منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع الأدب العربي (https://hwazen.com/vb/f19.html)
-   -   الأمالي في لغة العرب للبغدادي (https://hwazen.com/vb/t21874.html)

إسمهان الجادوي 08-23-2021 01:40 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
والأرض فيما كان بيني وبينك فقلت إنه وانصرفت عنها ( قال ) وأنشدني أبو بكر
( وضمها والبدن الحقاب ** جدي لكل عامل ثواب ** ألرأس والأكرع والإهاب )
قال أبو بكر هذا صائد يخاطب كلبته والبدن الوعل المسن والحقاب جبل ( قال ) وقرأت على ابي بكر
( وبيض رفعنا بالضحى عن متونها ** سماوة جون كالخباء المقوض )
( هجوم عليها نفسه غير أنه ** متى يرم في عينيه بالشبح ينهض )
البيض أراد بها البيض وسماوة كل شيء شخصه يعني الظليم والجون الأسود هجوم عليها يعني على البيض فإذا أبصر شخصا نهض عن البيض والشبح والشبح لغتان الشخص
( قال ) وأنشدنا أبو بكر قال أنشدنا الرياشي لأعرابي
( لقد زاد الهلال إلي حبا ** عيون تلتقي عند الهلال )
( إذا ما لاح وهو شفى صغير ** نظرن إليه من خلل الحجال )
( قال ) وأنشدنا إبراهيم بن محمد قال أنشدنا أبو العباس لأحمد بن إبراهيم بن إسماعيل يخاطب بعض أهله
( أظنك أطغاك الغني فنسيتني ** ونفسك والدنيا الدنية قد تنسى )
( فإن كنت تعلو عند نفسك بالغنى ** فإني سيعليني عليك غنى نفسي )
( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر بن الأنباري رحمه الله في قوله عز وجل { فلولا إن كنتم غير مدينين } معناه غير مجزيين ( قال ) وأنشدنا
( ولم يبق سوى العدوان ** دناهم كما دانوا )
أي جازيناهم كما جازوا ومن ذلك قوله جل وعز { مالك يوم الدين } قال قتادة معناه مالك يوم يدان فيه العباد أي يجازون بأعمالهم ويكون الدين أيضا الحساب قال ابن عباس معنى قوله مالك يوم الدين أي يوم الحساب ويكون الدين أيضا السلطان قال زهير


( لئن حللت بجو في بني أسد ** في دين عمرو وحالت بيننا فدك )
معناه في سلطان ويكون الدين أيضا الطاعة من ذلك قوله جل وعز { ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك } معناه في طاعة الملك ويكون الدين أيضا العبودية والذل وجاء في الحديث ( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ) فمعناه استعبد نفسه وأذلها لله عز وجل قال الأعشى
( هو دان الرباب اذكر هو الدين دراكا بغزوة وصيال )
( ثم دانت بعد الرباب وكانت ** كعذاب عقوبة الأقوال )
يعني أنه أذلهم فذلوا وقال القطامي
( رمت المقاتل من فؤادك بعدما ** كانت نوار تدينك الأديانا )
معناه تستعبدك بحبها ويكون الدين أيضا الملة كقولك نحن على دين إبراهيم ويكون الدين العادة قال المثقب العبدي
( تقول إذا درأت لها وضيني ** أهذا دينه أبدا وديني )
( أكل الدهر حل وارتحال ** أما يبقى علي وما يقيني )
ويكون الدين أيضا الحال قال النضر بن شميل سألت أعرابيا عن شيء فقال لو لقيتني على دين غير هذه لأخبرتك وروى أبو عبيدة قول امرئ القيس
( كدينك من أم الحويرث قبلها ** وجارتها أم الرباب بمأسل )
أي كعادتك والعرب تقول ما زال هذا دينه ودأبه وديدنه وديدانه وديدبونه أي عادته
( قال أبو علي ) حدثنا أبو بكر بن الأنباري رحمه الله قال حدثنا عبد الله بن ناجية قال حدثنا أبو وائل خالد بن محمد بن خالد وأحمد بن الحسن بن خراش ويحيى بن محمد بن السكن البزاز قال حدثنا حبان بن هلال قال حدثنا المبارك بن فضالة عن عبد ربه بن سعيد عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

( أن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا وأبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون المتشدقون المتفيهقون قالوا يا رسول الله قد عرفنا الثرثارين والمتشدقين فمن المتفيهقون قال المتكبرون )
قال أبو بكر قال اللغويون منهم يعقوب ابن السكيت الثرثارون الذين يكثرون القول ولا يكون إلا قولا باطلا ويقال نهر ثرثار إذا كان ماؤه مصوتا ومطر ثرثار وسحاب ثرثار وأنشد يعقوب
( لشخبها في الصحن للأعشار ** بربرة كصخب المماري ** من قادم منهمر ثرثار )
وكان أبو بكر بن دريد يقول نهر ثرثار إذا كان ماؤه كثيرا ولذلك سمي النهر المعروف بالثرثار وناقة ثرة إذا كانت غزيرة اللبن وسحابة ثرة كثيرة المطر وعين ثرة كثيرة الدموع وأنشدني
( يا من لعين ثرة المدامع ** يحفشها الوجد ياءها مع )
يحفشها يستخرج كل ما فيها ومثل قول أبي بكر قاله أبو العباس محمد بن يزيد ( قال أبو علي ) حدثني بذلك عبد الله بن جعفر النحوي وأنشدنا أبو العباس لعنترة بن شداد
( جادت عليها كل عين ثرة ** فتركن كل قرارة كالدرهم )
وقال أبو بكر يقال ثررت الشيء وثرثرته إذا فرقته وبددته ( وقال أبو علي ) ومنه قيل ناقة ثرور وهي مثل الفتوح وهي الواسعة الأحاليل وقد فتحت وأفتحت لأن الواسعة الأحاليل يخرج شخبها متفرقا منتشرا ( قال ) غير يعقوب المتفيهق الذي يتسع شدقه وفوه بالكلام الباطل وأصله من الفهق وهو الإمتلاء قال الأعشى
( تروح على آل المحلق جفنة ** كجابية الشيخ العراقي تفهق )
وكان أبو محرز خلف يروي كجابية السيح ويقول الشيخ تصحيف والسيح الماء الذي يسيح على وجه الأرض أي يذهب ويجري والجابية الحوض الذي يجبى فيه الماء أي يجمع وجمعها جواب قال الله عز وجل { وجفان كالجواب } قال وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال قال أبو زرارة بجال بن حاجب العلقمي من ولد علقمة بن

زرارة خرج يزيد بن شيبان بن علقمة حاجا فرأى حين شارف البلد شيخا يحفه ركب على إبل عتاق برحال ميس ملبسة أدما قال فعدلت فسلمت عليهم وبدأت به وقلت من الرجل ومن القوم فأرم القوم ينظرون إلى الشيخ هيبة له فقال الشيخ رجل من مهرة بن حيدان بن عمرو ابن الحاف بن قضاعة فقلت حياكم الله وانصرفت فقال الشيخ قف أيها الرجل نسبتنا فانتسبنا لك ثم انصرفت ولم تكلمنا ( قال أبو بكر ) وروى السكن بن سعيد عن محمد بن عباد شاممتنا مشامة الذئب الغنم ثم انصرفت قلت ما أنكرت سوأ ولكني ظننتكم من عشيرتي فأناسبكم فانتسبتم نسبا لا أعرفه ولا أراه يعرفني قال فأمال الشيخ لثامه وحسر عمامته وقال لعمري لئن كنت من جذم من أجذام العرب لأعرفنك فقلت فإني من أكرم أجذامها قال فإن العرب بنيت على أربعة أركان مضر وربيعة واليمن وقضاعة فمن أيهم أنت قلت من مضر قال أمن الأرحاء أم من الفرسان فعلمت أن الأرحاء خندف وأن الفرسان قيس قلت من الأرحاء قال فأنت إذا من خندف قلت أجل قال أفمن الأرنبة أم من الجمجمة فعلمت أن الأرنبة مدركة وأن الجمجمة طابخة فقلت من الجمجمة قال فأنت إذا من طابخة قلت أجل قال أفمن الصميم أم من الوشيظ فعلمت أن الصميم تميم وأن الوشيظ الرباب قلت من الصميم قال فأنت إذا من تميم قلت أجل قال أفمن الأكرمين أم من الأحلمين أم الأقلين فعلمت أن الأكرمين زيد مناة وأن الأحلمين عمرو بن تميم وأن الأقلين الحرث بن تميم قلت من الأكرمين قال فأنت إذا من زيد مناة قلت أجل قال أفمن الجدود أم من البحور أم من الثماد فعلمت أن الجدود مالك وأن البحور سعد وأن الثماد امرؤ القيس بن زيد مناة قلت من الجدود قال فأنت إذا من بني مالك قلت أجل قال أفمن الذرى أم من الأرداف فعلمت أن الذرى حنظلة وأن الأرداف ربيعة ومعاوية وهما الكردوسان قلت من الذرى قال فأنت إذا من بني حنظلة قلت أجل قال أمن البدور أم من الفرسان أم من الجراثيم فعلمت أن البدور

مالك وأن الفرسان يربوع وأن الجراثيم البراجم قلت من البدور قال فأنت إذا من بني مالك بن حنظلة قلت أجل قال أفمن الأرنبة أم من اللحيين أم من القفا فعلمت أن الأرنبة دارم وأن اللحيين طهية والعدوية وأن القفار بيعة بن حنظلة قلت من الأرنبة قال فأنت إذا من دارم قلت أجل قال أفمن اللباب أم من الهضاب أم من الشهاب فعلمت أن اللباب عبد الله وأن الهضاب مجاشع وأن الشهاب نهشل قلت من اللباب قال فأنت إذا من بني عبد الله قلت أجل قال أفمن البيت أم من الزوافر فعلمت أن البيت بنو زرارة وأن الزوافر الأحلاف قلت من البيت قال فأنت إذا من بني زرارة قلت أجل قال فإن زرارة ولد عشرة حاجبا ولقيطا وعلقمة ومعبدا وخزيمة ولبيدا وأبا الحرث وعمرا وعبد مناة ومالكا فمن أيهم أنت قلت من بني علقمة قال فإن علقمة ولد شيبان ولم يلد غيره فتزوج شيبان ثلاث نسوة مهدد بنت حمران بن بشر بن عمرو بن مرثد فولدت له يزيد وتزوج عكرشة بنت حاجب بن زرارة بن عدس فولدت له المأمور وتزوج عمرة بنت بشر بن عمرو بن عدس فولدت له المقعد فلأيتهن أنت قلت لمهدد قال يا ابن أخي ما افترقت فرقتان بعد مدركة إلا كنت في أفضلها حتى زاحمك أخواك فإنهما أن تلدني أماهما أحب إلي من أن تلدني أمك ياابن أخي أتراني عرفتك قلت إي وأبيك أي معرفة ( قال أبو علي ) الميس ضرب من الشجر يعمل منه الرحال وأرم القوم سكتوا والوشيظ الخسيس من الرجال والصميم الخالص قال وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا الرياشي عن العمري عن الهيثم قال قال لي صالح بن حسان ما بيت شطره أعرابي في شملة والشطر الآخر مخنث يتفكك قلت لا أدري قال قد أجلتك حولا قلت لو أجلتني حولين لم أعرف قال أف لك قد كنت أحسبك أجود ذهنا مما أرى قلت ما هو قال أما سمعت قول جميل
( ألا أيها النوام ويحكم هبوا ** أعرابي في شملة ثم أدركه اللين وضرع الحب ) فقال
( نسائلكم هل يقتل الرجل الحب ** كانه والله من مخنثي العقيق )
( قال أبو علي ) وأملى

علينا أبو بكر بن الأنباري هذه القصيدة لجميل قال وقرأت على أبي بكر بن دريد في شعر جميل وفي الروايتين اختلاف في تقديم الأبيات وتأخيرها وفي ألفاظ بعض البيوت
( ألا ليت أيام الصفاء جديد ** ودهرا تولى يا بثين يعود )
( فنغنى كما كنا نكون وأنتم ** صديق وإذا ما تبذلين زهيد )
( وما أنسى ملأ شياء لا أنسى قولها ** وقد قربت نضوى أمصر تريد )
( ولا قولها لولا العيون التي ترى ** أتيتك فأعذرني فدتك جدود )
( خليلي ما أخفي من الوجد ظاهر ** ودمعي بما أخفي الغداة شهيد )
( ألا قد أرى والله أن رب عبرة ** إذا الدار شطت بيننا ستزيد )
( إذا قلت ما بي يا بثينة قاتلي ** من الحب قالت ثابت ويزيد )
( وإن قلت ردي بعض عقلي أعش به ** مع الناس قالت ذاك منك بعيد )
( فلا أنا مردود بما جئت طالبا ** ولا حبها فيما يبيد يبيد )
( جزتك الجوازي يا بثين ملامة ** إذا ما خليل بان وهو حميد )
( وقلت لها بيني وبينك فاعلمي ** من الله ميثاق له وعهود )
( وقد كان حبيكم طريفا وتالدا ** وما الحب إلا طارف وتليد )
( وإن عروض الوصل بيني وبينها ** وأن سهلته بالمنى لصعود )
( فأفنيت عيشي بإنتظاري نوالها ** وأبليت ذاك الدهر وهو جديد )
( فليت وشاة الناس بيني وبينها ** يدوف لهم سما طماطم سود )
( وليت لهم في كل ممسى وشارق ** تضاعف أكبال لهم وقيود )
( ويحسب نسوان من الجهل أنني ** إذا جئت إياهن كنت أريد )
( فأقسم طرفي بينهن فيستوي ** وفي الصدر بون بينهن بعيد )
( ألا ليت شعرى هل أبيتن ليلة ** بوادي القرى إنى إذا لسعيد )


إسمهان الجادوي 08-23-2021 01:40 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
( وهل أهبطن أرضا تظل رياحها ** لها بالثنايا القاويات وئيد )
( وهل القين سعدى من الدهر مرة ** ومارث من حبل الصفاء جديد )
( وقد تلتقي الأهواء من بعد يأسه ** وقد تطلب الحاجات وهي بعيد )
( وهل أزجرن حرفا علاة شملة ** بخرق تباريها سواهم قود )
( على ظهر مرهوب كأن نشوزه ** إذا جاز هلاك الطريق رقود )
( سبتني بعيني جؤذر وسط ربرب ** وصدر كفاثور اللجين وجيد )
( تزيف كما زافت إلى سلفاتها ** مباهية طي الوشاح ميود )
( إذا جئتها يوما من الدهر زائرا ** تعرض منقوض اليدين صدود )
( يصد ويغضي عن هواي ويجتني ** ذنوبا عليها أنه لعنود )
( فأصرمها خوفا كأني مجانب ** ويغفل عنا مرة فنعود )
( فمن يعط في الدنيا قرينا كمثلها ** فذلك في عيش الحياة رشيد )
( يموت الهوى مني إذا ما لقيتها ** ويحيا إذا فارقتها فيعود )
( يقولون جاهد يا جميل بغزوة ** وأي جهاد غيرهن أريد )
( لكل حديث بينهن بشاشة ** وكل قتيل بينهن شهيد )
( ومن كان في حبي بثينة يمتري ** فبرقاء ذي ضال على شهيد )
( ألم تعلمي يا أم ذي الودع أنني ** أضاحك ذكراكم وأنت صلود )
( قال ) وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري رحمه الله قال أنشدنا أبو العباس بن مروان الخطيب لخالد الكاتب قال وسمعت شعر خالد من خالد
( راعى النجوم فقد كادت تكلمه ** وانهل بعد دموع يالها دمه )
( أشقى على سقم يشفى الرقيب به ** لو كان أسقمه من كان يرحمه )
( يا من تجاهل عما كان يعلمه ** عمدا وباح بسر كان يكتمه )


( هذا خليلك نضوا لا حراك به ** لم يبق من جسمه إلا توهمه )
( قال أبو علي ) وحدثنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد وأبو بكر بن الأنباري في قوله عز وجل { تلك أمة قد خلت } الأمة القرن من الناس بعد القرن والأمة أيضا الجماعة من الناس والأمة أيضا الملة والسنة ومنه قوله عز وجل { إنا وجدنا آباءنا على أمة } أي على دين وكذلك قوله عز وجل { ولولا أن يكون الناس أمة واحدة } أي لولا يكون الناس كفارا كلهم والأمة أيضا الحين قال الله جل وعز { وادكر بعد أمة } أي بعد حين وقرأ ابن عباس وعكرمة وادكر بعد أمه مثل عمه ووله أي بعد نسيان والأمة أيضا الإمام ويقال الرجل الصالح قال الله عز وجل { إن إبراهيم كان أمة قانتا } والأمة أيضا القامة وجمعها أمم قال الأعشى
( وإن معاوية الأكرمين ** حسان الوجوه طوال الأمم )
والأمهة والأمة والأم والإم الوالدة قال الشاعر
( تقبلتها من أمة لك طالما ** تنوزع في الأسواق عنها خمارها )
وقال آخر
( أمهتي خندف والياس أبي ** )
قال وحدثنا أبو بكر بن الأنباري رحمه الله قال حدثنا إسماعيل بن اسحق القاضي قال حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا هشام قال حدثنا قتادة عن مطرف بن عبد الله عن أبيه أنه أتى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ ألهاكم التكاثر فقال يقول ابن آدم مالي مالي ومالك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو تصدقت فأمضيت أو لبست فأبليت قال أبو بكر المال عند العرب الإبل والغنم والفضة الرقة والورق والذهب النضر والنضير والعقيان ( قال ) وحدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى قال المال عند العرب أقله ما تجب فيه الزكاة وما نقص من ذلك فلا يقع عليه مال ( قال ) وأنشدنا أبو العباس
( ألا يا قرلاتك سامريا ** فتترك من يزورك في جهاد )


( أتعجب أن رأيت علي دينا ** وأن ذهب الطريف مع التلاد )
( ملأت يدي من الدنيا مرارا ** فما طمع العواذل في اقتصادي )
( ولا وجبت على زكاة مال ** وهل تجب الزكاة على جواد )
وأنشد ايضا
( والله ما بلغت لي قط ماشية ** حد الزكاة ولا إبل ولا مال )
قال وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثنا أبو الحسن بن البراء قال حدثنا الزبير قال حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز وهو الماجشون قال شتم رجل الوليد بن أبي خيرة فقال الوليد هي صحيفتك فأمل فيها ما شئت ( قال ) وحدثنا أبو الحسن بن البراء قال حدثنا الزبير قال حدثنا سفيان بن عيينة قال قيل لإبن شهاب ما الزاهد قال من لم يمنع الحلال شكره ولم يغلب الحرام صبره ( قال ) وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثنا الحسن بن عليل العنزي قال حدثني مسعود بن بشر عن وهب بن جرير عن الوليد بن يسار الخزاعي قال قال عمرو بن معد يكرب لعمر بن الخطاب رضي الله عنه يا أمير المؤمنين أأبرام بنو مخزوم قال وما ذاك قال تضيفت خالد بن الوليد فأتى بقوس وكعب وثور قال ان في ذلك لشعبة قلت لي أولك قال لي ولك قال حلا يا أمير المؤمنين فيما تقول وإني لآكل الجذع من الإبل أنتقيه عظما عظما وأشرب التبن من اللبن رثيئة وصريفا ( قال أبو علي ) قال الأصمعي القوس البقية من التمر تبقى في الجلة وقال أبو بكر الكعب القطعة من السمن والثور القطعة من الأقط قال الأصمعي يقال أعطاه ثورة عظاما ( قال أبو علي ) والعرب تقول حلا في الأمر تكرهه بمعنى كلا قال وحدثنا غير واحد من مشايخنا منهم ابن دريد بإسناد له وأبو بكر بن الأنباري قال حدثني أبي عن أبي علي العنزي قال حدثنا مسعود بن بشر قال حدثنا أبو الحسن المدائني قال قال الأحنف بن قيس لمصعب بن الزبير وكلمه في رجل وجد عليه فقال مصعب بلغني عنه الثقة فقال الأحنف حلا أيها الأمير ان الثقة لا يبلغ ( وروى ) أبو بكر بن

