمة راغ كما يروغ الثعلب وإذا ماده القوم صبر صبر الدهر قال وكيف كان فيكم قال كان لنا منه اشفاق الوالد الحدب وله منا طاعة الولد البر قال فكيف أفلتكم قطري قال كادنا ببعض ما كدناه به والأجل أحصن جنة وأنفذ عدة قال فكيف اتبعتم عبد ربه وتركتموه قال آثرنا الحد على الفل وكانت سلامة الجند أحب إلينا من شجب العدو فقال له الحجاج أكنت أعددت هذا الجواب قبل لقائي قال لا يعلم الغيب إلا الله وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو حاتم قال أتيت أبا عبيدة ومعي شعر عروة بن الورد فقال لي ما معك فقلت شعر عروة فقال فارغ حمل شعر فقير ليقرأه على فقير فقلت له ما معي غيره فأنشدني أنت ما شئت فأنشدني ( يا رب ظل عقاب قد وقيت بها ** مهري من الشمس والأبطال تجتلد ) ( ورب يوم حمى أرعيت عقوته ** خيلي اقتصارا وأطراف القناقصد ) ( ويوم لهو لأهل الخفض ظل به ** لهوى اصطلاء الوغى وناره تقد ) ( مشهرا موقفي والحرب كاشفة ** عنها القناع وبحر الموت يطرد ) ( ورب هاجرة تغلي مراجلها ** مخرتها بمطايا غارة تخد ) ( تجتاب أودية الأفزاع آمنة ** كأنها أسد تقتادها أسد ) ( فإن أمت حتف أنفي لا أمت كمدا ** على الطعان وقصر العاجز الكمد ) ( ولم أقل لم أساق الموت شاربه ** في كأسه والمنايا شرع ورد ) ثم قال هذا الشعر لا ما تعللون به أنفسكم من أشعار المخانيث قال أبو بكر والشعر لقطري ابن الفجاءة وحدثنا قال حدثنا أبو حاتم عن أبي زيد عن المفضل الضبي قال دخلت على المهدي فقال لي قبل أن أجلس أنشدني أربعة أبيات لا تزد عليهن وعنده عبد الله ابن مالك الخزاعي فأنشدته ( وأشعث قدقد الشفار قميصه ** يجر شواء بالعصا غير منضج ) ( دعوت إلى ما نابني فأجابني ** كريم من الفتيان غير مزلج ) ( فتي يملأ الشيزى ويروى سنانه ** ويضرب في رأس الكمي المدجج ) ( فتي ليس بالراضي بأدنى معيشة ** ولا في بيوت الحي بالمتولج ) فقال المهدي هو هذا وأشار إلى عبد الله بن مالك فلما انصرفت بعث إلي بألف دينار وبعث إلي عبد الله بأربعة آلاف درهم وقرأت على أبي بكر لعبد الرحمن بن زيد ( يؤسى عن زيادة كل حي ** خلي ما تأوبه الهموم ) ( فلو كنت القتيل وكان حيا ** لطالب لا ألف ولا سؤم ) ( ولا هيابة بالليل نكس ** ولا ضرع إذا أمسى نؤوم ) ( وكيف تجلد الأقوام عنه ** ولم يقتل به الثار المنيم ) ( غشوم حين يبصر مستقاد ** وخير الطالبي الترة الغشوم ) وأنشدنا أبو بكر بن أبي الأزهر مستملي أبي العباس محمد بن يزيد قال أنشدنا الزبير لأبي الهيذام المرى في أخيه ( سأبكيك بالبيض الرقاق وبالفنا ** فإن بها ما يدرك الماجد الوترا ) ( ولست كمن يبكي أخاه بعبرة ** يعصرها من جفن مقتله عصرا ) ( وإنا أناس ما تفيض دموعنا ** على هالك منا وإن قصم الظهرا ) وأنشدنا أبو بكر بن الانباري قال أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى ( ولقد رأيت مطية معكوسة ** تمشي بكلكلها وتزجيها الصبا ) ( ولقد رأيت سبيئة من أرضها ** تسبى القلوب وما تنيب إلى هوى ) ( ولقد رأيت الخيل أو أشباهها ** تثنى معطفة إذا ما تجتلى ) ( ولقد رأيت جواريا بمفازة ** تجري بغير قوائم عند الجرا ) ( ولقد رأيت غضيضة هركولة ** رود الشباب غريرة عادت فتى ) ( ولقد رأيت مكفرا ذا نعمة ** جهدوه بالأعمال حتى قد ونى ) قال أبو العباس المطية المعكوسة سفينة والسبيئة من أرضها خمر والخيل أو أشباهها عنى بها تصاوير في وسائد وجواريا بمفازة عني بهن السراب والغضيضة الهركولة امرأة وعادت من العيادة ومكفر إذا نعمة عنى به السيف وأنشدنا أبو بكر بن السراج لعلي بن العباس الرومي ( خجلت خدود الورد من تفضيله ** خجلا توردها عليه شاهد ) |
|
07-24-2021 | #4 |
|
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي ( لم يخجل الورد المورد لونه ** إلا وناحله الفضيلة عاند ) ( للنرجس الفضل المبين وإن أبى ** آب وحاد عن الطريقة حائد ) ( فصل القضية أن هذا قائد ** زهر الرياض وأن هذا طارد ) ( شتان بين اثنين هذا موعد ** بتسلب الدنيا وهذا واعد ) ( وإذا احتفظت به فأمتع صاحب ** بحياته لو أن حيا خالد ) ( ينهى النديم عن القبيح بلحظه ** وعلى المدامة والسماع مساعد ) ( أطلب بعيشك في الملاح سميه ** أبدا فإنك لا محالة واجد ) ( والورد أن فتشت فرد في اسمه ** ما في الملاح له سمي واحد ) ( هذي النجوم هي التي ربتهما ** بحيا السحاب كما يربي الوالد ) ( فتأمل الأخوين من أدناهما ** شبها بوالده فذاك الماجد ) ( أين الخدود من العيون نفاسة ** ورياسة لولا القياس الفاسد ) وأنشدني أبو المياس قال أنشدني الأخيطل لنفسه بواسط ( سقيا لأرض إذا ما شئت نبهني ** بعد الهدوء بها قرع النواقيس ) ( كأن سوسنها في كل شارقة ** على الميادين أذناب الطواويس ) وأنشدنا أبو بكر بن أبي الأزهر قال أنشدنا الزبير ( نجوم وأقمار من الزهر طلع ** لذي اللهو في أكنافها متمتع ) ( نشاوى تثنيها الرياح فتنثني ** ويلثم بعض بعضها ثم ترجع ) ( كأن عليها من مجاجة ظلها ** لآلئ إلا أنها هي ألمع ) ( ويحدرها عنها الصبا فكأنها ** دموع مراها البين والبين يفجع ) وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو عثمان عن سعيد بن مسعدة الأخفش قال اعتذر رجل من العرب إلى بعض ملوكهم فقال إن زلني وإن كانت قد أحاطت بحرمتي فإن فضلك يحيط بها وكرمك يوفي عليها ثم قال ( إني إليك سلمت كانت رحلتي ** أرجو الإله وصفحك المبذولا ) ( إن كان ذنبي قد أحاط بحرمتي ** فأحط بذنبي عفوك المأمولا ) وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو عثمان قال حدثنا أبو قلابة الجرمي قال تخلفت عن حلقة العتبي أياما فكتب إلي تركتنا ترك رجل أوحده جرم أو أغناه علم فإن كان عن جرم فعن غير إرادة بقلب ولا تعمد بلسان وإن كان عن علم غنيت به فتصدق علينا أن الله يجزي المتصدقين وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو عثمان عن