منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع الأدب العربي (https://hwazen.com/vb/f19.html)
-   -   الأمالي في لغة العرب للبغدادي (https://hwazen.com/vb/t21874.html)

إسمهان الجادوي 08-23-2021 01:45 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
( ضعيفة كر الطرف تحسب أنها ** حديثة عهد بالإفاقة من سقم )
( وإني لآتي الأمر من حيث يتقى ** وتعلم قوسى حين أقصد من أرمي )
وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال دخل الشعراء على المنصور وفيهم طريح بن اسمعيل الثقفي وابن ميادة وغيرهم فأذن لهم في الإنشاد فأنشدوه من وراء حجاب حتى دخل ابن هرمة في آخرهم فأنشده حتى بلغ إلى قوله من شعره
( إليك أمير المؤمنين تجاوزت ** بنا بيد أجواز الفلاة الرواحل )
( يزرن أمرأ لا يصلح القوم أمره ** ولا ينتجي الأدنون فيما يحاول )
( إذا ما أتى شيأ مضى كالذي أتى ** وإن قال إني فاعل فهو فاعل )
( كريم له وجهان وجه لدى الرضا ** أسيل ووجه في الكريهة باسل )
( له لحظات عن حفافي سريره ** إذا كرها فيها عقاب ونائل )
( فأم الذي آمنت آمنة الردى ** وأم الذي حاولت بالشكل ثاكل )
( رأيتك لم تعدل عن الحق معدلا ** سواه ولم تشغلك عنه الشواغل )
فقال يا غلام ارفع الحجاب وأمر له بعشرة آلاف والدينار يومئذ بسبعة وأعطى الباقين ألفين ألفين
وأخبرنا أبو حاتم قال أخبرنا أبو عبيدة عن يونس قال دخل الفرزدق على سليمان ابن عبد الملك ومعه نصيب الشاعر فقال للفرزدق أنشدني وهو يرى أنه ينشد مديحه فأنشده
( وركب كأن الريح تطلب منهم ** لها سلبا من جذبها بالعصائب )
( سروا يركبون الليل وهي تلفهم ** على شعب الأكوار من كل جانب )
( إذا استوضحوا نارا يقولون ليتها ** وقد خصرت أيديهم نار غالب )
فتغير وجه سليمان فلما رأى نصيب ذلك قال يا أمير المؤمنين ألا أنشدك فأنشده
( وقلت لركب قافلين لقيتهم ** قفا ذات أوشال ومولاك قارب )


( قفوا خبرونا عن سليمان أنني ** لمعروفه من آل ودان طالب )
( فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله ** ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب )
فسر سليمان لذلك وأجازه وأنشدنا أبو عثمان
( آل المهلب قوم خولوا حسبا ** ما ناله عربي لا ولا كادا )
( لو قيل للمجد حد عنهم وخلهم ** بما احتكمت من الدنيا لما حادا )
( أن المكارم أرواح يعدلها ** آل المهلب دون الناس أجسادا )
( قال أبو علي ) سألت أبا بكر وكان يقرأ عليه شيء فيه ( سيشمظه ) فقال شمظته عن الشيء إذا منعته عنه وحدثنا أبو بكر بن دريد قال أخبرنا السكن بن سعيد عن محمد بن عباد عن ابن الكلبي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خالد بن الوليد رضي الله عنه من غزوة تبوك لهدم ود فحالت بينه وبين هدمه بنو عبدود وبنو عامر الأجدار فقاتلهم خالد فهزمهم وكسرهم فقتل يومئذ غلام من بني عبد ود يقال له قطن بن شريح فأقبلت أمه وهو مقتول فقالت متمثلة والشعر لرجل من ثقيف
( ألا تلك المسرة لا تدوم ** ولا يبقى على الدهر النعيم )
( ولا يبقى على الحدثان غفر ** بشاهقة له أم رؤم )
ثم قالت
( ياجامعا جامع الأحشاء والكبد ** يا ليت أمك لم تولد ولم تلد )
ثم أقبلت عليه تقبله وتشهق حتى ماتت ( قال ) وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا عبد الأول بن مرثد قال سمعت ابن عائشة ينشد
( لا يبلغ المجد أقوام وإن كرموا ** حتى يذلوا وإن عزوا الأقوام )
( ويشتموا فترى الألوان مسفرة ** لا عفو ذل ولكن عفو أحلام )
وزاد بيتين آخرين عبد الأول قال أبو بكر رحمه الله تعالى وليس هو في عقب هذه


( وإن دعا الجار لبوا عند دعوته ** في النائبات باسراج وإلجام )
( مستلئمين لهم عند الوغى زجل ** كأن أسيافهم أغرين بالهام )
( قال ) وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو مسلم قتيبة عن المدائني قال لقى عالم من العلماء راهبا من الرهبان فقال له يا راهب كيف ترى الدهر قال يخلق الأبدان ويجدد الآمال ويباعد الأمنيه ويقرب المنيه قال فما حال أهله قال من ظفر به نصب ومن فاته تعب قال فما الغنى قال قطع الرجاء منه قال فأي الأصحاب أوفي قال العمل الصالح قال فأيهم أضر وأبلى قال النفس والهوى قال فأين المخرج قال في سلوك المنهج قال وفيم ذاك قال في خلع الراحات وبذل المجهود وحدثنا عبد الأول قال حدثنا عفان قال حدثنا أبو عوانة قال حدثنا أبو بلج عن عمرو بن ميمون قال سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه غلاما يدعوا ويقول اللهم إنك تحول بين المرء وقلبه فحل بيني وبين خطاياي فلا أعمل بشيء منها فسر عمر بقوله ودعا له بخير
وحدثنا أبو بكر بن دريد قال أخبرنا أبو عثمان قال أخبرنا عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير بن عطية بن الخطفى قال كان جرير عند الحجاج بالعراق وكان آمنه بعدما أخافه أشد الخوف فقدم الحجاج البصرة وجرير والفرزدق يتسابان سبع سنين قبل قدومه وجرير مقيم بالبصرة وكان قبل ذلك مقيما بالبادية فكتب إليه بنو يربوع أنت مقيم بالبادية وليس أحد يروي عنك والفرزدق قد ملأ عليك العراق فانحدر إلى جماعة الناس فأشد بالرجل كما يشيد بك فانحدر وأقام بالبصرة فلذلك يقول
( وإذا شهدت لثغر قومي مشهدا ** آثرت ذاك على بني ومالي )
فأوجهه الحجاج وملأ بمدحه الأرض وبلغ أهل الشام وأمير المؤمنين ورواه الناس ثم أن الحجاج أوفده مع ابنه محمد عاشر عشرة من أهل العراق بعدما أجازه بعشرة من الرقيق وأموال كثيرة قال فقدمنا على عبد الملك فخطب بين يديه ثم أجلسه على سريره عند

رجليه ثم دعا بالوفد منا رجلا رجلا وكلنا له خطبة فجعل كلما خطب رجل قطع خطبته وتكلم جرير فقطع خطبته ثم قال من هذا يا محمد فقال هذا يا أمير المؤمنين ابن الخطفى قال مادح الحجاج قلت ومادحك يا أمير المؤمنين فائذن لي أنشدك فقال هات ما قلت في الحجاج فاندفعت في قولي
( صبرت النفس يا ابن ابي عقيل ** محافظة فكيف ترى الثوابا )
( ولو لم يرض ربك لم ينزل ** مع النصر الملائكة الغضابا )
( إذا سعر الخليفة نار حرب ** رأى الحجاج أثقبها شهابا )
فقال صدقت وورائي الأخطل جالسا ولا أراه ثم قال هات بالحجاج فأنشدته
( طربت لعهد هيجته المنازل ** وكيف تصابي المرء والشيب شامل )
فما فرغت منها حتى خيلت في وجه أمير المؤمنين الغضب وقال هات بالحجاج فأنشدته
( هاج الهوى لفؤادك المهتاج ** فانظر بتوضح باكر الأحداج )
حتى أتيت على قولي
( من سد مطلع النفاق عليهم ** أم من يصول كصولة الحجاج )
( أم من يغار على النساء حفيظة ** إذ لا يثقن بغيرة الأزواج )
فتكلم الأخطل وقال أين أمير المؤمنين يا ابن المراغة فعلمت أنه الأخطل فذببت حيال وجهي بكمي وقلت اخسا ومضيت حتى أنشدته كلها فقال الخليفة اجلس فجلست ثم قال قم يا أخطل هات مديح أمير المؤمنين فقام حيالي فأنشد أشعر الناس وأمدح الناس فقال له الخليفة أنت شاعرنا ومادحنا اركبه فرمى بردائه وألقى قميصه على منكبه ووضع يده على عنقي فقلت يا أمير المؤمنين أن النصراني الكافر لا يعلو ولا يظهر على المسلم ولا يركبه فقال أهل المجلس صدق يا أمير المؤمنين فقال دعه وانتقض المجلس وخرجنا فدخل الوفد عليه ثمانية أيام مع محمد كلهن أحجب فلا أدخل عليه ثم دخلوا

في التاسع وأخذوا جوائزهم وتهيوا في العاشر للدخول والتوديع للرحيل فقال محمد يا أبا حزرة مالي لا أراك تتجهز قلت وكيف وأمير المؤمنين علي ساخط ما أنا ببارح أو يرضى عني فلما دخل عليه محمد ليودعه قال يا أمير المؤمنين إن ابن الخطفى مادحك وشاعرك ومادح الحجاج سيفك وأمينك وقد لزمتنا له صحبة وذمام فإن رأيت أن تأذن له فإنه أبى أن يخرج معنا وأنت غضبان وآلى أنه لا يخرج أو ترضى عنه فيدخل ويودعك فأذن لي فدخلت عليه ودعوت له فقال إنما أنت للحجاج قلت ولك يا أمير المؤمنين ثم استأذنته في الإنشاء فسكت ولم يأذن لي فاندفعت فقلت
( أتصحو أم فؤادك غير صاح ** فقال بل فؤادك ** عشية هم صحبك بالرواح )
حتى فرغت منها وعلمت أني إن خرجت بغير جائزة كان اسقاطي آخر الدهر فلما بلغت إلى شكوى أم حزرة قلت في أثر ذلك
( ألستم خير من ركب المطايا ** وأندى العالمين بطون راح )
فجعل يقول نحن كذلك ثم قال ردها علي فرددتها فطرب لذلك وقال ويحك أتراها ترويها مائة من الإبل قلت نعم إن كانت من نعم كلب وقد كنت رأيت خمسمائة من نعم كلب مخصفة ذراها ثنيانا وجذعانا فقال أخرجوا له مائة من النعم التي جاءت من عند كلب ولا ترذلوها فشكرت له وشكر له أصحابي ومن شهدني من العرب ثم قلت يا أمير المؤمنين إنما نحن أشياخ من أهل العراق وليس في واحد منا فضل عن راحلته قال أفنجعل لك أثمانها قلت لا ولكن الرعاء يا أمير المؤمنين فنظر جنبتيه ثم قال لجلسائه كم يجزي مائة من الإبل قالوا ثمانية يا أمير المؤمنين فأمر لي بثمانية أعبد أربعة صقالبة وأربعة نوبية وإذا قد أهدى إليه بعض الدهاقين ثلاث صحاف فضة وهن بين يديه يقرعهن بالخيزرانة فقلت المحلب يا أمير المؤمنين فندس إلي منهن واحدة وقال خذها لا نفعتك قلت بلى كل ما أخذته منك ينفعني إن شاء الله وانصرفنا وودعناه وكتب محمد إلى أبيه بالحديث

كله فلما قدمنا على الحجاج قال لي أما والله لولا أن يبلغ أمير المؤمنين فيجد على لأعطيتك مثلها ولكن هذه خمسون راحلة وأحمالها حنطة تأتي بها أهلك فتميرهم فقبضتها وانصرفت ( قال ) وحدثنا أبو بكر بن دريد رحمه الله تعالى قال حدثنا أبو حاتم قال أخبرني بعض أشياخ البصريين قال حدثني أبو منجوف قال حضرت وفاة الرقاشي ودخل عليه الطبيب وجس عرقه فلما انصرف اتبعته فأيأسني منه فكان الرقاشي أحس بذلك فلما رآني قال
( سألتك بالمودة والجوار ** وقرب الدار من قرب المزار )
( بما ناجاك إذ ولى سعيد ** فقد أوجست من ذاك السرار )
وأنشدنا الحسن بن خضر قال أنشدنا أبو هلال
( هذا الزمان الذي كنا نخبره ** فيما يحدث كعب وابن مسعود )
( إن دام ذا العيش لم نحزن على أحد ** ممن يموت ولم نفرح بمولود )
( قال ) وحدثنا قال أخبرنا أبو حاتم عن الأصمعي عن سلم بن قتيبة قال كانت إياد ترد المياه فيرى منهم مائتا شاب على مائتي فرس بشية واحدة وكانوا أعدا العرب وأنهم استقلوا بعشرين ألف غلام أغرل فأوغلوا حتى وقعوا ببلاد الروم فأسر رجل منهم فأردفه آسره خلفه وهو يظنه روميا فسمعه يقول
( ترى بين الأثيل وفيد مجرى ** فوارس من نمارة غير ميل )
( ولا جزعين إن ضراء نابت ** ولا فرحين بالخير القليل )
فأراد الرومي أن يشد وثاقه فاخترط العربي سيف الرومي فقتله به وركب فرسه ولحق بأصحابه والله أعلم
وأنشدنا العكلي قال أنشدني أبو عامر الفقيمي لأبي عطاء السندي يقوله في المثنى بن يزيد بن عمر بن هبيرة
( أما أبوك فعين الجود نعرفه ** وأنت أشبه خلق الله بالجود )


( لولا أبوك ولولا قبله عمر ** ألقت إليك معد بالمقاليد )
( لا ينبت العود إلا في أرومته ** ولا يكون الجنى إلا من العود ) ( قال ) وأنشدنا عبد الرحمن عن عمه لعبد من عبيد بني عامر بن ذهل
( أيا حب ليلى داخلا متولجا ** شعوب الحشا هذا علي شديد )
( ويا حب ليلى عافني منك مرة ** وكيف تعافيني وأنت تزيد )
( ويا حب ليلى أعطني الحكم واحتكم ** علي فما يبغى علي شهيد )
( قال ) وأنشدنا أيضا عبد الرحمن عن عمه
( أليس الله يعلم أن قلبي ** يحب الفتية المتبرقعينا )
( هم الفتيان إلا أن فيهم ** دماليجا وأن لهم برينا )
( قال ) وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا أبو عثمان عن التوزي قال صحب ابن عبدل الأسدي معروف بن بشر حينا فأبطأ عنه بصلته فتغيب عنه أياما ثم أتاه فقال أين كنت قال أصلح الله الأمير خطبت بنت عم لي فأرسلت إلي أن لي أشاوى على الناس وديونا فانطلق فاجمع ذلك ثم ائتني أفعل ففعلت فلما أتيتها بحاجتها كتبت إلى تؤيسني وتقول
( سيخطئك الذي أملت مني ** إذا انتقضت عليك قوى حبالي )
( كما أخطاك معروف ابن بشر ** وكنت تعده لك رأس مال )
( فلا والله لو كرهت شمالي ** يميني ما وصلت بها شمالي )
فضحك بن بشر وقال ما ألطف ما سألت وأمر له بعشرة آلاف درهم ( قال ) وأخبرنا أبو عثمان قال كان الجماز منقطعا إلى أبي جزء الباهلي فتنسك أبو جزء وقال للجماز لا أحب أن تخالطني إلا أن تتنسك فاظهر الجماز النسك وأنشأ يقول
( قد جفاني الأمير حين تقرى ** فتقريت مكرها لجفائه )
( والذي أنطوي عليه المعاصي ** علم الله نيتي من سمائه )


( ما قراة لمكره بقراة ** قد رواه الأمير عن فقهائه )
( قال ) وحدثنا قال حدثنا السكن بن سعيد قال كان أبو نواس سأل هشاما ما أنساب مذحج فأبطأ عليه فكتب إليه
( أبا منذر ما بال أنساب مذحج ** مرجمة دوني وأنت صديق )
( فإن تأتني يأتك ثنائي ومدحتي ** وإن تأب لا يسدد علي طريق )
فبعث بها إليه
( قال ) وحدثنا السكن بن سعيد الجرموزي عن محمد بن عباد عن ابن الكلبي قال قال الحجاج يوما وعنده أصحابه أما إنه لا يجتمع لرجل لذة حتى تجتمع أربع حرائر في منزله يتزوجهن فسمع ذلك شاعر من أصحابه يقال له الضحاك فعمد إلى كل ما يملك فباعه وتزوج أربع نسوة فلم توافقه واحدة منهن فأقبل على الحجاج فقال سمعتك أصلحك الله تقول لا تجتمع لرجل لذة حتى يتزوج أربع حرائر فعمدت إلى قليلي وكثيري فبعته وتزوجت أربعا فلم توافقني واحدة منهن أما واحدة منهن فلا تعرف الله ولا تصلي ولا تصوم والثانية حمقاء لا تتمالك والثالثة مذكرة متبرجة والرابعة ورهاء لا تعرف ضرها من نفعها وقد قلت فيهن شعرا قال هات ما قلت لله أبوك فقال
( تزوجت أبغي قرة العين أربعا ** فياليتني والله لم أتزوج )
( ويا ليتني أعمى أصم ولم أكن ** تزوجت بل يا ليتني كنت مخدج )
( فواحدة لا تعرف الله ربها ** ولم تدر ما التقوى ولا ما التحرج )
( وثانية حمقاء تزني مخانة ** تواثب من مرت به لا تعرج )
( وثالثة ما أن توارى بثوبها ** مذكرة مشهورة بالتبرج )
( ورابعة ورهاء في كل أمرها ** مفركة هوجاء من نسل أهوج )
( فهن طلاق كلهن بوائن ** ثلاثا بتاتا فاشهدوا لا ألجلج )
فضحك الحجاج وقال ويلك كم مهرتهن قال أربعة آلاف أيها الأمير فأمر له باثني عشر ألف درهم ( قال ) وأخبرنا أبو بكر قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال سمعت أعرابيا

يعذ ل صاحبا له في الشراب فقال له
( فإنك لو شربت الخمر حتى ** يظل لكل أنملة دبيب )
( إذا لعذرتني وعلمت أني ** بما أتلفت من مالي مصيب )
قال أبو بكر رحمه الله تعالى وأنشدنا عبد الرحمن عن عمه
( تقول سليمى سار أهلك فارتحل ** فقلت وهل تدرين ويحك من أهلي )
( وهل لي أهل غير ظهر مطيتي ** أروح وأغدو ما يفارقها رحلي )
( قال أبو علي ) وقرئ على أبي الحسن علي بن سليمان الأخفش وأنا أسمع وذكر أنه قرأ جميع ما جاء عن أبي محلم عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين رحمه الله تعالى فذكر أنه سمع ذلك من أبيه من أبي محلم قال أبو محلم وأخبرني سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة قال قال لي طاووس لتزوجن أو ألأقولن لك ما قال عمر لأبي الزوائد قلت له ما قال قال قال له ما يمنعك من النكاح الأعجز أو فجور
أبو الزوائد هذا من أهل مكة ( قال ) وقال لي أبو محلم حدثني جرير عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير قال قال لي ابن عباس رضي الله عنهما ألك امرأة قال قلت لا قال فتزوج فإن خير هذه الأمة من كان أكثرها نساء
وأنشدنا أبو محلم لخنوص أحد بني سعد هذه البيتين
( ألا عائذ بالله من سرف الغنى ** ومن رغبة يوما إلى غير مرغب )
( ومن لا يرح إلا سواما لغيره ** وإن كان ذا قربى من الناس يعزب )
السوام المال يقال أراح فلان إذا كان له مال وأعزب إذا لم يكن له مال وأنشد
( إذا حدثتك النفس أنك قادر ** على ما حوت أيدي الرجال فكذب )
( فإن أنت لم تفعل ومال بك الهوى ** إلى بعض ما منتك يوما فجرب )
( فإن تك ذا لب يزدك صلابة ** على المال محجى ذو العطاء المثرب )

