منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع الأدب العربي (https://hwazen.com/vb/f19.html)
-   -   الأمالي في لغة العرب للبغدادي (https://hwazen.com/vb/t21874.html)

إسمهان الجادوي 07-26-2021 12:51 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
أعطافه جوانبه وإنماله عطفان والمائح الذي ينزل في البئر فيملأ الدلو فكلما جذبت دلو انصب عليه من مائها فابتل فشبه الفرس وقد ابتل من العرق بثوب المائح ومثله
( أبيت كأني كل آخر ليلة ** من الرحضاء آخر الليل مائح )
وقوله وإن يلق كلب بين لحييه أراد أنه واسع الشدقين ثم قال
( كأن على أعرافه ولجامه ** سناضرم من عرفج متلهب )
السنى الضوء فيقول كأن على أعرافه ولجامه ضوء ضرم وإذا كان له ضوء كان له حفيف فيقول يحف من شادة العدو حتى كأن عرفجا يتضرم على أعرافه وعنانه ومثله قول العجاج كأنما يستضرمان العرفجا يستضرمان يوقدان يعني حمارين كأنما حفيفهما حفيف العرفج وكان ابن الأعرابي يقول سألت غنيا


كلها أو سمعت غنيا تقول إنما وصفه بالشقرة شبه شقرته على عنانه في حر الشمس بتوقد النار في يبيس العرفج وكان عمارة بن عقيل يقول أيضا وصفه بالشقرة
( قال أبو علي ) وبيت طفيل هذا أحد الأبيات التي غلب فيها أبو نصر على ابن الأعرابي وذلك أن أبا نصر ذهب فيه إلى قول الأصمعي وهو التفسير الأول ومثله في الحفيف
( جموحا مروحا وإحضارها ** كمعمعة السعف المحرق )
( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال قيل لأعرابي من لم يتزوج امرأتين لم يذق حلاوة العيش فتزوج امرأتين ثم ندم فأنشأ يقول
( تزوجت اثنتين لفرط جهلي ** بما يشقى به زوج اثنتين )
( فقلت أصير بينهما خروفا ** أنعم بين أكرم نعجتين )
( فصرت كنعجة تضحى وتمسى ** تداول بين أخبث ذئبتين )
( رضا هذي يهيج سخط هذي ** فما أعرى من احدى السخطتين )
( وألقى في المعيشة كل ضر ** كذاك الضر بين الضرتين )
( لهذي ليلة ولتلك أخرى ** عتاب دائم في الليلتين )
( فإن أحببت أن تبقى كريما ** من الخيرات مملوء اليدين )
( وتدرك ملك ذي يزن وعمرو ** وذي جدن وملك الحارثين )
( وملك المنذرين وذي نواس ** وتبع القديم وذي رعين )
( فعش عزبا فإن لم تستطعه ** فضربا في عراض الحجفلين )
( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال كنت مؤاخيا لرجل من أهل حمى ضرية وكان جوادا رث الحال فمررت به يوما في بعض ترددي على الأحياء فإذا هو كئيب فسألته عن شأنه فقال
( ثمانين حولا لا أرى منك راحة ** لهنك في الدنيا لباقية العمر )


( فإن أنقلب من عمر صعبة سالما ** تكن من نساء الناس لي بيضة العقر )
والبيتان لعروة الرحال فاقبلت عليه أعظه وأصبره فأنشأ يقول
( فلو أن نفسي في يدي مطيعتي ** لأرسلتها بمما ألاقي من الهم )
( ولو كان قتليها حلالا قتلتها ** وكان ورود الموت خيرا من الغم )
( تعرضت للأفعي أحاول وطأها ** لعلي أنجو من صعيبة بالسم )
( فيارب إكفنها والا فنجني ** وإن كان يومي قبلها فاقضين حتمي )
( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر رحمه الله أن أبا عثمان أنشدهم عن التوزي عن أبي عبيدة لأعرابي طلق امرأته ثم ندم فقال
( ندمت وما تغني الندامة بعدما ** خرجن ثلاث ما لهن رجوع )
( ثلاث يحرمن الحلال على الفتى ** ويصدعن شعب الدار وهو جميع )
( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال بلغني أن وافدا وفد على عمر بن عبد العزيز رحمه الله فقال له كيف تركت الناس قال تركت غنيهم موفورا وفقيرهم محبورا وظالمهم مقهورا ومظلومهم منصورا فقال الحمد لله لو لم تتم واحدة من هذه الخصال إلا بعضو من أعضائي لكان يسيرا وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال قال بعض الحكماء من كانت فيه سبع خصال لم يعدم سبعا من كان جوادا لم يعدم الشرف ومن كان ذا وفاء لم يعدم المقة ومن كان صدوقا لم يعدم القبول ومن كان شكورا لم يعدم الزيادة ومن كان ذا رعاية للحقوق لم يعدم السؤدد ومن كان منصفا لم يعدم العافية ومن كان متواضعا لم يعدم الكرامة وحدثنا أبو بكر قال حدثنا السكن بن سعيد عن العباس بن هشام عن أبيه قال كان قس بن ساعدة يفد على قيصر ويزوره فقال له قيصر يوما ما أفضل العقل قال معرفة المرء بنفسه قال فما أفضل العلم قال وقوف المرء عند علمه قال فما أفضل المرؤءة


قال استبقاء الرجل ماء وجهه قال فما أفضل المال قال ما قضي به الحقوق
وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم رحمه الله عن العتبي قال حدثني أبي قال حدثني رجل من أهل الشام عن الأبرش الكلبي أنه سمع الوليد بن عقبة وعمرو بن سعيد بن العاص يتلاحيان في مجلس معاوية رحمه الله فتكلم الوليد فقال له عمرو كذبت أو كذبت فقال له الوليد اسكت يا طليق اللسان منزوع الحياء ويا ألأم أهل بيته فلعمري لقد بلغ بك البخل الغاية الشائنة المذلة لأهلها فساءت خلائقك لبخلك فمنعت الحقوق ولزمت العقوق فأنت غير مشيد البنيان ولا رفيع المكان فقال له عمرو والله إن قريشا لتعلم أني غير حلو المذاقه ولا لذيذ الملاكه وإني لكا الشجا في الحلق ولقد علمت أني ساكن الليل داهية النهار لا أتبع الأفياء ولا أنتمي إلى غير أبي ولا يجهل حسبى حام لحقائق الذمار غير هيوب عند الوعيد ولا خائف رعديد فلم تعير بالبخل وقد جبلت عليه فلعمري لقد أورثتك الضرورة لؤما والبخل فحشا فقطعت رحمك وجرت في قضيتك وأضعت حق من وليت أمره فلست ترجى للعظائم ولا تعرف بالمكارم ولا تستعف عن المحارم لم تقدر على التوقير ولم يحكم منك التدبير فأفحم الوليد فقال معاوية وساءه ذلك كفالا أبالكما لا يرتفع بكما القول إلى مالا نريد ثم أنشأ عمرو يقول
( وليد إذا ما كنت في القوم جالسا ** فكن ساكنا منك الوقار على بال )
( ولا يبدرن الدهر من فيك منطق ** بلا نظر قد كان منك وإغفال )
وقرأت على أبي بكر لطفيل الغنوي
( ظعائن أبرقن الخريف وشمنه ** وخفن الهمام أن تقاد قنابله )
( على إثر حي لا يرى النجم طالعا ** من الليل إلا وهو قفر منازله )
أبرقن الخريف رأين برق الخريف وقال بعضهم دخلن في برق الخريف وشمنه

أبصرنه والشيم النظر إلى البرق خاصة
وقوله وخفن الهمام يعني دخلت شهور الحل فخفن أن يغير عليهن فتنكبن ناحيته وتباعدن عنه
والقنابل جمع قنبلة وهي الجماعة من الخيل
وقوله لا يرى النجم طالعا من الليل يقول هذا الحي لا يرى النجم طالعا بسدفة إلا رحل إلى مكان آخر يبتغي النجعة وذلك في وقت من الأوقات فكأنه أبدا قفر
( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه سمعت أعرابيا يقول العاقل حقيق أن يسخى بنفسه عن الدنيا لعلمه أن لا ينال أحد فيها شيأ إلا قل إمتاعه به أو كثر عناؤه فيه واشتدت مرزئته عليه عند فراقه وعظمت التبعة فيه بعده
وحدثنا أبو بكر قال حدثنا عبد الرحمن عن عمه وأبو حاتم عن العتبي قالا قال أعرابي خير الأخوان من ينيل عرفا أو يدفع ضرا
وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال قال شبيب بن شبة أخوان الصدق خير مكاسب الدنيا هم زينة في الرخاء وعدة في البلاء ومعونة على حسن المعاش والمعاد وقرأت على أبي عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة لعمر بن أبي ربيعة من خط ابن سعدان
( أعبدة ما ينسى مودتك القلب ** ولا هو يسليه رخاء ولا كرب )
( ولا قول واش كاشح ذي عداوة ** ولا بعد داران نأيت ولا قرب )
( وما ذاك من نعمى لديك أصابها ** ولكن حبا ما يقار به حب )
( فإن تقبلي يا عبد توبة تائب ** يتب ثم لا يوجد له أبدا ذنب )
( أذل لكم يا عبد فيما هو يتم ** وإني إذا ما رامني غيركم صعب )
( وأعذل نفسي في الهوى فتعوقني ** ويأصرني قلب بكم كلف صب )
( وفي الصبر عمن لا يؤاتيك راحة ** ولكنه لا صبر عندي ولا لب )
( وعبدة بيضاء المحاجر طفلة ** منعمة تصبي الحليم وما تصبو )
( قطوف من الحور الأوانس بالضحى ** متى تمش قيس الباع من بهرها تربو )


( فلست بناس يوم قالت لأربع ** نواعم غر كلهن لها ترب )
( ألا ليت شعرى فيم كان صدوده ** أعلق أخرى أم علي به عتب )
وقرأت عليه له أيضا
( ألا يا من أحب بكل نفسي ** ومن هو من جميع الناس حسبي )
( ومن يظلم فأغفره جميعا ** ومن هو لا يهم بغفر ذنبي )
وقرأت عليه أيضا
( بنفسي من أشتكى حبه ** ومن ان شكا الحب لم يكذب )
( ومن إن تسخط أعتبته ** وإن يرني ساخطا يعتب )
( ومن لا أبالي رضا غيره ** إذا هو سر ولم يغضب )
( ومن لا يطيع بنا أهله ** ومن قد عصيت له أقربي )
( ومن لو نهاني من حبه ** عن الماء عطشان لم أشرب )
( ومن لا سلاح له يتقى ** وإن هو نوزل لم يغلب )
( قال أبو علي ) وقرئ على أبي عمر المطرز وأنا أسمع قال أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي
( هل الريح أو برق الغمامة مخبر ** ضمائر حاج لا أطيق لها ذكرا )
( سليمى سقاها الله حيث تصرفت ** بها غربات الدار عن دارنا القطرا )
( إذا درجت ريح الصبا وتنسمت تعرفت من تجدو ساكنه نشرا )
( فقرف قرح القلب بعد اندماله ** وهيج دمعا لا جمودا ولا نزرا )
( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر رحمه الله أن أبا عثمان أنشدهم عن التوزي عن أبي عبيدة لرجل من بني عبس
( إذا راح ركب مصعدين فقلبه ** مع الرائحين المصعدين جنيب )


( وان هب علوي الرياح رأيتني ** كأني لعلو ياتهن نسيب )
( وان الكثيب الفرد من جانب الحمى ** إلي وإن لم آته لحبيب )
( فلا خير في الدنيا إذا أنت لم تزر ** حبيبا ولم يطرب إليك حبيب )
وأنشدنا قال أنشدنا عبد الرحمن عن عمه للأقرع بن معاذ القشيري
( يقر بعيني أن أرى ضوء مزنة ** يمانية أو أن تهب جنوب )
( لقد شغفتني أم بكر وبغضت ** إلي نساء ما لهن ذنوب )
( أراك من الضرب الذي يجمع الهوى ** ودونك نسوان لهن ضروب )
( وقد كنت قبل اليوم أحسب أنني ** ذلول بأيام الفراق أديب )
ويروى أريب وأنشدنا قال أنشدنا عبد الرحمن عن عمه لمرار بن هباش الطائي
( سقى الله أطلالا باحبلة الحمى ** وإن كن قد أبدين للناس ما بيا )
( منازل لو مرت بهن جنازتي ** لقال صداي حاملي انزلانيا )
( قال أبو علي ) وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري قال أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى
( من كان يزعم أن سيكتم حبه ** حتى يشكك فيه فهو كذوب )
( الحب أغلب للفؤاد بقهره ** من أن يرى للستر فيه نصيب )
( وإذا بدا سر اللبيب فإنه ** لم يبد إلا والفتى مغلوب )
( إني لأبغض عاشقا متسترا ** لم تتهمه أعين وقلوب )
وحدثنا أبو يعقوب وراق أبي بكر بن دريد قال أخبرنا أحمد بن عمرو قال حدثني أبي عمرو ابن محمد عن أبي عبيدة قال دخل الأحنف بن قيس على معاوية ويزيد بين يديه وهو ينظر إليه إعجابا به فقال يا أبا بحر ما تقول في الولد فعلم ما أراد فقال يا أمير المؤمنين هم عماد ظهورنا وثمر قلوبنا وقرة أعيننا بهم نصول على أعدائنا وهم الخلف منا لمن بعدنا فكن لهم أرضا ذليله وسماء ظليله أن سألوك فأعطهم وان استعتبوك فأعتبهم لا تمنعهم رفدك

فيملوا قربك ويكرهوا حياتك ويستبطؤوا وفاتك فقال لله درك يا أبا بحر هم كما وصفت وقرأت على أبي بكر بن دريد لطفيل الغنوي
( فلو كنت سيفا كان أثرك جعرة ** وكنت ددانا لا يغيرك الصقل )
الجعرة أثر الجعار والجعار حبل يوثق به في حقو الساقي إلى عمود القامة فإن انقطع الرشاء لم يهو المائح في البئر فيقول كنت سيفا كليلا لا يؤثر إلا كأثر الجعار والددان والكهام والكهيم الكليل ( قال أبو علي ) قال الأصمعي يقال رأيت في أرض بني فلان نعاعة حسنة ويقال لعاعة وهو نبت ناعم في أول ما يبدو رقيق لم يغلظ ويقال إنما الدنيا لعاعة قال ابن مقبل
( كاد اللعاع من الحوذان يسحطها ** ورجرج بين لحييها خناطيل )
يسحطها يذبحها والرجرج اللعاب يترجرج وخناطيل قطع متفرقة ويقال بعير رفل ورفن إذا كان سابغ الذنب قال ابن صيادة يصف فحلا
( يتبعن سد وسبط جعد رفل ** كأن حيث تلتقي منه المحل )
( من قطريه وعلان ووعل )
وقال النابغة
( بكل مجرب كالليث يسمو إلى أوصال ذيال رفن )
ويقال هتنت السماء وهتلت تهتن تهتانا وتهتل تهتالا وهي سحائب هتن وهتل وهو فوق الهطل قال
( فسحت دموعي في الرداء كأنها ** كلا من شعيب ذات سح وتهتان )
وقال العجاج
( عزز منه وهو معطى الأسهال ** ضرب السواري متنه بالتهتال )
( قال أبو علي ) هكذا يرويه البصريون عزز يريدون صلب والسدول والسدون ما جلل به الهودج قال الزفيان



إسمهان الجادوي 07-26-2021 12:55 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
( كأنما علقن بالأسدان ** يانع حماض وأقحوان )
وقال حميد بن ثور
( فرحن وقد زايلن كل صنيعة ** لهن وباشرن السديل المرقما )
يصف نساء والكتن والكتل التلزج ولزوق الوسخ بالشيء وأنشد لإبن ميادة
( تشرب منه نهلات وتعل ** وفي مراغ جلدها منه كتل )
وقال ابن مقبل
( ذعرت به العير مستوزيا ** شكير جحافله قد كتن )
مستوز يا منتصبا مرتفعا والشكير الشعر الضعيف ههنا وكتن أي لزق به أثر خضرة العشب ويقال طبرزن وطبرزل للسكر والرهدنة والرهدلة وهي الرهادن والرهادل وهو طوير يشبه القبرة إلا أنه ليست له قنزعة وقال الطوسي الرهدن والرهدل الضعيف والرهدن والرهدل طوير أيضا ويقال لقيته أصيلانا وأصيلالا أي عشيا ( قال الفراء ) جمعوا أصيلا أصلانا كما يقال بعير وبعران ثم صغر والجمع وأبدلوا النون لا ما ( وقال أبو عمرو الشيباني ) الغرين والغريل ما يبقى من الماء في الحوض والغدير الذي تبقى فيه الدعاميص لا يقدر على شربه وقال الأصمعي الغرين إذا جاء السيل فثبت في الأرض فجف فترى الطين قد جف ورق فهو الغرين ( وقال أبو عمرو ) الدمال السرجين ويقال الدمان بالنون
( وقال الفراء ) يقال هو شثن الأصابع وشتلها
وهو كبن الدلو وكبل الدلو
( وقال الأصمعي ) الكبن ماثني من الجلد عند شفة الدلو ( قال ) وكل كف كبن يقال قد كبنت عنك بعض لساني أي كففت وقد كبنت ثوبي في معنى غبنته ولم يعرفها باللام ( قال أبو علي ) غبنت ثوبي وكففته واحد ( قال ) ويقال رجل كبنة إذا كان منقبضا عن الناس ( وقال الفراء ) يقال أتن يأتن وأتل يأتل وهو الأتلان والأتلال وهو أن يقارب خطوه في غضب قال وأنشدني أبو ثروان


( أأن حن أجمال وفارق جيرة ** عنيت بنا ما كان نولك تفعل )
( ومن يسأل الأيام نأي صديقه ** وصرف الليالي يعط ما كان يسأل )
( أراني لا آتيك إلا كأنما ** أسأت وإلا أنت غضبان تأتل )
( أردت لكيما لا ترى لي عثرة ** ومن ذا الذي يعطى الكمال فيكمل )
وقال الفراء العرب تجمع ذألان الذئب ذآ ليل ( قال أبو علي ) الذألان من المشي الخفيف ومنه سمى الذئب ذؤالة والدألان بالدال مشي الذي كأنه يبغي في مشيته
وقال اللحياني عن الكسائي يقال أتاني هذا الأمر وما مأنت مأنه وما مألت أي ما تهيأت له وهو حنك الغراب وحلكه لسواده ( قال ) وقلت لأعرابي أتقول مثل حنك الغراب أو حلكه فقال لا أقول مثل حلكه قال أبو زيد الحلك اللون والحنك المنسر ( قال أبو علي ) المنسر المنقار وإنما سمي منسرا لأنه ينسر به أي ينتف به ( وقال الكسائي ) هو العبد زلمة وزلمة وزلمة وزنمة وزنمة وزنمة أي قده قد العبد ( وقال الفراء ) عنوان الكتاب وعلوانه وعنيانه وقد عنونته عنونة وعنوانا وعلونته علونة وعلوانا ( وقال اللحياني ) ( أبنته وأبلته إذا أثنيتى عليه بعد موته
ويقال هو على آسان من أبيه وعلى آسال من أبيه وقد تأسن أباه وتأسله إذا نزع إليه في الشبه
وعتلته إلى السجن وعتنته أعتله وأعتله وأعتنه وأعتنه ويقال ارمعل الدمع وارمعن إذا تتابع ويقال لابل ولابن وإسماعيل وإسماعين وميكائيل وميكائين وإسرافيل وإسرافين وإسرائين وإسرائيل وأنشد
( قد جرت الطير أيامنينا ** قالت وكنت رجلا فطينا )
( هذا ورب البيت إسرائينا ** )
قال أبو بكر في كتاب المتناهي في اللغة هذا أعرابي أدخل قردا إلى سوق الحيرة ليبيعه