العتبي قال قال عبد الله بن على بعد قتله من قتل من بني أمية لاسمعيل بن عمرو بن سعيد بن العاصي أساءك ما فعلت بأصحابك فقال كانوا يدا فقطعتها وعضدا ففتتها ومرة فنقضتها وركنا فهدمته وجناحا فهضته فقال إني الخليق أن ألحقك بهم قال إني إذا لسعيد وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو عثمان عن العتبي قال تذاكر قوم في مجلس الأحنف الطعام والنساء فقال الأحنف جنبوا مجالسكم النساء والطعام فإني أكره للرجل السري أن يكون وصافا لبطنه وقد عرف ما يحور إليه ولفرجه وقد علم أين مجلسه قال أبو علي وقرأت على أبي بكر للسمو أل بن عادياء اليهودي ( إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه ** فكل رداء يرتديه جميل ) ( إذا المرء لم يحمل على النفس ضيمها ** فليس إلى حسن الثناء سبيل ) ( تعيرنا أنا قليل عديدنا ** فقلت لها أن الكرام قليل ) ( وما قل من كانت بقاياه مثلنا ** شباب تسامى للعلى وكهول ) ( وما ضرنا أنا قليل وجارنا ** عزيز وجار الأكثرين ذليل ) ( لنا جبل يحتله من نجيره ** منيع يرد الطرف وهو كليل ) ( رسا أصله تحت الثرى وسما به ** إلى النجم فرع لا يرام طويل ) ( وأنا لقوم ما نرى القتل سبة ** إذا ما رأته عامر وسلول ) ( يقرب حب الموت آجالنا لنا ** وتكرهه آجالهم فتطول ) ( وما مات منا سيد حتف أنفه ** ولا طل منا حيث كان قتيل ) قال أبو علي وهذا مثل قول عمرو بن شأس ( لسنا نموت على مضاجعنا ** بالليل بل أدواؤنا القتل ) ( تسيل على حد الظبات نفوسنا ** وليست على غير السيوف تسيل ) ( صفونا فلم نكدر وأخلص سرنا ** إناث أطابت حملنا وفحول ) ( علونا إلى خير الظهور وحطنا ** لوقت إلى خير البطون نزول ) ( فنحن كماء المزن ما في نصابنا ** كهام ولا فينا يعد بخيل ) ( وننكر أن شئنا على الناس قولهم ** ولا ينكرون القول حين نقول ) ( إذا سيد منا خلا قام سيد ** قؤول لما قال الكرام فعول ) ( وما اخمدت نار لنا دون طارق ** ولا ذمنا في النازلين نزيل ) ( وأيامنا مشهورة في عدونا ** لها غرر معلومة وحجول ) ( وأسيافنا في كل غرب ومشرق ** بها من قراع الدارعين فلول ) ( معودة أن لا تسل نصولها ** فتغمد حتى يستباح قبيل ) ( سلى أن جهلت الناس عنا وعنهم ** وليس سواء عالم وجهول ) ( فإن بني الديان قطب لقومهم ** تدور رحاهم حولهم وتجول ) وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري قال أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى للفرزدق ( يفلقن ها من لم تنله سيوفنا ** بأسيافنا هام الملوك القماقم ) قال أبو العباس ها تنبيه والتقدير يفلقن بأسيافنا هام الملوك القماقم ثم قال ها للتنبيه ثم قال مستفهما من لم تنله سيوفنا قال أبو بكر وسمعت شيخا منذ حين يعيب هذا الجواب ويقول يفلقن هاما جمع هامة وهام الملوك مردود على هاما كما قال جل ثناؤه { إلى صراط مستقيم صراط الله } فاحتججت عليه بقوله لم تنله وقلت له لو أراد الهام لقال لم تنلها لأن الهام مونثة لم يؤثر عن العرب فيها تذكير لم يقل أحد منهم الهام فلقته قالوا النخل قطعته والتذكير والتأنيث لا يعمل قياسا إنما يبنى فيه على السماع واتباع الأثر وأنشدنا أبو عبد الله نفطويه قال أنشدنا أحمد بن يحيى النحوي لمطيع ابن إياس الكوفي يرثي يحيى بن زياد الحارثي ( وينادونه وقد صم عنهم ** ثم قالوا وللنساء نجيب ) ( ما الذي غال أن تحير جوابا ** أيها المصقع الخطيب الأديب ) ( فلئن كنت لا تحير جوابا ** لبما قد ترى وأنت خطيب ) ( في مقال وما وعظت بشيء ** مثل وعظ بالصمت إذ لا تجيب ) وقرأت على أبي بكر في أشعار هذيل ولم أر أحدا يقوم بإشعار هذيل غيره لأبي خراش الهذلي ( حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا ** خراش وبعض الشر أهون من بعض ) ( فو الله لا أنسى قتيلا رزئته ** بجانب قوسي ما مشيت على الأرض ) ( بلى إنها تعفو الكلوم وإنما ** نوكل بالأدنى وإن جل ما يمضي ) ( ولم أدر من ألقى عليه رداء ** خلا أنه قد سل عن ماجد محض ) ( ولم يك مثلوج الفؤاد مهجبا ** أضاع الشباب في الربيلة والخفض ) ( ولكنه قد لوحته مخامص ** على أنه ذو مرة صادق النهض ) ( كأنهم يشبثون بطائر ** خفيف المشاش عظمه غير ذي محض ) ( يبادر قرب الليل فهو مهابذ ** يحث الجناح بالتبسط والقبض ) قال أبو علي المثلوج البليد ومثله قول الآخر ولكن قلبا بين جنبيك بادر والمهج المنتفح ويروي مهبلا وهو الثقيل الجافي والربيلة الخفض والدعة ويروي الربالة وهو كثرة اللحم لا اللحم نفسه والمهابذ المجاهد في العدو والسير ويقال أهذب وأهبذ إذا اجتهد في الإسراع وقرأت عليه لأبي عطاء السدي في ابن هبيرة ( إلا إن عينا لم تجد يوم واسط ** عليك بجاري دمعها الجمود ) ( عشية قام النائحات وشققت ** جيوب بأيدي مأتم وخدود ) ( فإن تمس مهجور الفناء فربما ** أقام به بعد الوفود وفود ) ( فإنك لم تبعد على متعهد ** بلى كل من تحت التراب ببعيد ) وأملى علينا أبو بكر بن الأنباري هذه القصيدة لجميل قال وقرأتها على أبي بكر بن دريد في شعر جميل وفي الروايتن اختلاف في تقديم الأبيات وتأخيرها وفي ألفاظ بعض البيوت ( ألا ليت أيام الصفاء نعود ** ودهرا تولى يا بثين جديد ) ( فنغنى كما كنا نكون وأنتم ** صديق واذ ما تبذلين زهيد ) ( وما أنس ملأ شيأ لا أنس قولها ** وقد قربت بصري أمصر تريد ) ( خليلي ما أخفي من الوجد ظاهر ** فدمعي بما أخفي الغداة شهيد ) ( إلا قد أرى والله أن رب عبرة ** إذا الدار شطت بيننا سترود ) ( إذا قلت ما بي يا بثينة قاتلي ** من الحب قالت ثابت ويزيد ) ( وإن قلت ردى بعض عقلي أعش به ** مع الناس قالت ذاك منك بعيد ) ( فلا أنا مردود بما جئت طالبا ** ولا حبها فيما يبيد يبيد ) ( جزتك الجوازي يا بثين ملامة ** إذا ما خليل راح وهو حميد ) ( وقلت لها بيني وبينك فاعلمي ** من الله ميثاق لنا وعهود ) ( وقد كان حبيكم طريفا وتالدا ** وما الحب إلا طارف