إسمهان الجادوي 08-23-2021 01:45 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
محجى أي ممسكا يقال حجا الرجل ماله إذا أمسكه قال أبو محلم وذكر أعرابي امرأته فقال ما تحجودوننا شيأ اي ما تمسك وأنشد للفرزدق
( وذلك خير من عطاء مثرب ** منون ومن شبعان تحجى دراهمه )
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد فاجلدوه فإن عاد فاجلدوه ولا تثربوا أي لا تعيروا ومنه قول الله عز وجل { لا تثريب عليكم اليوم } أي لا لوم ولا تأنيب وأنشدنا أبو محلم
( سألتهم الجزيل فليس فيهم ** بخيل بالعطاء ولا منون )
وأنشدنا قال أنشدنا أبو العباس المبرد قال أنشدني ابن المصفى
( رب بيت رأيت قد زينوه ** لم يزل اسرع البيوت خرابا )
( فيه غض الشباب قد متعوه ** بمتاع وألبسوه ثيابا )
وأنشدنا لعبد الله بن طاهر
( ألا من لقلب مسلم للنوائب ** أطافت به الأحزان من كل جانب )
( يخبر يوم البين أن اعتزامه ** على الصبر من إحدى الظنون الكواذب )
وأنشدنا لعبيد الله بن عبد الله
( وإني لأعطي كل امر بقسطه ** إذا الخطب عن حزم الروية أجهضا )
( فأستعتب الأحباب والخد ضارع ** وأستعتب الأعداء والسيف منتضى )
( قال أبو علي ) وأنشدنا جحظة في أبي بكر بن دريد رحمة الله تعالى عليه
فقدت بابن دريد كل فائدة ** لما غدا ثالث الأحجار والترب )
( وكنت أبكي لفقد الجود مجتهدا ** فصرت أبكي لفقد الجود والأدب )
( قال ) وحدثنا أبو الحسن قال أنشدنا ابو محلم للمخارق بن شهاب أحد بني خزاعي بن مالك ابن عمرو بن تميم


( كم شامت بي إن هلكت وقائل ** لا يبعدن مخارق بن شهاب )
( المشتري حسن الثناء بماله ** والمالئ الجفنات للأصحاب )
( مأوى الأرامل والضريك إذا اشتكى ** وثمال كل معيل قرضاب )
( وأخي اخاء قد غدا متقلدا ** سيفا راحلتي له وثيابي )
الضريك الفقير والقرضاب الذي لا شيء له هكذا قال أبو محلم ( قال أبو علي ) وأنا أقول القرضاب والقرضوب أيضا اللص ( قال ) وأنشدنا أبو محلم لأبي حزرة يعني جريرا في ابنه
( إن بلالا لم تشنه أمه ** لم يتناسب خاله وعمه )
( يشفي الصداع ريحه وشمه ** كأن ريح المسك مستحمه )
( ويذهب الغليل عني ضمه ** يقضي الأمور وهو سام همه )
( فآله آلي وسمي سمه ** )
آل الرجل شخصه وسمه خليقته ( قال أبو علي ) ومن أيمان العرب ما حدثنا به أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش عن أبي العباس أحمد بن يحيى قال تقول العرب لا وقائت نفسي القصير القائت من القوت يعطيه قليلا قليلا
وتقول لا والذي لا أتقيه إلا بمقلتة أي الموت في عنقي فكل شيء حتف من القلت أي الموت ( قال أبو علي ) وقرأت في نوادر ابن الأعرابي على أبي عمر لا والذي لا أتقيه إلا بمقتله أي كل شيء مني مقتل من حيث شاء قتلني ( قال ) ومن أيمانهم لا ومقطع القطر لا وفالق الأصباح لا ومهب الرياح لا ومنشر الأرواح لا والذي مسجت أيمن كعبته لا والذي جلد الإ بل جلودها لا والذي شق الجبال للسيل والرجال للخيل لا والذي شقهن خمسا من واحدة يعنون الأصابع لا والذي وجهي زمم بيته والزمم المقابلة لا والذي هو أقرب إلي من حبل الوريد لا والذي يقوتني نفسي

لا وبارئ الخلق لا والذي يراني من حيث ما نظر لا والذي نادى الحجيج له لا والذي رقصن ببطحائه لا والراقصات ببطن جمع لا والذي أمد إليه بيد قصيرة لا والذي يراني ولا أراه لا والذي كل الشعوب تدينه ( قال ) وقال أبو زيد العقيليون يقولون حرام الله لا آتيك كقولك يمين الله لا آتيك وجير يمين خفضت للياء وعوض يمين رفعت للواو التي فيها
وأنشدنا أبو الحسن قال أنشدنا أبو محلم
( ألا ليت شعري عن عوارضتي قنا ** لطول الليالي هل تغيرتا بعدي )
( وعن جارتينا بالبتيل أدامتا ** على عهدنا أم لم تدوما على العهد )
( وعن علويات الرياح إذا جرت ** بريح الخزامي هل تهب على نجد )
البتيل موضع ( قال ) ويقال علوى وعلوى ( قال ) وقال أبو محلم يقال زينة وزين وأنشد للقلاخ بن حزن بن جناب السعدى
( وزانه الشحم وللشحم زين ** ) وأنشد أيضا لزبان بن سيار الفزاري يتفجع على قومه
( لئن فجعت بالقرباء مني ** لقد متعت بالأمل البعيد )
( وما تبغي المنية حين تأتي ** على أدنى الأحبة من مزيد )
( خلقنا أنفسا وبني نفوس ** ولسنا بالسلام ولا الحديد )
( قال أبو محلم ) ومن كلامهم كان ذاك والسلام رطاب وهو مثل وأنشد لرؤبة بن العجاج
( والصخر مبتل كطين الوحل ** )
( قال ) وقال أبو محلم يقال ندسه بالرمح إذا طعنه وتندس فلان الأخبار إذا استخبر عنها وأنشد للحرث بن ضب يهجو حبيب بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي
( أوصت صفية نسلها بوصية ** مرعية ختمت بأير الكاتب )
( أن لا تدوم لهم كرامة مكرم ** فيهم وأن ينبوا بحق الصاحب )


( وبذكر مر الفقر عند غناهم ** والشح عند حضور حق واجب )
( والبخل بالمعروف والصلة التي ** أوصى الإله بها لحق الراغب )
( فأرى ابنها حفظ الوصية كلها ** وازداد لؤ م طبائع وضرائب )
( بدعى الحرون عن المكارم كلها ** وإلى الملائم فهو أول واثب )
( ولقد أتاني وازع بمقالة ** عنه تقولها وليس بكاذب )
( أن لست خاتمها ولست بلين ** ما عشت للجار المخاشن جانبي )
( لا تختمن صحيفة من بعدها ** ألا ببظر غزالة المتشاغب )
( فلقد رأيت أباك ماضي عمره ** في الصهر ليس عن اللئام براغب )
( قال أبو علي ) وقرأنا على أبي الحسن قال قال أبو محلم حدثني جماعة من بني تميم عن آبائهم عن أجدادهم قالوا أسنت بنو تميم زمن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه فانتجعوا أرضا من أرض كلب من طرف السماوة يقال لها صوأر من الكوفة على عقبة أو مآبة وهو يوم عطود طويل فصنع غالب بن صعصعة وهو أبو الفرزدق طعاما ونحر نحائر وجفن جفانا وجعل يقسمها على أهل المزايا وهم أهل القدر فأتت جفنة منها سحيم بن وثيل الرياحي الشاعر فكفأها وضرب الخادم التي أتته بها واحتفظ غالب من ذلك فعاتب سحيما فسرى القول بينهما حتى تداعيا إلى المعاقرة وكان سحيم رجلا فيه شنغيرة وأذى للناس وكان الناس شآفى القلوب عليه أي وغراء الصدور عليه وكانت إبله خوامس

قد أغبت خمسا لم ترد فوردت عليه إبل غالب فطفق غالب يعقرها وطافت الوغدان والفتيان بالإبل فجعلت تحوزها من أطرافها إليه ومع الفرزدق هراوة يردها على أبيه فيقول غالب رد أي بني فيقول الفرزدق اعقر أبت حتى نحر سائرها وكانت مائتين فقال طارق بن ديسق بن عوف بن عاصم بن عبيدة بن ثعلبة بن يربوع وكان يهاجى سحيما
( أبلغ سحيما إن عرضت وحجدرا ** أن المخازي لا ينام قرادها )
( أقدحتما حتى إ ذا أوريتما ** للحرب ناركما خبا إيقادها )
( لو كان شاهدنا الجميل ومالك ** لحبت لقاح وله أولادها )
( أطردتها نيبا تحن إفالها ** من أن يكون لسيفه إيرادها )
وقال جرير للفرزدق حين هاجاه
( وألفيت خيرا من أبيك فوارسا ** وأكرم أياما سحيما وحجدرا )
( هم تركوا عمرا وقيسا كلاهما ** يمج نجيعا من دم الجوف أحمرا )
وقال المحل بن كعب أخو بني قطن بن نهشل
( وقد سرني أن لا تعد مجاشع ** من المجد إلا عقرنيب بصوأر )
وقال جرير للفرزدق يهاجيه أيضا
( فنورد يوم الروع خيلا مغيرة ** وتورد نابا تحمل الكير صوأرا )
( شقيت بأيام الفجار فلم تجد ** لقومك إلا عقرنيبك مفخرا )
وقال طارق بن ديسق يعير سحيما
( لعمري وما عمري علي بهين ** لقد ساء ما جازيت يا ابن وثيل )
( مددت بذي باع عن المجد جيدر ** وسيف عن الكوم الخيار كليل )
وقال ذو الخرق الطهوي يتعصب لغالب لأنه من بني مالك بن حنظلة


( ألا أبلغن رياحا على نأيها ** ورهط المحل شفاة الكلب )
( فلا تبعثوا منكم فارطا ** عظيم الرشاء كبير الغرب )
( يعارض بالدلو فيض الفرات ** تصك أواذيه بالخشب )
( فما كان ذنب بني مالك ** بان سب منهم غلام فسب )
( عراقيب كوم طوال الذرى ** تخر بوائكها للركب )
( قال أبو علي ) وأنشدني أبو بكر بن دريد
( بأبيض يهتز في كفه ** يقط العظام ويبري العصب )
( بأبيض ذي شطب باتر ** يقط الجسوم ويفري الركب )
( تسامى قروم بني مالك ** فسامى بهم غالب إذ غلب )
( فأبقى سحيم على ماله ** وهاب السؤال وخاف الحرب )
قال فأقبلت إبل سحيم حتى وردت عليه فأوردها كناسة الكوفة وجعل يعقرها وهو يقول
( كيف ترى حجيدرا يرعاها ** بالسيف يخليها إذا استخلاها )
( ينتثر الخزيز من ذراها ** )
فلم ينفعه عقره إياها وقد سبقه غالب بالعقر
( قال ) وأخبرني عبيد الله بن موسى قال أخبرني ربعي بن عبد الله بن الجارود الهذلي عن أبيه قال قال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه لا تأكلوا منها شيأ فإنها مما أهل به لغير الله وأمر فطرد الناس عنها وقال سحيم ابن وثيل في معاقرته
( لهان بما يجني عفير وحجدر ** وذو السيف قد دنى لها كل مقرم )
( ألا لا أبالي أن تعد غرامة ** علي إذا ما حوضكم لم يهدم )
( فسبحت في الظلماء لما رأيتهم ** نجيا وما يخفى عن الله يعلم )


قال أبو العباس يدعى على الإنسان فيقال ماله آم وعام ورماه الله بالأيمة والعيمة أي ماتت امرأته يقال رجل أيم وامرأة أيم إذا كان بغير امرأة وكانت بغير رجل قال أبو الحسن ولو قال امرأة أيمة يخرجها على آمت لكان جيدا لأنه يقال آمت تئيم كما يقال باعت تبيع ومثله كثير وعام هلكت ماشيته حتى يشتهي اللبن ( قال ) ويقال ماله حرب وحرب وحرب وذرب حرب ذهب ماله وحرب هو في نفسه
وجربت إبله وذرب ورم جسده والذربة ورمة تخرج في عنق البعير وماله شل عشره ويدي من يده وأشل الله عشره وأبرد الله مخه أي هزله وأبرد الله غبوقه أي لا كان له لبن حتى يشرب الماء وقل خيسه أي خيره وعثر جده ورماه الله بغاشية وهي وجع يأخذ على الكبد يكوى منه ورماه الله بالسحاف وهو وجع يأخذ بين الكتفين وينفث صاحبه مثل العصب ( قال أبو علي ) وقال غيره السحاف السل ورجل مسحوف أي مسلول
ورماه الله بالعرفة وهي قرحة تأخذ في اليد والرجل وربما أشلت ورماه الله بالحبن والقداد وهو داء يأخذه في بطنه ومنه طائرة ة حبناء أي في بطنها علة
وقرع فناؤه وصفر إناؤه أي أخذت إبله فلا يكون له في فنائه شيء ولا في إنائه لبن ويقال ما له جدت حلائبه أي لا كانت له إبل
وإن كان كاذبا فاستراح الله رائحته أي ذهب الله بها ورماه الله بأفعى ت حارية أي قد رجع سمها فيها فأحرقها فهو أشد لضربتها وذبلته الذبول أي ثكلته أمه وأنشد
( طعان الكماة وركض الجياد ** وقول الحواضن ذبلا ذبيلا )
ويروى بالدال غير معجمة وهو أجود يقال دبلته الدبول بالدال غير معجمة مثل ثكلته الثكول أي ثكلته أمه قال ثعلب وقلت لإبن الأعرابي قلت له ذبلا ذبيلا وقلت لي الآن دبلا دبيلا فقال بالدال غير معجمة أجود قال والذال يجوز وقال أبو محلم يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا عطش خمر وجهه أي غطاه ويروى عنه

صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول خمروا أسقيتكم وأجيفوا أبوابكم وأحذروا على صبيانكم فحمة العشاء وفحمة العشاء بفتح الفاء والحاء ما بين العشاء الأولى والعشاء الآخرة وأنشد لبشير بن النكث الكلبي
( أجدي فاشربي بحياض قوم ** عليهم من فعالهم حبير )
( فإن بني رفاعة في معد ** هم اللجأ المؤمل والنصير )
( هم الأخيار منسكة وهديا ** وفي الهيجا كأنهم الصقور )
( عن الفحشاء كلهم غبي ** وبالمعروف كلهم بصير )
( خلائق بعضهم فيها كبعض ** يؤم كبيرهم فيها الصغير )
( قال أبو علي ) قرأت على أبي الحسن قال أبو محلم كان المهاجر بن عبد الله الكلابي عاملا على اليمامة لهشام بن عبد الملك وكان قد أقطع جريرا دارا وأمر خمسين رجلا من جند أهل الشام أن يلزموا باب دار جرير وأن يكونوا معه في ركوبه إلى باب دار المهاجر اشفاقا عليه من ربيعة فاعتل جرير فقال يوم دخلوا عليه
( نفسي الفداء لقوم زينوا حسبي ** وإن مرضت فهم أهلي وعوادي )
( لو حال دوني أبو شبلين ذو لبد ** لم يسلموني لليث الغابة العادي )
( أن تجر طير بأمر فيه عافية ** أو بالفراق فقد أحسنتم زادي )
قال أبو محلم قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لأبي بكرة أن تبت قبلت شهادتك لأن القاذف المحدود لا شهادة له فقال أبو بكرة أشهد أن المغيرة زان فقال عمر إنك لفاجر أبل ومؤمن لا يفل والأبل الذي يمضي على أمره وشأنه لا يرجع عنه وأنشد
( مجرس يخلط إفكا بجدل ** أبل أن قيل اتق الله احتفل )


( قال ) وقال أبو العباس ماله غالته غول وشعبته شعوب قال الأصمعي شعوب بغير ألف ولام معرفة لا تنصرف لأنها اسم للمنية وولعته الولوع ولعته ذهبت به ورماه الله بليلة لا أخت لها أي بليلة موته ورماه الله بما يقبض عصبه أي بما يجمعه وقولهم قمقم الله عصبه معناه أيبس عصبه فاجتمع وأصل ذلك من القمقام وهو وسط البحر ومجتمع مائه وقال أبو عمرو يقال لما يبس من البسر القمقم
لا ترك الله له هاربا ولا قاربا أي لا صادرا عن الماء ولا واردا شتت الله شعبه أي أباد الله أهله مسح الله فاه أي مسحه من الخير رماه الله بالذبحة وهي وجع يكون في الحلق يطوقه رماه الله بالطسأة مهموز وهي داء يأخذ الصبيان ( قال أبو علي ) الذي أحفظه الطشة وأبو العباس ثقة حافظ فلا أدري أوقع الخطأ من الناقل إلينا أم من سهو أبي العباس أو تكون لغة غير الطشة
سقاه الله الذيفان وهو السم السريع القتل وحكى عن الباهلي جعل الله رزقه فوت فمه أي قريبا منه ويخطئه أي ينظر إليه قدر ما يقرب من فمه ثم لا يقدر عليه رماه الله في نيطه وهو الوتين أي قتله وقال أبو صاعد قطع الله به السبب أي قطع سببه الذي به الحياة
قطع الله لهجته أي أماته قد الله أثره أي أماته وقال في أتان له شرود جعل الله عليها راكبا قليل الحداجة بعيد الحاجه والحداجة الحلس وهو الكساء الذي يحمل على الجمل عليه العفاء أي محو الأثر رغما دغما شنغما دعاء وهو اتباع قال أبو الحسن رغما أي أرغم الله أنفه ودغما مثله وشنغما توكيد
ماله جد ثدي أمه إذا دعا عليه بأن لا يكون له مثل لا أهدى الله له عافية اي من يطلب رفده وفضله أي كان فقيرا ثل عرشه أي ذهب عزه ثلل ثلله وأثل الله ثلله أي أذهب الله عزه عيل ما عاله قال أبو عبيدة هو في التمثيل أهلك هلاكه أراد الدعاء عليه فدعا على الفعل ويقال ذلك في المدح أي من قام بأمره فهو في خفض حته الله حت البرمة والبرمة ثمر الأراك لا تبع له ظلف ظلفا زال زواله وزيل زويله أي ذهب ومات
سل وشل وغل وأل سل من السل وغل من الغل

