منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع الأدب العربي (https://hwazen.com/vb/f19.html)
-   -   الأمالي في لغة العرب للبغدادي (https://hwazen.com/vb/t21874.html)

إسمهان الجادوي 08-23-2021 02:36 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
( قال أبو علي ) وأنشدنا قال أنشدنا أحمد بن يحيى قال أنشدني العتبي في السري ابن عبد الله بن الحرث
( كأن الذي يأتي السري لحاجة ** أناخ إليه بالذي كان يطلب )
( إذا ما ابن عبد الله خلى مكانه ** فقد حلقت بالجود عنقاء مغرب )
( قال ) وقال لي محمود بن يزيد ما سمعت أهجى من هذا البيت وأنشدنيه لأخي دعبل ابن علي الخزاعي
( قوم إذا ذعروا أو نابهم فزع ** كانت حصونهم الأعراض والحرم )
( قال ) وأنشدني محمد بن يزيد قال أنشدني بلال بن هانيء بن عقيل بن بلال بن جرير لجماهر بن عبد الحكيم الكلبي
( قضى كل ذي دين ووفى غريمه ** ودينك عند الزاهرية ما يقضى )
( أكاتم في حبي ظريفة بالتي ** إذا استبصر الواشون ظنوا به بغضا )
( صدودا عن الحي الذين أودهم ** كأني عدو لا يطور لهم أرضا )
( ولم يدع باسم الزاهرية ذاكر ** على آلة إلا ظللنا لها مرضى )
( وما نقع الهيمان بالشرب بعدهم ** ولا ذاقت العينان مذ فارقوا غمضا )
( فلا وصل إلا أن تقرب بيننا ** غريرية تشكو الأخشة والغرضا ) ( قال ) وأنشدنا محمد بن يزيد المبرد قال أنشدني التوزي عن الأصمعي لنافع ابن خليفة الغنوي
( تغطي نمير بالعمائم لؤمها ** وكيف يغطي اللؤم طي العمائم )
( فإن تضربونا بالسياط فإننا ** ضربناكم بالمرهفات الصوارم )
( وأن تحلقوا منا الرؤس فإننا ** حلقنا رؤسا باللحي والغلاصم )
( وإن تمنعوا منا السلاح فعندنا ** سلاح لنا لا يشترى بالدراهم )


( جلاميد أملاء الأكف كأنها ** رؤس رجال حلقت في المواسم ) ( قال ) وقال أنشدنا محمد بن يزيد
( فلا هجر القلى هجرتك نفسي ** ولا هجرتك هجران الدلال )
( ولكن الملال سما اليها ** فعاذت بالصدود من الملال )
( وشجعني على الهجران أني ** رأيتك حين أهجر لا تبالي )
( فديتك لا أبالي سوء حالي ** إذا ما كنت أنت بخير حال )
( سأمنح بعدك الأخوان هجرا ** وأقلى الوصل غابرة الليالي )
( قال أبو علي ) قرأت على أبي بكر محمد بن أبي الأزهر قال حدثنا الزبير قال حدثنا محمد بن الحسن المخزومي عن رجل من الأنصار نسى اسمه قال جاء حسان بن ثابت رضي الله عنه إلى النابغة فوجد الخنساء حين قامت من عنده فأنشده قوله
( أولاد جفنة حول قبر أبيهم ** قبر ابن مارية الكريم المفضل )
( يسقون من ورد البريص عليهم ** بردى يصفق بالرحيق السلسل )
( يغشون حتى ما تهر كلابهم ** لا يسألون عن السواد المقبل )
الأبيات فقال أنك لشاعر وإن أخت بني سليم لبكاءة ( قال ) قال وأنشدنا الرياشي
( ليس الكريم بمن يدنس عرضه ** ويرى مروأته تكون بمن مضى )
( حتى يشيد بناءهم ببنائه ** ويزين صالح ما أتوه بما أتى )
( قال ) قال وأنشدنا محمد بن يزيد
( لسنا وإن كرمت أوائلنا ** يوما على الأحساب نتكل )
( نبني كما كانت أوأئلنا ** تبني ونفعل كالذي فعلوا )
( قال ) وأنشدنا أيضا محمد
( إني وإن كنت ابن فارس عامر ** وفي السر منها والصريح المهذب )
( فما سودتني عامر عن وراثة ** أبى الله أن أسمو بأم ولا أب )


( ولكنني أحمي حماها وأتقي ** أذاها وأرمي من رماها بمنكب )
( قال أبو علي ) وقرأت على أبي بكر محمد بن أبي الأزهر قاله أنشدنا أبو العباس لعبد الله رحمه الله
( سببت لي من حاجتي سببا ** بجميل رأيك يا أبا الفضل )
( حتى إذا قربت أبعدها ** ووقفتها في الموقف السهل )
( أرجأتها فكأنما سقطت ** مكسورة الرجلين في الوحل )
( قال ) وأنشدنا أبو العباس محمد بن يزيد للعباس بن الأحنف
( ألا كتبت تنهى وتأمر بالهجر ** فقلت لها لو أن قلبك في صدري )
( سأصبر كي ترضى وأهلك حسرة ** وحسبي بأن ترضى ويهلكني صبري )
( قال ) وأنشدنا الرياشي
( إذا ما خليلي ساءني سوء فعله ** ولم يك عما ساءني بمفيق )
( صبرت على ما كان من سوء فعله ** مخافة أن أبقى بغير صديق )
( قال ) وأنشدنا أيضا محمد بن يزيد
( بيد الذي شغف الفؤاد بكم ** فرج الذي يلقى من الهم )
( فاستيقني أن قد كلفت بكم ** ثم افعلي ما شئت عن علم )
( قال ) وأنشدني أبو العباس محمد بن يزيد قال أنشدني دعبل لرجل من أهل الكوفة
( بكت دار بشر شجوها أن تبدلت ** هلال بن قعقاع ببشر بن غالب )
( وما هي إلا كالعروس تنقلت ** على رغمها من هاشم في محارب )
( قال ) وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو زيد قال حدثنا ابن عائشة قال حدثني دريد بن مجاشع عن غالب القطان عن مالك بن دينار عن الأحنف بن قيس قال قال لي

عمر يا أحنف من كثر ضحكه قلت هيبته ومن مزح استخف به ومن أكثر من شيء عرف به ومن كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه قل حياؤه ومن قل حياؤه مات قلبه ( قال ) وحدثنا أبو زيد قال حدثنا محمد بن سلام قال حدثني يونس بن حبيب قال صنع رجل لأعرابي ثريدة ليأكلها فقال له لا تسقعها ولا تشرمها ولا تقعرها قال له فمن أين أكل لا أبالك معنى تسقعها تقشر أعلاها وتشرمها تخرقها وتقعرها تأكل من أسفلها ( قال ) وحدثنا أحمد بن يحيى قال حدثنا عبد الله بن شبيب قال حدثنا داود بن ابراهيم الجعفري عن رجل من أهل البادية قال قيل لأبنة الخس أي الرجال أحب إليك قالت السهل النجيب السمح الحسيب الندب الأريب السيد المهيب قيل لها فهل بقي أحد من الرجال أفضل من هذا قالت نعم الأهيف الهفهاف الأنف العياف المفيد المتلاف الذي يخيف ولا يخاف قيل لها فأي الرجال أبغض إليك قالت الأورة النؤم الوكل السؤم الضعيف الحيزوم اللئيم الملوم قيل لها فهل بقي أحد شر من هذا قالت نعم الأحمق النزاع الضائع المضاع الذي لا يهاب ولا يطاع قالوا فأي النساء أحب إليك قالت البيضاء العطره كأنها ليلة قمره قيل فأي النساء أبغض إليك قالت العنفص القصيرة التي ان استنطقتها سكتت وإن سكت عنها نطقت
( قال أبو علي ) قال لنا أبو بكر يروي عن طلحة بن عبد الله بن عوف قال لقي الفرزدق كثيرا بقارعة البلاط وأنا معه فقال أنت يا أبا صخر أنسب العرب حيث تقول
( أريد لأنسى ذكرها فكأنما ** تمثل لي ليلى بكل سبيل )
فقال له كثير وأنت يا أبا فراس أفخر العرب حيث تقول
( ترى الناس ما سرنا يسيرون خلفنا ** وإن نحن أومأنا إلى الناس وقفوا )
وهذان البيتان لجميل سرق أحدهما كثير والآخر الفرزدق فقال له الفرزدق يا أبا صخر هل كانت أمك ترد البصرة فقال لا ولكن أبي كان يردها قال طلحة بن عبد الله والذي نفسي بيده لعجبت من كثير وجوابه وما رأيت أحدا قط أحمق منه رأيتني أنا