وتليد ) ( وإن عروض الوصل بيني وبينها ** وإن سهلته بالمنى لكؤد ) ( فأفنيت عيشى بانتظاري نوالها ** وأبلت بذاك الدهر وهو جديد ) ( فليت وشاة الناس بيني وبينها ** نذوف لهم سما طماطم سود ) وحدثني أبو بكر بن الأنباري قال حدثني أبي قال أنشدنا أحمد بن عبيد لامرأة من الأعراب ( لعمرك ما الرزية فقد مال ** ولا شاة تموت ولا بعير ) ( ولكن الرزية فقد قوم ** يموت بموته بشر كثير ) قال أبو علي وأنشدنيهما بعض أصحابنا وقال في البيت الأول هلك مال وقال في الثاني هلك ميت وخلق كثير وأنشدني بعض أصحابنا لعلي بن العباس الرومي ( خير ما استعصمت به الكف عضب ** ذكر حده أنيث المهز ) ( ما تأملته بعينيك إلا ** أرعشت صفحتاه من غير هز ) ( مثله أفزع الشجاع إلى الدرع ** فغالى بها على كل بز ) ( ما ابالي أصممت شفرتاه ** في محز أم جارتا عن محز ) وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو عثمان عن التوزي عن أبي عبيدة قال قعد المأمون الحارثي في نادي قومه فنظر إلى السماء والنجوم ثم أفكر طويلا ثم قال أرعوني أسماءكم وأصغوا إلي قلوبكم يبلغ الوعظ منكم حيث أريد طمح بالأهواء الأشر وران على القلوب الكدر وطخطخ الجهل النظر إن فيما ترى لمعتبرا لمن اعتبر أرض موضوعه وسماء مرفوعه وشمس تطلع وتغرب ونجوم تسري فتعزب وقمر تطلعه النحور وتمحقه أدبار الشهور وعاجز مثر وحول مكد وشاب مختضر ويفن قد غبر وراحلون لا يؤبون ومؤقوفون لا يفرطون ومطر يرسل بقدر فيحيى البشر ويورق الشجر ويطلع الثمر وينبت الزهر وماء يتفجر من الصخر الأير فيصدع المدر عن أفنان الخضر فيحيى الأنام ويشبع السوام وينمى الأنعام إن في ذلك لأوضح الدلائل على المدبر المقدر البارئ المصور يا أيها العقول النافره والقلوب النائرة أنى تؤفكون وعن أي سبيل تعمهون وفي أي حيرة تهيمون والى أي غاية توفضون لو كشفت الأغطية عن القلوب وتجلت الغشاوة عن العيون لصرح الشك عن اليقين وأفاق من نشوة الجهالة من استولت عليه الضلاله قال أبو علي قوله طمح ارتفع وعلا وران غلب قال عبدة بن الطيب ( أوردته القوم قدران النعاس بهم ** فقلت اذنهلوا من جمه قيلوا ) ( ران بهم غلب قال الله تعالى { كلا بل ران على قلوبهم } وطخطخ أظلم والمختضر الذي يموت حدثا وهو مأخوذ من الخضرة كأنه حصد أخضر وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال كان شاب من العرب يلقى شيخا منهم فيقول استحصدت يا عماه فيقول له الشيخ يا ابن أخي وتختضرون فمات الشاب قبل الشيخ بمدة طويلة ويفرطون يقدمون وقال أبو عبيدة قال الأموي الحجر الأير على مثال الأصم الصلب وتوفضون تسرعون يقال أوفض يوفض ايفاضا إذا أسرع قال الله عز وجل { كأنهم إلى نصب يوفضون } فأما يفيضون فيدفعون قال الأصمعي يقال أفاض من عرفة إلى مني أي دفع وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا الرياشي عن العتبي عن رجل من الأنصار من أهل المدينة قال قال معاوية لعرابة بن أوس بن حارثة الأنصاري بأي شيء سدت قومك يا عرابة قال أخبرك يا معاوية بأني كنت لهم كما كان حاتم لقومه قال وكيف كان فأنشدته ( وأصبحت في أمر العشيرة كلها ** كذي الحلم يرضى ما يقول ويعرف ) ( وذاك لأني لا أعادي سراتهم ** ولا عن أخي ضرائهم أننكف ) ( وإني لأعطي سائلي ولربما ** أكلف ما لا أستطيع فأكلف ) ( وإني لمذموم إذا قيل حاتم ** نبا نبوة إن الكريم يعنف ) ووالله إني لأعفو عن سفيهم وأحلم عن جاهلهم وأسعى في حوائجهم وأعطى سائلهم فمن فعل فعلى فهو مثلي ومن فعل أحسن من فعلى فهو أفضل منى ومن قصر عن فعلى فأنا خير منه فقال معاوية لقد صدق الشماخ حيث يقول فيك ( رأيت عرابة الأوسي يسمو ** إلى الخيرات منقطع القرين ) ( إذا ما راية رفعت لمجد ** تلقاها عرابة باليمين ) وأنشدنا أبو بكر رحمه الله قال أنشدنا أبو حاتم ( ألوم النائبات من الليالي ** وما تدري الليالي من ألوم ) ( ولكن المنية لو أصيبت ** بمصرعه هي الثأر المنيم ) ( وكان أخي زعيم بني حيى ** وكل قبيلة لهم زعيم ) ( وكنت إذا الشدائد أرهقتني ** يقوم بها وأقعد لا أقوم ) وأنشدنا أبو بكر عن أبي حاتم للعجير السلولي ( تركنا أبا الأضياف في ليلة الصبا ** بمير ومردى كل خصم يجادله ) ( تركنا فتى قد أيقن الجوع أنه ** إذا ما نوى في أرحل القوم قاتله ) ( فتى قد قد السيف لا متضائل ** ولا رهل لباته وبادله ) ( إذا القوم أموا بيته فهو عامد ** لأحسن ما ظنوا به فهو فاعله ) ( جواد بدنياه بخيل بعرضه ** عطوف على المولى قليل غوائله ) ( فتى ليس لابن العم كالذئب أن رأى ** بصاحبه يوما دما فهو آكله ) ( إذا جد عند الجد أرضاك جده ** وذو باطل أن شئت أرضاك باطله ) ( يسرك مظلوما ويرضيك ظالما ** وكل الذي حملته فهو حامله ) قال أبو علي قال الفراء البأدلة ما بين العنق إلى الترقوة وجمعه با دل وقال أبو عمرو واحدها بأدل بغير هاء وقال قطرب البآدل ويقال البهادل أصول الثديين وقرأت على أبي بكر رحمه الله للحسين بن مطير الأسدي ( ألما على معن وقولا لقبره ** سقتك الغوادي مربعا ثم مربعا ) ( فيا قبر معن أنت أول حفرة ** من الأرض خطت للسماحة مضجعا ) ( ويا قبر معن كيف واريت جوده ** وقد كان منه البر والبحر مترعا ) ( بلى قد وسعت الجود والجود ميت ** ولو كان حيا ضقت حتى تصدعا ) ( فتى عيش في معروفه بعد موته ** كما كان بعد السيل مجراه مرتعا ) ( ولما مضى معن مضى الجود وانقضى ** وأصبح عزيني المكارم أجدعا ) وقرأت عليه لبعض الشعراء ( ماذا أحال وثيرة بن سماك ** من دمع باكية عليك وباك ) ( ذهب الذي كانت معلقة به ** حدق العناة وأنفس الهلاك ) قال أبو علي أحال صب يقال إنه ليحيل الماء من البئر في الحوض أي يصب وقال لبيد يحيلون السجال على السجال وقرأت عليه لمسلم بن الوليد ( قبر بحلوان أسر ضريحه ** خطرا تقاصر دونه الأخطار ) ( نقضت بك الأحلاس نقض إقامة ** واستعجلت نزاعها الأمصار ) ( فاذهب كما ذهبت غوادي مزنة ** أثنى عليها السهل والأوعار ) ( سلكت بك العرب السبيل إلى العلى ** حتى إذا سبق الردى بك حاورا ) ( وأنشدني أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي قال أنشدنا عبد الله بن جوان صاحب الزيادي ولم يسم قائلها وأملاها علينا أبو سعيد السكري لأبي العتاهية في بعض إخوانه ( وقد كنت أغدو إلى قصره ** فقد صرت أغدو إلى قبره ) ( أخ طالما سرني ذكره ** فقد صرت أشجى لدى ذكره ) ( وكنت أراني غنيا به ** عن الناس لو مد في عمره ) ( وكنت إذا جئت في حاجة ** فأمري يجوز على أمره ) ( فتى لم يمل الندى ساعة ** على عسره كان أو يسره ) ( تظل نهارك في خيره ** وتأمن ليلك من شره ) ( فصار علي إلى ربه ** وكان علي فتى دهره ) ( أتم وأكمل ما لم يزل ** وأعظم ما كان في قدره ) ( أتته المنية مغتالة ** رويدا تخلل من ستره ) ( فلم تغن أجناده حوله ** ولا المزمعون على نصره ) ( وخلى القصور التي شادها ** وحل من القبر في قعره ) ( وبدل بالفرش بسط الثرى ** وطيب ندى الأرض من عطره ) ( وأصبح يهدى إلى منزل ** عميق تؤنق في حفره ) ( تغلق بالترب أبوابه ** إلى يوم يؤذن في حشره ) ( أشد الجماعة وجدا به ** أشد الجماعة في طمره ) ( فلست مشيعه غازيا ** أميرا يسير إلى ثغره ) ( ولا متلقيه قافلا ** بقتل عدو ولا أسره ) ( وتطريه أيامنا الباقيات ** لدينا إذا نحن لم نطره ) ( فلا يبعدن أخي ثاويا ** فكل سيمضى على إثره ) قال الأصمعي من أمثال العرب خل سبيل من وهي سقاؤه يراد به من لم يستقم أمره فلا تعبأ به ويقال يشوب ولا يروب مثل للرجل يخلط ويقال أذل من فقع بقرقر والفقع الكمء الأبيض والقرقر القاع الأملس ويقال شر الرأي الدبرى يراد به الذي يجيء بعد أن فات الأمر وقال أبو نصر يقال قد جبأ عليه الأسود يجبأ جبأ وجبؤا إذا خرج عليه وجبأت عن كذا وكذا إذا هبته وارتدعت عنه ومنه قيل رجل جبأ وقال رجل من بني شيبان ( وما أنا من ريب المنون بجبا ** ولا أنا من سيب الإله بآيس ) ويقال للمرأة إذا كانت كريهة المنظر لا تستحلى إنها التجبأ عنها العين وقال حميد ابن ثور ( ليست إذا سمنت بجابئة ** عنها العيون كريهة المس ) والجبأة خشبة الحذاء والجبء الكمء والجمع جبأة وقال أبو زيد الجبأة منها الحمر والكمء واحد الكمأة والجأب الحمار الغليظ والجأب المغرة والجبا مقصور مكسور ما جمعت في الحوض من الماء والجبا مفتوح مقصور ما حول البئر والجبء نفرة في الجبل تمسك الماء وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال كان عبد الله بن عامر بن كريز من فتيان قريش جودا وحياء وكرما فدخل أعرابي البصرة فسأل عن دار ابن عامر فأرشد إليها فجاء حتى أناخ بعيره بفنائها فاشتغل عنه الحاجب والعبيد فبات القفر فلما أصبح ركب ناقته ووقف على الحاجب وأنشأ يقول ( كأني ونضوى عند باب ابن عامر ** من الجوع ذئبا قفرة هلعان ) ( وقفت وصنبر الشتاء يلفني ** وقد مس برد ساعدي وبناني ) ( فما أوقدوا نارا ولا عرضوا قرى ** ولا اعتذروا من عثرة بلسان ) فقال بعض شعراء البصريين ( كم من فتى تحمد أخلاقه ** وتسكن العافون في ذمته ) ( قد كثر الحاجب أعداءه ** وأحقد الناس على نعمته ) فبلغ ذلك ابن عامر فعاقب الحاجب و أمر أن لا يغلق بابه ليلا ولا نهارا وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال كان المغيرة بن شعبة أعور دميما آدم فهجاه رجل من أهل الكوفة فقال ( إذا راح في قبطية متأزرا ** فقل جعل يستن في لبن محض ) |
|
07-24-2021 | #5 |
|
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي ( فأقسم لو خرت من استك بيضة ** لما انكسرت من قرب بعضك من بعض ) بسم الله الرحمن الرحيمقال أبو بكر فقلت لأبي حاتم ما أظن أحد يسبقه إلى قوله جعل يستن في لبن محض فقال بلى كان إبراهيم بن عربي والى اليمامة فصعد المنبر يوما وعليه ثياب بيض فبدا وجهه وكفاه فقال الفرزدق ( ترى منبرا العبد اللئيم كأنما ** ثلاثة غربان عليه وقوع ) قال فهذا يشبه ذلك وإن لم يكنه قال أبو حاتم وخرج نصيب من عند هشام وعليه ثياب بيض فنظر إليه الفرزدق فقال ( كأنه لما بدا للناس ** أير حمار لف في قرطاس ) وأنشدنا أبو بكر رحمه الله ( شنئتكم حتى كأنكم الغدر ** وعفتكم حتى كأنكم الهجر ) ( وما زلت أرشو الدهر صبرا على التي ** تسوء إلى أن سرني فيكم الدهر ) وأنشدنا أبو عبد الله نفطويه قال أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي ( أما إذ قد بليت بسوء رأي ** فمالك عند ربك من خلاق ) ( ستعلم أن حر الشعر أمضى ** وأبلغ فيك من حر الحلاق ) ( سمجت فكنت أقبح من شقاق ** تشاب به الدناءة أو نفاق ) ( وأظلم منك حر الوجه حتى ** كأن سواده ليل المحاق ) ( ولولا وقفة للبين فيها ** متاع من وداع واعتناق ) ( وآمال مسوفة لقلنا ** كأنك قد خلقت من الفراق ) وأنشدنا عبد الله بن جعفر النحوي قال أنشدنا أبو العباس المبرد لعبد الصمد بن المعذل يهجو ابن أخيه أحد ( لو كان يعطى المنى الأعمام في ابن أخ ** أصبحت في جوف قرقور إلى الصين ) ( قد كان هم طويل لا ينام له ** لو أن رؤيتنا إياك في الحين ) ( فكيف بالصبر إذ أصبحت أكثر في ** مجال أعيننا من رمل يبرين ) ( يا أبغض الناس في فقر وميسرة ** وأقذر الناس في دنيا وفي دين ) ( تيه الملوك إذا فلس ظفرت به ** وحين تفقده ذل المساكين ) ( لو شاء ربي لأضحى واهبا لأخى ** بمض ثكلك أجرا غير ممنون ) ( وكان أحظى له لو كان مترزا ** في السالفات على غرمول عنين ) ( وقائل لي ما يضنيك قلت له ** شخص ترى عينه عيني فيضنيني ) ( إن القلوب لتطوى منك يا ابن أخي ** إذا رأتك على مثل السكاكين ) وقرأنا على أبي بكر بن دريد لرجل يصف جملا ( تبين القرنين فأنظر ما هما ** أحجرا أم مدرا تراهما ) ( إنك لن تذل أو تغشاهما ** وتبرك الليل إلى ذراهما ) القرنان اللذان يبنيان على البئر يعرض عليهما الخشب فالبعير ينفر منه أول ما يراه ثم يذل حتى يجيء فيبرك