أي جن حتى يشد وأل طعن بالألة فقتل والألة الحربة قال أبو الحسن المعروف عند جميع العلماء ولا أعلم فيه اختلافا أنه يقال شلت يده وأشلت وحكى ثعلب شل وأظنه جرى على هذا لمزاوجة الكلام لأن قبله سل وكذلك الذي يليه
وكذلك لا عد من نفره أي مات والنفر أهل الرجل وأقاربه ممن ينفر معه في الشدة والخطب الجليل ( وقال أبو زيد ) رماه الله بالطلاطلة بضم الطاء الأولى والطلطلة بضم الطاء أيضا على فعللة ( قال ) وقال الراجز يذكر دلوا
( قتلتني رميت بالطلاطله ** كأن في عرقوتيك بازله )
وهي الداء العضال رماه الله بكل داء يعرف وكل داء لا يعرف سحفه الله أي ذهب به وأفقره لا أبقى الله له سارحا ولا جارحا السارحة الماشية الإبل والبقر والغنم لأنها تسرح في المرعى والجارح الفرس والحمار ولا يكون البعير جارحا وإنما قيل للفرس والحمار جارح لأن الفرس والحمار تجرح الأرض بوطئها أي تؤثر فيها بحوافرها والإبل لا أثر لها رماه الله بالقصمل ويقال القصمل وهو وجع يأخذ الدابة في ظهرها ويقال قصملة أي دقه بفيه الأثلب والإثلب والكثكث والكثكث أيضا أي التراب والدقعم والحصلب وهو التراب بفيه البرى ( قال أبو علي ) التراب قال وأنشد الفراء
( بفيك من ساع إلى القوم البرى ** ) ألزق الله به الحوبة أي المسكنة ( قال ) ويقال برحا له وترحا إذا تعجب منه أي عناء له كما تقول للرجل إذا تكلم فأجاد قطع الله لسانه ( قال ) وقال أبو مهدي بسلاله وأسلا كما تقول للإنسان إذا دعى عليه تعسا له ونكسا لحاه الله كما يلحى العود أي قشره كما يقشر العود إذا أخذ لحاؤه وهو القشر الرقيق الذي يلي العود لا ترك الله له شفرا ولا ظفرا الشفر شفر العين والشفر شفر المرأة ( قال أبو علي ) كذا يقال بالفتح رماه الله بالسكات رماه الله بخشاش أخشن ذي ناب أحجن يعني الذئب قرع مراحه أي لا كانت له إبل قال عروة بن الورد

إسمهان الجادوي 08-23-2021 01:45 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
( إذا آداك مالك فامتهنه ** لجاديه وإن قرع المراح )
لأمه العبر والعبر أي الثكل والعبر البكاء له الويل والأليل وهو الأنين قال ابن ميادة
( وقولا لها ما تأمرين بعاشق ** له بعد نومات العشاء أليل )
ما له ساف ماله وأساف الرجل إذا هلك ماله قال حميد بن ثور
( فمالهما من مرسلين لحاجة ** أسافا من المال التلاد وأعدما )
ويقال في مثل ( أساف حتى ما يشتكي السواف ) أي قد ألف ذلك ودرب به يقال ذلك للذي امتحن الدهر وجربه ومر به خيره وشره ماله خاب كهده الكهد المراس والجهد ماله طال عسفه اي هوانه رماه الله بوامئة أي ببلاء وشر اقتثمه الله إليه أي قبضه إليه وابتاضه الله وابتاضهم الله وابتاض بنو فلان بني فلان إذا أتوا عليهم وعلى أموالهم والبيضة المعظم ومنه هذا البلد بيضة الإسلام أي مجتمعه كما تجمع البيضة التي على الراس الشعر أباد الله عترته أي ذهب أهل بيته سحقه الله أهلكه الله أباد الله غضراءه أي نضارته وحسن دنياه والغضراء الطينة العلكة ويقال للإنسان إذا سعل ( عنس بكدد ) عنس طال مكثه أي طال مكث السعال عليه وقوي والكدد والكديد ما صلب من الأرض وقال أبو محمد اليزيدي يقال للإنسان إذا سعل وتد عسير نكد
ويقال وريا وزيد بريا الوري داء يكون في الجوف فلا يزال حتى يقتل وبريا أي يبرى حتى يذهب لحمه وبدنه ( قال ) ويقال للذي يسعل أشمت الله عاديه وأشمت عدوه ويقال من الدعاء تركه حتا بتا فنا يملك كفا ويقال عبر وسهر أحانه الله وأذاله وأبانه أبلطه الله وإن فلانا لمبلط أي لا شيء له ألزقه الله بالصلة أي بالأرض وإذا أقبل الرجل وطلعته تكره قيل حداد حديه أي مناع امنعيه والحد المنع صراف اصرفيه جدعه الله جدعا موعبا أي مستأصلا يقال أو عب بنو فلان إذا خرجوا من عند آخرهم رماه الله

بمهدئ الحركة رماه الله بالواهية وهي وجع يأخذ في المنكب فلا يقدر الرجل أن يرمي حجرا ( قال ) وقال الهلالي ماله وبد الله به أي أبعده من تأبد إذا توحش قال أبو الحسن حق هذا على ما ذكر أن يكون أبد الله به وإثبات الواو جائز على بعد ويقال للبعير والحمار لا حمل الله عليك إلا الرخم أي أماتك الله حتى تقع عليك فتأكل لحمك
رماه الله بالأنة أي بالأنين أبدى الله شواره أي مذاكيره وشوربه أبدى عورته تربت يداه افتقر قال الأصمعي وقول النبي صلى الله عليه وسلم عليك بذات الدين تربت يداك أراد به الإستحثاث كما تقول انج ثكلتك أمك وأنت لا تريد أن يثكل قال أبو عمرو أي أصابهما التراب ولم يدع عليهما بالفقر ومنه قول عباس بن مرداس السلمي رضي الله تعالى عنه
( فأيي ما وأيك كان شرا ** فقيد إلى المقامة لا يراها )
ويروى فسيق والمقامة المجلس أي عمي فلا يبصر حتى يقاد ماله بئى بطنه مثل بعي أي شق بطنه وأنشد لمعقل بن ريحان
( بأوتهم وقد حبنوا فصحوا ** وقد يشفي من الداء الطبيب )
أي عالجتهم حتى انقادوا ماله شيب غبوقه أي قلت ما شيته حتى يقل لبنه فيخلطه بالماء ماله عرن في أنفه أي طعن ماله مسحه الله برصا واستخفه رقصا ولا ترك له خفا يتبع خفا عبلته العبول ولقد عبلت فلانا عنا عابلة أي شغلته عنا شاغلة قال الشاعر
( وما بي ضعفة عن آل ورد ** ولا عبلت يداي ولا لساني )
ورد بن عوف بن ربيعة بن عبد الله بن ابي بكر بن كلاب
وقال يونس تقول العرب إذا لقى الرجل شرا ثبت لبده وأثبت الله لبده يدعون بذلك عليه أي دام عليه البلاء ويقال للذي يبكي ( دما لا دمعا ) والقوم يدعى عليهم فيقال قطع الله بذارتهم والبذارة من البذر كأنه أراد

النسل وأثل ثلله أي شغل عن بيته أتعس الله جده وأنكسه ( قال ) وقال أبو مهدي ظنة ظانيه والظنة بضم الظاء الحتف ويقال يا حرة يدك ويا حرة أيديكم من الشدة لا تفعلوا كذا وكذا ويا حرة صدري ويا حرة صدوركم بالغيظ وأخابه الله وأهابه جغله يتهيب وعضله الله ويقال قل قليله وقل خيسه والخيس العدد ويقال لمن شمت به لليدين وللفم به لا بظبي بالصريمة أعفرا وتعسه الله ونكسه وأتعسه وأنكسه التعس أن يخر على وجهه والنكس أن يخر على رأسه وقال الكسائي قبحا وشقحا أي كسرا شقحه كسره ألزق الله به العطش والنطش وألزق اله به الجوع والنوع النوع العطش والقل والذل ماله سبد نحره ووبد أي سبد من الوجد على المال والكسب لا يجد شيأ وقد سبد الرجل وويد إذا لم يكن عنده شيء وهو رجل سبد قاله أبو صاعد وقال أبو الغمراء إنما نعرفه من دعاء النساء ما لها سبد نحرها وقالت امرأة لأخرى خف حجرك وطاب نشرك أي لا كان لك ولد والحجر مجتمع مقدم القميص
رماه الله بسهم لا يشويه ولا يطنيه أي لا يمرضه ولا يخطيء مقتله ولا يلبثه ورماه الله بنيطه أي بالموت ويقال أسكت الله نامته ورخمته وزأمته أي كلامه هبلته الهبول وثكلته الثكول وعبلته العبول وثكلته الرعبل اي امه الجفاء قال وأنشدنا الباهلي واسمه غيث
( وقال ذو العقل لمن لا يعقل ** اذهب إليك هبلتك الرعبل )
يعني أمه الحمقاء وثكلته الجثل أي أمه لا ترك الله له واضحة أي ذهب الله بثغره أرقأ الله به الدم أي ساق إلى قومه حيا يطلبون بقتيل فيقتل فيرقأ دم غيره به أرانيه الله أغر محجلا أي مقتولا محلوق الراس مقيدا لأنهم يأخذون النواصي أطفأ الله ناره أي أعمى عينيه رأيته حاملا جنبه أي مجروحا لا ترك الله له شامتة والشوامت القوائم خلع الله نعليه أي جعله مقعدا أسك الله مسامعه أي أصمه لا دردره أي لا أتى

بخير فجع الله به ولودا ودودا جذه الله جذ الصليان أي لا ترك منه شيأ قال أبو صاعد سقاه الله دم جوفه لأنه إذا هريق دمه هلك قال أبو العباس ثعلب قال أبو صاعد سبد الرجل ووبد إذا لم يكن عنده شيء وهو رجل سبد والسبد البلاء بعضه على بعض ويقال نعوذ بالله من النار وصائرة إليها ومن السيل الجارف والجيش الجائح جاحوا أموالهم يجوحونها جوحا ومصائب الغرائب وجاهد البلاء ومعضلات الأدواء ويقال بهم اليوم قطرة من البلاء ونعوذ بالله من وطأة العدو وغلبة الرجال وضلع الدين ونعوذ بالله من العين اللامة أي عين الحاسد من ألم به يلم إذا أتاه لينظر إلى جميع ماله ويتأمله لا يخفى عليه منه شيء ويقال نعوذ بالله من كل هامة وعين لامة الهامة الحية والهوام دواب الأرض التي تهم بالإنسان تقصد له بما يكره واللامة العين الحاسدة تلم بكل شيء تراه وتتفقده حتى لا يفوتها شيء ويقال نعوذ بالله من الهيبة والحيبة نعوذ بالله من أمواج البلاء وبوائق الفتن وخيبة الرجاء وصفر الفناء ( قال أبو علي ) هذا آخر الأيمان والدعاء ومن الدعاء ما هو خارج عن الكتاب قال الباهلي رصف الله في حاجتك أي لطف لك فيها وقال أبو مهدي يقال تأوبك الله بالعافية وقرة العين وإذا وعدك الرجل عدة قلت عهد ولا برح أي ليكن ذلك ( قال ) ثوبها الله الجنة أي جعلها ثوابها قال أبو مهدي ووعدت بعض الأعراب شيأ فقال لها سبع الله خطاك ويقال نشر الله حجرتك اي كثر الله مالك وولدك والحجرة بفتح الحاء ههنا الناحية قال أبو محلم ويقال الظنون الوشل أو البئر التي تكون قليلة الماء وأنشد
( لعمرك إنني وطلاب حبى ** لكالمتبرض الثمد الظنونا )
( يطيف به ويعجبه ثراه ** وضيق مجمة قطع العيونا )
يعني عيون الماء والمتبرض الذي يأخذ البرض وهو القليل من الماء ومن كل شيء وأنشد للشمردل بن شريك اليربوعي يرثى أخاه


( وكنت أعير الدمع قبلك من بكى ** فأنت على من مات بعدك شاغله )
( تبرض بعد الجهد من عبراتها ** بقية دمع شجوها لك باذله )
وأنشدنا الرجل من بني ضبة
( لقد علمت وإن قطعتني عذلا ** ماذا تفاوت بين البخل والجود )
( أن لا أكن ورقا تغنى العفاة به ** للمعتفين فإني لين العود )
قال أبو الحسن الأجود إن لا يكن ورق
وأخبرنا أبو الحسن علي بن سليمان النحوي قال أنشدنا أبو سعيد الحسن بن الحسين السكري قال أنشدني إبراهيم بن اسحق المعمري التميمي قال أنشدني أبو البلاد التغلبي لحاتم طيء
( وعوراء جاءت من أخ فرددتها ** بسالمة العينين طالبة عذرا )
( ولو أنني إذا قالها قلت مثلها ** ولم أعف عنها أورثت بيننا غمرا )
( فأعرضت عنه وانتظرت به غدا ** لعل غدا يبدي لمنتظر أمرا )
( وقلت له عد للأخوة بيننا ** ولم أتخذ ما كان من جهله قمرا )
( لأنزع ضبا كامنا في فؤاده ** وأقلم أظفارا أطال بها الحفرا )
( قال ) وقال المعمري أخبرني أبو مسلمة الكلابي قال كان مجنون بني عامر في بعض مجالسه وكان يكثر الوحدة والتوحش فمر به أخوه وابن عمه قد قنصا ظبية فهي معهما فقال
( يا أخوي اللذين اليوم قد قنصا ** شبها لليلى بحبل ثم غلاها )
( إني أرى اليوم في أعطاف شاتكما ** مشابها أشبهت ليلى فحلاها )
فامتنعا بها فهم بهما وكان نجدا قبل ما أصيب فخافاه فدفعاها إليه فأرسلها فولت تفر ثم أقبلت تنظر إليه فقال
( أيا شبه ليلى لا تراعي فأنني ** لك اليوم من وحشية لصديق )


( تفر وقد أطلقتها من وثاقها ** فأنت لليلى ما حييت عتيق )
( فعيناك عيناها وجيدك جيدها ** ولكن عظم الساق منك دقيق )
وقال أبو العباس الرقم والرقمة الداهية وأنشد
( قالوا استقدها واعط الحكم واليها ** فإنها بعض ما تزبي لك الرقم )
تزبي تسوق وأنشد
( وأبى حجر أتته رقمة ** أنشبته في شبا ظفر وناب )
وعلقته خنفقيق وخنفقيقة وحبو كرى اسم للداهية وأم حبوكرى أيضا وحبوكرى هي الرملة التي يضل فيها ثم صارت اسما للداهية ( قال أبو علي ) وصل أصلال أي داهية قال أبو العباس وأنشد الأصمعي
( ويلمه صل أصلال إذا جعلوا ** يرون دون مضي القول مغلاقا )
( فات الرواة أبو البيداء مختلسا ** ولم يغادر له في الناس مطراقا )
مطراقا مثلا يقال هذا طراق هذا ومطراقه أي مثله ويقال وقع في أغوية وفي وامئة أي داهية وجاؤا بالوامئة الومآء والسبد والقرطيط وأنشد عن أبي عمرو
( سألناهم أن يرفدونا فأجبلوا ** وجاءت بقرطيط من الأمر زينب )
والأباجير والأزامع الواحدة أزمع وهي الدواهي
وقال عبيد الله ابن سمعان التغلبي
( وعدت ولم تنجز وقدما وعدتني ** فاخلفتني وتلك إحدى الأزامع )
والتماسي الدواهي وأنشد لمرداس
( أداورها كيما تلين وإنني ** لألقى على العلات منها التماسيا )
وقال ابن الأعرابي يقال جاء بذات الرعد والصليل أي جاء بداهية لا شيء بعدها وأنشد للكميت


( كأن أكف الناس إذا بنت عطفت ** عليها جثاة القبر ذات الرواعد )
أي كأنما حصلت في أيديهم ذات الرواعد أي الرعد قال الأصمعي يقال رماه بأقحاف رأسه إذا رماه بالأمور العظام وبثالثة الأثافي أي الداهية وهي القطعة من الجبل وأنشد
( فلما أن طغو وبغو علينا ** رميناهم بثالثة الأثافي )
ويقال جاء باذني عناق أي بالداهية وهي عناق الأرض ويقال قضتهم القاضة مثل البائقة والعناق الخيبة والأزلم والدآ ليل والفاقرة والعنقاء والخناسير واحدتها خنسيرة ( قال أبو علي ) وهي الدواهي والقنطر الداهية وأنشد أبو العباس
( وكنت إذا قوم رموني رميتهم ** بمسقطة الأحبال فقماء قنطر )
وأنشد لمعن بن أوس
( إذ الناس ناس والعباد بغرة ** وإذ نحن لم تدبب إلينا الشبادع )
أي لم نكن فيما نكره والشبادع العقارب الواحدة شبدع ويقال أمور دبس وربس ودلمسات بضم الدال وفتح اللام والدغاول والزبير والزفير والعراهية
قال أبو العباس الأزيب هو الدعي والأزيب في بيت الأعشى الدنيء والأزيب من الرياح الجنوب ويقال رجل عض وذمر وذمير وذمر بتشديد الراء كله الداهي والحبل الداهية من الرجال وأنشد ابن الأعرابي
( عجبت من الخود الكريم نجارها ** ترأرئ بالعينين للرجل الحبل )
( وللفت لفت في الثياب فأقعدت ** تذبذب في حبل البجابجة القصل )
الحبل الداهية واللفت العجوز التي لفتها الدهر عن حالها وصرفها ( قال ) ويقال خنثر وخناثير وأنشد
( أنا القلاخ بن جناب بن جلا ** أبو خناثير أقود الجملا )

إسمهان الجادوي 08-23-2021 01:46 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
ويقال جاء بالزعنفة وهي الداهية ورجل زعنفة وهو القصير القامة ودبلتهم الدبيلة وحقتهم الحاقة وأم الدهيم واللهيم الموت لأنه يلتهم كل شيء وأم الرقوب الداهية وأنشد
( إن كسرى عدا على الملك النعمان حتى سقاه أم الرقوب )
وقال اليزيدي أبو محمد سقاه أم البليل قال أبو الحسن هكذا حفظي والربيس الداهية وأنشد
( يكفيك عند الشدة الربيسا ** العض ذا المرانة الدحوسا )
ويروى الدحيسا ( قال أبو الحسن ) حفظي عن الأحول داهية ربس وربيس ( قال أبو العباس ) ويقال داهية هتر وذمر ونآد وهو يتكلم بالهتر ويهتك الستر وداهية حولة وحولاء وداهية مرمريس أي شديدة وقال جرير ابن الخطفى
( قرنت الظالمين بمرمريس ** يذل له العفارية المريد )
يريد شعرا هكذا وقع والعفارية القوي الشديد والمريد المتمرد ويقال قافية مرمريس من المراسة وهي الشدة ويقال للشيطان عفرية وأنشد
( كأنه كوكب في إثر عفرية ** مسوم في سواد الليل منقضب )
ويقال جاؤا بالعلق والفلق وجاؤا بعلق وفلق يجرى ولا يجرى وجاؤا بالفلق وأسرتها أي بالداهية وأخواتها وجاؤا بمطفئة الرضف أي أشد من الأولى ويقال داهية شنعاء متم وصلعاء متم أي بارزة بينة وجاؤا ببديدة والجمع بدائد أي كأنها تفرق من مرت به وجاؤا بالبهاليل والبآليل وجئتك بالداهية العبقس والوامئة الومآء ويقال وقع في هند الأحامس ويقال وقع في الترة والتيه والسمهى والسميهى أي الباطل ويقال وقع في دؤلول

أي في أمر عظيم ووقع في تيه من الأتاويه ووقع في السمة أي في الباطل وإنه لداه وده ودهي وإنه للتحة من اللتح وهو الذي يعتو في الشعر ويصيب في الرمى وأنشد
( وجدوى لتحة من اللتح ** ) ويقال جاء بالسختيت والسماق والبحت والصراح أي الكذب الذي لا يشوبه شيء من الحق ومنه سمي الرجل سماقا كأنه أريد به المبالغة في الكذب يقال كذب واخترق وسرج وتسرج بالجيم كله بمعنى ( قال أبو الحسن ) يقال خلق واختلق وخرق إذا كذب ويقال فرشه وولقه وإنه لولوق أي كذوب والسهوق الكذاب والتمسح والتمساح الكذاب ويقال كذوب ممزج أي يخلط حقا بباطل وأنشد
( لا تقبلي قول كذوب ممزج ** أطلس وغد في دريس منهج )
قال ومنهج من أنهج الثوب أيضا ويقال انه لضب تلعة لا يؤخذ مذنبا ولا يدرك حفر أي لا يؤخذ بذنبه ولا يلحق حفره ولبعد لبعد أغويته وهي الحفرة ويقال جاءنا بالكذب الفلقان والحبريت والسختيت ويقال عجب عاجب وعجيب وعجاب بمعنى معجب ( قال ) وحدثنا أبو الحسن وابن درستويه قالا حدثنا السكري قال حدثني المعمري قال سمعت أبا مسهر يحكى أن عمر بن أبي ربيعة وكثير عزة وجميل بن معمر ( قال أبو علي ) وقرأت أنا هذا الخبر أيضا على أبي عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة قالوا اجتمع هؤلاء بباب عبد الملك ابن مروان فأذن لهم فدخلوا فقال أنشدوني أرق ما قلتم في الغواني فأنشده جميل ابن معمر
( حلفت يمينا يا بثينة صادقا ** فإن كنت فيها كاذبا فعميت )
( إذا كان جلد غير جلدك مسني ** وباشرني دون الشعار شريت )
( ولو أن راقي الموت يرقي جنازتي ** بمنطقها في الناطقين حييت )
وأنشد كثير عزة


