منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع الأدب العربي (https://hwazen.com/vb/f19.html)
-   -   الأمالي في لغة العرب للبغدادي (https://hwazen.com/vb/t21874.html)

إسمهان الجادوي 07-26-2021 01:04 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
( قال أبو علي ) المأزمان بين عرفة والمزدلفة وأناديك أجالسك وهو مأخوذ من الندي والنادي جميعا وهما المجلس وميعة كل شي أوله والصفوح المعرضة بلت ذهبت ( قال أبو علي ) وما أعرف بلت ذهبت إلا في تفسير هذا البيت والعتبى الإعتاب يقال عاتبني فلان فأعتبته إذا نزعت عما عاتبك عليه والعتبى الإسم والإعتاب المصدر وقوله طلحت الطليح المعيي الذي قد سقط من الإعياء وطلت هدرت وأزلت اصطنعت ويقال بل من مرضه وأبل واستبل إذا برأ واعترافه اصطباره يقال نزلت به مصيبة فوجد عروفا أي صبورا والعارف الصابر وأنشدنا أبو عبد الله رحمه الله لنفسه
( وقائل لا تبح باسمي فقلت له ** هبني أكاتم جهدي ما أعانيه )
( قال أبو علي ) أنشدنيه جهدي وأنا أختار جهدي
( فكيف لي بارتياعي حين تبصرني ** حتى أقول بداما كنت أخفيه )
( أم كيف يسعدني صبر ولي كبد ** حرى تذوب وقلب فيه ما فيه )
( يا ساحر اللحظ قد والله برح بي ** شوقي إليك وأعيا ما ألاقه )
( قال أبو علي ) وأنشدني لإبن أذينة
( قالت وأبثثتها شجوى فبحت به ** قد كنت عندي تحب الستر فاستتر )
( ألست تبصر من حولي فقلت لها ** غطى هواك وما ألقى على بصري )
وأنشدنا أبو بكر قال أنشدنا أبو حاتم عن الأصمعي
( إلى الله أشكو ثم أثني فأشتكي ** غريما لواني الدين منذ زمان )
( لطيف الحشاعبل الشوى طيب اللمى ** له علل لا تنقضي وأماني )
وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا العكلى عن أبيه قال سأل عبد الملك الحجاج عن عيبه

فتلكأ عليه فأبى إلا أن يخبره فقال أنا حديد حسود حقود لجوج ذو قسوة فبلغ هذا الكلام خالد بن صفوان فقال لقد انتحل الشر بحذافيره والمروق من جميع الخير بزوبره ولقد تأنق في ذم نفسه وتجود في الدلالة على لؤم طبعة وفي إقامة البرهان على إفراط كفره والخروج من كنف ربه وشدة المشاكلة لشيطانه الذي أغواه ( قال الأصمعي ) الخشي والحشي اليابس وأنشد للعجاج
( والهدب الناعم والخشي ** )
الناعم الرطب اللين وأنشد
( وإن عندي لو ركبت مسحلي ** سم ذرا ريح رطاب وخشي )
( قال ) ويقال حجج وخبج إذا خرجت منه ريح ( قال ) وسمعت أعرابيا يقول خجج بها ورب الكعبة ( قال ) ويقال فاحت منه ريح طيبة وفاخت ( وقال أبو زيد ) يقال خمص الجرح يخمص خموصا وحمص يحمص حموصا وانحمص إنحماصا وانخمص انخماصا إذا ذهب ورمه ( وقال أبو عبيدة ) المخسول والمحسول المرذول وقد حسلته وخسلته ( قال أبو عمرو الشيباني ) الحجادي والجخادي الضخم ( قال ) ويقال طخرور وطحرور للسحابة ( وقال الأصمعي ) الطخار ير قطع من السحاب مستدقة رقاق والواحدة طخرورة والرجل طخرور إذا لم يكن جلدا ولا كثيفا ولم يعرفه بالحاء ( قال اللحياني ) يقال شرب حتى اطمحر واطمخر أي حتى امتلأ وروي ويقال دربح ودربخ إذا حنى ظهره ويقال هو يتحوف مالي ويتخوفه أي ينقصه ويأخذ من أطرافه قال الله عز وجل { أو يأخذهم على تخوف } أي تنقص وقال الشاعر
( تخوف السير منها تامكا قردا ** كما تخوف عود النبعة السفن )


( قال أبو علي ) التامك المرتفع من السنام والقرد المتلبد بعضه على بعض والسفن المبرد
وأخبرني أبو بكر بن الأنباري عن أبيه قال أتى أعرابي إلى ابن عباس فقال
( تخوفني مالي أخ لي ظالم ** فلا تخذلني اليوم يا خير من بقي )
فقال تخوفك أي تنقصك قال نعم قال الله أكبر أو يأخذهم على تخوف أي على تنقص من خيارهم وقد قرئ أن لك في النهار سبحا طويلا وسبخا قرأها يحيى بن يعمر ( قال الفراء ) معناهما واحد أي فراغا ( وقال غيره ) سبحا فراغا وسبخا نوما ويقال قد سبخ الحر إذا خار وانكسر ويقال اللهم سبخ عنه الحمى أي خففها وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رحمها الله حين دعت على سارق سرقها لا تسجني عنه بدعائك أي لا تخففي عنه إثمه ويقال لما سقط من ريش الطائر سبيخ ( قال الأصمعي ) هو السدى والستى والأسدي والأستي لسدى الثوب قال الحطيئة
( مستهلك الورد كالأسدي قد جعلت ** أيدي المطي به عادية ركبا )
ويروى رغبا ركب جمع ركوب وهو الطريق الذي فيه آثار والرغب الواسعة ( قال ) وأما السدى من الندى فبالدال لا غير يقال سديت الأرض إذا نديت من السماء كان الندى أو من الأرض ( قال أبو علي ) حكى بعض شيوخنا عن أبي عبيدة قال السدى ما كان في أول الليل والندى ما كان في آخره ويقال للبلح إذا وقع وقد استرخت ثفاريقه وندي بلح سد وقد أسدى النخل ويقال أعتده وأعده قال الشاعر
( إثما وغرما وعذابا معتدا ** )
ويقال الدولج والتولج للكناس ويقال مد في السير ومت ويقال السبنداة والسبنتاة للجريئة ويقال للنمر سبنتى وسبندى ويقال هرت القصار الثوب وهرده إذا خرقه وكذلك هرد عرضه وهرته ( قال أبو علي ) وأنشدنا أبو بكر بن دريد لحميد بن ثور


( قرينة سبع ان تواترن مرة ** ضربن فصفت أرؤس وجنوب )
تواترن أتبع بعضهن بعضا يريد أنهن غير مصطفات فإذا أردن الطيران ضربن بأجنحتهن حتى ستوين ثم يصرن إلى طيرانهن وهن مصطفات الأرؤس والجنوب
وقرأت على أبي بكر بن دريد لنفسه في قصيدة له أولها هذه الأبيات
( ليس المقصر وانيا كالمقصر ** حكم المعذر غير حكم المعذر )
( لو كنت أعلم أن لحظك موبقى ** لحذرت من عينيك ما لم أحذر )
( لا تحسبي دمعي تحدر إنما ** نفسي جرت في دمعي المتحدر )
( خبري خذيه عن الضنى وعن البكا ** ليس اللسان وأن تلفت بمخبر )
( ولقد نظرت فرد طرفى خاسئا ** حذر العدا وبهاء ذاك المنظر )
( يأسي يحسن لي التستر فاعلمي ** لو كنت أطمع فيك لم أتستر )
( قال أبو علي ) المعذر في طلب الحاجة المبالغ فيها والمعذر المتواني والمقصر عن الشيء الذي ينزع عنه وهو يقدر عليه والمقصر العاجز عنه ( قال الأصمعي ) جاءتنا زمزمة من بني فلان وصمصمة أي جماعة وأنشد
( إذا تدانى زمزم لزمزم ** )
وأنشدنا أيضا
( وحال دوني من الأبناء زمزمة ** كانوا الأنوف وكانوا الأكرمين أبا )
قال ويروى صمصمة ويقال نشصت المرأة على زوجها ونشزت وهو النشوص والنشوز ومنه يقال نشصت ثنيته إذا خرجت من موضعها قال الأعشى
( تقمرها شيخ عشاء فأصبحت ** قضاعية تأتي الكواهن ناشصا )
أي ناشزا ( قال أبو علي ) قال لي أبو العباس معنى تقمرها عقلها وأخرجها من قومها فأصبحت في قضاعة غريبة تأتي الكواهن تسأل عن حالها هل يرين لها الرجوع إلى أهلها أم لا والنشاص الغيم المرتفع ( قال أبو علي ) إنما سمى نشاصا لأنه ارتفع على غيره بمنزلة الثنية ارتفعت على غيرها والشرز والشرص واحد وهو الغلظ ( قال الأصمعي )

وسمعت خلفا يقول سمعت أعرابيا يقول ( لم يحرم من فزدله ) أي من قصد فخفف وأبدل من الصادر أيا يقول لم يحرم من أصاب بعض حاجته وإن لم ينلها كلها
ويقال فص الجرح يفص فصيصا وفز يفز فزيزا أي سأل ( وقال الأصمعي ) أتانا ملمس الظلام وملث الظلام أي اختلاطه ويقال ساخت رجله في الأرض وثاخت إذا دخلت قال أبو ذؤيب
( قصر الصبوح لها فشرج لحمها ** بالني فهي تثوخ فيها الإصبع )
شرج خلط وشريجان خليطان والني الشحم والوطس والوطث الضرب الشديد بالخف ويقال فوه يجري سعابيب وثعابيب وهو أن يجرى منه ماء صاف ويقال ناقة فاسج وفاثج وهي الفتية الحامل وأنشد الأصمعي
( والبكرات اللقح الفوائجا ** )
( وقال أبو علي ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة أن عمرو بن معد يكرب أتى مجاشع بن مسعود بالبصرة يسأله الصلة فقال له أذكر حاجتك فقال حاجتي صلة مثلي فأعطاه عشرة آلاف درهم وفرسا من بنات الغبراء وسيفا قلعيا وغلاما خبازا فلما خرج من عنده قال له أهل المجلس كيف وجدت صاحبك فقال لله در بني سليم ما أشد في الهيجاء لقاءها وأكرم في اللزبات عطاءها وأثبت في المكرمات بناءها والله لقد قاتلتها فما أجبنتها وسألتها فما أبخلتها وهاجيتها فما أفحمتها ثم قال
( ولله مسؤلا نوالا ونائلا ** وصاحب هيجا يوم هيجا مجاشع )
وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن العتبي قال ذكر أعرابي رجلا فقال نعم حشو الدرع ومقبض السيف ومدوة الرمح هو كان أحلى من العسل إذا لوين وأمر من الصبر إذا خوشن وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا عبد الأول بن مزيد عن أبيه قال حدثني بعض موالي بني هاشم قال قال المنصور لخالد بن عبد الله القسري إني لأعدك لأمر كبير قال يا أمير المؤمنين قد أعد الله لك مني قلبا معقودا بنصيحتك ويدا مبسوطة بطاعتك وسيفا مشحوذا على أعدائك فإذا شئت ( قال ) وحدثنا أبو بكر قال حدثني عمي عن

أبيه عن هشام بن محمد قال حدثني رافع بن بكار ونوح بن دراج قالا دخل النبي صلى الله عليه وسلم على عمه الزبير بن عبدالمطلب وهو صبي فأقعده في حجره وقال
( محمد بن عبدم ** عشت بعيش أنعم ** ودولة ومغنم )
( في فرع عز أسنم ** مكرم معظم ** دام سجيس الأزلم )
أي أبد الدهر ثم دخل عليه العباس بن عبد المطلب وهو غلام فاقعده في حجره وقال
( إن أخي عباس عف ذو كرم ** فيه عن العوراء إن قيلت صمم )
( يرتاح للمجد ويوفي بالذمم ** وينحر الكوماء في اليوم الشبم )
( أكرم بأعراقك من خال وعم )
ثم دخل عليه ضرار بن عبد المطلب وهو أصغر من العباس فقال
( ظني بمياس ضرار خير ظن ** أن يشتري الحمد ويغلي بالثمن )
( ينحر للاضياف ربات السمن ** ويضرب الكبش إذا البأس ارجحن )
ثم دخلت عليه ابنته أم الحكم فقال
( يا حبذا أم الحكم ** كأنها ريم أحم )
( يا بعلها ماذا يشم ** ساهم فيها فسهم )
ثم دخلت عليه جارية له يقال لها أم مغيث فقالت مدحت ولدك وبني أخيك ولم تمدح ابني مغيثا فقال على به عجليه فجاءت به فقال
( وإن ظني بمغيث إن كبر ** أن يسرق الحج إذا الحج كثر )
( ويوقر الأعيار من قرف الشجر ** ويأمر العيد بليل يعتذر )
( ميراث شيخ عاش دهرا غير حر ** )

إسمهان الجادوي 07-26-2021 01:05 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
( قال أبو علي ) سألت أبا بكر عن يعتذر فقال يصنع عذيره وهي طعام من أطعمة الأعراب ( قال أبو علي ) وقد جمع يعقوب هذا الباب في كتاب المنطق فأكثر ولم
يأت بهذه الكلمة فأما يعتذر من العذر فكثير في أشعار الحرب في أمثال هذا الموضع
وحدثنا أبو بكر قال حدثني عمي عن أبيه عن هشام قال قالت هند بنت عتبة وهي ترقص ابنها معاوية رحمه الله
( إن بني معرق كريم ** محبب في أهله حليم )
( ليس بفحاش ولا لئيم ** ولا بطخرور ولا سؤم )
( صخر بني فهر به زعيم ** لا يخلف الظن ولا يخيم )
( قال أبو علي ) يخيم يجبن يقال خام عن قرنه ويمكن أن يكون يخيم في هذا الموضع يخيب أبدلت من الباء ميما كما قالوا طين لازب ولازم
وحدثنا أبو بكر قال حدثني عمي عن أبيه عن هشام قال قالت ضباعة بنت عامر بن قرط بن سلمة بن قشير وهي ترقص ابنها المغيرة بن سلمة
( نمى به إلى الذرى هشام ** قرم وآباء له كرام )
( حجاحج خضارم عظام ** من آل مخزوم هم الأعلام )
( ألهامة العلياء والسنام ** )
( قال ) وأخبرني عمي عن أبيه عن هشام قال قالت أم الفضل بنت الحرث الهلالية وهي ترقص ابنها عبد الله بن العباس
( ثكلت نفسي وثكلت بكري ** إن لم يسد فهرا وغير فهر )
( بالحسب العدو بذل الوفر ** حتى يوارى في ضريح القبر )
( قال أبو علي ) سمعت ابن خير الوراق وقد سأل أبا بكر بن دريد فقال له مم اشتق العقل فقال من عقال الناقة لأنه يعقل صاحبه عن الجهل أي يحبسه ولهذا قيل عقل الدواء بطنه أي أمسكه ولذلك سميت خبراء بالدهناء معقلة لأنها تمسك الماء قال فمم اشتق اللحد قال من قولهم لحد إذا عدل لأنه عدل إلى أحد شقي القبر قال فمم اشتق الضريح قال هو بمعنى

مضروح كأنه ضرحه جانباه أي دفعاه فوقع في وسطه
وقرأت على أبي بكر بن دريد من شعر الحطيئة
( وإن التي نكبتها عن معاشر ** علي غضاب أن صددت كما صدوا )
( أتت آل شماس بن لأي وإنما ** أتاهم بها الأحلام والحسب العد )
( فإن الشقي من تعادي صدورهم ** وذو الجد من لانوا إليه ومن ودوا )
( قال أبو علي ) الحسب الشرف والعد القديم ويقال بئر عد إذا كانت لها مادة من الأرض
( يسوسون أحلاما بعيدا أناتها ** وان غضبوا جاء الحفيظة والجد )
( أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم ** من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا )
( أولئك قوم ان بنوا أحسنوا البنى ** وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا )
( قال أبو علي ) البنى واحدها بنية مثل رشوة ورشى
( فإن كانت النعمى عليهم جز وابها ** وإن أنعموا لا كدروها ولا كدوا )
( وإن قال مولاهم على جل حادث ** من الدهر ردوا فضل أحلامكم ردوا )
( مطاعين في الهيجا مكاشيف للدجى ** بنى لهم آباؤهم وبنى الجد )
( فمن مبلغ أبناء سعد فقد سعى ** إلى السورة العليا لهم حازم جلد )
( رأى مجد أقوام أضيع فحثهم ** على مجدهم لما رأى أنه الجهد )
وروى الأصمعي لما رأى أنه المجد ويروى لما رأى أنه الجد فمن روى أنه الجهد أراد به أنه الجهد منه لأنه تضييعهم أحسابهم قد جهده ومن روى أنه الجد أراد أنه الجد من هؤلاء المضيعين في تضييعهم أحسابهم
( وتعذلنى أفناء سعد عليهم ** وما قلت إلا بالذي علمت سعد )
وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري قال أنشدني أبي