الأنباري كلا قال وقال أبو بكر التبن أعظم الأقداح ( قال أبو علي ) الغمر القدح الصغير الذي لا يروى ومنه قيل تغمرت من الشراب أي لم أرو ثم القعب وهو فوقه قليلا والصحن قدح عريض قصير الجدار والجنبل قدح ضخم خشب نحيت والوأب القدح المقعر ( قال أبو علي ) وخبرني الغالبي عن أبي الحسن بن كيسان قال سمعت بندارا يقول الوأب الذي ليس بالكبير ولا الصغير ومنه قيل حافر وأب والعلبة قدح من جلود الإبل والرفد والرفد القدح العظيم أيضا قال الأعشى
( رب رفد هرقته ذلك اليوم ** وأسرى من معشر أقتال )
قال أبو بكر والرثيئة التي قد صب عليها ماء وكذلك المرضة قال الشاعر
( إذا شرب المرضة قال أوكي ** على ما في سقائك قدروينا )
والصريف اللبن الذي ينصرف به عن الضرع حارا قال وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثنا العنزي قال حدثنا أبو خيرة قال كنا عند أبي داود الطيالسي وهو يملي التفسير ولم يكن يحفظ القرآن فقال ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) فقال المستملي ليس هكذا القراءة فقال هكذا الوقف عليها ( قال ) وأنشدنا أبو بكر بن دريد قال أنشدنا أبو حاتم
( إذا اشتملت على اليأس القلوب ** وضاق بما به الصدر الرحيب )
( وأوطنت المكاره واطمأنت ** وأرست في مكامنها الخطوب )
( ولم تر لإنكشاف الضر وجها ** ولا أغنى بحيلته الأريب )
( أتاك على قنوط منك غوث ** يمن به اللطيف المستجيب )
( وكل الحادثات وإن تناهت ** فمقرون بها الفرج القريب )
قال وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو عثمان عن التوزي عن أبي عبيدة قال أنشدني رجل من ولد هشام بن عبد الملك لمعاوية بن أبي سفيان


( قد عشت في الدهر ألوانا على خلق ** شتى وقاسيت فيه اللين والطبعا )
( كلا لبست فلا النعماء تبطرني ** ولا تعودت من مكروهها جشعا )
( لا يملأ الأمر صدري قبل مصدره ** ولا أضيق به ذرعا إذا وقعا )
( قال ) وأنشدنا أبو بكر عن أبي عثمان عن التوزي عن أبي عبيدة
( أمات الهوى حتى تجنبه الهوى ** كما اجتنب الجاني الدم الطالب الدما )
( وأكثر ما تلقاه في الناس صامتا ** فإن قال بذا القائلين وأفهما )
( وكان يرى الدنيا صغيرا كبيرها ** وكان لأمر الله فيها معظما )
( قال ) وأنشدنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة
( خاطر بنفسك لا تقعد بمعجزة ** فليس حر على عجز بمعذور )
( إن لم تنل في مقام ما تطالبه ** فأبل عذرا بادلاج وتهجير )
( لن يبلغ المرء بالإحجام همته ** حتى يباشرها منه بتغرير )
( حتى يواصل في أنحاء مطلبها ** سهلا بحزن وإنجادا بتغوير )
( قال أبو علي ) حدثني أبو بكر بن الأنباري قال حدثني أبي عن أحمد بن عبيد أنه قال أحجم الرجل عن الأمر إذا كع وأحجم إذا أقدم وقال يعقوب وأحمد بن يحيى أحجم وأحجم إذا كع وأنشدنا أبو بكر بن دريد رحمه الله
( كم من أخ لك لست تنكره ** ما دمت من دنياك في يسر )
( متصنع لك في مودته ** يلقاك بالترحيب والبشر )
( يطرى الوفاء وذا الوفاء ويلحى الغدر مجتهدا وذا الغدر )
( فإذا عدا والدهر ذو غير ** دهر عليك عدا مع الدهر )
( فارفض باجمال مودة من ** يقلى المقل ويعشق المثرى )
( وعليك من حالاه واحدة ** في العسر إما كنت واليسر )

إسمهان الجادوي 08-23-2021 01:41 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
( لا تخلطنهم بغيرهم ** مرن يخلط العقيان بالصفر )
وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال أراد قرة بن حنظلة الخزاعي الهجرة فقال أبوه حنظلة
( أقول لقرة إذ سولت ** له النفس ترك الكبير اليفن )
( أقره ربتما ليلة ** غبقتك فيها صريح اللبن )
( أحين فشا الشيب في لمتي ** وأفنى شبابي مر الزمن )
( تروحت في النفر الرائحين ** وخليت شيخك بادي الحزن )
( وأفردته والها في الديار ** يصرفه الدهر في كل فن )
( قليل الكلام بطيء القيام ** يبكي لوحدته ذا شجن )
( أردت به الأجر فما زعمت ** وتركك شيخك عين الغبن )
( قال أبو علي ) اليفن الكبير والغبوق شرب العشي والصبوح شرب الغداة والجاشرية حين جشر الصبح والقيل شرب نصف النهار والغبن في البيع والغبن في الرأي يقال غبن رأيه يغبن غبنا وغبنت فلانا أغبنه غبنا
وقرأت على أبي عبد الله إبراهيم بن محمد الأزدي نفطويه لعمر بن أبي ربيعة
( إن طيف الخيال حين ألما ** هاج لي ذكره وأحدث هما )
( جددي الوصل يا سكين وجودي ** لمحب رحيله قد أحما )
( قال أبو علي ) وكان الأصمعي يروى قد أجما ويقول أجم إذا دنا وحان وحم إذا قدر ويروى بيت لبيد
( أن قد أجم من الحتوف حمامها ** ) وغيره يروى أن قد أحم ويقول معناه دنا وقرب على ما قال الأصمعي في معنى أجم
( ليس دون الرحيل والبين إلا ** أن يردوا جمالهم فتزما )
قال وحدثني أبو عبد الله عند قراءتي عليه هذا البيت قال حدثنا أحمد بن يحيى قال حدثنا

عبد الله بن شبيب عن ابن مقمة عن أمه قالت سمعت معبدا بالأخشبين وهو يغني
( ليس بين الحياة والموت إلا ** أن يردوا جمالهم فتزما )
( ولقد قلت مخفيا لغريض ** هل ترى ذلك الغزال الأجما )
( هل ترى فوقه من الناس شخصا ** أحسن اليوم صورة وأتما )
( أن تنيلي أعش بخير وإن لم ** تبذلي الود مت بالهم غما )
قال وقرأت عليه أيضا لعمر
( أيا من كان لي بصرا وسمعا ** وكيف الصبر عن بصري وسمعي )
( وعمن حين يذكره فؤادي ** يفيض كما يفيض الغرب دمعي )
( يقول العاذلون نأت فدعها ** وذلك حين تهيامى وولعي )
( أأهجرها فأقعد لا أراها ** وأقطعها وما همت بقطعي )
( وأصرم حبلها لمقال واش ** وأفجعها وما همت بفجعي )
( وأقسم لو خلوت بهجر هند ** لضاق بهجرها في النوم ذرعي )
قال وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال في قوله عز وجل { وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا } قال معناه سجنا وحبسا يقال حصرت الرجل أحصره حصرا إذا حبسته وضيقت عليه قال الله عز وجل { أو جاؤوكم حصرت صدورهم } أي ضاقت صدورهم وقرأ الحسن حصرة صدورهم معناه ضيقة صدورهم ويقال أحصره المرض إذا حبسه والحصير الملك لأنه حصر أي منع وحجب من أن يراه الناس قال الشاعر
( ومقامة غلب الرقاب كأنهم ** جن لدى باب الحصير قيام )


قال وحدثنا أبو بكر قال حدثنا بشر بن موسى الأسدي وخلف بن عمرو العكبري قالا حدثنا الحميدي قال حدثنا محمد بن طلحة التيمي عن عبد الرحمن بن سالم بن عتبة بن عويم بن ساعدة عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله اختارني واختار لي أصحابا فجعل لي منهم وزراء وأختانا وأصهارا فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالأبكار فإنهن أطيب أفواها وأنتق أرحاما وأرضى باليسير
( قال أبو بكر ) قوله صرفا ولا عدلا الصرف الحيلة والعدل الفدية ويقال الصرف الإكتساب والعدل الفدية ويقال الصرف الفريضة والعدل النافلة
ويقال الصرف الدية والعدل الزيادة على الدية ويقال العدل الدية والصرف الزيادة ( قال أبو علي ) قوله والصرف الحيلة والصرف الإكتساب والعدل الفدية والعدل الدية صحيح في الإشتقاق فأما قوله الصرف الفريضة والعدل والنافلة والصرف الدية والعدل الزيادة على الدية فغير صحيح في الإشتقاق ( قال أبو بكر ) والأختان أهل المرأة والأحماء أهل الرجل والأصهار يقع على الأختان والأحماء وقوله فإنهن أنتق أرحاما يعني أكثر ولدا يقال امرأة منتاق إذا كثر ولدها ( قال أبو علي ) ويقال امرأة ناتق إذا كثر ولدها وأنشد الأصمعي للنابغة
( لم يحرموا حسن الغذاء وأمهم ** طفحت عليك بناتق مذكار )
قال وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثنا أبو عبد الله المقدمي القاضي قال حدثنا أحمد بن منصور قال حدثنا عمرو بن صالح الكلابي قال حدثنا إياس بن أبي تميمة الأفطس قال شهدت الحسن في جنازة أبي رجاء العطاردي وهو على بغلة والفرزدق يسايره على نجيب وكنت على حمار لي فدنوت منهما فسمعت الفرزدق يقول للحسن يا أبا سعيد أتدري ما يقول أهل الجنازة قال وما يقولون قال يقولون هذا خير شيخ بالبصرة وهذا شر شيخ

بالبصرة قال إذا يكذبوا يا أبا فراس رب شيخ بالبصرة مشرك بالله فذلك شر من أبي فراس ورب شيخ بالبصرة ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره فذلك خير من الحسن يا أبا فراس ما أعددت لهذا اليوم قال شهادة أن لا إله إلا الله مذ ثمانون سنة ثم قال يا أبا سعيد هل إلى التوبة من سبيل قال إي والله أن باب التوبة لمفتوح من قبل المغرب عرضه أربعون لا يغلق حتى تطلع الشمس من قبله قال يا أبا سعيد فكيف أصنع بقذف المحصنات قال تتوب الآن وتعاهد الله أن لا تعود قال فإني أعاهد الله أن لا أقذف أو قال أسب محصنة بعد يومي هذا وحدثنا أبو بكر بن دريد قال حدثنا أحمد بن عيسى أبو بشر العكلي قال حدثني أو حدثت عن أسد بن سعيد الشك من أبي بكر قال حدثني أبي عن جدي عن عفير قال دخل أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين على عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه فقال يا أبا جعفر أوصني قال أوصيك أن تتخذ صغير المسلمين ولدا وأوسطهم أخا وكبيرهم أبا فارحم ولدك وصل أخاك وبر أباك وإذا صنعت معروفا فربه ( قال أبو علي ) قوله فربه أي أدمه يقال رب بالمكان وأرب أي أقام به ودام قال بشر
( أرب على مغانيها ملث ** هزيم ودقه حتى عفاها )
وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال اختصم أعرابيان إلى شيخ منهم فقال أحدهما أصلحك الله ما يحسن صاحبي هذا آية من كتاب الله عز وجل فقال الآخر كذب والله إني لقارئ كتاب الله قال فاقرأ فقال
( علق القلب ربابا ** بعد ما شابت وشابا )
فقال الشيخ لقد قرأتها كما أنزلها الله فقال صاحبه والله أصلحك الله ما تعلمها إلا البارحة
قال وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثني أبي قال حدثنا أحمد ابن عبيد قال أخبرنا المدائني قال كان بمكة رجل سفيه يجمع بين الرجال والنساء فشكا ذلك أهل مكة إلى الوالي فغربه إلى عرفات فاتخذها منزلا ودخل مكة مستترا فلقى حرفاءه

من الرجال والنساء فقال ما يمنعكم قالوا وأين بك وأنت بعرفات قال حمار بدرهمين وقد صرتم إلى الأمن والنزهة قالوا نشهد أنك صادق وكانوا يأتونه وكثر ذلك حتى أفسد على أهل مكة أحداثهم وسفهاءهم وحواشيهم فعادوا بالشكاية إلى أمير مكة فأرسل إليه فأتي به فقال أي عدو الله طردتك من حرم الله فصرت إلى المشعر الأعظم تفسد فيه وتجمع الفساق فقال أصلح الله الأمير يكذبون علي ويحسدونني قالوا بيننا وبينه واحدة قال ما هي قال تجمع حمير المكارين وترسلها بعرفات فإن لم تقصد إلى بيته لما تعرف من إتيان الخراب والسفهاء إياه فالقول ما قال فقال الوالي أن في هذا لدليلا وأمر بحمير فجمعت ثم أرسلت فقصدت نحو منزله فأتاه بذلك أمناؤه فقال ما بعد هذا شيء جردوه فلما نظر إلي السياط قال لا بد من ضربي أصلح الله الأمير قال لا بد منه قال اضرب فوالله ما في هذا شيء أشد علينا من أن تسخر منا أهل العراق فيقولون أهل مكة يجيزون شهادة الحمير فضحك الأمير وقال والله لا أضربك اليوم وأمر بتخلية سبيله
قال وقرأت على أبي عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي لعمر بن أبي ربيعة
( ما كنت أشعر إلا مذ عرفتكم ** أن المضاجع تمسي تنبت الإبرا )
( لقد شقيت وكان الحين لي سببا ** أن علق القلب قلبا يشبه الحجرا )
( قد لمت قلبي فأعياني بواحدة ** وقال لي لا تلمني وادفع القدرا )
( إن أكره الطرف يحسر دون غيركم ** ولست أحسن إلا نحوك النظرا )
( قالوا صبوت فلم أكذب مقالتهم ** وليس ينسى الصبا أن واله كبرا )
( قال ) وقرأت عليه له أيضا
( بعثت وليدتي سحرا ** وقلت لها خذي حذرك )
( وقولي في ملاطفة ** لزينب نولي عمرك )
( فإن داويت ذا سقم ** فأخزى الله من كفرك )


( فهزت رأسها عجبا ** وقالت هكذا أمرك )
( أهذا سحرك النسوان ** قد خبرنني خبرك )
( وقلن إذا قضى وطرا ** وأدرك حاجة هجرك )
وقرأت عليه أيضا له
( من لعين تذري من الدمع غربا ** معملا جفنها اختلاجا وضربا )
( لو شرحت الغداة يا هند صدري ** لم تجد لي يداك في الصدر قلبا )
( فصلي مغرما بحبك قد كان ** على ما أوليته بك صبا )
( فاعذريني إن كنت صاحب عذر ** واغفري لي إن كنت أحدثت ذنبا )
( لو تحرجت أو تذممت مني ** ما تباعدت كلما ازددت قربا )
قال وحدثنا أبو بكر بن الأنباري في قوله عز وجل { فهم في أمر مريج } قال معناه في أمر مختلط يقال مرج أمر الناس أي اختلط وأنشد
( مرج الدين فأعددت له ** مشرف الحارك محبوك الكتد )
وكذا فسر ابن عباس واستشهد بقول أبي ذؤيب
( كأنه خوط مريج ** )
يعني سهما قد اختلط به الدم ويقال أمرجت الدابة أي رعيتها ومرجتها خليتها قال الله جل وعز { مرج البحرين يلتقيان } يعني أرسلهما وخلاهما
( قال ) وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثنا عبد الله بن ناجية قال حدثنا محمد بن عتاب بن موسى الواسطي العكلي ولقبه سندويه قال حدثني أبي قال حدثنا غياث بن إبراهيم قال حدثنا أشعب الطامع وهو أشعب بن جبير قال أتيت سالم بن عبد الله بن عمرو وهو يقسم صدقة عمر رضي الله عنه فقلت سألتك بالله ألا أعطيتني فقال تعطى وإن لم تسأل وحدثني أبي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الرجل ليسأل حتى يأتي يوم القيامة وما على وجهه مزعة من لحم قد أخلق من المسئلة قال غياث بن إبراهيم وإنما كتبنا هذا الحديث عن أشعب لأنه كان

عليه يحدث به ويسأل الناس ( قال ) أبو بكر رحمه الله حدثني أبي عن الرستمي عن يعقوب قال المزعة الشيء اليسير من اللحم والنتفة بمنزلتها
قال وحدثنا أبو بكر قال حدثني محمد بن أبي يعقوب الدينوري قال حدثنا روح بن محمد السكوني قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن راشد الرحبي قال قيل لأشعب قد أدركت الناس فما عندك من العلم قال حدثنا عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله على عبده نعمتان ثم سكت أشعب فقيل له وما النعمتان فقال نسي عكرمة واحدة ونسيت أنا الأخرى ( قال ) وحدثنا أبو بكر بن دريد قال حدثنا أبو حاتم عن العتبي قال كان آخر خطبة خطبها معوية رحمه الله أن صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قبض على لحيته وقال أيها الناس إني من زرع قد استحصد وقد طالت عليكم إمرتي حتى مللتكم ومللتموني وتمنيت فراقكم وتمنيتم فراقي وإنه لا يأتيكم بعدي إلا من هو شر مني كما لم يأتكم قبلي إلا من كان خيرا مني وأنه من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه اللهم إني قد أحببت لقاءك فأحبب لقائي ثم نزل فما صعد المنبر حتى مات
قال وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم قال حدثنا العتبي قال مرض معوية رحمه الله فأرجف مصقلة بن هبيرة فحمله زيادا إلى معوية وكتب إليه أن مصقلة بن هبيرة يجتمع إليه مراق من أهل العراق يرجفون بأمير المؤمنين وقد حملته إلى أمير المؤمنين ليرى فيه رأيه فوصل مصقله ومعوية قد برأ فلما دخل عليه أخذ بيده وقال يا مصقلة
( أبقى الحوادث من خليلك مثل جندلة المراجم )
( قد رامني الأعداء قبلك فامتنعت عن المظالم ** )
( صلبا إذا خار الرجال ** أبل ممتنع الشكائم )
ثم جذبه فسقط فقال مصقلة يا أمير المؤمنين قد أبقى الله منك بطشا وحلما راجحا وكلا ومرعى لوليك وسما ناقعا لعدوك ولقد كانت الجاهلية فكان أبوك سيدا وأصبح المسلمون اليوم

