شعاع العلوم الشرعية مقالات- ارشاد- توجيه- خواطر تهدف للدعوة الى الله- حملات دعوية و ثقافة إسلامية.... |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||||||||||||
| ||||||||||||
من فقه أسماء الله الحسنى النور بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مساؤكم ورد نكمل اخواتي دورتنا في فقه الأسماء الحسنى : (النور) وقد ورد هذا الاسم في القرآن الكريم في قوله تعالى :{ ۞ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [النور : 35] .. وقد أفاد هذا النّص وغيره من النّصوص الواردة في هذا الباب تسمية الرّب سبحانه نورًا ، وبأن له نورًا مضافا إليه ، وبأنه نورُ السموات والأرض ، وبأنّ حجابه نور فهذه أربعة أنواع : _الأول : إطلاقه عليه سبحانه اسمًا .. _الثاني : إضافته إليه وصفًا ، كما يضاف إليه حياته وسمعه وبصره وسائر صفاته ، وتارة يضاف إلى وجهه كقوله في الحديث ( أعوذ بنور وجهك )) ، وتارة يضاف إلى ذاته كقوله تعالى :{ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا [الزمر : 69] .. _الثالث : إضافة نوره إلى السموات والأرض ، كقوله : { اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} .. _الرابع : ذكرُ أن حجابه النّور ، كما في الحديث الصّحيح ( حجابه النُّور ، لو كشفه لأحرقت سُبُحاتُ وجهه ماانتهى إليه بصرُه من خلقه )) .. قال الشيخ عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله في كلام جامع له في بيان معنى هذا الاسم ، وتوضيح مدلوله : (( النُّور من أوصافه تعالى على نوعين : _نور حسِّيّ : وهو مااتصف به من النور العظيم ، الذي لو كشف الحجاب عن وجهه لأحرقت سُبُحاتُ وجهه ونور جلاله ماانتهى إليه بصره من خلقه ، وهذا النور لا يمكن التعبير عنه إلا بمثل هذه العبارة النبوية المؤدية للمعنى العظيم ، وأنه لا تطيق المخلوقات كلها الثبوت لنور وجهه لو تبدَّى لها ، ولولا أن أهل دار القرار يعطيهم الرب حياة كاملة ، ويعينهم على ذلك لما تمكَّنوا من رؤية الرب العظيم ، وجميع الأنوار في السموات العلوية كلها من نوره ، بل نور جنات النعيم التي عرضها السموات والأرض - وسَعَتُها لا يعلمها إلَّا الله - من نوره ، فنور العرش والكرسي والجنات من نوره ، فضلا عن نور الشمس والقمر والكواكب .. _النوع الثاني : نوره المعنوي ، وهو النور الذي نوَّر قلوب أنبيائه وأصفيائه وأوليائه وملائكته ، من أنوار معرفته وأنوار محبته ، فإن لمعرفته في قلوب أوليائه المؤمنين أنوارًا بحسب ماعرفوه من نعوت جلاله ، ومااعتقدوه من صفات جماله ، فكل وصف من أوصافه له تأثير في قلوبهم ، فإن معرفة المولى أعظم المعارف كلها ، والعلم به أجل العلوم ، والعلم النافع كله أنوار في القلوب ، فكيف بهذا العلم الذي هو أفضل العلوم وأجلها وأصلها وأساسها .. فكيف إذا انضم إلى هذا نور محبته والإنابة إليه ، فهنالك تمتلئ أقطار القلب وجهاته من الأنوار المتنوعة وفنون اللذات المتشابهة في الحسن والنعيم .. _معاني العظمة والكبرياء والجلال والمجد تملأ قلوبهم من أنوار الهيبة والتعظيم والإجلال والتكبير .. _ومعاني الجمال والبر والإكرام : تملأها من أنوار المحبة والود والشوق .. _ومعاني الرحمة والرأفة والجود واللطف : تملأ قلوبهم من أنوار الحب النامي على الإحسان ، وأنوار الشكر والحمد بأنواعه والثناء .. _ومعاني الألوهية : تملأها من أنوار التعبد ، وضياءِ التقرُّب ، وسناءِ التّحبب ، وأسرار التودُّد ، وحرية التعلق التام بالله رغبةً ورهبة ، وطلبا وإنابة ، وانصراف القلب عن تعلقه بالأغيار كلها .. _ومعاني العلم والإحاطة والشهادة والقرب الخاص : تملأ قلوبهم من أنوار مراقبته ، وتوصلهم إلى مقام الإحسان الذي هو أعلى المقامات كلها ، أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك .. فكل معنى ونعت من نعوت الرب يكفي في امتلاء القلب من نوره ، فكيف إذا تنوعت وتواردت على القلوب الطاهرة الزكية الذكية ، وهنا يصدق على هذه القلوب القدسية انطباق هذا المثل عليها ، وهو قوله ؛{ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ...} الآية [ النور : 35] .. _وهذا النّور المضروب هو نور الإيمان بالله ، وبصفاته وآياته مثله في قلوب المؤمنين مثل هذا النور الذي جمع جميع الأوصاف التي فيها زيادة النور ، وهو أعظم مَثَل يعرفه العباد ، وقد دعا ﷺ لحصول هذا النور فقال : (( اللهم اجعل في قلبي نورًا ، وفي سمعي نورًا ، وفي بصري نورًا ، وعن يميني نورًا ، وعن شمالي نورًا ، ومن فوقي نورًا ، ومن تحتي نورًا ، اللهم اجعلني نورًا )) متفق عليه . _ومتى امتلأ القلب من هذا النور فاض على الوجه ، فاستنار الوجه ، وانقادات الجوارح بالطاعة راغبة ، وهذا النور الذي يكون في القلب هو الذي يمنع العبد من ارتكاب الفواحش ، كما قال النبي ﷺ ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يسرق السارق حين يسرقُ وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن )) متفق عليه .. فأخبر أن وقوع هذه الكبائر لا يكون ولا يقع مع وجود الإيمان ونوره )) .. _وبهذا التقرير الوافي ، والبيان البين يظهر معنى هذا الاسم العظيم ، ويتضح مدلوله .. هذا ؛ ولمَّا كان النور من أسمائه سبحانه وصفاته كان دينه نورا ، ورسوله نورا، وكلامه نورا، ودار كرامته لعباده نورا يتلألأ ، والنور يتوقد في قلوب عباده المؤمنين ، ويجري على ألستنهم ، ويظهر على وجوههم ، ويتم تبارك وتعالى عليهم هذا النور يوم القيامة ، كما قال سبحانه :{ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [التحريم : 8] .. اللهم علمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا معرفة بك ياالله اللهم يانور السموات والأرض نور على اهل القبور قبورهم ووسعها لهم يارحمن إن الأمور إذا ما اللهُ يسَّرها أتتكَ من حيث لا ترجو وتحتسبُ ثق بالإلهِ ولا تركن إلى أحدٍ ، فالله أكرمُ مَن يُرجى ويرتقبُ ♡. |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 6 : | |
, , , , |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
من فقه أسماء الله الحسنى المتكبر | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 7 | 01-12-2015 08:41 PM |
من فقه أسماء الله الحسنى الوارث | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 7 | 12-06-2014 02:54 PM |
الحليم ( فقه أسماء الله الحسنى) | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 4 | 08-25-2014 09:15 PM |
من شرح أسماء الله الحسنى | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 3 | 04-13-2014 01:48 PM |
أسماء الله الحسنى بالشرح من هنا | أم يعقوب | شعاع العلوم الشرعية | 4 | 03-18-2014 03:36 PM |