شعاع الأدب العربي بوح الخواطر, شعر وقصائد |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
| ||||||||||||||
| ||||||||||||||
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي ( ولا يبتغي أمنا وصاحب رحله ** بخوف إذا ما ضم صاحبه الجنب ) ( سريع إلى الأضياف في ليلة الطوى ** إذا اجتمع الشغان والبلد الجدب ) ( وتأخذه عند المكارم هزة ** كما اهتز تحت البارح الفنن الرطب ) وأنشدنا أبو بكر بن دريد قال أنشدني أبو حاتم عن أبي عبيدة لأرطأة بن سهية يهجو شبيب ابن البرصاء ( من مبلغ فتيان مرة أنه ** هجانا ابن برصاء العجان شبيب ) ( فلو كنت مريا عميت فأسهلت ** كداك ولكن المريب مريب ) فسألته عن معنى هذا البيت فقال كان أبوه أعمى وجده أعمى وجد أبيه أعمى يقول فلو لم تكن مدخول النسب كنت أعمى كآبائك ( أبي كان خيرا من أبيك ولم يزل ** جنيبا لآبائي وأنت جنيب ) ( وما زلت خيرا منك مذعض كارها ** برأسك عادي النجاد ركوب ) يقول ما زلت خيرا منك مذعض برأسك فعل أمك أي مذ ولدت والعادي القديم والنجاد جمع نجد وهو الطريق المرتفع والركوب المركوب الموطوء وهو فعول في معنى مفعول وإنما هذا تشبيه جعل ما عض برأسه من فرجها مثل الطريق القديمة المركوبة في كثرة من يسلكها يريد أنه قد ذلل حتى صار كتلك فيقال أن شبيبا عمى بعدما كبر فكان يقول علم أني مري وقرأت على أبي بكر بن دريد وقال سالم بن قحفان العنبري وكان صهره أخوا امرأته أتاه فأعطاه بعيرا من إبله وقال لإمرأته هاتي حبلا يقرن به ما أعطيناه إلى بعيره ثم أعطاه آخر وقال هاتي حبلا آخر ثم أعطاه ثالثا وقال هاتي حبلا فقالت ما بقي عندي حبل فقال لها علي الجمال وعليك الحبال ثم قال ( لاتعذليني في العطاء ويسري ** لكل بعير جاء طالبه حبلا ) وقبله ( لقد بكرت أم الوليد تلومني ** ولم أجترم جرما فقلت لها مهلا ) ( فإني لا تبكي على إفالها ** إذا شبعت من روض أوطانها بقلا ) ( فلم أر مثل الإبل مالا لمقتن ** ولا مثل أيام الحقوق لها سبلا ) وزادني بعض أصحابنا عن أبي الحسن الأخفش ( إذا سمعت آذانها صوت سائل ** أصاخت فلم تأخذ سلاحا نبلا ) ( قال أبو علي ) السلاح ههنا جمالها يقول سمنها يمنع صاحبها من أن يسخو بها ولكنه يعطيها على كل حال لا يمنعه ذلك وحدثنا أبو المياس قال حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح قال قال الأصمعي قيل لذي الرمة من أين عرفت الميم لولا صدق من نسبك إلى تعليم أولاد الأعزاب في أكتاف الإبل فقال والله ما عرفت الميم إلا أني قدمت من البادية إلى الريف فرأيت الصبيان وهم يجوزون بالفجرم في الأوق فوقفت حيالهم أنظر إليهم فقال غلام من الغلمة قد أزفتم هذه الأوقة فجعلتموها كالميم فقام غلام من الغلمة فوضع منجمه في الأوقة فنجنجه فأفهقها فعلمت أن الميم ضيق فشبهت عين ناقتي به وقد أسلهمت وأعيت قال أبو المياس الفجرم الجوز ( قال أبو علي ) ولم أجد هذه الكلمة في كتب اللغويين ولا سمعتها من أحد من أشياخنا غيره والأوقة الحفرة وقوله قد أزفتم أي ضيقتم ونجنجه حركه فأفهقها ملأها والمنجم العقب ولك ما نتأ وزاد على ما يليه فهو منجم والكعب منجم أيضا واسلهمت تغيرت والمسلهم الضامر المتغير ( قال أبو علي ) وقرأت على أبي بكر بن دريد لكثير ( أقول الماء العين أمعن لعله ** بما لا يرى من غائب الوجد يشهد ) ( فلم أدر أن العين قبل فراقها ** غداة الشبا من لاعج الوجد تجمد ) ( ولم أر مثل العين ضنت بمائها ** علي ولا مثلي على الدمع يحسد ) وقرأت عليه أيضا ( سيهلك في الدنيا شفيق عليكم ** إذا غاله من حادث الدهر غائله ) ( ويخفى لكم حبا شديدا ورهبة ** وللناس أشغال وحبك شاغله ) ( وحبك ينسيني من الشيء في يدي ** ويذهلني عن كل شيء أزاوله ) ( كريم يميت السر حتى كأنه ** إذا استبحثوه عن حديثك جاهله ) ( يود بأن يمسي سقيما لعلها ** إذا سمعت عنه بشكوى تراسله ) ( ويرتاح للمعروف في طلب العلى ** لتحمد يوما عند ليلى شمائله ) ( فلو كنت في كبل وبحت بلوعتي ** إليه لأنت رحمة لي سلاسله ) ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر بن دريد رحمه الله قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال دفعت يوما في تلمسي بالبادية إلى واد خلاء لا أنيس به إلا بيت معتنز بفنائه أعنز وقد ظمئت فيممته فسلمت فإذا عجوز قد برزت كأنها نعامة راخم فقلت هل من ماء فقالت أو لبن فقلت ما كانت بغيتي إلا الماء فإذا يسر الله اللبن فإني إليه فقير فقامت إلي قعب فأفرغت فيه ماء ونظفت غسله ثم جاءت إلى الأعنز فتغبرتهن حتى احتلبت قراب ملء القعب ثم أفرغت عليه ماء حتى رغا وطفت ثمالته كأنها غمامة بيضاء ثم ناولتني إياه فشربت حتى تحببت ريا واطمأننت فقلت إني أراك معتنزة في هذا الوادي الموحش والحلة منك قريب فلو انضممت إلى جنابهم فأنست بهم فقالت يا ابن أخي إني لآنس بالوحشة وأستريح إلى الوحدة ويطمئن قلبي إلى هذا الوادي الموحش فأتذكر من عهدت فكأني أخاطب أعيانهم وأتراءى أشباحهم وتتخيل لي أندية رجالهم وملاعب ولدانهم ومندى أموالهم والله يا ابن أخي لقد رأيت هذا الوادي بشع اللد يدين بأهل أدواح وقباب ونعم كالهضاب وخيل كالذئاب وفتيان كالرماح يبارون الرياح ويحمون الصباح فأحال عليهم الجلاء قما بغرفة فأصبحت الآثار دارسه والمحال طامسه وكذلك سيرة الدهر فيمن وثق به ثم قالت ارم بعينك في هذا الملا المتباطن فنظرت فإذا قبور نحو أربعين أو خمسين فقالت ألا ترى تلك الأجداث قلت نعم قالت ما انطوت إلا على أخ أو ابن أخ أو عم أو ابن عم فأصبحوا قد ألمأت عليهم الأرض وأنا أترقب ما غالهم انصرف راشد رحمك الله ( قال أبو علي ) معتنز منفرد والراخم التي تحضن بيضها والقعب قدح إلى الصغر يشبه به الحافر قال امرؤ القيس ( لها حافر مثل قعب الوليد ركب فيه وظيف عجر ** ) والغمر القدح الصغير والعس القدح الكبير والتبن أكبر منه والصحن القصير الجدار العريض والرفد القدح العظيم والجنبل القدح العظيم الجشب النحت الذي لم ينقح ولم يسور والعلبة قدح ضخم يعمل من جلود الإبل وقال أبو عمرو الشيباني الكتن القدح وقال غيره الوأب القدح المقعر الكثير الأخذ من الشراب وقال بندار الوأب المعتدل الذي ليس بصغير ولا كبير قال عمرو بن كلثوم في الصحن ( ألا هبي بصحنك فاصبحينا ** وأنشد يعقوب في الجنبل ) ( إذا انبطحت جافى عن الأرض بطتها ** وخوأها راب كهامة جنبل ) وقال الأعشى في الرفد ( رب رفد هرقته ذلك اليوم ** وأسرى من معشر أقتال ) وتغبرتهن احتلبت الغبر وهي بقية اللبن في الضرع وجمعه أغبار قال الحرث ابن حلزة ( لا تكسع الشول بأغبارها ** إنك لا تدري من الناتج ) وقراب وقريب واحد مثل كبار وكبير وجسام وجسيم ورغا صارت له رغوة وفي رغوة ثلاث لغات يقال رغوة ورغوة ورغوة والثمالة الرغوة وتحببت امتلأت يقال تحبب من المال إذا امتلأ والحلال جماعات بيوت الناس الواحدة حلة والجناب بفتح الجيم فناء الدار يقال أخصب جناب القوم وهو ما حولهم والجناب بكسر الجيم موضع وفرس طوع الجناب إذا كان سهل القياد والأشباح الأشخاص يقال شبح وشبح لغتان والأندية جمع ندي والندي والنادي المجلس ومنتدى القوم موضع متحدثهم والتندية أن يورد الرجل إبله ثم يرعاها ثم يوردها ثم يرعاها والمندى المكان الذي يندى فيه المال وبشع ملان واللديدان الجانبان والدوحة الشجرة العظيمة والهضاب الجبال الصغار وقما كنسا يقال قممت البيت أي كنسته والقمامة الكناسة والمقمة المكنسة والغرفة الواحدة من الغرف وهي ضرب من الشجر والملا الفضاء والمتباطن المتطامن وألمأت عليهم احتوت عليهم قال أبو زيد ألمأ عليهم يلمىء إلماءا إذا احتوى عليهم وتلمأت عليه الأرض استوت عليه ووارته وأنشد ( وللأرض كم من صالح قد تلمأت ** عليه فوارته بلماعة قفر ) وغالهم أهلكهم وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال أخبرني صخر بن قريط قال كان الهيثم بن جراد من أبين الناس وأنه أتى قوما ليزهدهم في منزلهم فقال يا بني فلان ما أنتم إلى ريف فتأكلوه ولا إلى فلاة فتعصمكم ولا إلى وزر فيلجئكم فأنتم نهزة لمن رامكم ولعقة لمن قصدكم وغرض لمن رما كم كالفقعة الشرباخ يشدخها الواطيء ويركبها السافي ( قال أبو علي ) الوزر الجبل والملجأ والنهزة الفرصة التي تتناول بعجلة والفقعة الكمأة البيضاء الشرباخ التي لا خير فيها ويشدخها يرضها والسافي الريح التي تسفي التراب وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثنا أحمد بن يحيى قال رأى رجل من العرب بنيه يثبون على الخيل وقد تنادوا بالغارة فذهب يروم ذلك مرة وثانية فلم يقدر فقال ( من سره بنوه ساءته نفسه ) وأنشدنا أبو عبد الله للنابغة الجعدي ( المرء يرغب في الحياة ** وطول عيش قد يضره ) ( تفنى بشاشته ويبقى بعد حلو العيش مره ) ( وسوءه الأيام حتى ما يرى شيأ يسره ** ) ( كم شامت بي إن هلكت وقائل لله دره ** ) وسمعت غير واحد من أشياخنا ينشد ( كأن مواقع الظلفات منه ** مواقع مضر حيات بقار ) الظلفات الخشبات اللواتي يقعن على جنب البعير فشبه بياض مواضع الدبر وهي مواقع الظلفات بمواقع المضرحيات على القار والمواقع جمع موقعة وهي المكان الذي يقع عليه الطائر والمضرجيات النسور والقار جمع قارة وهي الجبيل الصغير ولا يكون إلا أسود وذلك أن البعير إذا دبر ثم برأ ابيض موضع الدبر وكذلك ذرق الطائر إذا يبس ابيض فشبهه به ومثله قول الآخر يصف ساقيا يستقى ماء ملحا ( كأن متنيه من النفي ** مواقع الطير على الصفي ) النفي ما تطاير عن الرشاء وعن معظم القطر من الصغار فشبه ما قطر على ظهره من الماء الملح ويبس بذلك ومثله ( فما برحت سجواء حتى كأنما ** بأشراف مقراها مواقع طائر ) سجواء اسم ناقة ومقراها محلبها وإنما قيل له مقرى لأنه يقرى فيه ( قال ) وأشرافه أعاليه فشبه ما على جوانب الإناء من رغوة اللبن بالمواقع وهي المواضع التى تقع عليها الطير فترى سلوحها عليه مبيضة وحدثنا أبو عبد الله قال أخبرنا أحمد بن يحيى عن الزبير أن عمر ابن أبي ربيعة نظر إلى فتى من قريش يكلم جارية في الطواف فعاب ذلك عليه فذكر أنها ابنة عمه فقال ذلك أشنع لأمرك فقال إني أخطبها إلى عمي وأنه زعم أنه لا يزوجني حتى أصدقها أربعمائة دينار وأنا غير قادر على ذلك وذكر من حاله وحبه لها وعشقه فأتى عمر عمه فكلمه في أمره فقال أنه مملق وليس عندي ما أحتمل صلاح أمره فقال عمرو كم الذي تريد منه فقال أربعمائة دينار قال فهي علي فزوجه منها ففعل ذلك وكان عمر حين أسن حلف أن لا يقول شعر إلا أعتق رقبة فانصرف إلى منزله يحدث نفسه فجعلت جاريته تكلمه ولا يجيبها فقالت أن لك لشأنا وأراك تريد أن تقول شعرا فقال ( تقول وليدتي لما رأتني ** طربت وكنت قد أقصرت حينا ) ( أراك اليوم قد أحدثت أمرا ** وهاج لك الهوى داء دفينا ) ( وكنت زعمت أنك ذو عزاء ** إذا ماشئت فارقت القرينا ) ( لعمرك هل رأيت لها سميا ** فشاقك أم رأيت لها خدينا ) ويروى بربك هل أتاك لها رسول فشاقك ( فقلت شكا إلي أخ محب ** كبعض زماننا إذ تعلمينا ) ( فقص علي ما يلقى بهند ** فذكر بعض ما كنا نسينا ) ( وذوا الشوق القديم وأن تعزى ** مشوق حين يلقى العاشقينا ) ( فكم من خلة أعرضت عنها ** لغير قلى وكنت بها ضنينا ) ( أردت بعادها فصددت عنها ** وإن جن الفؤاد بها جنونا ) ثم دعا بتسعة من رقيقه فأعتقهم وأنشدنا أبو بكر بن دريد رحمه الله عن عبد الرحمن عن عمه لأم خالد الخثعمية في حجوش العقيلي ( فليت سما كيا يطير ربابه ** يقاد إلى أهل الغضا بزمام ) ( ليشرب منه جحوش ويشيمه ** بعيني قطامي أغر شآم ) ( بنفسي عينا جحوش وقميصه ** وأنيابه اللاتي جلا ببشام ) ( فأقسم إني قد وجدت بحجوش ** كما وجدت عفراء بابن حزام ) ( وما أنا إلا مثلها غير أنني ** مؤجلة نفسي لوقت حمام ) ( فأن ولوج البيت حل لحجوش ** إذا جاء والمستأذنون نيام ) ( فإن كنت من أهل الحجاز فلا تلج ** وإن كنت نجديا فلج بسلام ) ( رأيت لهم سيماء قوم كرهتهم ** وأهل الغضا قوم علي كرام ) وأنشدنا بهذا الإسناد أيضا لها ( أيتها النفس التي قادها الهوى ** أمالك إن رمت الصدود عزيم ) ( فتنصرفي عنه فقد حيل دونه ** وألهاه وصل من سواك قديم ) وحدثنا أبو بكر قال حدثنا عبد الرحمن عن عمه قال أخبرني رجل من بني كلاب قال سئل رجل من بني عقيل كيف كان ججوش فإن أم خالد قد أكثرت فيه قال كان أحيمر أزيرق حنكلا كأنه أبنة عود أو عقلة رشاء ( قال أبو علي ) الحنكل القصير والأبنة العقدة في العود وقال أبو زيد قال العقيليون هو حذاءه وحذوه نصب أي مقابلته وهو حذوه رفع إذا كان مثله وقالوا ند البعير يند ندادا ونديدا وندا وقالوا ( الخنق يخرج الورق ) يقول إذا اشتد عليك فخنقك أعطيته الخنق اسم الفعل هنا وقالوا ( منزلنا منزل قلعة ) القاف واللام مضمومان وهو المنزل الذي لا تملكه وقالوا يقال قلدت الماء في الحوض أقلده قلدا وقلدت في السقاء من الماء واللبن إذا جعلت تملأ القدح من الماء ثم تصبه في السقاء فذلك القلد وقلدت الشراب أقلده قلدا وقلد في جوفه شرابا |