وأنت أميرهم فوصله معاوية ورده فسئل عن معوية فقال زعمتم أنه كبر وضعف والله لقد جبذني جبذة كاد يكسر مني عضوا وغمز يدي غمزة كاد يحطمها ( قال أبو علي ) أنشدنا أبو عبدالله إبراهيم بن محمد بن عرفة قال أنشدنا أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي لكعب الغنوي يقول لإبنه علي
( أعلى إن بكرت تجاوب هامتي ** هاما بأغبر نازح الأركان )
( وعلمت ما أنا صانع ثم انتهى ** عمري وذلك غاية الفتيان )
( وإذا رأيت المرء يشعب أمره ** شعب العصا ويلج في العصيان )
( فاعمد لما تعنو فما لك بالذي ** لا تستطيع من الأمور يدان )
( وإذا سئلت الخير فاعلم أنه ** نعمى تخص بها من الرحمن )
( شيم تعلق بالرجال وإنما ** شيم الرجال كهيئة الألوان )

إسمهان الجادوي 08-23-2021 01:41 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
قال وحدثنا أبو بكر بن دريد رحمه الله قال حدثنا السكن بن سعيد عن هشام بن محمد بن السائب عن أبيه قال رأيت ببيشة رجلا من أزد السراة أعمى يقوده شاب جميل وهو يقول له يا سمى لا يغرنك أن فسح الشباب خطوك وخلى سربك وأرفه وردك فكأنك بالكبر قد أرب ظوفك وأثقل أوقك وأوهن طوقك وأتعب سوقك فهدجت بعد الهملجه ودججت بعد الدعلجه فخذ من أيام الترفيه لأيام الإنزعاج ومن ساعات المهملة لساعة الإعجال يا ابن أخي أن اغترارك بالشباب كالتذاذك بسمادير الأحلام ثم تنقشع فلا تتمسك منها إلا بالحسرة عليها ثم تعرى راحلة الصبا وتشرب سلوة عن الهوى واعلم أن أغنى الناس يوم الفقر من قدم ذخيره
وأشدهم اغتباطا يوم الحسرة من أحسن سريره ( قال أبو علي ) السرب الطريق والوجه قال ذو الرمة
( خلى لها سرب أولاها وهيجها ** من خلفها لاحق الصقلين همهيم )
والرفه أن تشرب الإبل في كل يوم وأرب شد يقال أربت العقد إذا شددته

والأربة العقدة ( وقال أبو بكر ) يقال ظفت البعير أظوفه إذا دانيت بين قينيه والقينان موضعا القيد من الوظيف ( قال أبو علي ) الأوق الثقل والهملجة سرعة في المشي ( قال يعقوب بن السكيت ) دج يدج دجيجا إذا مر مرا ضعيفا قال الأصمعي هو الدججان أنشد أبو علي
( تدعو بذاك الدججان الدارجا ** ) قال قطرب الدعلجة ضرب من المشى والدعلجة الدحرجة والدعلجة الظلمة والدعلج الحمار والدعلجة الذهاب والمجيء والدعلجة لعبة للصبيان والدعلجة الآكل بنهم وأنشد يأكلن دعلجة ويشبع من عفا والسمادير ما يتراآي للإنسان في نومه من الأباطيل وما يتراآه السكران في سكره وقد قال بعض اللغويين قد اسمدر بصره إذا ضعف ( قال ) وحدثنا أبو بكر قال حدثنا السكن بن سعيد عن محمد بن عباد قال استعمل المهلب يزيد على حرب خراسان واستعمل المغيرة على خراجها ولم يول البختري بن المغيرة بن أبي صفرة فكتب إليه
( اقرا السلام على الأمير وقل له ** إن المقام على الهوان بلاء )
( أصل الغدو إلى الرواح وإنما ** أذني وأذن الأبعدين سواء )
( أجفى ويدعى من ورائي جالسا ** ما بالكرامة والهوان خفاء )
فوجد عليه المهلب وألزمه منزله فكتب إليه
( جفاني الأمير والمغيرة قد جفا ** وأمسى يزيد لي قد أزور جانبه )
( وكلهم قد نال شبعا لبطنه ** وشبع الفتى لؤم إذا جاع صاحبه )
( فيا عم مهلا واتخذني لنوبة ** تلم فإن الدهر جم نوائبه )
( أنا السيف إلا أن للسيف نبوة ** ومثلي لا تنبو عليك مضاربه )

فرضي عنه وعزل المغيرة وولاه ( قال ) وقرأت على أبي عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة لعمر بن أبي ربيعة
( يا ربة البغلة الشهباء هل لكم ** أن ترحمي عمرا لا ترهقي حرجا )
( قالت بدائك مت أو عش تعالجه ** فما نرى لك فيما عندنا فرجا )
( قد كنت حملتني غيظا أعالجه ** فإن تقدني فقد عنيتنا حججا )
( حتى لو اسطيع مما قد فعلت بنا ** أكلت لحمك من غيظ وما نضجا )
( فقلت لا والذي حج الحجيج له ** ما مح حبك من قلبي وما نهجا )
( ولا رأى القلب من شيء يسربه ** مذبان منزلكم عنا وما ثلجا )
( كالشمس صورتها غراء واضحة ** تغشي إذا برزت من حسنها السرجا )
( ضنت بنائلها عنه فقد تركت ** من غير جرم أبا الخطاب مختلجا )
قال وحدثني أحمد بن يحيى عن حماد بن إسحق الموصلي عن أبيه اسحق قال دخل عمر بن أبي ربيعة المسجد الحرام وهو يحاصر رجلا من قريش فنظر إلى عائشة بنت طلحة جالسة بفناء الكعبة فعدلا إليها وحادثاها فقال عمر ألا أنشدك ما قلت في موسمنا هذا قالت بلى فأنشدها
( يا ربة البغلة الشهباء هل لك في ** أن تنشري عمر ألا ترهقي حرجا )
( قالت بدائك مت أو عش تعالجه ** فما نرى لك فيما عندنا فرجا )
( قد كنت حملتنا ثقلا نعالجه ** فإن تقدنا فقد عنيتنا حججا )
فقالت لا ورب هذه البنية يا أبا الخطاب ما عنيتنا قط طرفة عين ( قال أبو علي ) وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري قال أنشدنا محمد بن المرز باني لقيس بن ذريح وقرأت جميعها على أبي بكر وأنشدني أحمد بن يحيى بعضها وهي أطول كلمة لقيس
( عفا سرف من أهله فسراوع ** فجنبا أريك فالتلاع الدوافع )


( فغيقة فالأخياف أخياف ظبية ** بها من لبينى مخرف ومرابع )
( لعل لبينى أن يحم لقاؤها ** ببعض البلاد أن ما حم واقع )
( بجزع من الوادي خلاء أنيسه ** عفا وتخطته العيون الخوادع )
( ولما بدا منها الفراق كما بدا ** بظهر الصفا الصلد الشقوق الشوائع )
( تمنيت أن تلقى لبيناك والمنى ** تعاصيك أحيانا وحينا تطاوع )
( وما من حبيب وامق لحبيبه ** ولاذي هوى الأله الدهر فاجع )
( وطار غراب البين وانشقت العصى ** ببين كما شق الأديم الصوانع )
( ألا يا غراب البين قد طرت بالذي ** أحاذر من لبنى فهل أنت واقع )
( وإنك لو أبلغتها قيلك اسلمي ** طوت حزنا وارفض منها المدامع )
( تبكي على لبنى وأنت تركتها ** وكنت كآت غيه وهو طائع )
( فلا تبكين في إثر شيء ندامة ** إذا نزعته من يديك النوازع )
( فليس لآمر حاول الله جمعه ** مشت ولا ما فرق الله جامع )
( كأنك لم تغنه إلا لم تلاقها ** وإن تلقها فالقلب راض وقانع )
( فيا قلب خبرني إذا شطت النوى ** بلبنى وصدت عنك ما أنت صانع )
( أتصبر للبين المشت مع الجوى ** أم أنت امرؤ ناسي الحياء فجازع )
( فما أنا إن بانت لبينى بهاجع ** إذا ما استقلت بالنيام المضاجع )
( وكيف ينام المرء مستشعر الجوى ** ضجيع الأسى فيه نكاس روادع )
( فلا خير في الدنيا إذا لم تواتنا ** لبينى ولم يجمع لنا الشمل جامع )
( أليست لبينى تحت سقف يكنها ** وإياي هذا إن نأت لي نافع )
( ويلبسنا الليل البهيم إذا دجا ** ونبصر ضوء الصبح والفجر ساطع )
( تطأ تحت رجليها بساطا وبعضه ** أطاه برجلي ليس يطويه مانع )


( وأفرح أن تمسي بخير وإن يكن ** بها الحدث العادي ترعني الروائع )
( كانك بدع لم تر الناس قبلها ** ولم يطلعك الدهر فيمن يطالع )
( فقد كنت أبكي والنوى مطمئية ** بنا وبكم من علم ما البين صانع )
( وأهجركم هجر البغيض وحبكم ** على كبدي منه كلوم صوادع )
( وأعجل للإشفاق حتى يشفني ** مخافة شحط الدار والشمل جامع )
( وأعمد للأرض التي من ورائكم ** ليرجعني يوما عليك الرواجع )
( فيا قلب صبرا واعترافا لما ترى ** ويا حبها قع بالذي أنت واقع )
( لعمري لمن أمسى وأنت ضجيعه ** من الناس ما اختيرت عليه المضاجع )
( ألا تلك لبنى قد تراخى مزارها ** وللبين غم ما يزال ينازع )
( إذا لم يكن إلا الجوى فكفى به ** جوى حرق قد ضمنتها الأضالع )
( أبائنة لبنى ولم تقطع المدى ** بوصل ولا صرم فييأس طامع )
( يظل نهار الوالهين نهاره ** وتهدنه في النائمين المضاجع )
( سواي فليلى من نهاري وإنما ** تقسم بين الهالكين المصارع )
( ولولا رجاء القلب أن تعطف النوى ** لما حملته بينهن الأضالع )
( له وجبات إثر لبنى كأنها ** شقائق برق في السحاب لوامع )
( نهاري نهار الناس حتى إذا دجا ** لي الليل هزتني إليك المضاجع )
( أقضي نهاري بالحديث وبالمنى ** ويجمعني بالليل والهم جامع )
( وقد نشأت في القلب منكم مودة ** كما نشات في الراحتين الأصابع )
( أبى الله أن يلقى الرشاد متيم ** ألا كل أمر حم لا بد واقع )
( هما برحا بي معولين كلاهما ** فؤاد وعين ما قها الدهر دامع )
( إذا نحن أنفدنا البكاء عشية ** فوعدنا قرن من الشمس طالع )


( وللحب آيات تبين بالفتى ** شحوب وتعرى من يديه الأشاجع )
( وما كل ما منتك نفسك خاليا ** تلاقي ولا كل الهوى أنت تابع )
( تداعت له الأحزان من كل وجهة ** فحن كما حن الظؤار السواجع )
( وجانب قرب الناس يخلو بهمه ** وعاوده فيها هيام مراجع )
( أراك اجتنبت الحي من غير بغضة ** ولو شئت لم تجنح إليك الأصابع )
( كأن بلاد الله ما لك تكن بها ** وإن كان فيها الخلق قفر بلاقع )
( ألا إنما أبكي لما هو واقع ** وهل جزع من وشك بينك نافع )
( أحال علي الدهر من كل جانب ** ودامت ولم تقلع علي الفجائع )
( فمن كان محزونا غدا الفراقنا ** فملآن فليبكي لما هو واقع )
( قال أبو علي ) سرف وسراوع وأريك مواضع والتلاع واحدها تلعة وهي مسيل ما ارتفع من الأرض إلى بطن الوادي فإذا صغرت التلعة فهي شعبة فإذا عظمت التلعة حتى تصير مثل نصف الوادي أو ثلثيه فهي ميثاء فإذا عظمت فوق ذلك فهي ميثاء جلواخ والدوافع جمع دافعة وهي التي تدفع الماء وأخياف ظبية موضع والمخرف المنزل الذي يقيم فيه في الخريف وجمعه مخارف والمربع المنزل الذي يقيم فيه في الربيع وجمعه مرابع ويحم يقدر وجزع الوادي منعطفه وكذلك صوحه ومنحناه ومنثناه وعفا درس والخوادع واحدها خادعة وهي التي لا تنام يقال خدعت عينه تخدع إذا لم تنم وأتيناهم بعدما خدعت العين وقال الممزق
( أرقت فلم تخدع بعيني نعسة ** ومن يلق ما لاقيت لا بد يأرق )
أراد من يلق ما لاقيت يأرق على المجازاة لا بد وقال الأصمعي خدع الريق نقص وإذا نقص خنر وإذا خثر أنتن قال سويد بن أبي كاهل
( أبيض اللون لذيذا طعمه ** طيب الريق إذا الريق خدع )


إسمهان الجادوي 08-23-2021 01:43 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
ويروى في الحديث ( أن قبل الدجال سنين خداعة ) يرون أن معناها ناقصة الزكاة والصفا الصخرة والصلد الصلب الذي إذا أصابه شيء صلد أي صوت والشوائع جمع شائعة وهي الظاهرة وقوله وانشقت العصا أي تفرقت الجماعة والعصا الجماعة وارفض يرفض ارفضاضا إذا سال ولا يكون إلا سيالا مع تفرق ومشت مفرق وشطت بعدت والنوى النية والمستشعر الذي لبس شعارا وهو الثوب الذي يلي الجسد والجوى الهوى الباطن والأسى الحزن يقال أسي يأسى أسى ونكاس جمع نكس مثل ترس وتراس وقرط وقراط وروادع جمع رادعة وهي التي تردعه عن الحركة والتصرف ودجا ألبس بظلمته كل شيء والبساط الأرض الواسعة والبساط ما بسط من الفرش وترعني تفزعني والمدى الغاية والصرم القطيعة والصريمة القطعة تنقطع من معظم الرمل والصريمة العزيمة التي قطع عليها صاحبها والصريم الصبح سمى بذلك لأنه انصرم عن الليل والصريم الليل لأنه انصرم عن النهار وليس هو عندنا ضدا والصرمة القطعة من الإبل وسيف صارم قاطع وتهدنه تسكنه ووجبات خفقات والمأق من العين الجانب الذي يلي الأنف واللجاظ الذي يلي الصدغ والآيات العلامات واحدتها آية وشحوب هزال والأشاجع عروق ظاهر الكف واحدها أشجع والظؤار جمع ظئر وهي التي عطفت على ولد غيرها والسواجع واحدتها ساجعة وهي التي تمد حنينها على جهة واحدة يقال سجعت تسجع سجعا والهيام داء يأخذ البعير مثل الحمى فيسخن جلده ويكثر شربه للماء وينحل جسمه يقال بعير هيمان وإبل هيام كقولك عطشان وعطاش وناقة هيمى
( قال وقرأت على أبي بكر بن دريد رحمه الله لحاتم بن عبد الله
( أكف يدي عن أن ينال التماسها ** أكف صحابي حين حاجاتنا معا )
( أبيت هضيم الكشح مضطمر الحشا ** من الجوع أخشى الذم أن أتضلعا )


( وأني لأستحيى رفيقي أن يرى ** مكان يدي من جانب الزاد أقرعا )
( وأنك إن أعطيت بطنك سؤله ** وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا )
( قال أبو علي رحمه الله ) وحدثنا أبو بكر بن البستنبان قال حدثنا أبو يعلى عن الأصمعي قال شهدت أعرابيا عشية عرفة بالموقف فسمعته يقول اللهم إن هذه العشية من عشايا منحتك وأحد أيام زلفتك فيها يقض إليك بالهمم بكل لسان تدعى وكل خيرك فيها يبغى أتتك الضوامر من الفج العميق وجابت إليك المهارق من شعب المضيق ترجو مالا خلف له من وعدك ولا مترك له من عظيم أجرك أبرزت إليك وجوهها المصونة صابرة على لفح السمائم وبرد ليل التمائم ليدركوا بذلك رضوانك ثم انتحب وبكى ورفع يديه وطرفه إلى السماء ثم أنشأ يقول إلهي إن كنت مددت يدي إليك داعيا فطالما كفيتني ساهيا نعمتك تظاهرها على عند القفلة فكيف أيأس منها عند الرجعة ولا أترك رجاءك لما قدمت من اقتراف آثامك وإن كنت لا أصل إليك إلا بك فهب لي يا رب الصلاح في الولد والأمن في البلد وعافني من شر الحسد ومن شر الدهر النكد
( قال ) وحدثنا أبو يعلى عن الأصمعي قال حدثنا محمد بن عبد الله المزني عن أبيه عن بلال بن سعد قال قضى سعد بن أبي وقاص لحرقة بنت النعمان حاجة سألته إياها فكان من دعائها له لا جعل الله لك إلى لئيم حاجة ولا أزال لك عن كريم نعمة ولا زالت عن عبد صالح نعمة إلا جعلك سببا لردها
وحدثنا أبو بكر بن دريد عن بعض أشياخه قال كان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه كثيرا ما ينشد شعر عبد الله بن عبد الأعلى القرشي
( تجهزي بجهاز تبلغين به ** يا نفس قبل الردى لم تخلقي عبثا )
( وسابقي بغتة الآجال وانكمشي ** قبل اللزام فلا منجى ولا غوثا )
( ولا تكدي لمن يبقى وتفتقري ** أن الردى وارث الباقي وما ورثا )
( واخشى حوادث صرف الدهر في مهل ** واستيقني لا تكوني كالذي انتجثا )


( عن مدية كان فيها قطع مدته ** فوافق الحرث موفورا كما حرثا )
( لا تأمني فجع دهر مورط خبل ** قد استوى عنده ما طاب أو خبثا )
( يا رب ذي أمل فيه على وجل ** أضحى به آمنا أمسى وقد جئثا )
( من كان حين تصيب الشمس جبهته ** أو الغبار يخاف الشين والشعثا )
( ويألف الظل كي تبقى بشاشته ** فسوف يسكن يوما راغما جدثا )
( في قعر موحشة غبراء مقفرة ** يطيل تحت الثرى في رمسها اللبثا )
قال الكسائي جئث الرجل جأثا فهو مجؤوث وجث جثا فهو مجثوث وزئد رؤدا وزؤدا فهو مزؤود قال أبو كبير الهذلي
( حملت به في ليلة مزؤدة ** كرها وعقد نطاقها لم يحلل )
وقال أبو زيد شئف شأفا فهو مشؤف إذا فزع وقال غيره الوهل الفزع والإجئلال مثل الإجعلال الفزع وأنشد
( للقلب من خوفه اجئلال ** )
وقال أبو عمرو أذأب فهو مذئب إذا فزع وقال الفراء وترته بغير همز إذا أفزعته ( وقال ) الأصمعي والعله الذي يستخف فيذهب ويجىء من الفزع ( وقال ) أبو عمرو ضاعني الشيء أفزعني ( قال أبو علي ) والضوع عندي الحركة من فزع كان أو غيره قال الشاعر وهو أبو ذؤيب الهذلي
( فريخان ينضاعان في الفجر كلما ** أحسادوي الريح أو صوت ناعب )
ومنه قيل تضوع المسك أي تحرك ريحه وقال غيره الإفزاز الأفزاع وأنشد لأبي ذؤيب
( والدهر لا يبقى على حدثانه ** شبب أفزته الكلاب مروع )
( قال أبو علي ) الشبب والشبوب والمشب المسن من الثيران قال والإفزار عندي الإستخفاف وأفزته استخفته ومنه قيل لولد البقرة فزلانه يستخفه كل شيء رآه أو وأحس به
( قال أبو زيد ) يقال أخذني منه الأزيب أي الفزع وقرأت على أبي عمر في نوادر