وقد دخلت عليه معي جماعة من قريش وكان عليلا فقلنا كيف تجدك يا أبا صخر قال بخير هل سمعتم الناس يقولون شيأ وكان يتشيع فقلنا نعم يتحدثون أنك الدجال قال والله لئن قلت ذاك إني لأجد ضعفا في عيني هذه منذ أيام ( قال ) وأنشدنا الزبير لبعض البصريين القشيريين
( ولما تبينت المنازل باللوى ** ولم تقض لي تسليمة المتزود )
( زفرت إليها زفرة لوحشوتها ** سرابيل أبدان الحديد المسرد )
( لفضت حواشيها وظلت لحرها ** تلين كما لانت لداود في اليد )
( قال ) وحدثنا الزبير بن بكار قال حدثني مصعب بن عثمان قال لما خرج محمد بن عبد الله بن حسن قام على منبر المدينة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس أنه قد كان من أمر هذه الطاغية أبي جعفر من بنائه القبة الخضراء التي بناها معاندة لله في ملكه وتصغيره الكعبة الحرا م وإنما أخذ الله فرعون حين قال أنا ربكم الأعلى وأن أحق الناس بالقيام في هذا الدين أبناء المهاجرين الأولين والأنصار المواسين اللهم أنهم قد أحلوا حرامك وحرموا حلالك وعملوا بغير كتابك وغيروا عهد نبيك صلى الله عليه وسلم وآمنوا من أخفت وأخافوا من آمنت فأحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تبق على الأرض منهم أحدا ( قال ) وأنشدنا الزبير لأعرابي
( وقالوا ألا تبكي خريم بن مالك ** فقلت وهل يبكي الذلول الموقع )
( صبرت وكان الصبر خير مغبة ** وهل جزع مجد علي فأجزع )
( ولو شئت أن أبكي دما لبكيته ** عليه ولكن ساحة الصبر أوسع )
( وإني وإن أظهرت صبرا وحسبة ** وصانعت أعدائي عليه لموجع )
( وأعددته ذخرا لكل ملمة ** وسهم المنايا بالذخائر مولع )
( قال ) وأنشدني محمد بن يزيد من هذه الأبيات ثلاثة أبيات أولها
( ألم ترني أبني على الليث بيته ** وأحثو عليه الترب لا أتخشع )


( أرد بقايا برده فوق سنة ** إخال بها ضوأ من البدر يسطع )
( قال ) وأنشدنا الزبير قال قرأها علي عمر بن أبي بكر لجميل قال أبو بكر بن أبي الأزهر وأنشدني محمد بن يزيد هذه الأبيات ما خلا الست الأول
( فقد لان أيام الصبا ثم لم يكد ** من الدهر شيء بعدهن يلين )
( ظعائن ما في قربهن لذي هوى ** من الناس إلا شقوة وفتون )
( وواكلنه والهم ثم تركنه ** وفي القلب من وجد بهن رهين )
( فواحسرتا ان حيل بيني وبينها ** ويا حين نفسي كيف فيك تحين )
( فشيب روعات الفراق مفارقي ** وأنشزن نفسي فوق حيث تكون )
( شهدت بأنى لم تغير مودتي ** وأنى بكم حتى الممات ضنين )
( وأن فؤادي لا يلين إلى هوى ** سواك وإن قالوا بلى سيلين )
( وإني لأستغشي وما بي نعسة ** لعل لقاء في المنام يكون )
( ولما علوت اللابتين تشوقت ** قلوب إلى وادي القرى وعيون )
( كأن دموع العين يوم تحملت ** بثينة يسقيها الرشاش معين )
( ورحن وقد ودعن عندي لبانة ** لبثنة سر في الفؤاد كمين )
( كسر الثرى لم يعلم الناس أنه ** ثوى في قرار الأرض وهو دفين )
( فإن دام هذا الصرم منك فإنني ** لأغبرها ري الجانبين رهين )
( لكيما يقول الناس مات ولم أهن ** عليك ولم تنبت منك قرون )
( قال أبو علي ) قال أبو بكر بن أبي الأزهر وجدت في كتاب لي حدثنا الزبير بن عباد ولا أدري عمن هو قال حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز عن المغيرة بن عبد الرحمن قال خرجت في سفر فصحبني رجل فلما أصبحنا نزلنا منزلا فقال ألا أنشدك أبياتا قلت أنشدني فأنشدني


إسمهان الجادوي 08-23-2021 02:36 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
( إن المؤمل هاجه أحزانه ** لما تحمل غدوة جيرانه )
( بانوا فملتمس سوى أوطانهم ** وطنا وآخر همه أوطانه )
( قد زادني كلفا إلى ما كان بي ** رئم عصى فأذاقني عصيانه )
( حلو الكلام كأن رجع حديثه ** در يساقطه إليك لسانه )
( إن كان شيء كان منه ببابل ** فلسانه قد كان أو إنسانه )
قال قلت أنك لأنت المؤمل قال أنا المؤمل بن طالوت ( قال أبو بكر ) قال الزبير تقول العرب الملاحة في الفم والجمال في الأنف والحلاوة في العينين ( قال أبو بكر ) أنشدنا الرياشي قال أنشدنا أبو عبد الرحمن بن عائشة لرجل من تيم قريش
( إني إذا أحييت نار مرملة ** ألفى بأرفع تل موقدا ناري )
( كيما يراها فقير بائس صرد ** ومرمل جاء يسرى بعد إعسار )
( عودت نفسي إذا ما الضيف نبهني ** عقر العشار على عسري وإيساري )
( أبيت أقريه من مالي كرائمه ** أختص كل كناز شحمها وارى )
( ولا أخالف جاري عند غيبته ** إلى حليلته تقتص آثاري )
( وأترك الشيء أهواه ويعجبني ** أخشى عواقب ما فيه من العار )
( إنا كذلك قدما إن سألت بنا ** أهل الحفاظ ومنا صاحب الغار )
( قال أبو علي ) قال أبو بكر بن أبي الأزهر أنشدت لأعرابي
( أريد بأن لا يعلم الناس أنني ** أحبك يا ليلى وأن تصليني )
( فكيف بهم لا بوركوا أن هجرتها ** جزعت وإما زرتها عذلوني )


( قال ) وأنشدت أيضا لأعرابي
( ألا إن حسنا دونه قلة الحمى ** منى النفس لو كانت تنال شرائعه )
( أريتك إن شطت بك العام نية ** وغالك مصطاف الحمى ومرابعه )
( أترعين ما استودعت أم أنت كالذي ** إذا ما نأى هانت عليه ودائعه )
( قال أبو علي ) وهذا غلط عندي والروابة
( ألا أن حسيا دونه قلق الحمى ** )
كذا أنشدنيه أبو بكر بن دريد ومن أثق بعلمه قال أبو بكر بن أبي الأزهر وأنشدنا الرياشي للحكم بن قنبر
( العلم زين وتشريف لصاحبه ** فاطلب هديت فنون العلم والأدبا )
( لا خير فيمن له أصل بلا أدب ** حتى يكون على ما نابه حدبا )
( كم من حسيب أخي عي وطمطمة ** فدم لدى القول معروف إذا نسبا )
( في بيت مكرمة آباؤه نجب ** كانوا الرؤس فأضحى بعدهم ذنبا )
( وخامل مقرف الآباء ذي أدب ** نال المعالي به والمال والحسبا )
( أمسى عزيزا عظيم الشأن مشتهرا ** في خده صعر قد ظل محتجبا )
( وصاحب العلم معروف به أبدا ** نعم الخليط إذا ما صاحب صحبا )
( قال ) وأنشدنا أبو علي أحمد بن إسحق
( وكم كذبة لي فيك لا أستقيلها ** بقولي لمن ألقاه إني صالح )
( وأي صلاح لي وجسمي ناحل ** وقلبي مشغوف ودمعي سائح )
( قال ) وحدثني أحمد بن اسحق أبو المدور قال حدثني حماد بن اسحق قال حدثني اسحق بن إبراهيم قال قال أبو صالح الفزاري تذاكرنا يوما ذا الرمة فقال لنا عصمة بن مالك الفزاري وكان قد بلغ عشرين ومائة سنة إ ياي فاسألوا عنه كان حلو العينين خفيف العارضين براق الثنايا واضح الجبين حسن الحديث إذا أنشد بربر وجش صوته جمعني وإياه مرتبع مرة

فأتاني فقال لي هيا عصمة إن ميا منقرية ومنقر أخبث حي وأقوفه لأثر وأثبته في نظر وقد عرفوا آثارا بلى فهل من ناقة نزدار عليها ميا قلت إي والله الجؤذر بنت يمانية لجد لي فقال علي بها فأتيته بها فركب وردفته حتى أشرفنا على منزل مي فإذا الحي خلوف فأمهلنا وتقوض النساء من بيوتهن إلى بيت مي وإذا فيهن ظريفة جمعتهن فنزلنا بها فقالت أنشدنا يا ذا الرمة فقال أنشدهن يا عصمة وكان عصمة راويته فأنشدتهن قصيدته التي يقول فيها
( نظرت إلى أظعان مي كأنها ** ذرى النخل أو أثل تميل ذوائبه )
( فأسبلت العينان والصدر كاتم ** بمغرورق نمت عليه سواكبه )
( بكى وامق الفراق ولم تجل ** جوائلها أسراره ومعاتبه )
فقالت الظريفة فالآن فلتجل فقالت لها مية قاتلك الله ماذا تجيبين به منذ اليوم ثم أنشدت حتى بلغت إلى قوله
( إذا سرحت من حب مي سوارح ** عن القلب آبته بليل عوازبه )
فقالت لها الظريفة قتلتيه قتلك الله فقالت مي أنه لصحيح وهنيأ له قال فتنفس ذوا الرمة تنفسا كاد يطير حره شعر وجهي قال ثم أنشدت حتى بلغت إلى قوله
( وقد حلفت بالله مية ما الذي ** أحدثها إلا الذي أنا كاذبه )
( إذا فرماني الله من حيث لا أرى ** ولا زال في أرضي عدو أحار به )
قال فقالت مي خف عواقب الله عز وجل يا غيلان قال ثم أنشدت حتى بلغت إلى قوله
( إذا نازعتك القول مية أو بدا ** لك الوجه منها أو نضا الدرع سالبه )
( فيالك من خد أسيل ومنطق ** رخيم ومن خلق تعلل جادبه )