( إذا المرء لم يترك طعاما يحبه ** ولم ينه قلبا غاويا حيث يمما )
( فلابد أن تلفى له الدهر سبة ** إذا ذكرت أمثالها تملأ الفما )
وقرأت على أبي بكر بن دريد الأشجع
( مضى ابن سعيد حين لم يبق مشرق ** ولا مغرب إلا له فيه مادح )
( وما كنت أدري ما فواضل كفه ** على ا الناس حتى غيبته الصفائح )
( فأصبح من لحد من الأرض ميتا ** وكانت له حيا تضيق الصحاصح )
( وما أنا من رزء وإن جل جازع ** ولا بسرور بعد موتك فارح )
( كأن لم يمت حي سواك ولم تقم ** على أحد إلا عليك النوائح )
( لئن حسنت فيك المراثي وذكرها ** لقد حسنت من قبل فيك المدائح )
وأنشدنا أبو بكر قال أنشدنا أبو حاتم
( ألا في سبيل الله ماذا تضمنت ** بطون الثرى واستودع البلد القفر )
( بدور إذا الدنيا دجت أشرقت بهم ** وإن أجدبت يوما فأيديهم القطر )
( فيا شامتا بالموت لا تسمتن بهم ** حياتهم فخر وموتهم ذكر )
( حياتهم
( كانت لأعدائهم عمى ** وموتهم للفاخرين بهم فخر )
( أقاموا نطهر الأرض فاخضر عودها ** وصار واببطن الأرض فاستوحش الظهر )
وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا عبد الرحمن عنه عمه قال سمعت عمي يقول سمعت أعرابيا ينشد
( كلاب الناس إن فكرت فيهم ** أضر عليك من كلب الكلاب )
( لأن الكلب لا يؤذي صديقا ** وإن صديق هذا في عذاب )
( ويأتي حين يأتي في ثياب ** وقد حزمت علي رجل مصاب )
( فأخزى الله أثوابا عليه ** وأخزى الله ما تحت الثياب )


وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال خرج أعرابي إلى الشام فكتب إلى بني عمه كتبا فلم يجيبوه عنها فكتب إليهم
( ألا أبلغ معاتبتي وقولي ** بني عمي فقد حسن العتاب )
( وسل هل كان لي ذنب إليهم ** هم منه فأعتبهم غضاب )
( كتبت إليهم كتبا مرارا ** فلم يرجع إلي لهم جواب )
( فلا أدري أغيرهم تناثي ** وطول العهد أم مال أصابوا )
( فمن يك لا يدوم له وفاء ** وفيه حين يغترب أنقلاب )
( فعهدي دائم لهم وودي ** على حال إذا شهدوا وغابوا )
( قال أبو علي ) قال الأصمعي يقال لتراب البئر النبيثة والنبيذة ( وقال ) يقال قرب حثحاث وحذحاذ إذا كان سريعا ويقال قثم له من ماله وقذم له من ماله وغثم إذا دفع إليه دفعة فأكثر ويقال قرأ فما تلعثم وما تلعذم ويقال جثا يجثوا وجذا يجذو وإذا قام على أطراف أصابعه وأنشد للنعمان بن نضلة
( إذا شئت غنتني دهاقين قرية ** وصناجة تجذو على كل منسم )
( قال أبو علي ) جعل للإنسان منسما على الإتساع وإنما المنسم للجمل كما قال الآخر
( سأمنعها أو سوف أجعل أمرها ** إلى ملك أظلافه لم تشقق )
فجعل للإنسان ظلفا وإنما الظلف للشاء والبقر ( وقال غير الأصمعي ) يقال جثوة وجثوة وجثوة وجذوة وجذوة وجذوة ( وقال أبو عمرو الشيباني ) يلوث ويلوذ سواء ( وقال غيره ) يقال خرجت غثيثة الجرح وغذيذته وهي مدته وما فيه وقد غث يغث وغذ يغذ وأنشدنا أبو بكر بن دريد رحمه الله
( فما كان ذنب بني عامر ** بأن سب منهم غلام فسب )


( بأبيض ذي شطب باتر ** يقط العظام ويبري العصب )
قال يريد معاقرة غالب أبي الفرزدق وسحيم بن وثيل الرياحي لما تعاقرا يصوأر فعقر سحيم خمسا ثم بدا له وعقر غالب مائة
وقوله سب أي شتم وقوله سب أي قطع قال وأصل السب القطع
وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال سأل رجل علي بن أبي طالب رضوان الله عليه قال صف لنا الدنيا فقال وما أصف لك من دار أولها عناء وآخرها فناء ومن صح فيها أمن ومن سقم فيها ندم ومن افتقر فيها حزن ومن استغنى فتن حلالها حساب وحرامها عذاب
وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو حاتم عن العتبي قال عزل بعض الأمراء عن عمله فقال له رجل أصبحت والله فاضحا متعبا أما فاضحا فلكل وال قبلك بحسن سيرتك وأما متعبا فلكل وال بعدك أن يلحقك
وحدثنا أبو بكر قال حدثنا الرياشي عن أبي زيد قال قال المغيرة بن شعبة كان عمر رضي الله عنه أفضل من أن يخدع وأعقل من أن يخدع ( قال ) وكان عمر إذا نظر إلى معاوية يقول هذا كسرى العرب قال فكان معاوية يقول ما رأيت عمر مستخليا رجلا قط إلا رحمته
وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو حاتم قال قال بعض علماء الهند صحبة السلطان على ما فيها من الغز والثروة عظيمة الخطار وإنما تشبه بالجبل الوعر فيه السباع العادية والثمار الطيبة فالإرتقاء إليه شديد المقام فيه أشد وليس يتكافأ خير السلطان وشره لأن خير السلطان لا يعدو مزيد الحال وشر السلطان يزيل الحال ويتلف النفس التي لها طلب المزيد ولا خير في الشيء الذي سلامته مال وجاه وفي نكبته الجائحة والتلف وأنشدني أبو بكر بن دريد
( وخلقته حتى إذا تم واستوى ** كمخة ساق أو كمتن إمام )
خلقته ملسته يعني سهما والإمام الخيط الذي يمد على البناء فيبنى عليه وهو بالفارسية التر ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا السكن بن سعيد

عن محمد بن عباد عن ابن الكلبي قال أغار رجل من مراد له حريم على إبل عمرو بن براقة الهمداني وخيل له فذهب بها فأتى عمرو سلمى وكانت بنت سيدهم وعن رأيها كانوا يصدرون فأخبرها أن حريما المرادى أغار على إبله وخيله فقالت والخفو والوميض والشفق كالأحريض والقلة والحضيض إن حريما لمنيع الحيز سيد مزيز ذو معقل حريز غير أني أرى الحمة ستظفر منه بعثرة بطيئة الجبرة فأغر ولا تنكع فأغار عمرو فاستاق كل شيء له فأتى حريم بعد ذلك يطلب إلى عمرو أن يرد عليه بعض ما أخذ منه فامتنع ورجع حريم وقال عمرو
( تقول سليمى لا تعرض لتلفة ** وليلك عن ليل الصعاليك نائم )
( وكيف ينام الليل من جل ماله ** حسام كلون الملح أبيض صارم )
( غموض إذا عض الكريهة لم يدع ** له طمعا طوع اليمين ملازم )
( ألم تعلمي أن الصعاليك نومهم ** قليل إذا نام الخلي المسالم )
( إذا الليل أدجى واكفهر ظلامه ** وصاح من الأقراط بوم جوائم )

إسمهان الجادوي 07-26-2021 01:08 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
ويروى
( إذا الليل أدجى واسجهرت نجومه ** ) والمسجهر الأبيض
( ومال بأصحاب الكرى غالبانه ** فإني على أمر الغواية حازم )
( كذبتم وبيت الله لا تأخذونها ** مراغمة ما دام للسيف قائم )
( تحالف أقوام علي ليسلموا ** وجروا علي الحرب إذ أنا سالم )
( أفاليوم أدعى للهوادة بعدما ** أجيل على الحي المذاكي الصلادم )
( فإن حريما إن رجا أن أردها ** ويذهب مالي يا ابنة القيل حالم )
( متى تجمع القلب الذكي وصارما ** وأنفا حميا يجتنبك المظالم )
( متى تطلب المال الممنع بالقنا ** تعش ماجدا أو تخترمك المخارم )
( وكنت إذا قوم غزوني غزوتهم ** فهل أنا في ذا يال همدان ظالم )


( فلا صلح حتى تقدع الخيل بالقنا ** وتضرب بالبيض الخفاف الجماجم )
( ولا أمن حتى تغشم الحرب جهرة ** عبيدة يوما والحروب غواشم )
( أمستبطي عمرو بن نعمان غارتي ** وما يشبه اليقظان من هو نائم )
( إذا جر مولانا علينا جريرة ** صبرنا لها أنا كرام دعائم )
( وننصر مولانا ونعلم أنه ** كما الناس مجروم عليه وجارم )
( قال أبو علي ) الخفو اللمعان الضعيف يقال خفا البرق يخفو خفوا وخفوا إذا برق برقا ضعيفا والوميض أشد من الخفو والإحريض حجارة النورة والحيز الناحية ومزيز فاضل من قولهم هذا أمز من هذا أي أفضل منه والحمة القدر وقال بعض اللغويين هي واحد الحمام وتنكع تردع يقال نكعته إذا ردعته والمكفهر المتراكب الظلمة والأفراط الآكام وهي الجبال الصغار واحدها فرط قال الشاعر
( أم هل سموت بجرار له لجب ** يغشى المخارم بين السهل والفرط )
والهوادة الصلح والسكون والصلادم واحدها صلدم وهو الشديد الصلب وتقدع تكف والغشم أشد الظلم وحدثنا أبو بكر قال حدثنا السكن بن سعيد عن أبيه وعن ابن الكلبي قال قتل سماك بن حريم أخو مالك بن حريم قتلته مراد غيلة فلم يدر مالك من قتله حتى أخبر بعد ذلك أن بني قمير قتلوا أخاه فأغار عليهم وقتل قاتل أخيه وأنشأ يقول
( يا راكبا بلغن ولا تدعن ** بني قمير وإن هم جزعوا )
( كي يجدوا مثل ما وجدت فقد ** أصبحت نضوا ومسني الوجع )
( لا أسمع اللهو في الحديث ولا ** ينفعني في الفراش مضطجع )
( لا وجد ثكلى كما وجدت ولا ** وجد عجول أضلها ربع )
( أو وجد شيخ أضل ناقته ** يوم رواح الحجيج إذ دفعوا )


( ينظر في أوجه الرجال فلا ** يعرف شيأ فالوجه ملتمع )
( بني قمير قتلت سيدكم ** فاليوم لا فدية ولا جزع )
( جللته صارم الحديدة كالملح وفيه سفاسق لمع ** )
( تركته باديا مضاحكه ** يدعو صداه والرأس منصدع )
( بني قمير تركت سيدكم ** أثوابه من دمائه ردع )
( فاليوم صرنا على السواء فإن ** أبق فدهري ودهركم جذع )
( لم أك فيها لما بليت بها ** نؤم ليل يغرني الطمع )
( قال أبو علي ) قال أبو عبيدة عن بعض أصحابه سفاسق السيف طرائقه التي يقال لها الفرند وردع متلطخة ولهذا قيل يدي من الزعفران ردعة
وحدثني أبو عمر أن أبا العباس أنشدهم عن ابن الأعرابي لعمرو بن شأس
( إن بني سلمى شيوخ جلة ** بيض الوجوه خرق الأخله )
أخبر أن سيوفهم تأكل أغمادها من حدتها
وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا العكلي عن الحرمازي قال أنشدنا الهيثم بن عدي قال أنشدني مجالد بن سعيد شعرا أعجبني فقلت له من أنشدك قال كنا يوما عند الشعبي فتناشدنا الشعر فلما فرغنا قال الشعبي أيكم يحسن أن يقول مثل هذا وأنشدنا
( أعيني مهلا طالما لم أقل مهلا ** وما سر فاملآن قلت ولا جهلا )
( وأن صبا ابن الأربعين سفاهة ** فكيف مع اللائي مثلت بها مثلا )
( يقول لي المفتي وهن عشية ** بمكة يسحبن المهدبة السحلا )
( تق الله لا تنظر إليهن يا فتى ** وما خلتني في الحج ملتمسا وصلا )
( ووالله لا أنسى وإن شطت النوى ** عرانينهن الشم والأعين النجلا )
( ولا المسك من أعرافهن ولا البرا ** جواعل في أوساطها قصبا خذلا )


( خليلي لولا الله ما قلت مرحبا ** لأول شيبات طلعن ولا أهلا )
( خليلي أن الشيب داء كرهته ** فما أحسن المرعى وما أقبح المحلا )
قال الهيثم قال مجالد فكتبنا الشعر ثم قلنا للشعبي من يقول هذا فسكت فخيل إلينا أنه قائله ( قال أبو علي ) أراد السحل فسكن الحاء وهي ثياب بيض واحدها سحيل ويقال السحل الثوب من القطن قال الهذلي
( كالسحل البيض جلا لونها ** سح نجاء الحمل الأسول )
والأسول المسترخي الأسفل يقال سول يسول سولا ويقال اتقاه يتقيه وتقاه يتقيه أنشدني أبو بكر بن دريد
( جلاها الصيفلون فأخلصوها ** خفافا كلها يتقي بأثر )
الأثر فرند السيف الأثر خلاصة اللبن وجاء فلان على إثر فلان وعلى أثره والأثر أثر الجرح ( وقال الأصمعي ) يقال جاحشته وجاحسته وجاحفته إذا زاحمته ( وقال ) بعض العرب يقول للجحاش في القتال الجحاس وأنشد لرجل من بني فزارة
( والضرب في يوم الوغى الجحاس ** )
وقال أبو زيد يقال مضى جرس من الليل وجرش ( وقال أبو عمرو ) سئفت يده وشئفت وهو تشقق يكون في أصول الأظفار ( قال ) ويقال الشوذق والسوذق للسوار ( وقال اللحياني ) حمس الشر إذا اشتد وحمش واحتمس الديكان واحتمشا إذا اقتتلا ويقال تنسمت منه علما وتنشمت ويقال الغبس والغبش السواد يقال غبس الليل وأغبس وغبش وأغبش ويقال عطس فلان فشمته وسمته ( وقال الفراء ) أتانا بسدفة وسدفة وشدفة وشدفة وهو السدف والشدف ( وقال أبو زيد ) السدفة في لغة قيس الضوء وفي لغة تميم الظلمة وأنشد بعض اللغويين
( وأقطع الليل إذا ما أسدفا ** ) أي أظلم وبعض اللغويين يجعل السدفة اختلاط الضوء بالظلام مثل ما بين صلاة الصبح إلى الفجر ( وقال يعقوب ) قال الأصمعي يقال جعسوس وجعشوش وكل ذلك إلى قمأة وصغر وقلة

ويقال هو من جعلسيس الناس ولا يقال في هذا بالشين ( وقال أبو عبيدة ) عن الأصمعي الجعشوش الطويل الدقيق والجعسوس اللئيم ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو محمد قال قرأت على علي بن المهدي عن الزاحي عن الليث قال قال الخليل الجعسوس القبيح اللئيم الخلق وقرأت على أبي عمر قال أنشدنا أبو العباس عن ابن الأعرابي
( لنا عز ومرمانا قريب ** ومولى لا يدب مع القراد )

إسمهان الجادوي 07-26-2021 01:09 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
قوله مرمانا قريب قال هؤلاء عنزة يقول إن رأينا منكم ما نكره أو رابنا ريب انتمينا إلى بني أسد بن خزيمة وقوله لا يدب مع القراد قال هذا رجل كان يأتي بشنة فيها قردان فيشدها في ذنب البعير فإذا عضه منها قراد نفر فنفرت الإبل فإذا نفرت استل منها بعيرا فذهب به
وحدثنا أبو بكر بن الأنباري رحمه الله قال حدثنا عبد الله بن خلف الدلال قال حدثني أبو علي الحسن بن صالح قال قال مساور الوراق لمجنون كان عندنا وكان شاعرا وكان له بنت عم يحبها فذهب عقله عليها أجز هذا البيت
( وما الحب إلا شعلة قدحت بها ** عيون المها باللحظ بين الجوانح )
فقال على المكان ولم يفكر
( ونار الهوى تخفى وفي القلب فعلها ** كفعل الذي جادت به كف قادح )
( قال ) وحدثنا عبد الله بن خلف الدلال قال حدثني محمد بن الفضل قال حدثني بعض أهل الأدب عن محمد بن أبي نصر قال رأيت بالبصرة مجنونا قاعدا على ظهر الطريق بالمربد فكلما مر به ركب قال
( ألا أيها الركب اليمانون عرجوا ** علينا فقد أمسى هوانا يمانيا )
( نسائلكم هل سال نعمان بعدكم ** وحب إلينا بطن نعمان واديا )
فسألت عنه فقيل هذا رجل من البصرة كانت له ابنة عم يحبها فتزوجها رجل من أهل الطائف فنقلها فاستو له عليها ( قال ) وأخبرني عبد الله بن خلف قال أخبرني أحمد بن