ابن الأعرابي عن ابن الأعرابي هذه الأبيات
( اين خليلي الذي أصافيه ** قد بان عني فما ألاقيه )
( حل برمس فما يكلمني ** شغلا وإن كنت قد أناديه )
( قد كان برا فكيف أجفوه ** أيام يدني وكنت أدنيه )
( يا بعد من حل في الثرى أبدا ** عنك وأن حل حيث تأتيه )
( أيام نلهو وبيننا أمد ** نرجوه فيه وقد يرجيه )
( يبسطني مرة ويوعدني ** فضلا طريفا إلى أياديه )
( أيام أن قلت قال في سرع ** وإن كرهنا بدا تأبيه )
( مساعد مونق أخو كرم ** فليس شبه له يدانيه )
( إذ نحن في سلوة وفي غفل ** عن ريب دهر دعت دواعيه )
وقرأت على أحمد بن عبد الله عن أبيه
( أبكي أخا كان يلقاني بنائله ** قبل السؤال ويلقى السيف من دوني )
( إن المنايا أصابتني مصائبها ** فاستعجلت بأخ قد كان يكفيني )
وقرأت عليه أيضا عن أبيه وأنشدنا أبو بكر بن دريد أيضا
( أيغسل رأسي أو تطيب مشاربي ** ووجهك معفور وأنت سليب )
( سيبكيك من أمسى يناجيك طرفه ** وليس لمن وارى التراب نسيب )
( وإني لأستحيي أخي وهو ميت ** كما كنت أستحييه وهو قريب )
وحدثنا أبو بكر بن الأنباري رحمه الله قال حدثني أبي عن بعض أصحابه عن الأصمعي قال رأيت امرأة جا لسة عند قبر تبكي وتقول
( هل خبر القبر سائليه ** أم قرعينا بزائريه )
( أم هل تراه أحاط علما ** بالجسد المستكن فيه )


( لو يعلم القبر من يواري ** تاه على كل ما يليه )
( تحلو نعم عنده سماحا ** ولم تدر قط لا بفيه )
( أنعى بريدا لمعتفيه ** أنعى بريد المجتدبه )
( أنعى بريدا إلى حروب ** تحسر عن منظر كريه )
( أندب من لا يحيط علما ** بكهه بلغ نادبيه )
( يا جبلا كان ذا امتناع ** وطود عز لمن يليه )
( ونخلة طلعها نضيد ** يقرب من كف مجتنيه )
( ويا مريضا على فراش ** تؤذيه أيدي ممرضيه )
( ويا صبورا على بلاء ** كان به الله يبتليه )
( يا دهر ماذا أردت مني ** أخلفت ما كنت أرتجيه )
( دهر رماني بفقد إلفي ** أشكو زماني وأشتكيه )
( آمنك الله كل روع ** وكل ما كنت تتقيه )
( قال الفراء ) يقال أنه لترعية مال إذا كان يصلح المال على يديه ويحسن رعيته والترعية الحسن القيام على المال والرعى له وأنشد
( ترعية قد ذرئت مجاليه ** يقلي الغواني والغواني تقليه )
وقال يعقوب ترعية وترعية بضم التاء وكسرها قال ويقال للراعي الحسن الرعية للمال أنه لبلو من أبلائها قال عمر بن لجأ
( فصادفت أعسل من أبلائها ** يعجبه النزع على ظمائها )
وأنه لعسل من أعسالها وأنه لزر من أزرارها ويقال أن لفلان على ماله إصبعا أي أثرا حسنا قال الراعي
( ضعيف العصا بادي العروق ترى له ** عليها إذا ما أجدب الناس أصبعا )

أي يشار إليها بالأصابع إذا رؤيت ويقال أنه لخال مال وخائل مال إذا كان حسن القيام عليه وأنه لسرسور مال وأنه لصدى مال وأنه لسؤبان مال وقال أبو عمرو وأنه لمحجن مال وأنشد
( قد عنت الجلعد شيخا أعجفا ** محجن مال أينما تصرفا )
الجلعد الناقة القوية الشديدة ويقال للمرأة إذا أسنت وفيها قوة أنها جلعد ويقال هو إزاء مال وإزاء معاش إذا كان يقوم به قياما حسنا وقال حميد بن ثور الهلالي
( إزاء معاش لا يزال نطاقها ** شديدا وفيها سورة وهي قاعد )
أي وثوب وارتفاع ويروى وفيها سؤرة أي بقية من شباب ( وقال الأصمعي ) في قول زهير ابن أبي سلمى
( تجدهم على ما خيلت هم إزاؤها ** وإن أفسد المال الجماعات والأزل )
أي هم الذين يقومون بها المقام المحمود وأنشدنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة للعتبي
( ينام المسعدون ومن يلوم ** وتوقظني وأوقظها الهموم )
( صحيح بالنهار لمن يراني ** وليلي لا ينام ولا ينيم )
( كأن الليل محبوس دجاه ** فأوله وآخره مقيم )
( لمهلك فتية تركوا أباهم ** وأصغر ما به منهم عظيم )
( يذكرنيهم ما كنت فيه ** فسيان المساءة والنعيم )
( فبالخدين من دمعي ندوب ** وبالأحشاء من وجدي كلوم )
( فإن يهلك بى فليس شيء ** على شيء من الدنيا يدوم )
قال وأنشدني إسحق بن الجنيد قال أنشدني أحمد الجوهري
( واحزني من فراق قوم ** هم المصابيح والحصون )
( والأسد والمزن والرواسي ** والخفض والأمن والسكون )


( لم تتنكر لنا الليالي ** حتى توفتهم المنون )
( فكل نار لنا قلوب ** وكل ماء لنا عيون )
وأملى علينا علي بن سليمان الأخفش قال قال عمرو بن مالك بن يثربي يرثى مسعود بن شداد قال وقال يعقوب هي لأبي الطمحان القيني ثم شك قال والصحيح أنها لعمر وقد قالوا أنها لأمرأة من جرم وإنما وقع الخلاف ههنا ( قال أبو علي ) وقرأتها على أبي عمر المطرز عن أبي العباس عن ابن الأعرابي لفارعة بنت شداد ترثى أخاها مسعود بن شداد وفي الروايتين اختلاف وتقديم وتأخير وزيادة ونقصان ورواية أبي الحسن على الأخفش أتم وهي وهذه الأبيات
( يا عين بكي لمسعود بن شداد ** بكاء ذي عبرات شجوه بادي )
( من لا يذاب له شحم السديف ولا ** يجفوا العيال إذا ما ضن بالزاد )
( ولا يحل إذا ما حل منتبذا ** يخشى الرزية بين الماء والباد )
( قال أبو علي ) لم يرو هذا البيت ولا الذي قبله ابن الأعرابي ويروى معتنزا مكان منتبذا وهما سواء وقال لنا أبو الحسن الأخفش وحفظي والنادي
( قوال محكمة نقاض مبرمة ** فتاح مبهمة حباس أو راد )
وروى ابن الأعرابي فراج مبهمة
( حلال ممرعة فراج مفظعة ** حمال مضلعة طلاع أنجاد )
( قتال طاغية رباء مرقبة ** مناع مغلبة فكاك أقياد )
وروى ابن الأعرابي
( قتال طاغية نحار راغية ** حلال رابية )
( حمال ألوية شداد أنجية ** سداد أوهية فتاح أسداد )
وروى ابن الأعرابي شهاد أنجية رفاع ألوية وزاد ههنا بيتين وهما هذان
( جماع كل خصال الخير قد علموا ** زين القرين ونكل الظالم العادي )

إسمهان الجادوي 08-23-2021 01:43 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
( أباز رارة لا تبعد فكل فتى ** يوما رهين صفيحات وأعواد )
( هلا سقيتم بني جرم أسيركم ** نفسي فداؤك من ذي كربة صادي )
( نعم الفتى ويمين الله قد علموا ** يخلو به الحي أو يغدو به الغادي )
( هو الفتى يحمد الجيران مشهده ** عند الشتاء وقد هموا بإخماد )
( الطاعن الطعنة النجلاء يتبعها ** مثعنجر بعد ما تغلي بإزباد )
( والسابئ الزق للأصحاب إذ نزلوا ** إذا ذراه وغيث المحوج الجادي )
( لاه ابن عمك لا أنساك من رجل ** حتى يجيء من القبر ابن مياد )
( قال ) أبو الحسن ويروى لاه ابن عمك لا أنسى ابن شداد حتى يجيء من الرمس ويروى لاه ابن عمك لاأنساك يا رجلا حتى يجيء من الرمس
( إني وإياهم حتى نصيب به ** منهم أخاثقة في ثوب حداد )
لم يرو ابن الأعرابي من قوله أباز رارة إلى هذا البيت إني وإياهم وروى
( يا من يرى بارقا قدبت أرمقه ** يسري على الحرة السوداء فالوادي )
ويروى قدبت أرقبه وروى ابن الأعرابي جودا على الحرة السوداء وأتبع هذا البيت البيت الذي هو أول القصيدة
( برقا تلألا غوريا جلست له ** ذات العشاء وأصحابي بأفناد )
( بتنا وباتت رياح الغور تزجله ** حتى استتب تواليه بأنجاد )
( ألقى مراسي غيث مسبل غدق ** دان يسح سيوبا ذات إرعاد )
( أسقى به قبر من أعنى وحب به ** قبرا إلي ولما يفده فادي )
( قال أبو علي ) السديف شحم السنام وهو أجود شحم البعير يقول لا يستأثر به دون ضيفه وعياله والمعتنز والمنتبذ المتنحي المنفرد وقوله بين الماء والبادي يعني بين الحضر والبدو فأما النادي والندي فالمجلس قوال محكمة يعني خطبة أو قصيدة والمبرمة الأمور

التي قد أبرمت أي أحكمت وقوله قتال طاغية ( قال أبو علي ) قال أبو الحسن الهاء في طاغية للمبالغة وإنما أراد طاغيا ورباء فعال من قولهم ربأ للقوم يربأ إذا صار لهم ربيئة أي ديدبانا والأنجية القوم يتناجون أي يتسارون واحدهم نجي والنكل القيد وجمعه أنكال والصادي العطشان ههنا
قال أبو الحسن قوله همو بإخماد يقال خمدت النار إذا سكن لهبها ولم يطفأ جمرها وهمدت إذا طفئ جمرها ( قال أبو علي ) ومنه قيل همد الرجل إذا مات وهمد الثوب إذا أخلق فلم يكن فيه مرقع وإنما قال وقد همو بإخماد أي هموا بان يطفؤا لهب نيرانهم لئلا يبصرها بالليل المتنور فيأتيهم للقرى والنجلاء الواسعة
( قال أبو الحسن ) المثعنجر الدم الكثير ( قال ) والسابئ المبتاع للخمر يقال سبأت الخمر أسبؤها سبأ إذا اشتريتها ( قال أبو علي ) ولا يكون السباء إلا في الخمر وحدها والجادي السائل والمعطي وهو من الأضداد قال الشاعر
( جدوت أناسا موسرين فما جدوا ** ألا الله فاجدوه إذا كنت جاديا )
( قال أبو الحسن ) قوله ثوب حداد يعني ثوب وسخ والبارق السحاب الذي فيه برق والغور تهامة والجلس نجد وجلسنا أتينا الجلس وأنشدني أبو بكر بن دريد رحمه الله تعالى
( إذا ما جلسنا لا تزال ترومنا ** تميم لدى أبياتنا وهوازن )
( قال أبو الحسن ) أفناد موضع كذا أنشدناه تزجله أي تدفعه ولا أحسب هذا محفوظا وإنما هو تزجله أي تدفعه ( قال أبو الحسن ) استتب تهيأ والتأم وأنجاد جمع نجد )

بسم الله الرحمن الرحيم

( قال أبو علي ) إسمعيل بن القاسم القالي رحمه الله تعالى أخبرنا أبو بكر بن دريد الأزدي قال حدثنا الرياشي عن محمد بن سلام قال كتب الحجاج بن يوسف إلى قتيبة ابن مسلم إني نظرت في عمري فإذا أنا قد بلغت خمسين سنة وأنت نحوي في السن وأن امرأ قد سار إلى منهل خمسين عاما لقمن أن يكون دنا منه فسمع التيمي منه هذا فقال ( وان أمرأ قد سار خمسين حجة ** إلى منهل من ورده لقريب )
( قال أبو علي ) قال أبو بكر وحدثنا عبد الأول بن مرثد قال حدثني أحمد بن المعذل
قال رثى محارب بن دثار عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه فقال هذه الأبيات
( كم من شريعة حق قد أقمت لهم ** كانت أميتت وأخرى منك تنتظر )
( يا لهف نفسي ولهف الواجدين معي ** على النجوم التي تغتالها الحفر )
( ثلاثة ما رأت عين لهم شبها ** يضم أعظمهم في المسجد المدر )
( فأنت تتبعهم لم تأل مجتهدا ** سقيا لها سننا بالحق تقتفر )
( لو كنت أملك والأقدار غالبة ** تأتي صباحا وتبياتا وتبتكر )
( صرفت عن عمر الخيرات مصرعه ** بدير سمعان لكن يغلب القدر )
( قال ) وحدثنا أبو بكر بن الأنباري رحمه الله تعالى قال حدثنا أبو الحسن الأسدي قال حدثنا الرياشي عن العتبي عن أبيه قال رأيت امرأة بضرية جالسة عند قبر تبكي وتقول هذه الأبيات
( ألا من لي بأنسك يا أخيا ** ومن لي أن أبثك ما لديا )
( طوتك خطوب دهرك بعد نشر ** كذاك خطوبه نشرا وطيا )
( فلو نشرت قواك لي المنايا ** شكوت إليك ما صنعت إليا )
( بكيتك يا أخي بدمع عيني ** فلم يغن البكاء عليك شيا )
( وكانت في حياتك لي عظات ** فأنت اليوم أوعظ منك حيا )
( قال ) وأنشدنا أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش للأبيرد بن المعذر الرياحي يرثي أخاه بريدا
( تطاول ليلى لم أنمه تقلبا ** كأن فراشي حال من دونه الجمر )
( أراقب من ليل التمام نجومه ** لدن غاب قرن الشمس حتى بدا الفجر )
( تذكر علق بان منا بنصره ** ونائله يا حبذا ذلك الذكر )
( فإن تكن الأيام فرقن بيننا ** فقد عذرتنا في صحابته العذر )


( وكنت أرى هجرا فراقك ساعة ** ألا لا بل الموت التفرق والهجر )
( أحقا عباد الله أن لست لاقيا ** بريدا طوال الدهر ما لألا العفر )
( فتى ليس كالفتيان إلا خيارهم ** من القوم جزل لا ذليل ولا غمر )
( فتى إن هو استغنى تخرق في الغنى ** وإن كان فقر لم يؤد متنه الفقر )
( وسامى جسيمات الأمور فنالها ** على العسر حتى يدرك العسرة اليسر )
( ترى القوم في العزاء ينتظرونه ** إذا شك راي القوم أو حزب الأمر )
( فليتك كنت الحي في الناس باقيا ** وكنت أنا الميت الذي ضمه القبر )
( فتى يشتري حسن الثناء بماله ** إذا السنة الشهباء قل بها القطر )
( كأن لم يصاحبنا بريد بغبطة ** ولم تأتنا يوما بأخباره البشر )
( لعمري لنعم المرء عالى نعيه ** لنا ابن عرين بعد ما جنح العصر )
( تمضى به الأخبار حتى تغلغلت ** ولم تثنه الأطباع عنا ولا الجدر )
( فلما نعى الناعي بريدا تغولت ** بي الأرض فرط الحزن وانقطع الظهر )
( عساكر تغشى النفس حتى كأنني ** أخو نشوة دارت بهامته الخمر )
( إلى الله أشكو في بريد مصيبتي ** وبثي وأحزانا يجيش بها الصدر )
( وقد كنت أستعفي الإله إذا اشتكى ** من الأجر لي فيه وإن سرني الأجر )
( وما زال في عيني بعد غشاوة ** وسمعي عما كنت أسمعه وقر )
( على أنني أقنى الحياء وأتقي ** شماتة أقوام عيونهم خزر )
( فحياك عني الليل والصبح إذا بدا ** وهوج من الأرواح غدوتها شهر )
( سقى جدثا لو استطيع سقيته ** بأود فرواه الرواعد والقطر )
( ولا زال يسقى من بلاد ثوى بها ** نبات إذا صاب الربيع بها نضر )
( حلفت برب الرافعين أكفهم ** ورب الهدايا حيث حل بها النحر )
( ومجتمع الحجاج حيث تواقفت ** رفاق من الآفاق تكبيرها جأر )


( يمين أمرئ إلى وليس بكاذب ** وما في يمين بتها صادق وزر )
( لئن كان أمسى ابن المعذر قد ثوى ** بريد لنعم المرء غيبه القبر )
( هو المرء للمعروف والبر والندى ** ومسعر حرب لا كهام ولا غمر )
( أقام ونادى أهله فتحملوا ** وصرمت الأسباب واختلف النجر )
( فأي امرئ غادرتم في محلكم ** إذا هي أمست لون آفاقها حمر )
( إذا الشول راحت وهي حدب ظهورها ** عجافا ولم يسمع لفحل لها هدر )
( كثير رماد النار يغشى فناؤه ** إذا نودي الأيسار واحتضر الجزر )
( فتى كان يغلي اللحم نيأ ولحمه ** رخيص بكفيه إذا تنزل القدر )
( يقسمه حتى يشيع ولم يكن ** كآخر يضحي من غبيبته ذخر )
( فتى الحي والأضياف إن روحتهم ** بليل وزاد القوم ان أرمل السفر )
( إذا جهد القوم المطي وأدرجت ** من الضمر حتى يبلغ الحقب الضفر )
( وخفت بقايا زادهم وتواكلوا ** وأكسف بال القوم مجهولة قفر )
( رأيت له فضلا عليهم بقوة ** وبالعقر لما كان زادهم العقر )
( غذا القوم أسروا ليلهم ثم أصبحوا ** غدا وهو ما فيه سقاط ولا فتر )
( وإن خشعت اصواتهم وتضاءلت ** من الأين جلي مثل ما ينظر الصقر )
( وإن جارة حلت إليه وفي لها ** فباتت ولم يهتك لجارته ستر )
( عفيف عن الفحشاء ما التبست به ** صليب فما يلفى بعود له كسر )
( سلكت سبيل العالمين فمالهم ** وراء الذي لاقيت معدى ولا قصر )
( وأبليت خيرا في الحياة وإنما ** ثوابك عندي اليوم أن ينطق الشعر )
( ليفدك مولى أو أخ ذو ذمامة ** قليل الغناء لا عطاء ولا نصر )
( قال أبو علي ) قال أبو الحسن من روى لم أنمه جعله مفعولا على السعة كما قالوا اليوم صحيه والمعنى لم أنم فيه وصمت في اليوم جعله مثل زيد ضربته ونصب تقلبا بالمعنى كأنه