قال فقالت الظريفة هذا الوجه قد بدا وهذا القول قد تنوزع فيه فمن لنا بان ينضوا الدرع سالبه فقالت مي صلى الله عليه وسلم على رسول الله ما أنكر ما تجيبين به منذ اليوم قال فقالت الظريفة وقمن معها فقالت دعوهم فإن لهم لشأنا فقمت فجلست ناحية وجلسا بحيث نراهما ولا نسمع من كلامهما إلا الحرف بعد الحرف ووالله ما رأيتهما برحا من مكانهما وسمعتها تقول له كذبت فوالله ما أدري ما الذي كذبته فيه إلى الساعة ثم خرج ومعه قارورة فيها دهن وقلائد فقال أعصمة هذه دهنة طيبة أتحفتنا بها مي وهذه قلائد قلدتها مي الجؤذر ولا والله لا قلدتهن بعيرا أبدا فعقدهن في ذؤابة سيفه وانصرفنا فلما كان بعد أتانى فقال هيا عصمة قد رحلت مي فلم يبق إلا الديار والنظر في الآثار فأنهض بنا ننظر إلى آثارها قال فركب وتبعته فلما أشرف على المرتبع قال
( ألا يا اسلمي يا دار مي على البلى ** ولا زال منهلا بجرعائك القطر )
( وإن لم تكوني غير شام بقفرة ** تجربها الأذيال صيفية كدر )
( قال ) ثم انفضحت عيناه بالبكاء فقلت مه يا ذا الرمة فقال إني لجلد على ما ترى وإني لصبور قال فما رأيت رجلا أشد صبابة ولا أحسن عزاء منه ثم افترقنا فكان آخر العهد به قال عصمة وكانت مي صفراء أملودا واردة الشعر حلوة ظريفة وإن في النساء اللاتي معها لأحسن منها وكان عليها ثوب أصفر ونطاق أخضر قال وأنشدنا لأبن أذينة
( ولقد وقفت على الديار لعلها ** بجواب رجع تحية تتكلم )
( لبثوا ثلاث منى بمنزل غبطة ** وهم على عجل لعمرك ما هم )
( متجاورين بغير دار اقامة ** لوقد أجدر حيلهم لم يندموا )
( والعيس تسجع بالحنين كأنها ** بين المنازل حين تسجع مأثم )
( ولهن بالبيت العتيق لبانة ** والركن يعرفهن لو يتكلم )
( لو كان حيا قبلهن ظعائنا ** حيا الحطيم وجوههن وزمزم )
( وكأنهن وقد برزن لواغبا ** بيض بأفنية المقام مركم )


( ثم انصرفن لهن زي فاخر ** فأفضن في زقب وحل المحرم )
قال وحدثنا الرياشي قال سمعت الأصمعي يقول حدثني أبي عن مولاه ابن الأجيد قال كان أوفى بن دلهم يقول النساء أربع فمنهن معمع لها شيئها أجمع ومنهن صدع تفرق ولا تجمع ومنهن تبع تزبي ولا تنفع ومنهن غيث وقع ببلد فأمرع فذكرت هذا الحديث لأبي عوانة فقال كان عبد الملك بن عمر يزيد فيه ومنهن القرثع فقيل له وما القرثع قال التي تلبس درعها مقلوبا وتكحل احدى عينيها وتدع الأخرى ( قال ) وأنشدنا الزبير لإبن أبي عاصية السلمي
( فهل ناظر من بطن غمدان مبصر ** قفا أحد رمت المدا المتراخيا )
( ولو أن داء الياس بي فأعانني ** طبيب بأرواح العقيق شفانيا )
قال الزبير يعني الياس بن مضر وكان به داء السل وبه مات ( قال ) وأنشدنا الزبير لحميد ابن أصرم الطوسي
( خليتني والزمان منتكث ** والجد كاب أكابد الزمنا )
( وانقلب الدهر فانقلبت ولو ** خانك صرفاه لم أخنك أنا )
قال وأنشدنا محمد بن يزيد لدعبل
( وصاحب مغرم بالجود قلت له ** والنحل يصرفه عن شيمة الجود )
( لا تقضين حاجة أتعبت صاحبها ** بالمطل منك فترزا غير محمود )
( كأنني رحت منه حين نولني ** بمدمج الصدر من متنيه مقدود )
( كأن أعضاءه في كل مكرمة ** ينزعن مستكرهات بالسفافيد )
قال وأنشدنا محمد بن يزيد
( يحب المديح أبو مالك ** ويجزع من صلة المادح )
( كبكر تحب لذيذ النكاح ** وتفرق من صولة الناكح )


( قال ) وحدثنا محمد بن يزيد قال حدثني التوزي عن الأصمعي قال دخل نصيب على عبد الملك بن مروان فعاتبه ولامه على قلة زيارته له واتيانه إياه فقال يا أمير المؤمنين أنا عبد أسود ولست من معاشري الملوك فدعاه إلى النبيذ فقال يا أمير المؤمنين أنا أسود البشرة قبيح المنظرة وإنما وصلت إلى مجلس أمير المؤمنين بعقلي فإن رأى أمير المؤمنين أن لا يدخل عليه ما يزيله فعل فأعفاه ووصله فقال نصيب في سواده
( سودت فلم أملك سوادي وتحته ** قميص من القوهي بيض بنائقه )
( ولا خير في ود امرئ متكاره ** عليك ولا في صاحب لا توافقه )
( فإن شئت فارفضه فلا خير عنده ** وإن شئت فاجعله خليلا تصادقه )
( قال ) وحدثنا محمد بن يزيد قال حدثنا أبو عثمان المازني قال كان أعرابي يلزمنا فصيح اللسان قال فقال له علي بن جعفر بن سليمان وكان لا يعطيه شيأ وقد أتاه مرحبا وأهلا وسهلا فقال الأعرابي
( وما مرحب إلا كريح تنسمت ** إذا أنت لم تخلط فعالا بمرحب )
فضحك منه ووصله ( قال ) وأنشدنا الرياشي قال أنشدني أبو الوجيه
( تبكي على ليلى خفاتا وما رأت ** لك لعين أسوارا لليلى ولا حجلا )
( ولكن نظرات بعين مليحة ** أولاك اللواتي قد مثلن بنا مثلا )
( قال ) وأنشدنا الزبير بن بكار لمالك ابن أخي رفيع الأسدي قال أنشدنيها محمد بن أنس الأسدي وكان صعلوكا فطلبه مصعب بن الزبير فهرب منه وقال
( بغاني مصعب وبنو أبيه ** فأين أحيد منهم لا أحيد )
( أسود بالحجاز على أسود ** خوادر ما تنهنهها الأسود )
( أقادوا من دمي وتوعدوني ** وكنت وما ينهنهني الوعيد )
( شقيت بهم على طول التنائي ** كما شقيت بأحمرها عود )


( عسى ابن الكاهلية في نداه ** يعود بحلمه فيما يعود )
( فيأمن خائف بهم طريد ** ويأتي أهله النائي البعيد
( قال ) وحدثنا أبو العباس محمد بن يزيد قال خرجت مع الحسن بن رجاء إلى فارس فلما صرنا إلى موضع يعرف بشعب بوان رأيت على حائط قال أو على باب الشعب مكتوبا بخط جليل
( إذا أشرف المكروب من رأس تلعة ** على شعب بوان أفاق من الكرب )
( وألهاه بطن كالحريرة مسه ** ومطرد يجري من البارد العذب )
( وطيب ثمار في رياض أريضة ** وأغصان أشجار جناها على قرب )
( فبالله يا ريح الجنوب تحملي ** إلى شعب بوان سلام فتى صب )
( وإذا تحت ذلك الخط الجليل بخط أدق منه
( ليت شعري عن الذين تركنا ** خلفنا بالعراق هل يذكرونا )
( أم لعل المدى تطاول حتى ** قدم العهد بيننا فنسونا )
( قال ) وأنشدنا الزبير للحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس في شبابه وكان مالك ابن أبي السمح المغني وهو رجل من طيئ خاصا به وكان الحسين بن عبد الله يكنى أبا عبد الله وقد روى عنه الحديث
( لا عيش إلا بمالك بن أبي السمح فلا تلحني ولا تلم ** )
( أبيض كالسيف أو كلامعة البروق في حالك من الظلم ** )
( يصيب من لذة الكريم ولا ** ينهك حق الإسلام والحرم )
( يا رب يوم لنا كحاشية البرد وليل كذاك لم يدم ** )
( قد كنت فيه ومالك بن أبي السمح كريم الأخلاق والشيم ** )
( قال ) وأنشدني محمد بن يزيد لبعضهم