زهير قال أخبرني مصعب بن عبد الله الزبيري عن بعض أهله عن أبي بكر الوالبي قال أخبرت أن أبا المجنون قال له حين سار به إلى بيت الله الحرام وكان أخرجه ليستشفي له تعلق بأستار الكعبة وقل اللهم أرحني من ليلى ومن حبها وتب إلى الله مما أنت عليه فتعلق بأستار الكعبة وقال اللهم من علي بليلى وقربها فزجره أبوه وجعل يعنفه فأنشأ يقول
( يقر بعيني قربها ويزيدني ** بها عجبا من كان عندي يعيبها )
( وكم قائل قد قال تب فعصيته ** وتلك لعمري توبة لا أتوبها ) قال أبو بكر وزادنا غيره
( فيا نفس صبرا لست والله فاعلمي ** بأول نفس غاب عنها حبيبها )
حدثنا أبو بكر بن دريد رحمه الله قال حدثنا عبد الأول قال سمعت الكتنجي يقول أملقت حتى لم يبق في منزلي إلا بارية فدخلت إلى دار المتوكل فلم أزل مفكرا فحضرني بيتان فاخذت قصبة وكتبت على الحائط الذي كنت إلى جنبه
( الرزق مقسوم فأجمل في الطلب ** يأتي بأسباب ومن غير سبب )
( فاسترزق الله ففي الله غنى ** الله خير لك من أب حدب )
قال فركب المتوكل في ذلك اليوم حمارا وجعل يطوف في الحجر ومعه الفتح بن خاقان فوقف على البيتين وقال من كتب هذين البيتين وقال للفتح اقرأ هذين البيتين فاستحسنهما وقال من كان في هذه الحجرة فقيل الكتنجي فقال أغفلناه وأسأنا إليه وأمر لي ببدرتين
( قال أبو علي ) العوام تقول بارية وهو خطأ والصواب باري وبوري قال الراجز
( كالخص إذ جلله الباري ** ) وهو بالفارسية ( بوريك ) فأعرب على ما أنبأتك به
وأنشدنا أبو بكر قال أنشدنا عبد الأول قال أنشدني حماد قال أنشدني أبي لنفسه
( لما رأيت الدهر أنحت صروفه ** علي وأودت بالذخائر والعقد )
( حذفت فضول العيش حتى رددتها ** إلى القوت خوفا أن أجاء إلى أحد )


( وقلت لنفسي أبشري وتوكلي ** على قاسم الأرزاق والواحد الصمد )
( فإن لا تكن عندي دراهم جمة ** فعندي بحمد الله ما شئت من جلد )
وقرأت على أبي عمر قال أنشدنا أبو العباس عن ابن الأعرابي
( هممت بأمر هم عبدي بمثله ** وخالف زفاف هواي فأبعدا )
يقول رأيت رأي عبد لأن العبد لا رأي له وخالف زفاف هواي أي كان رأيه صوابا ولم يرد عبد اله بعينه
وحدثنا أبو بكر قال حدثنا عبد الأول عن أبيه قال حضرت مجلس الحسن ابن سهل وقد كتب لرجل كتاب شفاعة فجعل الرجل يشكر ويدعو له فقال له الحسن يا هذا علام تشكرنا أنا نرى الشفاعات زكاة مروءتنا
( قال ) وحضرته وهو يمل كتاب شفاعة فكتب في آخره أنه بلغني أن الرجل يسأل عن فضل جاهه يوم القيامة كما يسأل عن فضل ماله
وأنشدنا أبو عبد الله قال أنشدنا أحمد بن يحيى
( فأقسم ما تركي عتابك عن قلى ** ولكن لعلمي أنه غير نافع )
( وأني إذا لم ألزم الصمت طائعا ** فلا بد منه مكرها غير طائع )
( ولو أن ما يرضيك عندي ممثل ** لكنت لما يرضيك أول تابع )
( إذا أنت لم تنفعك إلا شفاعة ** فلا خير في ود يكون بشافع )
وأنشدنا أيضا قال أنشدنا أحمد بن يحيى النحوي
( قال لي القائلون زرت حسينا ** لا يزار الكريم في جرجان )
( خالد باللهى يجود ويعطى ** وحسين يجود بالحرمان )
( ضاع مفتاح جوده جوف بحر ** حيث ظل البحران يلتقيان )
( فسألنا الغواص عنه فقالوا ** صيغ منه قلائد الحيتان )
وأنشدنا محمد بن القاسم قال أنشدني أبي قال أنشدني عبد الله الرستمي لعبد الله بن كعب العميري


( أيا نخلتي مران هل لي إليكما ** على غفلات الكاشحين سبيل )
( أمنيكما نفسي إذا كنت خاليا ** ونفعكما إلا العناء قليل )
( ومالي شيء منكما غير أنني ** أمني الصدى ظليكما فأطيل )
( قال ) وأنشدني أبي
( تبدل هذا السدر أهلا وليتني ** أرى السدر بعدي كيف كان بدائله )
( وعهدي به عذب الجنى ناعم الذرى ** تطيب وتندى بالعشي أصائله )
( فمالك من سدر ونحن نحبه ** إذا ما وشى واش بنا لا تجادله )
( كما لو وشى بالسدر واش رددته ** كئيبا ولم تملح لدينا شمائله )
( قال أبو علي ) قال لنا أبو بكر هذا مثل قول كثير
( فيا عز إن واش وشى بي عندكم ** فلا تكرميه أن تقولي له أهلا )
( كما لو وشى واش بعزة عندنا ** لقلنا تزحزح لا قريبا ولا سهلا )
( قال أبو علي ) وقرأت على أبي بكر بن دريد وأملى علينا أبو الحسن الأخفش قال مهلهل ابن ربيعة ومهلهل لقب وإنما سمى مهلهلا بقوله
( لما توعر في الغبار هجينهم ** هلهلت أثأر جابرا أو صنبلا )
هذا قول أبي الحسن وأبي بكر إلا أن أبا بكر روى
( لما توقل في الكراع هجينهم ** )
( قال أبو علي ) الكراع أنف الحرة
وقرأت على أحمد عن أبيه إنما سمي مهلهلا لأنه أول من أرق المراثي واسمه عدي وفي ذلك يقول
( رفعت رأسها إلي وقالت ** يا عديا لقد وقتك الأواقي )
وقال
( أليلتنا بذي حسم أنيري ** إذا أنت انقضيت فلا تحوري )
( قال أبو علي ) ذي حسم موضع وتحوري ترجعي يقال ماله لا حار إلى أهله أي لا رجع إليهم ويقال نعوذ بالله من الحور بعد الكور أي من النقصان بعد الزيادة


( قال أبو علي ) الكور مأخوذ من كور العمامة كأنه رجع عما كان أحكمه من الخير وشده ومثل من أمثالهم ( حور في محارة ) يضرب مثلا للرجل ينقض بعد الزيادة
( قال أبو علي ) وقال أبو عبيدة الحور الهلكة
( فإن يك بالذنائب طال ليلى ** فقد أبكى من الليل القصير )
يقول إن كان طال ليلى بهذا الموضع لقتل أخي فقد كنت أستقصر الليل وهو حي
( وأنقذني بياض الصبح منها ** لقد أنقذت من شر كبير )
( كأن كواكب الجوزاء عوذ ** معطفة على ربع كسير )
العوذ الحديثات النتاج واحدتها عائذ وإنما قيل لها عوذلان أولادها تعوذ بها والربع ما نتج في الربيع يقول كأن كواكب الجوزاء نوق حديثات النتاج عطفت على ربع مكسور فهي لا تتركه وهو لا يقدر على النهوض
( كأن الجدي في مثناة ربق ** أسير أو بمنزلة الأسير )
المثناة الحبل ( قال أبو علي ) والمثناة ههنا عندي المثني والربق الحبل والربق الشد بالربق فيقول كأن الجدى قد شد بحبل مثني فهو أحكم لشده وكان أبو الحسن يقول المثناة ههنا الحبل والربق الشد ( قال أبو علي ) ولا أعرف الربق الشد إلا عنه )
( كأن النجم اذ ولى سحيرا ** فصال جلن في يوم مطير )
النجم الثريا إنما شبهها بالفصال في يوم مطير لبطئها وذلك أن الفصيل يخاف الزلق فلا يسرع
( كواكبها زواحف لاغبات ** كأن سماءها بيدى مدير )

الزواحف المعييات التي لا تقدر على النهوض واللواغب مثلها كررة توكيدا لما اختلف اللفظ وكان أبو الحسن يقول كان يجب أن يقول مزاحف لأنه جمع مزحف لأنه يقال أزحف فإما حذف الزائد وإما جعله كالمنسوب كقولهم ليل غاض وما أشبهه أرادوا مغض أو أرادوا ذو غضو وأنكر زحف ( قال أبو علي ) زحف صحيح يقال زحف المعيى وأزحف أي لم يقدر على النهوض مهزولا كان أو سمينا وقوله كأن سماءها بيدي مدير يريد أن سماءها أثقل من أن يديرها مدير فهو إذا تكلف إدارتها لم يقدر عليها
( كواكب ليلة طالت وغمت ** فهذا الصبح راغمة فغوري )
( وتسألني بديلة عن أبيها ** ولم تعلم بديلة ما ضميري )
( فلو نبش المقابر عن كليب ** فيخبر بالذنائب أي زير )
يقال هو زير نساء وتبع نساء ز وطلب نساء وخلم نساء وخلب نساء إذا كان يتحدث إليهن ويطلبهن ويتبعهن ويهواهن ويخالبهن والخبر محذوف كأنه قال أي زير أنا
( بيوم الشعثمين لقر عينا ** وكيف لقاء من تحت القبور )
( وإني قد تركت بواردات ** بجيرا في دم مثل العبير )
الشعثمان موضع معروف وبجير بن الحرث بن عباد قتله مهلهل فلما بلغ خبره أباه قال نعم القتيل قتيلا أصلح بين بكر وتغلب فقيل له أن مهلهلا حين قتله قال بؤبشسع نعل كليب ( قال أبو علي ) قوله بؤبشسع نعل كليب أمر من قولهم باء الرجل بصاحبة بؤأ إذا قتل به وكان كفؤا له أي مت بشسع نعل كليب فانت في القود كفء له أي كفء ويقال القوم بواء أي أمثال في القود مستوون قالت ليلى إلا خيلية
( فإن تكن القتلى بواء فإنكم ** فتى ما قتلتم آل عوف بن عامر )
فحينئذ قال الحرث


( قر بامربط النعامة مني ** لقحت حرب وائل عن حيال )
( ينوء بصدره والرمح فيه ** ويخلجه خدب كالبعير )
ينوء ينهض يقال نؤت بالحمل أنوء به نوأ إذا نهضت به وناء بي الحمل ينوء بي نوأ إذا جعلني أنهض به وكذلك قول الله عز وجل { ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة } أي تجعلهم ينوءون بها أي ينهضون بها وليس القلب الذي ذكره أبو عبيدة بشيء وإنما يجوز ما ذكر في الشعر إذا اضطر الشاعر في الموضع الذي يقع فيه لبس ولا يحتمل إلا القلب فأما في القرآن فلا يجوز
ويخلجه يجذبه ومن هذا قيل للحبل خليج وقيل للماء الذي انجذب إلى ناحية خليج ويروى ويأطره أي يثنيه ويعطفه والخدب الضخم
( هتكت به بيوت بني عباد ** وبعض القتل أشفى للصدور )
( وهمام بن مرة قد تركنا ** عليه القشعمين من النسور )
ويروى عليه القشعمان من النسور فمن رفع جعله حالا كأنه قال وعليه القشعمان من النسور وجاز حذف الواو لأن الهاء التي في علية تربط الكلام بأوله والقشعم الهرم من النسور
( على أن ليس عدلا من كليب ** إذا طرد اليتيم عن الجزور )
( على أن ليس عدلا من كليب ** إذا رجف العضاه من الدبور )
رجف تحرك حركة شديدة والعضاه كل شجر له شوك واحدها عضة
( على أن ليس عدلا من كليب ** إذا ما ضيم جيران المجير )
( على أن ليس عدلا من كليب ** إذا خيف المخوف من الثغور )


( على أن ليس عدلا من كليب ** غداة بلابل الأمر الكبير )
( على أن ليس عدلا من كليب ** إذا برزت مخبأة الخدور )
( على أن ليس عدلامن كليب ** إذا علنت نجيات الأمور )
( فدا لبني الشقيقة يوم جاؤا ** كأسد الغاب لجت في زئير )
البلابل الإضطراب وروى بعضهم التلاتل وهو الإنزعاج والحركة والنجيات السرائر يقال زأر يزئر والزئير الإسم ويجىء مثل هذا في الأصوات قالوا الفحيح والكشيش والهدير والقليخ يقال فحث الأفعى وهو صوتها من فيها وكشت وكشيشها صوت جلدها وقلخ البعير إذا هدر وبهذا سمى الشاعر قلاخا
( كأن رماحهم أشطان بئر ** بعيد بين جاليها جرور )
الأشطان الحبال واحدها شطن والبئر ههنا الهواء الذي من الجال إلى الجال والبين الوصل وقرأ بعضهم ( لقد تقطع بينكم ) وقال أبو عبيدة البين الوصل والبين الإفتراق وهو من الأضداد وجال البئر وجولها ناحيتها وما يحبس الماء منها ولهذا قيل للرجل الأحمق ماله جول أي شيء يمسكه وكذلك يقال ماله زبر وزبر البئر طيها وماله صيور أي رأي يصير إليه وماله معقول كل هذا في معنى واحد أي ماله عقل واللغويون يقولون معقول أي عقل وأبو علي يقول إنما أراد بمعقول أي ماله شيء عقل أي شد أي ليس له هناك عقل أمسك عليه
( فلا وأبي جليلة ما أفأنا ** من النعم المؤبل من بعير )
جليلة أخت كليب وكانت تحت جساس قاتل كليب وأفأنا رجعنا والنعم الإبل خاصة فإن اختلط بها غنم جاز ان يقال نعم ولا يجوز أن يقال للغنم وحدها نعم وجمع نعم

أنعام والمؤبل كان أبو الحسن يقول المكمل يقال إبل مؤبلة كما يقال مائة ممآة وقال الأصمعي المؤبلة التي للقنية وقال غيره المؤبلة الجماعة من الإبل
( ولكنا نهكنا القوم ضربا ** على الأثباج منهم والنحور )
نهكنا القوم أجهدناهم والأثباج الأوساط واحدها ثبج ( وقال أبو عمرو الشيباني ) الكتد ما بين الكاهل إلى الظهر والثبج نحوه
( قتيل ما قتيل المرء عمرو ** وجساس بن مرة ذو ضرير )
( تركنا الخيل عاكفة عليهم ** كأن الخيل تدحض في غدير )
يقال إنه لذوا ضرير أي ذو مشقة على العدو وعاكفه مقيمة تدحض تزلق يقال مكان دحض ومزلة ومدحضة فأما قول علقمة
( رغا فوقهم سقب السماء فداحص ** بشكته لم يستلب وسليب )
فبالصاد غير معجمة يقال دحص برجله وفحص وكان بعض العلماء يرويه فداحض وهذا الحرف أحد ما نسب فيه إلى التصحيف
( كأنا غدوة وبني أبينا ** بجنب عنيزة رحيا مدير )
( فلولا الريح أسمع أهل حجر ** صليل البيض تقرع بالذكور )
حجر قصبة اليمامة وحريمهم إنما كانت بالجزيرة ( قال أبو الحسن ) حدثني أبو العباس الأحول قال أول كذب سمع في الشعر هذا والصليل الصوت قال الراعي
( فسقوا صوادي يسمعون عشية ** للماء في أجوافهن صليلا )
أي تصل أجوافها من العطش كما يصل الخزف إذا أصابه الماء والذكور السيوف التي عملت من حديد غير أنيث ويروى نقاف البيض يقرع بالذكور ( قال الأصمعي ) قد غلث طعامه وعلثه وقد اغتلث طعامه واعتلث والعلاثة أقط وسمن يخلط أو رب وأقط

