شعاع العلوم الشرعية مقالات- ارشاد- توجيه- خواطر تهدف للدعوة الى الله- حملات دعوية و ثقافة إسلامية.... |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||||||||||||
| ||||||||||||
من أسماء الله الحسنى المقدِّم ، والمؤخِّر بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مساء الورد مساء البرد نكمل اخواتي دورتنا في فقه الأسماء الحسنى :- المقدِّم ، والمؤخِّر وقد ورد هذان الاسمان في بعض الأحاديث الثابتة عن النبي ﷺ منها : - حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، عن النبي ﷺ أنه كان يدعو بهذا الدعاء : (( اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي ، وإسرافي في أمري ، وماأنت أعلم به مني ، اللهم اغفر لي جِدِّي وهزلي ، وخطأي وعمدي ، وكلُّ ذلك عندي ، اللهم اغفر لي ما قدَّمت وماأخَّرت ، وماأسررت وماأعلنت ، وماأنت أعلم به مني ، أنت المقدِّم وأنت المؤخِّر ، وأنت على كلِّ شيءٍ قدير )) .. - وحديث علي رضي الله عنهما قال : كان النبي ﷺ وفيه يقول : (( ثم يكون من آخر مايقول بين التشهد والتسليم : اللهم اغفر لي ماقدمت وماأخرت وماأسررت وماأعلنت ، وماأسرفت وماأنت أعلم به مني ، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت )) رواه مسلم .. - وحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان النبي ﷺ إذا قام من الّليل يتهجّد قال : (( اللّهم لك الحمد أنت قيم السّموات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد لك ملك السموات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت نور السموات والأرض ، ولك الحمد أنت ملك السموات والأرض ، ولك الحمد أنت الحقّ ، ووعدك الحقّ ، ولقاؤك حقّ ، وقولك حقّ ، والجنة حق ، والنار حقّ ، والنَّبيُّون حقّ ، ومحمد ﷺ حقّ ، والساعة حقّ ، اللهم لك أسلمتُ ، وبك آمنت ، وعليك توكلت ، وإليك أنبتُ ، وبك خاصمت ، وإليك حاكمت ، فاغفر لي ماقدَّمت وماأخَّرت ، وماأسررت وماأعلنت ، أنت المقدِّم وأنت المؤخِّر ، لا إلَّه إلا أنت )) متفق عليه .. - وهذان الاسمان من الأسماء المزدوجة المتقابلة التي لايطلق واحد بمفرده على الله إلا مقرونا بالآخر ، فإن الكمال من اجتماعهما ، والتقديم والتأخير وصفان لله عز وجل دالاّن على كمال قدرته ونفوذ مشيئته ، وكمال حكمته ، وهما من الصّفات الذاتية لكونهما قائمين بالله والله متصف بهما ، ومن صفات الأفعال ؛ لأن التقديم والتأخير متعلق بالمخلوقات ذواتها وأفعالها وأوصافها .. - وهذا التّقديم والتّأخير يكون كونيا كتقديم بعض المخلوقات على بعض وتأخير بعضها عن بعض ، وكتقديم الأسباب على مسبباتها ، والشروط على مشروطاتها ، إلى غير ذلك من أنواع التقديم والتأخير في الخلق والتقدير ، ويكون شرعيًّا كما فضَّل الأنبياء على الخلق وفضل بعضهم على بعض ، وفضل بعض عباده على بعض ، وقدّمهم في العلم والإيمان والعمل والأخلاق وسائر الأوصاف ، وأخَّر من أخَّر منهم بشيء من ذلك ، وكل هذاتبع لحكمته سبحانه ، يقدِّم من يشاء من خلقه إلى رحمته بتوفيقه وفضله ، ويؤخر من يشاء عن ذلك بعدله .. - وقد ورد هذان الاسمان في الثّلاثة أحاديث المتقدّمة في سياق طلب الغفران للذّنوب جميعها المتقدّم والمتأخّر والسّر والعلانية ، والخطأ والعمد ، وفي هذا أن الذنوب توبق العبد وتؤخره ، وصفح الله عن عبده وغفرانه له يقدِّمه ويرفعه ، والأمر كله لله وبيده يخفض ويرفع ، ويعزّ ويذل ، ويعطي ويمنع مَنْ كتب الله له عزًّا ورفعة وتقدّما لم يستطع أحد حرمانه من ذلك ، ومن كتب الله له ذلًّا وخفضا وتأخرًا لم يستطع أحد عونه للخلاص من ذلك ، وفي الحديث : (( ما من قلبٍ إلاّ وهو بين أصبعين من أصابع ربّ العالمين إن شاء أن يقيمه أقامه ، وإن شاء أن يزيغه أزاغه . وكان يقول : يامقلب القلوب ثبِّتْ قلوبَنا على دينك ، والميزان بيد الرحمن عز وجل يخفضه ويرفعه )) رواه أحمد .. - وفي هذا بيان أنّ العبد ليس إليه شيءٌ من أمر سعادته أو شقاوته أو خفضه أو رفعه ، أو تقدّمه