( بأبي وأمي أنت من مظلومة ** طبن العدو لها فغير حالها )
( لو أن عزة خاصمت شمس الضحى ** في الحسن عند موفق لقضى لها )
( وسعى إلي بصرم عزة نسوة ** جعل المليك خدودهن نعالها )
وأنشد ابن أبي ربيعة المخزومي القرشي
( ألا ليت قبري يوم تقضى منيتي ** بتلك التي من بين عينيك والفم )
( وليت طهوري كان ريقك كله ** وليت حنوطي من مشاشك والدم )
( ألا ليت أم الفضل كانت قرينتي ** هنا أو هنا في جنة أو جهنم )
فقال عبد الملك لحاجبه أعط كل واحد منهم ألفين وأعط صاحب جهنم عشرة آلاف ( قال ) وقال المعمري سمعت إبراهيم بن عبد الرحمن بن يعقوب بن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله يقول كان يعقوب بن سليمان بن يعقوب بن إ براهيم بن طلحة بن عبيد الله شاعرا وكان يشبب بامرأة من قومه فخالجه منها شيء فأرسل إليها
( وقد كنت لي حسبا من الناس كلهم ** ترى بك نفسي مقنعا لو تملت )
( أرى عرض الدنيا وكل مصيبة ** يسيرا إذا عنك الحوادث زلت )
( فأبليتني ما لم أكن منك أهله ** وأشكعت نفسا لم تكن عنك ملت )
( فقلت كما قد قال قبلي كثير ** لعزة لما أعرضت وتولت )
( فقلت لها يا عز كل مصيبة ** إذا وطنت يوما لها النفس ذلت )
( فإن سأل الواشون فيم صرمتها ** فقل نفس حر سليت فتسلت )
قال أبو الحسن وابن درستويه قال المعمري لقيت أبا زيد الأشجعي وكان والله فصيحا فقلت له كيف ولدك قال بشر لا بارك الله فيه لقيته على فرس محملج اليدين بعيد ما بين الفهدتين أعنق حديد النظر صهال واسع المنخرين مقلص الشاكلة لا بارك الله فيه فقلت له

يا أبا زيد ألا تضرب على يده قال وهل لي به طوقة فقلت له تقول طوقة قال وأنت والله أيضا تقولها إلا أنك تستثبت ( قال ) وجئت أبا زيد وإذا شاة له مطروحة في حجر فقلت له ما هذه الشاة قال أخذها الذئب فقلت له فكيف لم تدفعه عنها قال أنه كان خلجا ملجا مسطوح الذراعين يعجبني والله أن أقول له هج ( قال ) وقال المعمري قال لي بعض من سألته من أهل البادية قلت لأعرابي أي شيء تحسن من القرآن قال إن معي ما لا أحتاج معه إلى أكثر منه مدحة الرب وهجاء أبي لهب
وقال المعمري أخبرني اسحق قال رأيت أبا العتاهية واقفا في طرف المقابر وهو ينشد
( ننافس في الدنيا ونحن نعيبها ** وقد حذرتناها لعمري خطوبها )
( وما نحسب الأيام تنقص مده ** بلى إنها فينا سريع دبيبها )
( كأني برهطي يحملون جنازتي ** إلى حفرة يحثى عليها كثيبها )
( فكم ثم من مسترجع متوجع ** ونائحة يعلو علي نحيبها )
( وباكية تبكي علي وإنني ** لفي غفلة عن صوتها ما أجيبها )
( أيا هاذم اللذات ما منك مهرب ** تحاذر نفسي منك ما سيصيبها )
( قال ) وكتب يحيى بن أحمد بن عبد الله بن يزيد بن أسد السلمى إلى طاهر بن عبد الله
( أنا بالعسكر وقف ** للتعازي والتهاني )
( ولتشييع فلان ** والتلقي لفلان )
( أو لبيع أو لرهن ** أو لدين بالضمان )
( قال التميمي ) وحدثني ركاض بن فروة المري القتالي قال كان في بني مرة فضل وفضيل أخوان لأب وأم ولا أعلم أني رأيت تبارهما لأحد قط ولا رايت أكمل منهما في رجال الناس

قط أجمل جمالا ولا أفرس فروسية ولا أسخى ولا أشجع فرمي في جنازة أحدهما فمات فخرجنا بجنازته وأخوه معنا يهادى حتى وقفنا على قبره فدليناه فيه وهو ينظر إليه قد احنونى وانعقف حتى صار كأنه سية فلما رضمنا عليه لبنة قال هذا البيت
( سأبكيك لا مستبقيا فيض عبرة ** ولا مبتغ بالصبر عاقبة الصبر )
ثم انكب لوجهه فحملناه إلى منزل أبيه فمات في الثاني أو الثالث
وأنشدنا أبو البلاد لحاتم الطائي
( ذريني ومالي إن مالك وافر ** وإن فعالي تحمدي غبة غدا )
( ألم تعلمي أني إذا الضيف أمني ** وعز القرى أقري السديف المسرهدا )
( سأحبس من مالي دلاصا وسابحا ** وأسمر خطيا وعضبا مهندا )
قال التميمي أخبرني عمر بن خالد العثماني قال قدمت علينا عجوز من بني منقر تسمى أم الهيثم فغابت عنا فسال عنها أبو عبيدة فقالوا أنها عليلة فقال هل لكم أن نعودها فجئنا فاستتأذنا فقالت لجوا فسلمنا عليها فإذا عليها أهدام وبجد وقد طرحتها عليها فقلنا يا أم الهيثم كيف تجدينك قالت كنت وحمى بالدكة فشهدت مأدبة فأكلت جبجبة من صفيف هلعة فاعترتني زلخة فقلنا يا أم الهيثم أي شيء تقولين فقالت أو للناس كلامان والله ما كلمتكم إلا بالعربي الفصيح
وقال التميمي حدثني الفحذمي قال قيل لأعرابي أن فلانا شتمك قال المطلي باللؤم وجها الزلق عن المجد رجلا قد ينبح الكلب القمر ( قال ) وحدثني أبو هفان عن إسحق قال سمعت يحيى بن جعفر البرمكي يقول لرجل اعتذر إليه يا هذا احتج عليك بغالب القضاء واعتذر إليك بصادق النية
وحدثني ابن حبيب عن ابن الكلبي قال حدثني رجل من طيء يقال له ابن زريق من بني لام عن أبيه قال كان منا رجل يقال له عرام بن المنذر بن زبيد بن قيس بن حارثة بن لام قد أدرك الجاهلية وأدرك عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه فدخل على عمر ليزمن فقال له عمر مازمانتك فقال


( ووالله ما أدري أأدركت أمة ** على عهد ذي القرنين أم كنت أقدما )
( متى تنزعا عني القميص تبينا ** جناجن لم يكسين لحما ولا دما )
الجناجن عظام الصدر فقال عمرو يحكم دعوا هذا وزمنوه فإنه لا يدري متى ميلاده قال أبو هفان أنشدني اسحق لنفسه في خزيمة بن خازم وكان يدعي ولاءهم
( إذا كانت الأحرار أصلي ومنصبي ** ودافع ضيمي خازم وابن خازم )
( عطست بأنف شامخ وتناولت ** يداي الثريا قاعدا غير قائم )
( قال ) وأنشدنا أبو هفان عن اسحق لإمرأة
( قصارك مني النصح ما دمت حية ** وود كماء المزن غير مشوب )
( وآخر شيء أنت في كل مرقدي ** وأول شيء أنت عند هبوبي )
( قال ابن حبيب ) قرع باب ابن الرقاع الشاعر فخرجت بنية له صغيرة فقالت من ههنا قالوا نحن الشعراء قالت وما تريدون قالوا نهاجي أباك فقالت
( تجمعتم من كل أوب وبلدة ** على واحد لا زلتم قرن واحد )
فاستحيوا ورجعوا ( قال ) وحدثنا ابن حبيب عن هشام قال سأل معاوية رضي الله تعالى عنه النخار العذري عن قضاعة فقال كلب ساداتها وأوتادها والقين فرسانها وأسنتها وعذرة شعراؤها وفتيانها وجهينة خيرها نبأ في الإسلام ويقال نثا ( قال ) وقال إبراهيم بن اسحق التميمي كتب إلي أخي يعقوب بن اسحق يا أخي إن كنت تصدقت بما مضى من عمرك على الدنيا وهو الأكثر فتصدق بما بقى على الآخرة وهو الأقل وقال اسحق قيل لعقيبة المديني ألا تغزو وقد أقدرك الله عليه فقال والله إني لأبغض الموت على فراشي فكيف إليه أمضي ركضا وقال اسحق جاور ابن سيابة قوما فأزعجوه فقال لم تخرجونني من جواركم قالوا أنت مريب قال فمن أذل من مريب وأخس جوارا منكم
( قال ) وقال أبو سعيد قال حدثنا محمد بن عمران قال حدثني أبو اسحق ابراهيم المؤدب قال كتب الحجاج إلى

عبد الملك بن مروان يعظم أمر قطري بن الفجاءة المازني فكتب إليه عبد الملك أوصيك بما أوصى به البكري زيدا فقال الحجاج لحاجبه ناد في الناس من أخبر الأمير بما أوصى به البكري زيدا فله عشرة آلاف درهم فقال رجل للحاجب أنا أخبره فأدخله عليه فقال له ما قال البكري لزيد قال قال لإبن عمه زيد والشعر لموسى بن جابر الحنفي
( أقول لزيد لا تترتر فإنهم ** يرون المنايا دون قتلك أو قتلي )
( فإن وضعوا حربا فضعها وإن أبوا ** فشب وقود الحرب بالحطب الجزل )
( فإن عضت الحرب الضروس بنابها ** فعرضة نار الحرب مثلك أو مثلي )
فقال الحجاج صدق أمير المؤمنين عرضة نار الحرب مثلي أو مثله
( قال ) وقال أنشدنا أبو جعفر لملحان
( وأبيض مجتاب إذا الليل جنه ** رعى حذر النار النجوم الطوامعا )
( إذا استثقل الأقوام نوما رأيته ** حذار عقاب الله لله ضارعا )
المجتاب الذي يخترق الدور والظلمات ( قال أبو علي ) وأنشدنا أبو الحسن لأبي كريمة في صفة الخمر وهو بصري
( كأنها عرض في كف شاربها ** تخالها فارغا والكأس ملآن )
وأنشدنا لعمرو القضاعى وهو تميمي بصري يصف نوقا
( خوص نواج إذا صاح الحداة بها ** رأيت أرجلها قدام أيديها )
ولعبد الله بن عبد الرحمن أبي الأنوار المهلبي البصري
( قوم إذا أكلوا أخفوا كلامهم ** واستوثقوا من رتاج الباب والدار )
( لا يقبس الجار منهم فضل نارهم ** ولا تكف يد عن حرمة الجار )
وللممزق الحضرمي البصري
( إذا ولدت حليلة باهلي ** غلاما زيد في عدد اللئام )


( ولو كان الخليفة باهليا ** لقصر عن مساماة الكرام )
ولبعض اليشكريين البصريين
( كنا نداريها فقد مزقت ** واتسع الخرق على الراقع )
( كالثوب إذا أنهج فيه البلى ** أعيا على ذي الحيلة الصانع )
( قال أبو علي ) وقرأنا على أبي الحسن عن جعفر وذكر جعفر أنه سمع ذلك من أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين وسمع ذلك مع أبيه أيضا من أبي محلم وقال أبو محلم أنشدني مكوزة وأبو محضة وجماعة من بني ربيعة من مالك بن زيد مناة لسيار بن هبيرة بن ربيعة ابن المنحوأ أحد بني ربيعة الجوع ابن مالك بن زيد مناة يعاتب خالدا وزيادا أخويه ويمدح أخاه منخلا
( تناس هوى عصماء إما نأيتها ** وكيف تناسيك الذي لست ناسيا )
( لعمري لئن عصماء شط مزارها ** لقد زودت زادا وإن قل باقيا )
( وما هي من عصماء إلا تحية ** تودعنيها إذ احم ارتحاليا )
( ليالي حلت بالقريين حلة ** وذي مرخ يا حبذا لك واديا )
( خليلي من دون الأخلاء لا تكن ** حبالكما أنشوطة من حباليا )
( ولا تشقيا قبل الممات بصحبتي ** ولا تلبساني لبس من عاش قاليا )
( فإن فراقي عبرة تخلفنكما ** وشيكا وإن صاحبتماني لياليا )
( أرى أخوى اليوم شجا كلاهما ** علي وهما أن يقولا الدواهيا )
( يؤذنني هذا ويمنع فضله ** وهذا كمعن أو أشد تقاضيا )
يؤذنني يحرمني وأنشد
( أذننا شرابث رأس الدير ** شيخا وصبيانا كنغران الطير )
( قال أبو محلم ) ومعن رجل كان كلاء بالبادية يبيع بالكالئ أي بالنسيئة وكان يضرب

به المثل في شدة التقاضي وفيه يقول القائل قال أبو الحسين أنشدناه المبرد للفرزدق
( لعمرك ما معن بتارك حقه ** ولا منسىء معن ولا متيسر )
والقريان وذو مرخ ببلاد بني حنظلة وهي مسايل الماء
( لقد كان في أيديكم ذو حواشة ** فآليت لا تعطيه إلا مفاديا )
( تحلل هداك الله ربي ألا ترى ** تخاذل اخواني وقلة ماليا )
( وعض زمان عض بالناس لم يدع ** شريدا من الأموال الأعناصيا )
( قال أبو علي ) عناصيا بقايا وعناصي الشعر بقاياه واحدتها غنصوة وذو حواشة ذو ذمة وقرابة ويقال تحوشت من فلان أي تذممت منه
( فألحق أقواما كراما فأصبحوا ** شريدين بالأمصار ملقى وعاريا )
( كفى حزنا عن لا تحن جمالكم ** إلي وقد شف الحنين جماليا )
( وعن لا أرى شوقا إلي يصوركم ** ولا حاجة من ترك بيتي خاليا )
( وإني لعف الفقر مشترك الغنى ** سريع إذا لم أرض داري احتماليا )
( كلانا غني عن أخيه حياته ** ونحن إذا متنا أشد تغانيا )
( أخالد فامنع فضل رفدك إنما ** أجاع وأعرى الله من كنت كاسيا )
( رأيتك تقفيني بكل عظيمة ** عرتك وتقفي باللبان سوائيا )
( قال أبو الحسن ) الصواب تقفوني بكل عظيمة قال أبو محلم تقفي تكرم وهي القفية
( قال أبو علي ) تقفو تكرم أيضا وهي القفية والصواب عندي ما قال أبو الحسن وعزتك نزلت بك
( وتؤثر من لو أنه مت لم يجد ** كوجدي ولا يبليك مثل بلائيا )
( وأهوننا إن مات فقدا عليكم ** وأهون دفعا عنك إن كنت جاتيا )
( ولو مت سالت بعض نفسي حسرة ** عليك وأمسى عنك في الحي لاهيا )


( إذا نحن داوانا المؤسون بالأسى ** شفوة ولا يشفي المؤسون ما بيا )
المؤسون ههنا المعزون يقول إذا عزونا سلا ذاك عنك ولا يشفى المؤسون وجدي عنك يقال أساه أي عزاه ويقال هلم نؤسي فلانا أي نعزيه والأسى السلو والصبر
( جزى الله رب الناس عني منخلا ** وإن بان عني خير ما كان جازيا )
( أخاك الذي إن زلت النعل لم يقل ** تعست ولكن عل نعلك عاليا )
عل يقول اعل أي رفعك الله
( وعوراء قد قيلت فلم أستمع لها ** ولا مثلها من مثل من قالها ليا )
( فاعرضت عنها أن أقول بقيلها ** جوابا وما أكثرت عنها سؤاليا )
( وإني لأستحي لنفسى أن أرى ** أفت ذئار النيب فوق بنانيا )
أفت الذئار يعني بعر الإبل على خلف الناقة إذا صرت
( وإني لأستحييك والخرق بيننا ** من الأرض أن تلفى أخا لي قاليا )
( وإني لأستحيي أخي أن أرى له ** علي من الحق الذي لا يرى ليا )
( ولكنني قد كنت مما أشدها ** بأنساع ميس ثم تعلوا الفيافيا )
( عليها فتى لا يجعل النوم همه ** دليل إذا ما الليل ألقى المراسيا )
وأنشد لحكيم بن معية أحد بني ربيعة الجوع يرثى أخاه عطية بن معية
( لو لم يفارقني عطية لم أهن ** ولم أعط أعدائي الذي كنت أمنع )
( شجاع إذا لاقى ورام إذا رمى ** وهاد إذا ما أدلمس الليل مصدع )
( سأبكيك حتى تنفد العين ماءها ** ويشفي مني الدمع ما أتوجع )
وأنشد ليزيد بن المنتشر من بني قشير وكان غاويا فأخذه ثور أخوه فحلق رأسه
( أقول لثور وهو يحلق لمتى ** بعقفاء مردود عليها نصابها )
( ترفق بها يا ثور ليس ثوابها ** بهذا ولكن عند ربي ثوابها )

إسمهان الجادوي 08-23-2021 01:46 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
( فراح بها ثور ترف كأنها ** سلاسل درع لينها وانسكابها )
( خدارية كالشرية الفرد جادها ** من الصيف أنواء رواء سحابها )
( فأصبح رأسي كالصخيرة أشرفت ** عليها عقاب ثم طارت عقابها )
( ألا ربما يا ثور قد غل وسطها ** أنامل رخصات حديث خضابها )
قوله خدارية أي سوداء والشرية شجرة الحنظل تشبه اللمم بها لحسنها لأنها غطشة جعدة وأنشد ليزيد بن الطثرية
( ألا طرقت ليلى فأحزن ذكرها ** وكم قد طرانا طيف ليلى فأحزنا )
( ومعترض فوق القتود تخاله ** متاعا معلى أو قتيلا مكفنا )
( جلوت الكرى عنه بذكرك بعدما ** دنا الليل والتج الظلام فأغدنا )
( ألا عل ليلى إن تشكيت عندها ** تباريح لوعات الهوى أن تلينا )
( على أنها خاست بعهدي وحاذرت ** عيون الأعادي والصبي الملحنا )
الملحن الذي يومئ إليك بماير يدولا يصرح به والطثر أن يغلي اللبن فيكثع في رأس اللبن ثخن يقال قد طثر اللبن إذا علا ذلك فوقه
قال أبو محلم لما كان يوم من أيام دير الجماجم حمل حاجب بن خشينة العبشمي أحد بني الخطاب بن الأعور بن عوف بن كعب بن عبد شمس في الخيل على أهل العراق مع الحجاج فأزال صفوفهم فقال الحجاج للفرزدق وهو عنده ألا ترى ما أكرم حملة ابن عمك فقال أيها الأمير أنه رجل جواد وقد سفر ماله فحمل حملة مفلس فقال له الحجاج فهل لك أن تحمل كما حمل وألحق عطاءك بعطائه فقال إني أخاف إذا حملت أن ينقطع أصل العطاء ( قال أبو محلم ) يقال سفر الرجل ماله أي مزقه وسفر الرجل شعره وجلمطه وجلطه وسحفه أي حلقه قال ثعلب كان ابن الأعرابي ينشد
( مولعات بهات هات وأن شفر مال طلبن منك الخلاعا )