07-26-2021 | #2 |
|
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي كثيرا ( وقالوا ) قنحت تقنح قنحا النون من المصدر ساكنة وهو التكاره في الشراب إذا تكارهت عليه بعد الري وأكثر كلامهم تقنحت تقنحخا وحدثني أبو بكر بن الأنباري عن أبيه عن القزويني عن يعقوب في حديث أم زرع قولها فأتقنح أي فأقطع الشرب ( وقالوا ) ويسمى البياض الذي يظهر في أظفار الإنسان الكدب بكسر الدال والواحدة كدبة بإسكان الدال وقال بعضهم الكدب فأسكن الدال والواحدة كدبة وقال أبو المضاء الكدب ففتح الدال والواحدة كدبة بإسكان الدال وحدثنا أبو بكر بن الأنباري عن أبيه عن ابن رستم عن ثابت بن أبي ثابت قال يقال للبياض الذي يظهر في أظفار الأحداث الفوف والفوف والوبش ( قال أبو زيد ) ومن أمثال العرب ( لأنا أحذر من ضب حرشته ) حرشت الصيد إذا صدته ويقال إنه لأسمع من قراد وأبصر من عقاب وأحذر من غراب وإنه لأنوم من فهد وأخف رأسا من الذئب ومن الطائر وأفحش من فاسية وهي الخنفساء إذا حركوها فست فأنتنت القوم بخبيث ريحها ويقال ( أنه لأصنع من سرفة ومن تنوط ) وهي طائر نحو القارية سوادا تركب عشها تركيبا على عودين أو عود ثم تطيل عشها فلا يصل الرجل إلى بيضها حتى يدخل يده إلى المنكب وأما السرفة فهي دابة غبراء من الدود تكون في الحمض فتتخذ بيتا من كسار عيدانه ثم تلزقه بمثل نسج العنكبوت إلا أنه أصلب ثم تلزقه بعود من أعواد الشجر وقد غطت رأسها وجميعها فتكون فيه وإنه لأخرق من حمامة وذلك أنها تبيض بيضا على الأعواد البالية فربما وقع بيضها فتكسر وقال أبو بكر بن دريد العرب تقول ( هو أظلم من أفعى ) وذلك أنها لا تحتفر حجرا إنما تهجم على الحيات في حجرتها وتدخل في كل شق وثقب وأنشدني قال أنشدنا عبد الرحمن ( كأنما وجهك ظل من حجر ** ذو خضل في يوم ريح ومطر ) ( فأنت كالأفعى التي لا تحتفر ** ثم تجى سادرة فتنحجر ) وكذلك ( هو أظلم من حية ) وذلك أنها تدخل في كل حجر وتهجم على كل دابة ومن أمثالهم ( لا تهرف بما لا تعرف ) والهرف الإطناب في الثناء والمدح ( وقال أبو عبيدة ) من أمثالهم ( سبني وأصدق ) يقول لا أبالي أن تقول في مالا أعرفه من نفسي بعد أن تجانب الكذب ( وقال أبو زيد ) يقال ( أحمق يمطخ الماء ) أي يلعقه والمطخ اللعق يقول لا يشرب الماء ولكنه يلعقه وأحمق يسيل مرغمه وهو اللعاب وأحمق لا يجأى مرغه أي لا يحبس لعابه وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال جرى بين أبي الأسود الدؤلي وبين امرأته كلام في ابن كان لها منه وأراد أخذه منها فسار إلى زياد وهو والي البصرة فقالت المرأة أصلح الله الأمير هذا ابني كان بطني وعاءه وحجري فناءه وثديى سقاءه أكلؤه إذا نام وأحفظه إذا قام فلم أزل بذلك سبعة أعوام حتى إذا استوفي فصاله وكملت خصاله واستوكعت أوصاله وأملت نفعه ورجوت دفعه أراد أن يأخذه مني كرها فآدنى أيها الأمير فقد رام قهري وأراد قسري فقال أبو الأسود أصلحك الله هذا ابني حملته قبل أن تحمله ووضعته قبل أن تضعه وأنا أقوم عليه في أدبه وأنظر في أوده وأمنحه علمى وألهمه حلمي حتى يكمل عقله ويستحكم فتله فقالت المرأة صدق أصلحك الله حمله خفا وحملته ثقلا ووضعه شهوة ووضعته كرها فقال له زياد أردد على المرأة ولدها فهي أحق به منك ودعني من سجعك ( قال أبو علي ) استوكعت اشتدت وقوله فآدني اي قوني وأعني وحدثنا أبو بكر بن دريد رحمه الله تعالى قال أخبرنا أبو حاتم سهل بن محمد عن العتبي قال أخبرني أعرابي عن أخوة ثلاثة قال قلت لأحدهم أخبرني عن أخيك زيد فقال أزيد إنيه والله ما رأيت أحد أسكن فورا ولا أبعد غورا ولا آخذ لذنب حجة قد تقدم رأسها من زيد فقلت أخبرني عن أخيك زائد قال كان والله شديد العقدة لين العطفه ما يرضيه أقل مما يسخطه فقلت فأخبرني عن نفسك فقال والله إن أفضل ما في لمعرفتي بفضلهما وإني مع ذلك لغير منتشر الرأي ولا مخذول العزم ( قال أبو علي ) قال أبو زيد الأنصاري قال الكلابيون إذا قالوا رأيت زيدا قلنا زيدا إنيه بقطع الألف وتبيين النون وقال بعضهم زيد نيه فألقى الهمزة وحركه بالفتح على نون التنوين وثقل النون وقال أبو المضاء أزيدا إنيه فأتى بألف الإستفهام قبل زيد ولم يفسره أبو زيد ( قال أبو علي ) هذه الزيادة تلحق في الإستفهام في آخر الكلمة إذا أنكرت أن يكون رأي المتكلم على ما ذكر أو يكون على خلاف ما ذكر فإن كان ما قبله مفتوحا كانت الزيادة ألفا وإن كان مكسورا كانت الزيادة ياء وإن كان مرفوعا كانت الزيادة واوا وإن كان ساكنا حرك لئلا يلتقي ساكنان لأن هذه الزيادات مدات والمدات سواكن فتحركه بالكسر كما يحرك الساكن إذا لقيه الألف واللام الساكن فإذا قال الرجل رأيت زيدا قلت أزيدنيه لأن النون هي التنوين ساكنة فحركتها بالكسر لئلا يلتقي ساكنان ويقول قدم زيد فتقول أزيدنيه فإن قال رأيت عثمان قلت أعثماناه فإن قال أتاني عمر قلت أعمروه كما قلت في الندبة واغلامهوه لأن هذا علم لما ذكرت لك كما أن هذا علم للندبة وذكر سيبويه أنه سمع رجلا من أهل البادية وقيل له أتخرج إن أخضبت البادية فقال أنا إنيه وإنما أنكر أن يكون رأيه على خلاف الخروج وكل ما ذكرت أما أن تنكر على المخبر أن يثبت رأيه على ما ذكر أو أن يكون على خلاف ما ذكر فإن قال رأيت زيدا وعمرا قلت أزيدا وعمرنيه تكون الزيادة في منتهى الكلام ألا ترى أنه إذا قال ضربت قلت أضربتاه فإن قال ضربت عمر قلت أضربت عمراه وكذلك إن قال ضربت زيدا الطويل قلت أزيدا الطويلاه وتعرب الإسم الذي ذكره على ما أعربه فإن كان رفعا رفعته وإن كان نصبا نصبته وإن كان جرا جررته ألا ترى أنه لو قال مررت بحذام قلت أحذاميه وربما زادت العرب إن ايضاحا للعلم ولذلك قالوا إنيه لأن الهاء والياء خفيان والهمزة والنون واضحان كما زادوا وإن في قولهم ما إن فعلت كذا وكذا ( قال أبو علي ) سألت أبا محمد فقلت له لم لم يقولوا إناه فقال لأن الألف علامة لحركة النون وتبين لها وقد سبقت فلم يجز أن يقيموا علامة محدثة ويسقطوا علامة متقدمة وهما علامتان فأما ما حكاه أبو زيد من قوله أزيدنيه بتثقيل النون فإنما هذا على لغة من يقف على الحرف بالتشديد كما قالوا سبسب وكلكل فكذلك هذا وقف على زيدن فشدد فلما ألحق به علامة حركه بالكسر لأنه توهم أن التنوين أصل فلذلك قال أزيدنيه وقرأنا على أبي بكر بن دريد رحمه الله لجندل الطهوى ( قد خرب الأنضاد نشاد الحلق ** من كل بال وجهه بالى الخلق ) النضد ما ينضد من أمتعتهم وأزوادهم ناحية البيت فيعني أن قوما يجيئون بعلة أنهم ينشدون ابلا فنحتاج إلى أن نقريهم فيخربون أنضادنا ويعني بالحلق ابلا سماتها الحلق حدثنا أبو بكر عن عبد الرحمن عن عمه قال سمعت أعرابيا من بني كلاب يذكر رجلا فقال كان والله الفهم منه ذا أذنين والجواب ذا لسانين لم ار أحدا كان أرتق لخلل رأى منه ولا أبعد مسافة روية ومراد طرف إنما يرمى بهمته حيث أشار إليه الكرم وما زال والله يتحسى مرارة أخلاق الإخوان ويسقيهم عذوبة أخلاقه ( قال أبو علي ) أرتق أسد يقال رتقت الشيء إذا سددته أو شددته حدثنا أبو بكر قال أخبرنا أبو حاتم عن الأصمعي قال ذكر رجل عند أعرابي فوقع فيه قوم فقال أما والله أنه لآكلكم للمأدوم وأعطا للمغروم وأكسبكم للمعدوم وأعطفكم على المحروم وحدثنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي قال أخبرنا الزبير عن يوسف بن عبد العزيز الماجشون قال ذكر شعر الحرث بن خالد وعمر بن عبد الله بن أبي ربيعة عند ابن أبي عتيق وفي المجلس رجل من ولد خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة وقال صاحبنا الحرث أشعرهما فقال ابن أبي عتيق بعض قولك يا ابن أخي فلشعر ابن أبي ربيعة لوطة بالقلب وعلق بالنفس ودرك للحاجة ليس لشعر وما عصي الله بشعرأ كثر مما عصي بشعر بن أبي ربيعة فخذعني ما أصف لك أشعر قريش من رق معناه ولطف مدخله وسهل مخرجه ومتن حشوه وتعطفت حواشيه وأنارت معانيه وأعرب عن صاحبه فقال الذي من ولد خالد بن العاص صاحبنا الذي يقول ( إني وما نحر واغداة منى ** عند الجمار تؤدها العقل ) ( لو بدلت أعلى مساكنها ** سفلا وأصبح سفلها يعلو ) ( فيكاد يعرفها الخبير بها ** فيرده الأقواء والمحل ) ( لعرفت مغناها لما احتملت ** مني الضلوع لأهلها قبل ) فقال ابن أبي عتيق يا ابن أخي أستر على صاحبك ولا تشاهد المحاضر بمثل هذا أما تطير الحرث عليها حين قلب ربعها فجعل عاليه سافله ما بقى إلا أن يسأل الله حجارة من سجيل ابن أبي ربيعة كان أحسن صحبة للربع من صاحبك وأجمل مخاطبة حين يقول ( سائلا الربع بالبلي وقولا ** هجت شوقا لي الغداة طويلا ) ( اين حي حلوك إذ أنت مسر ** وربهم أهل أراك جميلا ) ( قال سار وأفأفقنوا فاستقلوا ** وبكرهي لو استطعت سبيلا ) ( سئمونا وما سئمنا مقاما ** واستحثوا دماثة وسهولا ) ( قال أبو زيد الأنصاري ) الشرخ والسنخ والنجار والنجر الأصل وأنشد يعقوب ( متئد الحشا بطيأ نقره ** كأن نجر الناجرات نجره ) والأروم والأرومة قال زهير ( له في الذاهبين أروء صدق ** وكان لكل ذي حسب أروم ) والسنخ الأصل وأنشد ابن الأعرابي ( وسنخنا من خير أسناخ العرب ** ونحن في النروة والعز الأشب ) والبنك والعنصر جميعا قال الفرزدق ( ليست هدايا القافلين أتيتم ** بها أهلكم يا شر جيشين عنصرا ) والضئضئ والبؤبؤ مهموزان وقال جرير ( حتى أنحناها إلى باب الحكم ** خليفة الحجاج غير المتهم ) ( في ضئضئ المجد وبؤبؤ الكرم ) يمدح الحكم بن أيوب بن يحيى بن الحكم الثقفي والعرق والنحاس وأنشد يعقوب ( يا أيها السائل عن نحاسي ** قصر مقياسك عن مقياسي ) والعيص والأس والأس والأص وجمعه آصاص وقال القلاخ ( ومثل سوار رددناه إلى ** إدرونه ولؤم أصه على ) ( ألرغم موطوء الحمى مذللا ** ) وأنشدنا أبو بكر بن دريد ( قلال مجد فرعت آصاصا ** وعزة قعساء لا تناصى ) والجذم قال أوس بن حجر ( غني تآوي بأولادها ** لتهلك جذم تميم بن مر ) والإرث والسر والمركب والمنبت والكرس والقنس وهذان الحرفان رواهما أبو عبيد عنه وكان الطوسى يزعم أن أبا عبيد روى قبسا بالباء قال وهو تصحيف وكذا قال أحمد ابن عبيد وروى قنسا بالنون وهؤلاء كلهن الأصل قال العجاج ( بين ابن مروان قريع الأنس ** وابنة عباس قريع عبس ) ( في قنس مجد فوق كل قنس ** ) ( وقال الأصمعي ) الجنث الأصل قال العجاج كالجبل الأسود في جنث العلم ( وقال أبو عبيدة ) الحنج والبنج والعكر الأصل يقال رجع إلى حنجه وبنجه وعكره ( وقال أبو عمرو الشيباني المزر الأصل والجذر الأصل كذا قال بكسر الجيم وقال الأصمعي الجذر ( وقال أبو عبيد ) قال غير واحد لجرثومة الأصل والنصاب والمنصب والمحتد