( من ندى عاصم جرى الماء في العود ** وفي سيفه دماء الذباح )
( قائم السيف أخضر من نداه ** وعلى شفرتيه سم متاح )
( يتلقى الندى بوجه حيي ** وصدور القنا بوجه وقاح )
( قال ) وأنشدت في رجل كان يبخل ويصوم الإثنين والخميس
( أزورك يوم الصوم علما بأنني ** إذا جئت يوما غيره لا أكلم )
( مخافة قولي أنني جئت جائعا ** ولو قلتها أيضا لما كنت أطعم )
( قال ) وأنشدنا محمد بن يزيد لداود بن سلم التميمي يقوله في قثم بن العباس
( نجوت من حل ومن رحلة ** يا ناق أن أدنيتني من قثم )
( أنك أن بلغتنيه غدا ** أحيالي اليسر ومات العدم )
( في باعه طول وفي وجهه ** نور وفي العرنين منه شمم )
( أصم عن قول الخنا سمعه ** وما عن الخير به من صمم )
( لم يدر مالا وبلى قد درى ** فعافها واعتاض منها نعم )
( قال ) وأنشدنا حماد بن اسحق عن أبيه في صفة الذئب قال وأنشدنا محمد بن يزيد ( قال أبو علي ) وأنشدنيه أيضا محمد بن الحسن
( أطلس يخفي شخصه غباره ** في شدقه شفرته وناره )
( بهم بني محارب مزداره ** )
( قال أبو علي ) وقرأت على أبي عمر عن أبي العباس عن ابن الأعرابي في صفة البعوض
( مثل السفاة دائم طنينها ** ركب في خرطومها سكينها )
قال أبو بكر بن أبي الأزهر قال حماد بن اسحق سألت أبي عن قول ابن أحمر
( وقرطوا الخيل من فلج أعنتها ** مستمسك بهواديها ومصروع )


فقال تقريطها أن يرسل للفرس عنانه حتى يكون في موضع القرط منه وذلك أشد لجريه
( قال ) وأنشدني حماد عن أبيه لكثير
( وإني لأستأني ولولا طماعتي ** بعزة قد جمعت بين الضرائر )
( وهم بناتي أن يبن وحممت ** وجوه رجال من بني الأصاغر )

إسمهان الجادوي 08-23-2021 02:37 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
يقول لولا أني أتأنى وأنتظروا أرجو أن أظفر بعزة لقد كنت تزوجت ضرائر وولد لي بنات وكبرن وهممن بأن يبن من أزواجهن وقوله وحممت وجوه رجال من بني الأصاغر حممت أي اسودت منابت لحاهم لنبت الشعر ( قال أبو علي ) وقرأت على أبي الحسن علي ابن سليمان الأخفش في المفضليات قصيدة عبد يغوث بن وقاص الحرثي وكان أسر يوم الكلاب أسرته التيم وقال أبو الحسن علي بن سليمان حدثني أبو جعفر محمد بن الليث الأصفهاني قال أملى علينا أبو عكرمة الضبي المفضليات من أولها إلى آخرها وذكر أن المفضل أخرج منها ثمانين قصيدة للمهدي وقرئت بعد على الأصمعي فصارت مائة وعشرين قال أبو الحسن أخبرنا أبو العباس ثعلب أن أبا العالية الأنطاكي والسدري وعافية بن شبيب وهؤلاء كلهم بصريون من أصحاب الأصمعي أخبروه أنهم قرؤا عليه المفضليات ثم استقرؤا الشعر فأخذوا من كل شاعر خيار شعره وضموه إلى المضليات وسألوه عما فيه مما أشكل عليهم في معاني الشعر وغريبه فكثرت جدا وقال أبو عكرمة مر أبو جعفر المنصور بالمهدي وهو ينشد المفضل قصيدة المسيب التي أولها أرحلت وهي هذه
( أرحلت من سلمى بغير متاع ** قبل العطاس ورعتها بوداع )
( عن غير مقلية وأن حبالها ** ليست بأرمام ولا أقطاع )
( إذ تستبيك بأصلتي ناعم ** قامت لتقتله بغير قناع )
( ومها يرف كأنه إذ ذقته ** عانية شجت بماء يراع )


( أوصوب غادية أدرته الصبا ** ببزيل أزهر مدمج بسياع )
( فرأيت أن الحلم مجتنب الصبا ** فصحوت بعد تشوق ورواع )
( فتسل حاجتها إذا هي أعرضت ** بخميصة سرح اليدين وساع )
( صكاء ذعلبة إذا استدبرتها ** حرج إذا استقبلتها هلواع )
( وكأن قنطرة بموضع كورها ** ملساء بين غوامض الأنساع )
( وإذا تعاورت الحصى أخفافها ** دوت نواديه بظهر القاع )
( وكأن حاركها رباوة مخرم ** وتمد ثني جديلها بشراع )
( فإذا أطفت بها أطفت بكلكل ** نبض الفرائص مجفر الأضلاع )
( مرحت يداها للنجاء كأنما ** تكرو بكفى لاعب في صاع )
( فعل السريعة بادرت جدادها ** قبل المساء تهم بالإسراع )
( فلأهدين مع ا لرياح قصيدة ** مني مغلغلة إلى القعقاع )
( ترد المناهل لا تزال غريبة ** في القوم بين تمثل وسماع )
( وإذا الملوك تدافعت أركانها ** أفضلت فوق أكفهم بذراع )
( وإذا تهيج الريح من صرادها ** ثلجا ينيخ النيب بالجعجاع )
( أحللت بيتك بالجميع وبعضهم ** متفرق ليحل بالأوزاع )
( ولأنت أجود من خليج مفعم ** متراكب الآذي ذي دفاع )
( وكأن بلق الخيل في حافاته ** ترمي بهن دوالي الزراع )
( ولأنت أشجع في الأعادي كلها ** من مخدر ليث معيد وقاع )
( يأتي على القوم الكثير سلاحهم ** فيبيت منه القوم في وعواع )
( أنت الوفي فما تذم وبعضهم ** تودى بذمته عقاب ملاع )
( وإذا رماه الكاشحون رماهم ** بمعابل مذروبة وقطاع )


( أنت الذي زعمت تميم أنه ** أهل السماحة والندى والباع )
فلم يزل واقفا من حيث لا يشعر به حتى استوفى سماعها ثم صار إلى مجلس له وأمر باخضارهما فحدث المفضل بوقوفه واستماعه لقصيدة المسيب واستحسانه إياها وقال له لو عمدت إلى أشعار الشعراء المقلين واخترت لفتاك لكل شاعر أجود ما قال لكان ذلك صوابا باففعل المفضل
( قال أبو علي ) ثم نرجع إلى قصيدة عبد يغوث قال
( ألا لا تلوماني كفى اللوم ما بيا ** فما لكما في اللوم خير ولا ليا )
( ألم تعلما أن الملامة نفعها ** قليل وما لومي أخي من شماليا )
( فيا راكبا إما عرضت فبلغن ** نداماي من نجران أن لا تلاقيا )
( أبا كرب والأيهمين كليهما ** وقيسا بأعلى حضر موت اليمانيا )
( جزى الله قومي بالكلاب ملامة ** صريحهم والآخرين المواليا )
( ولو شئت نجتني من الخيل نهدة ** ترى خلفها الحوا الجياد تواليا )
( ولكنني أحمي ذمار أبيكم ** وكان الرماح يختطفن المحاميا )
( أقول وقد شدوا لساني بنسعة ** أمعشر تيم أطلقوا لي لسانيا )
( أمعشر تيم قد ملكتم فاسجحوا ** فإن أخاكم لم يكن من بوائيا )
( أحقا عباد الله أن لست سامعا ** نشيد الرعاء المعزبين المتاليا )
( وتضحك مني شيخة عبشمية ** كأن لم ترن قبلي أسيرا يمانيا )
( وظل نساء الحي حولي ركدا ** يراودن مني ما تريد نسائيا )
( وقد علمت عرسي مليكة أنني ** أنا الليث معديا عليه وعاديا )
( وقد كنت نحار الجزور ومعمل المطي وأمضي حيث لا حي ماضيا )
( وأنحر للشرب الكرام مطيتي ** وأصدع بين القينتين ردائيا )
( وكنت إذا ما الخيل شمصها القنا ** لبيقا بتصريف القناة بنانيا )


( وعادية سوم الجراد وزعتها ** بكفي وقد أنحوا إلي العواليا )
( كأني لم أركب جوادا ولم أقل ** لخيلي كري نفسي عن رجاليا )
( ولم أسبأ الزق الروي ولم أقل ** لأيسار صدق أعظموا ضوء ناريا )
( قال أبو علي ) قوله ألا لا تلوماني كفى اللوم مابيا أي كفى اللوم ما ترون من حالي فلا تحتاجون إلى لومي مع إساري وجهدي وقوله وما لومي أخي من شماليا
قال ويروى ومالومي أخا من شماليا وشمالي أي خلقي وهو واحد الشمائل وقوله أبا كرب والأيهمين وقيسا ( قال أبو علي ) أبو كرب والأيهمان من اليمن وقيس بن معد يكرب أبو الأشعث بن قيس الكندي وأصل الأيهم الأعمى وقوله
( جزى الله قومي بالكلاب ملامة ** صريحهم والآخرين المواليا )
( قال ) يروى مكان جزى الله قومي لحى الله خيلا بالكلاب دعوتها وقوله صريحهم يعني خالصهم والموالي هنا الحلفاء وقوله
( ولو شئت نجتني من الخيل نهدة ** ) قال وروى سعدان عن أبي عبيدة ولو شئت نجتني كميت رجيلة قال ورجيله قوية شديدة والنهدة المرتفعة الخلق وكل ما ارتفع يقال له نهد يقال نهدنا للقوم أي ارتفعنا إليهم للقتال ومنه نهد ثدي الجارية إذا ارتفع وجارية ناهد
( وقال ) والحو من الخيل التي تضرب للخضرة والحوة الخضرة وقوله تواليا أي تتبعها لأن فرسه خفيفة تقدمت الخيل وقال الأصمعي إنما خص الحو لأنها أصبر الخيل وأخفها عظاما إذا عرقت لكثرة الجرى وقوله أحمي ذمار أبيكم الذمار ما يجب حفظه من منعة جار أو طلب ثار وقوله
( وكان الرماح يختطفن المحاميا ** ) هذا مثل ويروى وكان العوالي يختطفن وقوله وقد شدوا الساني بنسعة قال هذا مثل لأن اللسان لا يشد بنسعة وإنما أراد افعلوا بي خيرا ينطلق لساني بشكركم فإن لم تفعلوا فلساني مشدود لا يقدر على مدحكم قال ويروى
( معاشر تيم أطلقوا لي لسانيا ** ) وقوله
( أمعشر تيم قد ملكتم فأسجحوا ** ) وقوله