فنظرت إليه امرأة فقالت مسخ فقال هذه الأبيات وشراحيل وشراحين وجبرئيل وجبرئين ويقال ألصت الشيء أليصه إلاصة وأنصته أنيصة إناصة إذا أدرته ( قال أبو علي ) يعني مثل إدارتك الوتد لتخرجه والدحل والدحن الخب الخبيث والدحن أيضا الكثير اللحم وبعير دحنة إذا كان عريضا كثير اللحم وأنشد
( ألا أرحلوا دعكنة دحنه ** بما ارتعى مزهية مغنه )
وقنة الجبل وقلته وشلت العين الدمع وشنت وذلاذل القميص وذناذنه لأسافله واحدها ذلذل وذنذن ( قال أبو علي ) وأبو زيد يقول واحدها ذلذل وقال اللحياني يقال هو خامل الذكر وخامن الذكر
( قال أبو علي ) وحدثنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي قال حدثنا عبد الله بن محمد عن المدائني قال كتب الحسن إلى عمر بن عبد العزيز رحمة الله عليهما كن كالمداوي جرحه صبر على شدة الدواء مخافة طول البلاء
وحدثنا قال أخبرنا عبد الله بن محمد عن المدائني عن علي بن حماد قال كتب عمر بن عبد العزيز رحمه الله إلى رجل اتق الدنيا فإن مسهالين وارفض نعيمها لقلة ما يتبعك منه واترك ما يعجبك منها السرعة مفارقتها وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثني أبي قال حدثني أحمد بن عبيد قال قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله قبل خلافته
( إنه الفؤاد عن الصبا ** وعن انقياد للهوى )
( فلعمر ربك إن في ** شيب المفارق والجلى )
( لك واعظا لو كنت تتعظ اتعاظ ذوي النهى ** )
حتى متى لا ترعوي ** وإلى متى وإلى متى )
( ما بعد أن سميت كهلا واستلبت اسم الفتى ** )
( بلي الشباب وأنت إن ** عمرت رهن للبلى )
( وكفى بذلك زاجرا ** للمرء عن غي كفى )


( قال أبو علي ) الأنزع الذي قد انحسر الشعر عن جانبي جبهته فاذا زاد قليلا فهو أجلح فإذا بلغ النصف فهو أجلى ثم هو أجله قال رؤبة
( لما رأتني خلق المموه ** برأق أصلاد الجبين الأجله )
( بعد غداني الشباب الأبله ** )
قال وحدثنا أبو بكر بن الأنباري رحمه الله قال حدثني أبي قال حدثنا عبد الله قال حدثني صالح بن صالح قال حدثنا محمد بن سماعة بن عبد الله بن هلال بن وكيع بن بشر بن عمرو قال حدثنا زيد بن أسلم مولى بني عدي وكان إمامهم قال اجتمع اسحق بن سويد العدوي وذو الرمة في مجلس فأتوا بالطعام فطعموا وأتوا بالنبيذ فشرب ذو الرمة وأبي إسحق بن سويد العدوي فقال ذو الرمة
( أما النبيذ فلا يذعرك شاربه ** واحفظ ثيابك ممن يشرب الماء )
( قوم يوارون عما في صدورهم ** حتى إذا استمكنوا كانوا هم الداءا )
( مشمرين إلى أنصاف سوقهم ** هم اللصوص وهم يدعون قراءا )
فقال إسحق بن سويد
( أما النبيذ فقد يزرى بشاربه ** ولن ترى شاربا أزرى به الماء )
( الماء فيه حياة الناس كلهم ** وفي النبيذ إذا عاقرته الداء )
( يقال هذا نبيذي يعاقره ** فيه عن البر والخيرات إبطاء )
( وفيه أن قيل مهلا عن مصممه ** وفيه عندر كوب الإثم إغضاء )
وحدثنا أبو بكر بن دريد قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال وشى واش بعبد الله بن همام السلولي إلى زياد فقال له أنه هجاك فقال أأجمع بينك وبينه قال نعم فبعث زياد إلى ابن همام فأتي به وأدخل الرجل بيتا فقال زياد يا ابن همام بلغني أنك هجوتني فقال كلا أصلحك الله ما فعلت ولا أنت لذلك بأهل فقال ان هذا الرجل أخبرني وأخرج الرجل فأطرق ابن همام هنيهة ثم أقبل على الرجل فقال


( أنت امرؤ إما ائتمنتك خاليا ** فخنت وإما قلت قولا بلا علم )
( فأبت من الأمر الذي كان بيننا ** بمنزلة بين الخيانة والإثم )
فأعجب زياد بجوابه وأقصى الواشي ولم يقبل منه وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال دخل أعرابي على خالد بن عبد الله القسري فقال أصلح الله الأمير شيخ كبير حدته إليك بارية العظام ومؤرثة الأسقام ومطولة الأعوام فذهبت أمواله وذعذعت آباله وتغيرت أحواله فإن رأى الأمير أن يجبره بفضله وينعشه بسجله ويرده إلى أهله فقال كل ذلك وأمر له بعشرة آلاف درهم ( قال أبو علي ) بارية العظام التي تبري العظام وذعذعت فرقت السجل الدلو الذي فيه ماء وهو ههنا مثل
وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن أبي زيد عن المفضل قال دخل العجاج على عبد الملك بن مروان فقال يا عجاج بلغني أنك لا تقدر على الهجاء فقال يا أمير المؤمنين من قدر على تشييد الأبنية أمكنه إخراب الأخبية قال فما يمنعك من ذلك قال أن لنا عزا يمنعنا من أن نظلم وأن لنا حلما يمنعنا من أن نظلم فعلام الهجاء فقال لكلماتك أشعر من شعرك فأنى لك عز يمنعك من أن تظلم قال الأدب البارع والفهم الناصع قال فما الحلم الذي يمنعك من أن تظلم قال الأدب المستطرف والطبع التالد قال يا عجاج لقد أصبحت حكيما قال وما يمنعني وأنا نجي أمير المؤمنين وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري قال أنشدنا أبو العباس
( إذا غاب عنكم أسود العين كنتم ** كراما وأنتم ما أقام ألاثم )
( تحدث ركبان الحجيج بلؤمكم ** وتقري به الضيف اللقاح العواتم )
أسود العين جبل يقول لا تكونون كراما حتى يغيب هذا الجبل وهو لا يغيب أبدا
وقوله وتقرى به الضيف اللقاح العواتم يعني أن أهل الأندية يتشاغلون بذكر لؤمكم عن حلب لقاحهم حتى يمسوا فإذا طرقهم الضيف صادف الألبان بحالها لم تحلب فنال حاجته فكأن لؤمكم قرى الأضياف والإشتغال بوصفه
وحدثنا أبو بكر قال

أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال أعطى رجل أعرابيا فأكثر له فقال له الأعرابي إن كنت جاوزت قدري عند نفسي فقد بلغت أملي فيك
وحدثنا قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال سأل رجل رجلا حاجة فقضاها فقال وضعتني من كرمك بحيث وضعت نفسي من رجائك
وحدثنا أبو بكر قال حدثني الرياشي قال حدثنا الأصمعي قال سمعت أعرابيا يمدح رجلا فقال كان والله ساعيا في طلب المكارم غير ضال في معارج طرقها ولا متشاغل بغيرها عنها
وحدثنا أبو بكر قال حدثنا الرياشي عن الأصمعي قال سمعت أعرابيا يقول شيعنا الحي وفيهم أدوية السقام فقرأن بالحدق السلام وخرست الألسن عن الكلام ( قال أبو علي ) وقرأت على أبي عبد الله نفطويه قال عثمان بن إبراهيم الحاطبي فقال لي بعد أن قرأت قطعة من الخبر فتبينه حدثنا بهذا الخبر أحمد بن يحيى عن الزبير بن بكار قال حدثني مصعب بن عبد الله عن عثمان بن إبراهيم الحاطبي قال أتيت عمر بن أبي ربيعة بعد أن نسك بسنتين فانتظرته فإذا هو في مجلس قومه بني مخزوم حتى إذا تفرق الناس عنه دنوت منه ومعي صاحب لي فقال لي هل لك أن تنظر هل بقى من الغزل شيء في نفسه فقلت دونك فقال يا أبا الخطاب أحسن والله رسيان العذري قال وفيما ذا قال حين يقول
( لو جذ بالسيف رأسي في مودتها ** لمال لا شك يهوي نحوها راسي )
فقال عمر أحسن والله فقال يا أبا الخطاب وأحسن والله نجبة بن جنادة العذري قال فيما ذا قال حين يقول
( سرت لعينك سلمى عند مغناها ** فبت مستلهيا من بعد مسراها )


( فقلت أهلا وسهلا من هداك لنا ** إن كنت تماثلها أو كنت إياها )
( تأتي الرياح التي من نحو بلدتكم ** حتى أقول دنت منابرياها )
وقد تراخت بناعنها نوى قذف ** هيهات مصبحها من بعد ممساها )
( من حبها أتمنى أن يلاقيني ** من نحو بلدتها ناع فينعاها )
( كيما أقول فراق لالقاء له ** وتضمر النفس يأستم تسلاها )
( ولو تموت لراعتني وقلت لها ** يا بؤس للموت ليت الدهر أبقاها )
فضحك عمرو وقال أحسن ويحه والله لقد هيجتم على ما كان مني ساكنا لاحدثنكم حديثا حلوا بينا أنا منذ أعوام جالس إذ أتاني خالد الخريت فقال يا أبا الخطاب مر قبيلا اربع يردن كذا وكذا من مكة ولم أر مثلهن قط فهل لك أن تأتي متنكر افتسمع من حديثهن ولا يعلمن قلت ويحك وكيف لي بأن يخفى ذلك قال تلبس لبسة أعرابي ثم تجلس على قعود حتى تهجم عليهن قال فجلست على قعود ثم اتيتهن وسلمت عليهن فسألنني أن أحدثهن وأنشدتهن فانشدتهن لكثير وجميل وغيرهما فقلن يا أعرابي ما أملحك لو نزلت فتحدثت معنا يومنا هذا فإذا أمسيت انصرفت قال فأنخت قعودي فجلست معهن فتحدثت وأنشدتهن فدنت هند وهي التي كنت أشبب بها فمدت يدها فألقت عمامتي عن رأسي ثم قالت بالله أتراك خدعتنا منذ اليوم نحن والله خذ عناك ثم أرسلنا إليك خالدا ليأتين بك على أقبح هيآتك ونحن على ما ترى ثم أخذنا في الحديث فقالت يا سيدي لو رأيتني منذ أيام وأصبحت عند أهلي فادخلت رأسي في جيبي فلما نظرت إلى كعثبي فرأيته ملء العين وأمنيته المتمنى ناديت يا عمراه فصاح عمر بالبكاء يالبيكاه يالبيكاه ثم أنشأ يقول
( ألم تسأل الأطلال والمتربعا ** ببطن خليات دوارس بلقعا )
قال أبو علي وأملي علينا أبو عبدالله عرفت مصيف الحي والمتربعا وهو غلظ لأن عرفت مصيف الحي أول قصيدة جميل


( فيبخلن أو يخبرن بالعلم بعدما ** نكأن فؤادا كان قدما مفجعا )
( بهند وأتراب لهند إذ الهوى ** جميع وإذا لم نخش أن يتصدعا )
( وإذ نحن مثل الماء كان مزاجه ** كما صفق الساقي الرحيق المشعشعا )
( وإذ لا نطيع العاذلين ولا نرى ** لواش لدينا يطلب الصرم مطمعا )
( تنوعتن حتى عاود القلب سقمه ** وحتى تذكرت الحديث المودعا )
( فقلت لمطريهن بالحسن إنما ** ضررت فهل تسطيع نفعا فتنفعا )
( وأشريت فاستشرى وقد كان قد صحا ** فؤاد بأمثال المها كان موزعا )
وروى أبو عبد الله بامثال الدمى كان مولعا ومعنى مولع وموزع واحد
( وهيجت قلبا كان قد ودع الصبا ** وأشياعه فاشفع عسى أن تشفعا )
( لئن كان ما قد قلت حقا لما أرى ** كمثل الألى أطريت في الناس أربعا )
( فقال تعال انظر فقلت وكيف لي ** أخاف مقاما أن يشيع فيشنعا )
( قال أبو علي ) هذا البيت لم يمله على أبو عبد الله وقرأته عليه من خط ابن سعدان
( فقال اكتفل التثم وأت باغيا ** فسلم ولا تكثر بأن تتورعا )
( فإني سأخفي العين عنك فلا ترى ** مخافة أن يفشو الحديث فيسمعا )
( فاقبلت أهوى مثل ما قال صاحبي ** لموعده أزجي قعودا موقعا )
( فلما تواقفنا وسلمت أشرقت ** وجوه زهاها الحسن أن تتقنعا )
وروى أبو عبد الله فلما تلاقينا
( تبالهن بالعرفان لما عرفنني ** وقلن امرؤ باغ أكل وأوضعا )
وروى أبو عبد الله لما رأينني وروى أيضا أضل فأوضعا ( قال أبو علي ) وهو أحب إلي


( وقربن أسباب الهوى لمتيم ** يقيس ذراعا كلما قسن اصبعا )
( فلما تنازعن الأحاديث قلن لي ** أخفت علينا أن نغر ونخدعا )
وروى أبو عبد الله
( لكنت خليقا أن تغر وتخدعا ** )
( فبالأمس أرسلنا بذلك خالدا ** إليك وبينا له الشأن أجمعا )
وروى أبو عبد الله لبالأمس أرسلنا
( فما جئتنا إلا على وفق موعد ** على ملأ منا خرجنا له معا )
( رأينا خلاء من عيون ومجلسا ** دميث الربى سهل المحلة ممرعا )
( وقلنا كريم نال وصل كرائم ** فحق له في اليوم أن يتمتعا )
وبخط ابن سعدان
( فحق لنا في اليوم أن نتمتعا ** )
( قال أبو علي ) وأنشدنا أبو بكر رحمه الله قال أنشدنا عبد الرحمن عن عمه لمرار بن هباش الطائي
( فما ماء مزن في ذرى متمنع ** حمى ورده وعر به ولصوب )
( بأطيب من فيها وما ذقت طعمه ** سوى أن أرى بيضا لهن غروب )
( أأهجر من قد خالط القلب حبه ** ومن هو موموق إلي حبيب )
( قال الأصمعي ) من أمثال العرب ( زاحم بعود أودع ) يقول لا تستعن على أمرك الأباهل السن والمعرفة ( قال ) ومن أمثالهم ( الفحل يحمي شولة معقولا ) يعني أن الحر قد يحتمل الأمر الجليل ويحمى حريمه وإن كنت به علة
( قال ) ومن أمثالهم ( مخرنبق لينباع ) والمخرنبق المطرق الساكت
وقوله لينباع أي ليثب وروى أبو عبيدة وأبو زيد لينباق أيضا ولم يفسراه ( قال أبو علي ) وأنا أقول لينباق ليندفع وقال الأصمعي من أمثالهم ( كان حمارا فاستأتن ) يضرب مثلا للرجل يهون بعد العز ( قال ) ومن أمثالهم ( الحقى أضرعتني إليك ) أي ذل للحاجة
( قال أبو علي ) إنما قيل هذا لأن صاحب الحاجة تأخذه رعشة عند التماس

حاجته حرصا عليها يقول فهذا الذي بي من القل هو الذي أضرعني والقل الرعدة
( قال ) ومن أمثالهم ( عود يفلح ) يعني أن تحسن أسنانه وتنقى والقلح صفرة في الأسنان
وقال أبو عبيدة وفي هذا المعنى من أمثالهم ( ومن العناء رياضة الهرم ) وقرأنا على أبي بكر بن دريد لأفنون التغلبي
( أنى جزوا عامرا سوأ بحسنهم ** أم كيف يجزونني السوأى من الحسن )
( أم كيف ينفع ما تعطى العلوق به ** رئمان أنف إذا ما ضن باللبن )
العلوق التي ترأم بأنفها وتمنع درها ويقول فأنتم تحسنون القول ولا تعطون شيأ فكيف ينفعني ذلك ( وقال أبو عبيدة ) السلسم والسلسب شجر
وقال اللحياني أتانا وما عليه طحربة ولا طحرمة أي خرقة وكذلك يقال ما في السماء طحربة ولا طحرمة أي لطخ من غيم
ويقال ما في نحي بني فلان عمقه ولا عبقه أي لطخ ولا وضر ( وقال أبو عمرو الشيباني ) ما زلت راتما على هذا الأمر وراتبا أي مقيما
( وقال الأصمعي ) بنات مخرو بنات بخر سحائب ياتين قبل الصيف بيض منتصبات قال طرفة
( كبنات المخر يمادن كما ** أنبت الصيف عساليج الخضر )
( وقال أبو علي ) ويروى الخضر ( قال ) وكان أبو سرار الغنوي يقول با اسمك يريد ما اسمك ( وقال ) ظليم أربد وأرمد وهو لون إلى الغبرة ( وقال يعقوب بن السكيت ) قال بعضهم ليس هذا من الإبدال ومعنى أرمد يشبه لون الرماد
وسمعت ظأب تيس بني فلان وظأم تيسهم بالهمز فيهما وهو صياحه عند هياجه وأنشد
( يصوع عنوقها أحوى زنيم ** له ظأب كما صخب الغريم )
قال أبو العباس أحمد بن يحيى ظاب التيس وظامه لا يهمزان ( قال أبو علي ) ورويناه في الغريب المصنف غير مهموز وظأم الرجل وظأبه بالهمز سلفه ويقال قد تظاءما وتظاءبا إذا تزوجا أختين
ويقال للرجل إذا يبس من الهزال ما هو إلا عشبة وعشمة

إسمهان الجادوي 07-26-2021 12:56 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
( قال أبو علي ) وكذلك يقال للكبير الذي قد ذهب لحمه ويقال للعجوز قحمة وقحبة وكذلك لكل مسنة ويقال ساب فلانا فأرمى عليه وأربى أي زاد ( وقال الفراء ) يقال رميت وأرميت ( قال ) وكذلك يقال أرميت وأربيت على السبعين ورميت أي زدت ( قال ) وأنشدني أعرابي
( وأسمر خطيا كأن كعوبه ** نوى القسب قد أرمى ذراعا على العشر )
ويروى قد أربى ( وقال أبو عبيدة ) الرجمة والرجبة إذا طالت النخلة فخافوا أن تقع أو أن تميل رجبوها وهو أن يبنى لها بناء من حجارة يرفدها ويكون أيضا أن يجعل حول النخلة شوك وذلك إذا كانت غريبة طريفة لئلا يصعدها أحد ( قال الأصمعي ) ومنه قول الأنصاري ( أنا عديقها المرجب وجذيلها المحكك ) والعذيق تصغير عذق وهي النخلة نفسها بلغة أهل الحجاز والعذق الكباسة والكباسة تسمى القنو وجمعه قنوان والترجيب أن يبنى للنخلة دكان يرفدها من شق الميل وذلك إذا كرمت على أهلها وخافوا أن تقع فيقول إن لي عشيرة ترفدني وتمنعني وتعضدمي
وقال أبو عبيدة يقال سمد رأسه وسبد رأسه والتسبيد أن يحلق رأسه حتى يلصقه بالجلد ويكون التسبيد أيضا أن يحلق الرأس ثم ينبت الشيء اليسير من الشعر ( وقال الأصمعي ) ويقال للرجل إذا نبت شعره واسود واستوى قد سبد رأسه وفي الحديث أن التسبيد في الحرورية فاش ويقال للفرخ إذا نبت ريشة فغطى جلده ولم يطل قد سبد وسمد قال الراعي
( لظل قطامي وتحت لبانه ** نواهض ربد ذات ريش مسبد )
( وقال اللحياني ) هو يرمي من كثب ومن كثم أي من قرب وتمكن وضربة لازم ولازب وثوب شمارق وشبارق ومشمرق ومشبرق إذا كان ممزقا ويقال وقسع في بنات طمار وطبار أي داهية والعمري السدر الذي ينبت على الأنهار والمياه وما ينبت منه في الفلاة والبر فهو الضال
والعجم والعجب أصل الذنب ويقال أدهقت الكأس إلى أصبارها وأصمارها إذا ملأتها إلى رأسها والواحد صمر وصبر ويقال رجل دنبة

