شعاع العلوم الشرعية مقالات- ارشاد- توجيه- خواطر تهدف للدعوة الى الله- حملات دعوية و ثقافة إسلامية.... |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||||||||||||
| ||||||||||||
من أسماء الله الحسنى المنَّان بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صباح ومساء الورد والكادي نكمل اخواتي دورتنا في فقه الأسماء الحسنى :- المنَّان وقد ثبت هذا الأسم في سنة النّبي الكريم ﷺ ، روى الإمام أحمد وغيره عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، أن النبي ﷺ سمع رجلا يقول : اللهم إني أسألك بأنّ لك الحمد ، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، المنان بديع السموات والأرض ، ذو الجلال والإكرام ، فقال النبي ﷺ :(( لقد سألتَ الله باسمه الأعظم الذي إذا دُعيَ به أجابَ وإذا سُئل به أَعطَى )) .. والمنّان : هو كثير العطاء ، عظيم المواهب ، واسع الإحسان ، الذي يدرّ العطاء على عباده ، ويوالي النعماء عليهم تفضّلا منه وإكراما ، ولا منّان على الإطلاق إلا الله وحده ، الذي يبدأ بالنّوال قبل السؤال ، له المنّة على عباده ، ولا منَّة لأحد منهم عليه ، تعالى الله علوًا كبيرًا ، وهو أمر مشهود للخليقة كلِّهابَرِّها وفاجرها من جزيل مواهبه ، وسعة عطاياه ، وكريم أياديه ، وجميل صنائعه ، وسعة رحمته ، وبره ولطفه ، وإجابته لدعوات المضطرين ، وكشف كربات المكروبين ، وإغاثة الملهوفين ، ودفع المحن والبلايا بعد انعقاد أسبابها ، وصرفها بعد وقوعها ، ولطفه تعالى في ذلك إلى ما لاتبلغه الآمال .. ومن عظيم منِّه - سبحانه - هدايته خاصته وعباده إلى سبيل دار السلام ، ومدافعته عنهم أحسن الدفاع ، وحمايتهم من الوقوع في الآثام ، وحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم ، وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان ، وجعلهم من الراشدين ، وكتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ، وسماهم المسلمين من قبل أن يخلقهم ، وذكرهم قبل أن يذكروه ، وأعطاهم قبل أن يسألوه ، تعرَّف إليهم بأسمائه ، وأمرهم بما أمرهم به رحمة منه بهم وإحسانا ، لا حاجة منه إليهم ، ونهاهم عما نهاهم عنه حماية وصيانة لهم لا بُخلًا منه عليهم ، وخاطبهم بألطف خطاب وأحلاه ، ونصحهم بأحسن النصائح ، ووصاهم بأكمل الوصايا ، وأمرهم بأشرف الخصال ، ونهاهم عن أقبح الأقوال والأعمال ، وصرف لهم الآيات وضرب لهم الأمثال ، ووسع لهم طرق العلم به ومعرفته ، وفتح لهم أبواب الهداية ، وعرفهم الأسباب التي تدنيهم من رضاه وتُبعدهم عن غضبه ، إلى غير ذلك من أنواع نعمه وصنوف مننه ، القائل سبحانه : { وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا [النحل : 18] والقائل جلّ شأنه : {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ [النحل : 53] .. ومن أراد مطالعة أصول المنن فليدم سرح النظر في رياض القرآن الكريم ، وليتأمل ماعدد الله فيه من نعمه العظيمة وعطاياه الكريمة ومننه الجزيلة .. فقد ذكَّر سبحانه عباده بمنّة الهداية لهذا الدين ، والإخراج من ظلمات الشرك والكفر برب العالمين ، قال تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ۚ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا [النساء : 94] .. وقال تعالى : { يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ۖ قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم ۖ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ [الحجرات : 17] .. وقال تعالى : { وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ [النور : 21] .. وقال تعالى : { وَلَٰكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ [7]فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [الحجرات : 8].. وذكَّر سبحانه بمنّة بعث الرسل عليهم الصلاة والسلام ، وإكرامه هذه الأمة ببعث صفوة رسله وخير أنبيائه محمد ﷺ : {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [النحل : 36] .. وقال تعالى :{ وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ [فاطر : 24] .. وقال تعالى : { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ [آل عمران : 164] وذكَّر سبحانه بمنّة التمكين لأنبيائه عليهم السلام ولعباده المؤمنين ، قال تعالى : { وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ [114] وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ [115]وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ [116] وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ [117]وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الصافات : 118].. وقال تعالى : { وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ [ 5]وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ [القصص : 6] .. وذكَّر بمنّته على عباده المؤمنين بدخول الجنة والنجاة من النار ، واستشعارهم لهذة المنَّة العظيمة والفضل الكبير : {قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ [26] فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ [27] إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ [الطور : 28] .. { وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [الأعراف : 43] .. ومن عرف ربَّه سبحانه بهذا الاسم العظيم وأنه وحده ولي المنِّ والعطاء ، صاحب الهبة والنعماء ؛ أوجب له ذلك أن يحمد ربه على نعمائه ، وأن يشكره على فضله وعطائه { قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ [الأحقاف : 15] .. وقد أمر الله عباده بالشكر ونهاهم عن ضده ، وأثنى على عباده الشاكرين ، ووعدهم بأحسن الجزاء ، وجعل الشكر سببا لمزيد الفضل والعطاء ، وحارسا وحافظا للهبة والنعماء { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ [ابراهيم : 7] وأوجب له كذلك ألا يستعمل نعمة الله ومنته سبحانه في معصيته ، وألا يضيف النعمة إلا إلى المنعم وحده ، وهو الله لا شريك له ، خلاف من قال الله عنهم : { يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ [النحل : 83] .. أي : بإضافتهم النعمة إلى غير المنعم .. فاللّهم لك الحمد شكرًا ، ولك المنُّ فضلًا ، لك الحمدُ بالإسلام ، ولك الحمد بالإيمان ، ولك الحمد بالقرآن ، ولك الحمد بالأهل والمال والمعافاة لك الحمد بكلِّ نعمة أنعمت بها علينا في قديم أو حديث ، أو سر أو علانية ، أو خاصة أو عامة ، لك الحمد على ذلك حمدًا كثيرًا طيبًا مباركا فيه ، اللهم لك الحمد حتى ترضى ، ولك الحمد ربنا إذا رضيت .. اللهم علمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا معرفة بك ياالله إن الأمور إذا ما اللهُ يسَّرها أتتكَ من حيث لا ترجو وتحتسبُ ثق بالإلهِ ولا تركن إلى أحدٍ ، فالله أكرمُ مَن يُرجى ويرتقبُ ♡. |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 2 : | |
, |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
من أسماء الله الحسنى الطيِّب | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 7 | 02-07-2015 12:55 PM |
من فقه أسماء الله الحسنى الوارث | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 7 | 12-06-2014 02:54 PM |
الحليم ( فقه أسماء الله الحسنى) | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 4 | 08-25-2014 09:15 PM |
من شرح أسماء الله الحسنى | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 3 | 04-13-2014 01:48 PM |
أسماء الله الحسنى بالشرح من هنا | أم يعقوب | شعاع العلوم الشرعية | 4 | 03-18-2014 03:36 PM |