فجعل المال هو الفاعل ولا ينكر أن يكون أبو محلم لم يسمع البيت فجعل الرجل فاعلا ( قال أبو الحسن ) حفظي بالسين غير المعجمة مخففا ومثقلا والشين منكرة فأما أن يكون ابن الأعرابي سها أو سها الحاكي عنه ( قال أبو علي ) سفر من سفرت البيت أي كنسته فكأنه لما مزق ماله كنسه وشفر بالشين يجوز على وجه بعيد كأنه أنفق ماله فبقى المال على شفير ويمكن أن تكون الشين بدلا من السين كما قالوا الحجاس والحجاش وأنشد لرجل من عكل يقال له السمهري بن أسد
( أقول لأدنى صاحبي نصيحة ** وللأسمر المغوار ما تريان )
الأسمر هنا رجل من طيء
( فقال الذي أبدى لي النصح منهما ** أرى الرأي أن تجتاز نحو عمان )
( فإن لا تكن في حاجب وبلاده ** نجاة فقد زلت بك القدمان )
( فتى من بني الخطاب يهتز للندى ** كما اهتز عضب الشفرتين يمان )
( هو السيف أن لا ينته لأن متنه ** وغرباه أن خاشنته خشنان )
حاجب هذا هو حاجب بن خشينة العبشمي ( قال أبو محلم ) كان تميم بن زيد القيني ( والقين ابن جسر من قضاعة ) عاملا للحجاج على السند وكان معه في البعث رجل من بكر بن وائل يقال له خنيس وكانت أمه رقوبا لم يكن لها ولد غيره فطال تجميرهم إياه ( قوله رقوبا الرقوب التي لا تلد ألا واحدا والتجمير أن يطول مقامه في البعث يقال جمر فلان أي حبس عن أهله ) فاشتاقت إليه أمه فدلت على قبر غالب بن صعصعة أبي الفرزدق فعاذت بقبره ( وقبره بكاظمة وهو موضع بين اليمامة والبصرة على البحر وفيه رباط ) فوجه الفرزدق إلى تميم رجلا وكتب معه
( تميم بن زيد لا تكونن حاجتي ** بظهرو لايعيا علي جوابها )
( قال أبو علي ) وأنا أقول ولا يعيى أجود


( فخل خنيسا واتخذ فيه منة ** لحوبة أم ما يسوغ شرابها )
( أتتني فعاذت يا تميم بغالب ** وبالحفرة السافي عليها ترابها )
فنظر تميم فلم يعلم اسم الرجل خنيس أم حبيش فقال هل كاتبه تراجعه فقال بعد قوله ولا يعيا علي جوابها ولكن خل كل من في الجيش من خنيس وحبيش فخلاهم فرجعوا إلى أهليهم وأنشدنا أيضا لعويف يمدح طلحة بن عبد الله بن عوف أخي عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما
( فقدت حياة بعد طلحة حلوة ** إذا شعبته أن يجيب شعوب )
( يصم رجال حين يدعون للندى ** ويدعى ابن عوف للندى فيجيب )
( وذاك امرؤ من أي عطفيه يلتفت ** إلى المجد يحو المجد وهو قريب )
( قال أبو محلم ) أنشد جرير قول الأخطل
( وإني لقوام مقاوم لم يكن ** جرير ولا مولى جرير يقومها )
يعني الفرزدق فلما بلغ جريرا ذلك قال صدق يقوم عند است القس يأخذ القربان ( وقال أبو محلم ) قال أبو الخنساء العنبري للفرزدق قد كفاكه جرو هراش يعني جريرا لم يكله إلى هجائك فقال له الفرزدق قد علمت في طول عنقك أنك أحمق
وأنشد لمسعود بن وكيع أحد بني عبد شمس
( ليت شبابي عادلي الأولي ** وعيش عصر قد مضى أغرلي )
( هفهفة أظلاله مظلي ** إذ ذاك لم يقل ولم يملي )
( ومأد غيساني متمهلي ** أروح قد أرخى لي الطولى )
( قال أبو علي ) يقال عيش أغرل وأرغل أي تام لم ينقص منه شيء والإغرل من الرجال الأقلف ومتمهل تام والغيسان الشباب والنشاط ( قال أبو علي ) وقال غيره الغيسان أول الشباب ومأده تثنيه


( ولم يحرني الكبر الهدملى ** ويلتفع بالشمط المسحلي )
( ولم يبن غيداني المضلى ** كأنما بي من نحولي سلى )
( أو من نطاة خيبر بي ملي ** وما ترد ليت أو لعلي )
( قال أبو علي ) الهدمل الذي انتهى عمره والمسحلان جانبا الرأس ويلتفع يلتحف والغيدان الشباب والنشاط وخيبر محمة واليها تنسب الحمى وهي قريتان نطاة والشق ومل حر
( وليلة طخياء يرمعلي ** فيها على الساري سدا مخضلي )
( لها من اثناء الظلام جلي ** كأنما طعم سراها الخلي )
( أسأدتها إذا الضعاف كلوا ** وسئموا دلجتها وملوا )
( قال أبو علي ) طخياء مظلمة والسدا ما سقط من السماء من الندى وأثناء الظلام المتراكمة قد تثنى بعضها على بعض وأسأدتها سرف فيها
( وهابها الجثامة الهول ** إن جار هاديها ولم يندلي )
( أو ضل في الموماة لم أضل ** ماض على ما هولت مدل )
( كما تقضى اذ غدا الأجدل ** )
( قال أبو علي ) الجثامة الذي يجثم في مكانه والهول الذي يهوله الشيء والأجدل الصقر وتقضى انقض ( قال أبو محلم ) الندى ما كان من ندى الأرض والسدى ما كان من ندى السماء وقال حكيم بن معية الراجز
( قد اغتدي والطير ما يطير ** وللندى من السدى غدير )
( قال أبو محلم ) يقال في بعض أمثال العرب ( إن تحت طريقته عندأوة ) طريقته إطراقه وسكونه وعندأوة داهية
وأنشد أبو محلم للبردخت على بن خالد الضبي أحد بني السيد بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة


( إذا كان الزمان زمان عكل ** وتيم فالسلام على الزمان )
( زمان صار فيه العز ذلا ** وصار الزج قدام السنان )
( قال أبو الحسن ) حفظي قادمة السنان
( لعل زماننا سيعود يوما ** كما عاد الزمان على بطان )
بطان بن بشر الضبي
( أبعد محمد وأبي حصين ** وبعد القرم عتاب الطعان )
( وبعد أبي سليمان إذا ما ** تروح للندى سبط البنان )
( ترجي الخير أو ترجو ثراء ** إذا شنجت بنائلها اليدان )
( فما ضربت ضرار فيك عرقا ** متى جرت الكوادن في الرهان )
محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب بن زرارة وأبو حصين زيد بن حصين الضبي أحد بني السيد وكان على أصبهان وعتاب بن ورقاء الرياحي وأبو سليمان خالد بن عتاب بن ورقاء وأنشد أبو محلم للمعلوط السعدي
( نعر الخليط نوى عليك شطونا ** وأراد يوم عنيزة ليبينا )
( غيران شمصه الوشاة فنفروا ** وحشا عليك عهدتهن سكونا )
( إن الظعائن يوم حزم عنيزة ** أبكين يوم فراقهن عيونا )
( غيضن من عبراتهن وقلن لي ** ماذا لقيت من الهوى ولقينا )
( أعصيت يوم لوى الغمير فإننا ** يوم المجيمر مثل ذاك عصينا )
( لولا الخليل يخاف لوم خليله ** لا تزمعن لنا الملامة حينا )
( أن الليالي يا لهن لياليا ** قرت بهن عيوننا ورضينا )
( كنا قبيل فنائهن بغبطة ** يا ليتهن بذي السلام بقينا )
( ما بال قولك قد غبنت ولم أكن ** عند المواطن في الأمور غبينا )


( أفلم تريني للكرام مكرما ** وبنى اللئام وللسوام مهينا )
( قال أبو محلم ) يقال رجل دلعوس ومجامج ودحامس وجلفزيز إذا كان عظيما ضخما وأنشد
( يا رب خال لك بالحزيز ** خب على لقمته جروز )
( مهتضم في ليلة الأزيز ** كل كثير اللحم جلفزيز )
( بين سميراء وبين توز ** )
( قال أبو علي ) كذا أملى علينا الأزيز بزايين وهو عندي الأريز براء وزاي وهو شدة البرد ومهتضم يأخذ الناقة فيسرقها ويصيرها في أهضام الوادي وهي ماخفى منه ( قال أبو علي ) قال أبو الحسن الأخفش قرأت على أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين رحمه الله تعالى وذكر أبو جعفر أنه سمع ذلك مع أبيه من أبي محلم قال أبو محلم حدثني أبو نعيم الفضل ابن دكين عن زكرياء بن أبي زائدة عن الشعبي قال ربما حدثت أمير المؤمنين عبد الملك ابن مروان رحمه الله تعالى وقد هيأ اللقمة فيمسكها في يده مقبلا علي فأقول أحرها يا أمير المؤمنين فإن الحديث من ورائها فيقول الحديث أشهى إلي منها أحرها أي ازدردها ( قال ) وكان من كلامهم ما رأيت أحدا أطر ضرسا ولا أسرع إحارة للرغيف منه أطر أحد ( قال ) وأنشدنا أبو محلم الحريث بن سلمة بن مرارة بن محفض أحد بني خزاعي ابن مازن هذه الأبيات
( ألم تر قومي إذ دعاهم أخوهم ** أجابوا أن يركب إلى الحرب يركبوا )
( هم حلفوا عند الحليس ومدرك ** وعند بلال لا أسير ويشربوا )
قال هؤلاء سلاطين كلهم يقول أني إن سيرت أي حلئت عن الماء لم يشربوا هم
( وهم حفظوا غيبي كما كنت حافظا ** لهم غيب أخرى مثلها لو تغيبوا )
( بنو الحرب لم تقعد بهم أمهاتهم ** وآباؤهم آباء صدق فأنجبوا )


( وإني لأجلو عن فوارسي العمى ** إذا ضن بالنفس الجبان الموجب )
الموجب الذي يجب قلبه من الجبن
( أجودا ذا نفس البخيل تطلعت ** وأصبر نفسي والجماجم تضرب )
وأنشدنا أيضا لحريث بن سلمة
( إن تك درعى يوم صحراء كلية ** أصيبت فماذا كم علي بعار )
( ألم تك من أسلابكم قبل هذه ** على الوقبى يوما ويوم سفار )
يوم صحراء كلية وهي موضع وقعة كانت بينهم وبين بكر بن وائل والوقبى وكذلك سفار ماء لبني مازن
( فتلك سرابيل ابن داود بيننا ** عواري والأيام غير قصار )
( قال أبو علي ) السرابيل الدروع لداود فجعلها لسليمان
( وكائن أخذنا منكم من أخيذة ** من البيض شنباء اللثات نوار )
( ومن سيد ضخم كأن مجرة ** بحيث تلاقينا مجر حوار )
( وسابغة زغف ونهد مقلص ** وأدماء من سر الهجان حضار )
( ونحن طردنا الحي بكر بن وائل ** إلى سنة مثل السنان ونار )
( قال أبو علي ) سنة أراد أسكناهم السواد وهو بلد وباء
( وحمى وطاعون وموم وحصبة ** وذي لبد يغشى المهجهج ضار )
( وحكم عدو ولا هوادة عنده ** ومنزل ذل في الحياة وعار )
( فإن تميما لم تدع بطن تلعة ** لكم بين ذي قار وبين وبار )
( قال أبو علي ) وقع في الكتاب وبار بكسر الواو والصواب وبار بفتحها
( أزاحتكم عنها الرماح وفتية ** مساعير حرب كل يوم غوار )
( فأقعوا على أذنابكم وتنكبوا ** مهاداتنا في كل يوم فخار )

إسمهان الجادوي 08-23-2021 01:47 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
( وطاعنت جمع القوم حتى رأيتهم ** على قلص تعدوا بهم وبكار )
( فأضحوا بدرنى والوجوه كأنها ** وجوه كلاب يهترشن حرار )
( وكانت يمينا قبل ذاك جعلتها ** علي فقد أوقعتها بقرار )
( لألتمسن منكم كميا بضربة ** إذا ما أنا شاهدت يوم ذمار )
( فإن هي نالت نفسه لم أبالها ** وإن ينج منها فهي ذات حبار )
قوله أوقعتها بقرار رأي أوقعتها موقعها وقال أبو محلم يقال وقع هذا الأمر بقرة وبقر أي وقع موقعه وأنشد
( فتناهيت وقد صابت بقر ** )
( قال ) وأنشد للفرزدق
( هل تذكرين إذا الركاب مناخة ** برحالها لرواح أهل الموسم )
( إذ نحن نسترق الحديث وفوقنا ** مثل العجاج من الغبار الأقتم )
( وكذاك نخبر بالحواجب بيننا ** ما في النفوس ونحن لم نتكلم )
وأنشدنا أبو محلم لربيعة بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم وهو جاهلي يتفجع على قومه
( ألا إنما هذا الملال الذي ترى ** وإدبار جسمي ردي العبرات )
( وكم من كريم قد تجلدت بعده ** تقطع نفسي إثره حسرات )
( قال أبو محلم ) أنشدني يونس لرجل من قدماء الشعراء في الجاهلية
( إن يغدروا أو يكذبوا ** أو يختروا لا يحفلوا )
( يغدوا عليك مرجلين كأنهم لم يفعلوا ** )
( كأبي براقش كل لون ** لونه يتحول )
أبو براقش دويبة مثل العظاية تراها مرة خضراء ومرة حمراء ومرة صفراء في وقت واحد
( قال ) وأنشدني لسنان بن محرش السعدى


( وبت بالحصنين غير راض ** يمنع مني أرقي تغماضي )
( كأنما أغضي على مضاض ** من الحلوء صادق الإمضاض )
( في العين لا يذهب بالترحاض ** )
الحلوء شيء يكحل به الصبيان يجعل فيه زيت ويحك على شيء ويصير في خرقة والترحاض الغسل يقال رحضت الشيء إذا غسلته ( قال ) وأنشدنا أبو محلم للخطيم بن نويرة العكلى
( ألا يا لقومي للشباب الذي مضى ** حميدا وأخدان الصبا والكواعب )
( وللعصر الخالي وللعيش بهجة ** وللقلب إذ يهوى هوى ابنة ناشب )
( وجاراتها اللاتي كأن عيونها ** عيون المها يفقهننا بالحواجب )
قال أبو الحسن الأخفش معناه يقبضنها
( حديثا مسدى من نسيج ينرنه ** من الود قد يلحمنه بالمعاتب )
وأنشد لمدرك
( ومدد عينيه وبلت دموعه ** ضمار يطوجه قد تثنت غضونها ) ( قال أبو محلم ) الضماريط الغضون واحدها ضمروط والضمروط أيضا الغامض من الأرض قال جرير
( أن عرينا وبني سليط ** مخلفون كنف الضمروط )
عرين بن ثعلبة بن يربوع رهط واقد بن عبد الله صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وكان بدريا وأول من قتل في الإسلام رجلا من المشركين ( قال أبو محلم ) أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن واقدا قتل عمرو بن الحضرمي فقال صلى الله عليه وسلم واقد وقدت الحرب عليهم والحضرمي حضرت الحرب وتفاءل بذلك صلى الله عليه وسلم ( وقال أبو الحسن ) أنشدنا أبو محلم


( هجرتك اياما بذي الغمر إنني ** على هجر أيام بذي الغمر نادم )
( فلما انقضت أيام ذي الغمر وارتمى ** بنا الدهر لامتني عليك اللوائم )
( هجرتك أخشى أن تلامي وإنني ** كعازبة عن طفلها وهي رائم )
( وليس علينا أن تجود بك النوى ** سوانا ولا من عن تموت النمائم )
( ولكنما بي أن تجودي بنائل ** سواي وتبقى لي عليك الذمائم )
( قال ) وأنشدنا أبو محلم لرجل من بني العنبر وقيل أنها لبعض شعراء طيء
( إني وإن كان ابن عمي كاشحا ** لمزابن من دونه وورائه )
( ومعيره نصري وإن كان امرأ ** متزحزحا في أرضه وسمائه )
( وإذا تخرق في غناه وفرته ** وإذا تصعلك كنت من قرنائه )
( وإذا تجلفت الجوالف ماله ** عطفت صحيحتنا على جربائه )
( وإذا غدا يوما ليركب مركبا ** صعبا قعدت له على سيسائه )
سيساؤه متنه وظهره ويقال ما بين الكتفين وهو ملتقى العنق والظهر
( وإذا اكتسى ثوبا قشيبا لم أقل ** يا ليت أن علي فضل ردائه )
قال أبو العباس أنشدني ابن الأعرابي
( أأخي أخبرني ولست بصادقي ** وأخوك ينفعك الذي لا يكذب )
( أمن القضية أن إذا استغنيتم ** وأمنتم فأنا الغريب الأجنب )
( وإذا الشدائد بالشدائد مرة ** أشجينكم فأنا المحب الأقرب )
( وإذا تكون كريهة ادعى لها ** وإذا يحاس الحيس يدعى جندب )
( ولجندب سهل البلادد وعذبها ** ولي الملاح وجنبهن المجدب )
( عجبا لتلك قضية وإقامتي ** فيكم على تلك القضية أعجب )
( تلك الظلامة قد عرفت مكانها ** لا أم لي إن كان ذاك ولا أب )


( قال أبو محلم ) قال الحجاج لأعرابي كلمه فوجده فصيحا كيف تركت الناس وراءك فقال تركتهم أصلح الله الأمير حين تفرقوا في الغيطان وأخمدوا النيران وتشكت النساء وعرض الشاء ومات الكلب فقال الحجاج لجلسائه أخصبا نعت أم جدبا قالوا بل جدبا قال بل خصبا
قوله تفرقوا في الغيطان معناه أنها أعشبت فإبلهم وغنمهم ترعى وأخمدوا النيران معناه استغنوا باللبن عن أن يشتووا لحوم إبلهم وغنمهم ويأكلوها وتشكت النساء أعضادهن من كثرة ما يمخضن الألبان وعرض الشاء استن من كثرة العشب والمرعى ( قال أبو علي ) الصواب عرض الشاء وليس عرض بشيء ومات الكلب لم تمت أغنامهم وإبلهم فيأكل جيفها ومن أمثال العرب ( نعم كلب في بؤس أهله ) لأنه إنما ينعم في القحط ويموت في الخصب ( قال أبو علي ) حدثنا أبو الحسن أحمد بن جعفر جحظة البرمكي قال حدثنا حرمي قال قال لي أبو الحسن موسى بن هرون حدثني يعقوب بن بشر قال كنت مع اسحق بن إبراهيم الموصلي في نزهة لنا فمر بنا أعرابي فوجه اسحق خلفه بغلامه زياد الذي يقول فيه اسحق
( وقولا لساقيناز ياد أرقها ** فقد هر بعض القوم سقى زياد )
ومعنى هر كره قال الشاعر
( أحين بلغت من كبري أشدي ** وهر لقائي الأسد الهصور )
قال فوافانا الأعرابي فلما شرب وسمع حنين الدواليب قال
( باتت تحن وما بها وجدي ** وأحن من وجد إلى نجد )
( فدموعها تحيا الرياض بها ** ودموع عيني أحرقت خدي )
( وبساكني نجد كلفت وما ** يغني لهم كلفى ولا وجدي )
( لو قيس وجد العاشقين إلى ** وجدي لزاد عليه ما عندي )
قال فما مضى اسحق إلى منزله إلا محمولا سكرا ( قال ) وحدثني أبو الحسن قال حدثني