ودنمة للقصير
( وقال الأصمعي ) أخذت الأمر بإصباره أي بكله ويقال أخذتها بأصبارها أي تامة بجميعها وأنشد
( تربى على ما قد يفريه الفار ** مسك شبوبين لها بأصبار )
ويقال أسود غيهم وغيهب ويقال أصابتنا أزمة وأزبة وآزبة وهو الضيق والشدة ويقال صئب من الماء وصئم إذا امتلأ وروى منه ( وقال أبو عبيدة ) عقمة وعقبة لضرب من الوشى ويقال اضبأكت الأرض واضمأكت إذا اخضرت ويقال كبحته وكمحته وأكبحته وأكمحته ( وقال الأصمعي ) أكمحته إذا جذبت عنانه حتى ينتصب رأسه ومنه قوله والرأس مكمح وأكفحتها إذا تلقيت فاها باللجام تضر بهابه ومنه قيل لقيته كفاحا أي كفة كفة وكبحتها بغير ألف وهو أن تجذبها إليك وتضرب فاها باللجام لكي لا تجرى ( وقال يعقوب ) يقال ذأبته وذأمته إذا طردته وحقرته ويقال رأمت القدح ورأبته إذا شعبته ويقال زكب بنطفته وزكم بها إذا حذف بها ويقال هو ألأم زكبة وزكمة ويقال عبد عليه وأبدو أمد أي غضب ويقال المال يربى على كذا وكذا ويرمى ويردى أي يزيد ويقال وقعنا في بعكوكاء ومعكوكاء أي في غبار وجلبة وشر وقال أبو العباس أحمد بن يحيى في بعكوكاء أي في اختلاط ( قال أبو علي ) المعنى واحد وقال الفراء يقال جردبت في الطعام وجردمت وهو أن يستر بيده على ما بين يديه من الطعام كيلا يتناوله أحد وأنشد
( إذا ما كنت في قوم شهاوى ** فلا تجعل شمالك جردبانا )
قال أبو العباس ويروى جردبانا بضم الجيم وقال غيره يقال مهلا وبهلا في معنى واحد


( وقال أبو عمرو الشيباني ) مهلا وبهلا اتباع قال والقرهم والقرهب السيد ( قال أبو علي ) والقرهب أيضا الثور المسن ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال بلغني أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان يقول إنما المرء في الدنيا غرض تنتضل فيه المنايا ونهب للمصائب ومع كل جرعة شرق وفي كل أكلة غصص ولا ينال العبد فيها نعمة إلا بفراق أخرى ولا يستقبل يوما من عمره إلا بهدم آخر من أجله فنحن أعوان الحتوف وأنفسنا تسوقنا إلى الفناء فمن أين نرجو البقاء وهذا الليل والنهار لم يرفعا من شيء شرفا إلا أسرعا الكرة في هدم ما بنيا وتفريق ما جمعا فاطلبوا الخير وأهله واعلموا أن خيرا من الخير معطية وشرا من الشر فاعله
وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو حاتم عن العتبي قال حدثنا رجل من أهل الكوفة قال كتب عمر رضي الله عنه إلى ابنه عبد الله في غيبة غابها أما بعد فإنه من اتقى الله وقاه ومن توكل عليه كفاه ومن شكره زاده ومن أقرضه جزاه فاجعل التقوى جلاء بصرك وعماد ظهرك فإنه لا عمل لمن لا نية له ولا أجر لمن لا حسنة له ولا جديد لمن لا خلق له
وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال بلغني أن بعض الحكماء كان يقول إني لأعظكم وإني لكثير الذنوب مسرف على نفسي غير حامد لها ولا حاملها على المكروه في طاعة الله عز وجل قد بلوتها فلم أجد لها شكرا في الرخاء ولا صبرا على البلاء ولو أن المرء لا يعظ أخاه حتى يحكم أمر نفسه لترك الأمر بالخير والنهى عن المنكر ولكن محادثة الأخوان حياة للقلوب وجلاء للنفوس وتذكير من النسيان واعلموا أن الدنيا سرورها أحزان وإقبالها إدبار وآخر حياتها الموت فكم من مستقبل يوما لا يستكمله ومنتظر غدا لا يبلغه ولو تنظرون إلى الأجل ومسيرة لأبغضتم الأمل وغروره
وحدثنا أبو عبد الله قال أخبرنا محمد ابن موسى السامي قال حدثنا الأصمعي قال رأيت أعرابيا متعلقا بأستار الكعبة وهو

يقول يا حسن الصحبة أتيتك من بعد فأسألك سترك الذي لا ترفعه الرياح ولا تخرقه الرماح وأنشدني أبو بكر بن دريد للحطيئة
( مستحقبات رواياها حجافلها ** يسمو بها أشعري طرفه سامي )
الروايا الإبل التي تحمل الماء والزاد فالخيل تجنب إليها فإذا طال عليها القياد وضعت حجافلها على أعجازها فصارت كأنها قد استحقبت حجافلها أي جعلتها حقائب لها وواحد الحقائب حقيبة وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري قال أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي قال أنشدنا محمد بن سلام لعمارة بن صفوان الضبي
( أجارتنا من يجتمع يتفرق ** ومن يك رهنا للحوادث يغلق )
( ومن لا يزل يوفي على الموت نفسه ** صباح مساء يا ابنة الخير يعلق )
( أجارتنا كل امرئ ستصيبه ** حوادث إلا تكسر العظم تعرق )
( وتفرق بين الناس بعد إجتماعهم ** وكل جميع صالح للتفرق )
( فلا السالم الباقي على الدهر خالد ** ولا الدهر يستبقي جنينا لمشفق )
( قال ) وأنشدنيه أبي حبيبا بحاء غير معجمة ( قال أبو علي ) وقرأت على أبي بكر بن دريد رحمه الله قال كثير وهجرته عزة وحلفت أن لا تكلمه فلما نفر الناس من منى ولقيته فحيت الجمل ولم تحيه فأنشأ يقول
( حيتك عزة بعد النفر وانصرفت ** فحي ويحك من حياك يا جمل )
( لو كنت حييتها ما زلت ذامقة ** عندي ولا مسك الإدلاج والعمل )
( ليت التحية كانت لي فأشكرها ** مكان يا جملا حييت يا رجل )
( قال ) وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري قال أنشدنا أبو الحسن بن البراء قال أنشدني منصور لأبي تمام الطائي
( سقيم لا يموت ولا يفيق ** قد اقرح جفنه الدمع الطليق


( شديد الحزن يحزن من رآه ** أسير الصبر ناظره أريق )
( ضجيع صبابة وحليف شوق ** تحمل قلبه ما لايطيق )
( يظل كأنه مما احتواه ** يسعر في جوانبه الحريق )
( قال أبو علي ) وأملى علينا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي من كلام العرب خفة الظهر أحد اليسارين والعزبة أحد السبابين واللبن أحد اللحمين وتعجيل اليأس أحد اليسرين والشعر أحد الوجهين والراوية أحد الهاجيين والحمية إحدى الميتتين وأنشد أبو بكر بن الأنباري قال أنشدنا عبد الله بن خلف لبشار بن برد الأعمى
( يزهدني في وصل عزة معشر ** قلوبهم فيها مخالفة قلبي )
( فقلت دعوا قلبي وما اختار وارتضى ** فبالقلب لا بالعين يبصر ذو اللب )
( وما تبصر العينان في موضع الهوى ** ولا تسمع الأذنان إلا من القلب )
( وما الحسن إلا كل حسن دعا الصبا ** وألف بين العشق والعاشق الصب )
وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي عن يونس قال لما حضرت عبد الملك الوفاة وهو يعني الدنيا إن طويلك لقصير وإن كثيرك لقليل وإن كنا منك لفي غرور
وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثني عمي عن أبيه قال قيل لبعض الحكماء كيف ترى الدهر قال يخلق الأبدان ويجدد الآمال ويقرب الآجال قيل له فما حال أهله قال من ظفر به نصب ومن فاته حزن قيل فأي الأصحاب أبر قال العمل الصالح قيل فأيهم أضر قال النفس والهوى قيل ففيم المخرج قال في قطع الراحة وبذل المجهود
وحدثنا أبو بكر قال حدثنا عبد الرحمن عن عمه قال سمعت أعرابيا يقول لإبنه لا يغرنك

ما ترى من خفض العيش ولين الرياشي ولكن فانظر إلى سرعة الظعن وسوء المنقلب
وحدثن أبو بكر بن الأنباري رحمه الله قال حدثنا اسمعيل بن إسحق القاضي قال حدثنا مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا أبو جعفر الخطمي أن جده عمير بن حبيب وكان بايع النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بنيه فقال يا بني إياكم ومخالطة السفهاء فإن مجالستهم داء وأنه من يحلم عن السفيه يسر بحلمه ومن يجبه يندم ومن لا يقر بقليل ما يأتي به السفيه يقر بالكثير وإذا أراد أحدكم أن يأمر بالمعروف أو ينهى عن المنكر فليوطن قبل ذلك على الأذى وليوقن بالثواب من الله عز وجل أنه من يوقن بالثواب من الله عز وجل لا يجد مس الأذى
وحدثنا أبو عبد الله رحمه الله قال حدثنا اسمعيل بن اسحق القاضي الأزدي قال حدثنا علي بن عبد الله قال حدثنا سفيان قال حدثنا الربيع بن لوط ابن البراء قال ذكروا عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه أيهما أطيب العنب أم الرطب فقال عمر أرسلوا إلى أبي حثمة فقال يا أبا حثمة أيهما أطيب الرطب أم العنب فقال ليس كالصقر في رؤس الرقل الراسخات في الوحل المطعمات في المحل تحفة الصائم وتعلة الصبي ونزل مريم ابنة عمران وينضج ولا يعنى صابخه ويحترش به الضب من الصلعاء ليس كالزبيب الذي أن أكلته ضرست وأن تركته غرثت ( قال أبو علي ) الصقر الدبس بلغة أهل الحجاز
والرقل الطوال من النخل واحدتها رقلة ويحترش يصاد والصلعاء الأرض التي لا نباب بها والنزل ما ينساع من الطعام ويقال هذا طعام قليل النزل والنزل إذا كان لا ينساغ ولا يقال النزول والنزول والنزل أيضا الريع وهو الزيادة ذكره اللحياني فأما قولهم أخذ القوم نزلهم فمعناه ما تجرى عادتهم بأخذه مما ينزلون عليه ويصلح عيشهم به وهو مأخوذ من النزول يدل عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أحاديث الإستسقاء اللهم أنزلأ علينا في أرضنا سكنها أي أنزل علينا من المطر ما يكون سببا للنبات الذي تسكن الأرض به فالسكن من سكن بمنزلة النزل من

نزل وفيه لغتان نزل ونزل
وحدثنا أبو عبد الله قال حدثنا محمد بن موسى السامي عن الأصمعي قال قال رجل من أهل الحاضرة لرجل من أهل البادية أتعرفون الزنا عندكم بالبادية قال نعم أو أحد لا يعرف الزنا وقد نهى الله عنه فما الأمر عندكم قال الضمة والشمة والقبلة قال ليس الأمر عندنا هكذا هو أن يباضع الرجل المرأة فقال الأعرابي هذا طالب ولد ونسل
وحدثنا أبو عبد الله قال حدثنا محمد بن يزيد الأزدي قال أردف ذو الرمة أخاه فعرضت لهما ظبية فقال ذو الرمة
( أيا ظبية الوعساء بين جلاجل ** وبين النقا آأنت أم أم سالم )
فقال أخوه
( فلو تحسن التشبيه والوصف لم تقل ** لشاة النقا آأنت أم أم سالم )
( جعلت لها قرنين فوق جبينها ** وظلفين مشقوقين تحت القوائم )
فقال ذو الرمة
( هي الشبه إلا مدرييها وأذنها ** سواء وإلا مشقة بالقوائم )
وأنشدنا غير واحد من أصحابنا قول الشماخ
وتشكوا بعين ما أكل ركابها ** وقيل المنادى أصبح القوم أدلجى )
يريد وتشكو هذه المرأة السرى الذي قد أكل ركابها وذلك أنه استبان ذلك في عينها لغؤرها وإنكسار طرفها ونعاسها وتشكو أيضا قول المنادى أي تستعين ذلك عليها ويروى ما أكلت ركابها ثم قال


( فظلت كأني أتقي رأس حية ** بحاجتها أن تخطئ النفس تعرج )

إسمهان الجادوي 07-26-2021 12:57 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
يقول أتقي أن أبوح بما أجد كما أتقى رأس حية أن لم تقتل أعرجت أي لا أقدر أن أكلمها من الرقباء ومعنى بحاجتها أي بحاجتي إليها
وحدثني أبو بكر بن دريد قال حدثنا أبو عثمان عن التوزي عن أبي عبيدة أن أعرابيا دخل على بعض الأمراء وهو يشرب فجعل يحدثه وينشده ثم سقاه فلما شربها قال هي والله أيها الأمير أي هي الخمر فقال كلا إنها زبيب وعسل فلما طرب قال له قل فيها فقال
( أتانا بها صفراء يزعم أنها ** زبيب فصدقناه وهو كذوب )
( وما هي إلا ليلة غاب نجمها ** أواقع فيها الذنب ثم أتوب )
وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو عثمان قال حدثني عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير قال كانت مولاة لبني الحجاج تحفظ شعرا وترويه وتنشده فتيات بني الحجاج فأنشدتهن ذات ليلة كلمتي في حمادة وفيهن واحدة وهي عقيلتهن فلما انتهى قولي
( فإن تصبح الأيام شيبن مفرقى ** وأذهبن أشجاني وفللن من غربى )
( فيا رب يوم قد شربت بمشرب ** شفيت به غيم الصدى بارد عذب )
( ومن ليلة قد بتها غيرا ثم ** بساجية الحجلين ريانة القلب )
ضحكت ثم أعرضت وضربت بكمها على وجهها وقالت فهلا أثم حرمه الله
وأنشدنا أبو بكر بن أبي الأزهر مستملي أبي العباس المبرد قال أنشدنا أحمد بن يحيى ثعلب للضحاك
( يقولون مجنون بسمراء مولع ** ألا حبذا جن بنا وولوع )
( وإني لأخفي حب سمراء منهم ** ويعلم قلبي أنه سيشيع )
( ولا خير في حب يكن كأنه ** شغاف أجنته حشا وضلوع )
وقرأت على أبي بكر بن دريد رحمه الله من خط إسحق بن إبراهيم الموصلي


( بنفسي من هواه على التنائي ** وطول الدهر مؤتنف جديد )
( ومن هو في الصلاة حديث نفسي ** وعدل النفس عندي بل يزيد )
وقرأت عليه من خطه أيضا
( ألا بأبي من ليس والله نافعي ** بنيل ومن قلبي على النأى ذا كره )
( ومن كبدي تهفوا ذاذ كراسمه ** كهفو جناح ينفض الطل طائره )
( له خفقان يرفع الجيب كالشجا ** يقطع أزرار الجربان ثائره )
( قال أبو علي ) هكذا وجدته بخط اسحق بكسر الجيم ولم ينكره أبو بكر وقال الفراء جربان القميص بالضم وكذلك جربان السيف حدة وأما الذي في خبر أبي زبيد فجر بان بتسكين الراء والتخفيف وهو الغمد وقرأت على أبي بكر في شعر الراعي
( وعلى الشمائل أن يهاج بنا ** جربان كل مهند عضب )
ومن حسن ما رويناه في خفقان الفؤاد ما أنشدني أبو عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي قال أنشدنا أبو العباس محمد بن يزيد الثمالي لبشار بن برد
( كأن فؤاده كرة تنزى ** حذار البين أن نفع الحذار )
( نبت عيني عن التغميض حتى ** كأن جفونها عنها قصار )
( أقول وليلتي تزداد طولا ** أما لليل بعدهم نهار )
وقد أحسن عدي بن الرقاع حين يقول
( ألا من لقلب لا يزال كأنه ** يدا لامع أو طائر يتصرف )
وأنشدنا غير واحد في هذا المعنى لقيس المجنون
( كأن القلب ليلة قيل يغدى ** بليلى العامرية أو يراح )
( قطاة عزها شرك فباتت ** تجاذبه وقد علق الجناح )
والمجنون أحد المحسنين في هذا المعنى وله


( داع دعا إذا نحن بالخيف من منى ** فهيج أحزان الفؤاد وما يدري )
( دعا باسم ليلى غيرها فكأنما ** أثار بليلى طائرا كان في صدري )
ويروى أطار وقرئ على أبي عمر المطرز غلام ثعلب في هذا المعنى وأنا أسمع قال أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى الشيباني للوقاف وهو ورد بن وردا الجعدى
( إذا تركت وردية النجد لم يكن ** لعينيك مما يشكوان طبيب )
( وإني لأخشى أن يعود عليهما ** قذى كان في جفنيهما وغروب )
( وكانت رياح الشام تبغض مرة ** فقد جعلت تلك الرياح تطيب )
( وقد كان علوي الرياح أحبها ** إلينا فقد دارت هناك جنوب )
( كأن فؤادي كلما خفت روعة ** من البين بازما يزال ضروب )
( سما بالخوافي واستمر بساقه ** على الصيد سير بالأكف نشوب )
( ولم أنس منها منظرا يوم شبها ** لعيني في الصرم الحلول شبوب )
( تأود بين المطرفين كأنما ** تأود بين المطرفين عسيب )
( أثيبي صدى لو تعلمين سقيته ** سقاك غمامات لهن دبيب )
( هوامل ماء تمتريهن ربدة ** لما فرغت من مائهن سكوب )
( هنيأ لعود من بشام تزفه ** على برد شهد بهن مشوب )
( بما قد تروى من رضاب ومسه ** بنان كهداب الدمقس خضيب )
( فلا وأبيها إنها لبخيلة ** وفي قول واش إنها لغضوب )
( رمتني عن قوس العدو وإنها ** إذا ما رأتني عازفا لخلوب )
وقرأت على أبي بكر بن دريد للشماخ
( رعى بارض الوسمي حتى كأنما ** يرى يسفا البهمى أخلة ملهج )
يقول رعى هذا الحمار بأرض الوسمى والبارض أول ما يخرج من النبات فلعادته

