الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||||||||||||
| ||||||||||||
شهر رمضان فضله وبعض ما يشرع فيه من العبادة بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (( شهر رمضان فضله وبعض ما يشرع فيه من العبادة )) لسماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد: فإننا اخترنا أن تكون افتتاحية هذا العدد من هذه المجلة المباركة النافعة حول شهر رمضان ، فضله وبعض ما يشرع فيه من العبادات . فإن الله سبحانه وتعالى قد مَنَّ علينا بهذا الشهر الكريم المبارك ، زمن فاضل خصه الله بمزيد من الخصائص من بين سائر الشهور ، فهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن كتاب الله العظيم يقول الله عز وجل: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْـزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ في هذا الشهر تفتح أبواب الرحمة ، وتغلق أبواب النيران وتصفد الشياطين ، فتكون النفوس المؤمنة مقبلة على طاعة ربها ، معرضة عن معاصيه ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا دخل رمضان فُتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين رواه الجماعة إلا أبا داود بألفاظ متقاربة عن أبي هريرة رضي الله عنه . وجاء عند بعضهم عن غيره ، وزادالترمذي وابن ماجه والنسائي في رواية: وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة وفي بعض الروايات تقييد التصفيد والغل بمردة الشياطين ؛ فاختلفت أنظار العلماء في شرحه وبيانه فمنهم من قال: إن التصفيد خاص بمردة الشياطين دون غيرهم تقليلا للشر في هذا الشهر ، وقال بعضهم: إن هذا الفضل إنما يحصل للصائمين الصوم الذي حوفظ على شروطه ، وروعيت آدابه . وقال آخرون -وهو الأقرب إلى الصواب بإذن الله-: إن تصفيد الشياطين على حقيقته ، ولا يلزم من تصفيد جميع الشياطين أن لا يقع شر ولا معصية ؛ لأن لذلك أسبابا غير الشياطين ، كالنفوس الخبيثة والعادات القبيحة ، والشياطين الإنسية ، فالمقصود أنه وبكل حال فإن هذا الشهر فرصة لمن وفقه الله وفتح على قلبه للإقبال على طاعته ، والبعد عن معاصيه لتوفر أسباب ذلك ودواعيه . ويستفاد من هذا الحديث بزياداته فضيلة أخرى ، وهي أن لله في هذا الشهر عتقاء من النار وذلك كل ليلة . وفضائل هذا الشهر الكريم كثيرة عظيمة ذكرنا فيما مضى طرفا منها . ودخول هذا الشهر الكريم لا يثبت إلا بأحد أمرين: الأول : رؤية هلال رمضان . فيثبت الشهر بذلك بإجماع المسلمين ؛ لقول الله تعالى: " فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ " وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأيتموه فصوموا ، وإذا رأيتموه فأفطروا متفق عليه . ويكفي في ثبوت الرؤية إخبار عدل واحد من المسلمين برؤيته له ، على الصحيح ، لقول ابن عمر رضي الله عنهما: تراءى الناس الهلال ، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أني رأيته ، فصام ، وأمر الناس بصيامه رواه أبو داود والدرامي وابن حبان والحاكم والبيهقي ، وصححه ابن حازم . وفي حديث ابن عباس قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني رأيت الهلال- يعني رمضان- فقال: أتشهد أن لا إله إلا الله؟ قال: نعم . قال: أتشهد أن محمدا رسول الله؟ قال: نعم . قال: يا بلال أَذِّنْ في الناس فليصوموا غدا رواه أصحاب السنن . الأمر الآخر: الذي يثبت به دخول شهر رمضان ؛ إكمال عدة شعبان ثلاثين يوما ، فإنه إذا لم ير الهلال أكملت عدة شعبان ثلاثين يوما ، سواء كان الجو صحوا أو غائما أو قترا ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: الشهر تسع وعشرون ليلة ، فلا تصوموا حتى تروه ، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين متفق عليه واللفظ للبخاري ، وفي معناه أحاديث أخرى في الكتب الستة وغيرها . ومن رأى الهلال فردت شهادته فإنه لا يصوم إلا يوم صوم الناس ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: الصوم يوم تصومون أخرجه الترمذي . ولا يثبت دخول الشهر بغير هذين الأمرين ، فلا عبرة بقول أهل الحساب والفلك في هذا الأمر ، فإنه أمر شرعي ينبني عليه عبادات المسلمين ضبطها الشارع بضوابط لا يجوز لنا تجاوزها ، وقد دلت الأدلة على أن ثبوت شهر رمضان لا يكون إلا بالرؤية الشرعية المعتبرة ، أو بإكمال عدة شعبان ثلاثين يوما . ولم يأت دليل يُعلق دخول هذا الشهر بالحساب ، بل قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على عدم اعتباره ، ففي صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إنِّا أمة أمية لانكتب ولانحسب ، الشهر هكذا وهكذا يعني مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين . فنفى المعرفة بالحساب وظاهره نفي تعليق الحكم به ، يوضح ذلك ما في البخاري أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فإن غبي عليكم فأكملوا عدة شعبا ثلاثين . بل إن بعض العلماء قد نقل إجماع السلف على عدم اعتبار الحساب في ثبوت شهر رمضان ، وإذ قد ظهر ذلك فإن الاعتماد على الحساب في إثبات الشهر عمل غير مشروع ؛ لعدم الدليل عليه ، مع مخالفته لظواهر الأدلة وما نُقل من إجماع سلف الأمة ، فيكون القول به مردودًا على صاحبه ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث عائشة رضي الله عنهما الذي أخرجه مسلم في صحيح: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد . والجاليات المسلمة في البلاد الكافرة إن تمكنوا من تحري رؤية هلال رمضان فهو المتعين ، وإن لم يتمكنوا فالواجب عليهم أن يتبعوا أقرب بلد مسلم يعمل بالرؤية الشرعية ، ولا يجوز لهم العمل بالحساب بحالٍ كغيرهم من المسلمين في بلاد الإسلام . ***** يتبع ***** |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 9 : | |
, , , , , , , , |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الارقام وبعض الحروف المساعده....الدرس السابع | ام بشري | شعاع تعليم اللغات | 11 | 05-12-2015 09:35 PM |
الاتجاهات وبعض الكلمات ...الدرس التامن | ام بشري | شعاع تعليم اللغات | 5 | 11-12-2014 02:12 AM |
أحوال الرسول صلى الله عليه وسلم فى رمضان(أدبيات رمضان) | ام بشري | شعاع السيرة النبوية، الصحابة و السلف الصالح | 3 | 07-11-2014 03:49 AM |
اصلي ولكن لااجد حلاوة الصلاة واصوم ولا اجد حلاوة الصوم ( هل تجد لذة العبادة؟) | أم عبد الرحمن السلفيه | شعاع العلوم الشرعية | 3 | 04-26-2014 04:28 AM |
القران...فضله، مكانته، وكونه المصدر الأول للتشريع الإسلامي | أم انس السلفية | شعاع القران الكريم وعلومه | 2 | 04-05-2014 03:58 PM |