إسمهان الجادوي 07-26-2021 01:13 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
ويقال فلان يأكل الغليث إذا أكل خبزا من شعير وحنطة ( قال ) وفي لعل لغات بعض العرب يقول لعلي وبعضهم لعلني وبعضهم علي وبعضهم علني وبعضهم لعني وبعضهم لغني وأنشدنا للفرزدق
( هل أنتم عائجون بنا لعنا ** نرى العرصات أو أثر الخيام ) ( قال ) وقال عيسى بن عمر سمعت أبا النجم يقول
( أغد لعلنا في الرهان نرسله ** ) يريد لعلنا وبعض العرب يقول لأنني وبعضهم يقول لأني وبعضهم لوني ( قال ) وقال رجل بمنى من يدعو إلى المرأة الضالة فقال أعرابي لون عليها خمارا أسود يريد لعل عليها خمارا أسود فقال سود الله وجهك ( وقال الفراء ) سمعت وعاهم ووغاهم وهي الضجة ويقال ماله عن ذلك وعل وماله عن ذلك وغل في معنى لجأ ( وقال اللحياني ) يقال ماله أرمعل دمعه وارمغل إذا قطر وتتابع ( وقال أبو عمرو الشيباني ) نشعت به ونشعت أي أولعت به وإنه لمنشوع بأكل اللحم ونشعته ونشغته إذا سعطته والنشوع والنشوغ السعوط
وحدثنا أبو عمر عن أبي العباس أن ابن الأعرابي قال في بيت الكميت
( وما استنزلت في غيرنا قدر جارنا ** ولا ثفيت إلا بنا حين تنصب )
يقول إذا جاورنا أحد لم نكلفه أن يطبخ من عنده بل يكون ما يطبخه من عندنا بما نعطيه من اللحم حين ينصب قدره ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو معمر عبد الأول قال حدثنا رجل من موالي بني هاشم قال أذنب رجل من بني هاشم ذنبا فعنفه المأمون فقال يا أمير المؤمنين من كانت له مثل دالتي ولبس ثوب حرمتي ومت بمثل قرابتي غفر له فوق زلتي فأعجب المأمون كلامه وصفح عنه
وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثنا موسى بن علي الختلي قال حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال حدثنا الأصمعي قال حدثني بعض العتابيين قال كتب كلثوم بن عمرو إلى صديق له أما بعد أطال الله بقاءك وجعله يمتد بك إلى رضوانه والجنة فإنك كنت عندنا روضة من

رياض الكرم تبتهج النفوس بها وتستريح القلوب إليها وكنا نعفيها من النجعة استتماما لزهرتها وشفقة على خضرتها وادخارا لثمرتها حتى أصابتنا سنة كانت عندي قطعة من سني يوسف واشتد علينا كلبها وغابت قطتها وكذبتنا غيومها وأخلفتنا بروقها وفقدنا صالح الأخوان فيها فانتجعتك وأنا بإنتجاعي إياك شديد الشفقة عليك مع علمي بإنك موضع الرائد وأنك تغطي عين الحاسد والله يعلم أني ما أعدك إلا في حومة الأهل واعلم أن الكريم إذا استحيا من إعطاء القليل ولم يمكنه الكثير لم يعرف جوده ولم تظهر همته وأنا أقول في ذلك
( ظل اليسار على العباس ممدود ** وقلبه أبدا بالبخل معقود )
( إن الكريم ليخفي عنك عسرته ** حتى تراه غنيا وهو مجهود )
( وللبخيل على أمواله علل ** زرق العيون عليها أوجه سود )
( إذا تكرمت عن بذل القليل ولم ** تقدر على سعة لم يظهر الجود )
( بث النوال ولا يمنعك قلته ** فكل ما سد فقرا فهو محمود )
قال فشاطره ماله حتى أعطاه إحدى نعليه ونصف قيمة خاتمه ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر بن دريد قال حدثنا عبد الرحمن عن عمه قال سمعت أعرابية رجلا ينشد
( وكاس سلاف يحلف الديك أنها ** لدى المزج من عينيه أصفى وأحسن )
فقالت بلغني أن الديك من صالح طيركم وما كان ليحلف كاذبا وأنشدنا أبو عبد الله نفطويه قال أنشدنا أحمد بن يحيى النحوي لرجل من العرب كان أبوه يمنعه من الإضطراب في المعيشة شفقة عليه فكتب إليه
( ألا خلني أذهب لشأني ولا أكن ** على الناس كلا إن ذاك شديد )
( أرى الضرب في البلدان يغني معاشرا ** ولم أر من يجدي عليه قعود )
( أتمنعني خوف المنايا ولم أكن ** لأهرب مما ليس منه محيد )


( فدعني أجول في البلاد لعلني ** أسر صديقا أو يساء حسود )
( فلو كنت ذا مال لقرب مجلسي ** وقيل إذا أخطأت أنت سديد )
وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو عثمان الأشنانداني قال كان رجل من أهل الشام مع الحجاج يحضر طعامه فكتب إلى امرأته يعلمها بذلك فكتبت إليه
( أيهدى لي القرطاس والخبز حاجتي ** وأنت على باب الأمير بطين )
( إذا غبت لم تذكر صديقا ولم تقم ** فأنت على ما في يديك ضنين )
( فأنت ككلب السوء جوع أهله ** فيهزل أهل البيت وهو سمين )
( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر قال حدثنا السكن بن سعيد عن محمد بن عباد قال كان البختري بن أبي صفرة من أكمل فتيان العرب جمالا وبيانا ونجدة وشعرا وكان بنو المهلب يحسدونه لفضله فدست إليه أم ولد عمارة بن قيس اليحمدي فراودته عن نفسه فأبى فحملت عليه عمارة حتى شكاه إلى المهلب وأكثر في ذلك بنوه القول فعرف ذلك في وجه المهلب فكتب إليه
( جفوت أمرأ لم ينب عما تريده ** وكان إلى ما تشتهيه يسارع )
( تموت حفاظا دون ضيمك نفسه ** وأنت إلى ما ساءه متطالع )
( كاني أخو ذنب وما كنت مذنبا ** ولكن دهتني الساريات الشبادع )
( قال أبو علي ) الشبادع النمائم والشبادع العقارب واحدها شبدعة
( دببن وقد نام الغفول بعيبنا ** إليك إماء مومسات جوالع )
المومسة الفاجرة والجالعة التي قد ألقت عنها الحياء
( فأوقدن نيران العداوة بيننا ** جهارا ولم تسدد علي المطالع )
( بغين أمور الست ممن أشاؤها ** ولو جعلت في ساعدي الجوامع )
( أأصبو بعرس الحار أن كان غائبا ** وتلك التي تستك فيها المسامع )


( فلست ورب البيت أصبو بمثلها ** وربي راء ما صنعت وسامع )
( فإن تك عرس اليحمدي وأخته ** سرين فلا قاهن أليس خالع )
الأليس الجرئ من كل شيء وخالع قد خلع الحياء
( يبيت يراعي المومسات إذا دجا الظلام وجار البيت وسنان هاجع ** )
( فما أ نا ممن تطبيه خريدة ** ولو أنها بدر من الأفق طالع )
تطبية تدعوه يقال اظباه يطبيه وطباه يطبوه
( وإني لتنهاني خلائق أربع ** عن الفحش فيها للكريم روادع )
( حياء واسلام وشيب وعفة ** وما المرء إلا ما حبته الطبائع )
( وقد كنت في عصر الشباب مجانبا ** صباي فأنى الآن والشيب شائع )
( فلا تقطعن مني وشائج سهمة ** فلا يصل الابناء ما أنت قاطع )
( وكافح بأجرامي الهياج إذا التظى ** شهاب من الموت المحرق لامع )
( تنبه وعهد الله منى مشيعا ** صبورا على اللاواء والموت كانع )
الوشائج الأرحام المشتبكة المتصلة ( قال أبو محمد ) وهي مأخوذة من وشائج الرماح وهي عروقها والسهمة القرابة وقرأت على أبي بكر لتأبط شرا
( وإني لمهد من ثنائي فقاصد ** به لإبن عم الصدق شمس بن مالك )
( أهز به في ندوة الحي عطفه ** كما هز عطفي بالهجان الأوارك )
الندوة المجلس والأوارك التي ترعى الأراك
( قليل التشكي للمهم يصيبه ** كثير الهوى شتى النوى والمسالك )
( يظل بموماة ويمسي يغيرها ** حجيشا ويعرورى ظهور المهالك )
الحجيش المنفرد
( ويسبق وفد الريح من حيث ينتحي ** بمنخرق من شدة المتدارك )


( إذا خاط عينيه كرى النوم لم يزل ** له كالئ من قلب شيحان فاتك )
بمنخرق يريد السريع الواسع والشيحان الحاد في كل أمر
( إذا طلعت أولى العدي فنفره ** إلى سلة من صارم الغرب باتك )
العدي الجماعة الذين يعدون في الحرب
( إذا هزه في عظم قرن تهللت ** نواجذ أفواه المنايا الضواحك )
( يرى الوحشة الأنس الأنيس ويهتدي ** بحيث اهتدت أم النجوم الشوابك )
وأنشدنا أبو الحسن الترمذي الوراق قال أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى
( إلبس أخاك على تصنعه ** فلرب مفتضح على النص )
( ما كدت أفحص عن أخي ثقة ** إلا ذممت عواقب الفحص )
وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري رحمه الله قال أنشدني أبي
( تركت النبيذ لأهل النبيذ ** وأصبحت أشرب ماء نقاخا )
( شراب النبيين والمرسلين ** ومن لا يحاول منه إطباخا )
( رأيت النبيذ يذل العزيز ** ويكسوا التقي النقي اتساخا )
( فهبني عذرت الفتى جاهلا ** فما العذر فيه إذا المرء شاخا )
( قال أبو علي ) قال الأصمعي يقال أناء قربان وكر بان إذا دنا أن يمتلئ ويقال عسق به وعسك به إذا لزمه والأقهب والأكهب لون إلى الغبرة ( قال ) ويقال دقمه ودكمه إذا دفع في صدره ويقال للصبي والسخلة قد امتك ما في ضرع أمه وقد امتق ما في ضرع أمه إذا شربه كله ويقال كاتعه الله وقاتعه الله في معنى قاتله الله ( وقال أبو عمرو الشيباني ) عربي كح وعربية كحة ( وقال أبو زيد ) أعرابي قح وأعراب أقحاح أي محض خالص وكذلك عبد قح أي خالص ( وقال الأصمعي ) القح الخالص من كل شيء ( وقال الفراء ) يقال للذي يتبخر به قسط وكسط ويقال كشطت عنه جلدة وقشطت ( قال )

إسمهان الجادوي 07-26-2021 01:14 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
وقريش تقول كشطت وقيس وتميم وأسد تقول قشطت في مصحف ابن مسعود قشطت ( قال ) ويقال قحط القطار وكحط ويقال قهرت الرجل أقهره وكهرته أكهره ( قال ) وسمعت بعض غنم بن دودان تقول فلا تكهر وقرأت على أبي عمر عن أبي العباس أن ابن الأعرابي أنشدهم
( قتلنا سبعة بأبي لبينى ** وألحقنا الموالي بالصميم )
أي قتلنا سادتهم فصار الموالي سادة ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم قال كان فتى من أهل البصرة يختلف معنا إلى الأصمعي فافتقدته فلقيت أباه فسألته عنه فقال سألني عن بيتين كان الأصمعي يرددهما
( سقى الله أياما لنا لسن رجعا ** وسقيا لعصر العامرية ة من عصر )
( ليالي أعطيت البطالة مقودى ** تمر الليالي والشهور وما أدري )
فقلت له يا بني أنك لست بعاشق ولولا ذلك لعرفت ما يفعله الذكر بصاحبه قال فبعثته على أن عشق لجاجا وأنشدنا أبو بكر قال أنشدنا أبو حاتم عن الأصمعي لبعض بني عمرو بن كلدة
( إني أعيذك بالرحمن يا سكني ** أن تدخلي ببعادي حسبك النارا )
( قالت بعادك من ربي يقربني ** وفي دنوك أخشى النار والعارا )
( قلت اسمعي ودعينا من تفقهكم ** فلست أفقه منا أم عمارا )
( إذا بذلت لنا ما منك نطلبه ** فاستغفري منه ربا كان غفارا )
وأنشدنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة
( تعاللت لما لم تكن بك علة ** وقلت شهيدي ما بعيني من السقم )
( فلا تجعلي سقما بعينيك علة ** فقد كان هذا السقم في صحة الجسم )
وحدثنا أبو بكر بن دريد رحمه الله قال حدثنا العكلى عن ابن أبي خالد عن الهيثم قال بينا

أنا بالكناسة بالكوفة إذ أتى رجل مكفوف نخاسا فقال له اطلب لي حمارا ليس بالصغير المحتقر ولا بالكبير المشتهر ان خلا الطريق تدفق وإن كثر الزحام ترفق لا يصادم السواري ولا يدخلني تحت البواري أن أقللت علفه صبر وإن أكثرته شكر وإن ركبته هام و إن ركبه غيري قام فقال له اصبر فإن مسخ الله القاضي حمارا قضيت حاجتك
وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال حدثنا أبو عمرو بن العلاء قال سمعت جندل بن الراعي ينشد بلال بن أبي بردة قصيدة أبيه
( نعوس إذا درت جروز إذا غدت ** بويزل عام أو سديس كبازل )
قال فكاد صدري ينفرج لحسن إنشاده وجودة الشعر ( قال أبو علي ) إنما سمي راعيا لقوله
( لها أمرها حتى إذا ما تبوأت ** لأخفافها مرعى تبوا مضجعا )
فقيل رعى الرجل
وحدثنا أبو بكر بن الأنباري رحمه الله قال حدثني أبي قال حدثنا أحمد بن عبيد عن الحرمازي قال مر جرير بذي الرمة فقال يا غيلان أنشدني ما قلت في المرئي فأنشده
( نبت عيناك عن طلل بحزوى ** عفته الريح وأمتنح القطارا )
فقال ألا أعينك قال بلى بأبي وأمي فقال
( يعد الناسبون إلى تميم ** بيوت المجد أربعة كبارا )
( يعدون الرباب وآل سعد ** وعمرا ثم حنظلة الخيارا )
( ويهلك وسطها المرئي لغوا ** كما ألغيت في الدية الحوارا )
قال قمر ذو الرمة بالفرزدق فقال أنشدني ما قلت في المرئي فأنشده القصيدة فلما انتهى إلى هذه الأبيات قال الفرزدق حس أعد علي فأعاد فقال تالله لقد علكهن أشد لحيين منك
( قال أبو علي ) وقرأت على أبي بكر بن دريد رحمه الله للصلتان العبدي


( انا الصلتاني الذي قد علمتم ** متى ما يحكم فهو بالحق صادع )
( أتتني تميم حين هابت قضاتها ** فإني لبالفصل المبين قاطع )
( كما أنفذ الأعشى قضية عامر ** وما لتميم في قضائي رواجع )
( ولم يرجع الأعشى قضية جعفر ** وليس لحكمي آخر الدهر راجع )
( سأقضي قضاء بينهم غير جائر ** فهل أنت للحكم المبين سامع )
( قضاء أمرئ لا يتقي الشتم منهم ** وليس له في المدح منهم منافع )
( قضاء امرئ لا يرتشي حكومة ** إذا مال بالقاضي الرشا والمطامع )
( فإن كنتما حكمتماني فأنصتا ** ولا تجزعا وليرض بالحكم قانع )
( فإن تجزعا أو ترضيا لا أقلكما ** وللحق بين الناس راض وجازع )
( فأقسم لا آلو عن الحق بينهم ** فإن أنا لم أعدل فقل أنت ظالع )
( فإن يك بحر الحنظليين واحدا ** فما يستوي حيتانه والضفادع )
( وما يستوي صدر القناة وزجها ** وما يستوي شم الذرى والأجارع )
( وليس الذنابى كالقدامى وريشه ** وما تستوي في الكف منك الأصابع )
( ألا إنما تحظى كليب بشعرها ** وبالمجد تحظى دارم والأقارع )
( ومنهم رؤس يهتدى بصدورها ** وإلا ذناب قدما للرؤس توابع )
( أرى الخطفى بذ الفرزدق شعره ** ولكن خيرا من كليب مجاشع )
( فيا شاعرا ولا شاعر اليوم مثله ** جرير ولكن في كليب تواضع )
( جرير أشد الشاعرين شكيمة ** ولكن علته الباذخات الفوارع )
( ويرفع من شعر الفرزدق أنه ** له باذخ لذي الخسيسة رافع )
( وقد يحمد السيف الددان بجفنه ** وتلقاه رنا غمده وهو قاطع )
( يناشدني النصر الفرزدق بعدما ** ألحت عليه من جرير صواقع )