قال أتقلب تقلبا لأن لم أنمه بدل منه ( قال أبو علي ) ليل التمام بالكسر لا غير ولا تنزع منه الألف واللام فيقال ليل تمام فأما في الولد فيجوز الكسر والفتح ونزع الألف واللام فيقال ولد الولد لتمام ولتمام وأما ما سواهما فلا يكون فيه إلا الفتح يقال خذ تمام حقك وبلغ الشيء تمامه فأما المثل فبالكسر وهو قولهم ( أبى قائلها إلا تما ) وقرن الشمس حرفها
قال أبو الحسن من رفع تذكر فكأنه قال أمري تذكر علق ومن نصب فكأنه قال أتذكر وما قبله من الكلام بدل منه ( قال أبو علي ) العلق هو الشيء النفيس من كل شيء والعلق الحب والعلاقة أيضا الحب والعرب تقول نظرة من ذي علق أي من ذي حب والعلق الدود الذي يكون في الماء والعلق الدم فأما العلاقة بالكسر فهو ما يعلق به السوط وما أشبهه
قال أبو الحسن أنث عذرتنا لأن العذر في معنى المعذرة والعذرة والعذرى فكأنه قال عذرتنا المعذرة ( قال ) وأخبرني محمد بن يزيد قال العذر جمع عذرة مثل بسرة وبسر ( قال ) وهو أبلغ في المعنى الذي أراد لأنه يكون فيه معنى التكثير يقال عذره عذرا بعد عذر كأنه قال عذرتنا المعاذير
والصحابة والصحبة واحد ( قال أبو علي ) وهذا أمثل لأنه جعل للعذر صحابة قال أبو الحسن وسرق عبد الصمد بن المعذل معنى قوله
( وكنت أرى هجرا فراقك ساعة ** ألا لا بل الموت التفرق والهجر )
فقال
( الموت عندي والفراق ** كلاهما ما يطاق )
( يتعاونان على النفوس ** فذا الحمام وذو السياق )
( لو لم يكن هذا كذا ** ما قيل موت أو فراق )
( قال أبو الحسن ) قوله أحقا عند أهل العربية في موضع ظرف كأنه قال أفي حق عباد الله
ولألأحرك ( قال أبو علي ) العرب تقول لا آتيك ما لألأ العفر أي ما حركت أذنابها قال عدي بن زيد
( يلألئن الأكف على عدي ** ويعطف رجعهن إلى الجيوب )

إسمهان الجادوي 08-23-2021 01:43 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
( قال أبو الحسن ) خيارهم بدل من الفتيان وهذا بدل البعض من الكل كأنه قال فتى ليس إلا كخيار الفتيان
والجزل القوي ومنه قيل حطب جزل إذا كان قويا غليظا
( قال أبو علي ) قال الأصمعي الجزل من الرجال الجيد الرأي ( قال أبو علي ) الغمر والمغمر الذي لم يجرب الأمور والغمر بالفتح السخي الكثير العطاء قال كثير
( غمر الرداء إذا تبسم ضاحكا ** غلفت لضحكته رقاب المال )
وإنما قال غمر الرداء لأنه أراد بقوله سخي الرجال والعرب تفعل هذا فتقول فدى لك ردائي وفدى لك ازاري ويريدون بذلك أبدانهم والغمر الغزير من الماء والغمر القدح الصغير الذي يسع دون الري ومنه قيل تغمرت أي شربت الغمر والغمر الذي يعلق باليد من الزهومة بفتح الغين والميم يقال يد غمرة والغمر الحقد يقال غمر صدره علي ودخلت في غمار الناس وخمار الناس وغمر الناس وخمر الناس أي في جماعتهم والغمرة بفتح الغين وسكون الميم الحيرة ( قال أبو الحسن ) وتخرق توسع والخرق الواسع من الأرض ( قال أبو علي ) والخرق بكسر الخاء السخي من الرجال الذي يتوسع في العطاء قال أبو الحسن يؤد يثقل قال الله عز وجل { ولا يؤوده حفظهما } أي لا يثقله ( قال أبو علي ) وسامى عالى ( قال أبو الحسن ) يقال العسرة والعسر ولا يقال اليسرة كما يقال اليسر ( وقال أبو الحسن ) العزاء الذي يعزك أي يغلبك ويقهرك ( قال أبو علي ) الشهباء السنة التي يكثر الجليد فيها من شدة البرد وهذا أكثر ما يكون عندهم من الشمال لأنها في بلادهم باردة يابسة تفرق السحاب ولذلك سموها محوة غير مصروفة لأنها تمحو السحاب ( قال أبو الحسن ) البشر جمع بشير ( قال ) وكان ينبغي أن يقول البشر فأسكن للضرورة ( قال أبو علي ) وهذا عندي جائز حسن مثل كتب وكتب ورسل ورسل وبالتخفيف يقرأ أبو عمرو بن العلاء في أكثر القرآن ( قال أبو الحسن ) وجنح مال والعصر العشي ( قال أبو علي ) والعصران الغداة والعشي وكذلك البردان ( قال أبو الحسن ) تغلغلت دخلت ويقال

غل في الشيء وانغل فيه إذا دخل فيه ( قال أبو الحسن ) والأطباع أراد بها الخواتم والطابع الخاتم فحذف الزائد فصار طبعا فجمعه على أطباع مثل قتب وأقتاب وجمل وأجمال ( قال ) ويروى الأصناع يريد المصانع وواحدها مصنعة فحذف الهاء لأنها بمنزلة اسم ضم إلى اسم ثم حذف الزائدة الأولى فصار صنعا فجمعه أصناعا
( قال أبو علي ) أصناع جمع صنع وهو محبس الماء ( قال أبو الحسن ) تغولت بي الأرض أي ذهبت بي ومنه ( غالته غول ) أي أذهبته وأهلكته ومنه الغضب غول الحلم ( قال أبو علي ) تغولت تلونت كانه استدارت به الأرض فتلونت في عينه مما أصابه ( قال أبو الحسن ) أقنى ألزم يقال قني حياءه إذا لزمه ( قال أبو الحسن ) أود موضع ويروى أود أيضا فلا أدري أهما اسمان لموضع واحد جاآ على لغتين أو أود غير أود فأما في بيت جرير فلا يروى إلا بالضم وهو قوله
( أهوى أراك برامتين وقودا ** أم بالجنيبة من مدافع أودا )
( قال أبو علي ) الوقود بفتح الواو الحطب وبضمها اللهب
والجأر مصدر جأر يجأر جأرا والجؤار الإسم وهو صوت مع تضرع ( قال أبو علي ) والكهام الكليل الحد من السيوف وأراد به ههنا الرجل
والنجر والنجار والنجار الأصل والنجار أيضا اللون ( قال أبو الحسن ) وقد يكون النجار جمع نجر ( قال ) والغبيبة اللحم المتغير الريح ( قال أبو علي ) والبليل الريح الباردة التي معها بلل ( قال ) وأرمل السفر نفدت أزوادهم وكذلك أقووا وهما عندي من الرمل والقواء وهو القفر كأنه صار بموضع ليس فيه شيء غير الرمل وبالموضع الخالي الذي لا يجد في شيأ ثم كثر ذلك حتى قيل لكل من نفد زاده قد أرمل وقد أقوى قال الله تعالى { نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين } ( قال ) والضفر حبل مضفور يجعل في أعالي الحمل والحقب في أسفله فيقول من شدة ضمره بلغ الأعلى الأسفل وأكسف غير والبال الحال وتضاءلت ضعفت وجلى

بين كذا قال أبو الحسن ( قال أبو علي ) وهو جيد في الإشتقاق وقد روى أبو عبيدة جلي ببصره إذا رمى به ويلفى يوجد ويروى يلقى بالقاف ( قال أبو الحسن ) ينطق الشعر ينطق ههنا يبين ( قال أبو علي ) حدثنا أبو بكر بن دريد رحمه الله تعالى قال حدثنا سعيد بن هرون عن التوزي عن أبي عبيدة قال لما هلك أبان بن الحجاج وأمه أم ابان بنت النعمان بن بشير فلما دفنه قام الحجاج على قبره فتمثل بقول زياد الأعجم
( ألآن لما كنت أكمل من مشى ** وافترنابك عن شباة القارح )
( وتكاملت فيك المروءة كلها ** وأعنت ذلك بالفعال الصالح )
فلما انصرف إلى منزله قال أرسلوا خلف ثابت بن قيس الأنصاري فأتاه فقال أنشدني مرثيتك في ابنك الحسن فأنشده
( قد أكذب الله من نعى حسنا ** ليس لتكذيب موته ثمن )
( أجول في الدار لا أراك وفي الدار أناس جوارهم غبن )
( بدلتهم منك ليت أنهم ** أضحوا وبيني وبينهم عدن )
فقال له الحجاج ارث ابني أبان فقال له إني لا أجد به ما كنت أجد بحسن قال وما كنت تجد به قال ما رأيته قط فشبعت من رؤيته ولا غاب عني قط إلا اشتقت إليه فقال الحجاج كذلك كنت أجد بأبان ( قال أبو علي ) وحدثني أبو عبد الله عند قراءتي عليه قصيدة ابن أحمر
( شط المزار بجدوى وانتهى الأمل ** ) قال مدح بهذه القصيدة النعمان بن بشير بن سعد الأنصاري وبشير بن سعد عقبي بدري أنصاري والنعمان أول مولود ولد في الإسلام من الأنصار وآخر من ولي الكوفة لمعاوية بن أبي سفيان وقتلته كلب في فتنة مروان وكان عثمانيا
وقرأت قصيدة زياد الأعجم على أبي بكر بن دريد فقال زياد الأعجم كنيته أبو أمامة وكان في كتابي للصلتان فقال هو هي لزياد الأعجم

وكان ينزل إصطخر ورثى بهذه القصيدة المغيرة بن المهلب بن أبي صفرة ( قال ) وأنشدنا هذه القصيدة أبو الحسن الأخفش لزياد الأعجم وفي الروايتين اختلاف وتقديم وتأخير في الابيات ورواية أبي بكر أتم أولها في روايته
( يا من بمغدى الشمس أو بمراحها ** أو من يكون بقرنها المتنازح )
وروى أبو الحسن أو من يحل بقرنها وروى هذا البيت في وسط القصيدة
( قل للقوافل والغزاة إذا غزوا ** للباكرين وللمجد الرائح )
وروى أبو الحسن والغزي إذا غزوا والباكرين وهذا البيت أول القصيدة
( إن السماحة والمروءة ضمنا ** قبرا بمرو على الطريق الواضح )
( فإذا مررت بقبره فاعقر به ** كوم الجلاد وكل طرف سابح )
ويروى طرف طامح
( وانضح جوانب قبره بدمائها ** فلقد يكون أخادم وذبائح )
( واظهر ببزته وعقد لوائه ** واهتف بدعوة مصلتين شرامح )
( آب الجنود معقلا أو قافلا ** وأقام رهن حفيرة وضرائح )
( وأرى المكارم يوم زيل بنعشه ** زالت بفضل فواضل ومدائح )
( رجفت لمصرعه البلاد وأصبحت ** منا القلوب لذاك غير صحائح )
( ألآن لما كنت أكمل من مشى ** وافترنابك عن شباة القارح )
( وتكاملت فيك المروءة كلها ** وأعنت ذلك بالفعال الصالح )
( فكفى لنا حزنا ببيت حله ** احدى المنون فليس عنه ببارح )
( فعفت منابره وحط سروجه ** عن كل طامحة وطرف طامح )
( وإذا يناح على امرئ فتعلمن ** أن المغيرة فوق نوح النائح )
( تبكي المغيرة خيلنا ورماحنا ** والباكيات برنة وتصايح )
( مات المغيرة بعد طول تعرض ** للموت بين أسنة وصفائح )


( والقتل ليس إلى القتال ولا أرى ** سببا يؤخر للشفيق الناصح )
( لله در منية فاتت به ** فلقد أراه يرد غرب الجامح )
( ولقد أراه مجففا أفراسه ** يغشى الأسنة فوق نهد قارح )
( في حجفل لجب ترى أبطاله ** منه تعضل بالفضاء الفاسح )
( يقص الحزونة والسهولة إذ غدا ** بزهاء أرعن مثل ليل جانح )
( ولقد أراه مقدما أفراسه ** يدني مراحج في الوغى لمراحج )
( فتيان عادية لدى مرسى الوغى ** سبنوا بسنة معلمين حجاحج )
( لبسوا السوابغ في الحروب كأنها ** غدر تحيز في بطون أباطح )
( قال أبو علي ) كذا أنشدناه أبو الحسن تحيز بالزاي فزاد أبو بكر تحير بالراء ولم ينكر تحيز وكلاهما عندي جائز حسن وروى أبو الحسن رحمه الله تعالى في متون أباطح
( وإذا الضراب عن الطعان بدالهم ** ضربوا بمرهفة الصدور جوارح )
( لو عند ذلك قارعته منية ** قرع الحواء وضم سرح السارح )
( كنت الغياث لأرضنا فتركتنا ** فاليوم نصبر للزمان الكالح )
( فانع المغيرة للمغيرة إذا غدت ** شعواء مجعرة لنبح النابح )
( صفان مختلفان حين تلاقيا ** آبوا بوجه مطلق أو ناكح )
( ومدجج كره الكماة نزاله ** شاكي السلاح مسايف أو رامح )
( قد زار كبش كتيبة بكتيبة ** يودي لكوكبها برأس طامح )
( غيران دون نسائه وبناته ** حامي الحقيقة للحروب مكاوح )
( سبقت يداك له بعاجل طعنة ** شهقت لمنفذها أصول جوانح )
( والخيل تضيح بالكماة وقد جرت ** فوق النحور دماؤها بسرائح )
( يا لهفتا لك كلما ** خيف الغرار على المدر الماسح )
( تشفي بحلمك لأبن عمك جهله ** وتذب عنه كفاح كل مكافح )


( وإذا يصول بك ابن عمك لم يصل ** بمواكل وكل غداة تجالح )
( صل يموت سليمه قبل الرقى ** ومخاتل لعدوه بتصافح )
( وإذا الأمور على الرجال تشابهت ** وتنوزعت بمغالق ومفاتح )
( فتل السحيل بمبرم ذي مرة ** دون الرجال بفضل عقل راجح )
( وأرى الصعالك للمغيرة أصبحت ** تبكي على طلق اليدين مسامح )
( كان الربيع لهم إذا انتجعوا الندى ** وخبت لوامع كل برق لامح )
( كان المهلب بالمغيرة كالذي ** ألقى الدلاء إلى قليب المائح )
( فاصاب جمة ما استقى فسقى له ** في حوضه بنوازع ومواتح )
( أيام لو يحتل وسط مفازة ** فاضت معاطشها بشرب سائح )
لم يرو أبو الحسن رحمه الله تعالى من قوله أن المهالب إلى قوله رفاع ألوية
( أن المهالب لن يزال لهافتى ** يمري قوادم كل حرب لاقح )
( بالمقربات لواحقا آطالها ** تجتاب سهل سباسب وصحا صح )
( متلببا تهفو الكتائب حوله ** ملح المتون من النضيح الراشح )
( ملك أغر متوج يسمو له ** طرف الصديق بغض طرف الكاشح )
( رفاع ألوية الحروب إلى العدى ** بسعود طير سانح وبوارح )
( قال أبو علي ) قال الأصمعي الجلد الكبار من الإبل التي لا صغار فيها وأنشد
( تواكلها الأزمان حتى أجأنها ** إلى جلد منها قليل الأسافل )
والأسافل الصغار ههنا ( قال أبو علي ) وجمعها جلاد وإنما قيل للكبار جلد لأنها قد اشتدت وصلبت ولم يقل الصغار لأنها لينة رطبة ( قال أبو علي ) وقوله مصلتين يعني أصلتوا سيوفهم أن سلوها
والشرامح جمع شرمح وهم الطوال وقوله مجففا أفراسه يعني ألبسها التجافيف وتعضل تنشب ومنه عضلت القطاة إذا نشب

بيضها فلم يخرج وتحيز تدافع والمكافح المجالد بنفسه ومنه لقينه كفاحا
والمكاوح بالواو المجاهد ( قال أبو علي ) ويقال فلان شاكي السلاح وشائك السلاح إذا كانت لسلاحه شوكة وفلان شاك في السلاح إذا دخل في الشكة والشكة السلاح والسرائح السيور واحدها سريحة وهي سيور نعال الإبل
والوكل الذي يتكل على غيره والتجالح التكاشف
( قال ) وأنشدنا أبو بكر ر حمه الله تعالى قال أنشدنا أبو حاتم عن أبي عبيدة لأم عمرو أخت ربيعة بن مكدم ترثى أخاها ربيعة وقتلته بنو سليم
( ما بال عينك منها الدمع مهراق ** سحا فلا عازب عنها ولا راقي )
( أبكي على هالك أودى فأورثني ** بعد التفرق حزنا حره باقي )
( لو كان يرجع ميتا وجد ذي رحم ** أبقى أخي سالما وجدي واشفاقي )
( أو كان يفدى لكان الأهل كلهم ** وما أثمر من مال له راق )
( لكن سهام المنايا من نصبن له ** لم ينجه طب ذي طب ولا راقي )
( فاذهب فلا يبعدنك الله من رجل ** لاقى التي كل حي مثلها لاقي )
( فسوف أبكيك ما ناحت مطوقة ** وما سريت مع الساري على ساقي )
( أبكي لذكرته عبرى مفجعة ** ما إن يجف لها من ذكرة ماقي )
وأنشدنا أبو علي لأبي بكر بن دريد رحمه الله تعالى
( على أي رغم ظلت أغضي وأكظم ** وعن أي حزن بات دمعي يترجم )
( أجدك ما تنفك ألسن عبرة ** تصرح عما كنت عنه تجمجم )
( كأنك لم تركب غروب فجائع ** شباهن من هاتا أحد وأكلم )
( بلى غير أن القلب ينكؤه الاسى الملم وإن جل الجوى المتقدم )
( وكم نكبة زاحمت بالصبر ركنها ** فلم يلف صبري واهيا حين يزحم )
( ولو عارضت رضوى بأيسر درئها ** لظلت ذرى أقذافها تتهدم )