أو تأخره ، إن اهتدى فبهداية الله إياه ، وإن ثبت على على الإيمان فبتثبيته، وإن ضلّ فبصرفه عن الهدى ، وأنَّ الذي يتولى قلوب العباد هو الله يتصرَّف فيها بما شاء لا يمتنع عليه شيء منها ، يقلبها كيف يشاء .. والعبد مع هذا محتاج إلى بذل المساعي النافعة ، وسلوك المسالك السيئة التي يكون بها تأخره ووقوعه في تقدمه ونيله رضا الله ، والبعد عن المسالك السيئة التي يكون بها تأخره ووقوعه في سخط الله ، كما قال تعالى : { لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ } [ المدثر : 37 ] ، أي : يتقدم بفعل مايقرّبه من ربه ويدنيه من رضاه ودار كرامته ، أو يتأخّر بفعل المعاصي واقتراف الآثام التي تباعده عن رضى الله وتدنيه من سخطه ومن النار ، ولا غنى للعبد في فعل مافيه تقدمه والبعد عمَّا فيه تأخّره عن الرّب المقدِّم والمؤخِّر سبحانه ، فهو محتاج إليه في كل شؤونه ، مفتقر إليه في جميع حاجاته ، لا يستغني عن ربِّه ومولاه طرفة عين .. وقد فتح سبحانه أبوابه للرّاغبين السّائلين ، وهو سبحانه لا يردّ من دعاه ، ولا يخيب من ناداه ، القائل في الحديث القدسي : (( ياعبادي كلّكم ضالٌّ إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم ، ياعبادي كلّكم عار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسُكم ، ياعبادي إنكم تخطئون باللّيل والنّهار ، وأنا أغفر الذّنوب جميعًا ، فاستغفروني أغفر لكم )) رواه مسلم .. - إنّ إيمان العبد بأن الله وحده المقدِّم والمؤخِّر لا شريك له يثمر كمال الذلّ بين يديه ، وقوَّةَ الطّمع فيما عنده ، والخوف منه سبحانه ، وعدمَ اليأس من روحه ، وعدمَ الأمن من مكره ، وحسن الالتجاء إليه رغبا ورهبا وخوفا وطمعا ، وحرصا ومسابقة إلى الخيرات والأعمال الصالحات { سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [الحديد : 21] عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، أن رسول الله ﷺ رأى في أصحابه تأخّرًا فقال لهم : (( تقدّموا فائتموا بي ، وليأتمّ بكم مَن بعدكم ، لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله )) رواه مسلم .. ومن ثمار الإيمان بهذا الاسم الحرصُ على تقديم ما قدَّم الله وتأخير ما أخَّر (( والنبي ﷺ كان شديد التحري لتقديم ما قدمه الله والبداءة بما بدأ به ، فلهذا بدأ بالصّفا في السّعي ، وقال نبدأ بمابدأ الله به ، وبدأ بالوجه ثم اليدين ثم الرأس في الوضوء ، ولم يخلّ بذلك مرة واحدة )) .. وهكذا في جميع أمور الدِّين ، والواجب كذلك تقديم من قدَّمه الله وتأخير من أخره ، ومحبة من أحبه الله وبغض من أبغض ، فإن هذا أوثق عرى الإيمان ... اللهم علمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا معرفة بك ياالله إن الأمور إذا ما اللهُ يسَّرها أتتكَ من حيث لا ترجو وتحتسبُ ثق بالإلهِ ولا تركن إلى أحدٍ ، فالله أكرمُ مَن يُرجى ويرتقبُ ♡. |
01-21-2015 | #6 |
العلوم الشرعية |
رد: من أسماء الله الحسنى المقدِّم ، والمؤخِّر ناجية عثمان عطر الجنة أسمهان أم شمس |
إن الأمور إذا ما اللهُ يسَّرها أتتكَ من حيث لا ترجو وتحتسبُ ثق بالإلهِ ولا تركن إلى أحدٍ ، فالله أكرمُ مَن يُرجى ويرتقبُ ♡. |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 7 : | |
, , , , , , |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
من فقه أسماء الله الحسنى الدَّيَّان | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 7 | 01-12-2015 08:33 PM |
من فقه أسماء الله الحسنى الوارث | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 7 | 12-06-2014 02:54 PM |
الحليم ( فقه أسماء الله الحسنى) | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 4 | 08-25-2014 09:15 PM |
من شرح أسماء الله الحسنى | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 3 | 04-13-2014 01:48 PM |
أسماء الله الحسنى بالشرح من هنا | أم يعقوب | شعاع العلوم الشرعية | 4 | 03-18-2014 03:36 PM |