منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع السيرة النبوية، الصحابة و السلف الصالح (https://hwazen.com/vb/f35.html)
-   -   قصص الانبياء بدايه من سيدنا ادم ابو البشر الى خاتم الانبياء سيدنا محمد عليه السلام (https://hwazen.com/vb/t9313.html)

ام بشري 08-22-2015 12:41 AM

رد: قصص الانبياء بدايه من سيدنا ادم ابو البشر الى خاتم الانبياء سيدنا محمد عليه السلام
 
[postback=massy/images/backgrounds/7.gif]
الحلقه العشرون

سيدنا داود عليه السلام

اتاه الله العلم والحكمه وسخر له الجبال والطير يسبحن معه
والان له الحديد، كان عبدا خالصا لله شكورا يصوم يوما ويفطر يوما
يقوم نصف الليل وينام ثلثه ويقوم سدسه وانزل الله عليه
الزبور وقد اوتى ملكا عظيما وامره الله ان يحكم بالعدل
سيرته:
حال بنو اسرائيل قبل داود:
قبل البدء بقصه داود عليه السلام لنرى الاوضاع
التى عاشها بنو اسرائيل فى تلك الفتره
لقد انفصل الحكم عن الدين
فاخر نبى ملك كان يوشع بن نون اما من بعده فكانت الملوك
تسوس بنى اسرائيل وكانت الانبياء تهديهم
وزاد طغيان بنى اسرائيل
فكانوا يقتلون الانبياء نبيا تلو نبى فسلط الله عليهم
ملوكا منهم ظلمه جبارين الوهم وطغوا عليهم
وتتالت الهزائم على بنى اسرائيل حتى انهم اضاعوا التابوت
وكان فى التابوت بقيه مما ترك ال موسى وهارون
فقيل ان فيها بقيه من الالواح التى
انزلها الله على موسى وعصاه وامورا اخرى
كان بنو اسرائيل ياخذون التابوت معهم فى معاركهم لتحل عليهم السكينه
ويحققوا النصر فتشروا وساءت حالهم
فى هذه الظروف الصعبه كانت هنالك امراه حامل
تدعو الله كثيرا ان يرزقها ولدا ذكرا
فولدت غلاما فسمته اشموئيل ومعناه بالعبرانيه اسماعيل
اى سمع الله دعائى فلما ترعرع بعثته الى المسجد
واسلمته لرجل صالح ليتعلم منه الخير والعباده
فكان عنده فلما بلغ اشده بينما هو ذات ليله نائم:
اذا صوت ياتيه من ناحيه المسجد فانتبه مذعورا ظانا ان الشيخ يدعوه
فهرع اشموئيل الى يساله:
ادعوتنى؟
فكره الشيخ ان يفزعه فقال:
نعم نم فنام
ثم ناداه الصوت مره ثانيه
وثالثه
وانتبه الى جبريل عليه السلام يدعوه:
ان ربك بعثك الى قومك
اختيار طالوت ملكا:
ذهب بنو اسرائيل لنبيهم يوما
سالوه:
السنا مظلومين؟
قال:
بلى
قالوا:
السنا مشردين؟
قال:
بلى
قالوا:
ابعث لنا ملكا يجمعنا تحت رايته كى نقاتل فى
سبيل الله ونستعيد ارضنا ومجدنا
قال نبيهم وكان اعلم بهم:
هل انتم واثقون من القتال لو كتب عليكم القتال؟
قالوا:
ولماذا لا نقاتل فى سبيل الله وقد طردنا من ديارنا
وتشرد ابناؤنا وساء حالنا؟
قال نبيهم:
ان الله اختار لكم طالوت ملكا عليكم
قالوا:
كيف يكون ملكا علينا وهو ليس من ابناء الاسره التى يخرج منها الملوك
ابناء يهوذا كما انه ليس غنيا وفينا من هو اغنى منه؟
قال نبيهم:
ان الله اختاره وفضله عليكم بعلمه وقوه جسمه
قالوا:
ما هى ايه ملكه؟
قال لهم نبيهم:
يسرجع لكم التابوت تجمله الملائكه
ووقعت هذه المعجزه وعادت اليهم التوراه يوما
ثم تجهز جيش طالوت وسار الجيش طويلا حتى احس الجنود بالعطش
قال الملك طالوت لجنوده:
سنصادف نهرا فى الطريق فمن شرب منه فليخرج من الجيش
ومن لم يذقه وانما بل ريقه فقط فليبق معى
فى الجيش
وجاء النهر فشرب معظم الجنود وخرجوا من الجيش
وكان طالوت قد اعد هذا الامتحان ليعرف من يطيعه من الجنود ومن يعصاه
وليعرف ايهم قوى الاراده ويتحمل العطش
وايهم ضعيف الاراده ويستسلم بسرعه
لم يبق الا ثلاثمئه وثلاثه عشر رجلا
لكن جميعهم من الشجعان
كان عدد افراد جيش طالوت قليلا
وكان جيش العدو كبيرا وقويا
فشعر بعض هؤلاء الصفوه انهم اضعف من جالوت وجيشه وقالوا:
كيف نهزم هذا الجيش الجبار؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍
قال المؤمنون من جيش طالوت:
النصر ليس بالعده والعتاد انما النصر من عند الله
{كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَه غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَه بِإِذْنِ اللّهِ}
فثبّتوهم
وبرز جالوت فى دروعه الحديديه وسلاحه
وهو يطلب احدا يبارزه
وخاف منه جنود طالوت جميعا
وهنا برز من جيش طالوت راعى غنم صغير هو داود
كان داود مؤمنا بالله وكان يعلم ان الايمان بالله هو القوه الحقيقيه فى هذا الكون
وان العبره ليست بكثره السلاح ولا ضخامه الجسم ومظهر الباطل
وكان الملك قد قال:
من يقتل جالوت يصير قائدا على الجيش ويتزوج ابنتى
ولم يكن داود يهتم كثيرا لهذا الاغراء
كان يريد ان يقتل جالوت لان جالوت رجل جبار وظالم ولا يؤمن بالله
وسمح الملك لداود ان يبارز جالوت
وتقدم داود بعصاه وخمسه احجار ومقلاعه
(وهو نبله يستخدمها الرعاه)
تقدم جالوت المدجج بالسلاح والدروع
وسخر جالوت من داود واهانه وضحك منه
ووضع داود حجرا قويا فى مقلاعه وطوح به فى الهواء واطلق الحجر
فاصاب جالوت فقتله وبدات المعركه وانتصر جيش طالوت على جيش جالوت
جمع الله الملك والنبوه لداود:
بعد فتره اصبح داود عليه السلم ملكا لبنى اسرائيل
فجمع الله على يديه النبوه والملك مره اخرى
وتاتى بعض الروايات لتخبرنا بان طالوت بعد ان اشتهر نجم داوود اكلت الغيره قلبه
وحاول قتله وتستمر الروايات فى نسج مثل هذه الامور
لكننا لا نود الخوض فيها فليس لدينا دليل قوى عليها
ما يهمنا هو انتقال الملك بعد فتره من الزمن الى داود
لقد اكرم الله نبيه الكريم بعده معجزات لقد انزل عليه الزبور
{وَاتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا}
واتاه جمال الصوت فكان عندما يسبّح تسبح الجبال والطيور معه
والناس ينظرون والان الله فى يديه الحديد
حتى قيل انه كان يتعامل مع الحديد كما كان الناس يتعاملون مع الطين والشمع
وقد تكون هذه الالانه بمعنى انه اول من عرف ان الحديد
ينصهر بالحراره فكان يصنع منه الدروع
كانت الدروع الحديديه التى يصنعها صناع الدروع ثقيله ولا