( فقلت له أنى ونصرك كالذي ** يثبت أنفا كشمته الجوادع )
وقالت كليب قد شرفنا عليهم ** فقلت لها سدت عليك المطالع )
( قال أبو علي ) كشم أنفه إذا قطعه والأكشم أيضا الناقص الخلق قال حسان
( له جانب واف وآخر أكشم ** )
وقرأت على أبي عمر عن أبي العباس عن ابن الأعرابي قال أهجى بيت قالته العرب
( وقد علمت عرساك أنك آئب ** تخبرهم عن جيشهم كل مربع )
أخبر أن من عادته أن ينهزم فيتحدث بخبر جيشه ( قال أبو علي ) أخبرنا أبو بكر بن الأنباري رحمه الله قال حدثني أبي قال حدثنا عبد الصمد بن المعذل بن غيلان قال ركب أبي إلى عيسى بن جعفر ليسلم عليه فأخبر أنه متأهب للركوب فانتظره فلما أبطأ خروجه دخل إلى المسجد ليصلي وكان المعذل إذا دخل في الصلاة لم يقطعها فخرج عيسى وصاح يا معذل يا أبا عمرو فلم يجبه فغضب ومضى فأتم المعذل صلاته ثم لحقه فانشده
( قد قلت إذ هتف الأمير ** يا أيها القمر المنير )
( حرم الكلام فلم أجب ** وأجاب دعوتك الضمير )
( لو أن نفسي طاوعتني إذ دعوت ولا أحير )
( لباك كل جوارحي ** بأناملي ولها السرور )
( شوقا إليك وحق لي ** ولكدت من فرح أطير )
وحدثنا أبو بكر بن دريد رحمه الله قال جلس كامل الموصلي في المسجد الجامع يقرئ الشعر فصعد مخلد الموصلي المنارة وصاح
( تأهبوا للحدث النازل ** قد قرئ الشعر على كامل )
( وكامل الناقص في عقله ** لا يعرف العام من القابل )
( يهيهة يخلط الفاظه ** كأنه بعض بني وائل )


( وإنما المرء ابن عم لنا ** ونحن من كوثى ومن بابل )
( أذنابنا ترفع قمصاننا ** من خلفنا كالخشب الشائل )
( قال أبو علي ) وأنشدنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد النحوي لأعرابي مات ابنه وهو غائب
( يا ليتني كنت فيمن كان حاضره ** إذ ألبسوه ثياب الفرقة الجددا )
( قالوا وهم عصب يستغفرون له ** نرجو لك الله والوعد الذي وعدا )
( قل الغناء إذ لاقى الفتى تلفا ** قول الأحبة لا يبعد وقد بعدا )
( قال أبو علي ) بعد هلك وبعد نأي
وحدثنا أبو بكر بن دريد قال حدثني عمي عن أبيه عن ابن الكلبي عن أبي مسكين وعن الشرقي بن قطامي قالا لما مات عمرو بن حممة الدوسي وكان أحد من تتحاكم إليه العرب مر بقبره ثلاثة نفر من أهل يثرب قادمين من الشام الهدم بن امرئ القيس بن الحرث بن زيد أبو كلثوم بن الهدم الذي نزل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعتيك بن قيس بن هيشة بن أمية بن معاوية وحاطب بن قيس بن هيشة الذي كانت بسببه حرب حاطب فعقروا رواحلهم على قبره وقام الهدم فقال
( لقد ضمت الأثراء منك مرزأ ** عظيم رماد النار مشترك القدر )
( حليما إذا ما الحلم كان حزامة ** وقورا إذا كان الوقوف على الجمر )
( إذا قلت لم تترك مقالا لقائل ** وإن صلت كنت الليث يحمي حمى الأجر )
( ليبكك من كانت حياتك عزه ** فأصبح لما بنت يغضي على الصغر )
( سقى الأرض ذات الطول والعرض مثجم ** أحم الرحا واهي العرى دائم القطر )
( وما بي سقيا الأرض لكن تربة ** أضلك في أحشائها ملحد القبر )
( قال أبو علي ) الرحى وسط الغيم ومعظمه ووسط الحرب ومعظمها وقام عتيك بن قيس فقال


( برغم العلى والجود والمجد والندى ** طواك الردى يا خير حاف وناعل )
( لقد غال صرف الدهر منك مرزأ ** نهوضا بأعباء الأمور الأثاقل )
( يضم العفاة الطارقين فناؤه ** كما ضم أم الرأس شعب القبائل )
( ويسرو دجى الهيجا مضاء عزيمة ** كما كشف الصبح اطراق الغياطل )
( ويستهزم الجيش العرمرم باسمه ** وإن كان جرارا كثير الصواهل )
( وينقاد ذو البأو لأبي لحكمه ** فيرتد قسرا وهو جم الدغاول )
( ويمضي إذا ما الحرب مدر واقه ** على الروع وارفضت صدور العوامل )
( فاما تصبنا الحادثات بنكبة ** رمتك بها إحدى الدواهي الضآبل )
( فلا تبعدن إن الحتوف موارد ** وكل فتى من صرفها غير وائل )
( قال أبو علي ) الضآبل الدواهي واحدها ضئبل وقام حاطب بن قيس فقال
( سلام على القبر الذي ضم أعظما ** تحوم المعالي حولة فتسلم )
( سلام عليه كلما ذر شارق ** وما امتد قطع من دجى الليل مظلم )
( فيا قبر عمرو جاد أرضا تعطفت ** عليك ملث دائم القطر مرزم )
( تضمنت جسما طاب حيا وميتا ** فأنت بما ضمنت في الأرض معلم )
( فلو نطقت أرض لقال ترابها ** إلى قبر عمرو الأزد حل التكرم )
( إلى مرمس قد حل بين ترابه ** وأحجاره بدر وأضبط ضيغم )
( فلو وألت من سطوة الموت مهجة ** لكنت ولكن الردى لا يثمثم )
( فلا يبعدنك الله حيا وميتا ** فقد كنت نور الخطب والخطب مظلم )
( وقد كنت تمضي الحكم غير مهلل ** إذا غال في القول الأبل الغشمشم )
( لعمر الذي حطت إليه على الونا ** حدابير عوج نيها متهمم )
( لقد هدم العلياء موتك جانبا ** وكان قديما ركنها لا يهدم )


( قال أبو علي ) وألت نجت ويثمثم يبطئ ويثمثم يحرك ويدفع والمهلل المتوقف يقال حمل عليه فما هلل والغيطلة الظلمة والغيطلة اختلاط الاصوات قال أبو النجم
( مستأسدا ذبانه في غيطل ** ) وهو جمع غيطلة والغيطلة البقرة الوحشية قال زهير
( كما استغاث بسي فزغيطلة ** خاف العيون فلم ينظر به الحشك )
والغيطلة الشجر الملتف وقال ابن الأعرابي الغيطلة التفاف الناس وإجتماعهم والغيطلة غلبة النعاس والدغاول الدواهي ( قال أبو علي ) ولم أسمع له بواحد قال الهذلي
( فقلصى لكم ما عشتم ذو دغاول ** )
والأبل الظلوم والغشمشم الذي يركب رأسه لا يثنيه شيء عما يحب ويهوى والحدا جمع حدبار وهي المنحنية الظهر والني الشحم والمتهمم الذائب وقرأت على أبي عمر عن أبي العباس أن ابن الأعرابي أنشدهم في صفة قدر
( ألقت قوائمها خسا وترنمت ** طربا كما يترنم السكران )
قوائمها الأثافي وخسا فرد ( قال أبو علي ) قال الأصمعي يقال لثدت القصعة بالثريد إذا جمع بعضه إلى بعض وسوي وقد رثدت وقد رثد المتاع إذا نضد وسوي والرثيد المنضود ومنه سمى مرثد ويقال تركت فلانا مرتثدا أي قد ضم متاعه بعضه إلى بعض ونضده قال الشاعر
( فتذكرا ثقلا رثيدا بعدما ** ألقت ذكاء يمينها في كافر )
تذكر الظليم والنعامة رثيدا يعني بيضهما منضودا بعضه فوق بعض ( قال أبو علي )

وذكاء الشمس وابن ذكاء الصبح والكافر الليل وإنما سمى كافرا لأنه يغطي بظلمته كل شيء ولهذا قيل تكفر الرجل بالسلاح إذا لبسه وكفر الغمام النجوم أي غطاها ومنه سمى الكافر كافرا لأنه يغطي نعمة الله وسمى أيضا الزراع كافرا لأنه يغطى الحبة وعنى بقوله بعدما ألقت ذكاء يمينها في كافر أي ابتدأت في المغيب ويقال هدم ملدم ومردم أي مرقع وقد ردم ثوبه أي رقعه قال عنترة
( هل غادر الشعراء من متردم ** أم هل عرفت الدار بعد توهم )
يقول هل ترك الشعراء شيأ يرقع وهذا مثل وإنما يريد هل تركوا مقالا لقائل ويقال اعلنكس واعرنكس الشيء إذا تراكم وكثر أصله قال العجاج
( بفاحم دووي حتى اعلنكسا ** )
بفاحم يعني شعرا أسود دووي عولج وأصلح وقال أيضا
( واعرنكست أهواله واعرنكسا ** ) أي ركب بعضه بعضا وهدل الحمام يهدل هديلا وهدر الحمام يهدر هديرا وطلمساء وطرمساء للظلمة ويقال للدرع نثلة ونثرة إذا كانت واسعة ويقال امرأة جلبانة وجربانة وهي الصخابة السيئة الخلق قال حميد بن ثور
( جربانة ورهاء تخصي حمارها ** بغى من بغى خيرا إليها الجلامد )
ويروى جلبانة ويقال عود متقطل ومتقطر ومنقطل ومنقطر أي مقطوع ( وقال أبو عبيدة ) يقال سهم أملط وأمرط إذا لم يكن عليه ريش وقد تملط ريشه وتمرط ويقال جلمه وجرمه إذا قطعه ( قال أبو علي ) ومنه سمي الجلم الذي يؤخذ به الشعر ( قال

أبو علي ) يقال لكل واحد من الحديدتين جلم فإذا اجتمعا فهما جلمان وكذلك مقراضان الواحد منهما مقراض والتلاتل والتراتر الهزاهز ( قال الأصمعي ) يقال مر يرتك ويرتج إذا ترجرج ويقال أصابه سك وسج إذا لان عليه بطنه ويقال الزمكى والزمجي لزمكي الطائر ويقال ريح سيهك وسيهج وسيهوك وسيهوج وهي الشديدة قال رجل من بني سعد
( يا دار سلمى بين دارات العوج ** جرت عليها كل ريح سيهوج )
والسهج والسهك والسحق يقال سحقه وسهكه وسهجه ( وقال أبو عمرو الشيباني ) السهك والسهج ممر الريح ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثني العكلي عن الحرمازي عن رجل من همدان قال قال معاوية لضرار الصدائي يا ضرار صف لي عليا رضي الله عنه قال أعفني يا أمير المؤمنين قال لتصفنه قال أما إذا لا بد من وصفه فكان والله بعيد المدى شديد القوى يقول فصلا ويحكم عدلا يتفجر العلم من جوانبه وتنطق الحكمة من نواحيه يستوحش من الدنيا وزهرتها ويستأنس بالليل ووحشته وكان والله غزير العبره طويل الفكره يقلب كفه ويخاطب نفسه يعجبه من اللباس ما قصر ومن الطعام ما خشن كان فينا كأحدنا يجيبنا إذا سألناه وينبئنا إذا استنبأناه ونحن مع تقريبه إيانا وقربه منا لا نكاد نكلمه لهيبته ولا نبتدئه لعظمته يعظم أهل الدين ويحب المساكين لا يطمع القوي في باطله ولا ييأس الضعيف من عدله وأشهد لقدر رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه وقد مثل في محرابه قابضا على لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين ويقول يا دنيا غري غيري ألى تعرضت أم إلي تشوقت هيهات هيهات قد باينتك ثلاثا لا رجعة فيها فعمرك قصير وخطرك حقير آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق فبكى معاوية رحمه الله وقال رحم الله أبا الحسن فلقد كان كذلك فكيف حزنك عليه

يا ضرار قال حزن من ذبح واحدها في حجرها ( قال أبو علي ) وقرأت على أبي بكر محمد بن الحسن بن دريد هذه القصيدة في شعر كعب الغنوي وأملاها علينا أبو الحسن علي ابن سليمان الأخفش وقال قرئ لنا على أبي العباس محمد بن الحسن الأحول ومحمد بن يزيد وأحمد بن يحيى ( قال ) وبعض الناس يروي هذه القصيدة لكعب بن سعد الغنوي وبعضهم يرويها بأسرها لسهم الغنوي وهو من فومه وليس بأخيه وبعضهم يروي شيأ منها لسهم والمرثي بهذه القصيدة يكنى أبا المغوار واسمه هرم وبعضهم يقول اسمه شبيب ويحتج ببيت روى في هذه القصيدة
( أقام فخلى الظاعنين شبيب ** ) وهذا البيت مصنوع والأول كأنه أصح لأنه رواه ثقة ( قال ) وزادنا أحمد بن يحيى عن أبي العالية في أولها بيتين ( قال ) وهؤلاء كانوا يختلفون في تقديم الأبيات وتأخيرها وزيادة الأبيات ونقصانها وفي تغيير الحروف في متن البيت وعجزه وصدره ( قال أبو علي ) وأنا ذاكر ما يحضرني من ذلك والبيتان اللذان رواهما أبو العالية
( ألا من لقبر لا يزال تهجه ** شمال ومسياف العشي جنوب )
تهجه تهدمه يقال هج البيت وهجمه إذا هدمه ( قال أبو عبيدة ) ولما قتل بسطام بن قيس لم يبق في بكر بن وائل بيت إلا هجم أي هدم إكبار القتلة
ومسياف مفعال من سافه يسيفه سيفا إذا ضربه بالسيف يريد أنها في حدتها في الصيف والشتاء كالسيف
( به هرم يا ويح نفسي من لنا ** إذا طرقت للنائبات خطوب )
وأولها في رواية الجميع
( تقول سليمى ما لجسمك شاحبا ** كأنك يحميك الطعام طبيب )
( فقلت ولم أعي الجواب لقولها ** وللدهر في صم السلام نصيب )
ويروى
( فقلت ولم أعي الجواب ولم ألح ** )
( تتابع أحداث تخرمن أخوتي ** وشيبن رأسي والخطوب تشيب )


( لعمري لئن كانت أصابت منية ** أخي والمنايا للرجال شعوب )
( لقد عجمت مني الحوادث ما جدا ** عروفا الريب الدهر حين يريب )
( وقد كان أما حلمه فمروح ** علينا وأما جهله فعزيب )
( فتى الحرب أن حاربت كان سمامها ** وفي السلم مفضال اليدين وهوب )
( هوت أمه ماذا تضمن قبره ** من الجود والمعروف حين ينوب )
ويروى حين يؤب
( جموع خلال الخير من كل جانب ** إذا جاء جياء بهن ذهوب )
( مفيد مفيت الفائدات معود ** لفعل الندى والمكرمات كسوب )
( فتى لا يبالي أن يكون بجسمه ** إذا نال خلات الكرام شحوب )
( قال أبو علي )
( وقرأت على أبي بكر ** فتى لا يبالي أن يكون بوجهه )
( غنينا بخير حقبة ثم جلحت ** علينا التي كل الأنام تصيب )
( فأبقت قليلا ذاهبا وتجهزت ** لآخر والراجي الخلود كذوب )
وأكثرهم ينشدون والراجي الخلود لأنه أغرب وأظرف والخلود أجود في العربية
( وأعلم أن الباقي الحي منهما ** إلى أجل أقصى مداه قريب )
( فلو كان حي يفتدى لفديته ** بما لم تكن عنه النفوس تطيب )
الفداء يمد ويقصر ( قال أبو علي ) كذا حدثني محمد بن الأنباري وقال الأخفش الفداء لا يقصر إلا عند ضرورة الشعر فإذا فتحت الفاء قصر
( بعيني أو يمنى يدي وإنني ** ببذل فداه جاهدا لمصيب )
( فإن تكن الأيام أحسن مرة ** إلي فقد عادت لهن ذنوب )



