شعاع العلوم الشرعية مقالات- ارشاد- توجيه- خواطر تهدف للدعوة الى الله- حملات دعوية و ثقافة إسلامية.... |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||||||||||||
| ||||||||||||
من فقه أسماء الله الحسنى الرَّفيق بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مساء الورد نكمل اخواتي دورتنا في فقه الأسماء الحسنى :- الرَّفيق وهو من الأسماء الحسنى الثابتة في السنَّة ، روى البخاري في (( صحيحه)) عن عروة ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : (( استأذن رهطٌ من اليهود على النبي ﷺ فقالوا : السَّام عليك ، فقلت : بل عليكم السّام واللّعنة ، فقال : ياعائشةُ إنَّ الله رفيقٌ يحبُّ الرِّفق في الأمر كلِّه ، قلت : أو لم تسمع ماقالوا ؟ قال : قلت : وعليكم )) .. وروى مسلم في (( صحيحه )) عن عمرة بنت عبدالرحمن ، عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله ﷺ قال : (( ياعائشة إنَّ الله رفيقٌ ، ويعطي على الرّفق مالا يعطي على العنف ، ومالا يعطي على ماسواه )) .. ففي الحديث التصريح بتسمية الله بالرفيق ووصفه بالرفق ، وأن له من هذا الوصف أعلاه وأكمله ومايليق بجلاله وكماله سبحانه .. والرِّفق : اللّين والسهولة والتأني في الأمور والتمهل فيها ، وضده العنف والتشديد، فهو مأخوذ من الرفق الذي هو التأني في الأمور والتدرج فيها ، والله سبحانه رفيق في قدره وقضائه وأفعاله ، رفيق في أوامره وأحكامه ودينه وشرعه .. ومن رفقه سبحانه في أفعاله أنه سبحانه خلق المخلوقات كلَّها بالتدرج شيئًا فشيئًا ، بحسب حكمته ورفقه ، مع أنه قادر على خلقها دفعة واحدة وفي لحظة واحدة ، وهو دليل على حلم الله وحكمته وعلمه ولطفه ، وقد ورد عن الصحابة رضي الله عنهم حمدهم لله عزوجل على رفقه في الخلق وتصريفه الدائم للمخلوقات ، وأنه لم يجعل الخلق ثابتا على هيئة واحدة .. روى ابن أبي الدنيا بسندٍ جيِّد عن الحسن البصري رحمه الله أنه قال : (( كانوا يقولون - يعني أصحاب النبي ﷺ - : الحمد لله الرّفيق الذي لو جعل هذا الخلق خلقًا دائمًا لا يتصرف لقال الشاكُّ في الله : لو كان لهذا الخلق ربًّا يحادثه ، وإن الله عزوجل قد حادث بما ترون من الآيات : إنه جاء بضوء طبَّقَ مابين الخافقين ، وجعل فيها معاشا ، وسراجا وهّاجا ، ثم إذا شاء ذهب بذلك الخلق ، وجاء بظلمٍة طبَّقت مابين الخافقين ، وجعل فيها سكنا ونجوما وقمرا منيرا ، وإذا شاء بنى بناءً جعل فيه من المطر والبرق والرعد والصواعق ماشاء ، وإذا شاء صرف ذلك ، وإذا شاء جاء ببرد يقرقف الناس ، وإذا شاء ذهب به بذلك ، وجاء بحرٍّ يأخذ بأنفاس الناس ليعلم الناس أن لهذا الحلق ربًّا هو يحادثه بما يرون من الآيات ، كذلك إذا شاء ذهب بالدنيا وجاء بالآخرة )) .. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (( وأصحاب رسول الله ﷺ عرفوا ذلك وبيَّنوه للناس ، وعرفوا أنَّ حدوث الحوادث اليومية المشهودة تدل على أن العالَم مخلوق ، وأن له ربًّا خلقه ويحدث فيه الحوادث )) .. ثم أورد أثر الحسن المتقدم وعلق عليه تعليقًا مختصرًا .. ومن رفق الله بعباده رفقه سبحانه بهم في أحكامه وأمره ونهيه ، فلا يكلف عباده مالا يطيقون ، وجعل فعل الأوامر قدر الاستطاعة ، وأسقط عنهم كثيرًا من الأعمال بمجرد المشقة رخصة لهم ورفقا بهم ورحمة ، ولم يأخذ عباده بالتكاليف دفعة واحدة ، بل تدرّج بهم من حال إلى حال حتى تألفَ النفوسُ وتلين الطباع ويتمَّ الانقياد .. ومن رفقه سبحانه إمهالُه راكبَ الخطيئة ومقترفَ الذنب وعدمُ معاجلته بالعقوبة لينيب إلى ربه وليتوب من ذنبه وليعود إلى رشده .. قال تعالى : { وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ ۖ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ ۚ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلًا [الكهف : 58].. وقال تعالى :{ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ [النحل : 61] .. فبيَّن سبحانه أنه لو يؤاخذ الناس