والمحكد قال زهير في المنصب ( من الأكرمين منصبا وضريبة ** إذا ما تشا تأوي إليه الأرامل ) وقال آخر في المحتد ( حتى انتصى من هاشم في محتد ** أكرم بذلك محتدا وصميما ) وقال حميد الأرقط في المحكد يعرض بابن الزبير ( ليس الأمير بالشحيح الملحد ** ولا بوبر بالحجاز مقرد ) ( أن ير يوما بالفضاء يصطد ** أو ينجحر فالحجر شر محكد ) ( وقال أبو عمرو ) الطخس الأصل يقال هؤألأ مهم طخسا أي أصلا قال أبو الغريب النصري ( أن امرأ أخر من أصلنا ** ألأمنا طخسا إذا ينسب ) والإرس الأصل يقال أنه لئيم الإرس أي الأصل قال أبو الغريب أيضا ( إن لئيم الإرس غير نازع ** عن وذء جاريه الغريب والجنب ) الوذء الشتم والجنب القريب وقال أحمد بن يحيى الوذء المكروه من الكلام شتما كان أو غيره وأنشد بيت لم يحفظ صدره ( ولا أذأ الصديق بما أقول ** ويقال أنه للئيم القرق ) أي الأصل قال دكين السعدى في فرس له ( ليست من القرق البطاء دوسر ** قد سبقت قيسا وأنت تنظر ) وقال الأموي عن أبي المفضل بن سلامة الضنء الأصل والضنء الولد وقال الفراء النجار والنجار والنحاس والنحاس بالضم والكسر وقال يعقوب عن أبي زيد السنح والسنج بالحاء والجيم ( وقال ابن الأعرابي ) المحتدر والمحقد والمحكد والمحفد أربع لغات الأصل ( وقال الأصمعي ) أحسن النساء الفخمة الأسلة وأقبحهن الجهمة القفرة وهي القليلة اللحم وأغلظ المواطئ الحصباء على الصفا وأشد الرجال الأعجف الضخم يقول ضخم الألواح كثير العصب وأنشد ( أعجف إلا من عظام وعصب ** ) وأسرع الأرانب أرنب الخلة وذلك أن الخلة تطويها ولا تفتقها والحمض يفتقها وأسرع التيوس تيس الحلب وقال بعض الأعراب أطيب مضغة أكلها الناس صيحانية مصلبة ( قال أبو علي ) المصلبة التي قد سال صليبها وهو ودكها وإن لم يكن هناك ودك ( قال ) ويقال آكل الدواب برذونة رغوث وهي التي يرضعها ولدها وأقبح هزيلين بالمرأة والفرس وأطيب غث أكل غث الإبل وأخبث الأفاعي أفعى الجدب وأخبث الحيات حيات الحماط وهو شجر ويقال أهون مظلوم سقاء مروب وهو الذي يسقى منه قبل أن يمخض وينزع زبده وأنشد ( وصاحب صدق لم تنلني شكاته ** ظلمت وفي ظلمي له عامدا أجر ) يعني وطب لبن وشر المال مالا يزكى ولا يذكى يعني الحمير وأخبث الذئاب ذئاب الغضا وأطيب الإبل لحما ما أكل السعدان وأطيب الغنم لبنا ما أكل الحربث ( وقال أبو زيد ) من أمثالهم ( لا تعدم الخرقاء علة ) يريد أن العلل كثيرة يسيرة فهي لا تعدم أن تعتل بعلة عند خطابها وأنشد أبو بكر بن دريد رحمه الله تعالى ( جبت نساء العالمين بالسبب ** فهن بعد كلهن كالمحب ) |
|
07-26-2021 | #3 |
|
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي جبت غلبت والسبب الحبل يعني أنها قدرت عجيزتها بحبل ثم دفعته إلى النساء ليقدرن كما قدرت فغلبتهن بذلك والمحب الساقط اللاصق بالأرض يقال أحب البعير إذا سقط فلم يبرح ومثله قول الآخر أنشده ابن الأعرابي ( لقد أهدت حبابة بنت جل ** لأهل جلاجل حبلا طويلا ) وقال الأصمعي وأبو زيد من أمثالهم ( أعن صبوح ترقق ) وكان المفضل الضبي يخبر بأصل هذا المثل قال كان رجل نزل بقوم فأضافوه وغبقوه فلما فرغ قال إذا صبحتموني غدا كيف آخذ في حاجتي فقيل له عند ذلك أعن صبوح ترقق وإنما أراد الضيف أن يوجب عليهم الصبوح ( قال الأصمعي ) ومن أمثالهم ( كأنما أفرغ عليه ذنوبا ) إذا بكلمه بكملة عظيمة يسكته بها ( قال أبو علي ) وقرأت على أبي عبد الله لعمر بن أبي ربيعة ( هل تعرف الدار والأطلال والدمنا ** زدن الفؤاد على علاته حزنا ) ( دار لأسماء قد كانت تحل بها ** وأنت إذ ذاك قد كانت لكم وطنا ) ( لم يحبب القلب شيا مثل حبكم ** ولم تر العين شيأ بعدكم حسنا ) ( ما إن أبالي أدام الله قربكم ** من كان شط من الأحياء أوظعنا ) ( فإن نأيتم أصاب القلب نأيكم ** وإن دنت داركم كنتم لنا سكنبا ) ( إن تبخلى لا يسلي القلب بخلكم ** وإن تجودي فقد عنيتني زمنا ) ( أمسى الفؤاد بكم يا هند مرتهنا ** وأنت كنت الهوى والهم والوسنا ) ( إذ تستبيك بمصقول عوارضه ** ومقلتي جؤذر لم يعد أن شدنا ) وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري قال أنشدنا أبو علي الغنوي وأبو الحسن بن البراء وأبو العباس أحمد بن يحيى لعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود والألفاظ في الرواية مختلطة ( كتمت الهوى حتى أضربك الكتم ** ولامك أقوام ولومهم ظلم ) ( ونم عليك الكاشحون وقبلهم ** عليك الهوى قد نم لو نفع النم ) ( وزادك إغراء بها طول بخلها ** عليك وأبلى لحم أعظمك الهم ) ( فأصبحت كالنهدي إذا مات حسرة ** على إثر هند أو كمن سقي السم ) ( ألا من لنفس لا تموت فينقضي ** شقاها ولا تحيا حياة لها طعم ) ( تجنبت اتيان الحبيب تأثما ** ألا إن هجران الحبيب هو الأثم ) ( فذق هجرها قد كنت تزعم أنه ** رشاد ألا يا ربما كذب الزعم ) وأنشدنا أبو بكر بن دريد قال أنشدنا أبو حاتم لعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ( فلو أكلت من نبت دمعي بهيمة ** لهيج منها رحمة حين تأكله ) ( ولو كنت في غل فبحت بلوعتي ** إليه للأنت لي ورقت سلاسله ) ( ولما عصاني القلب أظهرت عولة ** وقلت ألا قلب بقلبي أبادله ) ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر رحمه الله تعالى قال أخبرنا أبو عثمان عن التوزي قال أخبرني رجل من أهل البصرة عن رجل من بني تميم قال حضرت مجلس الأحنف بن قيس وعنده قوم مجتمعون في أمر لهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أن الكرم منع الحرم ما أقرب النقمة من أهل البغى لا خير في لذة تعقب ندما لن يهلك من قصد ولن يفتقر من زهد رب هزل قد عاد جدا من أمن الزمان خانه ومن تعظم عليه أهانه دعوا المزاح فإنه يؤرث الضغائن وخير القول ما صدقه الفعل احتملوا لمن أدل عليكم وأقبلوا عذر من اعتذر إليكم أطع أخاك وأن عصاك وصله وإن جفاك أنصف من نفسك قبل أن ينتصف منك وإياكم ومشاورة النساء واعلم أن كفر النعمة لؤم وصحبة الجاهل شؤم ومن الكرم الوفاء بالذمم ما أقبح القطيعة بعد الصلة والجفاء بعد اللطف والعداوة بعد الود لا تكونن على الإساءة أقوى منك على الإحسان ولا إلى البخل أسرع منك إلى البذل واعلم أن لك من دنياك ما أصلحت به مثواك فأنفق في حق ولا تكونن خازنا لغيرك وإذا كان الغدر في الناس موجودا فالثقة بكل أحد عجز أعرف الحق لمن عرفه لك واعلم أن قطيعة الجاهل تعدل صلة العاقل ( قال ) فما رأيت كلا ما أبلغ منه فقمت وقد حفظته وحدثنا أبو بكر قال حدثنا عبد الرحمن عن عمه قال ذكر أعرابي قوما فقال أدبتهم الحكمة وأحكمتهم التجارب ولم تغررهم السلامة المنطوية على الهلكة وجانبوا التسويف الذي به قطع الناس مسافة آجالهم فذلت ألسنتهم بالوعد وانبسطت أيديهم بالإنجاز فأحسنوا المقال وشفعوه بالفعال وحدثنا أبو ب كر قال أخبرنا أبو حاتم عن الأصمعي قال رأيت أعرابيا يصلي وهو يقول أسألك الغفيرة والناقة الغزيره والشرف في العشيره فإنها عليك يسيرة وحدثنا أبو بكر الأنباري رحمه الله قال حدثنا محمد بن علي المديني قال حدثنا أبو الفضل الربعي قال حدثنا أبو السمراء قال دخلت منزل نخاس في شراء جارية فسمعت في بيت بإزاء البيت الذي كنت فيه صوت جارية وهي تقول ( وكنا كزوج من قطافي مفازة ** لدى خفض عيش معجب مونق رغد ) ( أصابهما ريب الزمان فافردا ** ولم نر شيأ قط أوحش من فرد ) فقلت للنخاس أعرض علي هذه الجارية المنشدة فقال أنها شعثة مرهاء خزبنمة فقلت ولم ذلك قال اشتريتها من ميراث فهي باكية على مولاها ثم لم ألبث أن أنشدت ( وكنا كغصني بانة وسط روضة ** نشم جنى الروضات في عيشة رغد ) ( فأفرد هذا الغصن مع ذاك قاطع ** فيافردة باتت تحن إلى فرد ) قال أبو السمراء فكتبت إلى عبد الله بن طاهر أخبره بخبرها فكتب إلي أن ألق عليها هذا البيت فإن أجابت فاشترها ولو بخراج خراسان والبيت ( بعيد وصل قريب صد ** جعلته منه لي ملاذا ) قال فألقيته عليها فقالت في سرعة ( وعاتبوه فذاب عشقا ** ومات وجدا فكان ماذا ) قال أبو السمراء فاشتريتها بألف دينار وحملتها إليه فماتت في الطريق قبل أن تصل إليه فكانت إحدى الحسرات إليه ( قال أبو علي ) وقرأنا على أبي بكر لإبن ميادة وهو الرماح بن الأبرد ( تبادر العضاة قبل الإشراق ** بمقنعات كقعاب الأوراق ) المقنع الفم الذي يكون عطف أسنانه إلى داخل الفم وذلك القوي الذي يقطع به كل شيء فإذا كان انصبابها إلى خارج فهو أدفق وذلك ضعيف لا خير فيه والقعاب جمع قعب والأوراق جمع ورق وهو الفضة يريد أنها أفتاء فأسنانها بيض لم تقلح أي لم تصفر ( قال أبو علي ) وقد رد ما ذكرناه وهو قول الأصمعي ابن الأعرابي فقال يقول بادرت العضاه برؤس ضخام كأنها قعاب الورق كبرا ( وقال ) قد تكون قعاب الورق سودا ( قال أبو علي ) ويفسد ما ذهب إليه قوله كأنها قعاب الورق كبرا لأن القعب قدح صغير فكيف يشبه رؤسها بالقعاب في الكبر فأما قوله قد تكون قعاب الورق سودا فليس بمبطل لما قال الأصمعي لأن الورق لا يكون أسود إلا بتغير لونه بالإحراق وما كانت العرب تعرف المحرق من الفضة ومع هذا فلا يستعمل أحد قدحا من فضة سوداء وحدها وإنما يجري السواد في البياض ( قال أبو علي ) قال يعقوب ابن السكيت يقال عاد إلى ضئضئه وصئصئه أي إلى أصله والهمز الأصل وأنشد ( أنا من ضئضىء صدق ** بخ ومن أكرم حذل ) ( من عزاني قال به به ** سنخ ذا أكرم أصل ) الحذل الحجز وقال اللحياني بخ بخ وبه به يقال للإنسان إذا عظم وقال أبو عمرو ما ينوض بحاجة وما يقدر على أن ينوض أي يتحرك ومنه قوله عز وجل { ولات حين مناص } ومناص ومناض واحد ويقال أنقاض وأنقاص بمعنى واحد وقال الأصمعي المنقاض المنقعر من أصله والمنقاص المنشق طولا يقال انقاضت الركية وأنقاصت السن انقياصا إذا انشقت طولا والقيص الشق طولا وأنشد لأبي ذؤيب ( فراق كقيص السن فالصبر إنه ** لكل أناس عثرة وجبور ) وقال الأصمعي مضمض لسانه ومصمصه إذا حركه وقال حدثنا عيسى بن عمر قال سألت ذا الرمة عن النضناض فأخرج لسانه وحركه قال الراعي ( يبيت الحية النضناض منه ** مكان الحب يستمع السرارا ) وقال اللحياني يقال تصافوا على الماء وتضافوا ويقال صلاصل الماء وضلاضله لبقاياه وقبضت قبضة وقبصت قبصة ويقال أن القبصة أقل من القبضة ( قال أبو علي ) وغيره يقول القبص بأطراف الأصابع والقبض بالكف كلها وقال اللحياني سمعت أبا زيد يقول تضوك بخرئه وسمعت الأصمعي يقول تصوك بالصاد غير معجمة وقال أبو عبيدة يقال صاف السهم يصيف وضاف يضيف إذا عدل عن الهدف وتضيفت الشمس للغروب وتصيفت إذا مالت ودنت من الغروب ومنه اشتق الضيف يقال ضافني الرجل إذا دنا منك ونزل بك قال أبو زبيد ( كل يوم ترميه منها برشق ** فمصيب أو ضاف غير بعيد ) وقال الأصمعي جاص وجاض أي عدل وقال اللحياني يقال أنه لصل أصلال وضل أضلال ( قال ) ويقال ضل أضلال ( وقال أبو علي ) قال أبو بكر بن دريد يقال للرجل إذا كان داهية إنه لصل أصلال ( وقال أبو علي ) والصل الحية التي تقتل إذا نهشت من ساعتها ( وقال الأصمعي ) يقال مصمص إناءه ومضمضه إذا غسله ( قال أبو علي ) وقرأت على أبي عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه لعمر ابن أبي ربيعة ( قالت سكينة والدموع ذوارف ** تجري على الخدين والجلباب ) ( ليت المغيري الذي لم أجزه ** فيما أراد تصيدي وطلابي ) ( كانت ترد لنا المنى أيامنا ** إذ لا نلام على هوى وتصابى ) ( خبرت ما قالت فبت كأنما ** يرمى الحشا بنوافذ النشاب ) ( أسكين ماماء الفرات وبرده ** مني على ظمإ وفقد شراب ) ( بألذ منك وإن نأيت وقلما ** يرعى النساء أمانة الغياب ) ( أن تبذلي لي نائلا أشفي به ** سقم الفؤاد فقد أطلت عذابي ) ( وعصيت فيك أقاربي فتقطعت ** بيني وبينهم عرى الأسباب ) ( فتركتني لا بالوصال ممسكا ** منهم ولا