( وقد عجمتني الحادثات فصادفت ** صبورا على مكروهها حين تعجم )
( ومن يعدم الصبر الجميل فإنه ** وجدك لا من يعدم الوفر معدم )
( أصارفة عني بوادر حدها ** فجائع للعلياء توهي وتحطم )
( لها كل يوم في حمى المجد وطأة ** تظل لها أسبابه تتجذم )
( إذا أجشمت جياشة مصمئلة ** قفت إثرها دهياء صماء صيلم )
( أم الدهر أن لن تستفيق صروفه ** مصرفة نحوي فجائع يقسم )
( وساءلت عن حزم أضيع وهفوة ** أطيعت وقد ينبوا الحسام المصمم )
( فلا تشعري لذع الملام فؤاده ** فإنك ممن رعت باللوم ألوم )
( ولم تر ذا حزم وعزم وحنكة ** على القدر الجاري عليه يحكم )
( متى دفع المرء الأريب بحيلة ** بوادر ما يقضى عليه فيبرم )
( ولو كنت محتالا على القدر الذي ** نبابي لم أسبق بما هو أحزم )
( ولكن من تملك عليه أموره ** فمالكها يمضي القضاء فيحتم )
( وما كنت أخشى أن تضاءل همتي ** فأضحي على الأجن الصرى أتلوم )
( كأن نجيا كان يبعث خاطري ** قرين إسار أو نزيف مهوم )
( وما كنت أرضى بالدناءة خطة ** ولي بين أطراف الأسنة مقدم )
( وما ألفت ظل الهوينا صريمتي ** وكيف وحداها من السيف أصرم )
( ألم تر أن الحر يستعذب المنى ** تباعده من ذلة وهي علقم )
( ويقذف بالأجرام بين لها الردى ** إذا كان فيه العز لا يتلعثم )
( سأجعل نفسي للمتالف عرضة ** وأقذفها للموت والموت أكرم )
( بأرضك فارتع أو إلى القبر فارتحل ** فإن غريب القوم لحم موضم )
( تندمت والتفريط يجني ندامة ** ومن ذا على التفريط لا يتندم )


إسمهان الجادوي 08-23-2021 01:44 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
( يصانع أو يغضي العيون على القذى ** ويلذع بالمرى فلا يترمرم )
( على أنني والحكم لله واثق ** بعزم يفض الخطب والخطب مبهم )
( وقلب لو أن السيف عارض صدره ** لغادر حد السيف وهو مثلم )
( إلى مقول ترفض عن عزماته ** أوابد للصم الشوامخ تقضم )
( صوائب يصرعن القلوب كأنما ** يمج عليها السم أربد أرقم )
( وما يدري الأعداء من متدرع ** سرابيل حتف رشحها المسك والدم )
( أبل نجيد بين أحناء سرجه ** شهاب وفي ثوبيه أضبط ضيغم )
( إذا الدهر أنحى نحوه حد ظفره ** ثناه وظفر الدهر عنه مقلم )
( وإن عضه خطب تلوى بنابه ** وأقلع عنه الخطب والناب أدرم )
( ولم تر مثلي مغضيا وهو ناظر ** ولم تر مثلي صامتا يتكلم )
( وبالشعر يبدي المرء صفحة عقله ** فيعلن منه كل ما كان يكتم )
( وسيان من لم يمتط اللب شعره ** فيملك عطفيه وآخر مفحم )
( جوائب أرجاء البلاد مطلة ** تبيد الليالي وهي لا تتخرم )
( ألم تر ما أدت إلينا وسيرت ** على قدم الأيام عاد وجرهم )
( هم اقتضبوا الأمثال صعبا قيادها ** فذل لهم منها الشريس الغشمشم )
( وقالوا الهوى يقظان والعقل راقد ** وذو العقل مذكور وذو الصمت أسلم )
( ومما جرى كالوسم في الدهر قولهم ** على نفسه يجني الجهول ويجرم )
( وكالنار في يبس الهشيم مقالهم ** ألا إن أصل العود من حيث يقضم )
( فقد سيروا مالا يسير مثله ** فصيح على وجه الزمان وأعجم )
( قال ) وحدثني أبو مسهر أن الأحنف بن قيس خرج من عند معاوية رضي الله عنه فخلفه بعض من كان في المجلس فقدح فيه فبلغ ذلك الأحنف فقال ( عثيثة تقرم جلدا أملسا )


( قال ) وأخبرني عبد الله بن إبراهيم الجمعي قال نشأ في قريش ناشئان رجل من بني مخزوم ورجل من بني جمح فبلغا في الوداد ما لم يبلغ بالغ حتى كان إذا رؤي أحدهما فكأن قد رئيا جميعا ثم دخلت وحشة بينهما من غير شيء يعرفانه فتغيرا فلما كان ليلة من الليالي استيقظ المخزومي ففكر ما الذي شجر بينهما وكان المخزومي يقال له محمد والجمعي يحيى فنزل من سطحه وخرج حتى دق عليه بابه فاستيقظ له فنزل إليه فقال له ما جاء بك هذه الساعة قال جئتك لهذا الذي حدث ما أصله وما هو قال قفال والله ما أعرف له أصلا قال عبد الله فبكيا حتى كادا يصبحان ثم عاد كل واحد منهما إلى منزله فأصبح المخزومي وهو يقول
( كنت ويحيى كبدي واحد ** نرمي جميعا ونرامى معا )
( يسرني الدهر إذا سره ** وإن رمينا بالأذى أوجعا )
( حتى إذا ما الشيب في مفرقي ** لاح وفي عارضه أسرعا )
( وشى وشاة فرقوا بيننا ** فكاد حبل الوصل أن يقطعا )
وزاد غير عبد الله بن إبراهيم
( فلم ألم يحيى على وصله ** ولم أقل خان ولا ضيعا )
( قال ) وقال حدثنا أبو سعيد السكري قال أتي عبد الملك بعود فقال للوليد بن مسعدة الفزاري ما هذا يا وليد قال عود يشقق ثم يرقق ثم يلصق ثم تعلق عليه أوتار ويضرب به فيضرب الكرام رؤسها بالحيطان وامرأته طالق إن كان أحد في المجلس ألا ويعلم منه مثل ما أعلم أنت أولهم يا أمير المؤمنين قال اسحق أنشدني غرارة الخباط يهجو أبا السمي المغني
( كأن أبا السمى إذا تغنى ** يحاكى عاطسا في عين شمس )
( يلوك بلحيه طورا وطورا ** كأن بلحيه ضربان ضرس )


( قال إسحق ) وقع بين رجل وامرأته شر فتهاجرا أياما ثم وثب عليها فأخذ برجلها فلما فرغ قالت آخزاك الله كلما وقع بيني وبينك شر جئتني بشفيع لا أقدر علي رده
وأنشد لحسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه
( ان يأخذ الله من عيني نورهما ** ففي لساني وقلبي منهما نور )
( قلب ذكي وعقل غير ذي رذل ** وفي فمي صارم كالسيف مأثور )
قال أبو الحسن حفظي غير ذي دخل ( قال ) وقال بعث روح بن حاتم إلى كاتب له بثلاثين ألف درهم وكتب إليه قد بعثت إليك بثلاثين ألف درهم لا أقللها تكبرا ولا أكثرها تمننا ولا أستثيبك عليها ثناء ولا أقطع بها عنك رجاء والسلام وأنشد
( أمد يدا عند الوداع قصيرة ** وأبسطها عند اللقاء فأعجل )
وأنشد أبو هفان عن أسحق لنفسه
( سأشرب ما دامت تغني ملاحظ ** وإن كان لي في الشيب عن ذاك واعظ )
( ملاحظ غنينا بعيشك وليكن ** عليك لما استحسنته منك حافظ )
( فأقسم ما غنى غناءك حاذق ** مجيد ولم يلفظ كلفظك لافظ )
( وفي بعض هذا القول مني مساءة ** وغيظ شديد للمغنين غائظ )
( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد قال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء قال لقيت أعرابيا بمكة فقلت له ممن أنت قال أسدي قلت ومن أيهم قال نهدي قلت من أي البلاد قال من عمان قلت فأنى لك هذه الفصاحة قال أنا سكنا قطرا لا نسمع فيه ناجخة التيار قلت صف لي أرضك قال سيف أفيح وفضاء صحصح وجبل صردح ورمل أصبح قلت فما مالك قال النخل قلت فأين أنت عن الإبل قال أن النخل حملها غذاء وسعفها ضياء وجذعها بناء وكربها صلاء وليفها رشاء وخوصها وعاء وقروها إناء ( قال أبو علي ) الناجخة

الصوت يقال للمرأة إذا كان يسمع لفرجها صوت عند الجماع نجاخة وفي رجز رؤبة
وازجر بني النجاخة الفشوش والتيار الموج والسيف شاطئ البحر وأفيح واسع والفضاء الواسع من الأرض والصحصح الصحراء والصردح الصلب والأصبح الذي يعلو بياضه حمرة والرشاء الحبل والقرو وعاء من جذع النخل ينبذ فيه وقال الكسائي القرو القدح كما قال الشاعر
( وأنت بين القرو والعاصر ** )
وقال غيره القرو نقير من خشب يجعل فيه العصير والشراب قال أبو عبيد وهذا أشبه ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر رحمه الله تعالى قال أخبرنا أبو عثمان عن التوزي عن أبي عبيدة قال كان بالبصرة رجل من موالي بني سعد يقال له ثبيت وكان كثير الصلاة صالحا وكانت الأعراب تنزل عليه فنزل به قوم منهم ليلة فلم يعشهم وقام يصلي فقال رجل منهم
( لخبز يا ثبيت عليه لحم ** أحب إلي من صوت القران )
( تبيت تدهور القرآن حولي ** كأنك عند رأسي عقربان )
( فلو أطعمتني خبزا ولحما ** حمدتك والطعام له مكان )
واختلفوا في العقربان فقال قوم هو ذكر العقارب وقال قوم هو دخال الأذن وهو الوجه ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا دماذ قال أخبرنا أبو عبيدة قال كان بالبصرة طفيلي صفيق الوجه لا يبالي ما أقدم عليه فقال فيه بعض البصريين
( يمشي المدعاة مستثفرا ** مشي أبي الحرث ليث العرين )
( لم تر عيني آكلا مثله ** يأكل باليسرى معا واليمين )
( تلعب في القصعة أطرافه ** لعب أخي الشطرنج بالشاه بين )
وعن دماذ أيضا قال كان بالبصرة طفيلي قد آذى الناس فقال فيه بعض ظرفاء البصريين هذه الأبيات


( وضعت يديك في التطفيل حتى ** كأنك من بني جشم بن سعد )
( أو الجعراء جندبها وكعب ** فشيشة أو لضبة بنت أد )
( أو الصعر الأنوف بني هجيم ** لريح قلية العود المغدي )
( قال أبو علي ) وأنشدنا أبو بكر قال أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي
( من كان يزعم أن سيكتم حبه ** حتى يشكك فيه فهو كذوب )
( الحب أغلب للفؤاد بقهره ** من أن يرى للستر فيه نصيب )
( وإذا بدا سر اللبيب فإنه ** لم يبد إلا والفتى مغلوب )
( إني لأبغض عاشقا متسترا ** لم تتهمه أعين وقلوب )
( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال أنشدنا أحمد بن يحيى لعروة ابن الورد يقوله للحكم بن زنباع العبسي
( ولم أسألك شيأ قبل هذا ** ولكني على أثر الدليل )
( قال أبو علي ) قال أبو العباس يقول دلني عليك من يحمدك وهذا مثل معنى قول الأعشى
( فأقبلت أرتاد ما خبروا ** ولولا الذي خبروا لم ترن )
( وقال أبو علي ) حدثنا أبو بكر قال حدثني أبي عن العباس بن ميمون قال حدثني العتبي قال قال أعرابي فلان إذا نظرت إليه مومسة سقط خمارها وإذا رأته العيدان تحركت أوتارها
قال أبو بكر وحدثني أبي قال حدثني أبو سعيد الحارثي عبد الرحمن ابن محمد بن منصور قال حدثنا محمد بن سلام قال سمعت يونس النحوي يقول في قوله جل وعلا { فاليوم ننجيك ببدنك } ننجيك نجعلك على نجوة من الأرض وهي المكان المرتفع ببدنك بدرعك وأنشد لأوس بن حجر
( دان مسف فويق الأرض هيدبه ** يكاد يدفعه من قام بالراح )


( فمن بنجوته كمن بعقوته ** والمستكن كمن يمشي بقرواح )
( قال أبو علي ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا عبد الرحمن بن خلف قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا أبو عبدالله القرشي قال حدثنا عبد الله بن عبد العزيز قال أخبرنا ابن العلاء أحسبه أبا عمرو بن العلاء أو أخاه عن جويرية بن أسماء عن إسمعيل بن أبي حكيم قال بعثني عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه في الفداء حين ولي فبينا أنا أجول في القسطنطينية إذ سمعت صوتا يتغنى
( أرقت وبان عني من يلوم ** ولكن لم أنم أنا والهموم )
( كأني من تذكر ما ألاقي ** إذا ما أظلم الليل البهيم )
( سليم مل منه أقربوه ** وودعه المداوى والحميم )
( وكم بين العقيق إلى المصلى ** إلى أحد إلى ما حاز ريم )
( إلى الجماء من وجه أسيل ** نقي الخد ليس به كلوم )
( يضىء دجى الظلام إذا يراه ** كضوء البدر منظره وسيم )
( ولما أن دنا منا ارتحال ** وقرب ناجيات السير كوم )
( أتين مودعات والمطايا ** علا أكوارها خوص هجوم )
( فقائلة ومثنية علينا ** تقول وما لها فينا صميم )
( وأخرى لبها معنا ولكن ** تستر وهي واجمة كظوم )
( تعد لنا الليالي تحتصيها ** متى هو حائن منا قدوم )
( متى تر غفلة الواشين عنا ** تجد بدموعها العين السجوم )
قال أبو عبد الله القرشي والشعر لنقيلة الأشجعي ( قال ) وسمعت العتبي يقول صحف في اسمه فقال نفيلة ( قال اسمعيل بن أبي حكيم ) فسألته حين دخلت عليه فقلت له من أنت قال أنا الوابصي الذي أخذت فعذبت فجزعت قد خلت في دينهم فقلت أن أمير المؤمنين

بعثني في الفداء وأنت والله أحب من أفديه إلي إن لم تكن بطنت في الكفر قال والله لقد بطنت في الكفر فقلت له أنشدك الله قال أأسلم وهذان ابناي وإذا دخلت المدينة قال أحدهم يا نصراني وقيل لولدي وأمهم كذلك لا والله لا أفعل فقلت له لقد كنت قارئا للقرآن قال والله لقد كنت من أقرإ الناس فقلت ما بقي معك من القرآن قال لا شيء غير هذه الآية { ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين } فعلمت أن الشقاوة غلبت عليه ( قال أبو علي ) أنشدنا أبو بكر قال أنشدنا عبد الله بن خلف قال أنشدني أبو اسحق إبراهيم بن موسى بن جميل
( غزتني بجيش من محاسن وجهها ** فعبالها طرفى ليدفع عن قلبي )
( فلما التقى الجمعان أقبل طرفها ** يريد اغتصاب القلب قسرا على الحرب )
( ولما تجارحنا بأسياف لحظنا ** جعلت فؤادي في يديها على العضب )
( وناديت من وقع الأسنة والقنا ** على كبدي يا صاح مالي وللحب )
( فصرت صريعا للهوى وسط عسكر ** قتيل عيون الغانيات بلا ذنب )
( قال ) وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال أجواد أهل الحجاز ثلاثة عبد الله بن جعفر وعبيد الله بن العباس وسعيد بن العاص وأجواد أهل الكوفة ثلاثة عتاب بن ورقاء وأسماء بن خارجة وعكرمة بن ربعي وأجواد أهل البصرة ثلاثة عبيد الله ابن أبي بكرة وعبيد الله بن معمر وطلحة بن عبد الله الخزاعي
وسأل رجل أبا حاتم عن قول العامة البصرة فقال وهو خطأ إنما سميت البصرة للحجارة البيض التي في المربد وأنشد
( سقى البصرة الوسمي من غير حبها ** فإن بها مني صدى لا يريمها )
وأنشدنا التوزي لعمر بن أبي ربيعة وكان قدم البصرة وأقام بها أياما


( حبذا البصرة أرضا ** في ليال مقمرات )
( قال ) وأنشدنا أبو حاتم لأعرابي من بني تميم قدم البصرة فرأى أهلها
( ما أنا بالبصرة بالبصري ** ولا شبيه زيهم بزيي )
قال أبو حاتم ولو كانت البصرة كما قيل ونسبت إليها لقلت بصري كما قالوا نمري
وأنشدنا أبو حاتم
( لا تأمن الدهر في طرف ولا نفس ** وإن تمنعت بالحجاب والحرس )
( فكم رأيت سهام الموت نافذة ** في جنب مدرع منا ومترس )
وأنشدنا قال أنشدنا الرياشي
( وقد تغدر الدنيا فيضحي غنيها ** فقيرا ويفنى بعد بؤس فقيرها )
( فلا تقرب الأمر الحرام فإنه ** حلاوته تفنى ويبقى مريرها )
( فكم قد رأينا من تكدر عيشة ** وأخرى صفا بعد اكدرار غديرها )
( وأخبرنا ) قال أخبرنا أبو عثمان عن التوزي عن الأصمعي قال حدثنا عيسى بن عمر قال كان عندنا رجل لحانة فلقي لحانة مثله فقال من أين أقبلت فقال من عند أهلونا فحسده الآخر فقال أنا والله أعلم من أين أخذتها أخذتها من المنزل قال الله عز وجل { شغلتنا أموالنا وأهلونا } وأخبرنا قال أخبرنا السكن بن سعيد قال أخبرنا العباس بن هشام بن محمد بن السائب قال كان أبو جبيل قيس بن خفاف البرجمي أتى حاتم طيء في دماء حملها عن قومه فأسلموه فيها وعجز عنها فقال والله لآتين من يحملها عني وكان شريفا شاعرا فلما قدم عليه قال أنه وقعت بين قومي دماء فتواكلوها وإني حملتها في مالي وأملي فقدمت مالي وكنت أملي فإن تحملها فرب حق قد قضيته وهم قد كفيته وإن حال دون ذلك حائل لم أذمم يومك ولم أيأس من غدك ثم أنشأ يقول
( حملت دماء للبراجم جمة ** فجئتك لما أسلمتني البراجم )