وأكله ذلك كأنما يرى بسفا البهمى أخلة ملهج
والسفا شوك البهمي وأخلة جمع خلال والملهج الذي قد لهجت فصائله بالرضاع فإذا لهجت خل أنفها بخلال محدد الرأس ولا سفله حجنة لئلا يخرج فيقول رعى بارض البهمى حتى ظهر شوكه وجف فإذا تناوله الحمار أوجعه فكأنما يرى برؤيته السفا أخلة ملهج وقرأت على أبي بكر بن دريد لكثير
( ألا حييا ليلى أجد رحيلي ** وآذن أصحابي غدا بقفول )
( تبدت له ليلى لتذهب عقله ** وشاقتك أم الصلت بعد ذهول )
وروى ابو عمرو الشيباني تبدت له ليلى لتغلب صبره
( أريد لأنسى ذكرها فكأنما ** تمثل لي ليلى بكل سبيل )
( إذا ذكرت ليلى تغشتك عبرة ** تعل بها العينان بعد نهول )
( وكم من خليل قال لي هل سألتها ** فقلت له ليلى أضن خليل )
( وأبعده نيلا وأوشكه قلى ** وإن سئلت عرفا فشر مسول )
( حلفت برب الراقصات إلى منى ** خلال الملا يمددن كل جديل )
( تراها رفاقا بينهن تفاوت ** ويمددن بالأهلال كل أصيل )
( تواهقن بالحجاج من بطن نخلة ** ومن عزور الخبت خبت طفيل )
( بكل حرام خاشع متوجه ** إلى الله يدعوه بكل نقيل )
( على كل مذعان الرواح معيدة ** ومخشية أن لا تعيد هزيل )
( شوامذ قد أرتجن دون أجنة ** وهوج تبارى في الأزمة حول )
( يمين امرئ مستغلظ من ألية ** ليكذب قيلا قد ألح بقيل )
( لقد كذب الواشون ما بحت عندهم ** بليلى ولا أرسلتهم برسيل )
ويروى برسول والرسول والرسيل الرسالة ههنا


( فإن جاءك الواشون عني بكذبة ** فروها ولم يأتوا لها بحويل )
( فلا تعجلي يا ليل أن تتفهمي ** بنصح أتى الواشون أم بحبول )
( فإن طبب نفسا بالعطاء فأجزلي ** وخير العطايا ليل كل جزيل ) ( وإلا فإجمال إلي فإنني ** أحب من الأخلاق كل جميل )
( وإن تبذلي لي منك يوما مودة ** فقدما تخذت القرض عند بذول )
( وإن تبخلي يا ليل عني فإنني ** توكلني نفسي بكل بخيل )
( ولست براض من خليل بنائل ** قليل ولا راض له بقليل )
( وليس خليلي بالملول ولا الذي ** إذا غبت عنه باعني بخليل )
( ولكن خليلي من يديم وصاله ** ويحفظ سري عند كل دخيل )
( ولم أر من ليلى نوالا أعده ** ألا ربما طالبت غير منيل )
( يلومك في ليلى وعقلك عندها ** رجال ولم تذهب لهم بعقول )
( يقولون ودع عنك ليلى ولا تهم ** بقاطعة الأقران ذات حليل )
( فما نقعت نفسي بما أمروا به ** ولا عجت من أقوالهم بفتيل )
( تذكرت أترابا لعزة كالمها ** حبين بليط ناعم وقبول )
( وكنت إذا لاقيتهن كأنني ** مخالطة عقلي سلاف شمول )
( تأطرن حتى قلت لسن بوارحا ** رجاء الأماني أن يقلن مقيلي )
( فأبدين لي من بينهن تحبهما ** وأخلفن ظني إذ ظننت وقيلي )
( فلأ يا بلأي ما قضين لبانة ** من الدار واستقللن بعد طويل )
( فلما رأى واستيقن البين صاحبي ** دعا دعوة يا حبتر بن سلول )
( فقلت وأسررت الندامة ليتني ** وكنت امرأ أغتش كل عذول )
( سلكت سبيل الرائحات عشية ** مخارم نصع أو سلكن سبيلي )


( فأسعدت نفسا بالهوى قبل أن أرى ** عوادي نأي بيننا وشغول )
( ندمت على ما فاتني يوم بنتم ** فيا حسرتا أن لا يرين عويلي )
وروى أبو بكر يوم بينة وقال هو موضع
( كأن دموع العين واهية الكلى ** وعت ماء غرب يوم ذاك شجيل )
( تكنفها خرق تواكلن خرزها ** فأبجلته والسير غير بجيل )
( أقيمي فإن الغور يا عز نعدكم ** إلي إذا ما بنت غير جميل )
( كفى حزنا للعين أن رد طرفها ** لعزة عير آذنت برحيل )
ويروى أن راء طرفها العزة عيرا ( قال أبو بكر ) رأى وراء مثل رعى وراع
( وقالوا نأت فاختر من الصبر والبكا ** فقلت البكا أشفى إذا لغليلي )
( توليت محزونا وقلت لصاحبي ** أقاتلتي ليلى بغير قتيل )
( قال أبو علي ) وروى أبو بكر فوليت محزونا
( لعزة إذا يحتل بالخيف أهلها ** فأوحش منها الخيف بعد حلول )
( وبدل منها بعد طول إقامة ** تبعث نكباء العشي جفول )
( لقد أكثر الواشون فينا وفيكم ** ومال بنا الواشون كل مميل )
( وما زلت من ليلى لدن طر شاربي ** إلى اليوم كالمقصى بكل سبيل )
( قال أبو علي ) بقفول برجوع والقافلة الراجعة من سفر ولا يقال للذين خرجوا من بيوتهم إلى مكة قافلة وأوشكه أسرعه والقلى البغض والراقصات الإبل والملا الفضاء والجديل زمام مجدول أي مضفور والأصيل العشي وتواهقن تبارين في سيرهن والمواهقة المباراة في السير قال طفيل
( قبائل من فرعى غني تواهقت ** بها الخيل لا عزل ولا متأشب )
والمواضخة المباراة في كل شيء قال الشاعر


( إذا وضخوه المج أربى عليهم ** بمستفرغ ماء الذناب سجيل )
وقال العجاج تواضخ التقريب قلوا مغلجا
قال وكذلك المساجلة والمواغدة والمماتاة والمماءرة والمواءمة يقال واضخت الرجل وواغدته وساجلته ومانيته وماءرته وواءمته إذا ساويته في فعله قال أوس بن حجر
( تواغد رجلاها يديه ورأسه ** له نشز فوق الحقيبة رادف )
وقال الآخر
( من يساجلني يساجل ماجدا ** يملأ الدلوالي عقد الكرب )
وقال لبيد
( أماني بها الأكفاء في كل موطن ** وأجرى فروض الصالحين وأقتري )
وقال خداش بن زهير
( تماءرتم في الفخر حتى هلكتم ** كما أهلك الغار النساء الضرائرا )
وبطن نخلة بستان بني عامر وهو المجمعة وعزور ثنية الحجفة والخبت جمعه خبوت وهي المطمئنات من الأرض وطفيل موضع والنقيل الطريق والمذعان المذلة يقال أذعن له إذا ذل وخضع ومعيدة التي قد عاودت السفر والشوامذ الشائلات الأذناب

والناقة إذ استبان لقحها شمذت بذنبها وأرتجن أغلقن أرحامهن على أولادهن فهن مرتجات ومنه قيل أرتج على القارئ إذا وقف فلم يدر ما يتلو كأنه أغلق عليه والحول جمع حائل وهي التي لا تلقح والألية اليمين وفيها أربع لغات يقال ألية وتجمع أليات وألايا وألوة وتجمع ألوات وألوة وتجمع ألى وإلوة وتجمع إلى وفروها من الفرية يقال فرى يفرى والحويل المحاولة والحبول الدواهي واحدتها حبل بكسر الحاء والخبول جمع خبل وهو الفساد والدخيل العالم بداخل أمرك يقال هو عالم بدخلك ودخلك ودخللك ودخيلائك ودخيلتك ودخلك ودخيلك ( وقال اللحياني ) قال بعضهم قد عرفت دخلل أمره ودخلل أمره ودخلة أمره ودخلة أمره ودخلة أمره ودخيل أمره وداخلة أمره وقال بعضهم دخلل الحب صفاؤه وداخله وأنشدني عبد الله بن جعفر النحوي قال أنشدنا أبو العباس المبرد
( فوددت إذا سكنوا هنالك دارهم ** وعدتهم عنا أمور تشغل )
( أنا نطاع إذا فتنقل أرضنا ** أو أن أرضهم إلينا تنقل )
( لترد من كثب إليك رسالتي ** بجوابها ويعود ذاك الدخلل )
ويقال الدخيل والدخلل الخاصة وما نقعت أي ما رويت يقال شرب حتى نقع وبضع أي روى ومن أمثال العرب حتام تكرع ولا تنقع وعجت انتفعت والأتراب الأقران وكذلك اللدات والليط اللون وهو الجلد أيضا وتأطرن ههنا تلبثن وأصل التأطر التعطف واللأى البطء واللبانة الحاجة والمخارم جمع مخرم وهو منقطع أنف الجبل ونصع جبل أسود بين الصفراء وينبع والعوادى الصوارف والكلى جمع كلية وهي الرقعة تكون في أصل عروة المرادة والغرب الدلو العظيمة والسجيل الغرب الضخم والخرق جمع خرقاء والخرقاء التي لا تحسن العمل فإذا أحسنت العمل فيه صناع والرجل صنع وأبجلنه أوسعته والبجبيل الغليظ يريد أنهن أغلظن الإشفى وأدققن السير ( وقال أبو علي ) وقال لي أبو بكر البجبيل الكبير في غير هذا الموضع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وقف على بقيع الغرقد ( لقد أصبتم خيرا بجبيلا وسبقتم شرا طويلا ) ( قال أبو علي ) وهما عندي في المعنى واحد لأن الغليظ لا يكون إلا عن كثرة أجزا والنكباء الريح التي تهب بين مهبي ريحين وإنما قيل لها نكباء لأنها تنكبت مهب هذه ومهب هذه والجفول التي تذهب التراب وطرور الشارب نباته قال الشاعر
( منا الذي هو ما إن طر شاربه ** والعانسوهن ومنا المرد والشيب )
( قال أبو علي ) قال الأصمعي من أمثال العرب ( حبل فلان يفتل ) إذا كان مقبلا ( قال ) ويقال ( لو كان ذا حيلة تحول ) يراد أنه إنما أتي من قبل ضعفه
( قال ) ويقال لأعصبنكم عصب السلمة والسلمة يأتيها الرجل فيشدها بنسعة إذا أراد أن يخبطها لئلا يشذ شوكها فيصيبه ويقال ( احس وذق ) مثل للرجل يتعرض لما يكره فيقع فيه ( وقال أبو عبيدة ) يقال ضبعت الخيل وضبحت سواء ( قال ) وقال بعضهم ضبحت بمنزلة نحمت كذا حكى عنه يعقوب
( وقال الأصمعي ) إنه لعفضاج وحفضاج إذا تفتق وكثر لحمه ويقال رجل عفاضج ( قال ) وسمعت أبا مهدي يقول ( ان فلانا لمعصوب ما حفضج ) ويقال بحثر وامتاعهم وبعثروه أي فرقوه ويقال للمرأ ة إذا كانت تبذو وتجيء بالكلام القبيح والفحش هي تعنطى وتحنظي وتحنذي وقد عنظى الرجل وحنظى وحنذى وأنشد الجندل
( قامت تعنظي بك سمع الحاضر ** ) ويروى تحنظى بك وتحنذي ويقال

الغرب الضخم والخرق جمع خرقاء والخرقاء التي لا تحسن العمل فإذا أحسنت العمل فهي صناع والرجل صنع وأبجلنه أوسعنه والبجبيل الغليظ يريد أنهن أغلظن الإشفى وأدققن السير ( وقال أبو علي ) وقال لي أبو بكر البجبيل الكبير في غير هذا الموضع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وقف على بقيع الغرقد ( لقد أصبتم خيرا بجيلا وسبقتم شرا طويلا ) ( قال أبو علي ) وهما عندي في المعنى واحد لأن الغليظ لا يكون إلا عن كثرة أجزاء والنكباء الريح التي تهب بين مهبي ريحين وإنما قيل لها نكباء لأنها تنكبت مهب هذه ومهب هذه والجفول التي تذهب التراب وطرور الشارب نباته قال الشاعر
( منا الذي هو ما إن طر شاربه ** والعانسون ومنا المرد والشيب )

إسمهان الجادوي 07-26-2021 12:58 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
( قال أبو علي ) قال الأصمعي من أمثال العرب ( حبل فلان يفتل ) إذا كان مقبلا ( قال ) ويقال ( لو كان ذا حيلة تحول ) يراد أنه إنما أتي من قبل ضعفه
( قال ) ويقال لأعصبنكم عصب السلمة والسلمة يأتيها الرجل فيشدها بنسعة إذا أراد أن يخبطها لئلا يشذ شوكها فيصيبه ويقال ( احس وذق ) مثل للرجل يتعرض لما يكره فيقع فيه ( وقال أبو عبيدة ) يقال ضبعت الخيل وضبحت سواء ( قال ) وقال بعضهم ضبحت بمنزلة نحمت كذا حكى عنه يعقوب
( وقال الأصمعي ) إنه لعفضاج وحفضاج إذا تفتق وكثر لحمه ويقال رجل عفاضج ( قال ) وسمعت أبا مهدي يقول ( ان فلانا لمعصوب ما حفضج ) ويقال بحثر وامتاعهم وبعثروه أي فرقوه ويقال للمرأة إذا كانت تبذو وتجيء بالكلام القبيح والفحش هي تعنطى وتحنظي وتحنذي وقد عنظى الرجل وحنظى وحنذى وأنشد الجندل
( قامت تعنظي بك سمع الحاضر ** ) ويروى تحنظى بك وتحنذي ويقال

نزل حراة وعراه أي قريبا منه / والوعا والوحا الصوت يقال سمعت وعاهم ووحاهم ( قال الأصمعي ) يقال للصبا أير وهير على مثال فيعل ويقال للقشور التي في أصول الشعر إبرية وهبرية ويقال أيا فلان وهيا فلان وأنشد
( فانصرفت وهي حصان مغضبه ** ورفعت من صوتها هيا أبه )
( كل فتاة بأبيها معجبه ** )
ويقال أرقت الماء وهرقته ويقال إياك أن تفعل وهياك ويقال أتمأل السنام واتمهل إذا انتصب ويقال للرجل إذا كان حسن القامة أنه لمتمئل ومتمهل ويقال أرحت دابتي وهرحتها ويقال أنرت له وهنرت له
( وقال الأصمعي ) يقال الكرم من سوسه ومن توسه أي من خليقته ويقال رجل حفيسأ وحفيتأ إذا كان ضخم البطن إلى القصر ما هو وأنشد الفراء
( يا قبح الله بني السعلات ** عمرو بن يربوع شرار النات )
( ليسوا أعفاء ولا أكيات ** )
أراد شرار الناس وأكياس وقرأنا على أبي بكر بن دريد للبيد
( نشين صحاح البيد كل عشية ** بعود السراء عند باب محجب )
أراد أنهم يخططون بقسيهم ويفخرون فيقولون فعلنا وفعلنا والسراء خشب يتخذ منه القسي ومثله قول الحطيئة
( أم من لخصم مضجعين قسيهم ** ميل خدودهم عظام المفخر )
وذلك أن القوم إذا جلسوا يتفاخرون خطوا بأطراف قسيهم في الأرض لنا يوم كذا وكذا ولنا يوم كذا وكذا يعددون أيامهم ومآثرهم
وحدثنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد ابن عرفة النحوي رحمه الله حدثنا محمد بن عبد الملك قال حدثنا يزيد بن هرون قال أخبرنا شريك عن عبد الملك بن عمير عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه ( هكذا قال يزيد بن هرون )

عن علي رضي الله تعالى عنه قال نعت النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضخم الهامة كثير شعر الرأس رجلا أبيض مشربا حمرة طويل المسربة شثن الكفين والقدمين طويل أصابعها ( هكذا الحديث ) ضخم الكراديس يتكفا في مشيته كأنما يمشي في صبب لا طويلا ولا قصيرا لم أر مثله قبله ولا بعده صلى الله عليه وسلم ( قال أبو علي ) الرجل استرسال الشعر كأنه مسرح وهو ضد الجعودة يقال رجل رجل الشعر والمسربة الشعر المستدق من الصدر إلى السرة وأنشدني أبو بكر بن دريد للحرث بن وعلة
( ألآن لما ابيض مسربتي ** وعضضت من نابى على جذم )
( قال أبو عبيدة ) والشثن الخشن الغليظ وهذا من صفة النبي صلى الله عليه وسلم التمام وأنه ليس هناك استرخاء وضخم الكراديس يريد غليظ العظام والكردوس كل عظم عليه لحمه ( قال أبو علي ) ويتكفأ يتمايل في مشيته وهذا مدح في المشي لأنه لا يكون إلا عن تؤدة وحسن مشى وقوله في صبب الصبب الحدور والماشي يترفق في الحدور وأملى علينا أبو عبدالله قال من كلام العرب ووصاياها جالس أهل العلم فإن جهلت علموك وان زللت قوموك وان أخطأت لم يفندوك وان صبحت زانوك وان غبت تفقدوك ولا تجالس أهل الجهل فإنك إن جهلت عنفوك وإن زللت لم يقوموك وإن أخطأت لم يثبتوك
وحدثنا أبو عبد الله قال حدثنا أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي قال أتى أعرابي باب بعض الملوك فأقام به حولا ثم كتب إليه ( الأمل والعدم أقدماني عليك ) وفي السطر الثاني ( الإقلال لا صبر معه ) وفي الثالث ( الإنصراف بلا فائدة شماتة الأعداء ) وفي السطر الرابع إما نعم سريح وإما يأس مريح
وحدثنا أبو بكر بن دريد رحمه الله قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال سمعت أعرابيا يدعو لرجل فقال جنبك الله الأمرين وكفاك شر الأجوفين وأذاقك البردين ( قال أبو علي ) الأمران الفقر والعرى والأجوفان البطن والفرج

والبردان برد العين وبرد العافية
وحدثنا قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال سمعت أعرابيا يقول خصلتان من الكرم إنصاف الناس من نفسك ومواساة الأخوان
وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال رفع طريح بن إسمعيل الثقفي حاجة إلى كاتب داود بن علي ليرفعها إلى داود وجاءه مجازيا له فقال له هذه حاجتك مع حاجة فلان لرجل من الأشراف فقال طريح
( تخل بحاجتي واشدد قواها ** فقد أمست بمنزلة الضباع )
( إذا راضعتها بلبان أخرى ** أضر بها مشاركة الرضاع )
وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثني أبو حاتم عن العتبي قال لما عقد البيعة معاوية رحمه الله لإبنه يزيد قام الناس يخطبون فقال معاوية لعمرو بن سعيد قم يا أبا أمية فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن يزيد بن معاوية أمل تأملونه وأجل تأمنونه إن استضفتم إلى حلمه وسعكم وإن احتجتم إلى رأيه أرشدكم وإن افتقرتم إلى ذات يده أغناكم جذع قارح سوبق فسبق وموجد فمجد وقورع ففاز سهمه فهو خلف أمير المؤمنين ولا خلف منه فقال معاوية أوسعت يا أبا امية فاجلس
وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال دخل أعرابي على بعض الملوك فقال رأيتني فيما أتعاطى من مدحك كالمخبر عن ضوء النهار الباهر والقمر الزاهر الذي لا يخفى عن الناظر وأيقنت أني حيث انتهى بي القول منسوب إلى العجز مقصر عن الغاية فانصرفت عن الثناء عليك إلى الدعاء لك ووكلت الإخبار عنك إلى علم الناس بك وقرأنا على أبي بكر بن دريد قول الشاعر
( لعلك والموعود حق وفاؤه ** بدا لك في تلك الفلوص بداء )
( فإن الذي ألقى إذا قال قائل ** من الناس هل أحسستها لعناء )
( أقول التي تنبي الشمات وإنها ** علي وإشمات العدو سواء )