( أسجحوا أي سهلوا ويسروا في أمري ** ) يقال خد أسجح وطريق أسجح إذا كان سهلا وقوله
( فإن أخاكم لم يكن من بوائيا ** ) قال البواء السواء يريد إن أخاكم لم يكن نظير إلى فأكون بواء له يقال بؤ بفلان أي اذهب به يقال ذلك للمقتول بمن قتل وقوله
( أحقا عباد الله أن لست سامعا ** نشيد الرعاء المعز بين المتاليا )
( قال ) والمعزب المتنحي والمتالي التي قد نتج بعضها وبقي بعض يقال للجميع متال واحدتها متلية وقوله
( وتضحك مني شيخة عبشمية ** ) كأن لم ترا قبلي قال الأحفش رواية أهل الكوفة كأن لم ترن قبلي وهذا عندنا خطأ والصواب ترى بحذف النون علامة للجزم ( قال ) والأسير المأسور نقل من مفعول إلى فعيل كما تقول مقتول وقتيل ومذبوح وذبيح ( قال ) والمأسور المشدود أخذ من الأسر والأسر القد فمأسور مفعول من الأسر وقوله وأنحر للشرب والشرب جمع شارب والمطية البعير ههنا سمي مطية لأن ظهره يمتطى ويقال سمى مطية لأنه يمطى به في السير أي يمد ( قال ) ويروى وأعبط للشرب أي أنحر مطيتي من غير علة بها يقال للرجل إذا مات فجأة قد اعتبط ويقال للذبيح أعبيط أم عارضة ( قال ) والعبيط الذي ينحر أو يذبح من غير علة والعارضة أن يذبح من مرض ومنه قول أمية
( من لم يمت عبطة يمت هرما ** للموت كأس والمرء ذائقها )
وقوله أصدع اي أشق والقينة الأمة مغنية كانت أو غير مغنية وقوله شمصها قال

ويروى شمصها وشمسها وهما واحد من والسين أجود ويروى نفرها القنا وقوله
( وعادية سوم الجراد وزعتها ** ) قال والعادية القوم يعدون
وسوم الجراد انتشاره في المرعى كما قال العجاج
( سوم الجراد الشديرتاد الخضر ** )

إسمهان الجادوي 08-23-2021 02:37 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
وقوله وزعتها أي كففتها والوازع الكاف المانع ويروى أن الحسن رحمه الله تعالى لما ولى القضاء قال لا بد للسلطان من وزعة وقوله وقد أنحوا إلي العواليا
أنحوا أمالوا وقصدوا بها والعالية من الرمح أعلاه وهو ما دون السنان بذراع وقوله لخيلي كري نفسي قال ويروى قاتلي وقوله ولم أسبأ الزق السباء اشتراء الخمر ( قال أبو علي ) وقرأت قصيدة مالك بن الريب التي أولها
( ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة )
على أبي بكر بن دريد ولها خبر أنا ذاكره قال قال أبو عبيدة لما ولى أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان سعيد بن عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنهم خراسان سار فيمن معه فأخذ طريق فارس فلقيه بها مالك بن الريب ابن حوط بن قرط بن حسل بن ربيعة بن كابيه بن حرقوص بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم وأمه شهلة بنت سنيح بن الحر بن ربيعة بن كابية بن حرقوص بن مازن ( قال ) وكان مالك بن الريب فيما ذكر من أجمل العرب جمالا وأبينهم بيانا فلما رآه سعيد أعجبه وقال أبو الحسن المدائني بل مر به سعيد بالبادية وهو منحدر من المدينة يريد البصرة حين ولاه معاوية خراسان ومالك في نفر من أصحابه فقال له ويحك يا مالك ما الذي يدعوك إلى ما يبلغني عنك من العداء وقطع الطريق قال أصلح الله الأمير العجز عن مكافأة الأخوان قال فإن أنا أغنيتك واستصحبتك أتكف عما تفعل وتتبعني قال نعم أصلح الله الأمير أكف كأحسن ما كف أحد فاستصحبه وأجرى عليه خمسمائة دينار في كل شهر وكان معه حتى قتل بخراسان ( قال ) ومكث مالك بخراسان فمات هناك فقال يذكر مرضه وغربته وقال بعضهم بل مات في غزو سعيد طعن فسقط وهو بآخر رمق وقال آخرون بل مات في خان فرثته الجان لما رأت من غربته ووحدته ووضعت الجن الصحيفة التي فيها القصيدة تحت رأسه والله أعلم أي ذلك كان وهي هذه


( ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ** بجنب الغضى أزجي القلاص النواجيا )
( فليت الفضى لم يقطع الركب عرضه ** وليت الغضى ماشى الركاب لياليا )
( لقد كان في أهل الغضى لودنا الغضى ** مزار ولكن الغضى ليس دانيا )
( ألم ترني بعت الضلالة بالهدى ** وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا )
( وأصبحت في أرض الأعادي بعدما ** أراني عن أرض الأعادي قاصيا )
( دعاني الهوى من أهل أود وصحبتي ** بذي الطبسين فالتفت ورائيا )
( أجبت الهوى لما دعاني بزفرة ** تقنعت منها أن ألام ردائيا )
( أقول وقد حالت قرى الكرد بيننا ** جزى الله عمرا خير ما كان جازيا )
( إن الله يرجعني من الغزو لا أرى ** وإن قل مالي طالبا ما ورائيا )
( تقول ابنتي لما رأت طول رحلتي ** سفارك هذا تاركي لا أباليا )
( لعمري لئن غالت خراسان هامتي ** لقد كنت عن بابى خراسان نائيا )
( فإن أنج من بابى خراسان لا أعد ** إليها وإن منيتموني الأمانيا )
( فلله دري يوم أترك طائعا ** بني بأعلى الرقمتين وماليا )
( ودر الظباء السانحات عشية ** يخبرن أني هالك من ورائيا )
( ودر كبيري اللذين كلاهما ** على شفيق ناصح لو نهانيا )
( ودر الرجال الشاهدين تفتكي ** بأمري أن لا يقصروا من وثاقيا )
( ودر الهوى من حيث يدعو صحابتي ** ودر لجاجاتي ودر انتهائيا )
( تذكرت من يبكي علي فلم أجد ** سوى السيف والرمح الرديني يا باكيا )
( وأشقر محبوكا يجر عنانه ** إلى الماء لم يترك له الموت ساقيا )
( ولكن بأكناف السمينة نسوة ** عزيز عليهن العشية مابيا )
( صريع على أيدي الرجال بقفرة ** يسوون لحدي حيث حم قضائيا )


( ولما تراءت عند مرو منيتي ** وخل بها جسمي وحانت وفاتيا )
( أقول لأصحابي ارفعوني فإنه ** يقر بعيني أن سهيل بداليا )
( فيا صاحبي رحلى دنا الموت فانزلا ** برابية إني مقيم لياليا )
( أقيما علي اليوم أو بعض ليلة ** ولا تعجلاني قد تبين شانيا )
( وقوما إذا ما استل روحي فهيئا ** لي السدر والأكفان عند فنائيا )
( وخطا بأطراف الأسنة مضجعي ** وردا على عيني فضل ردائيا )
( ولا تحسداني بارك الله فيكما ** من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا )
( خذاني فجراني بثوبي إليكما ** فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا )
( وقد كنت عطافا إذا الخيل أدبرت ** سريعا لدى الهيجا إلى من دعانيا )
( وقد كنت صبارا على القرن في الوغى ** وعن شتمي ابن العم والجار وانيا )
( فطورا تراني في طلال ونعمة ** وطورا تراني والعتاق ركابيا )
( ويوما تراني في رحى مستديرة ** تخرق أطراف الرماح ثيابيا )
( وقوما على بئر السمينة أسمعا ** بها الغر والبيض الحسان الروانيا )
( بأنكما خلفتماني بقفرة ** تهيل علي الريح فيها السوافيا )
( ولا تنسيا عهدي خليلي بعدما ** تقطع أوصالي وتبلى عظاميا )
( ولن يعدم الوالون بثا يصيبهم ** ولن يعدم الميراث مني المواليا )
( يقولون لا تبعد وهم يدفنوني ** وأين مكان البعد إلا مكانيا )
( غداة غد يا لهف نفسي على غد ** إذا ادلجوا عني وأصبحت ثاويا )
( وأصبح مالي من طريف وتالد ** لغيري وكان المال بالأمس ماليا )
( فيا ليت شعري هل تغيرت الرحا ** رحا المثل أو أمست بفلج كما هيا )
( إذا الحي حلوها جميعا وأنزلوا ** بها بقرا حم العيون سواجيا )