( وقالوا سفاها لم حملت دماءنا ** فقلت لهم يكفي الحمالة حاتم )
( متى آته فيها يقل لي مرحبا ** وأهلا وسهلا أخطأتك الأشائم )
( فيحملها عني وإن شئت زادني ** زيادة من حلت إليه المكارم )
( يعيش الندى ما عاش حاتم طيء ** فإن مات قامت للسخاء مآثم )
( ينادين مات الجود معك فلا ترى ** مجيبا له ما حام في الجو حائم )
( وقال رجال أنهب العام ماله ** فقلت لهم أني بذلك عالم )
( ولكنه يعطي من أموال طيء ** إذا جلف المال الحقوق اللوازم )
( فيعطي التي فيها الغنى وكأنه ** لتصغيره تلك العطية جارم )
( بذلك أوصاه عدي وحشرج ** وسعد وعبد الله تلك القماقم )
فقال له حاتم إن كنت لأحب أن يأتيني مثلك من قومك هذا مرباعي من الغارة على بني تميم فخذه وافرا فان وفى بالحمالة وإلا أكملتها لك وهو مائتا بعير سوى نيبها وفصالها مع أني لا أجب أن توبس قومك بأموالهم فضحك أبو جبيل وقال لكم ما أخذتم منا ولنا ما أخذنا منكم وأي بعير دفعته إلي ليس ذنبه في يد صاحبه فأنت منه برئ فدفعها إليه وزاده مائة بعير فأخذها وانصرف راجعا إلى قومه فقال حاتم في ذلك
( أتاني البرجمي أبو جبيل ** لهم في حمالته طويل )
( فقلت له خذ المرباع رهوا ** فإني لست أرضى بالقليل )
( على حال ولا عودت نفسي ** على علاتها علل البخيل )
( فخذها إنها مائتا بعير ** سوى الناب الرذية والفصيل )
( فلا من عليك بها فإني ** رأيت المن يزري بالجزيل )
( فآب البرجمي وما عليه ** من أعباء الحمالة من فتيل )
( يجر الذيل ينفض مذرويه ** خفيف الظهر من حمل ثقيل )

إسمهان الجادوي 08-23-2021 01:44 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
( قال ) وأخبرنا السكن بن سعيد عن العباس بن هشام عن أبي مسكين الدارمي قال كانت سفانة بنت حاتم من أجود نساء العرب وكان أبوها يعطيها الصرمة من الإبل فتهبها وتعطيها الناس فقال لها أبوها يا بنية أن الغويين إذا اجتمعا في المال أتلفاه فأما أن أعطي وتمسكي وإما أن أمسك وتعطي فإنه لا يبقى على هذا شيء فقالت والله لا أمسك أبدا فقال وأنا والله لا أمسك أبدا قالت فلا نتجاور فقاسمها ماله وتباينا
وحدثنا قال حدثنا السكن بن سعيد عن العباس عن أبيه قال كانت غنية بنت عفيف بن عمرو بن عبد القيس وهي أم حاتم من أسخى النساء وأقراهم للضيف وكانت لا تليق شيأ تملكه فلما رأى اخوتها اتلافها حجروا عليها ومنعوها مالها فمكثت دهر لا تصل إلى شيء ولا يدفع إليها شيء من مالها حتى إذا ظنوا أنها قد وجدت ألم ذلك أعطوها صرمة من إبلها فجاءتها امرأة من هوازن كانت تأتيها كل سنة تسألها فقالت لها دونك هذه الصرمة فخذيها فقد والله مسني من ألم الجوع ما آليت معه أن لا أمنع الدهر سائلا شيأ ثم أنشأت تقول
( لعمري لقدما عضني الجوع عضة ** فآليت أن لا أمنع الدهر جائعا )
( فقولا لهذا اللائمي اليوم أعفني ** فإن أنت لم تفعل فعض الأصابعا )
( فماذا عسيتم أن تقولوا لأختكم ** سوى عذلكم أو عذل من كان مانعا )
( ولا ما ترون الخلق إلا طبيعة ** فكيف بتركي يا ابن أم الطبائعا )
وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة عن أبي عمرو بن العلاء قال خرج بجبير بن زهير بن أبي سلمى في غلمه يجتنون جنى الأرض فانطلق الغلمة وتركوا ابن زهير فمر به زيد الخيل الطائي فأخذه ودار طيء متاخمة لدور بني عبد الله بن غطفان فسأل الغلام من أنت قال أنا بجير بن زهير فحمله على ناقة وأرسل به إلى أبيه فلما أتى الغلام أباه أخبره أن زيدا أخذه ثم خلاه وحمله وكان لكعب بن زهير فرس من جياد خيل

العرب وكان كعب جسيما وكان زيد الخيل من أعظم الناس وأجسمهم وكان لا يركب دابة إلا أصابت إبهامه الأرض فقال زهير ما أدرى ما أثيب به زيد الأفرس كعب فأرسل به إليه وكعب غائب فلما جاء كعب سأل عن الفرس فقيل له قد أرسل به أبوك إلى زيد فقال كعب لأبيه كأنك أردت أن تقوي زيدا على قتال غطفان فقال له زهير هذه إبلي فخذ منها عن فرسك ما شئت وكان بين بني زهير وبين بني ملقط الطائيين إخاء وكان عمرو بن ملقط وفادا إلى الملوك وهو الذي أصاب بني تميم مع عمرو بن هند يوم أوارة فسأله فيهم فأطلقهم له فقال كعب شعرا يريد أن يلقي بين بني ملقط وبين رهط زيد الخيل شرا فعرف زهير حين سمع الشعر ما أراد به وعرف ذلك زيد الخيل وبنو ملقط فأرسلت إليه بنو ملقط بفرس نحو فرسه وكانت عند كعب امرأة من غطفان لها شرف وحسب فقالت له اما استحييت من أبيك لشرفه وسنه أن تؤبسه في هبته عن أخيك ولامته وكان قد نزل بكعب قبل ذلك ضيفان فنحر لهم بكرا كان لإمرأته فقال لها ما تلومينني إلا لمكان بكرك الذي نحرت لضيوفي فلك به بكران وكان زهير كثير المال وكان كعب مجدودا فقال كعب
( ألا بكرت عرسي بليل تلومني ** وأكثر أحلام النساء إلى الردى )
وذكر في كلمته زيدا فقال زهير لابنه هجوت رجلا غير مفحم وأنه لخليق أن يظهر عليك فأجابه زيد فقال
( أفي كل عام مأتم تجمعونه ** على محمر عود أثيب ومارضى )
( تجدون خمشا بعد خمش كأنما ** على سيد من خير قومكم نعى )
( يحضض جبارا علي ورهطه ** وما صرمتي منهم لأول من سعى )
( ترعي بأذناب الشعاب ودونها ** رجال يصدون الظلوم عن الهوى )


( ويركب يوم الروع فيها فوارس ** بصيرون في طعن الأباهر والكلى )
( تقول أرى زيدا وقد كان مصرما ** أراه لعمري قد تمول واقتنى )
( وذاك عطاء الله في كل غارة ** مشمرة يوما إذا قلص الخصى )
( فلولا زهير أن أكدر نعمة ** لقادعت كعبا ما بقيت وما بقى )
وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا أبو حاتم قال أخبرنا العتبي قال قدم وفد العراق على معاوية رضي الله تعالى عنه وفيهم دغفل فقال له معاوية يا دغفل أخبرني عن ابني نزار ربيعة ومضر أيهما كان أعزض جاهلية وعالمية فقال يا أمير المؤمنين مضر بن نزار كان أعز جاهلية وعالمية قال معاوية وأي مضر كان أعز قال بنو النضر بن كنانة كانوا أكثر العرب أمجادا وأرفعهم عمادا وأعظمهم رمادا قال فأي بني كنانة كان بعدهم أعز قال بنو مالك بن كنانة كانو يعلون من ساماهم ويكفون من ناواهم ويصدقون من عاداهم
قال فمن بعدهم قال بنوا الحرث بن عبد مناة بن كنانة كانوا أعز بنيه وأمنعهم وأجودهم وأنفعهم قال ثم من بعدهم قال بنو بكر بن عبد مناة كان بأسهم مرهوبا وعدوهم منكوبا وثأرهم مطلوبا قال فأخبرني عن مالك بن عبد مناة بن كنانة وعن مرة وعامر ابني عبد مناة قال كانوا أشرافا كراما وليس للقوم أكفاء ولا نظراء قال فأخبرني عن بني أسد قال كانوا يطعمون السديف ويكرمون الضيوف ويضربون في الزحوف
قال فأخبرني عن هذيل قال كانوا قليلا أكياس أهل منعة وبأس ينتصفون من الناس قال فأخبرني عن بني ضبة قال كانوا جمرة من جمرات العرب الأربع لا يصطلى بنارهم ولا يفاتون بثارهم
قال فأخبرني عن مزينة قال كانوا في الجاهلية أهل منعة وفي الإسلام أهل دعة قال فأخبرني عن تميم قال كانوا أعز العرب قديما وأكثرها عظيما وأمنعها حريما قال فأخبرني عن قيس قال كانوا لا يفرحون إذا أديلوا ولا يجزعون إذا ابتلوا ولا يبخلون إذا سئلوا قال فأخبرني عن أشرافهم في

الجاهلية قال غطفان بن سعد وعامر بن صعصعة وسليم بن منصور فأما غطفان فكانوا كراما ساده وللخميس قاده وعن البيض ذاده وأما بنو عامر فكثير سادتهم مخشية سطوتهم ظاهرة نجدتهم
واما بنو سليم فكانوا يدركون الثار ويمنعون الجار ويعظمون النار قال فأخبرني عن قومك بكر بن وائل واصدقني قال كانوا أهل عز قاهر وشرف ظاهر ومجد فاخر قال فأخبرني عن اخوتهم تغلب قال كانوا أسودا ترهب وسماما لا تقرب وأبطالا لا تكذب
قال فأخبرني كم أديلوا عليكم في قتلكم كليبا قال أربعين سنة لا ننتصف منهم في موطن نلقاهم فيه حتى كان يوم التحاليق يوم الحرث بن ابن عباد بعد قتلة ابنه بجير وكان أرسله في الصلح بين القوم فقتله مهلهل وقال بؤبشسع نعل كليب فقال الغلام أن رضيت بهذا بنو بكر رضيت فبلغ الحرث فقال نعم القتيل قتيلا أن أصلح الله به بين بكر وتغلب وباء بكليب فقيل له إنما قال مهلهل ما قال الكلمة فتشمر الحرث للحرب وأمر بحلق رؤسنا أجمعين وهو يوم التحاليق وله خبر طويل وقال
( قر بإمربط النعامة مني ** لقحت حرب وائل عن حيال )
( لم أكن من جناتها علم الله ** وإني بحرها اليوم صالى )
( قربا مربط النعامة مني ** أن بيع الكرام بالشسع غالي )
فأدلنا عليهم يومئذ فلم نزل منهم ممتنعين إلى يومنا هذا ( قال ) فمن ذهب يذكر ذلك اليوم قال الحرث بن عباد أسر مهلهلا في ذلك اليوم وقال له دلني على مهلهل بن ربيعة قال مالي ان دللتك عليه قال أطلقك قال على الوفاء قال نعم قال له أنا مهلهل قال ويحك دلني على كفء كريم قال امرؤ القيس وأشار بيده إليه عن قرب فأطلقه الحرث وانطلق إلى امرئ القيس فقتله وبكر كلها صبرت وأبلت فحسن بلاؤها إلا ما كان من

ابني لجيم حنيفة وعجل ويشكر بن بكر فإن سعد بن مالك بن ضبيعة جد طرفة بن العبد هجاهم في ذلك اليوم فقال
( أن لجيما عجزت كلها ** أن يرفدوني فارسا واحدا )
( ويشكر العام على خترها ** لم يسمع الناس لهم حامدا )
وقال فيهم أيضا
( يا بؤس للحرب التي ** وضعت أراهط فاستراحوا )
( إنا وإخوتنا غدا ** كثمود حجر يوم طاحوا )
( بالمشرفية لا نفر ولا نباح ولن نباحوا ** )
( من صد عن نيرانها ** فأنا ابن قيس لا براح )
فقال معاوية أنت والله يا دغفل أعلم الناس قاطبة بأخبار العرب
( قال ) وأخبرنا أبو حاتم قال أخبرنا ابو عبيدة قال مات الأحنف بن قيس بالكوفة أيام خرج مع مصعب بن الزبير إلى قتال المختار فنزل دار عبد الله بن أبي عصيفير الثقفي فلما حملت جنازته ودلي في قبره جاءت امرأة من قومه من بني منقر عليها قبول من النساء فوقفت على قبره فقالت لله درك من مجن في جنن ومدرج في كفن إنا لله وإنا إليه راجعون نسأل الله الذي فجعنا بموتك وابتلانا بفقدك أن يوسع لك في قبرك وأن يغفر لك يوم حشرك وأن يجعل سبيل الخير سبيلك ودليل الرشاد دليلك ثم أقبلت بوجهها على الناس فقالت معشر الناس إن أولياء الله في بلاده شهود على عباده وإنا قائلون حقا ومثنون صدقا وهو أهل لحسن الثناء وطيب الدعاء أما والذي كنت من أجله في عده ومن الضمان إلى غاية ومن الحياة إلى نهاية الذي رفع عملك عند انقضاء أجلك لقد عشت حميدا مودودا ولقدمت فقيدا سعيدا وأن كنت لعظيم السلم فاضل الحلم وإن كنت من الرجال لشريفا وعلى الأرامل عطوفا وفي العشيرة مسودا وإلى

الخلفاء موفدا ولقد كانوا لقولك مستمعين ولرأيك متبعين ثم انصرفت ( قال ) وحدثنا أبو حاتم عن الأصمعي عن ابن عيينة قال قال عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه موت ألف من العلية خير من ارتفاع واحد من السفلة ( وقال ) وحدثنا أيضا قال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال سمعت أعرابيا يقول عود لسانك الخير تسلم من أهل الشر ( قال ) وحدثني العكلي عن ابن خالد عن الهيثم بن عدي قال حدثنا ملحان بن عركي عن أبيه قال حدثنا عدي بن حاتم قال شهدت حاتما وهو يجود بنفسه فقال لي يا بني أعهدك من نفسي ثلاثا ما خالفت إلى جارة لسوء قط ولا اؤتمنت على أمانة قط إلا أديتها ولا أتى أحدا من قبلي سوء
وأنشدنا أبو بكر قال أنشدنا أبو حاتم عن الأصمعي لأعرابي
( أما والذي لا يعلم الغيب غيره ** ومن هو يحيي العظم وهي رميم )
( لقد كنت أطوي البطن والزاد يشتهى ** محافظة من أن يقال لئيم )
( وإني لأستحيى أكيلي ودونه ** ودون يدي داجي الظلام بهيم )
وأنشدنا أيضا قال أنشدنا أبو حاتم ولم يسم له قائلا
( إذا ما الحي عاش بذكر ميت ** فذاك الميت حي وهو ميت )
( يقول بني أبي وبنت جدودي ** وهدمت البناء وما بنيت )
( ومن يك بيته بيتا رفيعا ** ويهدمه فليس لذاك بيت )
( قال ) وأخبرنا أبو حاتم قال أخبرنا شيخ من أهل البصرة قال أتى سليمان بن يزيد العدوي رجل فقال إني قد قلت بيتا فأجزه لي قال هات فقال الرجل
( فإنك لو رأيت مسير عمري ** إذا لعلمت أني قد فنيت )
فقال سليمان
( فإن تك قد فنيت فبعد قوم ** طوال العمر بادوا قد بقيتا )
( فخطك ما استطعت فلا تضعه ** كأنك في أهيلك قد أتيتا )


( كأنك والحتوف لها سهام ** مقدرة بسهمك قد رميتا )
( وصرت وقد حملت إلى ضريح ** مع الأموات قبلك قد نسيتا )
( بعيد الدار مغتربا وحيدا ** بكأس الموت مثلهم سقيتا )
قال فخر الرجل مغشيا عليه فما حمل إلا على أيدي الرجال وحدثنا قال أخبرنا السكن بن سعيد عن العباس بن هشام قال سألت أبي عن حمقى العرب المذكورين فقال زهير بن جناب الكلبي ومالك بن زيد مناة بن تميم وكان يرعى على اخيه سعد بن زيد مناة فزوجه أخوه وهو غائب عنها نوار بنت جل بن عدي بن عبد مناة فلما رجع من الإبل ممسيا دخل عليها وعلبته في يده ونعلاه في رجليه وكساؤه على منكبيه فجلس ناحية ينظر إليها فقالت له ضع نعليك فقال رجلاي احرز لهما قالت ضع علبتك قال يدي أحفظ لها قالت ضع كساءك قال عاتقي أحمل له فأعطته طيبا فأهوى به إلى استه فقالت ادهن به وجهك فقال أطيب به مناتني أولى فدنت منه وقد تطيبت وتعطرت فانتشر عليها فتجللها فلما أصبح غدا عليه سعد فقال له يا مال اغد على إبلك فقال والله لا أرعاها أبدا اطلب لها راعيا سواي فأورد سعد إبله فانتشرت عليه فأنشأ يقول ويعرض بأخيه مالك
( يظل يوم وردها مزعفرا ** وهي خناطيل تجوس الخضرا ) فقالت له امرأته أجبه قال وما أقول قالت قل
( أوردها سعد وسعد مشتمل ** ما هكذا تورد يا سعد الإبل )
قال وكان كلاب وكعب وعامر أبناء ربيعة بن عامر بن صعصعة أحمقين جميعا فاشترى كلاب عجلا وهو يظن أنه مهر فركبه فصرعه وركبه كعب فصرعه وركبه أخوهما عامر فثبت عليه فسمى الثابت فكان كلاب يحسبه مهرا حتى نجم قرناه
وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثنا عبد الله بن خلف قال دخلت على إبراهيم بن محمد بن عبد الجليل وكانت له جارية يحبها وتبغضه فسامته البيع فباعها فأنشدني وهو حزين هذه الأبيات


( نأت الغداة بوصلها غرار ** فدموع عينك ما تجف غزار )
( وأستبدلت بك صاحبا ومؤانسا ** وكذا الغواني وصلهن معار )
وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثنا إسمعيل بن اسحق قال حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زياد عن كثير بن زياد عن الحسن قال قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه الكرم التقوى والحسب المال
وحدثنا أيضا قال حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله قال حدثنا أبو عبد الله بن نطاح قال حدثنا أبو عبيدة عن عبد الأعلى القرشي قال قال عبد الملك بن مروان لجلسائه أنشدوني أكرم أبيات قالتها العرب فقال روح بن زنباع
( اليوم نعلم ما يجيء به ** ومضى بفصل قضائه أمس )
( منع البقاء تقلب الشمس ** وطلوعها من حيث لا تمسي )
( تبدو لنا بيضاء صافية ** وتغيب في صفراء كالورس )
فقال له أحسنت فأنشدني أكرم بيت وصف به رجل قومه في حرب فقال قول كعب ابن مالك حيث يقول
( نصل السيوف إذا قصرن بخطونا ** قدما ونلحقها إذا لم تلحق )
قال له أحسنت فأنشدني أفضل ما قيل في الجود قال قول حاتم الطائي
( ألم تر ما أفنيت لم يك ضرني ** وأن يدي مما بخلت به صفر )
( ألم تر أن المال غاد ورائح ** ويبقى من المال الأحاديث والذكر )
( غنينا زمانا بالتصعلك والغنى ** وكلا سقاناه بكأسيهما الدهر )
( فما زادنا بغيا على ذي قرابة ** غنانا ولا أزرى بأحسابنا الفقر )
قال فمن أشعر العرب قال الذي يقول وهو امرؤ القيس
( كأن عيون الوحش حول خبائنا ** وأرحلنا الجزع الذي لم يثقب )
والذي يقول