أسعفتني بثواب ) ( فقعدت كالمهريق فضله مائه ** في حرها هاجرة للمع سراب ) ( قال أبو علي ( وحدثني أبو بكر بن الأنباري قال حدثني أبي وعبد الله بن خلف قالا حدثنا ابن أبي سعيد قال حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الشافعي قال سمع سعيد ابن المسيب منشدا ينشد ( تضوع مسكا بطن نعمان أن مشت ** به زينب في نسوة خفرات ) ( ولما رأت ركب النميري أعرضت ** وكن من أن يلقينه حذرات ) قال فقال سعيد هذا والله مما يلذ استماعه ثم قال ( وليست كأخرى وسعت جيب درعها ** وأبدت بنان الكف للجمرات ) ( وعالت فتات المنسك وحفا مرجلا ** على مثل بدر لاح في الظلمات ) ( وقامت تراءى يوم جمع فأفتنت ** برؤيتها من راح من عرفات ) قال فكانوا يرون أن الشعر الثاني لسعيد بن المسيب ( قال ) وأنشدنا أبو الحسن ابن البراء قال أنشدنا محمد بن غالب لأبي فنجويه الرفاء وكان أميا لا يقرأ ولا يكتب ( كيف لي بالسلو عنك وقلبي ** حشوه الهم يا بعيدا قريب ) ( يا سقامى ويادوائي جميعا ** وشفائي من الضنى والطبيب ) ( حيثما كنت في البلاد وكنا ** فعلينا لكل عين رقيب ) ( ما يريد الوشاة منك ومني ** دون هذاله تشق الجيوب ) ( قال أبو علي ) وقرأت على أبي بكر بن دريد رحمه الله لأمرأة من العرب تسمى شقراء ( خليلي أن أصعدتما أو هبطتما ** بلادا هوى نفسي بها فإذ كرانيا ) ( ولا تدعا إن لامني ثم لائم ** على سخط الواشين أن تعذرانيا ) ( فقد شف جسمي بعد طول تجلدي ** أحاديث من عيسى تشيب النواصيا ) ( سأرعى لعيسى الود ما هبت الصبا ** وأن قطعوا في ذاك عمدا لسانيا ) وقرأت عليه لامرأة من بني نصر بن دهمان ( ألا ليتني صاحبت ركب ابن مصعب ** إذا ما مطاياه اتلأبت صدورها ) ( إذا خدرت رجلي دعوت ابن مصعب ** فإن قيل عبد الله أجلى فتورها ) وقرأت عليه لامرأة من بني أسد ( بنفسي من أهوى وأرعى وصاله ** وتنقض مني بالمغيب وثائقه ) |
|
07-26-2021 | #4 |
|
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي ( حبيب أبى إلا اطراحى وبغضتي ** وفضله عندي على الناس خالقه ) وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري قال أنشدني أبي لإبن الدمينة ( ألا يا حمى وادي المياه قتلتني ** أباحك لي قبل الممات مبيح ) ( ولي كبد مقروحة من يبيعني ** بها كبد اليست بذات قروح ) ( أبى الناس ويب الناس لا يشترونها ** ومن ذا الذي يشري دوى بصحيح ) قال أبو بكر الدوى المرض الشديد والدوى الرجل الشديد المرض والدوى الرجل الأحمق ( قال أبو علي ) وأنشدني أبو بكر بن دريد ( وقد أقود بالدوى المزمل ** أخرس في السفر بقاق المنزل ) وقال أبو بكر بن الأنباري الدوا جمع دواة ** والدواء بالمدما يتداوى به والدواء اللين أيضا بالمد وحدثنا قال حدثنا أبو العباس قال العرب تقول انك ستساق إلى ما أنت لاق وقرأنا على أبي بكر بن دريد قول الشاعر ( ستبكى المخاض الحرب إن مات هيثم ** وكل البواكي غيرهن جمود ) ويقول كان يحسن إليها ولا بنحرها وهذا هجاء وضده مدح وهو قوله ( قتيلان لا تبكي المخاض عليهما ** إذا شبعت من قرمل وأفان ) يعني أنه يعقرها ويهبها فلا تحزن عليه والقرمل واحدها قرملة وهي شجرة ضعيفة كثيرة الماء تنفضخ إذا وطئت ومن أمثالهم ( ذليل عاذ بقرملة ) وإلأ فأني نبت واحدتها أفانيه ينبت في السهل وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري قال أنشدني أبي لمحرز العكلى ( يظل فؤادي شاخصا من مكانه ** لذكر الغواني مستهاما متيما ) ( إذا قلت مات الشوق مني تنسمت ** به أريحيات الهوى فتنسما ) وأنشدنا قال أنشدني أبي لرجل من بني رياح ( كفى حزنا أن لا يزال يعودني ** على النأي طيف من خيالك يا نعم ) ( وأنت مكان النجم منا وهل لنا ** من النجم إلا أن يقابلنا النجم ) ( وقال أبو زيد ) يقال رتمت أرتم رتما وحطمت أحطم حطما وكسرت أكسر كسرا ودققت أدق دقا هؤلاء الأربع جماع الكسر في كل وجه من الكسر وأنشد غيره ( لأصبح رتما دقاق الحصى ** مكان النبي من الكائب ) ويقال رضضت أرض رضا وفضضت أفض فضا ورفضت أرفض رفضا هؤلاء الثلاث في الكسر سواء وهرست أهرس هرسا إذا دققت الشيء في المهراس والهرس والوهس دقك الشيء لاشيء وبينه وبين الأرض وقاية ومثله نحزت أنحز نحزا ( قال أبو علي ) ومنه المنحاز وهو الهاون وقال أبو زيد نحزت النسيج إذا جذبت إليك الصيصية غير مهموزة لتحكم اللحمة وسحق يسحق سحقا وهو أشد الدق تدقيقا وسحقت الأرض الريح إذا عفت الآثار وأسفت التراب وانسحق الثوب انسحاقا إذا سقط زئبره وهو جديد وسهكت تسهك سهكا والريح تسهك التراب كما تسحق ورهك يرهك رهكا وجش يجش جشا فالرهك والفرهك ما جش بين حجرين والجش ما طحن بالرحيين والشيء جشيش ومجشوش وطحنت أطحن طحنا والطحن بالكسر الدقيق ورضخت أرضخ رضخا بإعجام الخاء وشدخت أشدخ شدخا وفدغت أفدغ فدغا وثلغت أثلغ ثلغا وثمغت أثمغ ثمغا وهؤلاء الخمس في الرطب ( وقال غير أبي زيد ) يقال رضخت النوى بالخاء رضخا رضضته ويقال للحجر الذي يرض به المرضاخ والرضخة النواة التي تطير من تحت الحجر قال الشاعر ( جلذية كأتان الضحل صلبها ** جرم السوادي رضوه بمرضاخ ) يصف ناقة ( وقال أبو زيد ) وغضف يغضف غضفا وخضد يخضد خضدا وغرض يغرض غرضا وهؤلاء الثلاث الكسر في الرطب واليابس وهو الكسر الذي لم يبن وقصمت أقصم قصما بالقاف وفصمت أفصم فصما بالفاء وعفت أعفت عفتا وهو الكسر الذي ليس فيه ارفضاض في رطب أو يابس ويقال هشمت أهشم هشما وهو كسر اليابس مثل العظم أو الرأس من بين الجسد أو في بيض وقالوا تممت الكسر تتميما إذا عنت فأبنته ووقرت العظم أقره وقرا إذا صدعته والوقر الصدع في العظم وروى أبو عبيدة عن أبي زيد هضضته أهضه هضا ودهسته والشيء دهيس ( وقال الأصمعي ) قرضمته قرضمة كسرته ( وقال ) وهسته أهوسه هوسا كسرته وأنشد ( إن لنا هواسة عريضا ** ) ( وقال ) المعثلب المكسور والدوك الدق والمدوك الحجر الذي يدق به ( وقال الكسائي ) وقصت عنقه أقصها وقصا ولا يقال وقصت العنق نفسها ( وقال الأموي ) أصرته آصره أصرا كسرته ( قال أبو علي ) الأصر العطف والصور مصدر صرته أصوره إذا أملته ومن هذا قيل للمائل العنق أصور وقد قرئ ( فصرهن إليك ) أي أملهن ومن قرأ ( فصرهن إليك ) أي قطعهن من قولهم صاره يصيره إذا قطعه ومن هذا قيل صار فلان إلى موضع كذا وكذا لأنه ميل وذهاب إلى ذلك الوجه ( وقال غيره ) وهصت ووطست ووقصت أي كسرت وقد روى بيت عنترة تطس الإكام بذات خف ميثم وروى تقص وتهص والوهص الكسر ( وقال الأصمعي ) وهصه يهصه وهصا وهزعه إذا كسره ( قال أبو علي ) وفي كتاب الغريب المصنف هصت وهكذا قرأته وأنا أشك فيه وأظنه وهصت فسقطت الواو عن الناقل إلينا وقصدته أقصد قصدا كسرته ومنه قيل ( القناقصد ) والقصم والفصم الكسر وبعضهم يفرق بينهما فيقول القصم الكسر الذي فيه بينونة والفصم الكسر الذي لم يبن ( وقال أبو عمرو ) الوهط الكسر يقال وهطه وحكى أنغرف عظمه أي انكسر ( قال أبو زيد ) ومن أمثال العرب ( لا يعدم عائس وصلات ) يقال ذلك للرجل الذي قد أرمل من الزاد والمال فيلقى الرجل فينال منه ثم الآخر حتى يصل إلى أهله ( قال ) ومن أمثالهم ( ما أنت إلا كابنة الجبل مهما يقل تقل ) وذلك إذا تكلمت فرد عليك إنسان مثل كلامك يريد الصدى الذي يجيبك بما تتكلم به ومن أمثال العرب عود يعود العنج والعنج الرياضة قال ومن أمثال العرب ( نعيم كلب في بؤس أهله ) ويقال بئيس أهله ويقال بئس أهله لغتان يضرب مثلا للرجل يأكل مال غيره فيسمن وينعم وأصله أن كلبا سمن وأهزل الناس لأكل الجيف فاهله بائسون وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو عثمان عن التوزي عن أبي عبيدة قال بلغني أنه ولد للحسن البصري غلام فهنأه بعض أصحابه فقال الحسن نحمد الله على هبته ونستزيده من نعمته ولا مر حبا بمن أن كنت غنيا أذهلني وإن كنت فقيرا أتعبني لا أرضى له بسعي سعيا ولا بكدي له في الحياة كدا أشفق عليه من الفاقة بعد وفاتي وأنا في حال لا يصل إلي من همه حزن ولا من فرحه سرور وبهذا الإسناد قال بلغني أن محمد بن كعب القرظي قال لعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لا تتخذن وزيرا إلا عالما ولا أمينا إلا بالجميل معروفا وبالمعروف موصوفا فإنهم شركاؤك في أمانتك وأعوانك على أمورك فإن صلحوا أصلحوا وأن فسدوا أفسدوا وبهذا الإسناد قال قال عبد الملك بن مروان رحمه الله يا بني أمية أبذلوا نداكم وكفوا أذاكم واعفوا إذا قدرتم ولا تبخلوا إذا سئلتم فإن خير المال ما أفاد حمدا أو نفى ذما ولا يقولن أحدكم أبدأ بمن تعول فإنما الناس عيال الله قد تكفل الله بأرزاقهم فمن وسع أخلف الله عليه ومن ضيق ضيق الله عليه ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال سمعت أعرابيا يقول لا يوجد العجول محمودا ولا الغضوب مسرورا ولا الملول ذا إخوان ولا الحر حريصا ولا الشره غنيا وحدثنا قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال سمعت أعرابيا يقول صن عقلك بالحلم ومروأتك بالعفاف ونجدتك بمجانبة الخيلاء وخلتك بالإجمال في الطلب وحدثنا قال حدثنا عبد الرحمن عن عمه قال سمعت أعرابيا يقول أقبح أعمال المقتدرين الإنتقام وما استنبط الصواب بمثل المشاورة ولا حصنت النعم بمثل المواساة ولا اكتسبت البغضاء مثل الكبر وقرأت على أبي بكر بن دريد للشماخ ( كلا يومي طوالة وصل أروى ** ظنون أن مطرح الظنون ) طوالة اسم بئز كان لقيها عليها مرتين فلم ير ما يحب والمعنى في كلا يومى طواله وصل أروى ظنون والظنون الذي لا يوثق به كالبئر الظنون وهي القليلة الماء التي لا تثق بمائها ثم أقبل على نفسه فقال قد حان أن أترك الوصل الظنوهن وأطرحه ثم قال ( وما أروى وإن كرمت علينا ** بأدنى من موقفة حرون ) الموقفة الأروية التي في قوائمها خطوط كأنها الخلاخل والوقف الخلخال من الذبل والتوقيف البياض مع السواد فأراد أن في قوائمها خطوطا تخالف لونها والحرون التي تحرن في أعلى الجبل فلا تبرح يقول فهذه المرأة ليست بأقرب من هذه الأروية التي لا يقدر عليها ثم قال ( تطيف بها الرماة وتتقيهم ** بأوعال معطفة القرون ) يقول تطيف بهذه الأروية الرماة فلا تبرح لأنها في أعلى الجبل ودونها أوعال فلا تصل إليها نبل الرماة لأنهم يرمون تلك لأنها أقرب إليهم فكأنها تقي نفسها بها وإنما يؤكد بهذا بعدها وأنها لا يقدر عليها وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال كان بشر بن مروان شديدا على العصاة فكان إذا ظفر بالعاصي أقامه على كرسي وسمر كفيه في الحائط بمسمار ونزع الكرسي من تحته فيضطرب معلقا حتى يموت وكان فتى من بني عجل مع المهلب وهو يحارب الأزارقة وكان عاشقا لإبنة عم له فكتبت إليه تستزيره فكتب إليها ( لولا مخافة بشر أو عقوبته ** أو أن يشد على كفي مسمار ) ( إذا لعطلت ثغري ثم زرتكم ** إن المحب إذا ما اشتاق زوار ) فكتبت إليه ( ليس المحب الذي يخشى العقاب ولو ** كانت عقوبته في إلفه النار ) ( بل المحب الذي لا شيء يمنعه ** أو تستقر ومن يهوى به الدار ) قال فلما قرأ كتابها عطل ثغره وانصرف إليها وهو يقول ( أستغفر الله إذ خفت الأمير ولم ** أخش الذي أنا منه غير منتصر ) ( فشأن بشر بلحمي فليعذبه ** أو يعف عفو أمير خير مقتدر ) ( فما أبالي إذا أمسيت راضية ** يا هند ما نيل من شعرى ومن بشرى ) ثم قدم البصرة فما أقام إلا يومين حتى وشى به واش إلى بشر فقال علي به فأتي به فقال يا فاسق عطلت ثغرك هلموا الكرسي فقال أعز الله الأمير إن لي عذرا فقال وما عذرك فأنشده الأبيات فرق له وكتب إلى المهلب فأثبته في أصحابه ( قال أبو علي ) وأنشدنا أبو بكر رحمه الله قال أنشدنا أبو حاتم عن الأصمعي لتماضر بنت مسعود بن عقبة أخي ذي الرمة وكان خرج بها زوجها إلى القفين ( نظرت ودوني القف ذو النخل هل أرى ** أجارع في آل الضحى من