بما كسبوا من الذّنوب كالكفر والمعاصي لعجّل لهم العذاب لشناعة مايرتكبونه ، ولكنه حليم رفيق لا يعجل بالعقوبة بل يمهل ولا يهمل .. ومن رفقه سبحانه أن دينه كلَّه رفق ويسر ورحمة ، وأمر عباده بالرفق ، ويعطيهم على الرفق مالا يعطي على الشّدة ، ولا يكون في شيء من الأمور إلَّا زانه ، ومن حرمه حرم الخير ، ولذا ينبغي على كل مسلم أن يكون رفيقا في أموره كلها ، وأحواله جميعها ، بعيدًا عن العجلة والتّسرع والتّعور والاندفاع ، فإنَّ العجلة من الشيطان ، ولا يبوء صاحبها إلا بالخيبة والخسران ، وكفى بالرّفق نبلا وفضلا أنه حبيب للرحمن ، فهو سبحانه رفيق يحب الرفق .. وقد جاءت السنة النبويّة بالحث على الرفق في الأمور كلها ، ففي (( صحيح مسلم )) عن عائشة رضي الله عنها عن النبي ﷺ قال : (( إنَّ الرّفق لا يكون في شيء إلَّا زانه ، ولا ينزع من شيء إلَّا شانه )) .. وفيه عن جرير رضي الله عنه ، عن النبي ﷺ قال (( من يُحْرم الرِّفقَ يُحْرم الخير )) .. وفي (( المسند )) عن عائشة رضي الله عنها ، أن النبي ﷺ قال : (( إنه من أعطي حظَّه مِنَ الرِّفق فقد أعطي حظه من خير الدّنيا والآخرة ، وحسن الخلق وحسن الجوار يعمران الدِّيار ، ويزيدان في الأعمار )) .. وكان نبيُّنا محمد ﷺ أرفق النّاس ، وشواهد رفقه في سنته ظاهرة ، ودلائل حلمه وأناته في سيرته واضحة ، بل إنه ضرب أروع الأمثلة في تحقيق الرِّفق والأناة في تعامله مع الناس ودعوته إلى دين الله ، ومعالجته لما قد يقع من أخطاء أو مخالفات ، ومن ذلكم مارواه البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه قال : (( بينما نحن في المسجد مع رسول الله ﷺ إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد ، فقال أصحاب رسول الله ﷺ : مه مه ، قال : قال رسول الله ﷺ لاتُزرمُوه دعوه ، فتركوه حتى بال ، ثم إنَّ رسول الله ﷺ دعاه فقال له : إنَّ هذه المساجدَ لا تصلح لشيءٍ من هذا البول ولا القذر ، إنما هي لذكر الله عزوجل والصلاة وقراءة القرآن )) ورواه البخاريّ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، وفيه : (( أنَّ النبي ﷺ قال لهم : دعوه وهَرِيقُوا على بَوله سَجْلًا من ماء - أو ذَنوبًا من ماء - ، فإنما بُعثتم ميسِّرين ولم تبعثوا معسِّرين )).. فربّنا سبحانه رفيقٌ يحبُّ الرِّفق ، وديننا رفق ويسر كلُّه ، ونبيُّنا ﷺ إمام أهل الرِّفق وقدوتهم ، وواجبنا أنْ نتحلَّى بالرِّفق في شأننا كلِّه ، والله وحده الموفق لا شريك له ... اللهم علمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا معرفة بك يالله إن الأمور إذا ما اللهُ يسَّرها أتتكَ من حيث لا ترجو وتحتسبُ ثق بالإلهِ ولا تركن إلى أحدٍ ، فالله أكرمُ مَن يُرجى ويرتقبُ ♡. |
04-01-2015 | #3 |
العلوم الشرعية |
رد: من فقه أسماء الله الحسنى الرَّفيق |
إن الأمور إذا ما اللهُ يسَّرها أتتكَ من حيث لا ترجو وتحتسبُ ثق بالإلهِ ولا تركن إلى أحدٍ ، فالله أكرمُ مَن يُرجى ويرتقبُ ♡. |
04-14-2015 | #6 |
العلوم الشرعية |
رد: من فقه أسماء الله الحسنى الرَّفيق |
إن الأمور إذا ما اللهُ يسَّرها أتتكَ من حيث لا ترجو وتحتسبُ ثق بالإلهِ ولا تركن إلى أحدٍ ، فالله أكرمُ مَن يُرجى ويرتقبُ ♡. |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 5 : | |
, , , |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
من أسماء الله الحسنى المنَّان | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 1 | 03-11-2015 02:06 PM |
من أسماء الله الحسنى الطيِّب | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 7 | 02-07-2015 12:55 PM |
من شرح أسماء الله الحسنى | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 3 | 04-13-2014 01:48 PM |
من أسماء الله الحسنى (الفتاح) | أمل شريف | شعاع العلوم الشرعية | 3 | 03-31-2014 08:38 PM |
أسماء الله الحسنى بالشرح من هنا | أم يعقوب | شعاع العلوم الشرعية | 4 | 03-18-2014 03:36 PM |