عنده من الأنس به وذراهما كنفهما وأنشدني بعض أصحابنا لعلي بن العباس الرومي وأهدي قدحا إلى يحيى بن المنجم ( وبديع من البدائع يسبي ** كل عقل ويطبى كل طرف ) ( دق في الحسن والملاحة حتى ** ما يوفيه واصف حق وصف ) ( كفم الحب في الملاحة أو أشفى ** وإن كان لا يناغى بحرف ) ( تنفذ العين فيه حتى تراها ** أخطأنه من رقة المستشف ) ( كهواء بلا هباء مشوب ** بضياء أرقق بذاك وأصف ) ( وسط القدر لم يكبر لجرع ** متوال ولم يصغر لرشف ) ( لا عجول على العقول جهول ** بل حليم عنهن في غير ضعف ) ( ما أرى الناظرون قدا وشكلا ** فارسا مثله على بطن كف ) ( فيه لوز معقرب عطفته ** حكماء الغيوب أحسن عطف ) مثل عطف الأصداغ في وجنات ** من غزال يزهى بحسن وظرف ) وقرأت على أبي بكر بن دريد للمقنع الكندي ( يعاتبني في الدين قومي وإنما ** ديوني في أشياء تكسبهم حمدا ) ( ألم ير قومي كيف أوسر مرة ** وأعسر حتى تبلغ العسرة الجهدا ) ( فما زادني الإقتار منهم تقربا ** ولا زادني فضل الغنى منهم بعدا ) ( أسد به ما قد أخلوا وضيعوا ** ثغور حقوق ما أطاقوا لها سدا ) ( وفي جفنة ما يغلق الباب دونها ** مكللة لحما مدفقة ثردا ) ( وفي فرس نهد عتيق جعلته ** حجابا لبيتي ثم أخدمته عبدا ) ( وإن الذي بيني وبين بني أبي ** وبين بني عمي لمختلف جدا ) ( أراهم إلى نصري بطاء وإن هم ** دعوني إلى نصر أتيتهم شدا ) ( فإن يأكلوا لحمي وفرت لحومهم ** وإن يهدموا مجدي بنيت لهم مجدا ) ( وإن ضيعوا غيبي حفظت غيوبهم ** وإن هم هوواغي هويت لهم رشدا ) ( وإن زجروا طيرا بنحس تمر بي ** زجرت لهم طيرا تمر بهم سعدا ) ( ولا أحمل الحقد القديم عليهم ** وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا ) ( لهم جل ما لي أن تتابع لي غنى ** وإن قل ما لي لم أكلفهم رفدا ) ( وإني لعبد الضيف ما دام نازلا ** وما شيمة لي غيرها تشبه العبدا ) ( قال أبو علي كان أبو بكر بن دريد يقول كسبت المال وكسبته غيري ولا يجيز أكسبته وغيره يقول كسبت المال وأكسبته غيري وهما عندي جائزان كسبته وأكسبته وأنشدنا أبو بكر عن الأشنانداني لحجد وكان لصا مبرا فأخذه الحجاج فحبسه فقال في الحبس ( تأوبني فبت لها كنيعا ** هموم ما تفارقني حواني ) ( هي العواد لا عواد قومي ** أطلن عيادتي في ذا المكان ) ( إذا ما قلت قد أجلين عني ** ثنى ريعانهن علي ثاني ) ( وكان مقر منزلهن قلبي ** فقد أنفهنه والهم آني ) ( أليس الله يعلم أن قلبي ** يحبك أيها البرق اليماني ) ( وأهوى أن أرد إليك طرفي ** على عدواء من شغلى وشاني ) ( نظرت وناقتاي على تعاد ** مطاوعة الأزمة ترحلان ) ( إلى نار يهما وهما بعيد ** تشوقان المحب وتوقدان ) ( ومما هاجني فازددت شوقا ** بكاء حمامتين تجاوبان ) ( تجاوبتا بلحن أعجمي ** على غصنين من غرب وبان ) ( فكان البان أن بانت سليمى ** وفى الغرب اغتراب غير دان ) ( أليس الليل يجمع أم عمرو ** وإيانا فذاك لنا تداني ) ( نعم وترى الهلال كما أراه ** ويعلوها النهار كما علاني ) ( فما بين التفرق غير سبع ** بقين من المحرم أو ثماني ) ( فيا أخوى من كعب بن عمرو ** أقلا اللوم أن لم تنفعاني ) ( إذا جاوزتما سعفات حجر ** وأودية اليمامة فانعياني ) ( وقولا حجدر أمسى رهينا ** يحاذر وقع مصقول يماني ) ( يحاذر صولة الحجاج ظلما ** وما الحجاج ظلام لجاني ) ( إلى قوم إذا سمعوا بقتلي ** بكى شبانهم وبكى الغواني ) ( فإن أهلك فرب فتى سيبكي ** علي مهذب رخص البنان ) ( ولم أك قد قضيت حقوق قومي ** ولا حق المهند والسنان ) قال أبو علي المبر الغالب والكنيع المنقبض وأنفهنه أعيينه وأنشدني بعض أصحابنا أحسبه قال لأبي العتاهية ( لا تفخرن بلحية ** كثرت منابتها طويله ) ( تهوى بها هوج الرياح ** كأنها ذنب الحسيلة ) ( قد يدرك الشرف الفتى ** يوما ولحيته قليلة ) قال أبو علي الحسيله العجلة وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو عثمان عن التوزي عن أبي عبيدة قال قدم وفد العراق على ابن الزبير وهو في المسجد الحرام فسلموا عليه فسألهم عن مصعب فقالوا أحسن الناس سيرة وأقضاه بحق وأعدله في حكم فلما صلى الجمعة صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ( قد جربوني ثم جربوني ** من غلوتين ومن المئين ) ( حتى إذا شابوا أو شيبوني ** خلوا عناني ثم سيبوني ) أيها الناس إني سألت الوفد عن مصعب فأحسنوا الثناء عليه وذكروا ما أحبه وإن مصعبا أطبى القلوب حتى ما تعدل به والأهواء حتى ما تحول عنه واستمال الألسن بثنائها والقلوب بنصحها والنفوس بمحبتها فهو المحبوب في خاصته المحمود قي عامته بما أطلق الله به لسانه من الخير وبسط يده من البذل ثم نزل وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا عبد الرحمن عن عمه قال قدم أعرابي البصرة فنزل على قوم من بني العنبر وكان فصيحا فكنا نسير إليه فلا نعدم منه فائدة فجدر ثم برأ فأتيناه يوما فأنشدنا ( ألم يأتها أني تلبست بعدها ** مفوفة صناعها غير أخرقا ) ( وقد كنت منها عاريا قبل لبسها ** فكان لباسيها أمر وأعلقا ) قال أبو علي أعلق أشد مرارة وهذه الكلمة أول كلمة سمعتها من أبي بكر بن دريد دخلت عليه وهو يملي على الناس العرب تقول هذا أعلق من هذا أي أمر منه وأنشدنا ( نهار شراحيل بن طودير يبني ** وليل أبي ليلى أمر وأعلق ) أي أشد مرارة وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال قدم أعرابي من بني ضبة البصرة فخطب امرأة من قومه فشطوا عليه في المهر فأنشأ يقول خطبت فقالوا هات عشرين بكرة ** ودرعا وجلبابا فهذا هو المهر ) ( وثوبين مرويين في كل شتوة ** فقلت الزنا خير من الجرب القشر ) وأنشدنا أبو بكر بن دريد قال أنشدني أبو عثمان سعيد بن هارون ( وشعثاء غبراء الفروع منيفة ** بها توصف الحسناء أو هي أجمل ) ( دعوت بها أبناء ليل كأنهم ** وقد أبصروها معطشون قد انهلوا ) يصف نارا وجعلها شعثاء لتفرق لهبها