ميمون بن هرون قال لما قتل الفضل بن سهل دخل المأمون على أمه فوجدها تبكي فقال لها أنا ابنك مكانه فدعي البكاء فقالت ان ابنا ترك لي ابنا مثلك لجدير أن يبكى عليه وحدثنا أبو الحسن قال حدثني علي بن يحيى قال كان بنان يتعشق فضل الشاعرة وكانت تتعشقه فبلغه عنها ما يكره فتجنبها فصارت إلي مستعتبة له وسألتني أن أجمع بينهما لتحلف له ففعلت فلما حلفت له قبل وأقام عندي فلما دار النبيذ بينهما دعت بالدواة فكتبت
( يا فضل صبرا إنها ميتة ** يجرعها الكاذب والصادق )
( ظن بنان أنني خنته ** روحي إذا من بدني طالق )
( قال أبو علي ) قال لي أبو الحسن جحظة قالت حبشية بات عندي المتوكل ليلة وخرج من عندي نصف الليل فغلبتني عيني فرأيت قائلا يقول لي في النوم يا حبشية حملت الليلة بأشأم خلق الله فكان المنتصر فجلس يوما على البساط الذي بسط له على البركة المربعة بعد قتل أبيه فرأى على البساط صورة مكتوبة عند رأسها بالفارسية فدعا ببعض الفرس فقرأها فكانت هذه صورة بابك بن بابكان الذي قتل أباه فما عاش بعده إلا ستة أشهر وكذلك اتفق للمنتصر ( قال ) وأنشدنا أبو الحسن قال أنشدنا حماد عن أبيه
( جفانا أبو صالح بعدما ** أقام زمانا لنا وأصلا )
( يروح ويغدو بألواحه ** إلى الباب مسترشدا سائلا )
( فلما ترأس في نفسه ** وليس لذلك مستاهلا )
( تنبل عنا فلم يأتنا ** وما كنت أحسبه فاعلا )
( فعاد كحيران في جهله ** كما كان من قبله جاهلا )
قال فأجابه
( بخلت وأعقبت الجفاء وإنما ** يؤاخى من الفتيان كل فتى سمح )


( ولست بسمح لا ولا في أرومة ** ولكن مطبوعا على اللؤم والشح )
( قال ) وأنشدنا أبو الحسن قال أنشدنا أبو هفان لبعض المحدثين
( تعوذ إذا أصبحت من دولة الغنى ** أبا حسن وادعوا إلهك بالفقر )
( رأيناك ما استفنيت لا تحمل الغنى ** وتلبس جلبابا من التيه والكبر )
( وأنت إذا أعسرت خل موافق ** تبر وتلقى بالمودة والبشر )
( فليتك ما أعسرت فينا مخلد ** وليتك ما أيسرت في ظلمة القبر )
( قال أبو علي ) أنشدنا جحظة لنفسه
( فلا تيأس وإن صحت ** عزيمتهم على الدلج )
( فإن إلى غداة غد ** يجيء الله بالفرج )
( قال ) وغنى ثمره للمستعين بالله هذين البيتين
( وما أنس لا أنس ذاك الخضوع ** وفيض الدموع وغمز اليد )
( وخدي مضاف إلى خدها ** قياما إلى الصبح لم نرقد )
( قال ) وأنشدنا أبو العبر لنفسه
( وفي ساعدي ممن تعلقت عضة ** تذكرني ذاك الشنيب المفلجا )
( وآثار خدش في يدي مليحة ** أقام عليها القلب مني وعرجا )
( أما والذي أمسيت أرجو ثوابه ** لقد حل ما أخشاه وانقطع الرجا )
( قال ) وأنشدنا قال أنشدنا أبو العباس ثعلب
( دب المشيب إلى الشباب ** دبيب ذي ختل مسارق )
( إن المشيب طليعة ** للموت في كل الخلائق )
وأيضا
( زعموا أن حبها كان سحرا ** ظلموها وسورة الأنفال )
( ما رأت بابلا ولا تحسن السحر سليمى إلا بحسن الدلال ** )
قال وأنشدنا عبيد الله بن طاهر لنفسه


( يزيدني البعد شوقا إليك ** وطول صدودك حرصا عليك )
( ولو كنت أملك ما تملكين ** من الصبر ما طال شوقي إليك )
( قال ) وأنشدنا أبو هفان
( أمثلي يروع بالنائبات ** ويخشى بوائق صرف الزمن )
( أذاقني الله مر الهوان ** وأدخلني في حرامي إذن )
( قال ) وأنشدنا الناشي لنفسه
( وكان لنا أصدقاء حماة ** وأعداء سوء فلم يخلدوا )
( تساقوا جميعا كؤس الحمام ** فمات الصديق ومات العدو )
( قال ) وحدثني أبو الحسن قال سمعت ميمون بن هرون يقول قال حميد الطوسي كنت حاضرا دهليز المأمون فدعا بالناس لقبض أرزاقهم فكان أول من دخل اسحق الموصلي مع الوزراء ثم دعا بالقواد فكان أول من دخل اسحق الموصلي ثم دعا بالقضاة فكان أول من دخل إسحق ثم دعا بالفقهاء والمعدلين فكان أول من دخل هو ثم دعا بالشعراء فكان أول من دخل هو ثم دعا بالمغنين فكان أول من دخل هو ثم دعا بالرماة في الهدف فكان أول من دخل هو فعجبت من كثرة علمه وفنونه ( قال ) وحدثنا أبو الحسن قال أنشدني خالد الكاتب لنفسه
( كتبت إليك بماء الجفون ** وقلبي بماء الهوى مشرب )
( فكفي تخط وقلبي يمل ** وعيناي تمحو الذي أكتب )
( فليس يتم كتابي إليك ** لشوقي فمن ههنا أعجب )
( قال أبو علي ) حدثنا أبو بكر محمد بن مزيد أبي الأزهر قال حدثنا الزبير بن بكار قال حدثني أبو غزية الأنصاري ثم أحد بني مازن بن النجار قال حدثني مجمع بن يعقوب الأنصاري قال أدركت حسان بن الغدير شيخا كبيرا من أجمل الشيوخ وأحسنهم فحدثني قال سارت علينا سائرة من بني جشم بن بكر فرأيت فيهم فتاة ما رأيت في نساء العرب

مثلها حسنا فكنت أخطبها فلم يقدر لي تزويجها فضرب الدهر بيننا فإني بعد ذلك بأربعين سنة لفي بلادي إذا أهلوها قد ساروا وإذا بها عجوز تسأل عني فلما دفعت إلى ورأت كبري قالت أأنت ابن الغدير فقلت نعم قالت لقد أكل الدهر عليك وشرب قال فذلك قولي فيها وقد كبرت أيضا وتغيرت
( قالت أمامة يوم برقة واسط ** يا ابن الغدير لقد جعلت تنكر )
( أصبحت بعد شبابك الغض الذي ** ولت شبيبته وغصنك أخضر )
( شيخا دعامتك العصا ومشيعا ** لا تبتغي خبرا ولا تستخبر )
( فأجبتها أن من يعمر يعترف ** ما تزعمين وينب عنه المنظر )
( ولقد رأيت شبيه ما عيرتني ** يسري علي به الزمان ويبكر )
( وجعلت يغضبني اليسير وملني ** أهلي وكنت مكرما لا أكهر )
( وشربت في القعب الصغير وقادني ** نحو الجماعة من بني الأصغر )

إسمهان الجادوي 08-23-2021 01:47 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
( قال أبو علي ) أخبرنا أبو بكر محمد بن مزيد أبي الأزهر قال حدثنا الزبير قال أنشدني أبي لحكيم بن عكرمة
( تقول بثينة إذا أنكرت ** قنوأ من الشعر الأحمر )
( برأسي كبرت وأودى الشباب ** فقلت مجيبا لها اقصري )
( أما كنت أبصرتني مرة ** ليالي نحن بذي جوهر )
( ليالي أنتم لنا جيرة ** ألا تذكرين بلى فاذكري )
( وإذا أنا أغيد غض الشباب ** أجر الرداء مع المئزر )
أنشدنيه الزبير بطرح الواو وأصحاب العروض يسمونه المخزوم
( ولمى كجناح الغراب ** ترجل بالمسك والعنبر )
( فغير ذلك ما تعلمين ** تغير ذا الزمن المنكر )


( وأنت كلؤلؤة المرزبان ** بماء شبابك لم يعصر )
( وقد كان مضمارنا واحدا ** فإني كبرت ولم تكبري )
( قال أبو علي ) وحدثني أبو بكر بن أبي الازهر قال أخبرنا الزبير بن بكار في صفر سنة ست وأربعين ومائتين قال حدثني عبد الله بن إبراهيم الجمحي قال حدثنا سعيد بن سليم كان الحجاج بن يوسف ينشد قول مالك بن أسماء
( يا منزل الغيث بعدما قنطوا ** ويا ولي النعماء والمنن )
( يكون ما شئت أن يكون وما ** قدرت أن لا يكون لم يكن )
( لو شئت إذ كان حبها عرضا ** لم ترني وجهها ولم ترني )
( يا جارة الحي كنت لي سكنا ** إذ ليس بعض الجيران بالسكن )
( أذكر من جارتي ومجلسها ** طرائفا من حديثها الحسن )
( ومن حديث يزيدني مقة ** ما لحديث الموموق من ثمن )
ثم يقول أحسن فض الله فاه ( قال ) وحدثنا أبو بكر بن أبي الأزهر قال حدثني محمد بن يزيد قال حدثني التوزي عن أبي عبيدة قال خرج ثلاثة نفر من بني مازن وهم أوفى بن مطر الخزاعي وجابر ومالك الرزاميان ليغيروا على بني أسد بن خزيمة فلقوا أعداءهم فقتل مالك وارتث أوفي جريحا فقال أوفى لجابر احملني قال إن بني أسد قريب وأنت ميت لا محالة وأن يقتل واحد خير من أن يقتل اثنان قال ويحك فازحف بي إلى عماية قال عماية أرض فضاء ولا يسترك منها شيء قال فانهض بي إلى قساس قال ما قساس إلا حرملة لبني أسد قال فما وان قال إنما ذلك تحت أقدامهم ونجا فأتى الحي فأخبرهم أن أوفى ومالكا قد قتلا وتحامل أوفى إلى بعض هذه المياة فتعالج به حتى برأ ثم أقبل فقال رجل من القوم وجابر فيهم لولا أن الموتى لم يئن بعثها لأنبأتكم أن هذا أو فى ( قال أبو عبيدة ) فانسل جابر من القوم فما يدرى أين وقع ولا ولده إلى الساعة استحياء من القوم من كذبته التي كذبها وخبر أوفى بما قال جابر ففي ذلك يقول


( الا أبلغا خلتي جابرا ** بأن خليلك لم يقتل )
( تخطأت النبل أحشاءه ** وأخر يومي فلم يعجل )
( تجاوزت ما وان عن ساعة ** وقلت قساس من الحرمل )
( وقلت عماية أرض فضاء ** فلأيا أؤب إلى معقل )
( فليتك لم تك من مازن ** وليتك في الرحم لم تحمل )
( وليت سنانك صنارة ** وليت رميحك من مغزل )
( وليت بحقويك ذا زرنب ** جميشا يركل بالفيشل )
قال أبو علي ) الزرنب لحم الفرج من خارج والكين لحمه من داخل ( قال أبو علي ) وأنشدنا قال أنشدنا أحمد بن يحيى لوزير بن عبد الرحمن الأسدي
( أيا كبدا ماذا ألاقي من الهوى ** إذا الرس في آل السراب بداليا )
( ضمنت الهوى للرس في مضمر الحشا ** ولم يضمن الرس الغداة الهوى ليا )
( أعد الليالي ليلة بعد ليلة ** للقيان لاه ما يعد اللياليا )
( قال أبو علي ) وأنشدنا أبو بكر بن أبي الأزهر قال أنشدني أحمد بن يحيى لنمير بن كهيل الأسدي
( ذكرتك والحجيج لهم ضجيج ** بمكة والقلوب لها وجيب )
( فقلت ونحن في بلد حرام ** به لله أخلصت القلوب )
( أتوب إليك يا رحمن مما ** عملت فقد تظاهرت الذنوب )
( وأما من هوى سعدى وحبي ** زيارتها فإني لا أتوب )
( وكيف وعندها قلبي رهين ** أتوب إليك منها أو أنيب )
( قال ) وأنشدنا أيضا قال أنشدني أحمد بن يحيى لبعض الأعراب
( تمر الصبا صفحا بساكن ذي الغضى ** ويصدع قلبي أن تهب هبوبها )


( قريبة عهد بالحبيب وإنما ** هوى كل نفس حيث كان حبيبها )
( قال ) وحدثنا أبو الحسن أحمد بن جعفر جحظة البرمكي قال من عجيب ما أنشدنا أبو العباس ثعلب
( وإني لمطوي الضلوع عن هوى ** هو المثل الأعلى بما يغلب المردى )
( ولو أن خلقا كان يكتم نفسه ** هواها لما أطلعت نفسي على وجدي )
( قال ) وحدثنا قال ومن عجيب الأخبار أن جعفر بن يحيى البرمكي سأل المنجمين متى يركب إلى داره التي بناها على الشط فأشاروا عليه بيوم فركب فيه فأخذه من الرعد والبرق والمطر ما لم ير مثله في سالف دهره فركب على كل حال فمر بسكران قد ارتطم وهو يقول
( ويعمل بالنجوم وليس يدري ** ورب النجم يفعل ما يشاء )
فقال ما خاطبني هذا السكران إلا بلسان غيره ورجع ( قال ) وأنشدنا جحظة قال أنشدني ابن العطوي عن أبيه أبي عبد الرحمن
( أحسن من غفلة الرقيب ** ولحظة الوعد من حبيب )
( والنقر والنغم من كعاب ** مصيبة القول والقضيب )
( ومن بنات الكروم راحت ** في راحتي شادن ربيب )
( كتب أديب إلى أديب ** طالت به مدة المغيب )
( فنمقت كفه سطورا ** تنمق الصفو في القلوب )
( يا بادئا بالكتاب فضلا ** والفضل من شيمة الأديب )
( نحن على الود أي شيء ** أقبح من غادر أريب )
( منحت ضيفي عبوس وجهي ** وسائلي شدة القطوب )
( وعشت في الناس مستهاما ** يا أطوع الناس للرقيب )


( إن كان ودي لأهل ودي ** قصر من باعه الرحيب )
( وأنت منهم فكن قريبا ** أو نائيا وافر النصيب )
( وأبل ما شئت صفو ودي ** تجده في ثوبه القشيب )
( قال ) وحدثنا جحظة قال حدثنا ميمون بن هرون بن مخلد بن أبان قال كان عندنا بالبصرة رجل يتعب دوابه وغلمانه في قضاء حوائح الناس بغير مرزية فسألته عن ذلك فقال يا أبا عثمان سمعت تغريد الاطيار بالأسحار في أعالي الأشجار وتمتعت بمخزونة الدنان على سماع القيان فما طربت طربى على ثناء رجل أحسن إليه رجل ( قال ) وأنشدني جحظة قال أنشدني حماد لأبي نواس
( إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت ** له عن عدو في ثياب صديق )
فلما سمع هذا البيت أبو العتاهية قال لو نطقت الدنيا لما وصفت نفسها بفوق هذا الوصف ولما قال أبو نواس
( جريت مع الصبا طلق الجموح ** وهان علي مأثور القبيح )
( وإني عالم أن سوف تنأى ** مسافة بين جثماني وروحي )
قال أبو العتاهية لقد جمع في هذين البيتين خلاعة ومجونا واحسانا وعظة ( قال أبو علي ) حدثنا أحمد بن جعفر جحظة قال حدثنا حماد بن إسحق الموصلي قال حدثني أبي قال رأيت ثلاثة يذوبون إذا رأوا ثلاثة الهيثم بن عدي إذا رأى ابن الكلبي وعلوية إذا رأى مخارقا وأبا نواس إذا رأى أبا العتاهية ( قال أبو علي ) وحدثنا جحظة قال تحادثنا يوما في الطائي والبحتري أيهما أشعر فقال بعض من حضر مجلسنا هل يحسن الطائي أن يقول
( تسرع حتى قال من شهد الوغى ** لقاء عدو أم لقاء حبيب )
فقلت من الطائي سرقه حيث يقول


( حن إلى الموت حتى قال جاهله ** بأنه حن مشتاقا إلى وطن )
( قال ) وأنشدني أبو بكر بن أبي الأزهر قال أنشدني أحمد بن الحرث الخزاز صاحب المدائني لعبد الله بن عاصم
( إذا أنت لم تعمل بأمر تخافه ** عليك حسبت الماء أن ذقته دما )
( وسد عليك الخوف أمرك كله ** وصرت قعودا حيثما سيق يمما )
( قال ) وحدثنا قال حدثني الزبير قال كان الزبير إذا جاءه من ناحية ولد علي أذى وجاءه مثله من ناحية آل عمر قال لأن يظلمني والله آل علي أحب إلي وينشد
( فإن كنت مقتولا فكن أنت قاتلي ** فبعض منايا القوم أكرم من بعض )
( قال أبو علي ) وأنشدنا جحظة لنفسه
( أرى الأعياد تتركني وتمضي ** وأوشك أنها تبقى وأمضي )
( علامة ذاك شيب قد علاني ** وضعفي عند ابرامي ونقضي )
( وما كذب الذي قال قبلي ** إذا ما مر يوم مر بعضي )
( أرى الأيام قد ختمت كتابي ** وأحسبها ستعقبه بفضي )
( قال أبو علي ) وأنشدنا جحظة قال أنشدني أبو هفان قال كتبت إلى مؤاجر بالبصرة وكنت آلفه
( يا حسنا وجهه ومئزره ** ومن يروق العباد منظره )
( زرنا لتحيا بك النفوس فما ** يطيب عيش ولست تحضره )
قال فكتب إلي
( دعني من المدح والهجاء وما ** أصبحت تطويه لي وتنشره )
( لو ضرب الدرهم الصحيح على الفواد عندي لذاب أكثره )
( قال ) وحدثنا جحظة قال حدثني أبو بكر بن الأعرابي قال حدثني أبو علي

البصيران خشا خشا المديني نظر إليه يوم عيد الفطر وهو فوق تل يصيح صياحا شديدا فقيل له ما هذا قال أنعر في قفا شهر رمضان فغاب عني أبو علي البصير أياما ثم جاءني فأنشدني
( أقول لصاحبي وقد رأينا ** هلال الفطر من خلل الغمام )
( غدا نغدو إلى ما قد ظمئنا ** إليه من الملاهي والمدام )
( ونسكر سكرة شنعاء جهرا ** وننعر في قفا شهر الصيام )
قال جحظة ومن بديع ما أنشدناه خالد الكاتب لنفسه
( قد قلت لما أن بدا متبخترا ** والردف بجذب خصره من خلفه )
( يا من يسلم خصره من ردفه ** سلم فؤاد محبه من طرفه )
قال وأنشدنا جحظة قال أنشدنا دعبل لنفسه
( أذكر أبا جعفر حقا أمت به ** أني وإياك مشغوفان بالأدب )
( وأننا قد رضعنا الكأس درتها ** والكأس درتها حظ من النسب )
قال وحدثني جحظة قال حدثني أبو العيناء قال تعشقتني امرأة قبل أن تراني فلما رأتني استقبحتني فأنشدتها
( وفاتنة لما رأتني تنكرت ** وقالت دميم أحول ماله جسم )
( فإن تنكري مني احولالا فإنني ** أديب أريب لا عيي ولا فدم )
فقالت لي يا هذا لم أردك لتولية ديوان الزمام ( قال أبو علي ) وأنشدنا جحظة قال أنشدنا أبو العباس ثعلب
( أبت ظبية الإحرام أن تتنقبا ** فأبصرت وجها كان عني مغيبا )
( وعارضتها حتى رأتني أمامها ** فقلت لها أهلا وسهلا ومرحبا )
( ولست بناسيها غداة رأيتها ** وقد وقفت ترمي الجمار المحصبا )