ذرى الأمل ) ( فيالك من شوق وجيع ونظرة ** ثناها على القف خبلا من الخبل ) ( ألا حبذا ما بين حزوى وشارع ** وأنقاء سلمى من حزون ومن سهل ) ( لعمري لأصوات المكاكي بالضحى ** وصوت صبا في حائط الرمث بالدحل ) ( وصوت شمال زعزعت بعد هدأة ** ألاء وأسباطا وأرطى من الحبل ) ( أحب إلينا من صياح دجاجة ** وديك وصوت الريح في سعف النخل ) ( فيا ليت شعري هل أبيتن ليلة ** مجمهور حزوى حيث رببني أهلي ) ( قال أبو علي ) قال الأصمعي الأجارع جمع أجرع وجرعاء وهي الرابية السهلة والأمل جمع أميل والأميل الرمل المستطيل يكون ميلا وأكثر من ذلك والخبل الفساد في البدن والأنقاء جمع نقا وهي الرملة المستطيلة ليست بعظيمة والمكاكي جمع مكاء وهو طائر قال الشاعر ( إذا غرد المكاء في غير روضة ** فويل لأهل الشاء والحمرات ) ( قال أبو علي ) قال الأصمعي يقال للرمث أول ما يبدو ورقه قبل أن يخرج قد أقل فإذا زاد على ذلك قيل قد أدبى فإذا ظهرت خضرته قيل قد بقل فإذا ابيض وأدرك قيل قد أحنط فإذا جاوز ذلك قيل قد أورس فهو وارس ولا يقال مورس والألاء شجر حسن المنظر مر المطعم قال بشر ( فإنكم ومدحكم بجيرا ** أبا لجإ كما امتدح الألاء ) ( يراه الناس أخضر من بعيد ** وتمنعه المرارة والإباء ) والأسباط جمع سبط وهو ضرب من الشجر أيضا والحبل المستطيل من الرمل ( قال أبو علي ) وقرأت عليه لإبنة الحباب ( محاحب يحيى حب يعلى فأصبحت ** ليحيى توالي حبنا وأوائله ) ( ألا بابي يحيى ومثنى ردائه ** وحيث التقت من متن يحيى حمائله ) وقالت فيه أيضا ( أأضرب في يحيى وبيني وبينه ** تنائف لو تسري بها الريح كلت ) ( ألا ليت يحيى يوم عيهم زارنا ** وأن نهلت مني السياط وعلت ) ( قال أبو علي ) وأنشدنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة المعروف بنفطويه قال أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى ( أمن أجل دار بين لوذان فالنقى ** غداة اللوى عيناك تبتدران ) ( فقلت ألا لابل قذيت وإنما ** قذى العين لي ما هيج الطللان ) ( فيا طلحتي لو ذان لا زال فيكما ** لمن يبتغي ظليكما فننان ) ( وإن كنتما هيجتما لاعج الهوى ** ودانيتما ما ليس بالمتداني ) وأنشدنا أيضا ( ألا يا سيالات الدحائل باللوى ** عليكن من بين السيال سلام ) ( وإني لمجلوب لي الشوق كلما ** تغرد في أفنانكن حمام ) ( قال أبو علي ) وقرأت على أبي بكر بن دريد رحمه الله لإبن الدمينة ( قفي يا أميم القلب نشكو الذي بنا ** وفرط الهوى ثم افعلي ما بدا لك ) ( سلي البانة الغناء بالأجرع الذي ** به البان هل حييت أطلال دارك ) ( وهل قت في أطلالهن عشية ** مقام أخي البأساء واخترت ذلك ) ( ليهنئك إمساكي بكفي على الحشى ** ورقراق عيني رهبة من زيالك ) ( لو قلت طأفي النار أعلم أنه ** هوى لك أو مدن لنا من نوالك ) ( لقدمت رجلي نحوها فوطئتها ** هدى منك لي أو ضلة من ضلالك ) ( قال أبو علي ) وأنشدنا أبو عمر المطرز غلام ثعلب قال أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي ( فلو كنت أدري أن ماكان كائن ** حذرتك أيام الفؤاد سليم ) ( ولكن حسبت الصرم شيأ أطيقه ** إذا رمت أو حاولت فيك عزيم ) ( أخا الجن بلغها السلام فإنني ** من الإنس مزور الجناب كتوم ) ( قال أبو علي ) هكذا أنشدنا جناب وهو عندي جناب من قولهم لج فلان في جناب قبيح إذا لج في مجانبة أهله ( أخا الجن ما ندري إذا لم يدم لنا ** خليل صفاء الود كيف نديم ) ( ولا كيف بالهجران والقلب آلف ** ولا كيف يرضى بالهوان كريم ) ( قال الأصمعي ) الدفينة والدثينة منزل لبني سليم ويقال اغتفت الخيل واغتثت إذا أصابت شيأ من الربيع وهي الغفة والغثة قال طفيل الغنوي ( وكنا إذا ما اغتفت الخيل غفة ** تجرد طلاب التراب مطلب ) ويقال فلغ رأسه وثلغ رأسه إذا شدخه ويقال جدف وجدت للقبر والدفئي والدثئي مثاله الدفعي من المطر ووقته إذا فاءت الأرض الكمأة فلم يبق فيها شيء والحثالة والحفالة الرديء من كل شيء قال أبو عبيدة الحفالة والحثالة واحد وهي من التمر والشعير وما أشبههما القشارة منه ( وقال أبو عمرو ) الفناء والثناء في فناء الدار وحكي غلام ثوهد وفوهد وهو الناعم وحكي الأرفة والأرثة للحدبين الأرضين وقال اللحياني الأثافي والأثاثي ولغة بني تميم الأثاثي وتوفر وتحمد وتوثر وتحمد ( وقال الفراء ) المغافير والمغاثير شيء ينضجه الثمام والرمث والعشر كالعسل ( قال ) وسمعت العرب تقول خرجنا نتمغفر ونتمغثر أي نأخذ المغفور ( قال ) وسمعت الكسائي يحكي عن العرب مغفر لواحد المغافير والفوم والثوم الحنطة وفي قراءة ابن مسعود ( وثومها وعدسها ) وثوب فرقبي وثرقبي ووقعوا في عافور شر وعاثور شر قال العجاج وبلدة مرهوبة العاثور قال يعقوب ابن السكيت نرى أنه من قولهم عثر يعثر إذا وقع في الشر والنفي والنثي ما نفاه الرشاء من الماء قال الراجز ( كأن متنيه من النفي ** مواقع الطير على الصفي ) ويروى الصفي بالكسر والضم وثم وفم في النسق والنكاف والنكاث داء يأخذ الإبل وفروغ الدلو وثر وغها مصب مائها ويقال للشيخ مر يدلف ويدلث إذا مشى مشيا ضعيفا وعفنت في الجبل أعفن وعثنت أعثن إذا صعدت في الجبل ويقال هو الضلال ابن فهلل وثهلل وفهلل أيضا عن اللحياني واللفام واللثام قال الفراء اللثام على الفم واللفام على الأرنبة وفلان ذو فروة وثروة أي ذو كثرة من المال وقال ابن الأعرابي يقال انفجر الجرح وانثجر وطلف على الثمانين وطلث إذا زاد عليها وقرأت على أبي بكر بن دريد رحمه الله لطفيل ( كأن على أعطافه ثوب مامح ** وإن يلق كلب بين لحييه يذهب ) |
|
07-26-2021 | #5 |
|
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي أعطافه جوانبه وإنماله عطفان والمائح الذي ينزل في البئر فيملأ الدلو فكلما جذبت دلو انصب عليه من مائها فابتل فشبه الفرس وقد ابتل من العرق بثوب المائح ومثله ( أبيت كأني كل آخر ليلة ** من الرحضاء آخر الليل مائح ) وقوله وإن يلق كلب بين لحييه أراد أنه واسع الشدقين ثم قال ( كأن على أعرافه ولجامه ** سناضرم من عرفج متلهب ) السنى الضوء فيقول كأن على أعرافه ولجامه ضوء ضرم وإذا كان له ضوء كان له حفيف فيقول يحف من شادة العدو حتى كأن عرفجا يتضرم على أعرافه وعنانه ومثله قول العجاج كأنما يستضرمان العرفجا يستضرمان يوقدان يعني حمارين كأنما حفيفهما حفيف العرفج وكان ابن الأعرابي يقول سألت غنيا كلها أو سمعت غنيا تقول إنما وصفه بالشقرة شبه شقرته على عنانه في حر الشمس بتوقد النار في يبيس العرفج وكان عمارة بن عقيل يقول أيضا وصفه بالشقرة ( قال أبو علي ) وبيت طفيل هذا أحد الأبيات التي غلب فيها أبو نصر على ابن الأعرابي وذلك أن أبا نصر ذهب فيه إلى قول الأصمعي وهو التفسير الأول ومثله في الحفيف ( جموحا مروحا وإحضارها ** كمعمعة السعف المحرق ) ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال قيل لأعرابي من لم يتزوج امرأتين لم يذق حلاوة العيش فتزوج امرأتين ثم ندم فأنشأ يقول ( تزوجت اثنتين لفرط جهلي ** بما يشقى به زوج اثنتين ) ( فقلت أصير بينهما خروفا ** أنعم بين أكرم نعجتين ) ( فصرت كنعجة تضحى وتمسى ** تداول بين أخبث ذئبتين ) ( رضا هذي يهيج سخط هذي ** فما أعرى من احدى السخطتين ) ( وألقى في المعيشة كل ضر ** كذاك الضر بين الضرتين ) ( لهذي ليلة ولتلك أخرى ** عتاب دائم في الليلتين ) ( فإن أحببت أن تبقى كريما ** من الخيرات مملوء اليدين ) ( وتدرك ملك ذي يزن وعمرو ** وذي جدن وملك الحارثين ) ( وملك المنذرين وذي نواس ** وتبع القديم وذي رعين ) ( فعش عزبا فإن لم تستطعه ** فضربا في عراض الحجفلين ) ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال كنت مؤاخيا لرجل من أهل حمى ضرية وكان جوادا رث الحال فمررت به يوما في بعض ترددي على الأحياء فإذا هو كئيب فسألته عن شأنه فقال ( ثمانين حولا لا أرى منك راحة ** لهنك في الدنيا لباقية العمر ) ( فإن أنقلب من عمر صعبة سالما ** تكن من نساء الناس لي بيضة العقر ) والبيتان لعروة الرحال فاقبلت عليه أعظه وأصبره فأنشأ يقول ( فلو أن نفسي في يدي مطيعتي ** لأرسلتها بمما ألاقي من الهم ) ( ولو كان قتليها حلالا قتلتها ** وكان ورود الموت خيرا من الغم ) ( تعرضت للأفعي أحاول وطأها ** لعلي أنجو من صعيبة بالسم ) ( فيارب إكفنها والا فنجني ** وإن كان يومي قبلها فاقضين حتمي ) ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر رحمه الله أن أبا عثمان أنشدهم عن التوزي عن أبي عبيدة لأعرابي طلق امرأته ثم ندم فقال ( ندمت وما تغني الندامة بعدما ** خرجن ثلاث ما لهن رجوع ) ( ثلاث يحرمن الحلال على الفتى ** ويصدعن شعب الدار وهو جميع ) ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال بلغني أن وافدا وفد على عمر بن عبد العزيز رحمه الله فقال له كيف تركت الناس قال تركت غنيهم موفورا وفقيرهم محبورا وظالمهم مقهورا ومظلومهم منصورا فقال الحمد لله لو لم تتم واحدة من هذه الخصال إلا بعضو من أعضائي لكان يسيرا وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال قال بعض الحكماء من كانت فيه سبع خصال لم يعدم سبعا من كان جوادا لم يعدم الشرف ومن كان ذا وفاء لم يعدم المقة ومن كان صدوقا لم يعدم القبول ومن كان شكورا لم يعدم الزيادة ومن كان ذا رعاية للحقوق لم يعدم السؤدد ومن كان منصفا لم يعدم العافية ومن كان متواضعا لم يعدم الكرامة وحدثنا أبو بكر قال حدثنا السكن بن سعيد عن العباس بن هشام عن أبيه قال كان قس بن ساعدة يفد على قيصر ويزوره فقال له قيصر يوما ما أفضل العقل قال معرفة المرء بنفسه قال فما أفضل العلم قال وقوف المرء عند علمه قال فما أفضل المرؤءة قال استبقاء الرجل ماء وجهه قال فما أفضل المال قال ما قضي به الحقوق وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم رحمه الله عن العتبي قال حدثني أبي قال حدثني رجل من أهل الشام عن الأبرش الكلبي أنه سمع الوليد بن عقبة وعمرو بن سعيد بن العاص يتلاحيان في مجلس معاوية رحمه الله فتكلم الوليد فقال له عمرو كذبت أو كذبت فقال له الوليد اسكت يا طليق اللسان منزوع الحياء ويا ألأم أهل بيته فلعمري لقد بلغ بك البخل الغاية الشائنة المذلة لأهلها فساءت خلائقك لبخلك فمنعت الحقوق ولزمت العقوق فأنت غير مشيد البنيان ولا رفيع المكان فقال له عمرو والله إن قريشا لتعلم أني غير حلو المذاقه ولا لذيذ الملاكه وإني لكا الشجا في الحلق ولقد علمت أني ساكن الليل داهية النهار لا أتبع الأفياء ولا أنتمي إلى غير أبي ولا يجهل حسبى حام لحقائق الذمار غير هيوب عند الوعيد ولا خائف رعديد فلم تعير بالبخل وقد جبلت عليه فلعمري لقد أورثتك الضرورة لؤما والبخل فحشا فقطعت رحمك وجرت في قضيتك وأضعت حق من وليت أمره فلست ترجى للعظائم ولا تعرف بالمكارم ولا تستعف عن المحارم لم تقدر على التوقير ولم يحكم منك التدبير فأفحم الوليد فقال معاوية وساءه ذلك كفالا أبالكما لا يرتفع بكما القول إلى مالا نريد ثم أنشأ عمرو يقول ( وليد إذا ما كنت في القوم جالسا ** فكن ساكنا منك الوقار على بال ) ( ولا يبدرن الدهر من فيك منطق ** بلا نظر قد كان منك وإغفال ) وقرأت على أبي بكر لطفيل الغنوي ( ظعائن أبرقن الخريف وشمنه ** وخفن الهمام أن تقاد قنابله ) ( على إثر حي لا يرى النجم طالعا ** من الليل إلا وهو قفر منازله ) أبرقن الخريف رأين برق الخريف وقال بعضهم دخلن في برق الخريف وشمنه أبصرنه والشيم النظر إلى البرق خاصة وقوله وخفن الهمام يعني دخلت شهور الحل فخفن أن يغير عليهن فتنكبن ناحيته وتباعدن عنه والقنابل جمع قنبلة وهي الجماعة من الخيل وقوله لا يرى النجم طالعا من الليل يقول هذا الحي لا يرى النجم طالعا بسدفة إلا رحل إلى مكان آخر يبتغي النجعة وذلك في وقت من الأوقات