وغبراء الفروع لدخانها والفروع الأغالي ومنيفة مرتفعة يريد أنها على جبل أوفي مكان عال وقوله بها توصف الحسناء أي بها تشبه الجارية وذلك أن العرب تصف الجارية فتقول كأنها شعلة نار أو كأنها بيضة أدحى وقوله دعوت بها أبناء ليل يعني النار دعا بضوئها أبناء ليل أي قوما سروا ليلا فجاروا عن القصد وقوله كأنهم وقد أبصروها معطشون يعني أنهم من فرحهم بهذه النار كأنهم قوم كانت عطشت إبلهم فأنهلوا أي رويت إبلهم تم الجزء الأول من كتاب الأمالي ويليه الجزء الثاني وأوله وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم وعبد الرحمن عن الأصمعي الخ الأمالي في لغة العرب ج 2 2 وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم وعبد الرحمن عن الأصمعي قال قدم متمم بن نويرة العراق فأقبل لا يرى قبرا إلا بكى عليه فقيل له يموت أخوك بالملا وتبكى أنت على قبر بالعراق فقال ( لقد لامني عند القبور على البكا ** رفيقي لتذراف الدموع السوافك ) ( أمن أجل قبر بالملا أنت نائح ** على كل قبرأ وعلى كل هالك ) ويروى هذا البيت ( فقال أتبكى كل قبر رأيته ** لقبر ثوى بين اللوى والدكادك ) ( فقلت له إن الشجا يبعث الشجا ** فدعني فهذا كله قبر مالك ) ( ألم تره فينا يقسم ماله ** وتأوي إليه مرملان الضرائك ) وقرأت على أبي بكر رحمه الله لبعض طيء يرثي الربيع وعمارة ابنى زياد العبسيين وكانت بينهم مودة ( فإن تكن الحوادث جربتني ** فلم أر هالكا كإبني زياد ) ( هما رمحان خطيان كانا ** من السمر المثقفة الصعاد ) ( تهال الأرض أن يطآ عليها ** بمثلهما تسالم أو تعادى ) ومما قرأت عليه لفاطمة بنت الأحجم بن دندنة الخزاعية ( قد كنت لي جبلا ألوذ بظله ** فتركتني أضحى بأجرد ضاحي ) ( قد كنت ذات حمية ما عشت لي ** أفشى البراز وكنت أنت جناحي ) ( فاليوم أخضع للذليل وأتقى ** منه وأدفع ظالمي بالراح ) ( وإذا دعت قرية شجنا لها ** يوما على فنن دعوت صباح ) وأغض من بصرى وأعلم أنه ** قد بان حد فوارسي ورماحي ) فقال لي أبو بكر رحمه الله هذه الأبيات تمثلت بها عائشة رضي الله عنها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وقرأت على أبي عبد الله نفطويه هذه الأبيات في قصيدة للنابغة الجعدي وقت قراءتي عليه شعر النابغة ( الم تعلمي أني رزئت محاربا ** فمالك منه اليوم شيء ولا ليا ) ( ومن قبله ما قدر رزئت بوحوح ** وكان ابن أمي والخليل المصافيا ) ( فتى كملت خيراته غير أنه ** جواد فما يبقي من المال باقيا ) ( فتى تم فيه ما يسر صديقه ** على أن فيه ما يسوء الأعاديا ) وأنشدني أبو محمد بن درستويه النحوي قال أنشدنا أبو العباس محمد بن يزيد المبرد ( أيا عمرو لم أصبر فيك حيلة ** ولكن دعاني اليأس منك إلى الصبر ) ( تصبرت مغلوبا أواني لموجع ** كما صبر الظمآن في البلد القفر ) |
التعديل الأخير تم بواسطة إسمهان الجادوي ; 07-24-2021 الساعة 02:38 PM |
07-24-2021 | #6 |
|
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثني أبي قال حدثنا أبو عبد الله بن المطيحي قال قرئ على قبر بالمدينة ( يا مفردا سكن الثرى وبقيت ** لو كنت أصدق اذبليت بليت ) ( الحي يكذب لا صديق لميت ** لو صح ذاك ومت كنت أموت ) وقرأت على أبي بكر لكعب بن زهير ( لقد ولى أليته جوي ** معاشر غير مطلول أخوها ) ( فإن تهلك جوى فإن حربا ** كظنك كان بعدك موقدوها ) ( ولو بلغ القتيل فعال قوم ** لسرك من سيوفك منتضوها ) ( كانك كنت تعلم يوم بزت ** ثيابك ما سيلقى سالبوها ) قال أبو علي وقرأت عليه للأحوص ( إني على ما قد علمت محسد ** أنمى على البغضاء والشنآن ) ( ما تعتريني من خطوب ملمة ** إلا تشرفني وتعظم شاني ) ( فإذا تزول تزول عن متخمط ** تخشى بوادره لدى الأقران ) إني إذا خفى الرجال وجدتني ** كالشمس لا تخفى بكل مكان ) وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري عن أبي العباس أحمد بن يحيى إلا البيت الأول من هذه الأبيات فإني قرأته على أبي بكر بن دريد ( رأيت رباطا حين تم شبابه ** وولى شبابي ليس في بره عتب ) ( إذا كان أولاد الرجال حزازة ** فأنت الحلال الحلو والبارد العذب ) ( لنا جانب مئة دميت وجانب ** إذا رامه الأعداء ممتنع صعب ) وروى ابن الأنباري ( لنا جانب منه يلين وجانب ** ثقيل على الأعداء مركبه صعب ) ( يخبرني عما سألت بهين ** من القول لا جافى الكلام ولا لغب ) |
|
07-26-2021 | #7 |
|
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي ( ولا يبتغي أمنا وصاحب رحله ** بخوف إذا ما ضم صاحبه الجنب ) ( سريع إلى الأضياف في ليلة الطوى ** إذا اجتمع الشغان والبلد الجدب ) ( وتأخذه عند المكارم هزة ** كما اهتز تحت البارح الفنن الرطب ) وأنشدنا أبو بكر بن دريد قال أنشدني أبو حاتم عن أبي عبيدة لأرطأة بن سهية يهجو شبيب ابن البرصاء ( من مبلغ فتيان مرة أنه ** هجانا ابن برصاء العجان شبيب ) ( فلو كنت مريا عميت فأسهلت ** كداك ولكن المريب مريب ) فسألته عن معنى هذا البيت فقال كان أبوه أعمى وجده أعمى وجد أبيه أعمى يقول فلو لم تكن مدخول النسب كنت أعمى كآبائك ( أبي كان خيرا من أبيك ولم يزل ** جنيبا لآبائي وأنت جنيب ) ( وما زلت خيرا منك مذعض كارها ** برأسك عادي النجاد ركوب ) يقول ما زلت خيرا منك مذعض برأسك فعل أمك أي مذ ولدت والعادي القديم والنجاد جمع نجد وهو الطريق المرتفع والركوب المركوب الموطوء وهو فعول في معنى مفعول وإنما هذا تشبيه جعل ما عض برأسه من فرجها مثل الطريق القديمة المركوبة في كثرة من يسلكها يريد أنه قد ذلل حتى صار كتلك فيقال أن شبيبا عمى بعدما كبر فكان يقول علم أني مري وقرأت على أبي بكر بن دريد وقال سالم بن قحفان العنبري وكان صهره أخوا امرأته أتاه فأعطاه بعيرا من إبله وقال لإمرأته هاتي حبلا يقرن به ما أعطيناه إلى بعيره ثم أعطاه آخر وقال هاتي حبلا آخر ثم أعطاه ثالثا وقال هاتي حبلا فقالت ما