قال هذا رجل وعد رجلا قلوصا فأخلفه فقال له الموعود إذا سئلت أقول التي تنبي الشمات عني أي أقول نعم قد أخذتها أي أكذب ثم قال وكذبي وإشمات العدو سواء
( قال أبو علي ) وأنشدنا أبو بكر رحمه الله قال أنشدنا أبو حاتم للطرماح
( ولو أن غير الموت لاقى عدبسا ** وجدك لم يسطع له أبدا هضما )
( فتى لو يصاغ الموت صيغ كمثله ** إذا الخيل جالت في تساجلها قدما )
( ولو أن موتا كان سالم رهبة ** من الناس إنسانا لكان له سلما )
( قال أبو علي ) هذا مثل قول عنترة
( إن المنية لو تمثل مثلت ** مثلي إذا نزلوا بضنك المنزل )
( قال أبو علي ) وأملى علينا رحمه الله قال أخبرنا أبو حاتم أن أبا عبيدة أنشدهم لربيعة الأسدي يرثى ابنه ذؤابا
( أبلغ قبائل جعفر مخصوصة ** ما أن أحاول جعفر بن كلاب )
( أن المودة والهوادة بيننا ** خلق كسحق الريطة المنجاب )
قال ويروى
( أن البقية والهوادة بيننا ** سمل كسحق الريطة المنجاب )
( إلا بجيش لا يكت عديده ** سود الجلود من الحديد غضاب )
( قال أبو علي ) قوله لا يكت عديده لا يحصى ( قال أبو علي ) وقال لي أبو بكر من كلام العرب لا تكنه أو تكت النجوم أي لا تعده
( ولقد علمت على التجلد والأسى ** أن الرزية كان يوم ذؤاب )
( أن ما أعاني لم أهبك ولم أقم ** للبيع عند تحضر الأجلاب )
( إن يقتلوك فقد هتكت بيوتهم ** بعتيبة بن الحارث بن شهاب )
( بأحبهم فقدا إلى أعدائهم ** وأشدهم فقدا على الأصحاب )


ويروى
( باشدهم أوقا على أعدائهم ** وأجلهم رزأ على الأصحاب )
( وعمادهم في كل يوم كريهة ** وثمال كل معصب قرضاب )
( قال أبو علي ) القرضاب والقرضوب الفقير والقرضاب في غير هذا الموضع اللص
( أهوى له تحت العجاج بطعنة ** والخيل تردى في الغبار الكابى )
الكابى المنتفخ يقال فلان كابى الرماد إذا كان سخيا ومن هذا قيل كبا الفرس يكبوا اذا ربا وانتفخ
( أذؤاب صاب على صداك فجاده ** صوب الربيع بوابل سكاب )
( ما أنس لا أنساه آخر عيشنا ** ما لاح بالمعزاء ريع سراب )
( قال أبو علي ) الريع الرجوع وريعان الشباب أوله والربع أيضا الزيادة ومنه حديث عمر رضي الله عنه املكوا العجين فإنه أحد الربعين
وحدثنا أبو بكر بن الأنباري رحمه الله أن أباه أنشده عن أحمد بن عبيد عن أبن الكلبي لسلمة بن يزيد يرثى أخاه لأمه قيس بن سلمة
( أقول لنفسي في الخلاء ألومها ** لك الويل ما هذا التجلد والصبر )
( ألا تفهمين الخبر أن لست لاقيا ** أخى إذ أتى من دون أكفانه القبر )
( وكنت إذا ينأى به بين ليلة ** يظل على الأحشاء من بينه الجمر )
( فهذا لبين قد علمنا إيابه ** فكيف لبين كان موعده الحشر )
( وهون وجدى أنني سوف أغتدي ** على إثره حقا وإن نفس العمر )
( فلا يبعدنك الله إما تركتنا ** حميدا وأودى بعدك المجد والفخر )
( فتى كان يعطى السيف في الروع حقه ** إذا ثوب الداعي وتشقى به الجزر )
( فتى كان يدنيه الغنى من صديقه ** إذا ما هو استغنى ويبعده الفقر )


( فتى لا يعد المال ربا ولا يرى ** له جفوة ان نال مالا ولا كبر )
( فنعم مناخ الضيف كان إذا سرت ** شمال وأمست لا يعرجها ستر )
( ومأوى اليتامى الممحلين إذا انتهوا ** إلى بابه سغبا وقد قحط القطر )
يقال قحط الناس بكسر الحاء وأقحطوا وقحط القطر بفتح الحاء

إسمهان الجادوي 07-26-2021 12:58 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
وحدثنا حرمي قال حدثنا الزبير قال كان عمر بن أبي ربيعة وجميل بن معمر يتنازعان الشعر فيقال أن عمر في الرائية والعينية أشعر وأن جميلا في اللامية أشعر وكلاهما قد قال فأحسن قال جميل
( لقد فرح الواشون أن صرمت حبلي ** بثينة أو أبدت لنا جانب البخل )
( يقولون مهلا يا جميل وإنني ** لأقسم ما بي عن بثينة من مهل )
( أحلما فقبل اليوم كان أوانه ** أم اخشى فقبل اليوم أوعدت بالقتل )
وفيها يقول
( إذا ما تناثينا الذي كان بيننا ** جرى الدمع من عيني بثينة بالكحل )
( كلانا بكى أو كاد يبكي صبابة ** إلى إلفه واستعجلت عبرة قبلى )
( فيا ويح نفسى حسب نفسي الذي بها ** ويا ويح أهلي ما أصيب به أهلي )
( خليلي فيما عشتما هل رأيتما ** قتيلا بكى من حب قاتله قبلى
وقال عمر
( جرى ناصح بالود بيني وبينها ** فقربني يوم الحصاب إلى قتلى )
( وطارت بخد من فؤادي ونازعت ** قرينتها حبل الصفاء إلى حبلى )
( فما أنس ملا أشياء لا أنس موقفي ** وموقفها يوما بقارعة النخل )
( قلما تواقفنا عرفت الذي بها ** كمثل الذي بي حذوك النعل بالنعل )
وفيها يقول


( فسلضمت واستأنست خيفة أن يرى ** عدو بكائي أو يرى كاشح فعلى )
( فقالت وأرخت جانب السجف إنما ** معي فتكلم غير ذي رقبة أهلي )
( فقلت لها ما بي لهم من ترقب ** ولكن سري ليس يحمله مثلي )
وقال الزبير ليس من شعراء الحجاز يتقدم جميلا وعمر في النسيب والناس لهما تبع
وقرأت على أبي بكر بن دريد لكثير
( لا تغدرن بوصل عزة بعدما ** أخذت عليك مواثقا وعهودا )
( إن المحب إذا أحب حبيبه ** صدق الصفاء وأنجز الموعودا )
( ألله يعلم لو أردت زيادة ** في حب عزة ما وجدت مزيدا )
ويروى
( ألله يعلم لو أردت زيادة ** في الحب عندي ما وجدت مزيدا )
( رهبان مدين والذين رأيتهم ** يبكون من حذر العذاب قعودا )
( لو يسمعون كما سمعت كلامها ** خروا لعزة خاشعين سجودا )
( والميت ينشر أن تمس عظامه ** مسا ويخلد أن يراك خلودا )
( حدثنا ) أبو بكر بن الأنباري قال حدثني عبد الله بن خلف الدلال قال قال محمد بن زياد الأعرابي لما ألح ذريح على ابنه قيس في طلاق لبنى فأبى ذلك قيس طرح ذريح نفسه في الرمضاء وقال لا والله لا أريم هذا الموضع حتى أموت أو يخليها فجاءه قومه من كل ناحية فعظموا عليه الأمر وذكروه بالله وقالوا أتفعل هذا بأبيك وأمك إن مات شيخك على هذه الحال كنت معينا عليه وشريكا في قتله ففارق لبنى على رغم أنفه وقلة صبره وبكاء منه حتى بكى لهما من حضرهما وأنشأ يقول
( اقول لخلتي في غير جرم ** ألا بيني بنفسي أنت بيني )
( فوالله العظيم لنزع نفسي ** وقطع الرجل مني واليمين )
( أحب إلي يا لبنى فراقا ** فبكى للفراق وأسعديني )


( ظلمتك بالطلاق بغير جرم ** فقد أذهبت آخرتي وديني )
قال فلما سمعت بذلك لبنى بكت بكاء شديدا وأنشأت تقول
( رحلت إليه من بلدي وأهلي ** فجازاني جزاء الخائنينا )
( فمن راني فلا تغتر بعدي ** بحلو القول أو يبلو الدفينا )
فلما انقضت عدتها وأرادت الشخوص إلى أهلها أتيت براحلة لتحمل عليها فلما رأى ذلك قيس داخله منه أمر عظيم وأشتد لهفه وأنشأ يقول
( بانت لبينى فأنت اليوم متبول ** وأنك اليوم بعد الحزم مخبول )
( فأصبحت عنك لبنى اليوم نازحة ** ودل لبنى لها الخيرات معسول )
( هل ترجعن نوى لبنى بعاقبة ** كما عهدت ليالي العشق مقبول )
( وقد أراني بلبنى حق مقتنع ** والشمل مجتمع والحبل موصول )
( فصرت من حب لبنى حين أذكرها ** ألقلب مرتهن والعقل مدخول )
( أصبحت من حب لبنى بل تذكرها ** في كربة ففؤادي اليوم مشغول )
( والجسم مني منهوك لفرقتها ** يبريه طول سقام فهو منحول )
( كانني يوم ولت ما تكلمني ** أخو هيام مصاب القلب مسلول )
( أستودع الله لبنى إذ تفارقني ** عن غير طوع وأمر الشيخ مفعول )
ثم ارتحلت لبنى فجعل قيس يقبل موضع رجليها من الأرض وحول خبائها فلما رأى ذلك قومه أقبلوا على أبيه بالعذل واللوم فقال ذريح لما رأى حاله قد جنيت عليك يا بني فقال له قيس قد كنت أخبرك أني مجنون بها فلم ترض إلا بقتلي فالله حسبك وحسب أمي وأقبل قومه يعذلونه في تقبيله التراب فأنشأ يقول
( فما حبي لطيب تراب أرض ** ولكن حب من وطئ الترابا )
( فهذا فعل شيخينا جميعا ** أراد لي البلية والعذابا )
وقرأت على أبي بكر بن دريد


( كسوناها من ا لريط اليماني ** مسوحا في بنائقها فضول )
( وهدمنا صوامع شيدتها ** لها حبب مخالطها نجيل )
يقول كانت هذه الإبل بيضا كأن عليها الريط ثم اسودت من العرق من شدة ما أتعبناها فكأننا كسوناها المسوح يعني أنها صارت سودا بعد أن كانت بيضا
وقوله وهدمنا صوامع شيدتها يعني أسنمتها رفعتها الها حبب وهي جمع حبة وهي بزور البقل والنبات محالطها نجيل والنجيل من الحمض ومنه قول الشماخ
( ولا عيب في مكروهها غير أنها ** تبدل جونا لونها غير أزهرا )
( قال أبو علي ) قال أبو عبيدة من أمثال العرب ( العقوق ثكل من لم يثكل ) يقول إذا عقه ولده فقد ثكلهم وإن كانوا أحياء ( قال ) ومن أمثالهم ( تجنب روضة وأحال يعدو ) يقول ترك الخصب واختار الضيق يضرب مثلا للرجل تعرض عليه الكرامة فيختار الهوان ( قال الأصمعي ) ومن أمثالهم ( إذا نزا بك الشر فاقعد ) أي فاحلم ولا تسارع إليه
( وقال الأصمعي ) حدثني خلف الأحمر قال أنشدني رجل من أهل البادية
( عمي عويف وأبو علج ** المطعمان الشحم بالعشج )
( وبالغداة كسر البرنج ** ينزع بالود وبالصيصج )
أراد بالعشي والصيصج أراد الصيصية وهي قرن البقرة ( قال ) وقال أبو عمرو بن العلاء قلت لرجل من بني حنظلة ممن أنت قال فقيميج فقلت من أيهم قال مرج أراد فقيمي ومري وأنشد لهميان بن قحافة السعدي
( يطير عنها الوبر الصهابجا ** )
( قال ) أراد الصهابي من الصهبة وقال يعقوب بن السكيت بعض العرب إذا شدد الياء جعلها جيما وأنشد عن ابن الأعرابي
( كأن في أذنابهن الشول ** من عبس الصيف قرون الإجل )
أراد الإيل وأنشد الفراء


( لا هم إن كنت قبلت حجتج ** فلا يزال شاحج يأتيك بج )
( أقمر نهات ينزي وفرت ج ** )
أراد وفرتي
( قال الأصمعي ) يقال تركت فلانا يجوس بني فلان ويحوسهم إذا كان يدوسهم ويطلب فيهم
وحدثني أبو بكر بن دريد رحمه الله قال حدثني أبو عبد الله محمد بن الحسين قال حدثنا المازني قال سمعت أبا سرار الغنوي يقرأ فحاسوا خلال الديار فقلت إنما هو جاسوا فقال حاسوا وجاسوا واحد قال وسمعته يقرأ وإذ قتلتم نسمة فادار أتم فيها فقلت له إنما هو نفس قال النسمة والنفس واحد
( وقال الكسائي ) يقال أحم الأمر وأجم إذا حان وقته ويقال رجل محارف ومجارف ( قال ) وهم يحلبون عليك ويجلبون أي يعينون ( قال الأصمعي ) إذا حان وقوع الأمر قيل أجم بقال أجم ذلك الأمر أي حان وقته وأنشد
( حييا ذلك الغزال الأحما ** إن يكن ذا كم الفراق أجما )
( قال ) وإذا قلت حم الأمر فهو قدر ولم يعرف أحم بالألف ( قال الأصمعي ) يقال آديته على كذا و أعديته أي قويته وأعنته
ويقال أستأديت الأمير على فلان في معنى استعديت وأنشد ليزيد بن خذاق العبدي
( ولقد أضاء لك الطريق وأنهجت ** سبل المكارم والهدى يعدي )
يقول إبصارك الهدى يقويك على الطريق ومعنى يعدى يقوى ومنه أعداني السلطان ( قال ) ولقد أضاء لك الطريق أي أبصرت أمرك وتبينته
وأنهجت صارت نهجا واضحة بينة ( قال ) وسمعت أبا تغلب ينشد بيت طفيل الغنوي
( فنحن منعنا يوم حرس نساءكم ** غداة دعانا عامر غير معتلى )
يريد مؤتلى ويقال كثأ اللبن وكثع وهي الكثأة والكثعة إذا علا دسمه وخثورته رأسه وأنشد


( وأنت امرؤ وقد كثأت لك لحية ** كأنك منها قاعد في جوالق )
ويقال موت زؤاف وذعاف وزعاف وذؤاف إذا كان يعجل القتل ويقال أردت أن تفعل كذا وكذا وبعض العرب يقول أردت عن تفعل وقال يعقوب ابن السكيت أنشد أبو الصقر
( أريني جوادا مات هزلا لأنني ** أرى ما ترين أو بخيلا مخلدا )
يريد لعلني
( وقال الأصمعي ) يقال ألتمئ لونه والتمع لونه وهو السأف والسعف ( وقال يعقوب ) سمعت أبا عمرو يقول الأسن قديم الشحم وبعضهم يقول العسن
وحدثنا أبو بكر ابن الأنباري قال حدثني أبي قال حدثني عبد الله بن محمد بن رستم قال حدثني محمد بن قال النحوي قعال قال أبان بن تغلب وكان عابدا من عباد أهل البصرة شهدت أعرابية وهي توصي ولدا لها يريد سفرا وهي تقول له أي بني اجلس أمنحك وصيتي وبالله توفيقك فإن الوصية أجدى عليك من كثير عقلك قال أبان فوقفت مستمعا لكلامها مستحسنا لوصيتها فإذاهي تقول أي بني إياك والنميمة فإنها تزرع الضغينة وتفرق بين المحبين
وإياك والتعرض للعيوب فتتخذ غرضا وخليق أن لا يثبت الغرض على كثرة السهام وقلما اعتورت السهام غرضا إلا كلمته حتى يهي ما اشتد من قوته
وإياك والجود بدينك والبخل بمالك وإذا هززت فاهزز كريما يلن لهزتك ولا تهزز اللئيم فإنه صخرة لا ينفجر ماؤها ومثل لنفسك مثال ما استحسنت من غيرك فاعمل به وما استقبحت من غيرك فاجتنبه فإن المرء لا يرى عيب نفسه ومن كانت مودته بشره وخالف ذلك منه فعله كان صديقه منه على مثل الريح في تصرفها ثم أمسكت فدنوت منها فقلت بالله يا أعرابية إلا زدته في الوصية فقالت أو قد أعجبك كلام العرب يا عراقي قلت نعم
قالت والغدر أقبح ما تعامل به الناس بينهم ومن جمع الحلم والسخاء فقد أجاد الحلة ريطتها وسربالها
وحدثنا أبو بكر بن دريد رحمه الله قال حدثنا أبو حاتم قال وجد بخط

العتبي بعد موته في كتبه أن رجلا سأل بعض الزهاد فقال أخبرني عن الدنيا فقال جمة المصائب رنقة المشارب لا تمتع صاحبا بصاحب
وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو حاتم عن أبي زيد قال سأل الوليد بن عبد الملك أباه عن السياسة فقال هيبة الخاصة مع صدق مودتها واقتباد قلوب العامة بالإنصاف لها واحتمال هفوات الضغائن فإن شكرها أقرب الأيادي إليها
وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال قيل لبعض الحكماء ما الداء العياء فقال حسد ما لا تناله بقول ولا تدركه بفعل
وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال سمعت أعرابيا يقول من لم يضن بالحق عن أهله فهو الجواد
وسمعت آخر يقول الصبر عند الجود أخو الصبر عند اليأس وسمعت آخر يقول سخاء النفس عما في أيدي الناس أكثر من سخاء البذل
وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال شاور أعرابي ابن عم له فأشار عليه برأي فقال قد قلت بما يقول به الناصح الشفيق الذي يخلط حلو كلامه بمره وحزنه بسهله ويحرك الإشفاق منه ما هو ساكن من غيره وقد وعيت النصح منه وقبلته إذ كان مصدره من عند من لا شك في مودته وصافى غيبه وما زلت بحمد الله إلى الخير منهجا واضحا وطريقا مهيعا
( قال أبو علي ) المهيع الواضح
وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة عن يونس قال كان زياد إذا ولى رجل عملا قال له خذ عهدك وسر إلى عملك واعلم أنك مصروف رأس سنتك وأنك تصير إلى أربع خلال فاختر لنفسك إنا أن وجدناك أمينا ضعيفا استبدلنا بك لضعفك وسلمتك من معرتنا أمانتك
وإن وجدناك قويا خائنا استهنا بقوتك وأحسنا على خيانتك أدبك وأوجعنا ظهرك وثقلنا غرمك وإن جمعت علينا الجرمين جمعنا عليك المضرتين
وإن وجدناك أمينا قويا زدنا في عملك ورفعنا ذكرك وكثرنا مالك وأوطأنا عقبك
وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن عبد الله بن مصعب الزبيري قال كنا بباب الفضل بن الربيع

والآذن يأذن لذوي الهيآت والشارات وأعرابي يدنو فكلما دنا صرخ به فقام ناحية وأنشأ يقول
( رأيت آذننا يعتام بزتنا ** وليس للحسب الزاكي بمعتام )
( ولو دعينا على الأحساب قدمني ** مجد تليد وجد راحج نامى )
( متى رأيت الصقور الجدل يقدمها ** خلطان من رخم قزع ومن هام )
وقرأت على أبي بكر بن دريد رحمه الله لطفيل الغنوي
( وأصفر مشهوم الفؤاد كأنه ** غداة الندى بالزعفران مطيب )
( تفلت عليه تفلة ومسحته ** بثوبى حتى جلده متقوب )
( يراقب إيحاء الرقيب كأنه ** لما وتروني أول اليوم مغضب )