( فيا حصيات كن في لمس كفها ** رزقتن ريا من نشا المسك أطيبا )
( قال ) وقال أنشدني ابن المنجم
( ومستطيل على الصهباء باكرها ** في فتية باصطباح الراح حذاق )
( فكل كف رآها ظنها قدحا ** وكل شخص رآه ظنه الساقي )
( قال أبو علي ) وحدثنا جحظة قال حدثني المرواني قال قال لي أبو سعيد المخزومي دخلت يوما على حميد الطوسي وإلى جنبه رجل ضرير فأنشدته البائية وجعل الضرير كلما ذكرت بيتا يقول أحسن الخبيث فأمر لي بخلعة وخمسة آلاف درهم فلما خرجت قام الي البوابون فقلت لا أهب لكم شيأ أو تقولوا لي من هذا الضرير فقالوا هذا علي بن جبلة العكوك فارفضضت والله عرقا ( قال جحظة ) وعلى بن جبلة الذي يقول في حميد الطوسي
( دجلة تسقي وأبو غانم ** يطعم من تسقي من الناس )

إسمهان الجادوي 08-23-2021 01:48 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
( والناس جسم وإمام الهدى ** رأس وأنت العين في الراس ) ( قال ) وحدثنا قال اعتل أبو هفان في منزل ابن أبي طاهر فابطؤا عليه يوما بالغداء فقال
( أنا في منزل خل ** مشفق بر رفيق )
( رجل أعمر من منزله ظهر الطريق ** )
( ليس لي أكل سوى لحمي وشرب غير ريقي ** )
( قال أبو علي ) قال أبو الحسن جحظة أنشدنا أبو هفان يفتخر وهو أجود ما قيل في الإفتخار
( فإن تسألي في الناس عنا فإننا ** حلي العلى والأرض ذات المناكب )
( وليس بنا عيب سوى أن جودنا ** أضر بنا والبأس من كل جانب )
( فأفنى الردى أعمارنا غير ظالم ** وأفنى الندى أموالنا غير عائب )


( أبونا أب لو كان للناس كلهم ** أبا واحدا أغناهم بالمناقب )
( قال ) وحدثني جحظة قال كتب إلي عبد الله بن محمد بن عبد الملك الزيات وهو مقيم بالمطيرة وعنده جاريته شمول وكانت من المحسنات وكان الناس يقصدونها لسماعها
( شربنا بالمطيرة ألف يوم ** صبوحا قبل أن يبدو النهار )
( وأفنينا العقار بها جهارا ** فلم يصبح بحانتها عقار )
( وضج البائعون بها وقالوا ** أناس يشربون أم البحار )
( هم ناس ولكن أي ناس ** لصحبة مثلهم خلع العذار )
قال فصنعته هزجا فلما سمعه بدر يعني الأستاذ وصلني في دفعتين بأربعمائة دينار قال فكتبت إلى عبد الله بن محمد جواب شعره
( لي من تذكري المطيره ** عين مسهدة مطيره )
( سخنت لفقد مواطن ** كانت بها قدما قريره )
( أيام للأيام إحسان وأفعال نضيره ** )
( أيام نحوي حيث كنت لعاشق كف مشيره ** )
( في فتية لم يعرفوا ** لدوام نيلهم ذخيره )
فغلبت عليه ( قال أبو علي ) وانشدنا جحظة قال أنشدنا ثعلب لدعبل
( بانت سليمى وأمسى حبلها انقضبا ** وزودوك ولم يرثوا لك الوصبا )
( قالت سلامة أين المال قلت لها ** المال ويحك لاقى الحمد فاصطحبا )
( الحمد فرق مالي في الجفون فما ** أبقين ذما ولا أبقين لي نشبا )
( قالت سلامة دع هذي اللبون لنا ** لصبية مثل أفراخ القطا زغبا )
( قلت احبسيها ففيها متعة لهم ** إن لم ينخ طارق يبغي القرى سغبا )
( لما احتبى الضيف واعتلت حلوبتها ** بكى العيال وغنت قدرنا طربا )


( هذي سبيلي وهذا فاعلمي خلقي ** فارضي به أو فكوني بعض من غضبا )
( ما لا يفوت وما قد فات مطلبه ** فلن يفوتني الرزق الذي كتبا )
( أسعى لأطلبه والرزق يطلبني ** والرزق أكثر لي مني له طلبا )
( هل أنت واجد شيء لو عنيت به ** كالأجر والحمد مرتادا ومكتسبا )
( قوم جوادهم فرد وفارسهم ** فرد وشاعرهم فردا إذا نسبا )
( قال ) وأنشدني ثعلب
( الجهل بعد الأربعين قبيح ** فزع الفؤاد وإن ثناه جموح )
( وبع السفاهة بالوقار وبالنهى ** ثمن لعمرك أن عقلت ربيح )
( فلقد حدا بك حاديان إلى البلى ** ودعاك داع للرحيل فصيح )
قال ميمون بن إبراهيم أنشد المأمون هذه الأبيات فقال مالي وما لهذا المعنى من الشعر قال اليزيدي فقلت
( يسعى إليك بها غلام أهيف ** من جيبه ريا العبير تفوح )
( ميسان أما دله فمخنث ** غنج وأما وجهه فصبيح )
قال جحظة أنشدت هذه الأبيات عبيد الله بن عبد الله فقال والله لو سمعها دعبل لحسدك عليها وهي هذه
( مددت يدي يوما إلى فرخ باخل ** كما يفعل الخل الصديق المؤانس )
( فأومأ إلى غلمانه فتواثبوا ** إلي ووجه النذل إذ ذاك عابس )
( فهذا لبطني حين أسقط دائس ** وذاك لجنبي حين أنهض رافس )
( فأنشدت بيتا قاله ذو صرامة ** وقد ناوشته بالرماح الفوارس )
( ومن يطلب المال الممنع بالقنا ** يعش مثريا أو يود فيمن يمارس )
( قال أبو علي ) وحدثني جحظة قال حدثني الأمير عبيدة الله بن عبد الله قال حدثني

الزبير قال كنت أؤدب المعتز فهوي جارية لأمه قبيحة فصبر فنحل جسمه وحم فسألته عن خبره فأنشدني
( جزعت للحب والحمى صبرت لها ** إني لأعجب من صبري ومن جزعي )
وخبرني فيما بيني وبينه بعشقه للجارية قال فأخبرت قبيحة بالقصة فوهبتها له فعوفي قال جحظة فحدثني عبد الله بن المعتز أنها أمه ( قال ) وحدثني جحظة قال حدثني حماد ابن الموصلي قال قال أحمد بن عبيد لأبي يا أبا محمد لو ذهبت إلى اخوانك وتركت التيه فقال لا والله لا أدخل إلى واحد منهم إلا بخمسين ألف درهم وفرس وخلعة فوالله لقد دخلت على الفضل بن يحيى فأجلسني معه على مصلاة وخرج خادم فقال لقد رزق الله الأمير ولدا فقلت
( ويفرح بالمولود من آل برمك ** بغاة الندى والرمح والسيف والنصل )
( وتنبسط الآمال فيه لفضله ** ولا سيما إن كان من ولد الفضل )
فقال يا صالح ادفع لأبي محمد مائة ألف درهم فصنعت له لحنا فلما غنيته به أمر لي بمائة ألف درهم أخرى أفترى لي أن أغني بعد هؤلاء ( قال أبو علي ) وأنشدنا جحظة لنفسه
( أنا ابن أناس مول الناس جودهم ** فأضحوا حديثا بالنوال المشهر )
( فلم يخل من احسانهم لفظ مخبر ** ولم يخل من تقر يظهم بطن دفتر )
( قال ) وحدثني جحظة قال دخل رجل على عمر بن فرج فتنصل إليه من ذنب له فرضي عنه فلما خرج قال يا غلام خذ الشمعة بين يديه فقال دعني أمش في ضوء رضاك فاستحسن ذلك منه وأمر له بصلة حسنة ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر بن أبي الأزهر قال حدثنا الزبير قال كان الجزين سأله سليمان بن نوفل بن مساحق أن يرثى أباه نوفلا ففعل فلم يثبه شيأ قال الزبير أخبرني بذلك مصعب بن عثمان فقال الحزين
( فما كان من شأني وشأن ابن نوفل ** وشأن بكائي نوفل بن مساحق )


( بلى إنها كانت سوابق عبرة ** على نوفل من كاذب غير صادق )
( فهلا على قبر الوليد بكيتما ** وقبر سليمان الذي دون دابق )
( وقبر أبي حفص أخي وأخيكما ** بكيت بحزن في الجوائح لاصق )
قال الزبير يعني بالوليد وسليمان ابني عبد الملك وقال مصعب يريد بأبي حفص عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ويريد بقوله أخي وأخيكما يزيد بن عبد الملك ( قال الزبير ) قال لي يونس بن عبد الله بن سالم أراد بأبي حفص سهل بن عمرو بن عبد الرحمن بن عمرو بن سهل العامري ( قال أبو بكر ) قال الزبير قال الجزين لثابت بن سباع بن عبد العزى حليف بني زهرة
( كل قريش قد حباني بنعمة ** وأحسن إلا ثابت بن سباع )
( هجين لئيم لا يقوم ببيته ** وليس بذي فضل ولا بشجاع )
( قال ) وأنشدنا أحمد قال أنشدني محمد بن يزيد لأعرابي
( لا تعجبي يا سلم من نحولي ** ووضح أوفى على خصيلي )
( فإن نعت الفرس الرجيل ** يتم بالغرة والتحجيل ) ( قال ) وأنشدنا محمد بن يزيد لوضاح اليمن
( صبا قلبي ومال إليك ميلا ** وأرقني خيالك يا أثيلا )
( يمانية تلم بنا فتبدي ** رقيق محاسن وتكن غيلا )
الفيل الذراع الممتلئة لحما وأنشدنا قال أنشدني أحمد بن يحيى لأعرابي
( تبعت الهوى يا طيب حتى كأنني ** من اجلك مضروس الجرير قؤد )
( تعجرف دهرا ثم طاوع قلبه ** فصرفه الرواض حيث تريد )
( وإن ذياد الحب عنك وقد بدت ** لعيني آيات الهوى لشديد )
( وما كل ما في النفس يا طيب مظهر ** ولا كل مالا تستطيع تذود )


( وإني لأرجو الوصل منك كما رجا ** صدى الجوف من باد صداه صلود )
( وكيف طلابي وصل من لو سألته ** قذى العين لم يطلب وذاك زهيد )
( ومن لو رأى نفسي تسيل لقال لي ** أراك صحيحا والفؤاد جليد )
( فيا أيها الرئم المحلى لبانه ** بكرمين كرمي فضة وفريد )
( أجدك لا أمشي برمان خاليا ** وغضور إلا قيل أين تريد )
( قال ) وحدثني محمد بن يزيد قال من أمثال العرب ( أراك بشر ما أحار مشفر ) يريد إذا رأيت جسمه أغناك عن طعمه ومثله من أمثالهم ( الجواد عينه فراره ) يعني الفرس إذا رأيته كفاك أن تفره ( قال ) وقال أبو اسحق الأحول إنما هو فراره بضم الفاء ولم أسمعها أنا إلا بالكسر من محمد بن يزيد وأنشدني محمد بن يزيد أيضا لأعرابي
( سقيا لأيام ذهبن من الصبا ** وليل لنا بالأبرقين قصير )
( وتكذيب ليلى الكاشحين وسيرنا ** بنجد مطايانا لغير مسير )
( وإذ نلبس الحوك الرقيق وإذ لنا ** جمام ترى المكروه كل غيور )
( فلما علا الشيب الشباب وبشرت ** ذرى الحلم أعلى لمتي بقتير )
( وخفت انقلاب الدهر أن يصدع العصا ** وأن تغدر الأيام غير غدور )
( رجعت إلى الأولى وفكرت في التي ** إليها أو الأخرى يكون مصيري )
( وليس امرؤ لاق بلاء بيائس ** من الله أن ينتاشه بجدير )
( قال أبو علي ) قال أبو بكر محمد بن أبي الأزهر أنشدنا الرياشي لرجل من بني الحرث هذين البيتين
( منى إن تكن حقا تكن أحسن المنى ** وإلا فقد عشنا بها زمنا رغدا )
( أماني من سعدى حسان كأنها ** سقتك بها سعدى على ظما بردا ) ( قال ) وأنشدنا أحمد بن يحيى لجران العود


( وجدت بشاشة لما التقينا ** لأقضي ما علي من النذور )
( فلست بعائد لما التقينا ** بروض بين محنية وقور )
( إذا قبلتها كرعت بفيها ** كروع العسجدية في الغدير )
( فيأخذني العناق وبردفيها ** بموت في عظامي أو فتور )
( فنحيا تارة ونموت أخرى ** ونخلط ما نموت بالنشور )
( وأقحل حين أدخل في حشاها ** قحول القد في عنق الأسير )

إسمهان الجادوي 08-23-2021 01:48 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
( قال ) وحدثنا الرياشي قال حدثنا الأصمعي قال كان معاوية رحمه الله تعالى يقول أنا للآناة وعمرو للبديهة وزياد للصغار والكبار والمغيرة للأمر العظيم ( قال ) وأنشدنا أحمد ابن يحيى لأعرابي من بني عبد الله بن غطفان وأنشدنيه بندار بن لدة الكرخي لجميل بن معمر
( ومما شجاني أنها يوم أعرضت ** تولت وماء العين في الجفن حائر )
( فلما أعادت من بعيد بنظرة ** إلي التفاتا أسلمته المحاجر )
( يقولون لا تنظر وتلك بلية ** بلى كل ذي عينين لا بد ناظر )
( ألام إذا حنت قلوصي من الهوى ** ولا ذنب لي في أن تحن الأباعر )
( قال ) وأنشدنا بندار
( أيا حب ليلى عافني منك مرة ** وكيف تعافيني وأنت تزيد )
( ويا حب ليلى أعطني الحكم واحتكم ** علي فما يبغى علي شهود )
( قال ) وأنشدني أحمد بن يحيى لبعض الأعراب
( وفي الموت لي من لوعة الحب راحة ** ولكنني أخشى ندامتها بعدي )
( أقول لها بقيا عليها من الهوى ** وقاك إله الناس أن تجدي وجدي )
( قال ) وأنشدنا


( فحتى متى أهوى أما ينفد الهوى ** وحتى متى كفي على موضع القلب )
( فها أنا للعشاق يا عز قائد ** وبي تضرب الأمثال في الشرق والغرب )
( قال ) وأنشدنا للأقرع بن معاذ القشيري
( ألا أيها الواشي بليلى ألا ترى ** إلى من تشي أو من به جئت واشيا )
( لعمر الذي لم يرض حتى أطيعه ** بليلى إذا لا يصبح الدهر راضيا )
( إذا نحن رمنا هجرها ضم حبها ** صميم الحشا ضم الجناح الخوافيا )
( قال ) وأنشدنا أيضا لنافد بن عطارد العبشمي
( ويذكي الشوق حين أقول يخبو ** بكاء حمامة فيلج حينا )
( مطرقة الجناح إذا استقلت ** على فنن سمعت لها رنينا )
( يميل بها ويرفعها مرارا ** ويشغف صوتها قلبا حزينا )
( قال ) وأنشدنا أحمد بن يحيى ليزيد بن الطثرية وفي هذه القصيدة بيتان ذكر الرياشي أنهما لجميل بن معمر في قصيدته
( ألا يا صبا نجد لقد هجت من نجد ** فهيج لي مسراك وجدا على وجدي )
( ألا هل من البين المفرق من بد ** وهل لليال قد تسلفن من رد )
( وهل مثل أيامي بنعف سويقة ** رواجع أيام كما كن بالسعد )
( وهل أخواي اليوم إن قلت عرجا ** على الأثل من ودان والمشرب البرد )
( مقيمان حتى يقضيا لي لبانة ** فيستوجبا أجري ويستكملا حمدي )
( وإلا فروحا والسلام عليكما ** فما لكما غيى وما لكما رشدي )
( وما بيدي اليوم من حبلي الذي ** أنازع من إرخائه لا ولاشد )
( ولكن بكفى أم عمر و فليتها ** إذا وليت رهنا تلي الرهن بالقصد )
( ويا ليت شعري ما الذي تحدثن لي ** نوى غربة بعد المشقة والبعد )


( نوى أم عمرو حيث تغترب النوى ** بها ثم يخلو الكاشحون بها بعدي )
( أتصرم للأئي الذين هم العدى ** لتشمتهم بي أم تدوم على الود )
( وظني بها والله أن لن يضيرني ** وشاة لديها لا يضيرونها عندي )
( وقد زعموا أن المحب إذا دنا ** يمل وأن النأى يشفي من الوجد )
( بكل تداوينا فلم يشف ما بنا ** على أن قرب الدار خير من البعد )
( هواي بهذا الغور غور تهامة ** وليس بهذا الجلس من مستوى نجد )
( فوالله رب البيت لا تجدينني ** تطلبت قطع الحبل منك على عمد )
( ولا أشتري أمرا يكون قطيعة ** لما بيننا حتى أغيب في لحدى )
( فمن حبها أحببت من ليس عنده ** يد بيد تجزى ولامنة عندي )
( ألا ربما أهدى لي الشوق والجوى ** على النأي منها ذكرة قلما تجدى )
( قال ) وحدثنا الزبير قال حدثنا محمد بن سلام قال حدثني يحيى بن سعيد القطان قال رواة الشعر أعقل من رواه الحديث لأن رواة الحديث يروون مصنوعا كثيرا ورواة الشعر ساعة ينشدون المصنوع ينتقدونه ويقولون هذا مصنوع ( قال ) وحدثني محمد بن يزيد قال كنت بسر من رأى أيام المتوكل وكانت الجيوش متكاثفة فما كان أحد من مرار الطريق يعدم حصاه تتلقاه من خذف حوافر الخيل فأنشدني بعضهم
( لا تقعدن بسامري على الطرق ** إن كنت يوما على عينيك ذا شفق )
( حوافر الخيل أقواس وأسهمها ** صم الحجارة والإغراض في الحدق )
ويروى ملس الحجارة ( قال ) وقال لنا الرياشي قال العتبي قال رجل من محارب يعزي بن عم له على ولده
( وإن أخاك الكاره الورد وارد ** وانك مرأى من أخيك ومسمع )
( وانك لا تدري بأية بلدة ** صداك ولا عن أي جنبيك تصرع )