بقي عندي حبل فقال لها علي الجمال وعليك الحبال ثم قال ( لاتعذليني في العطاء ويسري ** لكل بعير جاء طالبه حبلا ) وقبله ( لقد بكرت أم الوليد تلومني ** ولم أجترم جرما فقلت لها مهلا ) ( فإني لا تبكي على إفالها ** إذا شبعت من روض أوطانها بقلا ) ( فلم أر مثل الإبل مالا لمقتن ** ولا مثل أيام الحقوق لها سبلا ) وزادني بعض أصحابنا عن أبي الحسن الأخفش ( إذا سمعت آذانها صوت سائل ** أصاخت فلم تأخذ سلاحا نبلا ) ( قال أبو علي ) السلاح ههنا جمالها يقول سمنها يمنع صاحبها من أن يسخو بها ولكنه يعطيها على كل حال لا يمنعه ذلك وحدثنا أبو المياس قال حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح قال قال الأصمعي قيل لذي الرمة من أين عرفت الميم لولا صدق من نسبك إلى تعليم أولاد الأعزاب في أكتاف الإبل فقال والله ما عرفت الميم إلا أني قدمت من البادية إلى الريف فرأيت الصبيان وهم يجوزون بالفجرم في الأوق فوقفت حيالهم أنظر إليهم فقال غلام من الغلمة قد أزفتم هذه الأوقة فجعلتموها كالميم فقام غلام من الغلمة فوضع منجمه في الأوقة فنجنجه فأفهقها فعلمت أن الميم ضيق فشبهت عين ناقتي به وقد أسلهمت وأعيت قال أبو المياس الفجرم الجوز ( قال أبو علي ) ولم أجد هذه الكلمة في كتب اللغويين ولا سمعتها من أحد من أشياخنا غيره والأوقة الحفرة وقوله قد أزفتم أي ضيقتم ونجنجه حركه فأفهقها ملأها والمنجم العقب ولك ما نتأ وزاد على ما يليه فهو منجم والكعب منجم أيضا واسلهمت تغيرت والمسلهم الضامر المتغير ( قال أبو علي ) وقرأت على أبي بكر بن دريد لكثير ( أقول الماء العين أمعن لعله ** بما لا يرى من غائب الوجد يشهد ) ( فلم أدر أن العين قبل فراقها ** غداة الشبا من لاعج الوجد تجمد ) ( ولم أر مثل العين ضنت بمائها ** علي ولا مثلي على الدمع يحسد ) وقرأت عليه أيضا ( سيهلك في الدنيا شفيق عليكم ** إذا غاله من حادث الدهر غائله ) ( ويخفى لكم حبا شديدا ورهبة ** وللناس أشغال وحبك شاغله ) ( وحبك ينسيني من الشيء في يدي ** ويذهلني عن كل شيء أزاوله ) ( كريم يميت السر حتى كأنه ** إذا استبحثوه عن حديثك جاهله ) ( يود بأن يمسي سقيما لعلها ** إذا سمعت عنه بشكوى تراسله ) ( ويرتاح للمعروف في طلب العلى ** لتحمد يوما عند ليلى شمائله ) ( فلو كنت في كبل وبحت بلوعتي ** إليه لأنت رحمة لي سلاسله ) ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر بن دريد رحمه الله قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال دفعت يوما في تلمسي بالبادية إلى واد خلاء لا أنيس به إلا بيت معتنز بفنائه أعنز وقد ظمئت فيممته فسلمت فإذا عجوز قد برزت كأنها نعامة راخم فقلت هل من ماء فقالت أو لبن فقلت ما كانت بغيتي إلا الماء فإذا يسر الله اللبن فإني إليه فقير فقامت إلي قعب فأفرغت فيه ماء ونظفت غسله ثم جاءت إلى الأعنز فتغبرتهن حتى احتلبت قراب ملء القعب ثم أفرغت عليه ماء حتى رغا وطفت ثمالته كأنها غمامة بيضاء ثم ناولتني إياه فشربت حتى تحببت ريا واطمأننت فقلت إني أراك معتنزة في هذا الوادي الموحش والحلة منك قريب فلو انضممت إلى جنابهم فأنست بهم فقالت يا ابن أخي إني لآنس بالوحشة وأستريح إلى الوحدة ويطمئن قلبي إلى هذا الوادي الموحش فأتذكر من عهدت فكأني أخاطب أعيانهم وأتراءى أشباحهم وتتخيل لي أندية رجالهم وملاعب ولدانهم ومندى أموالهم والله يا ابن أخي لقد رأيت هذا الوادي بشع اللد يدين بأهل أدواح وقباب ونعم كالهضاب وخيل كالذئاب وفتيان كالرماح يبارون الرياح ويحمون الصباح فأحال عليهم الجلاء قما بغرفة فأصبحت الآثار دارسه والمحال طامسه وكذلك سيرة الدهر فيمن وثق به ثم قالت ارم بعينك في هذا الملا المتباطن فنظرت فإذا قبور نحو أربعين أو خمسين فقالت ألا ترى تلك الأجداث قلت نعم قالت ما انطوت إلا على أخ أو ابن أخ أو عم أو ابن عم فأصبحوا قد ألمأت عليهم الأرض وأنا أترقب ما غالهم انصرف راشد رحمك الله ( قال أبو علي ) معتنز منفرد والراخم التي تحضن بيضها والقعب قدح إلى الصغر يشبه به الحافر قال امرؤ القيس ( لها حافر مثل قعب الوليد ركب فيه وظيف عجر ** ) والغمر القدح الصغير والعس القدح الكبير والتبن أكبر منه والصحن القصير الجدار العريض والرفد القدح العظيم والجنبل القدح العظيم الجشب النحت الذي لم ينقح ولم يسور والعلبة قدح ضخم يعمل من جلود الإبل وقال أبو عمرو الشيباني الكتن القدح وقال غيره الوأب القدح المقعر الكثير الأخذ من الشراب وقال بندار الوأب المعتدل الذي ليس بصغير ولا كبير قال عمرو بن كلثوم في الصحن ( ألا هبي بصحنك فاصبحينا ** وأنشد يعقوب في الجنبل ) ( إذا انبطحت جافى عن الأرض بطتها ** وخوأها راب كهامة جنبل ) وقال الأعشى في الرفد ( رب رفد هرقته ذلك اليوم ** وأسرى من معشر أقتال ) وتغبرتهن احتلبت الغبر وهي بقية اللبن في الضرع وجمعه أغبار قال الحرث ابن حلزة ( لا تكسع الشول بأغبارها ** إنك لا تدري من الناتج ) وقراب وقريب واحد مثل كبار وكبير وجسام وجسيم ورغا صارت له رغوة وفي رغوة ثلاث لغات يقال رغوة ورغوة ورغوة والثمالة الرغوة وتحببت امتلأت يقال تحبب من المال إذا امتلأ والحلال جماعات بيوت الناس الواحدة حلة والجناب بفتح الجيم فناء الدار يقال أخصب جناب القوم وهو ما حولهم والجناب بكسر الجيم موضع وفرس طوع الجناب إذا كان سهل القياد والأشباح الأشخاص يقال شبح وشبح لغتان والأندية جمع ندي والندي والنادي المجلس ومنتدى القوم موضع متحدثهم والتندية أن يورد الرجل إبله ثم يرعاها ثم يوردها ثم يرعاها والمندى المكان الذي يندى فيه المال وبشع ملان واللديدان الجانبان والدوحة الشجرة العظيمة والهضاب الجبال الصغار وقما كنسا يقال قممت البيت أي كنسته والقمامة الكناسة والمقمة المكنسة والغرفة الواحدة من الغرف وهي ضرب من الشجر والملا الفضاء والمتباطن المتطامن وألمأت عليهم احتوت عليهم قال أبو