فكأنه أبدا قفر ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه سمعت أعرابيا يقول العاقل حقيق أن يسخى بنفسه عن الدنيا لعلمه أن لا ينال أحد فيها شيأ إلا قل إمتاعه به أو كثر عناؤه فيه واشتدت مرزئته عليه عند فراقه وعظمت التبعة فيه بعده وحدثنا أبو بكر قال حدثنا عبد الرحمن عن عمه وأبو حاتم عن العتبي قالا قال أعرابي خير الأخوان من ينيل عرفا أو يدفع ضرا وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال قال شبيب بن شبة أخوان الصدق خير مكاسب الدنيا هم زينة في الرخاء وعدة في البلاء ومعونة على حسن المعاش والمعاد وقرأت على أبي عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة لعمر بن أبي ربيعة من خط ابن سعدان ( أعبدة ما ينسى مودتك القلب ** ولا هو يسليه رخاء ولا كرب ) ( ولا قول واش كاشح ذي عداوة ** ولا بعد داران نأيت ولا قرب ) ( وما ذاك من نعمى لديك أصابها ** ولكن حبا ما يقار به حب ) ( فإن تقبلي يا عبد توبة تائب ** يتب ثم لا يوجد له أبدا ذنب ) ( أذل لكم يا عبد فيما هو يتم ** وإني إذا ما رامني غيركم صعب ) ( وأعذل نفسي في الهوى فتعوقني ** ويأصرني قلب بكم كلف صب ) ( وفي الصبر عمن لا يؤاتيك راحة ** ولكنه لا صبر عندي ولا لب ) ( وعبدة بيضاء المحاجر طفلة ** منعمة تصبي الحليم وما تصبو ) ( قطوف من الحور الأوانس بالضحى ** متى تمش قيس الباع من بهرها تربو ) ( فلست بناس يوم قالت لأربع ** نواعم غر كلهن لها ترب ) ( ألا ليت شعرى فيم كان صدوده ** أعلق أخرى أم علي به عتب ) وقرأت عليه له أيضا ( ألا يا من أحب بكل نفسي ** ومن هو من جميع الناس حسبي ) ( ومن يظلم فأغفره جميعا ** ومن هو لا يهم بغفر ذنبي ) وقرأت عليه أيضا ( بنفسي من أشتكى حبه ** ومن ان شكا الحب لم يكذب ) ( ومن إن تسخط أعتبته ** وإن يرني ساخطا يعتب ) ( ومن لا أبالي رضا غيره ** إذا هو سر ولم يغضب ) ( ومن لا يطيع بنا أهله ** ومن قد عصيت له أقربي ) ( ومن لو نهاني من حبه ** عن الماء عطشان لم أشرب ) ( ومن لا سلاح له يتقى ** وإن هو نوزل لم يغلب ) ( قال أبو علي ) وقرئ على أبي عمر المطرز وأنا أسمع قال أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي ( هل الريح أو برق الغمامة مخبر ** ضمائر حاج لا أطيق لها ذكرا ) ( سليمى سقاها الله حيث تصرفت ** بها غربات الدار عن دارنا القطرا ) ( إذا درجت ريح الصبا وتنسمت تعرفت من تجدو ساكنه نشرا ) ( فقرف قرح القلب بعد اندماله ** وهيج دمعا لا جمودا ولا نزرا ) ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر رحمه الله أن أبا عثمان أنشدهم عن التوزي عن أبي عبيدة لرجل من بني عبس ( إذا راح ركب مصعدين فقلبه ** مع الرائحين المصعدين جنيب ) ( وان هب علوي الرياح رأيتني ** كأني لعلو ياتهن نسيب ) ( وان الكثيب الفرد من جانب الحمى ** إلي وإن لم آته لحبيب ) ( فلا خير في الدنيا إذا أنت لم تزر ** حبيبا ولم يطرب إليك حبيب ) وأنشدنا قال أنشدنا عبد الرحمن عن عمه للأقرع بن معاذ القشيري ( يقر بعيني أن أرى ضوء مزنة ** يمانية أو أن تهب جنوب ) ( لقد شغفتني أم بكر وبغضت ** إلي نساء ما لهن ذنوب ) ( أراك من الضرب الذي يجمع الهوى ** ودونك نسوان لهن ضروب ) ( وقد كنت قبل اليوم أحسب أنني ** ذلول بأيام الفراق أديب ) ويروى أريب وأنشدنا قال أنشدنا عبد الرحمن عن عمه لمرار بن هباش الطائي ( سقى الله أطلالا باحبلة الحمى ** وإن كن قد أبدين للناس ما بيا ) ( منازل لو مرت بهن جنازتي ** لقال صداي حاملي انزلانيا ) ( قال أبو علي ) وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري قال أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى ( من كان يزعم أن سيكتم حبه ** حتى يشكك فيه فهو كذوب ) ( الحب أغلب للفؤاد بقهره ** من أن يرى للستر فيه نصيب ) ( وإذا بدا سر اللبيب فإنه ** لم يبد إلا والفتى مغلوب ) ( إني لأبغض عاشقا متسترا ** لم تتهمه أعين وقلوب ) وحدثنا أبو يعقوب وراق أبي بكر بن دريد قال أخبرنا أحمد بن عمرو قال حدثني أبي عمرو ابن محمد عن أبي عبيدة قال دخل الأحنف بن قيس على معاوية ويزيد بين يديه وهو ينظر إليه إعجابا به فقال يا أبا بحر ما تقول في الولد فعلم ما أراد فقال يا أمير المؤمنين هم عماد ظهورنا وثمر قلوبنا وقرة أعيننا بهم نصول على أعدائنا وهم الخلف منا لمن بعدنا فكن لهم أرضا ذليله وسماء ظليله أن سألوك فأعطهم وان استعتبوك فأعتبهم لا تمنعهم رفدك فيملوا قربك ويكرهوا حياتك ويستبطؤوا وفاتك فقال لله درك يا أبا بحر هم كما وصفت وقرأت على أبي بكر بن دريد لطفيل الغنوي ( فلو كنت سيفا كان أثرك جعرة ** وكنت ددانا لا يغيرك الصقل ) الجعرة أثر الجعار والجعار حبل يوثق به في حقو الساقي إلى عمود القامة فإن انقطع الرشاء لم يهو المائح في البئر فيقول كنت سيفا كليلا لا يؤثر إلا كأثر الجعار والددان والكهام والكهيم الكليل ( قال أبو علي ) قال الأصمعي يقال رأيت في أرض بني فلان نعاعة حسنة ويقال لعاعة وهو نبت ناعم في أول ما يبدو رقيق لم يغلظ ويقال إنما الدنيا لعاعة قال ابن مقبل ( كاد اللعاع من الحوذان يسحطها ** ورجرج بين لحييها خناطيل ) يسحطها يذبحها والرجرج اللعاب يترجرج وخناطيل قطع متفرقة ويقال بعير رفل ورفن إذا كان سابغ الذنب قال ابن صيادة يصف فحلا ( يتبعن سد وسبط جعد رفل ** كأن حيث تلتقي منه المحل ) ( من قطريه وعلان ووعل ) وقال النابغة ( بكل مجرب كالليث يسمو إلى أوصال ذيال رفن ) ويقال هتنت السماء وهتلت تهتن تهتانا وتهتل تهتالا وهي سحائب هتن وهتل وهو فوق الهطل قال ( فسحت دموعي في الرداء كأنها ** كلا من شعيب ذات سح وتهتان ) وقال العجاج ( عزز منه وهو معطى الأسهال ** ضرب السواري متنه بالتهتال ) ( قال أبو علي ) هكذا يرويه البصريون عزز يريدون صلب والسدول والسدون ما جلل به الهودج قال الزفيان |
|
07-26-2021 | #6 |
|
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي ( كأنما علقن بالأسدان ** يانع حماض وأقحوان ) وقال حميد بن ثور ( فرحن وقد زايلن كل صنيعة ** لهن وباشرن السديل المرقما ) يصف نساء والكتن والكتل التلزج ولزوق الوسخ بالشيء وأنشد لإبن ميادة ( تشرب منه نهلات وتعل ** وفي مراغ جلدها منه كتل ) وقال ابن مقبل ( ذعرت به العير مستوزيا ** شكير جحافله قد كتن ) مستوز يا منتصبا مرتفعا والشكير الشعر الضعيف ههنا وكتن أي لزق به أثر خضرة العشب ويقال طبرزن وطبرزل للسكر والرهدنة والرهدلة وهي الرهادن والرهادل وهو طوير يشبه القبرة إلا أنه ليست له قنزعة وقال الطوسي الرهدن والرهدل الضعيف والرهدن والرهدل طوير أيضا ويقال لقيته أصيلانا وأصيلالا أي عشيا ( قال الفراء ) جمعوا أصيلا أصلانا كما يقال بعير وبعران ثم صغر والجمع وأبدلوا النون لا ما ( وقال أبو عمرو الشيباني ) الغرين والغريل ما يبقى من الماء في الحوض والغدير الذي تبقى فيه الدعاميص لا يقدر على شربه وقال الأصمعي الغرين إذا جاء السيل فثبت في الأرض فجف فترى الطين قد جف ورق فهو الغرين ( وقال أبو عمرو ) الدمال السرجين ويقال الدمان بالنون ( وقال الفراء ) يقال هو شثن الأصابع وشتلها وهو كبن الدلو وكبل الدلو ( وقال الأصمعي ) الكبن ماثني من الجلد عند شفة الدلو ( قال ) وكل كف كبن يقال قد كبنت عنك بعض لساني أي كففت وقد كبنت ثوبي في معنى غبنته ولم يعرفها باللام ( قال أبو علي ) غبنت ثوبي وكففته واحد ( قال ) ويقال رجل كبنة إذا كان منقبضا عن الناس ( وقال الفراء ) يقال أتن يأتن وأتل يأتل وهو الأتلان والأتلال وهو أن يقارب خطوه في غضب قال وأنشدني أبو ثروان ( أأن حن أجمال وفارق جيرة ** عنيت بنا ما كان نولك تفعل ) ( ومن يسأل الأيام نأي صديقه ** وصرف الليالي يعط ما كان يسأل ) ( أراني لا آتيك إلا كأنما ** أسأت وإلا أنت غضبان تأتل ) ( أردت لكيما لا ترى لي عثرة ** ومن ذا الذي يعطى الكمال فيكمل ) وقال الفراء العرب تجمع ذألان الذئب ذآ ليل ( قال أبو علي ) الذألان من المشي الخفيف ومنه سمى الذئب ذؤالة والدألان بالدال مشي الذي كأنه يبغي في مشيته وقال اللحياني عن الكسائي يقال أتاني هذا الأمر وما مأنت مأنه وما مألت أي ما تهيأت له وهو حنك الغراب وحلكه لسواده ( قال ) وقلت لأعرابي أتقول مثل حنك الغراب أو حلكه فقال لا أقول مثل حلكه قال أبو زيد الحلك اللون والحنك المنسر ( قال أبو علي ) المنسر المنقار وإنما سمي منسرا لأنه ينسر به أي ينتف به ( وقال الكسائي ) هو العبد زلمة وزلمة وزلمة وزنمة وزنمة وزنمة أي قده قد العبد ( وقال الفراء ) عنوان الكتاب وعلوانه وعنيانه وقد عنونته عنونة وعنوانا وعلونته علونة وعلوانا ( وقال اللحياني ) ( أبنته وأبلته إذا أثنيتى عليه بعد موته ويقال هو على آسان من أبيه وعلى آسال من أبيه وقد تأسن أباه وتأسله إذا نزع إليه في الشبه وعتلته إلى السجن وعتنته أعتله وأعتله وأعتنه وأعتنه ويقال ارمعل الدمع وارمعن إذا تتابع ويقال لابل ولابن وإسماعيل وإسماعين وميكائيل وميكائين وإسرافيل وإسرافين وإسرائين وإسرائيل وأنشد ( قد جرت الطير أيامنينا ** قالت وكنت رجلا فطينا ) ( هذا ورب البيت إسرائينا ** ) قال أبو بكر في كتاب المتناهي في اللغة هذا أعرابي أدخل قردا إلى سوق الحيرة ليبيعه فنظرت إليه امرأة فقالت مسخ فقال هذه الأبيات وشراحيل وشراحين وجبرئيل وجبرئين ويقال ألصت الشيء أليصه إلاصة وأنصته أنيصة إناصة إذا أدرته ( قال أبو علي ) يعني مثل إدارتك الوتد لتخرجه والدحل والدحن الخب الخبيث والدحن أيضا الكثير اللحم وبعير دحنة إذا كان عريضا كثير اللحم وأنشد ( ألا أرحلوا دعكنة دحنه ** بما ارتعى مزهية مغنه ) وقنة الجبل وقلته وشلت العين الدمع وشنت وذلاذل القميص وذناذنه لأسافله واحدها ذلذل وذنذن ( قال أبو علي ) وأبو زيد يقول واحدها ذلذل وقال اللحياني يقال هو خامل الذكر وخامن الذكر ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي قال حدثنا عبد الله بن محمد عن المدائني قال كتب الحسن إلى عمر بن عبد العزيز رحمة الله عليهما كن كالمداوي جرحه صبر على شدة الدواء مخافة طول البلاء وحدثنا قال أخبرنا عبد الله بن محمد عن المدائني عن علي بن حماد قال كتب عمر بن عبد العزيز رحمه الله إلى رجل اتق الدنيا فإن مسهالين وارفض نعيمها لقلة ما يتبعك منه واترك ما يعجبك منها السرعة مفارقتها وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثني أبي قال حدثني أحمد بن عبيد قال قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله قبل خلافته ( إنه الفؤاد عن الصبا ** وعن انقياد للهوى ) ( فلعمر ربك إن في ** شيب المفارق والجلى ) ( لك واعظا لو كنت تتعظ اتعاظ ذوي النهى ** ) حتى متى لا ترعوي ** وإلى متى وإلى متى ) ( ما بعد أن سميت كهلا واستلبت اسم الفتى ** ) ( بلي الشباب وأنت إن ** عمرت رهن للبلى ) ( وكفى بذلك زاجرا ** للمرء عن غي كفى ) ( قال أبو علي ) الأنزع الذي قد انحسر الشعر عن جانبي جبهته فاذا زاد قليلا فهو أجلح فإذا بلغ النصف فهو أجلى ثم هو أجله قال رؤبة ( لما رأتني خلق المموه ** برأق أصلاد الجبين الأجله ) ( بعد غداني الشباب الأبله ** ) قال وحدثنا أبو بكر بن الأنباري رحمه الله قال حدثني أبي قال حدثنا عبد الله قال حدثني صالح بن صالح قال حدثنا محمد بن سماعة بن عبد الله بن هلال بن وكيع بن بشر بن عمرو قال حدثنا زيد بن أسلم مولى بني عدي وكان إمامهم قال اجتمع اسحق بن سويد العدوي وذو الرمة في مجلس فأتوا بالطعام فطعموا وأتوا بالنبيذ فشرب ذو الرمة وأبي إسحق بن سويد العدوي فقال ذو الرمة ( أما النبيذ فلا يذعرك شاربه ** واحفظ ثيابك ممن يشرب الماء ) ( قوم يوارون عما في صدورهم ** حتى إذا استمكنوا كانوا هم الداءا ) ( مشمرين إلى