( أتجزع أن نفس أتاهما حمامها ** فهلا التي عن بين جنبيك تدفع )
( قال ) وقال الرياشي أنشدني العتبي لرجل من بني دارم لإبن عم له يعاتب قريبه
( تطلع منه بغضة ما يحبنها ** إلي ودوني غمرة ما يخوضها )
( وجدت أباك شانئا فشنئتني ** شبيه بفرخي بيضة من يبيضها )
( قال ) وحدثنا حماد بن اسحق بن إبراهيم الموصلي قال حدثني أبي اسحق قال رأيت في منامي كأن شيخا دخل علي وفي يده كبة شعر فجعل يدسها في في فقلت من أنت قال أنا جرير فقصصت الرؤيا على أبي فقال أن صدقت رؤياك نلت من الشعر حاجتك قال حماد قال أبي فرأيت رجلا أشبه الناس بذلك الشيخ فسألته عن نسبه فإذا هو عمارة ابن عقيل بن بلال بن جرير
وقرأت عليه قال حدثني أبي قال قيل لعقيل بن علفة وأراد سفرا أين غيرتك على من تخلف أهلك قال أخلف معهم الحافظين الجوع والعرى أجيعهن فلا يمرحن وأعريهن فلا يبرحن وأنشدنا حماد قال أنشدني أبي اسحق
( لا يمنعنك من بغاء ** الخير تعقاد التمائم )
( ولا التشاؤم بالعطاس ** ولا التقسم بالأزالم )
( ولقد غدوت وكنت لا ** أغدو على واق وحاتم )
( فإذا الأشائم كالأيامن ** والأيامن كالأشائم )
( وكذاك الأخير ولا ** شر على أحد بدائم )
( قد خط ذلك في الزبور ** الأوليات القدائم )
( قال ) وأنشدنا محمد بن يزيد لأعرابي


( إن الضيوف تحاموني وحق لهم ** ما منهم إبلي يوما ولا شائي )
( إذا الضريك عرانا بات ليلته ** ذون البيوت بلا خبز ولا ماء )
( قال ) وأنشدنا محمد بن يزيد
( وكل لذاذة ستمل إلا ** محادثة الرجال ذوي العقول )
( وقد كنا نعدهم قليلا ** فقد صاروا أقل من القليل )
( قال ) وقال المسمعي أنشدني دماذ والشعر لبشار بن برد
( شط بسلمى عاجل البين ** وجاورت أسد بني القين )
( وحنت النفس لها حنة ** كادت لها تنقد نصفين )
( يا ابنة من لا أشتهي ذكره ** أخشى عليك علق الشين )
( طالبها قلبي فراغت به ** وأمسكت قلبي مع الدين )
( فكنت كالهقل غدا يبتغي ** قرنا فلم يرجع بأذنين )
( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر محمد بن أبي الأزهر قال حدثنا الزبير بن بكار قال حدثني عمر بن إبراهيم السعدي ثم الغويثى قال قال لأبنة الخس أبوها يوما أي شيء في بطنك أخبريني به وإلا ضربت رأسك فقالت أرأيتك أن أخبرتك بما في بطني أيكف ذاك عني عذابك اليوم قال نعم قالت أسفله طعام وأعلاه غلام فاسأل عما شئت قال أي المال خير قالت النخل الراسخات في الوحل المطعمات في المحل قال وأي شيء قالت الضأن قرية لا وباء بها ننتجها رخالا وتحلبها علالا وتجز لها جفالا ولا أرى مثلها مالا قال فالإبل مالك تؤخرينها قالت هي إذكار الرجال وأرقاء الدماء ومهور النساء قال فأي الرجال خير قالت
خير الرجال المرهقون كما ** خير تلاع الأرض أوطؤها )
قال أيهم قالت الذي يسئل ولا يسأل ويضيف ولا يضاف ويصلح ولا يصلح قال فأي

الرجال شر قالت الثطيط النطيط الذي معه سويط الذي يقول أدركوني من عبد بني فلان فإني قاتله أو هو قاتلي قال فاي النساء خير قالت التي في بطنها غلام تحمل على وركها غلاما يمشي وراءها غلام قال فاي الجمال خير قالت السبحل الربحل الراحلة الفحل قال أرأيتك الجذع قالت لا يضرب ولا يدع قال أرأيتك الثني قالت يضرب وضرابه وفي ( قال أبو علي ) الصواب أني أي بطئ قال أرأيتك السدس قالت ذاك العرس ( قال أبو عبد الله ) الثطيط الذي لا لحية له والنطيط الهذريان وهو الكثير الكلام يأتي بالخطا والصواب عن غير معرفة
والسبحل والربحل البجيل الكثير اللحم ( قال ) وقال حدثنا الزبير قال حدثنا محمد بن الضحاك قال حدثني عبد العزيز بن محمد عن هشام ابن عروة عن أبيه أن كلاب بن أمية بن الأسكر خرج في زمن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وأمية يومئذ شيخ كبير وخرج معه أخ له آخر فانبعث أمية يقول
( يا أم هيثم ماذا قلت أبلاني ** ريب المنون وهذان الجديدان )
( إما ترى حجري قدرك جانبه ** فقد يسرك صلبا غير كذان )
( إما اتريني لا أمضي إلى سفر ** إلا معي واحد منكم أو اثنان )
( ولست أهدى بلادا كنت أسكنها ** قد كنت أهدي بها نفسي وصحباني )
( يا ابني أمية إني عنكما غانى ** وما الغنى غير أني مرعش فإني )
( يا ابني أمية أن لا تشهد كبرى ** فإن نأيكما والثكل مثلان )
( إذ يحمل الفرس الأحوى ثلاثتنا ** وإذ فراقكما والموت سيان )
( أصبحت هزؤا الراعي الضأن أعجبه ** ماذا يريبك مني راعي الضان )
( انعق بضأنك في نجم تحفره ** من الأباطح واحبسها بجمدان )
( أن ترع ضأنا فإني قد رعيتهم ** بيض الوجوه بني عمي وأخواني )
وقال أيضا


( لمن شيخان قد نشدا كلابا ** كتاب الله أن رقب الكتابا )
( ننفض مهده شفقا عليه ** ونجنبه أبا عرنا الصعابا )
( إذا هتفت حمامة بطن واد ** على بيضاتها دعوا كلابا )
( تركت أباك مرعشة يداه ** وأمك ما تسيغ لها شرابا )
( أناديه وولاني قفاه ** فلا وأبي كلاب ما أصابا )
( فإن مهاجرين تكنفاه ** ليترك شيخه خطئا وخابا )
( وإن أباك حيث علمتماه ** يطارد أينقا شسبا طرابا )
( إذا بلغ الرسيم فكان شدا ** يخر فخالط الذقن الترابا )
فلما أنشدها عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه كتب إلى سعد بن أبي وقاص أن رحل كلاب بن أمية بن الأسكر فرحله فقدم على عمر بن الخطاب فأمر به فأدخل ثم أرسل إلى أمية فتحدث معه ساعة ثم قال يا أبا كلاب ما أحب الأشياء إليك اليوم قال ما أحب اليوم شيأ ما أفرح بخير ولا يسؤني شر فقال عمر رضي الله عنه بلى على ذلك قال بلى كلاب أحب أنه عندي فأشمه فأمر بكلاب فأخرج إليه فلما رآه الشيخ وثب إليه فجعل يشمه ويبكي وجعل عمر رضي الله تعالى عنه أيضا يبكي ( قال ) وأنشدنا أحمد بن يحيى لعبد الله بن حسن أو لبعض الهاشميين
( لا خير في الود ممن لا تزال له ** مستشعرا أبدا من خيفة وجلا )
( إذا تغيب لم تبرح تسيء به ** ظنا وتسأل عما قال أو فعلا )
( قال أبو علي ) وقرأت عليه قال حدثني أبو العباس محمد بن يزيد الأزدي قال حدثني أبو عثمان المازني عن الأصمعي قال سرت في تطوافي في العرب بجبلى طيء فدفعت إلى قوم منهم يحتلبون اللبن ثم يصيحون الضيف الضيف فإن جاء من يضيفهم وإلا أراقوه فلا يذوقون منه شيأ دون الضيف إلا أن يجهدهم الجوع ثم دفعت إلى رجل من ولد حاتم بن

عبد الله فسألته القرى فقال القرى والله كثير ولكن لا سبيل إليه فقلت ما أحسب عندك شيأ فأمر بالجفان فأخرجت مكرمة بالثريد عليها وذر اللحم وإذا هو جاد في المنع فقلت والله ما أشبهت أباك حيث يقول
( وأبرز قدرى بالفناء قليلها ** يرى غير مضنون به وكثيرها )
فقال إلا أشبهه في هذا فقد أشبهته في قوله
( أماوي إما مانع فمبين ** وإما عطاء لا ينهنهه الزجر )
فأنا والله مانع مبين فرحلت عنه ودفعت إلى امرأة من ولد ابن هرمة فسألتها القرى فقالت إني والله مرملة مسنتة ما عندي شيء فقلت أما عندك جزور فقالت والله ولا شاة ولا دجاجة ولا بيضة فقلت أما ابن هرمة أبوك فقالت بلى والله إني لمن صميمهم قلت قاتل الله أباك ما كان أكذبه حيث يقول
( لا أمتع العوذ بالفصال ولا ** أبتاع إلا قريبة الأجل )
( إني إذا ما البخيل آمنها ** باتت ضموزا مني على وجل )
ووليت فنادت أربع أيها الراكب فعله والله ذلك أقله عندنا فقلت إلا تكوني أوسعتينا قرى فقد أوسعتينا جوابا يقال ضمور بالفتح للواحدة وضمور بالضم للجماعة وحدثنا قال قال الزبير حدثني ابن يحيى بن محمد قال حدثني عمي عن إبراهيم بن محمد قال نزلت بأبيات ابن هرمة بعد أن هلك فرأيت حالهم سيئة فقلت لبعض بنانه قد كان أبوكن حسن الحال فما ترك لكن شيأ قالت كيف وهو الذي يقول
( لا غنمى مد في البقاء لها ** إلا دراك القرى ولا إبلي )
ذاك أفناها ذاك أفناها ( قال ) وأنشدني محمد بن يزيد لعبد الصمد بن المعذل
( هي النفس تجزي الود بالود أهله ** وأن سمتها الهجران فالهجر دينها )
( إذا ماقرين بت منها حباله ** فأهون مفقود عليها قرينها )

إسمهان الجادوي 08-23-2021 01:49 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
( لبئس معار الود من لا يربه ** ومستودع الأسرار من لا يصونها )
( قال ) وحدثنا أبو بكر بن أبي الأزهر قال حدثنا أبو العباس قال حدثني ابن عائشة في إسناد ذكره قال قال علي بن أبي طالب كرم الله تعالى وجهه من أعجز الناس من عجز عن اكتساب الأخوان وأعجز منه من ضيع من ظفر به منهم وقال معاوية رحمه الله تعالى الرجل بلا أخوان كيمين بغير شمال ( قال ) وأنشدنا أبو العباس
( وكنت إذا الصديق أراد غيظي ** وأشرقني على حنق بريقي )
( غفرت ذنوبه وصفحت عنه ** مخافة أن أعيش بلا صديق )
( قال ) وأخبرنا ابن أبي الأزهر قال أخبرنا أبو عبد الله قال دعا مالك بن أسماء بن خارجة جارية له لتخضبه فقالت كم أرقع خلقك فقال
( عيرتني خلقا أبليت جدته ** وهل رأيت جديدا لم يعد خلقا )
( قال ) وأنشدنا محمد بن يزيد لدعبل بن علي الخزاعي )
( نعوني ولما ينعني غير شامت ** وغير عدو وقد أصيبت مقاتله )
( يقولون إن ذاق الردى مات شعره ** وهيهات عمر الشعر طالت طوائله )
( سأقضي ببيت يحمد الناس أمره ** ويكثر من أهل الرواية حامله )
( يموت ردئ الشعر من قبل أهله ** وجيده يبقى وإن مات قائله )
( قال أبو العباس ) وأخذ هذا المعنى أيضا من نفسه فقال في قصيدة أولها هذه الأبيات
( إذا غزونا فمغزانا بأنقرة ** وأهل سلمى بسيف البحر من جرت )
( هيهات هيهات بين المنزلين لقد ** أنضيت شوقي وقد طولت ملتفتى )
( أحببت أهلي ولم أظلم بحبهم ** قالوا تعصب جهلا قول ذي بهت )
( لهم لساني بتقريظي وممتدحي ** نعم وقلبي وما تحويه مقدرتي )
( دعني أصل رحمي إن كنت قاطعها ** لا بد للرحم الدنيا من الصلة )


( فاحفظ عشيرتك الأدنين إن لهم ** حقا يفرق بين الزوج والمرت )
( قومي بنو حمير والأزد اخوتهم ** وآل كندة والأحياء من علت )
( ثبت الحلوم فإن سلت حفائظهم ** سلوا السيوف فأردوا كل ذي عنت )
( نفسي تنافسني في كل مكرمة ** إلى المعالي ولو خالفتها أبت )
( وكم زحمت طريق الموت معترضا ** بالسيف ضيقا فأداني إلى السعت )
( قال العواذل أودى المال قلت لهم ** ما بين أجر وفخر لي ومحمدت )
( أفسدت مالك قلت المال يفسدني ** إذا بخلت به والجود مصلحتي )
( لا تعرضن بمزح لامرئ طبن ** ما راضه قلبه أجراه في الشفت )
( فرب قافية بالمزح قاتلة ** مشؤمة لم يرد إنماؤها نمت )
( رد السلى مستتما بعد قطعته ** كرد قافية من بعد ما مضت )
( إني إذا قلت بيتا مات قائله ** ومن يقال له والبيت لم يمت )
( قال ) وقال أنشدني الرياشي لعاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل
( غدر ابن جرموز بفارس بهمة ** يوم اللقاء وكان غير معرد )
( يا عمر ولو نبهته لوجدته ** لا طائشا رعش الجنان ولا اليد )
( ثكلتك أمك إن قتلت لمسلما ** وجبت عليك عقوبة المتعمد )
( قال ) وقال حدثني الرياشي قال حدثنا الأصمعي عن ابن عون قال رأيت قاتل الزبير وقد حمل عليه الزبير فقال له أنشدك الله قال ثم حمل عليه الزبير فقال أنشدك الله ثلاثا فلما انصرف عنه حمل على الزبير فقال الزبير قاتله الله يذكر بالله وينساه ( قال ) وقال حدثني الرياشي عن الأصمعي عن ابن أبي الزناد قال أنشد ابن عمر قول حسان بن بن ثابت الأنصاري
( يأبى لي السيف واللسان وقوم ** لم يضاموا كلبدة الأسد )
فقال ابن عمر أفلا قال يأبى لي الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ( قال ) وقال أنشدنا الرياشي قال أنشدني مؤرج لنفسه


( فزعت بالبين حتى ما يفزعني ** وبالمصائب في أهلي وجيراني )
( لم يترك الدهر لي علقا أضن به ** إلا اصطفاه بموت أو بهجران )
قال ثم قتل أمير المؤمنين الزبير فقمت فما التقينا ( قال ) وأخبرنا الزبير قال حدثني أخي هرون عن عبد الجبار بن سعيد بن سليمان المساحقي عن أبيه عن وهب بن مسلم عن أبيه قال دخلت مسجد النبي صلى الله عليه وسلم مع نوفل بن مساحق فمررنا بسعيد بن المسيب فسلمنا عليه فرد ثم قال يا أبا سعيد من أشعر أصاحبنا أم صاحبكم يريد عمر بن أبي ربيعة وابن قيس الرقيات فقال له ابن مساحق حين يقولان ماذا قال حين يقول صاحبنا
( خليلي ما بال المطايا كأننا ** نراها على الأدبار بالقوم تنكص )
( وقد أتعب الحادي سراهن وانتحى ** بهن فما يألو عجول مقلص )
( يزدن بنا قربا فيزداد شوقنا ** إذا زاد قرب الدار والبعد ينقص )
( وقد قطعت أعناقهن صبابة ** فأنفسها مما تكلف شخص )
ويقول صاحبكم ما شاء فقال له نوفل صاحبكم أشعر بالغزل وصاحبنا أكثر فانين شعر فلما انقضى ما بينهما استغفر الله سعيد مائة مرة يعد بالخمس ( قال أبو علي ) أنشدني أبو بكر محمد بن أبي الأزهر قال أنشدني أحمد بن اسحق أبو المدور قال أنشدني ابن الأعرابي واسمه محمد بن زياد
( ولئن سألت بني سليم أينا ** أدنى لكل أرومة وفعال )
( لينبئنك رهط معن أنهم ** بالعلم للأتقون من سمال )
( أن السماء لنا عليك نجومها ** والشمس مشرقة وكل هلال )
( تبكي المراغة بالرغام على ابنها ** والنائحات يهجن بالإعوال )


( سوقي النواهق مات من يبكينه ** وتعرضي لمصعد القفال ) ( قال محمد ) رأيته في شعر الفرزدق مصاعد ورأيت في شرح البيت النواهق والناهقات ذكر أن الحمير يقول مات من يبكيه إلا الحمير
( وسرت مدامعها تنوح على ابنها ** بالرمل قاعدة على جلال )
( قال محمد ) ولم يأت هذا البيت في القصيدة
( قالوا لها احتسبي جريرا أنه ** أودى الهزبر به أبو الأشبال )
( ألقى عليه يديه ذو قومية ** ورد فدق مجامع الأوصال )
( قد كنت لو نفع النذير نهيته ** أن لا يكون فريسة الرئبال )
( إني رأيتك إذ أبقت فلم تئل ** خيرت نفسك من ثلاث خلال )
( بين الرجوع إلي وهي بغيضة ** في فيك مدنية في الآجال )
( أو بين حي أبى نعامة هاربا ** أو باللحاق بطيىء الأجبال )
يريد بحي أبي نعامة إذ هو حي يقال فعلت ذلك في حي فلان أي وفلان حي وأبو نعامة قطري بن الفجاءة من بني مازن
( فاسأل فإنك من كليب واتبع ** بالعسكرين بقية الأطلال )
( واسأل بقومك يا جرير ودارم ** من ضم بطن منى من النزال )
النزال ههنا الحجاج قال عامر بن الطفيل
( أنازلة أسماء أم غير نازلة ** أبيني لنا يا أسم ما أنت فاعلة )
( تجد المكارم والعديد كليهما ** في مالك ورغائب الآكال )
( قال ) وقال وأنشدني أبو علي أحمد بن اسحق
( وأبيض يغشى المعتفون فناءه ** له حسب زاك ومجد مؤثل )
( ولا تكره الجارات أن يعتفينه ** إذا قام بالعبد الأسير المرجل )
( قال ) الأسير المرجل الزق يريد أن يشتري زقا بعبد
قال ابن الأعرابي في قول

الله عز وجل { وأنتم سامدون } قال السامد المنتصب هما وحزنا وأنشد للكميت ابن معروف الأسدي
( رمى المقدار نسوة آل حرب ** بمقدار سمدن له سمودا )
( فرد شعورهن السود بيضا ** ورد خدودهن البيض سودا )
( فإنك لو شهدت بكاء هند ** ورملة إذ تصكان الخدودا )
( بكيت بكاء معولة حزين ** أصاب الدهر واحدها الفقيدا )
( قال أبو علي ) قال أبو بكر وأنشدني محمد بن يزيد
( إذا لم تصن عرضا ولم تخش خالقا ** وتستحي مخلوقا فما شئت فاصنع )
( قال ) وأنشدني مسعود بن بشر لقريف الكلبي
( إني امرؤ نبه وإن عشيرتي ** كرم وأن سماءهم تستمطر )
( حدبوا علي كما حدبت عليهم ** فلئن فخرت بهم لنعم المفخر )
( قال ) قال وأنشدني محمد بن يزيد قال أنشدني دعبل لرجل من أهل الكوفة في امرأته وقد تزوجت غيره
( إذا ما نكحت فلا بالرفاء ** وإما ابتنيت فلا بالبنينا )
( تزوجت أصلع في غربة ** تجن الحليلة منه جنونا )
( إذا ما نقلت إلى بيته ** أعد لجنبيك سوطا متينا )
( يشمك أخبث أعراضه ** إذا ما دنوت لتستنشقينا )
( كأن المساويك في شدقه ** إذا هن أكرهن يقلعن طينا )


الساعة الآن 10:43 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)