تجعل المحارب حرا يستطيع ان يتحرك كما يشاء او يقاتل
كما يريد فقام داوود بصناعه نوعيه جديده من الدروع
درع يتكون من حلقات حديديه تسمح للمحارب بحريه الحركه
وتحمى جسده من السيوف والفئوس والخناجر
افضل من الدروع الموجوده ايامها
وشد الله ملك داود جعله الله منصورا على اعدائه دائما
وجعل ملكه قويا عظيما يخيف الاعداء حتى بغير حرب
وزاد الله من نعمه على داود فاعطاه الحكمه وفصل الخطاب
اعطاه الله مع النبوه والملك حكمه وقدره على تمييز
الحق من الباطل ومعرفه الحق ومساندته
فاصبح نبيا ملكا قاضيا
القضايا التى عرضت على داود:
يروى لنا القران الكريم بعضا من القضايا
التى وردت على داود عليه السلام
فلقد جلس داود كعادته يوما يحكم بين الناس فى مشكلاتهم
وجاءه رجل صاحب حقل ومعه رجل اخر
وقال له صاحب الحقل:
سيدى النبى ان غنم هذا الرجل نزلت حقلى اثناء الليل
واكلت كل عناقيد العنب التى كانت فيه
وقد جئت اليك لتحكم لى بالتعويض
قال داود لصاحب الغنم:
هل صحيح ان غنمك اكلت حقل هذا الرجل؟
قال صاحب الغنم:
نعم يا سيدى
قال داود:
لقد حكمت بان تعطيه غنمك بدلا من الحقل الذى اكلته
قال سليمان
وكان الله قد علمه حكمه تضاف الى ما ورث من والده:
عندى حكم اخر يا ابى
قال داود:
قله يا سليمان
قال سليمان:
احكم بان ياخذ صاحب الغنم حقل هذا الرجل الذى اكلته الغنم
ويصلحه له ويزرعه حتى تنمو اشجار العنب
واحكم لصاحب الحقل ان ياخذ الغنم ليستفيد من صوفها ولبنها وياكل منه
فاذا كبرت عناقيد الغنم وعاد الحقل سليما كما كان
اخذ صاحب الحقل حقله واعطى صاحب الغنم غنمه
قال داود:
هذا حكم عظيم يا سليمان
الحمد لله الذى وهبك الحكمه
وقد ورد فى الصحيح قصه اخرى:
(حَدَّثَنِى زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنِى شَبَابَةُ حَدَّثَنِى وَرْقَاءُ
عَنْ أَبِى الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
بَيْنَمَا امْرَأَتَانِ مَعَهُمَا ابْنَاهُمَا جَاءَ الذِّئْبُ فَذَهَبَ
بِابْنِ إِحْدَاهُمَا فَقَالَتْ هَذِهِ لِصَاحِبَتِهَا إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ أَنْتِ
وَقَالَتِ الأُخْرَى إِنَّما ذَهَبَ بِابْنِكِ. فَتَحَاكَمَتَا إِلَى دَاوُدَ
فَقَضَى بِهِ لِلْكُبْرَى فَخَرَجَتَا عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ
فَأَخْبَرَتَاهُ فَقَالَ ائْتُونِى بِالسِّكِّينِ أَشُقُّهُ بَيْنَكُمَا
فَقَالَتِ الصُّغْرَى لاَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ هُوَ ابْنُهَا
فَقَضَى بِهِ لِلصُّغْرَى)
قَالَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَاللَّهِ إِنْ سَمِعْتُ بِالسِّكِّينِ
قَطُّ إِلاَّ يَوْمَئِذٍ مَا كُنَّا نَقُولُ إِلاَّ الْمُدْيَةَ
فتنه داود:
وكان داود رغم قربه من الله وحب الله له
يتعلم دائما من الله وقد علمه الله يوما الا يحكم ابدا
الا اذا استمع لاقوال الطرفين المتخاصمين
فيذكر لنا المولى فى كتابه الكريم قضيه اخرى
عرضت على داود عليه السلام
جلس داود يوما فى محرابه الذى يصلى لله ويتعبد فيه
وكان اذا دخل حجرته امر حراسه الا يسمحوا لاحد بالدخول عليه
او ازعاجه وهو يصلى ثم فوجئ يوما فى محرابه بانه امام اثنين من الرجال
وخاف منهما داود لانهما دخلا رغم انه امر الا يدخل عليه احد
سالهما داود:
من انتما؟
قال احد الرجلين:
لا تخف يا سيدى بينى وبين هذا الرجل خصومه
وقد جئناك لتحكم بيننا بالحق
سال داود:
ما هى القضيه؟
قال الرجل الاول:
{إِنَّ هَذَا أَخِى لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِى نَعْجَةٌ وَاحِدَه}
وقد اخذها منى
قال اعطها لى واخذها منى
وقال داود بغير ان يسمع راى الطرف الاخر وحجته:
{لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ}
وان كثيرا من الشركاء يظلم بعضهم بعضا الا الذين امنوا
وفوجئ داود باختفاء الرجلين من امامه
اختفى الرجلان كما لو كانا سحابه تبخرت فى الجو وادرك داود
ان الرجلين ملكان ارسلهما الله اليه ليعلماه درسا
فلا يحكم بين المتخاصمين من الناس الا اذا سمع اقوالهم جميعا
فربما كان صاحب التسع والتسعين نعجه معه الحق
وخر داود راكعا وسجد لله واستغفر ربه
نسجت اساطير اليهود قصصا مريبه حول فتنه داود عليه السلام
وقيل انه اشتهى امراه احد قواد جيشه فارسله فى معركه يعرف من البدايه نهايتها
واستولى على امراته وليس ابعد عن تصرفات داود من هذه القصه المختلقه
ان انسانا يتصل قلبه بالله ويتصل تسبيحه بتسبيح الكائنات والجمادات
يستحيل عليه ان يرى او يلاحظ جمالا بشريا محصورا في وجه امراه او جسدها
وفاته عليه السلام:
عاد داود يعبد الله ويسبحه حتى مات
كان داود يصوم يوما ويفطر يوما
قال رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم عن داود:
(افضل الصيام صيام داود
كان يصوم يوما ويفطر يوما
وكان يقرا الزبور بسبعين صوتا
وكانت له ركعه من الليل يبكى فيها نفسه ويبكى ببكائه كل شئ
ويشفى بصوته المهموم والمحموم)
جاء فى الحديث الصحيح ان داود عليه السلام كان شديد الغيره على نساءه
فكانت نساءه فى قصر وحول القصر اسوار
حتى لا يقترب احد من نساءه
وفى احد الايام راى النسوه رجلا فى صحن القصر
فقالوا:
من هذا والله لن راه داود ليبطشنّ به فبلغ الخبر داود عليه السلام
فقال للرجل:
من انت؟
وكيف دخلت؟
قال:
انا من لا يقف امامه حاجز
قال:
انت ملك الموت
فاذن له فاخذ ملك الموت روحه
مات داود عليه السلام وعمره مئه سنه
وشيع جنازته عشرات الالاف
فكان محبوبا جدا بين الناس
حتى قيل لم يمت فى بنى اسرائيل بعد موسى وهارون احد كان بنو اسرائيل اشد جزعا عليه
منهم على داود واذت الشمس الناس فدعا سليمان الطير قال:
اظلى على داود
فاظلته حتى اظلمت عليه الارض
وسكنت الريح وقال سليمان للطير:
اظلى الناس من ناحيه الشمس وتنحى من ناحيه الريح
واطاعت الطير
فكان ذلك اول ما راه الناس من ملك سليمان