أنصاف سوقهم ** هم اللصوص وهم يدعون قراءا ) فقال إسحق بن سويد ( أما النبيذ فقد يزرى بشاربه ** ولن ترى شاربا أزرى به الماء ) ( الماء فيه حياة الناس كلهم ** وفي النبيذ إذا عاقرته الداء ) ( يقال هذا نبيذي يعاقره ** فيه عن البر والخيرات إبطاء ) ( وفيه أن قيل مهلا عن مصممه ** وفيه عندر كوب الإثم إغضاء ) وحدثنا أبو بكر بن دريد قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال وشى واش بعبد الله بن همام السلولي إلى زياد فقال له أنه هجاك فقال أأجمع بينك وبينه قال نعم فبعث زياد إلى ابن همام فأتي به وأدخل الرجل بيتا فقال زياد يا ابن همام بلغني أنك هجوتني فقال كلا أصلحك الله ما فعلت ولا أنت لذلك بأهل فقال ان هذا الرجل أخبرني وأخرج الرجل فأطرق ابن همام هنيهة ثم أقبل على الرجل فقال ( أنت امرؤ إما ائتمنتك خاليا ** فخنت وإما قلت قولا بلا علم ) ( فأبت من الأمر الذي كان بيننا ** بمنزلة بين الخيانة والإثم ) فأعجب زياد بجوابه وأقصى الواشي ولم يقبل منه وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال دخل أعرابي على خالد بن عبد الله القسري فقال أصلح الله الأمير شيخ كبير حدته إليك بارية العظام ومؤرثة الأسقام ومطولة الأعوام فذهبت أمواله وذعذعت آباله وتغيرت أحواله فإن رأى الأمير أن يجبره بفضله وينعشه بسجله ويرده إلى أهله فقال كل ذلك وأمر له بعشرة آلاف درهم ( قال أبو علي ) بارية العظام التي تبري العظام وذعذعت فرقت السجل الدلو الذي فيه ماء وهو ههنا مثل وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن أبي زيد عن المفضل قال دخل العجاج على عبد الملك بن مروان فقال يا عجاج بلغني أنك لا تقدر على الهجاء فقال يا أمير المؤمنين من قدر على تشييد الأبنية أمكنه إخراب الأخبية قال فما يمنعك من ذلك قال أن لنا عزا يمنعنا من أن نظلم وأن لنا حلما يمنعنا من أن نظلم فعلام الهجاء فقال لكلماتك أشعر من شعرك فأنى لك عز يمنعك من أن تظلم قال الأدب البارع والفهم الناصع قال فما الحلم الذي يمنعك من أن تظلم قال الأدب المستطرف والطبع التالد قال يا عجاج لقد أصبحت حكيما قال وما يمنعني وأنا نجي أمير المؤمنين وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري قال أنشدنا أبو العباس ( إذا غاب عنكم أسود العين كنتم ** كراما وأنتم ما أقام ألاثم ) ( تحدث ركبان الحجيج بلؤمكم ** وتقري به الضيف اللقاح العواتم ) أسود العين جبل يقول لا تكونون كراما حتى يغيب هذا الجبل وهو لا يغيب أبدا وقوله وتقرى به الضيف اللقاح العواتم يعني أن أهل الأندية يتشاغلون بذكر لؤمكم عن حلب لقاحهم حتى يمسوا فإذا طرقهم الضيف صادف الألبان بحالها لم تحلب فنال حاجته فكأن لؤمكم قرى الأضياف والإشتغال بوصفه وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال أعطى رجل أعرابيا فأكثر له فقال له الأعرابي إن كنت جاوزت قدري عند نفسي فقد بلغت أملي فيك وحدثنا قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال سأل رجل رجلا حاجة فقضاها فقال وضعتني من كرمك بحيث وضعت نفسي من رجائك وحدثنا أبو بكر قال حدثني الرياشي قال حدثنا الأصمعي قال سمعت أعرابيا يمدح رجلا فقال كان والله ساعيا في طلب المكارم غير ضال في معارج طرقها ولا متشاغل بغيرها عنها وحدثنا أبو بكر قال حدثنا الرياشي عن الأصمعي قال سمعت أعرابيا يقول شيعنا الحي وفيهم أدوية السقام فقرأن بالحدق السلام وخرست الألسن عن الكلام ( قال أبو علي ) وقرأت على أبي عبد الله نفطويه قال عثمان بن إبراهيم الحاطبي فقال لي بعد أن قرأت قطعة من الخبر فتبينه حدثنا بهذا الخبر أحمد بن يحيى عن الزبير بن بكار قال حدثني مصعب بن عبد الله عن عثمان بن إبراهيم الحاطبي قال أتيت عمر بن أبي ربيعة بعد أن نسك بسنتين فانتظرته فإذا هو في مجلس قومه بني مخزوم حتى إذا تفرق الناس عنه دنوت منه ومعي صاحب لي فقال لي هل لك أن تنظر هل بقى من الغزل شيء في نفسه فقلت دونك فقال يا أبا الخطاب أحسن والله رسيان العذري قال وفيما ذا قال حين يقول ( لو جذ بالسيف رأسي في مودتها ** لمال لا شك يهوي نحوها راسي ) فقال عمر أحسن والله فقال يا أبا الخطاب وأحسن والله نجبة بن جنادة العذري قال فيما ذا قال حين يقول ( سرت لعينك سلمى عند مغناها ** فبت مستلهيا من بعد مسراها ) ( فقلت أهلا وسهلا من هداك لنا ** إن كنت تماثلها أو كنت إياها ) ( تأتي الرياح التي من نحو بلدتكم ** حتى أقول دنت منابرياها ) وقد تراخت بناعنها نوى قذف ** هيهات مصبحها من بعد ممساها ) ( من حبها أتمنى أن يلاقيني ** من نحو بلدتها ناع فينعاها ) ( كيما أقول فراق لالقاء له ** وتضمر النفس يأستم تسلاها ) ( ولو تموت لراعتني وقلت لها ** يا بؤس للموت ليت الدهر أبقاها ) فضحك عمرو وقال أحسن ويحه والله لقد هيجتم على ما كان مني ساكنا لاحدثنكم حديثا حلوا بينا أنا منذ أعوام جالس إذ أتاني خالد الخريت فقال يا أبا الخطاب مر قبيلا اربع يردن كذا وكذا من مكة ولم أر مثلهن قط فهل لك أن تأتي متنكر افتسمع من حديثهن ولا يعلمن قلت ويحك وكيف لي بأن يخفى ذلك قال تلبس لبسة أعرابي ثم تجلس على قعود حتى تهجم عليهن قال فجلست على قعود ثم اتيتهن وسلمت عليهن فسألنني أن أحدثهن وأنشدتهن فانشدتهن لكثير وجميل وغيرهما فقلن يا أعرابي ما أملحك لو نزلت فتحدثت معنا يومنا هذا فإذا أمسيت انصرفت قال فأنخت قعودي فجلست معهن فتحدثت وأنشدتهن فدنت هند وهي التي كنت أشبب بها فمدت يدها فألقت عمامتي عن رأسي ثم قالت بالله أتراك خدعتنا منذ اليوم نحن والله خذ عناك ثم أرسلنا إليك خالدا ليأتين بك على أقبح هيآتك ونحن على ما ترى ثم أخذنا في الحديث فقالت يا سيدي لو رأيتني منذ أيام وأصبحت عند أهلي فادخلت رأسي في جيبي فلما نظرت إلى كعثبي فرأيته ملء العين وأمنيته المتمنى ناديت يا عمراه فصاح عمر بالبكاء يالبيكاه يالبيكاه ثم أنشأ يقول ( ألم تسأل الأطلال والمتربعا ** ببطن خليات دوارس بلقعا ) قال أبو علي وأملي علينا أبو عبدالله عرفت مصيف الحي والمتربعا وهو غلظ لأن عرفت مصيف الحي أول قصيدة جميل ( فيبخلن أو يخبرن بالعلم بعدما ** نكأن فؤادا كان قدما مفجعا ) ( بهند وأتراب لهند إذ الهوى ** جميع وإذا لم نخش أن يتصدعا ) ( وإذ نحن مثل الماء كان مزاجه ** كما صفق الساقي الرحيق المشعشعا ) ( وإذ لا نطيع العاذلين ولا نرى ** لواش لدينا يطلب الصرم مطمعا ) ( تنوعتن حتى عاود القلب سقمه ** وحتى تذكرت الحديث المودعا ) ( فقلت لمطريهن بالحسن إنما ** ضررت فهل تسطيع نفعا فتنفعا ) ( وأشريت فاستشرى وقد كان قد صحا ** فؤاد بأمثال المها كان موزعا ) وروى أبو عبد الله بامثال الدمى كان مولعا ومعنى مولع وموزع واحد ( وهيجت قلبا كان قد ودع الصبا ** وأشياعه فاشفع عسى أن تشفعا ) ( لئن كان ما قد قلت حقا لما أرى ** كمثل الألى أطريت في الناس أربعا ) ( فقال تعال انظر فقلت وكيف لي ** أخاف مقاما أن يشيع فيشنعا ) ( قال أبو علي ) هذا البيت لم يمله على أبو عبد الله وقرأته عليه من خط ابن سعدان ( فقال اكتفل التثم وأت باغيا ** فسلم ولا تكثر بأن تتورعا ) ( فإني سأخفي العين عنك فلا ترى ** مخافة أن يفشو الحديث فيسمعا ) ( فاقبلت أهوى مثل ما قال صاحبي ** لموعده أزجي قعودا موقعا ) ( فلما تواقفنا وسلمت أشرقت ** وجوه زهاها الحسن أن تتقنعا ) وروى أبو عبد الله فلما تلاقينا ( تبالهن بالعرفان لما عرفنني ** وقلن امرؤ باغ أكل وأوضعا ) وروى أبو عبد الله لما رأينني وروى أيضا أضل فأوضعا ( قال أبو علي ) وهو أحب إلي ( وقربن أسباب الهوى لمتيم ** يقيس ذراعا كلما قسن اصبعا ) ( فلما تنازعن الأحاديث قلن لي ** أخفت علينا أن نغر ونخدعا ) وروى أبو عبد الله ( لكنت خليقا أن تغر وتخدعا ** ) ( فبالأمس أرسلنا بذلك خالدا ** إليك وبينا له الشأن أجمعا ) وروى أبو عبد الله لبالأمس أرسلنا ( فما جئتنا إلا على وفق موعد ** على ملأ منا خرجنا له معا ) ( رأينا خلاء من عيون ومجلسا ** دميث الربى سهل المحلة ممرعا ) ( وقلنا كريم نال وصل كرائم ** فحق له في اليوم أن يتمتعا ) وبخط ابن سعدان ( فحق لنا في اليوم أن نتمتعا ** ) ( قال أبو علي ) وأنشدنا أبو بكر رحمه الله قال أنشدنا عبد الرحمن عن عمه لمرار بن هباش الطائي ( فما ماء مزن في ذرى متمنع ** حمى ورده وعر به ولصوب ) ( بأطيب من فيها وما ذقت طعمه ** سوى أن أرى بيضا لهن غروب ) ( أأهجر من قد خالط القلب حبه ** ومن هو موموق إلي حبيب ) ( قال الأصمعي ) من أمثال العرب ( زاحم بعود أودع ) يقول لا تستعن على أمرك الأباهل السن والمعرفة ( قال ) ومن أمثالهم ( الفحل يحمي شولة معقولا ) يعني أن الحر قد يحتمل الأمر الجليل ويحمى حريمه وإن كنت به علة ( قال ) ومن أمثالهم ( مخرنبق لينباع ) والمخرنبق المطرق الساكت وقوله لينباع أي ليثب وروى أبو عبيدة وأبو زيد لينباق أيضا ولم يفسراه ( قال أبو علي ) وأنا أقول لينباق ليندفع وقال الأصمعي من أمثالهم ( كان حمارا فاستأتن ) يضرب مثلا للرجل يهون بعد العز ( قال ) ومن أمثالهم ( الحقى أضرعتني إليك ) أي ذل للحاجة ( قال أبو علي ) إنما قيل هذا لأن صاحب الحاجة تأخذه رعشة عند التماس حاجته حرصا عليها يقول فهذا الذي بي من القل هو الذي أضرعني والقل الرعدة ( قال ) ومن أمثالهم ( عود يفلح ) يعني أن تحسن أسنانه وتنقى والقلح صفرة في الأسنان وقال أبو عبيدة وفي هذا المعنى من أمثالهم ( ومن العناء رياضة الهرم ) وقرأنا على أبي بكر بن دريد لأفنون التغلبي ( أنى جزوا عامرا سوأ بحسنهم ** أم كيف يجزونني السوأى من الحسن ) ( أم كيف ينفع ما تعطى العلوق به ** رئمان أنف إذا ما ضن باللبن ) العلوق التي ترأم بأنفها وتمنع درها ويقول فأنتم تحسنون القول ولا تعطون شيأ فكيف ينفعني ذلك ( وقال أبو عبيدة ) السلسم والسلسب شجر وقال اللحياني أتانا وما عليه طحربة ولا طحرمة أي خرقة وكذلك يقال ما في السماء طحربة ولا طحرمة أي لطخ من غيم ويقال ما في نحي بني فلان عمقه ولا عبقه أي لطخ ولا وضر ( وقال أبو عمرو الشيباني ) ما زلت راتما على هذا الأمر وراتبا أي مقيما ( وقال الأصمعي ) بنات مخرو بنات بخر سحائب ياتين قبل الصيف بيض منتصبات قال طرفة ( كبنات المخر يمادن كما ** أنبت الصيف عساليج الخضر ) ( وقال أبو علي ) ويروى الخضر ( قال ) وكان أبو سرار الغنوي يقول با اسمك يريد ما اسمك ( وقال ) ظليم أربد وأرمد وهو لون إلى الغبرة ( وقال يعقوب بن السكيت ) قال بعضهم ليس هذا من الإبدال ومعنى أرمد يشبه لون الرماد وسمعت ظأب تيس بني فلان وظأم تيسهم بالهمز فيهما وهو صياحه عند هياجه وأنشد ( يصوع عنوقها أحوى زنيم ** له ظأب كما صخب الغريم ) قال أبو العباس أحمد بن يحيى ظاب التيس وظامه لا يهمزان ( قال أبو علي ) ورويناه في الغريب المصنف غير مهموز وظأم الرجل وظأبه بالهمز سلفه ويقال قد تظاءما وتظاءبا إذا تزوجا أختين ويقال للرجل إذا يبس من الهزال ما هو إلا عشبة وعشمة |
|
07-26-2021 | #7 |
|