إسمهان الجادوي 07-26-2021 01:15 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
( عظيم رماد النار رحب فناؤه ** إلى سند تحتجنه غيوب )
( قريب ثراه ما ينال عدوه ** له نبطا آبى الهوان قطوب )
( لقد أفسد الموت الحياة وقد أتى ** على يومه علق إلي حبيب )
( حليم إذا ما الحلم زين أهله ** مع الحلم في عين العدو مهيب )
( إذا ما تراآه الرجال تحفظوا ** فلم تنطق العوراء وهو قريب )
( قال أبو علي ) قرأت على أبي بكر فلم ينطقوا العوراء
( أخي ما أخي لا فاحش عند بيته ** ولا ورع عند اللقاء هيوب )
( على خير ما كان الرجال نباته ** وما الحظ إلا طعمة ونصيب )
( قال أبو علي ) وقرأت على أبي بكر
( على خير ما كان الرجال خلاله ** وما الخير إلا قسمة ونصيب )
( حليف الندى يدعو الندى فيجيبه ** قريبا ويدعوه الندى فيجيب )
( هو العسل الماذي لينا وشيمة ** وليث إذا يلقى العدو غضوب )
( حليم إذا ما سورة الجهل أطلقت ** حبى الشيب للنفس اللجوج غلوب )
( هوت أمه ما يبعث الصبح غاديا ** وماذا يرد الليل حين يؤوب )
( كعالية الرمح الرديني لم يكن ** إذا ابتدر الخير الرجال يخيب )
وروى أبو بكر لم يكن إذا ابتدر القوم النهاب
( أخو شتوات يعلم الحي أنه ** سيكثر ما في قدره ويطيب )
ويروى أخو شتوات يعلم الضيف أنه
( ليبكك عان لم يجد من يعينه ** وطاوى الحشانانى المزار غريب )
( يروح تزهاه صبا مستطيفة ** بكل ذرى والمستراد جديب )
( كأن أبا المغوار لم يوف مرقبا ** إذا ربأ القوم الغزاة رقيب )

إسمهان الجادوي 07-27-2021 01:07 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
( ولم يدع فتيانا كراما لميسر ** إذا هب من ريح الشتاء هبوب )
( حبيب إلى الزوار غشيان بيته ** جميل المحياشب وهو أريب )
( إذا حل لم يقصر مقامة بيته ** ولكنه الأدنى بحيث يجيب )
( يبيت الندى يا أم عمرو ضجيعه ** إذا لم يكن في المنقيات حلوب )
وحدثنا أبو الحسن قال حدثنا أحمد بن يحيى قال أخبرنا سلمة عن الفراء أنه روى يبيت الندى يا أم عمرو ضجيعه ( قال أبو علي ) وزادني أبو بكر بن دريد رحمه الله من حفظه ههنا بيتا وهو
( كأن بيوت الحي ما لم يكن بها ** بسابس لا يلقى بهن عريب )
( إذا شهد الأيسار أو غاب بعضهم ** كفى ذاك وضاح الجبين نجيب )
( قال أبو علي ) وقرأت على أبي بكر
( وإن شهدوا أو غاب بعض حماتهم ** كفى القوم وضاح الجبين أريب )
( وداع دعا يا من يجيب إلى الندى ** فلم يستجبه عند ذاك مجيب )
( فقلت ادع أخرى وارفع الصوت دعوة ** لعل أبا المغوار منك قريب )
( يجبك كما قد كان يفعل إنه ** مجيب لأبواب العلاء طلوب )
( فإني لباكيه وإني لصادق ** عليه وبعض القائلين كذوب )
( فتى أريحي كان يهتز للندى ** كما اهتز ما مضى الشقرتين قضيب )
( وخيرتماني أنما الموت بالقرى ** فكيف وهاتا روضة وكثيب )
( قال أبو علي ) يقال حميت المريض حمية وأحميت الحديد في النار إحماء وحميت

الشيء إذا منعت عنه وأحميت المكان إذا جعلته حمى لا يقرب
ويقال عييت بالكلام فأنا أعيا عيا ولا يقال أعييت ويقال أعييت من المشي فأنا أعيي إعياء وألح أشفق يقال ألاح من الشيء أن أشفق قال جبيهاء الأشجعي
( تنجو إذا نجدت وعارض أوبها ** سلق ألحن من السياط خضوع )
والسلام الصخور واحدتها سلمة والسلم شجر واحدتها سلمة والسلام أيضا شجر واحدتها سلامة ويقال خرمته المنية وتخرمته إذا ذهبت به وشعوب معرفة لا تنصرف اسم من أسماء المنية وإنما سميت شعوب لأنها تشعب أي تفرق وشعوب صفة في الأصل ثم سمى به
ويقال عجمت العود أعجمه عجما إذا عضضته لتسبر صلابته من رخاوته بضم الجيم في المضارع والعجم النوى ومنه قول الأعشى ( كلقيط العجم )
وكان أبو بكر بن دريد يروى عن أصحابه كلفيظ العجم وهو أجود لأن ما لفظ من النوى أصلب من غيره وعروفا صبورا ويقال رابني يريبني وأرابني يريبني بمعنى واحد وبعضهم يقول رابني تبينت منه الريبة وأرابني إذا ظننت به الريبة ومروح ومراح واحد
وعازب وعزيب بعيد ومنه سمى العزب لأنه بعد عن النساء والسمام جمع سم وهذا مما اتفق في جمعه فعول وفعال لأنهم يقولون سمام وسموم والسلم والسلم الصلح والسلم الإستسلام
وهوت أمه اي هلكت كأنها انحدرت إلى الهاوية وجياء فعال من جاء يجيء وفعول وفعال يكونان للمبالغة ( قال أبو علي ) حدثنا أبو الحسن قال حدثنا محمد بن يزيد عن أبي المحكم قال أنشدت يونس أبياتا من رجز فكتبها على ذراعه ثم قال لي إنك لجياء بالخير
وفي قوله مفيد مفيت قولان أحدهما يريد أنه يحرب قوما ويجبر آخرين والآخر أنه يستفيد ويتلف والشحوب التغير يقال شحب لونه يشحب شحوبا وغنينا أقمنا ولهذا قيل للمنزل مغنى ومنه قول الله عز وجل كأن لم يغنوا فيها وحقبة دهرا وجلحت ذهبت

بنا وأكلتنا فأفرطت واصل الجلح الكشف والمجالحة المكاشفة ويقال جلحت الأرض إذا أكل ما فيها من النبات ويقال جلح الشجر فهو مجلح إذا ذهب الشتاء بغصونه وورقه كالرأس الأجلح قال ابن مقبل
( ألم تعلمي أن لا يذم فجاءتي ** دخيلي إذا اغبر العضاه المجلح )
ويقال ناقة مجلاح ومجلح ومجالح إذا أكلت أغصان الشجر وهي أصلب الإبل وأبقاها لبنا ( وقال الأصمعي ) المجالح بغير هاء التي تدر على الجوع والقر يقال جالحت الناقة تجالح مجالحة شديدة قال الشاعر
( لها شعر داج وجيد مقلص ** وجسم خداري وضرع مجالح )
وقال الفرزدق
( مجاليح الشتاء خبعثنات ** إذا النكباء ناوحت الشمالا )
والخبعثن والخبعثنة الغليظ الجسم من الإبل وغيرها وقوله عظيم رماد النار أي جواد بذول للقرى ( قال أبو علي ) إنما تصف العرب الرجل بعظم الرماد لأنه لا يعظم إلا رماد من كان مطعاما للأضياف
والفناء ممدود فناء الدار والفناء بالفتح ممدود من فني الشي والفنا عنب الثعلب مقصور والفنا جمع فناة أيضا مقصورة وهي البقرة الوحشية وتحتجنه تغيبه ومنه احتجن فلان المال إذا غيبه وتحتجبه من الحجاب والثرى التراب الندي وهذا مثل وإنما يريد أنه قريب المعروف والخير إذا طلب ما عنده وقوله لا ينال عدوه له نبطا أي لا يدرك غوره ولا يستخرج ما في بيته لدهائه ويقال أنه أراد لا ينال لينه لأن ناحتيه خشنة على عدوه وإن كانت لينة لوليه
والنبط أول ما يخرج من البئر إذا حفرت وقطوب معبس يقال قطب يقطب فهو قاطب وقطب فهو مقطب وقطوب للمبالغة
والعلق النفيس من كل شيء والعوراء الكلمة القبيحة من الفحش قال الشاعر
( وما الكلم العوران لي بقتول ** ) والورع

الجبان الضعيف
والماذي العسل الأبيض وهو أجود العسل ( وقال بعض اللغويين ) ومنه قيل للدرع ماذية لصفاء لونها
وقوله كعالية الرمح أراد كالرمح في طوله وتمامه والعالية من الرمح النصف الذي يلي السنان فأما الذي يلي الزج فسافلته
وط اوى البطن يريد ضامر البطن من الجوع وتزهاه تستخفه ( وقال بعض اللغويين ) ذرى الحائط وذرى الشجر أصلهما والجيد أن يكون الذرى الناحية ( قال أبو علي ) هكذا سمعت من أبي بكر ومن أثق بعلمه ولهذا قيل أنا في ذرى فلان وفلان في ذرى فلان ويوفي يشرف
وربأ صار لهم ربيئة والربيئة م الطليعة وهو الرقيب أيضا والميسر الجزور التي تنحر والأيسار الذين يقسمون الجزور وأحدهم يسر والمحيا الوجه
وحدثنا أبو الحسن قال حدثنا أبو العباس محمد بن يزيد أن نفرا من بني هاشم دخلوا على المنصور يتظلم بعضهم من بعض فقال له قائل منهم أعلمك يا أمير المؤمنين أن هذا شد علي بخزالوفة فضرب بها وجهي فأقبل المنصور على الربيع فقال له ويلك ما خزالوفة فقال يريد يد خزفة يا أمير المؤمنين فقال المنصور قاتلكم الله صغارا وكبارا لستم كما قال كعب بن سعد الغنوي
( حبيب إلى الفتيان غشيان رحله ** جميل المحيا شب وهو أديب )
والمنقيات ذوات النقي المخ ( وقال ) البسابس والسباسب الصحارى ويقال ما بالدار عريب أي ما بها أحد والأيسار واحدهم يسر وهو الذي يدخل مع القوم في الميسر وهو مدح والبرم الذي لا يدخل وهو ذم وقرأت على أبي عمر عن أبي العباس أن ابن الأعرابي أنشدهم
( فلما رأيت جد النوى ضافت النوى ** بنظرة ثكلى أكذبت كل كاشح )
أي لما علمت بالفراق بكت فعلم أن الكاشح الساعي لم ينجع قوله يعني عندها ( قال أبو علي ) وحدثنا الرياشي قال حدثني ابن سلام قال دخلت ديباجة المدنية على امرأة

فقيل لها كيف رأيتها فقالت لعنها الله كأن بطنها قربة وكأن ثديها دبة وكأن استها رقعة وكأن وجهها وجه ديك قد نفش عفريته يقاتل ديكا
وحدثنا أبو عبد الله إبراهيم رحمه الله قال حدثنا أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي قال كان المجشر في الشرف من العطاء وكان دميما فقال له عبيد الله ذات يوم كم عيالك فقال ثمان بنات فقال وأين هن منك فقال أنا أحسن منهن وهن أكمل مني فضحك عبيد الله وقال جاد ما سألت لهن وأمر له بأربعة آلاف فقال
( إذا كنت مرتاد الرجال لنفعهم ** فناد زيادا أو أخا لزياد )
( يجبك امرؤ يعطي على الحمد ماله ** إذا ضن بالمعروف كل جواد )
( ومالي لا أثني عليه وإنما ** طريفي من أمواله وتلادي )
( هم أدركوا أمر البرية بعدما ** تفانوا وكادوا يصبحون كعاد )
وأنشدنا رحمه الله قال أنشدنا أحمد بن يحيى عن الزبير لإمرأة من أهل الحجاز
( يا خليلي آبنى سهدي ** لم تنم عيني ولم تكد )
( كيف تلحوني على رجل ** آنس تلتذه كبدي )
( مثل ضوء البدر طلعته ** ليس بالزميلة النكد )
قال وأنشدنا أيضا
( للناس بيت يديمون الطواف به ** ولي بمكة لو يدرون بيتان )
( فواحد لجلال الله أعظمه ** وآخر لي به شغل بإنسان )
( قال أبو علي ) قال الأصمعي يقال للناقة إذا ألقت ولدها ولم يشعر أي لم ينبت شعره قد أملصت وأملطت وهي ناقة مملص ومملط وإبل مماليص ومماليط فإذا كان ذلك من عادتها قيل مملاص ومملاط وقد ألقته مليصا
ويقال اعتاطت رحمها واعتاصت وهما واحد وذلك إذا لم تكن تحمل أعواما ( قال الأصمعي ) يقال اطرهم واطرخم إذا

كان مشرفا طويلا وأنشد لإبن أحمر
( أرجي شبابا مطرهما وصحة ** وكيف رجاء الشيخ ما ليس لاقيا )
وروى أبو عبيد عن أبي زياد الكلابي المطرهم الشباب المعتدل التام وروى في البيت وكيف رجاء المرء ما ليس لاقيا
ويقال بخ بخ وبه به إذا تعجب من الشيء ويقال صخدته الشمس وصهدته إذا اشتد وقعها عليه ويقال هاجرة صيخود أي صلبة وصخرة صيخود قال الراجز
( كأنهن الصخر الصيخود ** يرفت عقر الحوض والعضود )
( وقال الأصمعي ) يقال مط الحرف ومده بمعنى واحد ويقال قد بطغ الرجل وبدغ إذا تلطخ بعذرته وقال رؤبة
( لولا دبوقاء استه لم يبطغ ** ) ويروى لم يبدغ
والدبوقاء العذرة ويقال ماله إلا هذا فقد وإلا هذا فقط والإبعاد والإبعاط واحد ( قال الأصمعي ) الأقطار والأقتار النواحي يقال وقع على أحد قطريه وعلى أحد قتريه أي أحدى ناحيتيه ويقال طعنه فقطره وقتره إذا ألقاه على أحد قطريه
ويقال رجل طبن وتبن أي فطن حاذق ويقال ما أستطيع وما أستتيع وقال يعقوب بن السكيت المعكول والمعكود المحبوس ويقال معله ومعده إذا اختلسه وأنشد
( إني إذا ما الأمر كان معلا ** وأوخفت أيدي الرجال الغسلا )
قوله معلا أي أختلاسا وقوله وأوخفت أيدي الرجال يربد قلبوا أيديهم في الخصومة وقال الآخر
( أخشى عليها طيئا وأسدا ** وخار بين خربا ومعدا )

إسمهان الجادوي 07-27-2021 01:13 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
أي آختلسا
والخارب سارق الإبل خاصة ثم يستعار فيقال لكل من سرق بعيرا كان أو غيره ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا عبد الرحمن عن عمه قال أخبرنا شيخ من بني العنبر قال كان يقال النساء ثلاث فهينة لينة عفيفة مسلمة تعين أهلها على العيش ولا تعين العيش على أهلها وأخرى وعاء للولد وأخرى غل قمل يضعه الله في عنق من يشاء
والرجال ثلاثة فهين لين عفيف مسلم يصدر الأمور مصادرها ويوردها مواردها وآخر ينتهي إلى رأي ذي اللب والمقدرة فيأخذ بقوله وينتهي إلى أمره وآخر حائر بائر لا يأتمر لرشد ولا يطيع المرشد وحدثنا أبو بكر قال حدثنا عبد الرحمن عن عمه قال قال رجل أحب أن أرزق ضرسا طحونا ومعدة هضوما وسرما منباقا
( قال ) وأخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال قيل لعرابة الأوسي بم سدت قومك قال بأربع أنخدع لهم عن مالي وأذل لهم في عرضي ولا أحقر صغيرهم ولا أحسد رفيعهم
وحدثنا أبو بكر قال حدثنا الأشنانداني عن التوزي عن أبي عبيدة قال قيل لقيس بن عاصم بم سدت قومك قال ببذل القرى وترك المرا ونصر المولى وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني قال قال عامر بن الظرب العدواني يا معشر عدوان الخير ألوف عروف وأنه لن يفارق صاحبه حتى يفارقه وإني لم أكن حكيما حتى صاحبت الحكماء ولم أكن سيدكم حتى تعبدت لكم ( قال أبو علي ) قرأت على أبي جعفر أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة عن أبيه قال نظر الحطيئة إلى ابن عباس في مجلس عمر رضي الله عنه فقال من هذا الذي نزل عن الناس في سنه وعلاهم في قوله
وقرأت عليه أيضا عن أبيه قال نظر رجل إلى معاوية وهو غلام صغير فقال إني أظن هذا الغلام سيسود قومه فقالت هند ثكلته إن كان لا يسود إلا قومه
وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن العتبي قال قال عبد الملك بن مروان لأمية ابن عبد الله بن خالد بن أسيد مالك ولحرثان بن عمرو حيث يقول فيك
( إذا هتف العصفور طار فؤاده ** وليث حديد الناب عند الثرائد )