تابعو معنا الحلقه الواحده وعشرون[/postback]

ام بشري 08-22-2015 12:43 AM

رد: قصص الانبياء بدايه من سيدنا ادم ابو البشر الى خاتم الانبياء سيدنا محمد عليه السلام
 
لحلقه الحاديه والعشرون[postback=massy/images/backgrounds/7.gif]

سيدنا سليمان عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم
اتاه الله العلم والحكمه وعلمه منطق الطير والحيوانات
وسخر له الرياح والجن
وكان له قصه مع الهدهد حيث اخبره ان
هناك مملكه باليمن يعبد اهلها الشمس
من دون الله فبعث سليمان الى ملكه
سبا يطلب منها الايمان ولكنها
ارسلت له الهدايا فطلب
من الجن ان ياتوا بعرشها فلما جاءت
ووجدت عرشها امنت بالله
سيرته:
{وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ}
ورثه فى النبوه والملك ليس المقصود وراثته فى المال
لان الانبياء لا يورثون انما تكون
اموالهم صدقه من بعدهم للفقراء والمحتاجين
لا يخصون بها اقربائهم قال محمد
بن عبد الله صلى الله عليه وسلم:
"نحن معشر الانبياء لا نورث"
ملك سليمان:
لقد اتى الله سليمان عليه السلام ملكا عظيما
لم يؤته احدا من قبله
ولن يعطه لاحد من بعده الى يوم القيامه فقد
استجاب الله تعالى لدعوه سليمان
{رَبِّ اغْفِرْ لِى وَهَبْ لِى مُلْكًا لَّا يَنبَغِى لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِى}
لنتحدث الان عن بعض الامور التى
سخرها الله لنبيه سليمان عليه السلام
لقد سخر له امرا لم يسخره لاحد من قبله ولا بعده سخر الله له
(الجن)
فكان لديه عليه السلام القدره على
حبس الجن الذين لا يطيعون امره
وتقييدهم بالسلاسل وتعذيبهم ومن
يعص سليمان يعذبه الله تعالى لذلك كانوا
يستجيبون لاوامره
فيبنون له القصور
والتماثيل التى كانت مباحه فى
شرعهم والاوانى والقدور الضخمه جدا
فلا يمكن تحريكها من ضخامتها
وكانت تغوص له فى اعماق البحار
وتستخرج اللؤلؤ والمرجان والياقوت
وسخر الله لسليمان عليه السلام الريح فكانت
تجرى بامره لذلك كان يستخدمها سليمان
فى الحرب فكان لديه بساطا خشبيا ضخم جدا
وكان يامر الجيش بان يركب على هذا الخشب
ويامر الريح بان ترفع البساط وتنقلهم
للمكان المطلوب فكان
يصل فى سرعه خارقه
ومن نعم الله عليه
اساله النحاس له مثلما انعم على والده
داود بان الان له الحديد وعلمه كيف يصهره
وقد استفاد سليمان من النحاس المذاب
فائده عظيمه فى الحرب والسلم
ونختم هذه النعم بجيش سليمان عليه السلام كان جيشه مكون من:
البشر والجن والطيور فكان يعرف لغتها
سليمان والخيل:
بعد عرض انعم الله عليه
لنبدا بقصته عليه السلام وبعض احداثها
كان سليمان عليه السلام يحب الخيل كثيرا
خصوصا ما يسمى
(بالصافنات)
وهى من اجود انواع الخيول واسرعها وفى يوم من الايام
بدا استعراض هذه الخيول امام سليمان عصرا
وتذكر بعد الروايات ان عددها كان اكثر من عشرين الف جواد
فاخذ ينظر اليها ويتامل فيها
فطال الاستعراض
فشغله عن ورده اليومى فى ذكر الله تعالى
حتى غابت الشمس
فانتبه وانب نفسه لان حبه لهذه الخيول شغله عن ذكر ربه حتى غابت الشمس
فامر بارجاع الخيول له
{فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ}
وجاءت هنا روايتان كلاهما قوى روايه تقول انه اخذ السيف وبدا بضربها على رقابها وارجلها
حتى لا ينشغل بها عن ذكر الله وروايه
اخرى تقول انه كان يمسح عليها ويستغفر
الله عز وجل
فكان يمسحها ليرى السقيم منها من الصحيح
لانه كان يعدّها للجهاد فى سبيل الله
ابتلاء سليمان:
ورغم كل هذه النعم العظيمه والمنح الخاصه
فقد فتن الله تعالى سليمان اختبره وامتحنه
والفتنه امتحان دائم
وكلما كان العبد عظيما كان امتحانه عظيما
اختلف المفسرون فى فتنه سليمان
عليه السلام ولعل اشهر روايه
عن هذه الفتنه هى نفسها اكذب روايه قيل
ان سليمان عزم على الطواف على نسائه
السبعمائه فى ليله واحده وممارسه الحب
معهن حتى تلد كل امراه
منهن ولدا يجاهد فى سبيل الله ولم يقلسليمان ان شاء الله
فطاف على نسائه فلم تلد منهن غير
امراه واحده ولدت طفلا مشوها القوه
على كرسيه والقصه مختلقه من بدايتها لنهايتها
وهى من الاسرائيليات الخرافيه
وحقيقه هذه الفتنه ما ذكره الفخر الرازى قال:
ان سليمان ابتلى بمرض شديد حار فىه الطب مرض سليمان مرضا شديدا حار فيه اطباء الانس والجن
واحضرت له الطيور اعشابا طبيه من اطراف الارض فلم يشف
وكل يوم كان المرض يزيد عليه حتى
اصبح سليمان اذا جلس على كرسيه
كانه جسد بلا روح كانه ميت من كثره
الاعياء والمرض واستمر هذا المرض فتره
كان سليمان فيها لا يتوقف عن ذكر
الله وطلب الشفاء منه واستغفاره وحبه
وانتهى امتحان الله تعالى لعبده سليمان
وشفى سليمان عادت اليه صحته بعد ان
عرف ان كل مجده وكل ملكه وكل عظمته
لا تستطيع ان تحمل اليه الشفاء الا اذا اراد الله سبحانه
هذا هو الراى الذى نرتاح اليه ونراه
لائقا بعصمه نبى حكيم وكريم كسليمان
ويذكر لنا القران الكريم مواقف عده
تتجلى لنا فيها حكمه سليمان عليه السلام ومقدرته الفائقه
على استنتاج الحكم الصحيح فى القضايا المعروضه عليه
ومن هذه القصص ما حدث فى زمن داود عليه السلام قال تعالى:
{وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِى الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ
غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ

(78)
فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا اتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا}
جلس داود كعادته يوما يحكم بين الناس فى مشكلاتهم
وجاءه رجل صاحب حقل ومعه رجل اخر
وقال له صاحب الحقل:
سيدى النبى ان غنم هذا الرجل نزلت حقلى اثناء الليل
واكلت كل عناقيد العنب التى كانت فيه
وقد جئت اليك لتحكم لى بالتعويض
قال داود لصاحب الغنم:
هل صحيح ان غنمك اكلت حقل هذا الرجل؟
قال صاحب الغنم:
نعم يا سيدى
قال داود:
لقد حكمت بان تعطيه غنمك بدلا من الحقل الذى اكلته
قال سليمان وكان الله قد علمه حكمه تضاف الى ما ورث من والده:
عندى حكم اخر يا ابى
قال داود:
قله يا سليمان
قال سليمان:
احكم بان ياخذ صاحب الغنم حقل هذا الرجل الذى اكلته الغنم ويصلحه له ويزرعه حتى تنمو اشجار العنب
واحكم لصاحب الحقل ان ياخذ الغنم ليستفىد
من صوفها ولبنها وياكل منه
فاذا كبرت عناقيد الغنم وعاد الحقل سليما كما
كان اخذ صاحب الحقل
حقله واعطى صاحب الغنم غنمه
قال داود:
هذا حكم عظيم يا سليمان الحمد لله الذى وهبك الحكمه
ومنها ما جاء فى الحديث الصحيح:
حَدَّثَنِى زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنِى شَبَابَةُ حَدَّثَنِى وَرْقَاءُ عَنْ أَبِى الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ
عنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
(بَيْنَمَا امْرَأَتَانِ مَعَهُمَا ابْنَاهُمَا جَاءَ الذِّئْبُ
فَذَهَبَ بِابْنِ إِحْدَاهُمَا
فَقَالَتْ هَذِهِ لِصَاحِبَتِهَا إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ أَنْتِ وَقَالَتِ
الأُخْرَى إِنَّما ذَهَبَ بِابْنِكِ فَتَحَاكَمَتَا إِلَى
دَاوُدَ فَقَضَى بِهِ لِلْكُبْرَى
فَخَرَجَتَا عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا
السَّلاَمُ فَأَخْبَرَتَاهُ
فَقَالَ ائْتُونِى بِالسِّكِّينِ أَشُقُّهُ بَيْنَكُمَا فَقَالَتِ الصُّغْرَى
لاَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ هُوَ ابْنُهَا فَقَضَى بِهِ لِلصُّغْرَى
)
قَالَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَاللَّهِ إِنْ سَمِعْتُ بِالسِّكِّينِ قَطُّ إِلاَّ يَوْمَئِذٍ
مَا كُنَّا نَقُولُ إِلاَّ الْمُدْيَةَ

سليمان والنمله:
ويذكر لنا القران الكريم قصه عجيبه:
{وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ
(17)
حَـتَّى إِذا اتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ
نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا
يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ

(18)
فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِى
أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِى أَنْعَمْتَ عَلَى وَعَلَى وَالِدَى
وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِى بِرَحْمَتِكَ فِى عِبَادِكَ
الصَّالِحِينَ
}
(19)
(النمل)
يقول العلماء
(ما اعقلها من نمله وما افصحها)
(يَا)
نادت
(أَيُّهَا)
نبّهت
(ادْخُلُوا)
امرت
(لَا يَحْطِمَنَّكُمْ)
نهت
(سُلَيْمَانُ)
خصّت
(وَجُنُودُهُ)
عمّت
(وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)
اعتذرت سمع سليمان كلام النمله
فتبسم ضاحكا من قولها ما الذى تتصوره هذه النمله
رغم كل عظمته وجيشه فانه رحيم
بالنمل يسمع همسه وينظر دائما امامه ولا يمكن
ابدا ان يدوسه وكان سليمان يشكر الله
ان منحه هذه النعمه نعمه
الرحمه ونعمه الحنو والشفقه والرفق
سليمان عليه السلام وبلقيس ملكه سبا:
ولعل اشهر قصه عن سليمان عليه السلام
هى قصته مع بلقيس ملكه سبا
جاء يوم واصدر سليمان امره لجيشه ان يستعد بعدها
خرج سليمان يتفقد الجيش ويستعرضه ويفتش عليه فاكتشف غياب الهدهد وتخلفه عن الوقوف مع الجيش
فغضب وقرر تعذيبه او قتله الا ان
كان لديه عذر قوى منعه من القدوم
فجاء الهدهد ووقف على مسافه
غير بعيده عن سليمان عليه السلام
{فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ
بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ
}
وانظروا كيف يخاطب هذا الهدهد اعظم ملك فى الارض
بلا احساس بالذل او المهانه
ليس كما يفعل ملوك اليوم لا يتكلم معهم احد الا ويجب
ان تكون علامات الذل ظاهره عليه
فقال الهدهد ان اعلم منك بقضيه معينه
فجئت باخبار اكيده من مدينه سبا باليمن
{إِنِّى وَجَدتُّ امْرَأَةً}
بلقيس
{تَمْلِكُهُمْ}
تحكمهم
{وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَئ}
اعطاها الله قوه وملكا عظيمين وسخّر لها اشياء كثيره
{وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ}
وكرسى الحكم ضخم جدا ومرصّع بالجواهر
{وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ}
وهم يعبدون الشمس
{وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ}
اضلهم الشيطان
{فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ
(24)
أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِى يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِى
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ
}
يسجدون للشمس ويتركون الله سبحانه وتعالى
{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}
وذكر العرش هنا لانه ذكر عرش بلقيس من قبل
فحتى لا يغترّ انسان بعرشها ذكر
عرش الله سبحانه وتعالى
فتعجب سليمان من كلام الهدهد
فلم يكن شائعا ان تحكم المراه البلاد
وتعجب من ان قوما لديهم كل شئ
ويسجدون للشمس
وتعجب من عرشها العظيم
فلم يصدق الهدهد ولم يكذبه انما
{قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ}
وهذا منتهى العدل والحكمه
ثم كتب كتابا واعطاه للهدهد وقال له:
{اذْهَب بِّكِتَابِى هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ
ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ
}
الق الكتاب عليهم وقف فى مكان
بعيد يحث تستطيع سماع ردهم على الكتاب
يختصر السياق القراني فى سوره
النمل ما كان من امر ذهاب الهدهد وتسليمه الرساله
وينتقل مباشره الى الملكه وسط مجلس المستشارين
وهى تقرا على رؤساء قومها ووزرائها رساله سليمان
{قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّى أُلْقِى إِلَيى كِتَابٌ كَرِيمٌ
(29)
إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(30)
أَلَّا تَعْلُوا عَلَيى وَأْتُونِى مُسْلِمِينَ}
(31)
(النمل)
هذا هو نص خطاب الملك سليمان لملكه سبا
انه يامر فى خطابه ان ياتوه مسلمين
هكذا مباشره انه يتجاوز امر عبادتهم للشمس
ولا يناقشهم فى فساد عقيدتهم ولا
يحاول اقناعهم بشئ انما يامر فحسب
اليس مؤيدا بقوه تسند الحق الذى يؤمن به؟
لا عليه اذن ان يامرهم بالتسليم
كان هذا كله واضحا من لهجه الخطاب القصيره
المتعاليه المهذبه فى نفس الوقت
طرحت الملكه على رؤساء قومها الرساله وكانت عاقله تشاورهم فى جميع الامور:
{قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِى أَمْرِى
مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ
}
كان رد فعل الملا وهم رؤساء قومها التحدى
اثارت الرساله بلهجتها المتعاليه المهذبه غرور القوم
واحساسهم بالقوه ادركوا ان هناك
من يتحداهم ويلوح لهم بالحرب والهزيمه
ويطالبهم بقبول شروطه قبل وقوع الحرب والهزيمه
{قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ
شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ
}
اراد رؤساء قومها ان يقولوا:
نحن على استعداد للحرب ويبدو ان الملكه
كانت اكثر حكمه من رؤساء قومها فان
رساله سليمان اثارت تفكيرها اكثر مما استنفرتها للحرب
فكرت الملكه طويلا فى رساله سليمان كان اسمه مجهولا لديها
لم تسمع به من قبل
وبالتالى كانت تجهل كل شئ عن قوته
ربما يكون قويا الى الحد الذى
يستطيع فىه غزو مملكتها وهزيمتها
ونظرت الملكه حولها فرات تقدم شعبها وثراءه
وخشيت على هذا الثراء والتقدم
من الغزو ورجحت الحكمه فى نفسها على التهور
وقررت ان تلجا الى اللين وترسل
اليه بهديه وقدرت فى نفسها انه ربما يكون
طامعا قد سمع عن ثراء المملكه
فحدثت نفسها بان تهادنه وتشتري السلام منه بهديه
قدرت فى نفسها ايضا ان ارسالها
بهديه اليه سيمكن رسلها الذين يحملون الهديه
من دخول مملكته واذا سيكون رسلها