إسمهان الجادوي 07-26-2021 01:01 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
أصفر يعني قدحا مشهوم الفؤاد أي كأن فؤاده مذعور من سرعة خروجه والشهم الحديد الفؤاد الذكي وقوله بالزعفران أراد قد أصابه الندى فاصفر كأنه مطيب بالزعفران وروى الأصمعي وأصفر مسموم الفؤاد يعني قدحا محزوز الصدر وكل ثقب فهو سم وسم فجعل الحز ثقبا وجعل صدر القدح فؤاده
وقوله تفلت عليه يقول كان ضرب به فتترب فتفلت عليه ومسحته بثوبي ليتملس فيكون أسرع لخروجه
( ومتقوب متقشر وقوابته قشره ** )
وقوله يراقب إيحاء الرقيب يقول كأن هذا القدح بصير بما يراد منه فهو يلامح الرقيب فإذا قيل للمفيض أفض فكانه يوحي إليه إيحاء
وقوله لما وتروني يقول كأنه مغضب لقهرهم إياي في أول النهار فهو يثأرني ( قال أبو علي ) أخبرنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة قال أخبرنا أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي قال قال رجل لأخيه لأهجونك قال وكيف تهجوني وأبونا واحد وأمنا واحدة فقال
( غلام أتاه اللؤم من شطر نفسه ** ولم يأته من نحو أم ولا أب )
( قال ) وقال آخر يهجو أخاه


( أبوك أبي وأنت أخي ولكن ** تفاضلت الطبائع والظروف )
( وأمك حين تنسب أم صدق ** ولكن ابنها طبع سخيف )
( وقومك يعلمون إذا التقينا ** من المرجو منا والمخوف )
( قال أبو علي ) وقرأت على أبي بكر بن دريد لجميل
( وقلت لها اعتللت بغير ذنب ** وشر الناس ذو العلل البخيل )
( ففاتيني إلى حكم من أهلي ** وأهلك لا يحيف ولا يميل )
( فقالت أبتغي حكما من أهلي ** ولا يدري بنا الواشي المحول )
( فولينا الحكومة ذا سجوف ** أخا دنيا له طرف كليل )
( فقلنا ما قضيت به رضينا ** وأنت بما قضيت به كفيل )
( قضاؤك نافذ فاحكم علينا ** بما تهوى ورأيك لا يفيل )
( فقلت له قتلت بغير جرم ** وغب الظلم مرتعه وبيل )
( فسل هذي متى تقضي ديوني ** وهل يقضيك ذو العلل المطول )
( فقالت إن ذا كذب وبطل ** وشر من خصومته طويل )
( أأقتله ومالي من سلاح ** وما بي لو أقاتله حويل )
( ولم آخذله ما لا فيلفى ** له دين علي كما يقول )
( وعند أميرنا حكم وعدل ** ورأي بعد ذلكم أصيل )
( فقال أميرنا هاتوا شهودا ** فقلت شهيدنا الملك الجليل )
( فقال يمينها وبذاك أقضي ** وكل قضائه حسن جميل )
( فبتت حلفة ما لي لديها ** نقير أدعيه ولا فتيل )
( فقلت لها وقد غلب التعزي ** أما يقضى لنا يا بثن سول )
( فقالت ثم زجت حاجبيها ** أطلت ولست في شيء تطيل )


( فلا يجدنك الأعداء عندي ** فتثكلنى وإياك الثكول )
وحدثنا أبو بكر بن دريد رحمه الله قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال كانت خليبة الخضرية تهوى ابن عم لها فعلم بذلك قومها فحجبوها فقالت
( هجرتك لما أن هجرتك أصبحت ** بنا شمتا تلك العيون الكواشح )
( فلا يفرح الواشون بالهجر ربما ** أطال المحب الهجر والجيب ناصح )
( وتغدو النوى بين المحبين والهوى ** مع القلب مطوي عليه الجوانح )
قال عبد الرحمن قال عمي فحدثت بهذا الحديث رجلا من ولد جعفر بن أبي طالب فقال كانت خيرة بنت أبي ضيغم البلوية تهوى ابن عم لها وذكر مثل الحديث فقالت ( قال أبو علي وأملى علينا هذه الأبيات أبو عبد الله وقال أنشدناها أحمد بن يحيى لأم ضيغم البلوية )
وبتنا خلاف الحي لا نحن منهم ** ولا نحن بالأعداء مختلطان )
( وبتنا يقينا ساقط الطل والندى ** من الليل بردا يمنة عطران )
( نذود بذكر الله عنا من الشذى ** إذا كان قلبانا بنا يجفان )
( قال أبو علي ) الشذى الأذى وروى أبو عبد الله
( نذود بذكر الله عنا من الصبا ** إذا كان قلبانا بنا يردان )
( ونصدر عن أمر العفاف وربما ** نقعنا غليل النفس بالرشفان )
وروى أبو عبد الله ونصدر عن ري العفاف وربما نقعنا وقرأت على أبي بكر بن دريد لطفيل الغنوي يصف إبلا
( عوازب لم تسمع نبوح مقامة ** ولم تر نارا ثم حول مجرم )
( سوى نار بيض أو غزال صريمة ** أغن من الخنس المناخر توأم )
( إذا راعياها أنضجاه تراميا ** به خلسة أو شهوة المتقرم )
عوازب بعيدات من البيوت والنبوح أصوات الناس والمقامة حيث يقيم الناس وثم

تمام والمجرم المكمل يقول هذه الإبل عوازب لعز أربابها ترعى حيث شاءت لا تمنع ولا تخاف فلم تسمع أصوات أهل مقامة ولم تر نارا سنة تامة سوى نار بيض نعام يصيبه راعيها فيشويه أو غزال يصيده والصريمة القطعة من الرمل وأغن فيه غنة والأخنس القصير الأنف وكل ظبى أخنس والتوأم الذي ولد مع غيره وذلك أشد لضؤلته وصغر جسمه وقيل للشعبي مالك ضئيلا قال لأني زوحمت في الرحم وقيل لبعضهم مالك ضئيلا قال صاف بي أبي أي ولدت وهو كبير السن وإذا صغر ما يشوى صغرت النار
وقوله تراميا به أي بالغزال رمى هذا إلى هذا وهذا إلى هذا خلسة أي اختلاسا شبه العاشين أو يفعلان ذلك قرما إلى اللحم وذلك لإستغنائهما عنه باللبن
وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثنا أبو الحسن بن البراء قال حدثنا عبد الرحمن بن أحمد الجعفي قال كان شاعر يفد إلى يزيد بن مزيد في كل سنة فقال له يزيد كم يكفيك في كل سنة فقال كذا وكذا فقال أقم في بيتك يأتك ذلك ولا تتعبن إلينا فلما مات رثاه بهذه الأبيات والشاعر مسلم بن الوليد ( قال ) وقال أبو الحسن بن البراء قال لي ابن أبي طاهر الشاعر هو التيمي
( أحق أنه أودى يزيد ** تأمل أيها الناعي المشيد )
( أتدري من نعيت فكيف فاهت ** به شفتاك كان به الصعيد )
( أحامى المجد والإسلام أودى ** فما للأرض ويحك لا تميد )
( تأمل هل ترى الإسلام مالت ** دعائمه وهل شاب الوليد )
( وهل شميت سيوف بني نزار ** وهل وضعت على الخيل اللبود )
( وهل تسقى البلاد عشار مزن ** بدرتها وهل يخضر عود )
( أما هدت لمصرعه نزار ** بلى وتقوض المجد المشيد )
( وحل ضريحه إذ حل فيه ** طريف المجد والحسب التليد )
( أما والله ما تنفك عيني ** عليك بدمعها أبدا تجود )


( فإن تجمد دموع لئيم قوم ** فليس لدمع ذي حسب جمود )
( أبعد يزيد تختزن البواكي ** دموعا أو تصان لها خدود )
( لتبكك قبة الإسلام لما ** وهت أطنابها ووهي العمود )
( ويبكك شاعر لم يبق دهر ** له نشبا وقد كسد القصيد )
( فمن يدعو الأنام لكل خطب ** ينوب وكل معضلة تؤد )
( ومن يحمي الخميس إذا تعايا ** بحيلة نفسه البطل النجيد )
( فإن تهلك يزيد فكل حي ** فريس للمنية أو طريد )
( الم تعجب له أن المنايا ** فتكن به وهن له جنود )
( لقد عزى ربيعة أن يوما ** عليها مثل يومك لا يعود )
( قال أبو علي ) وقرأت على أبي بكر بن دريد أبيات زينب بنت الطثرية ترثى أخاها يزيد وأملاها علينا أيضا أبو بكر بن الأنباري رحمه الله عن أحمد بن يحيى وفي الروايتين زيادة ونقصان وأنا آتي على جميعها وفيها أبيات تروى للعجير السلولي ولها وقد أمللنا أبيات العجير
( أرى الأثل من وادي العقيق مجاوري ** مقيما وقد غالت يزيد غوائله )
( فتى قد قد السيف لا متضائل ** ولا رهل لبانه وبآدله )
( فتى لا ترى قد القميص بخصره ** ولكنما توهي القميص كواهله )
( فتى ليس لإبن العم كالذئب أن رأى ** بصاحبه يوما دما فهو آكله )
( يسرك مظلوما ويرضيك ظالما ** وكل الذي حملته فهو حامله )
( إذا نزل الأضياف كان عذورا ** على الحي حتى تستقل مراجله )
( إذا ماطها للقوم كان كأنه ** حمي وكانت شيمة لا تزايله )
( إذا القوم أموا بيته فهو عامد ** لا حسن ما ظنوا به فهو فاعله )
( إذا جد عند الجد أرضاك جده ** وذوا باطل إن شئت أرضاك باطله )

( مضى وورثناه دريس مفاضة ** وأبيض هنديا طويلا حمائله )
( فتى كان يروى المشرفي بكفه ** ويبلغ أقصى حجرة الحي نائله )
( كريم إذا لا قيته متبسما ** وإما تولى أشعث الراس جافله )
( ترى جازريه يرعدان وناره ** عليها عداميل الهشيم وصامله )
( يجران ثنيا خيرها عظم جاره ** بصيرا بها لم تعد عنها مشاغله )
( ولو كنت في غل فبحت بلوعتي ** إليه للأنت ليث ورقت سلاسله )
( ولما عصاني القلب أظهرت عولة ** وقلت ألا قلب بقلبي أبادله )
( قال أبو علي ) الرهل المسترخي والبآدل واحدها بأدلة وهي اللحمة التي بين المنكب والعنق والعذور السيء الخلق والدريس والدرس الثون الخلق وجمعه درسان والهدم والطمر والسمل والنهج الخلق أيضا والمفاضة الواسعة والحجرة الناحية يقال جلس فلان على حجرة أي ناحية والعداميل القديمة والصامل اليابس والثني والولد الذي بعد الولد الأول فالأول بكر والثاني ثني ( قال ) وقرأت على أبي بكر بن دريد رحمه الله تعالى قال كانت أم الضحكاك المحاربية تحت رجل من بني الضباب وكانت تحبه حبا شديدا فطلقها فقالت
( هل القلب أن لا قى الضبابي خاليا ** لدى الركن أو عند الصفا متحرج )
( وأعجلنا قرب المحل وبيننا ** حديث كتنشيج المريضين مزعج )

إسمهان الجادوي 07-26-2021 01:01 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
وروى أبو عبيد الله كتنشاج
( حديث لو أن اللحمم يصلى بحره ** طريا أتى أصحابه وهو منضج )
( قال أبو علي ) وقرأت أيضا لها عليه
( سألت المحبين الذي تحملوا ** تباريح هذا الحب من سالف الدهر )
( فقلت لهم يا يذهب الحب بعدما ** تبوأ ما بين الجوانح والصدر )


( فقالوا شفاء الحب حب يزيله ** من آخر أو نأي طويل على هجر )
( أو اليأس حتى تذهل النفس بعدما ** رجت طمعا واليأس عون على الصبر )
( قال ) وقالت فيه أيضا حين سلت عنه
( تعزيت عن حب الضبابي حقبة ** وكل عمايا جاهل ستثوب )
( يقول خليل النفس أنت مريبة ** كلانا لعمرى قد صدقت مريب )
( وأريبنا من لا يؤدي أمانة ** ولا يحفظ الأسرار حين يغيب )
( ألهفا بما ضيعت ودي وما هفا ** فؤادي بمن لم يدر كيف يثيب )
( قال ) وقرأت عليه لزينب بنت فروة المرية في ابن عم لها يقال له المغيرة
( يا أيها الراكب الغادي لطيته ** عرج أنبيك عن بعض الذي أجد )
( ما عالج الناس من وجد تضمنهم ** إلا ووجدي به فوق الذي وجدوا )
( حسبي رضاه وأني في مسرته ** ووده آخر الأيام أجتهد )
وقالت أيضا
( وذي حاجة ما باح قلنا وقد بدت ** شواكل منها ما إليك سبيل )
( لنا صاحب لا نشتهي أن نخونه ** وأنت لأخرى فارع ذاك خليل )
( تخالك تهوى غيرها فكأنما ** لها في تظنيها عليك دليل )
( قال أبو علي ) وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري البيتين الأولين في خبر طويل قد تقدم لليلى الأخيلية وروايته
( وأنت لأخرى فارغ وخليل ** )
وقالت أيضا
( ألم تر أهلي يا مغير كأنما ** يفيئون باللوماء فيك الغنائما )
( ولو أن أهلي يعلمون تميمة ** من الحب تشفي قلدوني التمائما )
وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري قال أنشدنا أبو العباس أحمد بني يحيى لرؤبة بن العجاج وقد أرى واسع جيب الكم أسفر عن عمامة المعتم عن قصب أسحم مدلهم


( قال أبو العباس ) قوله أرى واسع جيب الكم معناه أرى شابا رخي البال يقال فلان واسع الجيب إذا كان رخي البال قليل الإكتراث وأسفرأ كشف أي أبدي شعرى لسواده وحسنه والقصب ههنا الشعر عن الأصمعي والأسحم الأسود ( قال ) وقرأت على أبي بكر بن دريد لعكرشة أبي شغب يرثى ابنه شغبا
( قد كان شغب لو أن الله عمره ** عزا تزاد به في عزها مضر )
( فارقت شغبا وقد قوست من كبر ** لبئست الخلتان الثكل والكبر )
( قال ) وأنشدنا أبو عبد الله عن أحمد بن يحيى عن الزبير عن أيوب بن عباية لنصيب
( كسيت ولم أملك سوادا وتحته ** قميص من القوهي بيض بنائقه )
( وما ضر أثوابي سوادي وإنني ** لكالمسك لا يسلو عن المسك ذائقه )
( ولا خير في ود امرئ متكاره ** عليك ولا في صاحب لا توافقه )
( إذا المرء لم يبذل من الود مثله ** بعاقبة فاعلم بأني مفارقه )
وأنشدنا لعبد بني الحسحاس
( أشعار عبد بني الحسحاس قن له ** عند الفخار مقام الأصل والورق )
( إن كنت عبدا فنفسي حرة كرما ** أو أسود اللون إني أبيض الخلق )
( قال أبو علي ) الورق عند العرب المال من الأبل والغنم والورق الفضة
وحدثني أبو بكر بن دريد أن أبا حاتم أنشدهم عن أبي زيد
( وزهراء أن كفنتها فهو عيشها ** وإن لم أكفنها فموت معجل )
يعني النار هي زهراء أي بيضاء تزهر يقول أن قدحتها فخرجت فلم أدركها بخرقة أو غير ذلك ماتت
( قال أبو علي ) قال الأصمعي من أمثال العرب ( كل نجار إبل نجارها ) يضرب مثلا للمخلط يريد أن فيه ألوانا من الخلق وليس يثبت على رأي ( قال ) ومن أمثالهم ( اسق رقاش إنها سقاية ) يضرب مثلا للمحسن يقول أحسنوا إليه لإحسانه ( قال ) ومن أمثالهم

( خرقاء عيابة ) يضرب مثلا للأحمق أي أنه أحمق من وهو مع ذلك يعيب غيره ( قال ) ومن أمثالهم ( كل مجر بالخلاء يسر ) وأصله أن الرجل يجرى فرسه بالمكان الخالي لا مسابق له فيه فهو مسرور بما يرى من فرسه ولا يرى ما عند غيره يضرب مثلا للرجل تكون فيه الخلة يحمدها من نفسه ولا يشعر بما في الناس من الفضائل ( قال أبو عمرو الشيباني ) يقال أسود قاثم وقاتن ( وقال الأحمر ) يقال طانه الله على الخير وطامه إذا جبله وهو يطينه يجبله ( وقال الأصمعي ) يقال للحية أيم وأين والأصل أيم فخفف كما يقال لين ولين وهين وهين وأنشدنا لأبي كبير الهذلي
( ولقد وردت الماء لم يشرب به ** بين الربيع إلى شهور الصيف )
( إلا عواسر كالمراط معيدة ** بالليل مورد أيم متغضف )
الصيف مطر الصيف وقوله إلا عواسر يعني ذئابا عاقدة أذنابها والمراط السهام التي قد تمرط ريشها ومعيدة معاودة للورد مرة بعد مرة يقول هذا المكان لخلائه من موارد الحيات ومتغضف متثن ( قال ) ويقال الغيم والغين وأنشد لرجل من بني تغلب
( فداء خالتي وفدى صديقي ** وأهلي كلهم لأبي قعين )
( فأنت حبوتني بعنان طرف ** شديد الشدذى بذل وصون )
( كأني بين خافيتي عقاب ** أصاب حمامة في يوم غين )
( قال يعقوب ) وقال بعضهم الغين إلباس الغيم ومنه ( إنه ليغان عليه ) أي يغطى ويلبس يقال قد رغين على قلبه ورين على قلبه أي غطى قال رؤبة
( أمطر في أكناف غين مغين )
أي ملبس وأنشد الأصمعي لعوف بن الخرع )
( وتشرب أسآر الحياض تسوفها ** ولو وردت ماء المريرة آجما )


( قال ) أظنه أراد آجنا ( قال ) ويقال للشمال نسع ومسع وأنشد للهذلي
( قد حال دون دريسيه مؤوبة ** نسع لها بعضاة الأرض تهزيز )
دريسيه خلقيه ومؤوبة تأتي مع الليل والعضاه كل شجر له شوك الواحدة عضة والحلان والحلام فويق الجدي وأنشد لإبن أحمر
( تهدى إليه ذراع الجدى تكرمة ** إما ذبيحا وأما كان حلانا )
فالذبيح الذي يصلح للنسك والحلان الصغير الذي لا يصلح للنسك ويقال في الضب حلان وفي اليربوع جفرة والجفرة التي قد انتفخ جنباها وأكلت وشربت حتى سمنت ويقال غلام جفر إذا سمن وتحرك وأنشدنا أبو عبيدة قول مهلهل
( كل قتيل في كليب حلام ** حتى ينال القتل آل همام )
( قال أبو علي ) يقول كل قتيل صغير ليس هو بوفاء من كليب بمنزلة الحلام الذي ليس بوفاء أن يذبح للنسك حتى ينال القتل آل همام فانهم وفاء به ( وقال الأصمعي ) يقال انتقع لونه وامتقع لونه وهو ممتقع اللون ويقال نجر من الماء ينجر نجرا ومجر يمجر مجرا إذا أكثر من شرب الماء فلم يكد يروى وأنشد
( حتى إذا ما اشتد لو بان النجر ** )
( وقال غيره ) يقال محنجت بالدلو ونخجت بها إذا جذبت بها لتمتلئ وأنشد الفراء
( فصبحت قليذما هموما ** يزيدها مخج الدلاجموما )
القليذم البئر الغزيرة والدلا جمع دلاة والمدى والندى الغاية ( وقال الأصمعي ) الندى بعد ذهاب الصوت يقال مر فلانا أن ينادى فإنه أندى منك صوتا وأنشد للفرزدق
( فقلت ادعى وأدع فأن أندى ** لصوت أن ينادى داعيان )
أي أشد لذهابه وأنشد
( ومن لم يزل يستسمع العام حوله ** ندى صوت مقروع عن العذف عاذب )
المقروع الذي اختير للفحلة والعذف إلا كل يقال ما ذقت عذوفا والعاذب القائم