فقال يا أمير المؤمنين وجب عليه حد فأقمته فقال هلا درأت عنه بالشبهات فقال كان الحد أبين وكان رغمه علي أهون فقال عبد الملك يا بني أمية أحسابكم أنسابكم لا تعرضوها للهجاء وإياكم وما سار به الشعر فإنه باق ما بقي الدهر والله ما يسرني أني هجيت بهذا البيت وإن لي ما طلعت عليه الشمس
( يبيتون في المشتى ملاء بطونهم ** وجاراتهم غرثى يبتن خمائصا )
وما يبالي من مدح بهذين البيتين أن لا يمدح بغيرهما
( هنالك إن يستخبلوا المال يخبلوا ** وإن يسالوا يعطوا وإن ييسروا يغلوا )
( على مكثريهم رزق من يعتريهم ** وعند المقلين السماحة والبذل )
وأملى علينا أبو بكر قال أنشدنا أبو حاتم عن أبي عبيدة لخرنق بنت هفان ترثى زوجها عمرو ابن مرثد وابنها علقمة بن عمرو وأخويه حسان وشرحبيل )
( لا يبعدن قومي الذين هم ** سم العداة وآفة الجزر )
( النازلون بكل معترك ** والطيبون معاقد الأزر )
ويروى النازلين والطيبين معاقد الأزر ويروى النازلون والطيبين
( إن يشربوا يهبوا وإن يذروا ** يتواعظوا عن منطق الهجر )
( قوم إذا ركبوا سمعت لهم ** لغطا من التأييه والزجر )
( والخالطين نحيتهم بنضارهم ** وذوي الغنى منهم بذي الفقر )
( هذا ثنائي ما بقيت عليهم ** فإذا هلكت أجنني قبري )
( قال أبو علي ) الهجر القحش واللغط الجلبة التأييه الصوت يقال أيهت به تأييها إذا صحت به والنحيت المنحوت والنضار الذهب
وحدثني أبو عمرو عن أبي العباس عن ابن الأعرابي أن غليما من بني دبير أنشده
( يا ابن الكرام حسبا ونائلا ** حقا ولا أقول ذاك باطلا )


( إليك أشكوا الدهر والزلازلا ** وكل عام نقح الحمائلا )
التنقيح القشر ( قال ) قشروا حمائل السيوف فباعوها لشدة زمانهم
وأملى أبو العهد صاحب الزجاج قال أنشدنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي قال أنشدنا أبو عثمان المازني للفرزدق
( لا خير في حب من ترجى نوافله ** فاستمطروا من قريش كل منخدع )
( تخال فيه إذا ما جئته بلها ** في ماله وهو وافي العقل والورع )
وقرأت هذين البيتين في عيون الأخبار على أحمد بن عبد الله بن مسلم مكان نوافله فضائله وفي البيت الثاني مكان تخال فيه إذا ما جئته بلها في ماله كأن فيه إذا حاولته بلها عن ماله وأنشدنا أبو بكر قال أنشدنا الرياشي قال أنشدنا أبو العالية الرياحي
( إذا أنا لم أشكر على الخير أهله ** ولم أذمم الجبس اللئيم المذمما )
( ففيم عرفت الخير والشر باسمه ** وشق لي الله المسامع والفما )
وأنشدنا أبو بكر قال أنشدنا عبد الرحمن عن عمه لأعرابي سأل رجلا حاجة فتشاغل عنه
( كدحت بأظفاري وأعملت معولي ** فصادفت جلمود من الصخر أملسا )
( تشاغل لما جئت في وجه حاجتي ** وأطرق حتى قلت قدمات أو عسى )
( وأقبلت أن أنعاه حتى رأيته ** يفوق فواق الموت ثم تنفسا )
( فقلت له لا بأس لست بعائد ** فأفرخ تعلوه السمادير مبلسا )
السمادير ما يتراءى للإنسان عند السكر ( قال أبو علي ) أنشدنا أبو بكر بن أبي الأزهر مستملى أبي العباس محمد بن يزيد قال أنشدنا أحمد بن يحيى النحوي قال أنشدنا الزبير لعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود


( غراب وظبي أعضب القرن ناديا ** بصرم وصردان العشي تصيح )
( لعمري لئن شطت بعثمة دارها ** لقد كنت من وشك الفراق أليح )
( أروح بهم ثم أغدوا بمثله ** ويحسب أني في الثياب صحيح )
( فإن كنت أغدو في الثياب تجملا ** فقلبي من تحت الثياب جريح )
( قال ) وأنشدنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة لنفسه
( أتراني صبرت عنك اختيارا ** أم تطلبت إذ ظلمت انتصارا )
( لا وغنج بمقلتيك وورد ** فوق خديك يخجل الأنوارا )
( ما تجافيت عن مرادك إلا ** خوف واش أشعرت منه الحذارا )
( ورقيب موكل بي طرفا ** وحسود ينمق الأخبارا )
( قال أبو علي ) يقال رمح يزني وأزني ويزأني وأزأني منسوب إلى ذي يزن ويقال رجل يلمعي وألمعي إذا كان ظريفا ويلملم وألملم اسم موضع أو جبل
( وقال غيره ) يقال لافة تصيب الزرع اليرقان والأرقان وهذا زرع ميروق وقد يرق وزرع مأروق وقد أرق ويقال للرجل الشديد الخصومة والجدل رجل ألدو يلندد وألندد ويقال طير يناديد وأناديد أي متفرقة ويقال للجلود السود يرندج وأرندج ويقال للعود الذي يتبخر به يلنجوج وألنجوج ويبرين وأبرين موضع وسهم يثربي وأثربي بفتح الراء وكسرها فيهما منسوب إلى يثرب وهذه يذرعات وأذرعات ويقال في أسنانه يلل وألل إذا كان فيها إقبال على باطن الفم ويقال قطع الله يديه وحكى اللحياني عن الكسائي أنه سمع بعضهم يقول قطع الله أديه ويقال للرفيق اليدين إنه ليدي وأدي ويقال ولدته أمه يتنا وأتنا وتنا وهو أن تخرج رجلاه قبل رأسه ويقال ما في سيرة يتم ولا أتم أي إبطاء ويقال أعصر ويعصر ويقال لدودة تنسلخ فتصير فراشة يسروع وأسروع ويقال هي الدودة التي تكون في البقل ويقال

هي بنات النقى وبنات النفى دود أبيض يكون في الرمل تشبه به الأصابع وقال ذو الرمة
( خراعيب أملود كأن بنانها ** بنات النقى تخفى مرارا وتظهر )
وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال خرجت تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد فهنأت ذودا الهاجر بي ثم نضت عنها ثيابها واغتسلت ودريد يراها ولا تراه فقال دريد
( حيوا تماضر واربعوا صحبي ** وقفوا فإن وقوفكم حسبى )
( ما ان رأيت ولا سمعت به ** كاليوم طالي أينق جرب )
( متبذلا تبدو محاسنه ** يضع الهناء مواضع النقب )
( متحسرا نضخ الهناء به ** نضخ العبير بريطة العصب )
( أخناس قد هام الفؤاد بكم ** واعتاده داء من الحب )
( فسليهم عني خناس إذا ** غض الجميع هناك ما خطبي )
( قال أبو علي ) النقب القطع المتفرقة من الجرب في جلد البعير ويقال النقب أيضا بفتح القاف والواحدة نقبة وغض من الغضاضة واللين وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال خطب دريد بن الصمة خنساء بنت عمرو بن الحرث بن الشريد فأراد أخوها معاوية أن يزوجها منه وكان أخوها صخر غائبا في غزاة له فأبت وقالت لا حاجة لي به فأراد معاوية أن يكرهها فقالت
( تباكرني حميدة كل يوم ** بما يولى معاوية بن عمرو )
( فإلا أعط من نفسي نصيبا ** فقد أودى الزمان إذا بصخر )
ويروى
( لئن لم أوف من نفسي نصيبا ** لقد أودى ** )
( أتكرهني هبلت على دريد ** وقد أحرمت سيد آل بدر )
( معاذ الله يرصعني حبركى ** قصير الشبر من جشم بن بكر )


ويروى ينكحني ومعناهما واحد
( يرى مجدا ومكرمة أتاها ** إذا عشى الصديق جريم تمر )
ويروى إذا غدى الجليس ( قال أبو علي ) الحبركى القصير الرجلين الطويل الظهر والشبر الخير والعطاء وقال دريد
( لمن طلل بذات الخمس أمسى ** عفا بين العقيق فبطن ضرس )
( أشبهها غمامة يوم دجن ** تلالأ برقها أو ضوء شمس )
( فأقسم ما سمعت كوجد عمرو ** بذات الخال من جن وإنس )
( وقاك الله يا ابنة آل عمرو ** من الفتيان أمثالي ونفسي )
( فلا تلدي ولا ينكحك مثلي ** إذا ما ليلة طرقت بنحس )
( وقالت أنه شيخ كبير ** وهل خبرتها أني ابن أمس )
( تريد أفيحيج الرجلين شثنا ** يقلع بالجديرة كل كرس )
ويروى
( تريد شرنبث الكفين شثنا ** يقلع بالجدائر ) والشرنبث الغليظ
( إذا عقب القدور عددن مالا ** تحب حلائل الأبرام عرسى )
( وقد علم المراضع في جمادى ** إذا استعجلن عن حز بنهس )
( بأني لا أبيت بغير لحم ** وأبدأ بالأرامل حين أمسي )
( وأني لا يهر الضيف كلبي ** ولا جاري يبيت خبيث نفس )
( وأصفر من قداح النبع فرع ** به علمان من عقب وضرس )
( دفعت إلى المفيض إذا استقلوا ** على الركبات مطلع كل شمس )
ويروى
( دفعت إلى النجي وقد تجانوا ** على الركبات )
قال أبو علي ) الجديرة الحظيرة والكرس ما تكرس أي صار بعضه فوق بعض ومنه أخذت الكراسة والأبرام جمع برم وهو الذي لا يدخل مع القوم في الميسر ( قال أبو علي ) قال لنا

أبو بكر قال أبو حاتم عن الأصمعي هذا غلط إنما هو مغرب كل شمس لأن الأيسار إنما يتياسرون بالعشيات ألم تسمع إلى قول النمر بن تولب
( ولقد شهدت إذا القداح توجدت ** وشهدت عند الليل موقد نارها )
فلما مات صخر قالت الخنساء تعارض دريد في كلمته
( يؤرقني التذكر حين أمسي ** ويردعني مع الأحزان نكسي )
( على صخر وأي فتى كصخر ** ليوم كريهة وطعان خلس )
( وعان طارق أو مستضيف ** يروع قلبه من كل جرس )
( ولم أر مثله رزأ لجن ** ولم أر مثله رزأ لانس )
( أشد على صروف الدهر منه ** وأفضل في الخطوب لكل لبس )
ويروى أشد على صروف الدهر إدا
( ألا يا صخر لا أنساك حتى ** أفارق مهجتي ويشق رمسى )
( ولولا كثرة الباكين حولي ** على أخوانهم لقتلت نفسي )
( ولكن لا أزال أرى عجولا ** يساعد نائحا في يوم نحس )
( تفجع والها تبكي أخاها ** صبيحة رزئه أو غب أمس )
( يذكرني طلوع الشمس صخرا ** وأبكيه لكل غروب شمس )
( وما يبكون مثل أخي ولكن ** أعزي النفس عنه بالتأسي )
( قال أبو علي ) قال أبو بكر طلوع الشمس للغارة وغروب الشمس للضيفان وقرأت على أبي عمر قال حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي قال يقال عل في المرض يعل اي اعتل وعل في الشراب يعل ويعل علا ( قال ) يقال رجل هزر وقنذعل وطيخة وضاجع إذا كان أحمق وأنشد
( ما للكواعب يا عيساء قد جعلت ** تزور عني وتطوى دوني الحجر )


( قد كنت فتاح أبواب مغلقة ** ذب الرياد إذا ما خولس النظر )
( فقد جعلت أرى الشخصين أربعة ** والواحد اثنين مما بورك البصر )
( وكنت أمشي على رجلين معتدلا ** فصرت أمشي على أخرى من الشجر )
( قال ) هو لعبد من عبيد بجيلة أسود ( قال أبو علي ) يقال فلان ذب الرياد إذا كان لا يستقر في موضع ومنه قيل للثور الوحشي ذب الرياد قال ابن مقبل
( أتى دونها ذب الرياد كأنه ** فتى فارسي في سراويل رامح )
وحدثني أبو عمر عن أبي العباس أن ابن الأعرابي أنشدهم
( فتى مثل ضوء الماء ليس بباخل ** بخير ولا مهد ملاما الباخل )
( ولا قائل عوراء تؤذي جليسه ** ولا رافع رأسا بعوراء قائل )
( قال أبو علي ) هذا عندي من المقلوب أراد بقائل عوراء
( ولا مظهر أحدوثة السوء معجبا ** باعلانها في المجلس المتقابل )
( وليس إذا الحرب المهمة شمرت ** عن الساق بالواني ولا المتضائل )
( ترى أهله في نعمة وهو شاحب ** طوى البطن مخماص الضحى والأصائل )
وحدثنا أبو بكر بن دريد رحمه الله قال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال قال بعض الحكماء لا غنى كالعقل ولا فقر كالجهل ولا ظهير كالمشاورة ولا ميراث كالأدب وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال قال جعفر بن سليمان ما سمعت بأشعر من الذي يقول
( إذا رمت عنها سلوة قال شافع ** من الحب ميعاد السلو المقابر )
فقال له رجل أشعر منه الذي يقول
( سيبقى في مضمر القلب والحشا ** سريرة ود يوم تبلى السرائر )
وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال سمعت أعرابيا يقول اللهم إني أعوذ

بك أن أقول زورا أو أغشى فجورا أو أكون بك مغرورا ( قال ) وسمعت عمي يقول كان يقال الخط يعرب عن اللفظ
( قال ) وسمعته يقول البلاغة أن تظهر المعنى صحيحا واللفظ فصيحا وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال بلغني أنه قيل لمعن بن زائدة ما أحسن ما مدحت به قال قول سلم الخاسر
( أبلغ الفتيان مألكة ** أن خير الود ما نفعا )
( إن قرما من بني مطر ** أتلفت كفاه ما جمعا )
( كلما عدنا لنائله ** عاد في معروفه جذعا )
( قال أبو علي ) المألكة والمألكة والألوك الرسالة ومنه اشتقاق الملائكة ( قال ) وحدثنا أبو بكر قال أنشدنا أبو حاتم للمثقب ( قال ) ويروى لعنترة
( وللموت خير للفتى من حياته ** إذا لم يثب للأمر إلا بقائد )
ويروى
( إذا لم يطق علياء إلا بقائد ** )
( فعالج جسيمات الأمور ولا تكن ** هبيت الفؤاد همه للوسائد )
( ويروى ولا تكن ** نكيث القوى ذا نهمة بالوسائد )
( إذا الريح جاءت بالجهام تشله ** هذا ليله سل القلاص الطرائد )
( وأعقب نوء المرزمين بغبرة ** وقطر قليل الماء بالليل بارد )
( كفى حاجة الأضياف حتى يريحها ** عن الحي منا كل أروع ما جد )
( تراه بتفريج الأمور ولفها ** لما نال من معروفها غير زاهد )
( وليس أخونا عند شر يخافه ** ولا عند خير أن رجاه بواحد )
( إذا قيل من للمعضلات أجابه ** عظام اللهى منا طوال السواعد )
( قال أبو علي ) الهبيب الفؤاد الضعيف يقال فيه هبته أي ضعف والهذاليل واحدها هذلول وهو ما طال من الرمل وامتد وهذاليل الريح ما امتد منها ( قال أبو علي ) وقرأت على أبي الحسن علي بن سليمان الأخفش للعطوى


إسمهان الجادوي 07-27-2021 01:14 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
( إذا أنت لم ترسل وجئت فلم أصل ** ملأت بعذر منك سمع لبيب )
( أتيتك مشتاقا فلم أر حابسا ** ولا ناظر إلا بعين غضوب )
( كأني غريم مقتض أو كأنني ** طلوع رقيب أو نهوض حبيب )
( فعدت وما فل الحجاب عزيمتي ** إلى شكر سبط الراحتين أريب )
( علي له الإخلاص ما ردع الهوى ** أصالة رأي أو وقار مشيب )
( قال أبو علي ) يقال أنه لأصيل الرأي بين الأصالة بفتح الهمزة ( قال ) وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال حدثنا جعفر بن سليمان عن العباس ابن محمد قال قلنا لأبي المخش الغطفاني أما كان لك ولد فقال بلى والله مخش وما كان مخش كان خرطمانيا أشدق إذا تكلم سال لعابه كأنما ينظر بمثل الفلسين يعني أن عينيه كانتا خضراوين كأن مشاشة منكبيه كركرة جمل وكأن ترقوته بوان أو خالفة فقأ الله عيني هاتين إن كنت رأيت مثله قبله ولا بعده ( قال أبو علي ) الكركرة والكلكل واليركة والبركضة والجوش والجوشن والجؤشوش والحيزم والحيزوم والحزيم الصدر قال رؤبة
( حتى تركن أعظم الجؤشوش ** حدبا على أحدب كالعريش )
والجؤجؤ ما نتأ من الصدر والبوان عمود من أعمدة البيت دون الصقوب والصقوب عمد البيت وجمعه بوهن مثل خوان وخون ويقال بوان وخوان أيضا بضم أوليهما
والخالفة عمود يكون في مؤخر البيت ( قال أبو علي ) قال الأصمعي يقال أرخت الكتاب وورخته وآكفت الدابة وأوكفتها وإكاف ووكاف وكان رؤبة بن العجاج ينشد
( كالكودن المشدود بالوكاف ** ) بالواو وأكدت العهد ووكدته ووسادة وإسادة ووشاح وإشاح وولدة وإلدة وآخيته واخيته ( وقال الأصمعي ) ذأى البقل يذأى ذأوا بلغة أهل الحجاز وأهل نجد يقولون ذوى يذوي