عيونا فى مملكته يرجعون باخبار قومه وجيشه
وفى ضوء هذه المعلومات سيكون
تقدير موقفها الحقيقى منه ممكنا
اخفت الملكه ما يدور فى نفسها
وحدثت رؤساء قومها
بانها ترى استكشاف نيات الملك
سليمان عن طريق ارسال هديه
اليه انتصرت الملكه للراى الذى
يقضى بالانتظار والترقب واقنعت
رؤساء قومها بنبذ فكره الحرب مؤقتا
لان الملوك اذا دخلوا قريه انقلبت
اوضاعها وصار رؤساءها هم اكثر
من فىها تعرضا للهوان والذل
واقتنع رؤساء قومها حين لوحت الملكه بما يتهددهم من اخطار
وصلت هديه الملكه بلقيس الى الملك النبى سليمان
جاءت الاخبار لسليمان بوصول
رسل بلقيس وهم يحملون الهديه وادرك سليمان على الفور
ان الملكه ارسلت رجالها ليعرفوا معلومات عن قوته لتقرر
موقفها بشانه ونادى سليمان فى المملكه
كلها ان يحتشد الجيش ودخل
رسل بلقيس وسط غابه كثيفه
مدججه بالسلاح فوجئ رسل بلقيس بان كل
غناهم وثرائهم يبدو وسط بهاء مملكه
سليمان وصغرت هديتهم فى اعينهم
وفوجئوا بان فى الجيش اسودا ونمورا وطيورا
وادركوا انهم امام جيش لا يقاوم
ثم قدموا لسليمان هديه الملكه بلقيس على استحياء
شديد وقالوا له نحن نرفض الخضوع لك
لكننا لا نريد القتال وهذه الهديه
علامه صلح بيننا ونتمنى ان تقبلها نظر سليمان الى هديه الملكه واشاح ببصره
{فَلَمَّا جَاء سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ
فَمَا اتَانِى اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا اتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ
}
كشف الملك سليمان بكلماته القصيره عن رفضه لهديتهم
وافهمهم انه لا يقبل شراء رضاه
بالمال يستطيعون شراء رضاه بشئ اخر
{أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ}
ثم هددهم
{ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم
بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ
}
وصل رسل بلقيس الى سبا وهناك
هرعوا الى الملكه وحدثوها ان بلادهم فى خطر حدثوها
عن قوه سليمان واستحاله صد جيشه
افهموها انها ينبغى ان تزوره
وتترضاه وجهزت الملكه نفسها وبدات
رحلتها نحو مملكه سليمان
جلس سليمان فى مجلس الملك وسط
رؤساء قومه ووزرائه وقاده جنده
وعلمائه كان يفكر فى بلقيس يعرف
انها فى الطريق اليه تسوقها الرهبه لا
الرغبه ويدفعها الخوف لا الاقتناع ويقرر
سليمان بينه وبين نفسه ان يبهرها بقوته
فيدفعها ذلك للدخول فى الاسلام فسال من حوله ان كان بامكان
احدهم ان يحضر له عرش بلقيس قبل ان تصل الملكه لسليمان
فعرش الملكه بلقيس هو اعجب ما فى مملكتها
كان مصنوعا من الذهب والجواهر الكريمه
وكانت حجره العرش وكرسى العرش ايتين فى الصناعه والسبك
وكانت الحراسه لا تغفل عن العرش لحظه
فقال احد الجن انا استطيع احضار العرش قبل ان ينتهى
المجلس وكان عليه السلام يجلس من الفجر
الى الظهر وانا قادر على حمله وامين على جواهره
لكن شخص اخر يطلق عليه القران الكريم
{الذى عنده علم الكتاب}
قال لسليمان انا استطيع احضار العرش فى الوقت
الذى تستغرقه العين فى الرمشه الواحده
واختلف العلماء فى
{الذى عنده علم الكتاب}
فمنهم من قال انه وزيره او احد علماء بنى اسرائيل وكان يعرف
اسم الله الاعظم الذى اذا دعى به اجاب
ومنهم من قال انه جبريل عليه السلام
لكن السياق القرانى ترك الاسم وحقيقه الكتاب غارقين فى غموض كثيف
مقصود نحن امام سر معجزه كبرى وقعت من واحد كان يجلس
فى مجلس سليمان والاصل ان الله يظهر معجزاته فحسب
اما سر وقوع هذه المعجزات فلا يديره الا الله
وهكذا يورد السياق القرانى
القصه لايضاح قدره سليمان الخارقه
وهى قدره يؤكدها وجود هذا العالم فى مجلسه
هذا هو العرش ماثل امام سليمان تامل تصرف سليمان
بعد هذه المعجزه لم يستخفه الفرح بقدرته
ولم يزهه الشعور بقوته وانما ارجع الفضل لمالك الملك
وشكر الله الذى يمتحنه بهذه القدره ليرى ايشكر ام يكفر
تامل سليمان عرش الملكه طويلا ثم امر بتغييره
امر باجراء بعض التعديلات عليه ليمتحن بلقيس حين تاتى
ويرى هل تهتدي الى عرشها ام تكون من الذين لا يهتدون
كما امر سليمان ببناء قصر يستقبل فيه بلقيس واختار مكانا رائعا على البحر
وامر ببناء القصر بحيث يقع معظمه على مياه البحر
وامر ان تصنع ارضيه القصر من زجاج شديد الصلابه
وعظيم الشفافيه فى نفس الوقت لكى يسير السائر
فى ارض القصر ويتامل تحته الاسماك الملونه وهى تسبح
ويرى اعشاب البحر وهى تتحرك
تم بناء القصر ومن فرط نقاء الزجاج
الذى صنعت منه ارض حجراته
لم يكن يبدو ان هناك زجاجا تلاشت ارضيه القصر
فى البحر وصارت ستارا زجاجيا خفىا فوقه
يتجاوز السياق القرانى استقبال سليمان
لها الى موقفىن وقعا لها بتدبيره:
الاول موقفها امام عرشها الذي سبقها بالمجئ
وقد تركته وراءها وعليه الحراس والثانى موقفها امام
ارضيه القصر البلوريه الشفافه التي تسبح تحتها الاسماك
لما اصطحب سليمان عليه السلام بلقيس الى العرش
نظرت اليه فراته كعرشها تماما وليس كعرشها تماما اذا كان عرشها فكيف سبقها فى المجئ؟
واذا لم يكن عرشها فكيف امكن تقليده بهذه الدقه ؟
قال سليمان وهو يراها تتامل العرش:
{أَهَكَذَا عَرْشُكِ؟}
قالت بلقيس بعد حيره قصيره:
{كَأَنَّهُ هُوَ}
قال سليمان:
{وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ}
توحى عبارته الاخيره الى الملكه بلقيس
ان تقارن بين عقيدتها وعلمها
وعقيده سليمان المسلمه وحكمته ان عبادتها للشمس
ومبلغ العلم الذى هم عليه يصابان بالخسوف
الكلى امام علم سليمان واسلامه
لقد سبقها سليمان الى العلم بالاسلام
بعدها سار من السهل عليه ان يسبقها فى العلوم الاخرى
هذا ما توحى به كلمه سليمان لبلقيس
ادركت بلقيس ان هذا هو عرشها
لقد سبقها الى المجئ