الذي لا يأكل شيأ يقال ما زال عاذبا عن المرعى وقال يعقوب ابن السكيت سمعت أبا عمرو يقول ما ذقت عدونا ولا عدوفا ( قال ) وأنشدت يزيد بن مزيد عدوفا فقال لي صحفت يا أبا عمرو فقلت لم أصحف لغتكم عذوف ولغة غيركم عدوف ( وقال غيره ) رطب محلقن ومحلقم ( وقال الأصمعي ) إذا بلغ الترطيب ثلثي البسرة فهي حلقانة والجمع حلقان وهي محلقنة ومحلقمة والحزم والحزن ما غلظمن الأرض وهي الحزوم والحزون ( قال ) ويقال للبعير إذا قارب الخطو وأسرع دهامج ودهانج وقد دهمج يدهمج دهمجة ودهنج يدهنج دهنجة وأنشد
( وعير لها من بنات الكداد ** يدهمج بالقعب والمزود )
يدهمج يسرع في تقارب خطوة وقال العجاج
( كأن رعن الآل منه في الآل ** بين الضحى وبين قيل القيال )
( إذا بدا دهائج ذو أعدال ** )
شبه الرعن حين يقمص في ذلك الوقت وهو توهج السراب ببعير عليه أعدال يسرع بها
وقرأت عليى أبي عبد الله ابراهيم بن محمد الأزدي لذي الرمة
( ودو ككف المشتري غير أنه ** بساط لأخماس المراسيل واسع )
الدو المستوى من الأرض وقوله ككف المشتري يعني إذا بسط كفه فصفق براحته على راحة بائعة إذا اشترى منه علقا والبساط الأرض الواسعة لأخماس لسير الأخماس وهو جمع خمس والخمس ورود الماء في اليوم الخامس
وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا

العكلى عن أبي خالد عن الهيثم بن عدي قال دخل الخيار بن أوفى النهدى على معاوية فقال له يا خيار كيف تجدك وما صنع بك الدهر فقال يا أمير المؤمنين صدع الدهر قناتي وأثكلني لداتي وأوهى عمادي وشيب سوادي وأسرع في تلادي ولقد عشت زمنا أصبى الكعاب وأسر الأصحاب وأجيد الضراب فبان ذلك عني ودنا الموت مني وأنشأ يقول
( غيرت زمانا يرهب القرن جانبي ** كأني شتيم باسل القلب خادر )
( يخاف عدوي صولتي ويهابني ** ويكرمني قرني وجارى المجاور )
( وتصبى الكعاب لمتى وشمائلي ** كأني غصن ناعم النبت ناضر )
( فبان شبابي واعترتني رثية ** كأني قناة أطرنها المآطر )
( أدب إذا رمت القيام كأنني ** لدى المشى قرم قيده متقاصر )
( وقصر الفتى شيب وموت كلاهما ** له سائق يسعى بذاك وناظر )
( وكيف يلذ العيش من ليس زائلا ** رهين أمور ليس فيها مصادر )
فقال معاوية أحسنت القول واعلم أن لها مصادر فنسأل الله أن يجعلنا من الصادرين بخير فقد أوردنا أنفسنا موارد نرغب إلى الله أن يصدرنا عنها وهو راض
وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال قدم علينا البصرة رجل من أهل البادية شيخ كبير فقصدته فوجدته يخضب لحيته فقال ما حاجتك فقلت بلغني ما خصك الله به فجئتك أقتبس من علمك فقال أتيتني وأنا أخضب وإن الخضاب لمن علامات الكبر وطال والله ما غدوت على صيد الوحوش ومشيت أمام الجيوش واختلت بالرداء وهؤت بالنساء وقريت الضيف وأرويت السيف وشربت الراح ونادمت الجحجاح فاليوم قد حناتي الكبر وضعف مني البصر وجاء بعد الصفو الكدر ثم قبض على لحيته وأنشأ يقول


( شيب تغيبه كيما تغر به ** كبيعك الثوب مطويا على حرق )
( قد كنت كالغصن ترتاح الرياح له ** فصرت عودا بلا ماء ولا ورق )
( صبرا على الدهر إن الدهر ذو غير ** وأهله منه بين الصفو والرنق )
( قال أبو علي ) قال أبو زيد يقال هؤت بالرجل خيرا أهوءبه هوأ إذا أزننته به وإنه لذو هوأة إذا كان ذا رأي ماضيا قال العجاج
( لا عاجز الهوء ولا جعد القدم ** )
وقال أبو عمرو الهوء الهمة وقد هاء يهوء وفلان بعيد الهوء أي بعيد الهمة ( قال أبو علي ) وأنشدني أبو يعقوب إسحق بن الجنيد وراق أبي بكر بن دريد قال أنشدنا أحمد بن عبيد قال أنشدني أبو العيناء
( ما في يدي من الصبا ** إلا الصبابة والأسف )
( جاء الشباب فما أقام ** ولا ألم ولا وقف )
( كان الشباب كزائر ** مل الزيارة فانصرف )
وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري قال أنشدني أبي
( لا يرعك المشيب يا ابنة عبد الله فالشيب حلة ووقار )
( إنما تحسن الرياض إذا ما ** ضحكت في خلالها الأنوار )
وأنشدنا عبد الله بن جعفر النحوي قال أنشدنا أبو العباس محمد بن يزيد قال أنشدني مسعود بن بشر المازني
( رأيت أبا الوليد غداة جمع ** به شيب وما فقد الشبابا )
( ولكن تحت ذاك الشيب حزم ** إذا ما قال أمرض أو أصابا )
قال أبو العباس معنى قوله أمرض أي قارب الصواب ومنه أنه ليمرض في القول إذا لم يصرح
وحدثنا أبو محمد النحوي قال سمعت أبا العباس محمد بن يزيد يقول بلغني عن علي رضوان الله عليه قرنت الهيبة بالخيبة والحياء بالحرمان والفرصة تمر مر السحاب

والحكمة ضالة المؤمن فخذ ضالتك حيثما وجدتها
وحدثنا أبو بكر بن دريد رحمه الله قال حدثنا العكلى عن أبيه قال بلغني عن ابن عباس أنه قال كتب إلي علي بن أبي طالب رضي الله عنه بموعظة ما سررت بموعظة سروري بها أما بعد فإن المرء يسره درك ما لم يكن ليفوته ويسوءه فوت ما لم يكن ليدركه فما نالك من دنياك فلا تكثر به فرحا وما فاتك منها فلا تتبعه أسفا فليكن سرورك بما قدمت وأسفك على ما خلفت وهمك فيما بعد الموت
وأنشدنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي قال أنشدنا أحمد بن يحيى الشيباني
( إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل ** خلوت ولكن قل علي رقيب )
( ولا تحسبن الله يغفل ساعة ** ولا أن ما يخفى عليه يغيب )
وأنشدنا قال أنشدنا أحمد بن يحيى
( في كل بلوى تصيب المرء عافية ** إلا البلاء الذي يدنى من النار )
( ذاك البلاء الذي ما فيه عافية ** من العذاب ولا ستر من العار )
وأنشدنا أبو محمد النحوي قال أنشدنا أبو العباس محمد بن يزيد قال أنشدني عمرو بن بحر الجاحظ قال أبو محمد والشعر لصالح بن عبد القدوس
( وإن عناء أن تفهم جاهلا ** فيحسب جهلا أنه منك أفهم )
( متى يبلغ البنيان يوما تمامه ** إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم )
( متى ينتهي عن سيى من أتى به ** إذا لم يكن منه عليه تندم )
وأنشدنا أبو عبد الله قال أنشدنا محمد بن يزيد قال أنشدني عبد الله بن القاسم قال أنشدني العتبي
( تأنقت في الإحسان حين أتيته ** إلى ابن أبي ليلى فأنزله ذما )
( فوالله ما آسى على فوت شكره ** ولكن خطاء الراي يحدث لي غما )


وحدثنا أبو بكر بن دريد قال حدثنا أبو حاتم قال كان بالمدينة غلام يحمق فقال لامه يوشك أن تريني عظيم الشأن فقالت فكيف والله ما بين لابتيها أحمق منك فقال والله ما رجوت هذا الأمر إلا من حيث يئست منه أما علمت أن هذا زمان الحمقى وأنا أحدهم
( قال أبو علي ) اللابة الحرة وجمعها لاب ويقال اللوبة أيضا وجمعها لوب وإنما قيل للأسود لوبي لأن حجارة الحرة سود كأنها محترقة ومنه قيل للحرة فتين لان معنى فتنوا أحرقوا وأنشد أبو عبد الله نفطويه
( لا تنظرن إلى عقل ولا أدب ** أن الجدود قرينات الحماقات )
( واسترزق الله مما في خزائنه ** فكل ما هو آت مرة آت )
وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري رحمه الله قال أنشدنا أحمد بن يحيى النحوي
( يعزي المعزي ثم يمضي لشانه ** ويترك في القلب الدخيل المجمجما )
( حريقا ثوى في القلب لو أن بعضه ** أناخ على سلمى إذا لتضرما )
( قال ) وأنشدنا قال أنشدنا أبو عيسى الربضى قال أنشدنا الطوسى أبو الحسن علي بن عبد الله
( أتت على عهده الليالي ** وحدثت بعده أمور )
( وأعتضت باليأس منه صبرا ** واعتدل الحزن والسرور )
( فلست أرجو ولست أخشى ** ما أحدثت بعده الدهور )
( فليجهد الدهر في مساتي ** فما عسى جهده يضير )
وأنشدنا أبو بكر قال أنشدنا عبد الرحمن عن عمه قال أنشدني المذحجي لأم معدان الأنصارية
( لايبعد الله فتيانا رزئتهم ** بانوا الوقت مناياهم فقد بعدوا )
( أضحت قبورهم شتى ويجمعهم ** زو المنون ولم يجمعهم بلد )


( ميت بمصر وميت بالعراق وميت بالحجاز منا يا بينهم بدد )
( رعوا من المجد أكنافا إلى أجل ** حتى إذا بلغت أظماؤهم وردوا )
( كانت لهم همم فرقن بينهم ** إذا القعاديد عن أمثالها قعدوا )
( فعل الجميل وتفريج الجليل وإعطاء الجزيل إذا لم يعطه أحد ** )
وحدثنا أبو بكر بن دريد قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال من أمل رجلا هابه ومن قصر عن شيء عابه وإنما يعيب الشيء الذي يقصر عنه حسدا وقال أبو زيد يقال لقيت فلانا غزالة الضحى ورأد الضحى وكهر الضحى كل ذلك عندما تنبسط الشمس وتضحى قال الراجز
( دعت سليمى دعوة هل من فتى ** يسوق بالقوم غزالات الضحى )
( فقام لاوان ولا رث القوى ** )
وأنشدنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة
( إذا غبت يا أسماء فارعى مودتي ** بحفظ كما أرعاك حين أغيب )
( بنفسي من يجني الذنوب تجرما ** علي وما حلت علي ذنوب )
( تصد إذا ماجئت حتى كأنني ** عدو مريض الصدر وهو حبيب )
وأنشدنا أبو عبد الله
( حلفت برب مكة والمصلى ** ورب الواقفين غداة جمع )
( لأنت على التنائي فاعلميه ** أحب إلي من بصري وسمعي )
وقرأت على أبي عبد الله لذي الرمة
( أطاع الهوى حتى رمته بحبله ** على ظهره بعد العتاب عواذله )
أطاع الهوى يعني هذا المشتاق أي اتبع هواه حتى خلته العواذل وقلن له حبلك على غار بك وإنما هذا مثل أي قلن له اذهب حيث شئت ومثله قول الأخنس ابن شهاب التغلبي



إسمهان الجادوي 07-26-2021 01:02 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
( قرينة من أعيار وقلد حبله ** وحاذر جراه الصديق الأقارب )
( قال أبو علي ) قال الأصمعي مدح ومده وما أحسن مدحه ومدهه ومدحته ومدهته
( قال ) وقال الحرث بن مصرف ساب حجل بن نضلة معاوية بن شكل عن المنذر أو النعمان ( شك فيه الأصمعي ) فقال حجل أنه قتال ظباء تباع اماء مشاء بأقراء قعو الأليتين أفحج الفخذين مفج الساقين فقال أردت أن تذمه فمدهته
ورواية أبي بكر بن دريد كيما تذيمه ( قال أبو علي ) الأقراء واحدها قرئ وهو مسيل الماء إلى الرياض
وقعوا الأليتين ممتليء ءالاليتين ناتئهما ليس بمنبسطهما والفحج التباعد ومفج الساقين متباعدة هذه عن هذه
ويقال قوس فجواء إذا بان وترها عن كبدها وأنشد لرؤبة
( لله در الغانيات المدة ) أي المدح
ويقال كدحه وكدهه ووقع من السطح فتكدح وتكده وأنشد لرؤبة
( يخاف صقع القارعات الكدة ** ) الصقع كل ضرب على يابس كده كسر والقارعة كل هنة شديدة القرع ويقال هبش له وحبش أي جمع له وهو يهتبش ويحتبش والأحبوش الجماعات قال رؤبة
( لولا حباشات من التحبيش ** لصبية كأفرخ العشوش )
( وقال العجاج كأن صيران المها الأخلاط ** برملها من عاطف وعاط )
( بالرمل أحبوش من الأنباط ** )
أي جماعة من الأنباط ويقال قهل جلدهخ وقحل والمتقهل اليابس الجلد ويقال للرجل إذا كان يتيبس في القراءة متقهل ومتقحل ويقال جله وجلح وهو الجله والجلح وهو إنحسار الشعر من مقدم الرأس فوق الصدغين قال رؤبة
( براق أصلاد الجبين الأجله ** الأصلاد جمع صلد وكل حجر صلب فهو صلد )
ويقال نحم ينحم

ونهم ينهم ونأم ينئم وأنح يأنح وأنه يأنه وهو صوت مثل الزحير
قال رؤبة
( رعابة يخشى نفوس الأنه ** يصف فحلا يقول يرعب نفوس الذين يأنهون )
وقال غير الأصمعي في صوته صحل وصهل أي بحوحة ( وقال ) هو يتفيهق في كلامه ويتفحيق إذا توسع في الكلام وتنطع وأصله الفهق وهو الإمتلاء ( وقال الأصمعي ) يقال الحقحقة والهقهقة السير المتعب ( قال ) وقال رؤبة
( يصبحن بعد القرب المقهقه ** ) إنما أصله من التحقحقة قلبوا الحاء هاء لأنها أختها وقلبوا الهقهقة إلى القهقهة
ومن أمثالهم ( شر السير الحقحقة ) ( قال ) وقال مطرف بن الشخير لإبنه يا عبد الله عليك بالقصد وإياك وسير الحقحقة يريد الأتعاب ( قال أبو علي ) الحقحقة مشتق من الحق أي يعطى الناقة الحق في سيرها فتجهد نفسها قال أبو علي وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا أبو حاتم عن أبي عبيدة وحدثنا قال حدثني أيضا السكن بن سعيد عن محمد بن عباد عن ابن الكلبي ولفظاهما متفقان غير أن أبا عبيدة قال لبعض ملوك اليمن وقال ابن الكلبي لذى رعين قال مات أخ لذى رعين فعزاه بعض أهل اليمن فقال أن الخلق للخالق والشكر للمنعم والتسليم للقادر ولابد مما هو كائن وقد حل ما لا يدفع ولا سبيل إلى رجوع ما قد فات وقد أقام معك ما سيذهب عنك وستتركه فما الجزع مما لا بد منه وما الطمع فيما لا يرجى وما الحيلة فيما سينقل عنك أو تنقل عنه وقد مضت لنا أصول نحن فروعها فما بقاء الفرع بعد الأصل فأفضل الأشياء عند المصائب الصبر وإنما أهل الدنيا سفر لا يحلون عن الركاب إلا في غيرها فما أحسن الشكر عند النعم والتسليم عند الغير فاعتبر بمن قد رأيت من أهل الجزع هل ردا أحدا منهم إلى ثقة من درك واعلم أن أعظم من المصيبة سوء الخلف فأفق والمرجع قريب واعلم أنما ابتلاك المنعم وأخذ منك المعطى وما ترك أكثر فإن نسيت الصبر فلا تغفل عن الشكر
وحدثنا أبو بكرقال حدثنا سعيد بن هرون الأشنانداني عن التوزي عن أبي عبيدة قال عزى رجل من العرب رجلا على أخيه فقال محبوب

فائت وغنم عارض أن ضيعته فات أيضا وبقيت حسيرا أما أخوك فلا أخوك فلا يذهب بك جزعك فتحط سوددك وتقل ثقة عشيرتك باضطلاعك بالأمور وفي كثرة الأسا عزاء عن المصائب
وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال سمعت عمي يقول التهنئة على آجل الثواب أولى من التعزية على عاجل المصيبة
وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثنا عمي عن أبيه عن ابن الكلبي عن أبيه قال نشأ لسلامة ذي فائش ابن كأكمل أبناء المقاول وكان به مسرورا يرشحه لموضعه فركب ذات يوم فرسا صعبا فكبابه فوقصه فجزع عليه أبوه جزعا شديدا وامتنع من الطعام واحتجب عن الناس واجتمعت وفود العرب ببابه ليعزوه فلامه نصحاؤه في إفراط جزعه فخرج إلى الناس فقام خطباؤهم يؤسونه وكان في القوم الملبب بن عوف بن سلمة بن عمرو بن سلمة الجعفي وجعادة بن أفلح بن الحرث وهو جد الجراح بن عبد الله الحكمى صاحب خراسان فقام الملبب فقال أيها الملك إن الدنيا تجود لتسلب وتعطى لتأخذ وتجمع لتشتت وتحلى لتمر وتزرع الأحزان في القلوب بما تفجأ به من استرداد الموهوب وكل مصيبة تخطأتك جلل ما لم تدن الأجل وتقطع الأمل وإن حادثا ألم بك فاستبد بأقلك وصفح عن أكثرك لمن أجل النعم عليك وقد تناهت إليك أبناء من رزئ فصبر وأصيب فاغتفر إذا كان شوى فيما يرتقب ويحذر فاستشعر اليأس مما فات إذ كان ارتجاعه ممتنعا ومرامه مستصعبا فلشئ ما ضربت الأسى وفزع أولو الألباب إلى حسن العزاء
وقام جعادة فقال أيها الملك لا تشعر قلبك الجزع على ما فات فيغفل ذهنك عن الإستعداد لما يأتي وناضل عوارض الحزن بالأنفة عن مضاهاة أفعال أهل وهي العقول فإن العزاء لحزماء الرجال والجزع لربات الحجال ولو كان الجزع يرد فائتا أو يحيى تالفا لكان فعلا دنيئا فكيف به وهو مجانب لأخلاق ذوي الألباب فارغب بنفسك أيها الملك عما يتهافت فيه الأرذلون وصن قدرك عما يركبه المخسوسون وكن على ثقة أن طمعك