إسمهان الجادوي 08-23-2021 01:44 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
( كأن قلوب الطير رطبا ويابسا ** لدى وكرها العناب والحشف البالي )
( قال ) وحدثنا عبد الله بن خلف قال حدثنا محمد بن الفضل قال حدثنا العباس بن الفرج قال سمع الأصمعي رجلا يدعو ربه ويقول في دعائه يا ذوا الجلال والإكرام فقال له الأصمعي ما اسمك قال ليث فقال الأصمعي
( يناجي ربه باللحن ليث ** لذاك إذا دعاه لا يجاب )
وحدثنا أيضا قال حدثنا عبد الله قال حدثنا إسحق بن محمد النخعي قال حدثنا ابن عائشة قال قال رجل لبشار أنه لم يذهب بصر رجل إلا عوض من بصره شيأ فما عوضت أنت من بصرك قال أن لا أراك فأموت غما وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم قال قال عبد الله بن خازم بعد قتله أهل فرناباذ من بني تميم وكان قتل نيفا وسبعين رجلا من وجوههم صبرا وذلك أنهم قتلوا ابنه محمدا قتله شماس بن دثار العطاردي بهراة وذلك معنى قول ابن عرادة
( فإن تك هامة بهراة تزقو ** فقد أزقيت بالمروين هاما )
وقال يوما وحوله بنو سليم وبنو عامر وناس من سائر قيس وبلغه أن بني تميم قالوا لا نرضى بقتل أحد دونه فإنه ثأرنا المنيم فقال
( دمي غال وفيه بواء قوم ** أصيبوا من سراة بني تميم )
( فليسوا قابلين دما سواه ** ولا يشفي الصميم سوى الصميم )
( أبينا أن ندر على المخازى ** وكنا القوم ندرك بالوغوم )
( قتلنا منهم قوما كراما ** بيوم عابس قسر مشوم )
( فإن فاءت وراجعت الهوينا ** كففنا والتفضل للحليم )
( وإن ضاقت صدورهم وهموا ** بإقدام على الكلا الوخيم )
( ففي أسيافنا ناه لغاو ** شديد شنؤه جم الهموم )


فكان ذلك مما أوغر صدورهم عليه ثم قال يوما آخر بعدما قتل أهل فرناباذ هذه الأبيات
( ما أنا ممن يجمع المال ما خلا ** سلاحي وإلا ما يسوس بشير )
( سلاح وأفراس وبيضاء نثرة ** وذلك من مال الكريم كثير )
( وقلب إذا ما صيح في القوم لم يكن ** هيوبا ولكن في اللقاء وقور )
( ولسنا كاقوام هراة محلهم ** لهم سلف في أهلها وحوير )
( ولكننا قوم بدار مرابط ** يغار علينا مرة ونغير )
فزادهم ذلك عليه حنقا حتى كان من أمره ما كان وحدثنا قال أخبرنا أبو حاتم قال أخبرنا أبو عبيدة قال لما بعث خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد أخاه عبد العزيز لقتال الأزارقة قام إليه عرهم أخو بني العدوية فقال أصلح الله الأمير إن هذا الحي من تميم تئط بقريش منهم رحم داسة ماسة وإن الأزارقة ذؤبان العرب وسباعها وليس صاحبهم إلا المباكر المناكر المحرب المجرب الذي أرضعته الحرب بلبانها وجرسته وضرسته وذلك أخو الأزد المهلب بن أبي صفرة والله إن غثك أحب إلينا من سمينه ولكني أخاف عدوات الدهر وغدره وليس المجرب كمن لا يعلم ولا الناصح المشفق كالغاش المتهم قال له خالد اسكت ما أنت وذا فلما هزمت الأزارقة عبد العزيز وأخذوا امرأته وفرعنها قال عرهم
( لعمري لقد ناجيت بالنصح خالدا ** وناديته حتى أبى وعصانيا )
( ولج وكانت هفوة من مجرب ** عصاني فلاقى ما يسر الأعاديا )
( نصحت فلم يقبل ورد نصيحتي ** وذوا النصح مظن بما ليس آتيا )
( وقلت الحروريون من قد عرفتهم ** حماة كماة يضربون الهواديا )
( فلا ترسلن عبد العزيز وسرحن ** إليهم فتى الأزد الألد المساميا )


( فتى لا يلاقي الموت إلا بوجهه ** جريأ على الأعداء للحرب صاليا )
( فلما أبى ألقيت حبل نصيحتي ** على غارب قد كان زهمان ناويا )
( وشمرت عن ساقي ثوبي إذا بدت ** كتائبهم تزجى إلينا الأفاعيا )
( يهزون أرماحا طوالا بأذرع ** شداد إذا ما القوم هزوا والعواليا )
وحدثنا قال حدثنا عبد الرحمن عن عمه قال سمعت أعرابيا يقول لإبنه كن للعاقل المدبر أرجى منك للأحمق المقبل ثم أنشد
( عدوك ذو الحلم أبقى عليك ** وأرعى من الوامق الأحمق )
( قال ) وأخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال كتب حكيم إلى حكيم عظني فكتب إليه أما بعد فما أبعد ما فات وما أسرع ما هو آت والسلام
وأخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال كتب حكيم إلى حكيم ارض من الدنيا بالقليل مع سلامة أمرك كما رضي قوم بالكثير مع ذهاب دينهم واعلم أن أجور العاملين موفاة فاعمل ما شئت والسلام ( قال ) وأنشدنا عبد الرحمن عن عمه
( إن يكن العقل مولودا فلست أرى ** ذا العقل مستغنيا عن حادث الأدب )
( إني رأيتهما كالماء مختلطا ** بالترب تظهر عنه زهرة العشب )
( وكل من أخطأته من موالده ** غريزة العقل حاكى البهم في النسب )
( ولم يكن عقله المولود مكتفيا ** فيما يحاوله من حادث الأدب )
( قال ) وأخبرنا أبو عثمان قال اجتمع خالد بن صفوان وأناس من تميم في جامع البصرة وتذاكروا النساء فجلس إليهم أعرابي من بني العنبر فقال العنبري قد قلت شعرا فاسمعوا
( إني لمهد للنساء هدية ** سيرضى بها غيابها وشهودها )
( إذا ما لقيتم بنت عشر فإنها ** قليل إذا تلقى الحزور جودها )


( يمد إليها بالنوال فتأتلي ** وتلطم خديها إذا يستزيدها )
( ولكن بنفسي ذات عشرين حجة ** فتلك التي ألهو بها وأريدها )
( وذات الثلاثين التي ليس فوقها ** هي النعت لم تكبر ولم يعس عودها )
( وصاحب ذات الأربعين بغبطة ** وخير النساء سروها وخرودها )
( وصاحبة الخمسين فيها منافع ** ونعم المتاع للمفيد يفيدها )
( وصاحبة الستين تغدو قوية ** على المال والإسلام صلب عمودها )
( وإما لقيتم ذات سبعين حجة ** هديا فقل هاخيبة يستفيدها )
( وذات الثمانين التي قد تسعسعت ** من الكبر العاسي وناس وريدها )
( وصاحبة التسعين فيها أذى لهم ** فتحسب ان الناس طرا عبيدها )
( وأن مائة أوفت لأخرى فجئتها ** تجد بيتها رثا قصيرا عمودها )
فقال خالد لله درك لقد أتيت على ما في نفوسنا
وأخبرنا أبو عثمان عن التوزي قال أخبرني رجل من ولد عبد الله بن مصعب الزبيري قال كنت مع أبي لما سعى على بني كليب فجاءتنا امرأة تستعدي على زوجها وذكرت أنه واقع جاريتها فقال الرجل هي سوداء وجاريتها سوداء وفي عيني قدع ويضرب الليل بأرواقه فآخذ ما دنا
وحدثنا أبو حاتم قال قال ابن أبي تميمة وأسرته الترك
( ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ** وسادى كف في السوار خضيب )
( وبين بني سلمى وهمدان مجلس ** على نأيه مني إلي حبيب )
( كرام المساعي يأمن الجار فيهم ** وقائلهم يوم الخطاب مصيب )
قال ابن دريد أخبرنا أبو عثمان عن التوزي قال سمعت الأصمعي يقول لم يبتدئ أحد من الشعراء مرثية أحسن من ابتداء مرثية أوس بن حجر
( أيتها النفس أجملي جزعا ** إن الذي تحذرين قد وقعا )


( إن الذي جمع السماحة والنجدة والحزم والقوى جمعا ** )
الألمعي الذي يظن بك الظن كأن قد رأى وقد سمعا )
( قال أبو علي ) ويلي هذه الأبيات والمخلف المتلف وأنا ذاكرها إلى تمام القصيدة
( والمخلف المتلف المرزأ لم ** يمتع بضعف ولم يمت طبعا )
( والحافظ الناس في تحوط إذا ** لم يرسلوا تحت عائذ ربعا )
( وعزت الشمال الرياح وإذا ** بات كميع الفتاة ملتفعا )
( وشبه الهيدب العبام من الأقوام سقبا ملبسا فرعا ** )
( وكانت الكاعب المخبأة الحسناء في زاد أهلها سبعا ** )
( أودى فلا تنفع الإشاحة من ** أمر لمن قد يحاول البدعا )
( ليبكك الشرب والمدامة والفتيان طرا وطامع طمعا ** )
( وذات هدم عار نواشرها ** تصمت بالماء تولبا جدعا )
( والحي إذا حاذروا والصباح وإذ ** خافوا مغيرا وسائرا تلعا )
( وازدحمت حلقتا البطان بأقوام وجاشت نفوسهم جزعا ** )
( قال أبو علي ) تحوط السنة الشديدة والعائذ من الإبل التي وضعت حديثا والربع الذي ولد في الربيع وعزت غلبت والكميع الضجيع والهيدب الذي عليه أهدابه تذبذب كأنها هيدب من السحاب والعبام الثقيل والفرع ذبح كان أهل الجاهلية يذبحونه على أصنامهم ويلبسون جلدة سقبا آخر والإشاحة الجد في الأمور والهدم الأخلاق من الثياب والنواشر عروق ظاهر الكف

والجدع السيء الغذاء
وأنشدنا أبو عثمان قال كتب بعض الشعراء إلى أخيه يعزيه على ابن له يقال له محمد
( اصبر لكل مصيبة وتجلد ** واعلم بأن المرء غير مخلد )
( وإذا ذكرت محمدا ومصابه ** فاذكر مصابك بالنبي محمد )
( وقال ) وأنشدنا أبو عثمان قال أنشدني التوزي لبعض الشعراء يرثى أخا له
( طوى الموت ما بيني وبين محمد ** وليس لما تطوي المنية ناشر )
( لئن أوحشت ممن أحب منازل ** لقد أنست بمن أحب المقابر )
( وكنت عليه أحذر الموت وحده ** فلم يبق لي شيء عليه أحاذر )
قال وأنشدنا أبو العباس عن ابن الأعرابي
( يا ليت أم العمر كانت صاحبي ** ورابعتني تحت ليل ضارب )
( بساعد فحم وكف خاضب ** مكان منء أنشا على الركائب )
( قال ) أنشا وأقبل واحد ( قال ) وأنشدنا عن ابن الأعرابي
( من لم يمت عبطة يمت هرما ** للموت كأس لا بد ذائقها )
( ما لذة النفس في الحياة وإن ** عاشت قليلا فالموت لا حقها )
( يقودها قائد إليه ويحدوها حثيثا إليه سائقها ** )
( قال ) وأنشدنا ثعلب
( ويوم عماس تكاءدته ** طويل النهار قصير الغد )
( بضرب هذاذ وطعن خلاس ** يجيش من العلق الأسود )
( وصدع رأبت فدانيته ** وقد بان فوت يد من يد )
( وليل هديت به فتية ** سقوا بصباب الكرى الأغيد )
( وبات سهيل يؤم الركاب ** حيران كاللهق المفرد )
( قال ) وأنشدنا العبدي عن ثعلب عن ابن الأعرابي


( لا تقتلوني إن قتلي محرم ** عليكم ولكن أبشري أم عامر )
( قال ) الضبع تأتي القبور فتبحث عنها ثم تستخرج الموتى فتأكلهم فيقول فلا تعجلوا بقتلي فإني سأموت فتفعل بي الضبع هذا ( قال ) وحدثنا أبو العباس عن ابن الأعرابي قال يقال امرأة قرزح أي قصيرة قال أنشدنا ابن الأعرابي
( آب الغزاة ولم يؤب عمرو ** لله ما وارى به القبر )
( يا عمرو وللضيفان إذ نزلوا ** والحرب حين ذكالها الجمر )
( يا عمرو للشرب الكرام إذا ** أزم الشتاء وعزت الخمر )
( أصبحت بعد أخي ومصرعه ** كالصقر خان جناحه كسر )
( قال ) وأخبرنا أبو العباس عن ابن الأعرابي قال معنى قوله رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبل على أعمامه أي يناولهم النبل ( وقال ) النابل الحاذق وتنبل الموت المال إذا أخذ أفضله وأنشدنا
( فانبل بقومك إما كنت حاشرهم ** فكل حاشر أقوام له نبل )
وقال أبو العباس عن أبي نصر خرج علينا الأصمعي ذات يوم فقال أجد في عيني حثرا أي انسلاقا ( قال ) وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم أحسبه قال عن أبي عبيدة قال قال هريم بن أبي طحمة المجاشعي كنا مع قتيبة بن مسلم بن عمرو الباهلي نقاتل العدو فهاجت قسطلانية فتلقاني سعد بن نجد القردوسي وهو قاتل قتيبة بن مسلم فطعنته فصرعته فقال ما صنعت ويلك فعرفته فقلت يموت من الطعنة فإن مضيت عنه ومر به رجل من الأزد فيقول له من طعنك فيقول هريم فيطلبوني بدمه فهممت بقتله وانتضيت سيفي ففطن لها وقال ويلك ياحمار ما علي بأس أعني حتى أركب فأعنته فركب ومرض من الطعنة فكنت أعوده مع أصحابه فلا يخبرهم حتى أفاق فلقيني يوما فضحك وقال ويلك أردت أن تقتلني فقلت نعم وأخبرته بما قلت في نفسي فقال علمت ذاك ولكن اسمع وأنشأ يقول


( لقد كنت في نيل الشهادة راغبا ** فزهدني فيها لقاء ابن أطحما )
( ولو كان أرداني لكنت مخاصما ** لدى موقف الحشر اللئيم الملطما )
( وكان بوائي لو أصابته أسرتي ** أذل بني حواء طرا وألأما )
( وأقسم لولا أن تعرض دونه ** قتام يريك الصبح أسحم مظلما )
( لخضخضت في صدر التميمي صعدة ** تزجي سنانا كالوذيلة لهذما )
( ولولا اعتياص المهر إذ ملت واجبا ** لجللته عضب الغرارين مهذما )
( فإن تشدا لجعراء يوما بذكرها ** فقد أحرزت فخرا بها متقدما )
( وثوبا أبي رهن بها أن أبيئها ** بشروى لها جياشة تقلس الدما )
ثم قال خذها يا أخا تميم وحدثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه قال حدثنا أبو العباس قال حدثني الرياشي قال حدثنا محمد بن سلام قال قال أمية بن أبي الصلت أتيت نجران فدخلت على عبد المدان بن الديان فإذا به على سريره وكأن وجهه قمر وبنوه حوله كأنهم الكواكب فدعا بالطعام فأتي بالفالوذج فأكلت طعاما عجيبا ثم انصرفت وأنا أقول
( ولقد رأيت القائلين وفعلهم ** فرأيت أكرمهم بني الديان )
( ورأيت من عبد المدان خلائقا ** فضل الأنام بهن عبد مدان )
( البر يلبك بالشهاد طعامه ** لا ما يعللنا بنو جدعان )
فبلغ ذلك عبد الله بن جدعان فوجه إلى اليمن من جاءه بمن يعمل الفالوذج بالعسل فكان أول من أدخله مكة ففي ذلك يقول ابن أبي الصلت
( له داع بمكة مشتعل ** وآخر فوق دارته ينادي )
( إلى ردح من الشيزى عليها ** لباب البر يلبك بالشهاد )
( قال ) وحدثنا أبو عمر قال حدثنا ثعلب قال يقال للصبي إذا ولد رضيع وطفل ثم فطيم

ثم دارج ثم جفر ثم يفعة ويافع ثم شدخ ثم حزور ثم مراهق ثم محتلم ثم خرج وجهه ويقال بقل وجهه ثم اتصلت لحيته ثم مجتمع ثم كهل والكهل من ثلاث وثلاثين سنة ثم فوق الكهل طعن في السن ثم خصفه القتير ثم أخلس شعره ثم شمط ثم شاخ ثم كبر ثم توجه ثم دلف ثم دب ثم عود ثم ثلب
( قال ) وحدثنا أبو حاتم قال سمعت الأصمعي يقول جاء عيسى بن عمر الثقفي ونحن عند أبي عمرو بن العلاء فقال يا أبا عمرو ماشيء بلغني عنك تجيزه قال وما هو قال بلغني عنك أنك تجيز ليس الطيب إلا المسك بالرفع فقال أبو عمرو ونمت يا أبا عمرو أدلج الناس ليس في الأرض حجازي إلا وهو ينصب وليس في الأرض تميمي إلا وهو يرفع ثم قال أبو عمرو قم يا يحيى يعني اليزيدي وأنت يا خلف يعني خلفا الأحمر فاذهبا إلى أبي المهدي فإنه لا يرفع واذهبا إلى المنتجع ولقناه النصب فإنه لا ينصب ( قال ) فذهبا فأتيا أبا المهدي وإذا هو يصلي وكان به عارض وإذا هو يقول أخسأناه عني ثم قضى صلاته والتفت إلينا وقال ما خطبكما قلنا جئناك نسألك عن شيء قال هاتيا فقلنا كيف تقول ليس الطيب إلا المسك فقال أتأمراني بالكذب على كبرة سني فأين الجادي وأين كذا وأين بنة الإبل الصادرة فقال له خلف الأحمر ليس الشراب إلا العسل فقال فما يصنع سودان هجر ما لهم شراب غير هذا التمر قال اليزيدي فلما رأيت ذلك منه قلت له ليس ملاك الأمر إلا طاعة الله والعمل بها فقال هذا كلام لا دخل فيه ليس ملاك الأمر إلا طاعة الله فقال اليزيدي ليس ملاك الأمر إلا طاعة الله والعمل بها فقال ليس هذا لحني ولا لحن قومي فكتبنا ما سمعنا منه ثم أتينا المنتجع فأتينا رجلا يعقل فقال له خلف ليس الطيب إلا المسك فلقناه النصب وجهدنا فيه فلم ينصب وأبى إلا الرفع فأتينا أبا عمرو فأخبرناه وعنده عيسى بن عمر لم يبرح فأخرج عيسى بن عمر خاتمه من يده وقال ولك الخاتم بهذا والله فقت الناس ( قال أبو علي ) حدثني اسحق بن إبراهيم بن الجنيد وراق أبي بكر بن دريد قال قال أبو محمد التوزي سمعت أبا عبيدة يقول يعجبني من شعر أبي نواس كله بيتان قوله


الساعة الآن 03:32 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)