زيد ألمأ عليهم يلمىء إلماءا إذا احتوى عليهم وتلمأت عليه الأرض استوت عليه ووارته وأنشد ( وللأرض كم من صالح قد تلمأت ** عليه فوارته بلماعة قفر ) وغالهم أهلكهم وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال أخبرني صخر بن قريط قال كان الهيثم بن جراد من أبين الناس وأنه أتى قوما ليزهدهم في منزلهم فقال يا بني فلان ما أنتم إلى ريف فتأكلوه ولا إلى فلاة فتعصمكم ولا إلى وزر فيلجئكم فأنتم نهزة لمن رامكم ولعقة لمن قصدكم وغرض لمن رما كم كالفقعة الشرباخ يشدخها الواطيء ويركبها السافي ( قال أبو علي ) الوزر الجبل والملجأ والنهزة الفرصة التي تتناول بعجلة والفقعة الكمأة البيضاء الشرباخ التي لا خير فيها ويشدخها يرضها والسافي الريح التي تسفي التراب وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثنا أحمد بن يحيى قال رأى رجل من العرب بنيه يثبون على الخيل وقد تنادوا بالغارة فذهب يروم ذلك مرة وثانية فلم يقدر فقال ( من سره بنوه ساءته نفسه ) وأنشدنا أبو عبد الله للنابغة الجعدي ( المرء يرغب في الحياة ** وطول عيش قد يضره ) ( تفنى بشاشته ويبقى بعد حلو العيش مره ) ( وسوءه الأيام حتى ما يرى شيأ يسره ** ) ( كم شامت بي إن هلكت وقائل لله دره ** ) وسمعت غير واحد من أشياخنا ينشد ( كأن مواقع الظلفات منه ** مواقع مضر حيات بقار ) الظلفات الخشبات اللواتي يقعن على جنب البعير فشبه بياض مواضع الدبر وهي مواقع الظلفات بمواقع المضرحيات على القار والمواقع جمع موقعة وهي المكان الذي يقع عليه الطائر والمضرجيات النسور والقار جمع قارة وهي الجبيل الصغير ولا يكون إلا أسود وذلك أن البعير إذا دبر ثم برأ ابيض موضع الدبر وكذلك ذرق الطائر إذا يبس ابيض فشبهه به ومثله قول الآخر يصف ساقيا يستقى ماء ملحا ( كأن متنيه من النفي ** مواقع الطير على الصفي ) النفي ما تطاير عن الرشاء وعن معظم القطر من الصغار فشبه ما قطر على ظهره من الماء الملح ويبس بذلك ومثله ( فما برحت سجواء حتى كأنما ** بأشراف مقراها مواقع طائر ) سجواء اسم ناقة ومقراها محلبها وإنما قيل له مقرى لأنه يقرى فيه ( قال ) وأشرافه أعاليه فشبه ما على جوانب الإناء من رغوة اللبن بالمواقع وهي المواضع التى تقع عليها الطير فترى سلوحها عليه مبيضة وحدثنا أبو عبد الله قال أخبرنا أحمد بن يحيى عن الزبير أن عمر ابن أبي ربيعة نظر إلى فتى من قريش يكلم جارية في الطواف فعاب ذلك عليه فذكر أنها ابنة عمه فقال ذلك أشنع لأمرك فقال إني أخطبها إلى عمي وأنه زعم أنه لا يزوجني حتى أصدقها أربعمائة دينار وأنا غير قادر على ذلك وذكر من حاله وحبه لها وعشقه فأتى عمر عمه فكلمه في أمره فقال أنه مملق وليس عندي ما أحتمل صلاح أمره فقال عمرو كم الذي تريد منه فقال أربعمائة دينار قال فهي علي فزوجه منها ففعل ذلك وكان عمر حين أسن حلف أن لا يقول شعر إلا أعتق رقبة فانصرف إلى منزله يحدث نفسه فجعلت جاريته تكلمه ولا يجيبها فقالت أن لك لشأنا وأراك تريد أن تقول شعرا فقال ( تقول وليدتي لما رأتني ** طربت وكنت قد أقصرت حينا ) ( أراك اليوم قد أحدثت أمرا ** وهاج لك الهوى داء دفينا ) ( وكنت زعمت أنك ذو عزاء ** إذا ماشئت فارقت القرينا ) ( لعمرك هل رأيت لها سميا ** فشاقك أم رأيت لها خدينا ) ويروى بربك هل أتاك لها رسول فشاقك ( فقلت شكا إلي أخ محب ** كبعض زماننا إذ تعلمينا ) ( فقص علي ما يلقى بهند ** فذكر بعض ما كنا نسينا ) ( وذوا الشوق القديم وأن تعزى ** مشوق حين يلقى العاشقينا ) ( فكم من خلة أعرضت عنها ** لغير قلى وكنت بها ضنينا ) ( أردت بعادها فصددت عنها ** وإن جن الفؤاد بها جنونا ) ثم دعا بتسعة من رقيقه فأعتقهم وأنشدنا أبو بكر بن دريد رحمه الله عن عبد الرحمن عن عمه لأم خالد الخثعمية في حجوش العقيلي ( فليت سما كيا يطير ربابه ** يقاد إلى أهل الغضا بزمام ) ( ليشرب منه جحوش ويشيمه ** بعيني قطامي أغر شآم ) ( بنفسي عينا جحوش وقميصه ** وأنيابه اللاتي جلا ببشام ) ( فأقسم إني قد وجدت بحجوش ** كما وجدت عفراء بابن حزام ) ( وما أنا إلا مثلها غير أنني ** مؤجلة نفسي لوقت حمام ) ( فأن ولوج البيت حل لحجوش ** إذا جاء والمستأذنون نيام ) ( فإن كنت من أهل الحجاز فلا تلج ** وإن كنت نجديا فلج بسلام ) ( رأيت لهم سيماء قوم كرهتهم ** وأهل الغضا قوم علي كرام ) وأنشدنا بهذا الإسناد أيضا لها ( أيتها النفس التي قادها الهوى ** أمالك إن رمت الصدود عزيم ) ( فتنصرفي عنه فقد حيل دونه ** وألهاه وصل من سواك قديم ) وحدثنا أبو بكر قال حدثنا عبد الرحمن عن عمه قال أخبرني رجل من بني كلاب قال سئل رجل من بني عقيل كيف كان ججوش فإن أم خالد قد أكثرت فيه قال كان أحيمر أزيرق حنكلا كأنه أبنة عود أو عقلة رشاء ( قال أبو علي ) الحنكل القصير والأبنة العقدة في العود وقال أبو زيد قال العقيليون هو حذاءه وحذوه نصب أي مقابلته وهو حذوه رفع إذا كان مثله وقالوا ند البعير يند ندادا ونديدا وندا وقالوا ( الخنق يخرج الورق ) يقول إذا اشتد عليك فخنقك أعطيته الخنق اسم الفعل هنا وقالوا ( منزلنا منزل قلعة ) القاف واللام مضمومان وهو المنزل الذي لا تملكه وقالوا يقال قلدت الماء في الحوض أقلده قلدا وقلدت في السقاء من الماء واللبن إذا جعلت تملأ القدح من الماء ثم تصبه في السقاء فذلك القلد وقلدت الشراب أقلده قلدا وقلد في جوفه شرابا |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 3 : | |
, , |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
عزة الإسلام في الغرب | ام عبدالله وامنه | شعاع القصص الوعظية | 4 | 11-13-2015 01:09 AM |
لطائف من أخبار العرب | عطر الجنة | شعاع العـــام | 7 | 08-08-2015 08:24 AM |
طرائف العرب | ام بشري | شعاع العـــام | 9 | 05-16-2014 09:07 AM |
نجم العرب | أم انس السلفية | شعاع العلوم الشرعية | 2 | 10-24-2013 03:26 AM |