فيما استبدت به الأيام ضلة كأحلام النيام ( قال أبو علي ) المقاول والأقيال دون الملوك العظماء ووقصه كسره ويؤسونه يعزونه وأصله أن يقال لك أسوة بفلان وفلان والجلل الصغير والجلل الكبير وهو من الأضداد والبدة النصيب واستبد به أي جعله نصيبه والشوى الهين اليسير والشوى أيضا رذال المال والمناضلة المراماة والمضاهاة المشاكلة والتهافت التتابع وقرأنا على أبي بكر بن دريد
( حبسن بين رمله وقف ** وبين نخل هجر الملتف )
( ثمت أصدرن بغير كف ** هذه إبل خرجت للميرة فرجعت بغير كف من طعام )
وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثني أبي قال حدثنا أحمد بن عبيد قال حدثنا الزنادي قال يقال أن عمر بن عبد العزيز رحمه الله تكلم بهذا الكلام في خطبته ما الجزع مما لا بد منه وما الطمع فيما لا يرجى وما الحيلة فيما سيزول وإنما الشيء من أصله فقد مضت قبلنا أصول نحن فروعها فإبقاء فرع بعد أصله إنما الناس في الدنيا أغراض تنتضل فيهم المنايا وهم فيها نهب للمصائب مع كل جرعة شرق وفي كل أكلة غصص لا ينالون نعمة إلا بفراق أخرى ولا يعمر معمر يوما من عمره إلا بهدم آخر من أجله وأنتم أعوان الحتوف على أنفسكم فأين المهرب مما هو كائن وإنما نتقلب في قدرة الطالب فما أصغر المصيبة اليوم مع عظيم الفائدة غدا وأكبر خيبة الخائب فيه والسلام
وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثنا محمد بن علي المديني قال حدثنا أبو الفضل الربعي الهاشمي قال حدثني نهشل بن دارم عن أبيه عن جده عن الحرث الأعور قال سئل علي بن أبي طالب رضوان الله عليه عن مسالة فدخل مبادرا ثم خرج في حذاء ورداء وهو متبسم فقيل له يا أمير المؤمنين إنك كنت إذا سئلت عن المسئلة تكون فيها كالسكة المحماة قال إني كنت حاقنا ولا رأي لحاقن ثم أنشأ يقول


( إذا المشكلات تصدين لي ** كشفت حقائقها بالنظر )
( وإن برقت في مخيل الصواب ** عمياء لا يجتليها البصر )
( مقنعة بغيوب الأمور ** وضعت عليها صحيح الفكر )
( لسانا كشقشقة الأرحبي أو كالحسام اليماني الذكر ** )
( وقلبا إذا استنطقته الفنون ** أبر عليها بواه درر )
( ولست بإمعة في الرجال ** يسائل هذا وذا ما الخبر )
( ولكنني مذرب الأصغرين ** أبي أبين مما مضى ما غبر )
( قال أبو علي ) المخيل السحاب الذي يخال فيه المطر
والشقشقة ما يخرجه الفحل من فيه عند هياجه ومنه قيل لخطباء الرجال شقاشق أنشدني أبو المياس لتميم بن مقبل
( عاد الأذلة في دار وكان بها ** هرت الشقاشق ظلامون للجزر )
وأبر زاد على ما تستنطقه والإمعة الأحمق الذي لا يثبت على رأي والمذرب الحاد وأصغراه قلبه ولسانه
وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال كان عبد الملك بن مروان ذات ليلة في سمرة مع ولده وأهل بيته وخاصته فقال لهم ليقل كل واحد منكم أحسن ما قيل من الشعر وليفضل من رأى تفضيله فأنشدوا وفضلوا فقال بعضهم امرؤ القيس وقال بعضهم النابغة وقال بعضهم الأعشى فلما فرغوا قال أشعروا الله من هؤلاء جميعا عندي الذي يقول ( قال أبو علي ) أنشد عبد الملك بعض هذه الأبيات التي أناذا كرها وضممت إليها ما اخترت من القصيدة وقت قراءتي شعر معن بن أوس على أبي بكر بن دريد وما رواه ابن الأعرابي في نوادره
( وذي رحم قلمت أظفار ضغنه ** بحلمى عنه وهو ليس له حلم )


( يحاول رغمي لا يحاول غيره ** وكالموت عندي أن يحل به الرغم )
( فإن أعف عنه أغض عينا على قذى ** وليس له بالصفح عن ذنبه علم )
( وإن أنتصر منه أكن مثل رائش ** سهام عدو يستهاض بها العظم )
( صبرت ما كان بيني وبينه ** وما تستوي حرب الأقارب والسلم )
( وبادرت منه النأي والمرء قادر ** على سهمه ما دام في كفه السهم )
( ويشتم عرضى في المغيب جاهدا ** وليس له عندي هوان ولا شتم )
( إذا سمته وصل القرابة سامني قطيعتها تلك السفاهة والاثم وإن أدعه للنصف يأب ويعصني ** ويدعو لحكم جائر غيره الحكم )
( فلولا اتقاء الله والرحم التي ** رعايتها حق وتعطيلها ظلم )
( إذا لعلاه بارقي وخطمته ** بوسم شنار لا يشاكهه وسم )
( ويسعى إذا أبنى ليهدم صالحي ** وليس الذي يبني كمن شأنه الهدم )
( يود لو أني معدم ذو خصاصة ** وأكره جهدي أن يخالطه العدم )
( ويعتد غنما في الحوادث نكبتي ** وما إن له فيها سناء ولا غنم )
( فما زلت في ليني له وتعطفي ** عليه كما تحنو على الولد الأم )
وروى فما زلت في رفق به وتعطف عليه وزاد ابن الأعرابي
( وخفض له مني الجناح تألفا ** لتدنيه مني القرابة والرحم )
( وقولي إذا أخشى عليه مصيبة ** ألا أسلم فداك الخال ذو العقد والعم )
وروى
( وقولي إذا أخشى عليه ملمة ) ألا أسلم
( وصبري على أشياء منه تريبني ** وكظمي على غيظي وقد ينفع الكظم )
( لأستل منه الضعن حتى استللته ** وقد كان ذا ضغن يضيق به الجرم )
( رأيت انثلاما بيننا فرقعته ** برفقي واحيائي وقد يرقع الثلم )


( وأبرأت غل الصدر منه توسعا ** بحلمي كما يشفى بالأدوية الكلم )
وزاد ابن الاعرابي
( فداويته حتى ارفأن نفاره ** فعدنا كأنا لم يكن بيننا ضرم )
( وأطفأ نار الحرب بيني وبينه ** فأصبح بعد الحرب وهو لنا سلم )
وروى فاطفأت نار الحرب فقيل له يا أمير المؤمنين من قائل هذه الأبيات قال معن ابن أوس المزني وقرأت على أبي بكر بن دريد رحمه الله
( لنعم الفتى أضحى باكناف حائل ** غداة الوغى أكل الردينية السمر )
( لعمري لقد أرديت غير مزلج ** ولا مغلق باب السماحة بالعذر )
( سأبكيك لا مستبقيا فيض عبرة ** ولا طالبا بالصبر عاقبة الصبر )
وقرأت عليه لرجل مات له أخ بعد أخ
( كأني وصيفيا خليلي لم نقل ** لموقد نار آخر الليل أوقد )
( فلو أنها إحدى يدي رزئتها ** ولكن يدي بانت علي إثرها يدي )
( فأقسمت لا آسى علي إثر هالك ** قدي الآن من وجد على هالك قدى )
وأنشدني محمد بن السري السراج لأبي عبد الرحمن العطوي
( حنطته يا نصر بالكافور ** وزففته للمنزل المهجور )
( هلا ببعض خلاله حنطته ** فيضوع أفق منازل وقبور )
( تالله لو بنسيم أخلاق له ** تعزى إلى النقديس والتطهير )
( طيبت من سكن الثرى وعلا الربى ** لتزودوه عدة لنشور )
( فاذهب كما ذهب الوفاء فإنه ** عصفت به ريحا صبا ودبور )
( واذهب كما ذهب الشباب فإنه ** قد كان خير مجاور وعشير )
( والله ما أبنته لأزيده ** شرفا ولكن نفثه المصدور )
وقرأت على أبي بكر بن دريد رحمه الله قول الشاعر


( وقد كتب الشيخان لي في صحيفتي ** شهادة عدل أدحضت كل باطل )
يعني والديه يقول بينا شبهى في صحيفة وجهي ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر قال حدثنا سعيد بن هرون قال حدثني شيخ من أهل الكوفة عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق أخي بني عامر بن لؤي قال قالت هند لأبيها عتبة بن ربيعة إني امرأة قد ملكت أمرى فلا تزوجني رجلا حتى تعرضه علي قال لك ذاك فقال لها ذات يوم أنه قد خطبك رجلان من قومك ولست مسميا لك واحدا منهما حتى أصفه لك
أما الأول ففي الشرف الصميم والحسب الكريم تخالين به هوجا من غفلته وذلك إسجاح من شيمته حسن الصحابة سريع الإجابة أن تابعته تبعك وإن ملت كان معك تقضين عليه في ماله وتكتفين برأيك عن مشورته
وأما الآخر ففي الحسب الحسيب والرأي الأريب بدر أرومته وعز عشيرته يؤدب أهله ولا يؤدبونه ان اتبعوه أسهل بهم وإن جانبوه توعر عليهم شديد الغيره سريع الطيره صعب حجاب القبة ان حاج فغير منزور وإن نوزع فغير مقهور وقد بينت لك كليهما فقالت أما الأول فسيد مضياع لكريمته موات لها فيما عسى إن تعتص أن تلين بعد إبائها وتضيع تحت خبائها إن جاءته بولد أحمقت وإن أنجبت فعن خطإ ما أنجبت اطو ذكر هذا عني ولا تسمه لي وأما الآخر فبعل الحرة الكريمة إني لأخلاق هذا لوامقه وإني له لموافقه وإني لآخذه بأدب البعل مع لزومي قبتي وقلة تلفتي وإن السليل بيني وبينه لحرى أن يكون المدافع عن حريم عشيرته الذائد عن كتيبتها المحامي عن حقيقتها المثبت لأرومتها غير مواكل ولا زميل عند صعصعة الحروب قال ذاك أبو سفيان بن حرب قالت فزوجه ولا تلق إلقاء السلس ولا تسمه سوم الضرس ثم استخر الله في السماء يخر لك في القضاء ( قال أبو علي ) الإسجاح السهولة والزمل والزمال والزميل والزميلة الجبان الضعيف والصعصعة الإضطراب يقال

قد تصعصع القوم في الحرب إذا اضطربوا كذا قال أبو بكر وغيره يقول تصعصعوا تفرقوا والضرس السيئ الخلق
وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثني أبي عن بعض أصحابه عن المدائني قال كان رجل من العرب له ثلاث بنات قد عضلهن ومنعهن الأكفاء فقالت إحداهن ان أقام أبونا على هذا الرأي فارقنا وقد ذهب حظ الرجال منا فينبغي لنا أن نعرض له ما في نفوسنا وكان يدخل على كل واحدة منهن يوما فلما دخل على الكبرى تحادثا ساعة فحين أراد الإنصراف أنشدت
( أيزجر لاهينا ونلحى على الصبا ** وما نحن والفتيان إلا شقائق )
( يؤبن حبيبات مرارا كثيرة ** وتنباق أحيانا بهن البوائق )
فلما سمع الشعر ساءه ثم دخل على الوسطى فتحادثا فلما أراد الإنصراف أنشدت
( ألا أيها الفتيان ان فتاتكم ** دهاها سماع العاشقين فحنت )
( فدونكم ابغوها فتى غير زمل ** وإلا صبت تلك الفتاة وجنت )
فلما سمع شعرها ساءه ثم دخل على الصغرى في يومها فتحادثا فلما أراد الإنصراف أنشدت
( أما كان في ثنتين ما يزع الفتى ** ويعقل هذا الشيخ إن كان يعقل )
( فما هو إلا الحل أو طلب الصبا ** ولا بد منه فأتمر كيف تفعل )
فلما رأى تواطؤهن على ذلك زوجهن وحدثنا أبو بكر بن دريد قال حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال كان لهمام بن مرة ثلاث بنات فعنسهن فقالت الكبرى أنا أكفيكموه اليوم فقالت
( أهمام بن مرة إن همي ** إلى قنفاء مشرفة القذال )
فقال همام قنفاء مشرفة القذال تصف فرسا فقالت الوسطى ما صنعت شيأ فقالت
( أهمام بن مرة إن همي ** إلى اللائي يكن مع الرجال )
فقال همام يكون مع الرجال الذهب والفضة فقالت الصغرى ما صنعتما شيأ وقالت


( أهمام بن مرة إني همي ** إلى عرد أسد به مبالي )
فقال همام قاتلكن الله والله لا أمسيت أو أزوجكن فزوجهن

إسمهان الجادوي 07-26-2021 01:03 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
وحدثنا أبو بكر ابن الأنباري قال حدثنا ابو العباس النحوي قال قال العباس بن الحسن العلوي ما الحمام على الإصرار وحلول الدين مع الإقتار وطول السقم في الأسفار بآلم من لقائه
وأنشدنا أبو بكر قال أنشدنا أبو العباس وأبي واللفظ مختلط
( ثقيل يطالعنا من أمم ** إذا سره رغم أنفي ألم )
( أقول له إذا أتى لا أتى ** ولا حملته إلينا قدم )
( عدمت خيالك لا من عمى ** وسمع كلامك لا من صمم )
( تغط بما شئت عن ناظري ** ولو بالرداء به فالتثم )
( لنظرته وخزة في القلوب ** كوخز المحاجم في الملتزم )
( قال ) وأنشدنا عبد الله بن خلف
( وثقيل أشد من ثقل الموت ** ومن شدة العذاب الأليم )
( لو عصت ربها الجحيم لما كان ** سواه عقوبة للجحيم )
( قال ) وأنشدنا عبد الله بن خلف وغيره لمحمد بن نصر بن بسام
( يا ثقيلا على القلوب إذا عن ** لها أيقنت بطول الجهاد )
( يا قذى في العيون يا غلة بين ** التراقي حزازة في الفؤاد )
( يا طلوع العذول يا بين إلف ** يا غريما أتى على ميعاد )
( يا ركودا في يوم غيم وصيف ** يا وجوه التجار يوم الكساد )
( خل عنا فإنما أنت فينا ** واو عمرو كالحديث المعاد )


( وامض في غير صحبة الله ما عشت ملقى من كل فج وواد ** )
( يتخطى بك المهامة والبيد دليل أعمى كثير الرقاد ** )
( خلفك الثائر المصمم بالسيف ورجلاك فوق شوك القتاد ** )
قال وأنشدنا أبي
( ربما يثقل الجليس وإن كان ** خفيفا في كفه الميزان )
( ولقد قلت حين وتد في البيت ثقيل أربى على ثهلان ** )
( كيف لم تحمل الأمانة أرض ** حملت فوقها أبا سفيان )
وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثني أبي عن عكرمة الضبى قال قال العتبي دخلت عزة على عبد الملك بن مروان فقال لها يا عزة أنت عزة كثير فقالت أنا أم بكر الضمرية فقال لها أتروين قول كثير
( وقد زعمت أني تغيرت بعدها ** ومن ذا الذي يا عز لا يتغير )
( تغير جسمي والخليقة كالتي ** عهدت ولم يخبر بسرك مخبر )
فقالت لا أروي هذا ولكني أروي قوله
( كأني أنادي صخرة حين أعرضت ** من الصم لو تمشي بها العصم زلت )
( صفوحا فما تلقاك إلا بخيلة ** فمن مل منها ذلك الوصل ملت )
( قال أبو علي ) وقرأت هذه القصيدة على أبي بكر بن دريد رحمه الله في شعر كثير وهي من منتخبات شعر كثير وأولها
( خليلي هذا ربع عزة فاعقلا ** قلوصيكما ثم ابكيا حيث حلت )
ويروي
( خليلي هذا رسم عزة فاعقلا ** قلوصيكما ثم انظرا حيث حلت )
( وما كنت أدري قبل عزة ما الهوى ** ولا موجعات الحزن حتى تولت )


( فقد حلفت جهدا بما نحرت له ** قريش غداة المأزمين وصلت )
( أناديك ما حج الحجيج وكبرت ** بفيفا غزال رفقة وأهلت )
( وكانت لقطع الحبل بيني وبينها ** كناذرة نذرا فأوفت وحلت )
ويروى وفت فأحلت
( فقلت لها يا عز كل مصيبة ** إذا وطنت يوما لها النفس ذلت )
( ولم يلق إنسان من الحب ميعة ** تعم ولا غماء إلا تجلت )
( كأني أنادي صخرة حين أعرضت ** من الصم لو تمشي بها العصم زلت )
( صفوحا فما تلقاك إلا بخيلة ** فمن مل منها ذلك الوصل ملت )
ويروى صفوح والصفوح المعرض ويروى ذلك البخل
( أباحت حمى لم يرعه الناس قبلها ** وحلت تلاعا لم تكن قبل حلت )
( فليت قلوصي عند عزة قيدت ** بحبل ضعيف غر منها فضلت )
( وغودر في الحي المقيمين رحلها ** وكان لها باغ سواي فبلت )
( وكنت كذى رجلين رجل صحيحة ** ورجل رمى فيها الزمان فشلت )
( وكنت كذات الظلع لما تحاملت ** على ظلعها بعد العثار استقلت )
( أريد الثواء عندها وأظنها ** إذا ما أطلنا عندها المكث ملت )
( فما أنصفت أما النساء فبغضت ** إلي وأما بالنوال فضنت )
( يكلفها الغيران شتمي وما بها ** هواني ولكن للمليك استذلت )
( هنيأ مريئا غير داء مخامر ** لعزة من أعراضنا ما استحلت )
( قال أبو علي ) قيل لكثير أنت أشعر أم جميل فقال بل أنا فقيل له أتقول هذا وأنت راويته فقال جميل الذي يقول
( رمى الله في عيني بثينة بالقذى ** وفي الغر من أنيابها بالقوادح )
وأنا أقول


( هنيأ مريئا غير داء مخامر ** لعزة من أعراضنا ما استحلت )
( فوالله ما قاربت إلا تباعدت ** بصرم ولا أكثرت إلا أقلت )
ويروى ولا استكثرت
( فإن تكن العتبى فأهلا ومرحبا ** وحقت لها العتبى لدينا وقلت )
( وإن تكن الأخرى فإن وراءنا ** منادح لو سارت بها العيس كلت )
( خليلي أن الحاجبية طلحت ** قلوصيكما وناقتي قد أكلت )
( فلا يبعدن وصل لعزة أصبحت ** بعاقبة أسبابه قد تولت )
( أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة ** لدينا ولا مقلية ان تقلت )
( ولكن أنيلى واذكري من مودة ** لنا خلة كانت لديكم فطلت )
( فإني وإن صدت لمثن وصادق ** عليها بما كانت إلينا أزلت )
( فما أنا بالداعي لعزة بالجوى ** ولا شامت إن نعل عزة زلت )
( فلا يحسب الواشون أن صبابتي ** بعزة كانت غمرة فتجلت )
( فاصبحت قد أبللت من دنف بها ** كما أدنفت هيماء ثم استبلت )
( فوالله ثم الله ما حل قبلها ** ولا بعدها من خلة حيث حلت )
( وما مر من يوم علي كيومها ** وإن عظمت ايام أخرى وجلت )
( وأضحت بأعلى شاهق من فؤاده ** فلا القلب يسلاها ولا العين ملت )
( فيا عجبا للقلب كيف اعترافه ** وللنفس لما وطنت كيف ذلت )
( وإني وتهيامي بعزة بعدما ** تخليت مما بيننا وتخلت )
( لكالمرتجي ظل الغمامة كلما ** تبوأ منها للمقيل اضمحلت )
( كأني وإياها سحابة ممحل ** رجاها فلما جاوزته استهلت )
( فإن سأل الواشون فيهم هجرتها ** فقل نفس حر سليت فتسلت )


الساعة الآن 12:40 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)