( رعين وقد كاد الظلام يجنها ** يسفن الخزامي مرة والأقاحيا )
( وهل أترك العيس العوالي بالضحى ** بركبانها تعلوا المتان الفيافيا )
( إذا عصب الركبان بين عنيزة ** وبولان عاجوا المبقيات النواجيا )
( فيا ليت شعري هل بكت أم مالك ** كما كنت لو عالوا نعيك باكيا )
( إذا مت فاعتادي القبور وسلمي ** على الرمس أسقيت السجاب الغواديا )
( على جدث قد جرت الريح فوقه ** ترابا كسحق المرنباني هابيا )
( رهينة أحجار وترب تضمنت ** قراراتها مني العظام البواليا )
( فيا صاحبا إما عرضت فبلغا ** بني مازن والريب أن لا تلاقيا )
( وعر قلوصي في الركاب فإنها ** ستفلق أكبادا وتبكي بواكيا )
( وأبصرت نار المازنيات موهنا ** بعلياء يثنى دونها الطرف رانيا )
( بعود ألنجوج أضاء وقودها ** مها في ظلال السدر حورا جوازيا )
( غريب بعيد الدار ثاو بقفره ** يد الدهر معروفا بأن لا تدانيا )
( أقلب طرفى حول رحلي فلا أرى ** به من عيون المؤنسات مراعيا )
( وبالرمل منا نسوة لو شهدتني ** بكين وفدين الطبيب المداويا )
( وما كان عهد الرمل عندي وأهله ** ذميما ولا ودعت بالرمل قاليا )
( فمنهن أمي وابنتاي وخالتي ** وباكية أخرى تهيج البواكيا )
( قال أبو علي ) قوله بجنب الغضى الغضى شجر ينبت في الرمل ولا يكون غضى إلا في الرمل
وأزجي أسوق يقال أزجاه يزجيه إزجاء وزجاه يزجيه تزجية والنواجي السراع وقوله
( فليت الغضى لم يقطع الركب عرضه ** )
قال يقول ليته طال عليهم الاسترواح إليه والشوق والركاب الإبل وجمعها ركائب وقال
( تقول وقد قربت كوري وناقتي ** إليك فلا تذعر علي ركابيا )


وقوله وليت الغضى ماشي الركاب لياليا أي ليته طاولهم وقوله
( لقد كان في أهل الغضى لو دنا الغضى ** ) قزار يقول لو دنوا قدرنا أن نزورهم ولكن الغضى ليس يدنو وهذا على التلهف والتشوق وقوله
( الم ترني بعت الضلالة بالهدى ** )
وأصبحت في جيش ابن عفان يعني سعيد بن عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول بعت ما كنت فيه من الفتك والضلالة بأن صرت في جيش ابن عفان
وأود موضع والطبسان بخراسان أو قريبا منها يقول دعاني هواي وتشوقي من ذلك الموضع وأصحابي بموضع آخر وقوله تقنعت منها معناه لما ذكرت ذلك الموضع استعبرت فاستحييت فتقنعت بردائي لكن لا يرى ذلك مني كما قال الشاعر
( فكائن ترى في القوم من متقنع ** على عبرة كادت بها العين تسفح )
وقوله إن الله يرجعني البيت يريد لا أسافر وأقيم وأقنع بما عندي وقوله لا أباليا تقول العرب قم لا أب لك ولا أبالك على توهم الإضافة كما قال الشاعر
( يا بؤس للجهل ضرارا لأقوام ** ) يريد يا بؤس الجهل ( قال ) ويروى لا أبا ليا بالتنوين وبغير التنوين وغالت أهلكت وناء متباعد وقوله فلله دري تعجب من نفسه حين فعل ذلك قال ابن أحمر
( بان الشباب وأفنى ضعفه العمر ** لله دري فأي العيش أنتظر )
تعجب من نفسه أي عيش ينتظر ومالك تعجب من نفسه كيف اغترب عن ولده وماله ( قال ) وقال ابن حبيب الرقمتان رقمتا فلج خبراوان خبراء ماوية وخبراء الينسوعة وهي أضخمهما وقوله
( يخبرن أني هالك من ورائيا ** )
قال ويروى من أماميا قال وراء يكون بمعنى أمام قال الله عز وجل { وكان وراءهم ملك } فسر أنه بمعنى أمام والله أعلم
وقوله السانحات يريد أنه سنحت له الظباء فتطير منها ويروى عني هالك من ورائيا بمعنى أني وقوله
( ودر الرجال الشاهدين تفتكي )
ويروى تفنكي بالنون يقال فنك في الشيء إذا تمادى فيه وأنشد

إسمهان الجادوي 08-23-2021 02:38 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
( ودع سليمى وداع الصارم اللاحي ** إذا فنكت في فساد بعد اصلاح )
والفنك العجب وقوله تذكرت من يبكي البيت يقول كنت أحمل السيف والرمح فهما لي خليلان وأنا ههنا غريب فليس أحد يبكي علي غيرهما كما قال الشاعر
( وأنكر خلان الصفاء وصاله ** فليس له منهم سوى السيف ناصر )
وقوله أكناف السمينة ويروى الشكيبة والشبيكة وهما موضعان والسمينة موضع ليس بها أحد ولا شيء يقال لحدت له لحدا وإنما سمي لحد لأنه في جانب القبر
والقفرة التي ليس بها أحد ولا شيء يقال قفرة وقفر وجدبة وجدب وقوله وخل بها جسمي بالخاء خل اختل أي اضطرب وهزل ويروى وجل بها سقمي
وقوله
( يقر بعيني أن سهيل بداليا ** )
يريد أن سهيلا لا يرى بناحية خراسان فقال ارفعوني لعلي أراه فتقر عيني برؤيته لأنه لا يرى إلا في بلده وقوله
( وخطا بأطراف الأسنة مضجعي ** )
ويروى بأطراف الزجاج ويروى الرماح لمصرعي يقول خطا أي احفر بالرماح
وقوله فقد كنت قبل اليوم البيت أي أني اليوم ذليل وقبله لا أنقاد لمن قادني وقوله وقد كنت عطافا إذا الخيل أدبرت قال ويروى إذا الخيل أحجمت أي كنت أعطف إذا انهزمت الخيل والهيجاء هي الحرب والهيجاء تمد وتقصر قال الشاعر
( أنا ابن هيجاها معي إرزامها ** ) وقال لبيد
( يا رب هيجاهي خير من دعه ** )
وقال جرير
( إذا كانت الهيجاء وانشقت العصا ** فحسبك والضحاك سيف مهند )
والطلال جمع طل وهو الندى والريف والنعمة والرحى موضع الحرب مستديرة حيث يستدير القوم للقتال والرواني النواظر والرنو النظر الدائم قال النابغة


( لرنا لبهجتها وحسن حديثها ** ولخاله رشدا وإن لم يرشد )
والغر البيض ويهيل يثير والسوافي ما حازت الريح إلى أصول الحيطان والوالون جمع الوالي الموالي بنو العم والأقربون قال الله عز وجل { وإني خفت الموالي من ورائي } والبث أشد الحزن قال الله تعالى { إنما أشكو بثي وحزني إلى الله } والإدلاج السير من أول الليل ( قال ) وإذا نام من أول الليل ثم سار فهو إدلاج أيضا والثاوي المقيم والطريف والطارف المستحدث من الماء والتالد والتليد والتلاد والمتلد العتيق الموروث قال الأعشى
( جندك الطارف التليد من السادات ** أهل الندى وأهل الفعال )
وقال طرفة بن العبد
( وما زال تشرابي الخمور ولذتي ** وبيعي وإنفاقي طريفي ومتلدي )
والمثل موضع بفلج يقال له رحى المثل وحلوها نزلوها والبقر يريد النساء شبهها بالبقر ويروى جم القرون أي ليست لها قرون وسواج سواكن والعيس الإبل البيض والفيافي الصحارى ويروى القياقيا وهي المرتفعة من الأرض واحدتها قيقاءة قال ابن حبيب عنيزة قارة سوداء في بطن وادي فلج قد شجي بها الوادي فسمي الشجي بها
وقوله المبقيات النواجيا المبقيات التي يبقى سيرها والنواجي التي تنجو بسيرها أي تسرع والمرنباني كساء من خز ويقال مطرف من وبر الابل
وقوله هابيا من هبا يهبو ويروى كلون القسطلاني ( قال ) وهو التراب وقوله رهينة أحجار البيت أي في القبر على الترب والحجارة والقرارة بطن الوادي حيث يستقر الماء فضربه مثلا للقبر وبطنه ويد الدهر ومدا الدهر وأبد الدهر واحد وذميم مذموم ويقال مبغض ( قال أبو علي ) حدثنا أبو بكر الأنباري قال حدثنا أبو شعيب الحراني عبد الله بن الحسن قال حدثنا يعقوب بن السكيت قال قال الأصمعي قزع رجل ابن الزبير بكلمة وابن الزبير