وانكرت فىه اجزاء وهى لم تزل تقطع الطريق
لسليمان اى قدره يملكها هذا النبى الملك سليمان؟
انبهرت بلقيس بما شاهدته من ايمان سليمان وصلاته لله
مثلما انبهرت بما راته من تقدمه
فى الصناعات والفنون والعلوم
وادهشها اكثر هذا الاتصال العميق
بين اسلام سليمان وعلمه وحكمته
انتهى الامر واهتزت داخل عقلها
الاف الاشياء رات عقيده قومها تتهاوى
هنا امام سليمان وادركت ان الشمس التى
يعبدها قومها ليست غير مخلوق خلقه الله تعالى وسخره لعباده
وانكسفت الشمس للمره الاولى فى قلبها
اضاء القلب نور جديد لا يغرب مثلما تغرب الشمس
ثم قيل لبلقيس ادخلى القصر فلما نظرت لم تر الزجاج
ورات المياه وحسبت انها ستخوض البحر
{وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا}
حتى لا يبتل رداؤها
نبهها سليمان دون ان ينظر الا تخاف
على ثيابها من البلل ليست هناك مياه
{إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ}
انه زجاج ناعم لا يظهر من فرط نعومته
اختارت بلقيس هذه اللحظه لاعلان اسلامها اعترفت بظلمها لنفسها واسلمت
{مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
وتبعها قومها على الاسلام
ادركت انها تواجه اعظم ملوك الارض
واحد انبياء الله الكرام
يسكت السياق القراني عن قصه بلقيس
بعد اسلامها ويقول المفسرون انها تزوجت
سليمان بعد ذلك ويقال انها تزوجت احد رجاله احبته وتزوجته
وثبت ان بعض ملوك الحبشه من نسل
هذا الزواج ونحن لا ندرى
حقيقه هذا كله لقد سكت القران الكريم
عن ذكر هذه التفاصيل التى لا
تخدم قصه سليمان ولا نرى نحن داعيا
للخوض فيما لا يعرف احد
هيكل سليمان:
من الاعمال التى قام بها سليمان عليه السلام
اعاده بناء المسجد الاقصى الذى بناه
يعقوب من قبل وبنى بجانب
المسجد الاقصى هيكلا عظيما كان مقدسا
عند اليهود ولا زالوا يبحثون عنه الى اليوم
وقد ورد فى الهدى النبوى الكريم ان
سليمان لما بنى بيت المقدس
سال ربه عز وجل ثلاثا
فاعطاه الله اثنتين ونحن نرجو ان تكون لنا الثالثه:
ساله حكما يصادف حكمه اى احكاما عادله كاحكام الله تعالى
فاعطاه اياه وساله ملكا لا ينبغى لاحد من بعده فاعطاه اياه
وساله ايما رجل خرج من بيته لا يريد الا الصلاه فى
هذا المسجد خرج من خطيئته مثل يوم ولدته امه
واسال الله ان تكون لنا
وقد تفننت التوراه فى وصف الهيكل
وهذا بعض ما ورد فى التوراه عنه:
كان هيكل سليمان فى اورشليم هو مركز العباده اليهوديه
ورمز تاريخ اليهود، وموضع فخارهم
وزهوهم وقد شيده الملك سليمان وانفق ببذخ
عظيم على بنائه وزخرفته حتى لقد احتاج
فى ذلك الى اكثر من 180 الف عامل
(سفر الملوك الاول)
وقد اتى له سليمان بالذهب من ترشيش
وبالخشب من لبنان
وبالاحجار الكريمه من اليمن
ثم بعد سبع سنوات من العمل المتواصل
تكامل بناء الهيكل
فكان ايه من ايات الدنيا فى ذلك الزمان
وامتدت يد الخراب الى الهيكل مرات
عديده اذ كان هدفا دائما للغزاه
والطامعين ينهبون ما به من كنوز ثم يشيعون فىه الدمار
(سفر الملوك الثانى)
ثم قام احد الملوك بتجديد بنائه تحببا
فى اليهود فاستغرق بناء الهيكل هذه المره 46 سنه
اصبح بعدها صرحا ضخما تحيط به
ثلاثه اسوار هائله وكان مكونا من ساحتين كبيرتين:
احداهما خارجيه والاخرى داخليه
وكانت تحيط بالساحه الداخليه اروقه
شامخه تقوم على اعمده مزدوجه من الرخام
وتغطيها سقوف من خشب الارز الثمين
وكانت الاروقه القائمه فى الجهه الجنوبيه
من الهيكل ترتكز على 162 عمودا
كل منها من الضخامه بحيث لا يمكن لاقل من ثلاثه
رجال متشابكى الاذرع ان يحيطوا بدائرته
وكان للساحه الخارجيه من الهيكل
تسع بوابات ضخمه مغطاه بالذهب وبوابه عاشره
مصبوبه كلها على الرغم من حجمها الهائل من نحاس كونثوس
وقد تدلت فوق تلك البوابات كلها زخارف على شكل عناقيد العنب الكبيره المصنوعه
من الذهب الخالص، وقد استمرت هدايا
الملوك للهيكل حتى اخر زمانه
(سفر الملوك الاول)
فكان يزخر بالكنوز التى لا تقدر بثمن
وفاته عليه السلام:
عاش سليمان وسط مجد دانت له فيه
الارض ثم قدر الله تعالى عليه الموت فمات ومثلما
كانت حياه سليمان قمه فى المجد
الذى يمتلئ بالعجائب والخوارق كان
موته ايه من ايات الله تمتلئ بالعجائب
والخوارق وهكذا جاء موته منسجما مع حياته
متسقا مع مجده
جاء نهايه فريده لحياه فريده وحافله
لقد قدر الله تعالى ان يكون موت سليمان
عليه الصلاه والسلام بشكل ينسف فكره معرفه
الجن للغيب تلك الفكره التى فتن الناس بها فاستقرت فى اذهان بعض البشر والجن
كان الجن يعملون لسليمان طالما هو حى فلما مات انكسر تسخيرهم له
واعفوا من تبعه العمل معه
وقد مات سليمان دون ان يعلم الجن فظلوا يعملون له
وظلوا مسخرين لخدمته ولو انهم كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا فى العذاب المهين
كان سليمان متكئا على عصاه يراقب الجن وهم يعملون
فمات وهو على وضعه متكئا على العصا وراه الجن
فظنوا انه يصلي واستمروا فى عملهم ومرت ايام طويله ثم جاءت دابه الارض
وهى نمله تاكل الخشب وبدات تاكل عصا سليمان كانت جائعه فاكلت جزء من
العصا استمرت النمله تاكل العصا اياما كانت تاكل الجزء الملامس للارض
فلما ازداد ما اكلته منها اختلت العصا وسقطت من
يد سليمان اختل بعدها توازن الجسد العظيم فهوى الى الارض
ارتطم الجسد العظيم بالارض فهرع الناس اليه
ادركوا انه مات من زمن تبين الجن انهم لا يعلمون الغيب
وعرف الناس هذه الحقيقه ايضا لو كان الجن يعلمون الغيب
ما لبثوا فى العذاب المهين ما لبثوا يعملون
وهم يظنون ان سليمان حي، بينما هو ميت منذ فتره
بهذه النهايه العجيبه ختم الله حياه هذا النبى الملك
تابعو معنا الحلقه الثانيه وعشرون[/postback]