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي ( قال أبو علي ) وكذلك يقال للكبير الذي قد ذهب لحمه ويقال للعجوز قحمة وقحبة وكذلك لكل مسنة ويقال ساب فلانا فأرمى عليه وأربى أي زاد ( وقال الفراء ) يقال رميت وأرميت ( قال ) وكذلك يقال أرميت وأربيت على السبعين ورميت أي زدت ( قال ) وأنشدني أعرابي ( وأسمر خطيا كأن كعوبه ** نوى القسب قد أرمى ذراعا على العشر ) ويروى قد أربى ( وقال أبو عبيدة ) الرجمة والرجبة إذا طالت النخلة فخافوا أن تقع أو أن تميل رجبوها وهو أن يبنى لها بناء من حجارة يرفدها ويكون أيضا أن يجعل حول النخلة شوك وذلك إذا كانت غريبة طريفة لئلا يصعدها أحد ( قال الأصمعي ) ومنه قول الأنصاري ( أنا عديقها المرجب وجذيلها المحكك ) والعذيق تصغير عذق وهي النخلة نفسها بلغة أهل الحجاز والعذق الكباسة والكباسة تسمى القنو وجمعه قنوان والترجيب أن يبنى للنخلة دكان يرفدها من شق الميل وذلك إذا كرمت على أهلها وخافوا أن تقع فيقول إن لي عشيرة ترفدني وتمنعني وتعضدمي وقال أبو عبيدة يقال سمد رأسه وسبد رأسه والتسبيد أن يحلق رأسه حتى يلصقه بالجلد ويكون التسبيد أيضا أن يحلق الرأس ثم ينبت الشيء اليسير من الشعر ( وقال الأصمعي ) ويقال للرجل إذا نبت شعره واسود واستوى قد سبد رأسه وفي الحديث أن التسبيد في الحرورية فاش ويقال للفرخ إذا نبت ريشة فغطى جلده ولم يطل قد سبد وسمد قال الراعي ( لظل قطامي وتحت لبانه ** نواهض ربد ذات ريش مسبد ) ( وقال اللحياني ) هو يرمي من كثب ومن كثم أي من قرب وتمكن وضربة لازم ولازب وثوب شمارق وشبارق ومشمرق ومشبرق إذا كان ممزقا ويقال وقسع في بنات طمار وطبار أي داهية والعمري السدر الذي ينبت على الأنهار والمياه وما ينبت منه في الفلاة والبر فهو الضال والعجم والعجب أصل الذنب ويقال أدهقت الكأس إلى أصبارها وأصمارها إذا ملأتها إلى رأسها والواحد صمر وصبر ويقال رجل دنبة ودنمة للقصير ( وقال الأصمعي ) أخذت الأمر بإصباره أي بكله ويقال أخذتها بأصبارها أي تامة بجميعها وأنشد ( تربى على ما قد يفريه الفار ** مسك شبوبين لها بأصبار ) ويقال أسود غيهم وغيهب ويقال أصابتنا أزمة وأزبة وآزبة وهو الضيق والشدة ويقال صئب من الماء وصئم إذا امتلأ وروى منه ( وقال أبو عبيدة ) عقمة وعقبة لضرب من الوشى ويقال اضبأكت الأرض واضمأكت إذا اخضرت ويقال كبحته وكمحته وأكبحته وأكمحته ( وقال الأصمعي ) أكمحته إذا جذبت عنانه حتى ينتصب رأسه ومنه قوله والرأس مكمح وأكفحتها إذا تلقيت فاها باللجام تضر بهابه ومنه قيل لقيته كفاحا أي كفة كفة وكبحتها بغير ألف وهو أن تجذبها إليك وتضرب فاها باللجام لكي لا تجرى ( وقال يعقوب ) يقال ذأبته وذأمته إذا طردته وحقرته ويقال رأمت القدح ورأبته إذا شعبته ويقال زكب بنطفته وزكم بها إذا حذف بها ويقال هو ألأم زكبة وزكمة ويقال عبد عليه وأبدو أمد أي غضب ويقال المال يربى على كذا وكذا ويرمى ويردى أي يزيد ويقال وقعنا في بعكوكاء ومعكوكاء أي في غبار وجلبة وشر وقال أبو العباس أحمد بن يحيى في بعكوكاء أي في اختلاط ( قال أبو علي ) المعنى واحد وقال الفراء يقال جردبت في الطعام وجردمت وهو أن يستر بيده على ما بين يديه من الطعام كيلا يتناوله أحد وأنشد ( إذا ما كنت في قوم شهاوى ** فلا تجعل شمالك جردبانا ) قال أبو العباس ويروى جردبانا بضم الجيم وقال غيره يقال مهلا وبهلا في معنى واحد ( وقال أبو عمرو الشيباني ) مهلا وبهلا اتباع قال والقرهم والقرهب السيد ( قال أبو علي ) والقرهب أيضا الثور المسن ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال بلغني أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان يقول إنما المرء في الدنيا غرض تنتضل فيه المنايا ونهب للمصائب ومع كل جرعة شرق وفي كل أكلة غصص ولا ينال العبد فيها نعمة إلا بفراق أخرى ولا يستقبل يوما من عمره إلا بهدم آخر من أجله فنحن أعوان الحتوف وأنفسنا تسوقنا إلى الفناء فمن أين نرجو البقاء وهذا الليل والنهار لم يرفعا من شيء شرفا إلا أسرعا الكرة في هدم ما بنيا وتفريق ما جمعا فاطلبوا الخير وأهله واعلموا أن خيرا من الخير معطية وشرا من الشر فاعله وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو حاتم عن العتبي قال حدثنا رجل من أهل الكوفة قال كتب عمر رضي الله عنه إلى ابنه عبد الله في غيبة غابها أما بعد فإنه من اتقى الله وقاه ومن توكل عليه كفاه ومن شكره زاده ومن أقرضه جزاه فاجعل التقوى جلاء بصرك وعماد ظهرك فإنه لا عمل لمن لا نية له ولا أجر لمن لا حسنة له ولا جديد لمن لا خلق له وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال بلغني أن بعض الحكماء كان يقول إني لأعظكم وإني لكثير الذنوب مسرف على نفسي غير حامد لها ولا حاملها على المكروه في طاعة الله عز وجل قد بلوتها فلم أجد لها شكرا في الرخاء ولا صبرا على البلاء ولو أن المرء لا يعظ أخاه حتى يحكم أمر نفسه لترك الأمر بالخير والنهى عن المنكر ولكن محادثة الأخوان حياة للقلوب وجلاء للنفوس وتذكير من النسيان واعلموا أن الدنيا سرورها أحزان وإقبالها إدبار وآخر حياتها الموت فكم من مستقبل يوما لا يستكمله ومنتظر غدا لا يبلغه ولو تنظرون إلى الأجل ومسيرة لأبغضتم الأمل وغروره وحدثنا أبو عبد الله قال أخبرنا محمد ابن موسى السامي قال حدثنا الأصمعي قال رأيت أعرابيا متعلقا بأستار الكعبة وهو يقول يا حسن الصحبة أتيتك من بعد فأسألك سترك الذي لا ترفعه الرياح ولا تخرقه الرماح وأنشدني أبو بكر بن دريد للحطيئة ( مستحقبات رواياها حجافلها ** يسمو بها أشعري طرفه سامي ) الروايا الإبل التي تحمل الماء والزاد فالخيل تجنب إليها فإذا طال عليها القياد وضعت حجافلها على أعجازها فصارت كأنها قد استحقبت حجافلها أي جعلتها حقائب لها وواحد الحقائب حقيبة وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري قال أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي قال أنشدنا محمد بن سلام لعمارة بن صفوان الضبي ( أجارتنا من يجتمع يتفرق ** ومن يك رهنا للحوادث يغلق ) ( ومن لا يزل يوفي على الموت نفسه ** صباح مساء يا ابنة الخير يعلق ) ( أجارتنا كل امرئ ستصيبه ** حوادث إلا تكسر العظم تعرق ) ( وتفرق بين الناس بعد إجتماعهم ** وكل جميع صالح للتفرق ) ( فلا السالم الباقي على الدهر خالد ** ولا الدهر يستبقي جنينا لمشفق ) ( قال ) وأنشدنيه أبي حبيبا بحاء غير معجمة ( قال أبو علي ) وقرأت على أبي بكر بن دريد رحمه الله قال كثير وهجرته عزة وحلفت أن لا تكلمه فلما نفر الناس من منى ولقيته فحيت الجمل ولم تحيه فأنشأ يقول ( حيتك عزة بعد النفر وانصرفت ** فحي ويحك من حياك يا جمل ) ( لو كنت حييتها ما زلت ذامقة ** عندي ولا مسك الإدلاج والعمل ) ( ليت التحية كانت لي فأشكرها ** مكان يا جملا حييت يا رجل ) ( قال ) وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري قال أنشدنا أبو الحسن بن البراء قال أنشدني منصور لأبي تمام الطائي ( سقيم لا يموت ولا يفيق ** قد اقرح جفنه الدمع الطليق ( شديد الحزن يحزن من رآه ** أسير الصبر ناظره أريق ) ( ضجيع صبابة وحليف شوق ** تحمل قلبه ما لايطيق ) ( يظل كأنه مما احتواه ** يسعر في جوانبه الحريق ) ( قال أبو علي ) وأملى علينا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي من كلام العرب خفة الظهر أحد اليسارين والعزبة أحد السبابين واللبن أحد اللحمين وتعجيل اليأس أحد اليسرين والشعر أحد الوجهين والراوية أحد الهاجيين والحمية إحدى الميتتين وأنشد أبو بكر بن الأنباري قال أنشدنا عبد الله بن خلف لبشار بن برد الأعمى ( يزهدني في وصل عزة معشر ** قلوبهم فيها مخالفة قلبي ) ( فقلت دعوا قلبي وما اختار وارتضى ** فبالقلب لا بالعين يبصر ذو اللب ) ( وما تبصر العينان في موضع الهوى ** ولا تسمع الأذنان إلا من القلب ) ( وما الحسن إلا كل حسن دعا الصبا ** وألف بين العشق والعاشق الصب ) وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي عن يونس قال لما حضرت عبد الملك الوفاة وهو يعني الدنيا إن طويلك لقصير وإن كثيرك لقليل وإن كنا منك لفي غرور وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثني عمي عن أبيه قال قيل لبعض الحكماء كيف ترى الدهر قال يخلق الأبدان ويجدد الآمال ويقرب الآجال قيل له فما حال أهله قال من ظفر به نصب ومن فاته حزن قيل فأي الأصحاب أبر قال العمل الصالح قيل فأيهم أضر قال النفس والهوى قيل ففيم المخرج قال في قطع الراحة وبذل المجهود وحدثنا أبو بكر قال حدثنا عبد الرحمن عن عمه قال سمعت أعرابيا يقول لإبنه لا يغرنك ما ترى من خفض العيش ولين الرياشي ولكن فانظر إلى سرعة الظعن وسوء المنقلب وحدثن أبو بكر بن الأنباري رحمه الله قال حدثنا اسمعيل بن إسحق القاضي قال حدثنا مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا أبو جعفر الخطمي أن جده عمير بن حبيب وكان بايع النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بنيه فقال يا بني إياكم ومخالطة السفهاء فإن مجالستهم داء وأنه من يحلم عن السفيه يسر بحلمه ومن يجبه يندم ومن لا يقر بقليل ما يأتي به السفيه يقر بالكثير وإذا أراد أحدكم أن يأمر بالمعروف أو ينهى عن المنكر فليوطن قبل ذلك على الأذى وليوقن بالثواب من الله عز وجل أنه من يوقن بالثواب من الله عز وجل لا يجد مس الأذى وحدثنا أبو عبد الله رحمه الله قال حدثنا اسمعيل بن اسحق القاضي الأزدي قال حدثنا علي بن عبد الله قال حدثنا سفيان قال حدثنا الربيع بن لوط ابن البراء قال ذكروا عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه أيهما أطيب العنب أم الرطب فقال عمر أرسلوا إلى أبي حثمة فقال يا أبا حثمة أيهما أطيب الرطب أم العنب فقال ليس كالصقر في رؤس الرقل الراسخات في الوحل المطعمات في المحل تحفة الصائم وتعلة الصبي ونزل مريم ابنة عمران وينضج ولا يعنى صابخه ويحترش به الضب من الصلعاء ليس كالزبيب الذي أن أكلته ضرست وأن تركته غرثت ( قال أبو علي ) الصقر الدبس بلغة أهل الحجاز والرقل الطوال من النخل واحدتها رقلة ويحترش يصاد والصلعاء الأرض التي لا نباب بها والنزل ما ينساع من الطعام ويقال هذا طعام قليل النزل والنزل إذا كان لا ينساغ ولا يقال النزول والنزول والنزل أيضا الريع وهو الزيادة ذكره اللحياني فأما قولهم أخذ القوم نزلهم فمعناه ما تجرى عادتهم بأخذه مما ينزلون عليه ويصلح عيشهم به وهو مأخوذ من النزول يدل عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أحاديث الإستسقاء اللهم أنزلأ علينا في أرضنا سكنها أي أنزل علينا من المطر ما يكون سببا للنبات الذي تسكن الأرض به فالسكن من سكن بمنزلة النزل من نزل وفيه لغتان نزل ونزل وحدثنا أبو عبد الله قال حدثنا محمد بن موسى السامي عن الأصمعي قال قال رجل من أهل الحاضرة لرجل من أهل البادية أتعرفون الزنا عندكم بالبادية قال نعم أو أحد لا يعرف الزنا وقد نهى الله عنه فما الأمر عندكم قال الضمة والشمة والقبلة قال ليس الأمر عندنا هكذا هو أن يباضع الرجل المرأة فقال الأعرابي هذا طالب ولد ونسل وحدثنا أبو عبد الله قال حدثنا محمد بن يزيد الأزدي قال أردف ذو الرمة أخاه فعرضت لهما ظبية فقال ذو الرمة ( أيا ظبية الوعساء بين جلاجل ** وبين النقا آأنت أم أم سالم ) فقال أخوه ( فلو تحسن التشبيه والوصف لم تقل ** لشاة النقا آأنت أم أم سالم ) ( جعلت لها قرنين فوق جبينها ** وظلفين مشقوقين تحت القوائم ) فقال ذو الرمة ( هي الشبه إلا مدرييها وأذنها ** سواء وإلا مشقة بالقوائم ) وأنشدنا غير واحد من أصحابنا قول الشماخ وتشكوا بعين ما أكل ركابها ** وقيل المنادى أصبح القوم أدلجى ) يريد وتشكو هذه المرأة السرى الذي قد أكل ركابها وذلك أنه استبان ذلك في عينها لغؤرها وإنكسار طرفها ونعاسها وتشكو أيضا قول المنادى أي تستعين ذلك عليها ويروى ما أكلت ركابها ثم قال ( فظلت كأني أتقي رأس حية ** بحاجتها أن تخطئ النفس تعرج ) |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 3 : | |
, , |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
عزة الإسلام في الغرب | ام عبدالله وامنه | شعاع القصص الوعظية | 4 | 11-13-2015 01:09 AM |
لطائف من أخبار العرب | عطر الجنة | شعاع العـــام | 7 | 08-08-2015 08:24 AM |
طرائف العرب | ام بشري | شعاع العـــام | 9 | 05-16-2014 09:07 AM |
نجم العرب | أم انس السلفية | شعاع العلوم الشرعية | 2 | 10-24-2013 03:26 AM |