يخطب فقال من المتكلم فلم يجبه أحد فقال ماله قاتله الله ضبح ضبحة الثعلب وقبع قبعة القنفذ ( قال أبو بكر ) قال اللغويون الضبح صوت أنفاس الخيل وما يجرى مجراها في هذا المعنى والقبوع أن يدخل الإنسان رأسه في ثوبه وهو من القنفذ إدخاله رأسه في بدنه ( قال ) وحدثنا أبو عبد الله القاضي المقدمي قال حدثنا أبو عيسى التنيسي قال حدثنا محمد بن إبراهيم الثغري قال حدثنا عبد الله بن صالح قال حدثنا أبو زيد النحوي قال قال رجل للحسن ما تقول في رجل ترك أبيه وأخيه فقال الحسن ترك أباه وأخاه فقال الرجل فما لأباه وما لأخاه فقال الحسن فما لأبيه وما لأخيه فقال الرجل أراك كلما تابعتك خالفتني
( قال ) وحدثنا أبو علي العنزي قال حدثنا العباس بن الفرج الرياشي قال حدثنا ابن أبي رجاء عن الهيثم بن عدي عن ابن جريج عن أبيه قال أتى ابن عباس عمر بن أبي ربيعة فأنشده
( أمن آل نعم أنت غاد فمبكر ** ) حتى بلغ آخرها فقال ابن عباس إن شئت أعدتها عليك فقيل له أوقد حفظتها قال أو منكم من يسمع شيأ ولا يحفظه ( قال ) وحدثنا أبو عبد الله المقدمي قال حدثنا العباس بن محمد قال حدثنا ابن عائشة قال حدثنا عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي عثمان الأسدي عن بعض رجاله قال قال رجل لعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يا أمير المؤمنين أيضحى بضبى قال وما عليك لو قلت بظبى قال أنها لغة قال انقطع العتاب ولا يضحى بشيء من الوحش ( قال ) وحدثنا أبو عبد الله المقدمي قال حدثنا أحمد بن منصور قال حدثنا ابن عائشة قال حدثني بعض أصحابنا قال لما هزم ابن الأشعث أقبل منهزما حتى أتى سجستان فرأى شابا بين يديه منخرق القميص قد حفي ونقفته الصخور فأدمت أصابعه قال فنظر إليه ابن الأشعث وأنشد أبياتا والفتى يسمع فقال
( منخرق السربال يشكو الوجى ** تنقفه أطراف صخر حداد )
( شرده الخوف وأزرى به ** كذاك من يكره حر الجلاد )
( قد كان في الموت له راحة ** والموت حتم في رقاب العباد )


قال فالتفت إليه الفتى وقال ألا صبرت حتى نصبر معك ( قال ) وحدثنا عبد الله عن رجل عن محمد بن الحسين قال حدثنا محمد بن معاوية قال حدثنا إبراهيم بن عثمان العذري وكان ينزل الكوفة قال رأيت عمر بن ميسرة وكان كهيئة الخيال كأنه صبغ بالورس لا يكاد يكلم أحدا ولا يجالسه وكانوا يرون أنه عاشق فكانوا يسألونه عن علته فيقول
( يسائلني ذو اللب عن طول علتي ** وما أنا بالمبدي لذي اللب علتي )
( سأكتمها صبرا على حر جمرها ** واسترها إذ كان في الستر راحتي )
( إذا كنت قد أبصرت موضع علتي ** وكان دوائي في مواضع علتي )
( صبرت على دائي احتسابا ورغبة ** ولم أك أحدوثات أهلي وخلتي )
( قال ) فما أظهر أمره ولا علم أحد بقصته حتى حضره الموت فقال أن العلة التي كانت بين من أجل فلانة ابنة عمي والله ما حجبني عنها وألزمني الضر إلا خوف الله عز وجل لا غير فمن بلي في هذه الدنيا بشىء فلا يكن أحد أوثق عنده بسره من نفسه ولولا أن الموت نازل بي الساعة ما حدثتكم فأقرؤها مني السلام ومات من ساعته ( قال ) وأنشدنا عبد الله بن خلف قال أنشدني أبو عبد الله التميمي
( وكم كذبة لي فيك لا أستقيلها ** بقولي لمن ألقاه إني صالح )
( وأي صلاح لي وجسمي ناحل ** وقلبي مشغوف ودمعي سافح )
( قال ) وأنشدنا عبد الله بن خلف قال أنشدني أحمد بن عبدالسلام
( شكا فهل أنت له راحم ** إليك من أنت به عالم )
( فتى تخلى الروح من جسمه ** فليس إلا بدن قائم )
( قال ) وأنشدنا عبد الله بن خلف قال أنشدني أحمد بن حبيب
( ألا إنما أبقيت مني مع الهوى ** جوى مستكنا في فؤاد متيم )


( وآثار جسم قد أضر به البلى ** فلم يبق مه غير تلويح أعظم ) ( قال ) وأنشدنا أبو العباس ثعلب
( ولولا عقابيل الفؤاد التي به ** لقد خرجت ثنتان تبتدران )
( قال ) وأخبرنا عبد الله بن خلف قال أخبرنا عبد الله بن نصر قال أخبرني عبد الله بن سويد عن أبيه قال سمعت علي بن عاصم يقول قال لي رجل من أهل الكوفة من بعض أخواني هل لك في عاشق تراه فمضيت معه فرأيت فتى كأنما نزع الروح من جسده وهو مؤتزر بإزار مرتد بآخر وهو مفكر وفي ساعده وردة فذكرنا له شعرا من الشعر فتهيج وقال
( جعلت من وردتها ** تميمة في عضدي )
( أشمها من حبها ** إذا علاني جهدي )
( فمن رأى مثلي فتى ** للحزن أضحى يرتدي )
( أسقمه الحب فقد ** صار قليل الأود )
( وصار ساه دهره ** مقارنا للكمد )
( ألا فمن يرحمني ** يرق لي من كمدي )

إسمهان الجادوي 08-23-2021 02:38 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
ثم أطرق فقلت ما شأنه فقالوا عشق جارية لبعض أهله فأعطى فيها كل ما يملك وهو سبعمائة دينار فأبوا أن يبيعوها منه فنزل به ما ترى وفقد عقله قال فخرجنا فلبثنا ما شاء الله ثم مات فحضرت جنازته فلما سوي عليه التراب فإذا أنا بجارية تسأل عن القبر فدللتها عليه فما زالت تبكي وتأخذ التراب وتجعله في شعرها فبينا هي كذلك إذا قوم يسعون فأقبلوا عليها ضربا فقالت شأنكم والله لا تنتفعون بي بعده أبدا ( قال أبو العباس ) العقابيل البقايا من حبها في قلبه وثنتان عنى بهما تطليقتين ( قال الأصمعي ) كان عمرو بن معد يكرب قد شهد فتح القادسية وفتح اليرموك وفتح نهاوند مع النعمان بن مقرن المزني فكتب عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه إلى النعمان أن في جندك رجلين عمرو بن معد يكرب وطليحة بن خويلد

الأسدي فأحضرهما الناس وشاورهما في الحرب ولا تولهما عملا والسلام فلما قدم كتاب عمر بعث إليهما فقال ما عندك يا عمرو فقال أروني كبش القوم فاعتنقه حتى يموت أو أموت وقال طليحة أي ناحية شئتم فأنا أدخل على القوم منها فلما التقوا أتاهم طليحة من خلفهم وأما عمرو فشد على كمي من القوم فقتله وقتل النعمان بن مقرن يومئذ وأخذ الراية حذيفة بن اليمان حتى فتح الله عليهم واجتمعت العرب فتفاخروا فقال عمرو بن معد يكرب في ذلك
( لمن الديار بروضة السلان ** فالرقمتين فجانب الصمان )
( لعبت بها هوج الرياح وبدلت ** يعد الأنيس مكانس الثيران )
( فكأن ما أبقين من آياتها ** رقم ينمق بالأكف يمان )
( دار لعمرة إذ تريك مفلجا ** عذب المذاقة واضح الألوان )
( خصرا يشبه برده وبياضه ** بالثلج أو بمنور القحوان )
( وكأن طعم مدامة جبلية ** بالمسك والكافور والريحان )
( والشهد شيب بماء ورد بارد ** منها على المتنفس الوهنان )
( وأغر مصقولا وعيني جؤذر ** ومقلدا كمقلد الأدمان )
( سنت عليه قلائدا منظومة ** بالشذر والياقوت والمرجان )
( ولقد تعارفت الضباب وجعفر ** وبنو أبي بكر بنو الهصان )
( سبيا القعدات تخفق فوقهم ** رايات أبيض كالفنيق هجان )
( والأشعث الكندي حين سما لنا ** من حضر موت مجنب الذكران )
( قاد الجياد على وجاها شزبا ** قب البطون نواحل الأبدان )
( حتى إذا أسرى وأوب دوننا ** من حضر موت إلى قضيب يمان )
( أضحى وقد كانت عليه بلادنا ** محفوفة كحظيرة البستان )


( فدعا فسومها وأيقن أنه ** لاشك يوم تسايف وطعان )
( لما رأى الجمع المصبح خيله ** مبثوثة ككواسر العقبان )
( فزعوا إلى الحصن المذاكي عندهم ** وسط البيوت يردن في الأرسان )
( خيل مربطة على أعلافها ** يقفين دون الحي بالألبان )
( وسعت نساؤهم بكل مفاضة ** جدلاء سابغة وبالأبدان )
( فقذفنهن على كهول سادة ** وعلى شرامحة من الشبان )
( حتى إذا خفت الدعاء وصرعت ** قتلى كمنقعر من الغلان )
( نشدوا البقية وافتدوا من وقعنا ** بالركض في الأدغال والقيعان )
( واستسلموا بعد القتال فإنما ** يتربقون تربق الحملان )
( فأصيب في تسعين من أشرافهم ** أسرى مصفدة إلى الأذقان )
( فشتا وقاظ رئيس كندة عندنا ** في غير منقصة وغير هوان )
( والقادسية حيث زاحم رستم ** كنا الحماة بهن كالأشطان )
( الضاربين بكل أبيض مخذم ** والطاعنين مجامع الأضغان )
( ومضى ربيع بالجنود مشرفا ** ينوي الجهاد وطاعة الرحمن )
( حتى استباح فرى السواد وفارس ** والسهل والأجبال من مكران )
( قال الأصمعي ) كان فيمن غزا مع الأشعث بن قيس يومئذ من بني الحرث بن معاوية كبش بن هانيء والقشعم بن الأرقم وبنو فزارة فأسروا يومئذ مع الأشعث وكانت مراد قتلت قيس بن معد يكرب فجاء الأشعث ثائرا بأبيه فأسر فكان أسيرا في أيدي بني الحرث بن كعب عند الحصين بن قناب حتى افتدى بألفي قلوص وألف من طرائف اليمن فخلى سبيله ففي ذلك يقول عمرو بن معد يكرب هذا الشعر قال ابن الأعرابي بل قال هذه القصيدة التي على الحاء يوم فيف الريح وهي هذه