ام بشري 08-22-2015 12:45 AM

رد: قصص الانبياء بدايه من سيدنا ادم ابو البشر الى خاتم الانبياء سيدنا محمد عليه السلام
 
[postback=massy/images/backgrounds/7.gif]
الحلقه الثانيه والعشرون

سيدنا زكريا عليه السلام

زكريا (عليه السلام)
تمنى عمران وزوجته ان يكون لهما ولد
فاخذا يدعوان الله ان يرزقهما الذريه الصالحه
فاستجاب الله لدعائهما وحملت امراه عمران
فنذرت ان تهب ما فى بطنها لخدمه
المسجد الاقصى ويتولى رعايته
ويقوم على شئونه ولما ولدت انثى
قالت:
{رب انى وضعتها انثى والله اعلم بما وضعت وليس الذكر
كالانثى وانى سميتها مريم وانى اعيذها بك وذريتها من
الشيطان الرجيم
}
[ال عمران:36]
ثم اخذتها
وذهبت بها الى المسجد الاقصى حتى تعيش
هناك
وتتربى على التقوى والاخلاق الحميده
وتنشا على عباده الله
منذ الصغر
وتقدم زكريا ليكفلها ويربيها ويقوم على رعايتها
وقد كان زكريا نجارًا
لكن الناس اختلفوا فى ذلك
وارتفعت اصواتهم كل ينادى ويطالب بتربيه مريم
وكل يرى نفسه احق برعايتها من غيره
فقام احد عُبَّاد المعبد ليفض هذا النزاع
الذى نشب بينهم فى شان كفاله مريم
وقال:
اقترح عليكم ان نذهب جميعًا الى النهر ونرمى اقلامنا فيه
والقلم الذى يجرى خلاف جرى الماء هو الذى يفوز صاحبه بكفاله مريم وينال شرف تربيتها
فاتفق الجميع على هذا الراى
وذهبوا الى النهر
ورمى كل واحد منهم قلمه فذهبت الاقلام جميعها مع التيار
الا قلم زكريا فهو وحده الذى سار خلاف جرى الماء
وفاز زكريا بكفاله السيده مريم
وبدا زكريا عليه السلام فى كفاله مريم والقيام على امرها
وخصص لها مكانًا فى المسجد تعيش فيه ومحرابًا خاصًّا بها لتتعبد فيه وظلت
السيده مريم فى المسجد وقتًا طويلا تعبد الله
وتسبحه
وتقدسه فى مكانها الخاص
لا تغادره الا قليلاً
وكان زكريا يزورها من حين لاخر
للاطمئنان عليها والقيام بامرها
وكلما دخل عليها المسجد وجد عندها طعامًا
بل كان يجد فاكهه والوانًا مختلفه
من الاطعمه لا توجد فى ذلك الوقت
فتعجب زكريا واخذته الدهشه ثم سالها:
من اين لها بهذه الفاكهه وهذا الطعام؟
فاخبرته السيده مريم بانه
رزق من عند الله الذى يرزق من يشاء
بغير حساب
وكان زكريا قد كبرت سنه
ولم يكن لديه ولد ولا ذريه لكنه لما راى
رزق الله لمريم باشياء ليست فى وقتها
علم ان الله قادر
ان يرزقه ولدًا وان كانت امراته عاقرًا
فانصرف زكريا من عند مريم
وتوجه الى ربه عز وجل يدعوه ان يرزقه
بولد صالح
وفى يوم من الايام
وبينما زكريا في محرابه يعبد الله ويسبحه
تنزلت عليه الملائكه تبشره باستجابه الله لدعائه
وان الله سبحانه وهبه غلامًا اسمه يحيى
وسيكون نبيًّا صالحًا فتعجب زكريا
من ذلك فكيف يكون له غلام وقد كبرت
سنه وامراته عجوز عاقر؟
فاخبرته الملائكه
ان هذا امر الله القادر على كل شئ عند ذلك طلب
زكريا عليه السلام من الله تعالى ان يجعل له ايه
يستدل منها على ان زوجته بدات تعانى من اعراض الحمل
فجعل الله علامه ذلك ان يفقد حاسه النطق لمده ثلاثه ايام
وعليه فى هذه الحاله ان يستحضر
قلبه فى الصباح والمساء فى ذكر الله وعبادته وشكره
ثم بين له الله عز وجل انه اذا اراد
مخاطبه قومه خاطبهم بالاشاره
وامره الله
عز وجل ان يطلب من قومه
ان يسبِّحوا لله فى الصباح والمساء
ومرت فتره من الزمن
وولد يحيى عليه السلام بعد شوق وانتظار
واقر الله به عين زكريا وفرح به فرحًا عظيمًا
فتوجه الى محرابه يصلى
ويسجد لله عز وجل
ويشكره على هذه النعمه العظيمه وقد مات زكريا
عليه السلام قتيلاً على يد
بنى اسرائيل
وقيل:
انه قد مات ولم يقتل فالله اعلم
تابعو معنا الحلقه الثالثه وعشرون[/postback]


الساعة الآن 03:17 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)