ذويا وذوي خطأ ( قال أبو علي ) وقد حكى أهل الكوفة ذوي أيضا وليست بالفصيحة
( وقال أبو عبيدة ) آصدت الباب وأوصدته إذا أطبقته ( وقال غيره ) ما أبهت له وما وبهت له والتخمة أصلها من الوخامة وتجاه أصله من الوجه وتترى أصله من المواترة وتقوى أصله من وقيت وتكلان أصله من وكلت والمال التليد والتالد أيضا أصله من الواو وهو ما ولد عندهم والتراث أصله من الواو وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال بلغني أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقول مروءة الرجل عقله وشرفه حاله وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا عبد الرحمن عن عمه قال قال الأحنف بن قيس العقل خير قرين والأدب خير ميراث والتوفيق خير قائد وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو حاتم عن العتبي عن أبيه قال العقل عقلان فعقل تفرد الله بصنعه وعقل يستفيده المرء بأدبه وتجربته ولا سبيل إلى العقل المستفاد إلا بصحة العقل المركب فإذا اجتمعا في الجسد قوي كل واحد منهما صاحبه تقوية النار في الظلمة نور البصر وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال سمعت أعرابيا يقول فوت الحاجة خير من طلبها من غير أهلها ( قال ) وسمعت آخر يقول عز النزاهة أشرف من سرور الفائدة ( قال ) وسمعت آخر يقول حمل المنن أثقل من الصبر على العدم وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا أبو حاتم عن العتبى أنه قال أن الطالب والمطلوب إليه في الحاجة إذا قضيت اجتمعا في العز وإذا لم تقض اجتمعا في الذل فارغب في قضاء الحاجة لعزك بها وخروجك من الذل فيها
وقرأت على أبي عمر المطرز قال حدثنا أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي قال كان رجل من بني أبي بكر بن كلاب يعلم بني أخيه العلم فيقول افعلوا كذا وافععلوا كذا فثقل عليهم فقال له بعضهم جزاك الله خيرا يا عم فقد علمتنا كل شيء ما بقي علينا إلا الخراءة فقال والله يا بني أخي ما تركت ذلك من هوان بكم علي اعلوا الضراء وابتغوا الخلاء واستدبروا الريح وخووا تخوية الظليم

وامتشوا بأشملكم ( قال أبو علي ) قال ابن الأعرابي الضراء ما انخفض من الأرض وسائر اللغويين يقول الضراء ما واراك من الشجر خاصة والخمر ما واراك من الشجر وغيره ويقال خوى الظليم إذا جافى بين رجليه قال الراجز
( خوى على مستويات خمس ** كركرة وثفنات ملس )
والثفنات ما أصاب الأرض من البعير من صدره وركبتيه ورجليه إذا برك وامتشوا امسحوا يقال مششت يدي بالمنديل أمشها مشا قال امرؤ القيس
( نمش بأعراف الجياد أكفنا ** إذا نحن قمنا عن شواء مضهب )
والمنديل يسمى المشوش وقرأت على أبي عمر المطرز قال أنشدنا أحمد بن يحى عن ابن الأعرابي
( علقت بمن يشبه قرن شمس ** وعيناه استعارهما غزالا )
( وهن أحب من حضن اللواتي ** حواضنهن يفتن الرجالا )
أي هن أحب من حضن العيدان وضرب بها إلي وقرأت عليه قال أنشدني أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي
( ولم أر شيأ بعد ليلى ألذه ** ولا مشربا أروى به فأعيج )
( كوسطى ليالي الشهر لا مقسئنة ** ولا وثبى عجلى القيام خروج )
أعيج أنتفع يقال شربت دواء فما عجت به أي ما انتفعت به والمقسئنة الكبيرة العاسية يقال قد اقسأن العود إذا صلب
وقرأت عليه أيضا قال حدثنا أحمد بن يحيى أن ابن الأعرابي أنشدهم
( ولو كنت تعطي حين تسأل سامحت ** لك النفس واحلولاك كل خليل )
( أجل لا ولكن أنت ألأم من مشى ** وأسأل من صماء ذات صليل )
يعني الأرض وصليلها صوت دخول الماء فيها وقرأت عليه قال أنشدنا أحمد بن يحيى لإبن الأعرابي


( ترى فصلانهم في الورد هزلا ** وتسمن في المقاري والحبال )
( قال ) لأنهم يسقون ألبان أمهاتها على الماء فإذا لم يفعلوا ذلك كان عليهم عارا فإذا ذبحو لم يذبحوا إلا سمينا وإذا وهبوا فكذلك ( قال أبو علي ) وقرأت على أبي بكر رحمه الله قال حدثنا أبو حاتم والرياشي عن أبي زيد قال المرامق الجهول العاجز الذي يتقى سوء خله وصحبته في السفر والحضر قال الراجز
( وصاحب مرامق داجيته ** زجيته بالقول وازدهيته )
( إذا أخاف عجزه فديته ** على بلال نفسه طويته )
( حتى أتى الحي وما بلوته ** )
( قال ) وقرأت على أبي بكر رحمه الله قال أنشدنا أبو حاتم قال أنشدنا أبو زيد عن المفضل لحاتم طيء
( إن كنت كارهة لعيشتنا ** هاتا فحلي في بني بدر )
( جاورتهم زمن الفساد فنعم الحي في العوصاء واليسر ** )
( فسقيت بالماء النمير ولم ** أترك ألاطم حمأة الجفر )
وروى أبو حاتم ألاطس ومعناه كمعنى ألاطم
( ودعيت في أولى الندي ولم ** ينظر إلي بأعين خزر )
( الضار بين لدى أعنتهم ** والطاعنين وخيلهم تجري )
( والخالطين نحيتهم بنضارهم ** وذوي الغني منهم بذي الفقر )
( قال أبو علي ) أنشدنا أبو عبيدة هذا البيت الأخير لخرنق وقد أمليناه فيما مضى من الكتاب وزمن الفساد حرب كانت لهم والعوصاء الشدة والماء النمير الناجع في الأبدان والجفر البئر ليست بمطوية والنحيت الخامل الذكر والنضار الرفيع كذا قال أبو زيد ( قال أبو علي ) إن الإشتقاق

يوجب أن يكون النحيت الذي ينال ماله وعرضه كل أحد لأنه لا دفاع عنده فكأنه منحوت ( قال ) وأنشدنا أبو الحسن بن جحظلة للحسن بن الضحاك
( وما زلت أشربها والليل معتكر ** حتى تضاحك في أعجازه القمر )
( ثم انثنيت على كفي وقد أخذت ** مني مآخذ ما في دونها وطر )
( قال أبو علي ) وقرأت على أبي عمر قال أخبرنا أحمد بن يحيى أن ابن الأعرابي أنشدهم لسلمى بن غوية بن سلمى
( لا يبعدن عصر الشباب ولا ** لذاته ونباته النضر )
( والمرشقات من الخدود كايمان ** الغمام صواحب القطر )
( وطراد خيل مثلها التقتا ** لحفيظة ومقاعد الخمر )
( ولولا أولئك ما حفلت متى ** غولبت في حرج إلى قبر )
( هزئت زنيبة أن رأت ثرمي ** وأن انحنى لتقادم ظهري )
( من بعدما عهدت فأدلفني ** يوم يجيء وليلة تسري )
( حتى كأني خاتل قنصا ** والمرء بعد تمامه يحري )
( لا تهزئي مني زنيب فما ** في ذاك من عجب ولا سخر )
( أولم ترى لقمان أهلكه ** ما اقتات من سنة ومن شهر )
( وبقاء نسر كلما انقرضت ** أيامه عادت إلى نسر )
( ما طال من أمد على لبد ** رجعت محورته إلى قصر )
( ولقد حلبت الدهر أشطره ** وعلمت ما آتي من الأمر )
( قال أبو علي ) يحرى ينقص ومنه يقال رماه الله بأفعى حارية وهي التي قد نقص جسمها من الكبر ( وقال أبو علي ) قال أبو عبيدة العرب تقلب حروف المضاعف إلى الياء فيقولون تظنيت وإنما هو تظننت قال العجاج
( تقضى البازي إذا البازي كسر ** )

وإنما هو تقضض من الإنقضاض ( وقال الأصمعي ) هو تفعل من الإنقضاض فقلب إلى الياء كما قالوا سرية من تسررت ( وقال أبو عبيدة ) رجل ملب وإنما هو من ألببت قال المضرب بن كعب
( فقلت لها فيئي إليك فإنني ** حرام وإني بعد ذاك لبيب )
بعد ذاك أي مع ذاك ولبيب مقيم وقوله عز وجل { وقد خاب من دساها } إنما هو من دسست ( وقال يعقوب ) سمعت أبا عمرو يقول لم يتسن لم يتغير وهو من قوله { من حمإ مسنون } فقلت لم يتسن من ذوات الياء ومسنون من ذوات التضعيف فقال هو مثل تظنيت ( وقال أبو عبيدة ) التصدية التصفيق وفعلت منه صددت قال الله عز وجل { إذا قومك منه يصدون } أي يعجون وقال أيضا إلا مكاء وتصدية ( وقال العتابي ) قصيت أظفاري بمعنى قصصتها وقال ابن الأعرابي تلعيت من اللعاعة ( وقال أبو علي ) واللعاعة نبت وقال الشاعر
( رعى غير مذعور بهن وراقه ** لعاع تهاداه الدكادك واعد )
الدكادك ما علا من الأرض وأنشد ابن الأعرابي
( نزور امرأ أما الإله فيتقي ** وأما بفعل الصالحين فيأتمي )
أراد يأتم فقلب إلى الياء ( وقال الفراء ) ادرعفت الإبل واذرعفت إذا أسرعت
( وقال أبو عمرو ) ما ذقت عدوفا ولا عذوفا والدحداح والذحذاح بالدال والذال وهو القصير
وقال الأصمعي في قلبه عليه حسيفة وحسيكة اي غدروا عداوة وقال ابن الأعرابي الحسا كد والحسافد الصغار ( وقال الأصمعي ) ذرق الطائر وزرق ( وقال أبو عبيدة )

زبرت الكتاب وذبرته إذا كتبته ( وقال الأصمعي ) زبرته كتبته وذبرته قرأته قراءة خفيفة ( وقال ) قال أعرابي حميري أنا أعرف تزبرتي أي كتابتي ( وقال الأصمعي ) تريع السراب وتريه إذا جاء وذهب
( قال ) وحدثنا أبو بكر رحمه الله تعالى قال أخبرنا أبو حاتم عن الأصمعي قال بلغني أن ابن السماك قال للفضل بن يحيى وقد سأله رجل حاجة إن هذا لم يصن وجهه عن مسئلته إياك فأكرم وجهك عن ردك إياه فقضى حاجته ( قال ) وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا أبو حاتم عن العتبي قال سأل أعرابي عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى فقال رجل من أهل البادية ساقته الحاجة وانتهت به الفاقة والله سائلك عن مقامي هذا فقال والله ماسمعت كلمة أبلغ من قائل ولا أوعظ لمقول منها ( قال ) وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا أبو حاتم قال أخبرنا الأصمعي عن العلاء بن الفضل بن عبد الملك قال قال خالد بن صفوان لفتى بين يديه رحم الله أباك إن كان ليملأ العين جمالا والأذن بيانا
وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا أبو حاتم عن الأصمعي قال قال أكثم بن صيفي خير السخاء ما وافق الحاجة ومن عرف قدره لم يهلك ومن صبر ظفر وأكرم أخلاق الرجال العفو ( قال ) وقرأت على أبي عمر المطرز قال أخبرنا أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي قال زعم الثقفي عثمان بن حفص أن خلفا الأحمر أخبره عن مروان بن أبي حفصة أن هذا الشعر لابن أذينة الثقفي
( ما بال من أسعى لأجبر عظمه ** حفاظا وينوي من سفاهته كسرى )
( أعود على ذي الذنب والجهل منهم ** بحلمي ولو عاقبت غرقهم بحري )
( أناة وحلما وانتظارا بهم غدا ** وما أنا بالواني ولا الضرع الغمر )
( أظن صروف الدهر والجهل منهم ** ستحملهم مني على مركب وعر )


( ألم تعلموا أني تخاف عرامتي ** وأن قناتي لا تلين على الكسر )
( وإني وإياهم كمن نبه القطا ** ولو لم ينبه باتت الطير
لا تسري )
( قال أبو علي ) ويروى وأني وهو جيد ( قال ) وقرأت عليه أيضا قال أنشدنا أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي
( ومولى على ما رابني قد طويته ** حفاظا وحاربت الذين يحارب )
( إذا أنت لم تغفر لمولاك أن ترى ** به الجهل أو صارمته وهو عاتب )
( ولم توله المعروف أوشك أن ترى ** موالي أقوام ومولاك غائب )
( قال ) وقرأت على أبي عمر قال حدثنا أبو العباس عن ابن الأعرابي قال الغلة خرقة تشد على رأس الإبريق وجمعها غلل والغلة ما تواريت فيه والغلة حرارة الجوف من العطش وغيره ( قال ) وقيل لابنة الخس أي الطعام أثقل قالت بيض نعام وصرى عام إلى عام قيل فأي الطعام أخبث قالت طريثيث مر أبدى عن رأسه القر ( قال ) والطرثوث نبت لا بقل ولا شجر ولا جنبة كأنه من جنس الكماة ينبت مع العضاة والذآنين مع الرمث ( وقالت جارية راعية ) طرثوث ولا عضاء له وذؤنون ولا رمثة له وذكر ولا رجل له ثم قعدت عليه ( وقال أبو العباس ) كان الضب قد دفن نفسه في التراب وأخرج ذكره فقالت هذا القول ثم قعدت عليه وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا أبو حاتم وعبد الرحمن عن الأصمعي قال مر أعرابي بأعرابية تبكي زوجها فقال وما يبكيك لا جمع الله بينك وبينه في الجنة ثم مر بها بعد ذلك فقال يا فلانة رفئيني فإني قد تزوجت فقالت نعم بالبيت المهدوم والطائر المشؤم والرحم المعقوم ( قال ) وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال كانت أم كثير الضبية بذية وكان زوجها كذلك فاختصما عند بعض ولاة المياه فقالت له اسكت يا منتن الخصيتين فقال يحق لهما أن يكونا كذلك وهما طبقا عجانك منذ ثلاثين عاما وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال قيل لأم كثير كم تزوجت

قالت ثلاثة وكان أبو ابني هذا آخرهم وكان والله مسترخيا ضعيفا فنظر إليها الغلام فقال أبي تذكرين أما والله فلربما رز عجانك رز البيطار حجفلة الحمار ( قال ) وحدثنا أبو بكر قال دعا بنان الطفيلي لرجل فقال من الله عليك بصحة الجسم وكثرة الأكل ودوام الشهوة ونقاء المعدة ورزقك ضرسا طحونا ومعدة هضوما وسرما نثورا ( قال ) وقرأت على أبي بكر لسعد بن ناشب
( تفندني فيما ترى من شراستي ** وشدة نفسي أم سعد وماتدري )
( فقلت لها أن الكريم وان حلا ** ليلفى على حال أمر من الصبر )
( وفي اللين ضعف والشراسة هيبة ** ومن لا يهب يحمل على مركب وعر )
( وما بي على من لان لي من فظاظة ** ولكنني فظ أبي على القسر )
( أقيم صغاذى الميل حتى أرده ** وأخطمه حتى يعود إلى القدر )
( فإن تعذليني تعذلي بي مرزأ ** كريم نثا الإعسار مشترك اليسر )
( إذا هم ألقى بين عينيه عزمه ** وصمم تصميم السريجي ذي الأثر )


الساعة الآن 12:12 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)