( ديار أقفرت من أم سلمى ** بها دعس المعزب والمراح )
( وقفت بها فناداني صحابي ** أغالبك الهوى أم أنت صاح )
( وكم من فتية أبناء حرب ** على جرد ضوامر كالقداح )
( وصف ما تساير حجرتاه ** تبشره الأشائم بالشياح )
( شهدت طراده بأقب نهد ** كتيس الزبل معتدل وقاح )
( يقول له الفوارس إذا رأوه ** نرى مسدا أمر على رماح )
( إذا قاموا إليه ليلجموه ** تمطى فوق أعمدة صحاح )
( إذا ورعت من لحييه شيأ ** سما متقاذف التقريب طاحي )
( إذا ما الركض أسهل جانبيه ** تهزم رعد مبترك جلاح )
( فلم نقتل شرارهم ولكن ** قتلنا الصالحين ذوي السلاح )
( قتلنا مطعم الأضياف منهم ** وأصحاب الكريهة والصباح )
( فأثكلنا الحليلة من بنيها ** وخلينا الخريدة للنكاح )
قال الأصمعي اجتمعت زبيد ومراد وخثعم وثمالة ودوس من الأزد فقاتلوا بني عامر وجشيم وسليما ونصرا حيث أتوهم فهزمت عامر ومن معها وأصيبت عين عامر بن الطفيل وقتل فيها مسهر بن زيد بن قنان الحارثي فقال عمرو بن معد يكرب
( ولقد أجمع رجلي بها ** حذر الموت وإني لفرور )
( ولقد أعطفها كارهة ** حين للنفس من الموت هرير )
( كل ما ذلك مني خلق ** وبكل أنا في الحرب جدير )
( وإبن صبح سادرا يوعدني ** ماله في الناس ما عشت مجير )
ابن صبح هو أبي بن ربيعة بن صبح بن ناشرة بن الأبيض بن كنانة بن مصلية بن عامر بن عمر بن

علة قاله ابن الكلبي
قال عمرو بن معد يكرب بن ربيعة بن عبد الله بن عمرو بن عصم بن عمرو بن زبيد بن ربيعة بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن منبه بن صعب بن سعد العشيرة بن مالك وهو مذحج بن أدد بن زيد بن يشجب بن كهلان بن سبأ بن يعرب بن قحطان وكان عمرو ابن خالة الزبرقان بن بدر التميمي النسب قاله ابن الكلبي
( لمن طلل بتيمان فجند ** كأن عراصه توشيم برد )
( ألا ما ضر أهلك أن يقولوا ** سقيت الغيث من بلد وعهد )
( ودار تجذل الذلان عنها ** ملثمة بأضياف ووفد )
( إذا المهياف ذو الإبل اجتواها ** وأعرض مشية الجمل المغد )
( سددت فراضها لهم ببيتي ** وبعضهم بقبته يعدى )
( وأود ناصري وبنو زبيد ** ومن بالخيف من حكم بن سعد )
أود بن صعب بن سعد العشيرة وحكم بن سعد العشيرة قاله ابن الأعرابي والخيف ارتفاع وهبوط في رأس الجبل
( لعمرك لو تجرد من مراد ** عرانين على دهم وجرد )
( ومن عنس مغامرة طحون ** مدربة ومن علة بن جلد )
قال ابن الأعرابي مغامرة ومغاورة مخالطة تدخل القتال عنس بن مالك أحد مذحج والحرث بن كعب بن علة بن جلد وهذه قبائل من اليمن وجنب حي من مذحج مجنبة ميمنة وميسرة
( ومن سعد كتائب معلمات ** على ما كان من قرب وبعد )
( ومن جنب مجنبة ضروب ** لهام القوم بالأبطال تردي )
( وتجمع مذحج فيرئسوني ** لأبرأت المناهل من معد )
( بكل مجرب في البأس منهم ** أخي ثقة من القطمين نجد )

أبرأت أخليت القطمين جعلهم كالفحول من الإبل مغتلمين ونجد شجاع ونجيد أيضا
وكل مفاضة بيضاء زغف ** وكل معاود الغارات يخدى )
( أؤم بها أبا قابوس حتى ** أحل على تحيته بجندي )
( فما نهنهت عن بطل كمي ** ولا عن مقلعط الراس جعد )
( إذا ما مذحج قذفت عليها ** سرابيلا لها من كل سرد )
( وتر كاللرؤس مسبغات ** إلى الغايات من زغف وقد )
( وهز السمهري على المذاكي ** م جنبتين بالأبطال تردى )
( وعري بالأكف مهندات ** وسل حسامها من كل غمد )
( وقرب للنطاح الكبش يمشي ** وطاب الموت من شرع وورد )
( تخال البزل فيه مقيرات ** كأن قبولها تكليل أسد )
( هنالك بهمة الفرسان يلقى ** وأصحاب الحفاظ وكل جد )
( أولئك معشري وهم جبالي ** وحزني في كريهتهم وحدي )


( هم قتلوا عزيزا يوم لحج ** وعلقمة بن سعد يوم نجد )
( وهم ساروا إلى المأمور شهرا ** إلى تعشار سيرا غير قصد )
( وهم قسموا النساء بذي أراطي ** وهم عركوا الذنائب عرك جلد )
المأمور بن زيد من بني الحرث بن كعب واسمه معاوية بن الحرث وتعشار موضع وأراطى موضع وبه ماء لطيء وقوله عركوا أي قتلوا أهله والعرك الدلك والذنائب مواضع أغاروا عليها فتركوها كذلك قال ابن الأعرابي الذنائب أرض من أرض قيس
( وهم وردوا المياه على تميم ** بألف مدجج شمط ومرد )
( وإخوتهم ربيعة قد حوينا ** فصاروا في النهاب بغير حمد )
( وهم تركوا بكندة موضحات ** وما كانوا هناك لنا بضد )
( وهم زاروا بني أسد بجيش ** مع العباب جيش غير وغد )
( وهم تركوا هوازن إذ لقوهم ** وأسلمهم رئيسهم بجهد )
( وهم تركوا ابن كبشة مسلحبا ** وهم شغلوه عن شرب المقدي )
ابن كبشة الصباح بن قيس بن معد يكرب أخو الأشعث بن قيس وكبشة بنت شراحيل ابن آكل المرار ومسلحب مجدل قال ابن الأعرابي مسلحب منبسط على وجه الأرض والمقدى خمر منسوبة إلى مقد قرية بالشام
( وخثعم لثموا حتى أقروا ** بخرج في مواشيهم ورفد )


( وهم خشوا مع الديان حتى ** تغنم كل عضروط وعبد )
( وهم أخذوا بذي المروت ألفا ** يقسم للحصين ولإبن هند )
( وهم قتلوا بذات الجار قيسا ** وأشعث سلسلوا في غير عقد )
( أتانا ثائرا بأبيه قيس ** فأهلك جيش ذلكم السمغد )
( فكان فداؤه ألفي بعير ** وألفا من طريفات وتلد )
( وهم قتلوا بذي قلع ثقيفا ** فما عقلوا وما فاؤا بزند )
( وهم سحبوا على الدهنا جيوشا ** يعيدهم شراحيل ويبدي )
( وهم تركوا القبائل من معد ** ضبابا مجحرين بكل حقد )
( وكم من ماجد ملك قتلنا ** وأخر سوقة عزب قمد )
( وخصم يعجز الأقوام عنه ** شديد الضعن أقعس مسمغد )
( حبست سراتهم بالضح حتى ** أنابوا بعد إبراق ورعد )
( أمازحهم إذا ما مازحوني ** ويفضي جدهم أن جد جدي )
( فذاك وقد رجعن مسومات ** يخدن وقد قضينا كل حرد )
( فما جمع ليغلب جمع قومي ** مكاثرة ولا فرد لفرد )
( ألا عتبت علي اليوم أروى ** لآتيها كما زعمت بفهد )
( وحمير دونه قوم عداة ** بكل مسيلة وبكل نجد )
( فما الأحلاف تابعتي إليه ** ولا وأبيك لا آتيه وحدي )

إسمهان الجادوي 08-23-2021 02:38 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
( قال الأصمعي ) خرج عمرو بن معد يكرب فلقي امرأة من كندة بذي المجاز يقال لها حبى بنت معد يكرب فلما رآها أعجبه جمالها وكمالها وعقلها فعرض عليها نفسه فقال لها هل لك في كفء كريم ضروب لهامة الرجل الغشوم موات طيب الخيم من سعد في الصميم قالت أمن سعد العشيرة قال من سعد العشيره في أرومتها الكبيره وغرتها المنيرة إن كنت بالفرصة بصيره قالت نعم زوج الحرة الكريمة ولكن لي بعلا يصدق اللقاء ويخيف الأعداء ويجزل العطاء فقال لو علمت أن لك بعلا ما عرضت عليك نفسي فكيف أنت إن أنا قتلته قالت لا أصيف عنك ولا أعدل بك ولا أقصر دونك وإياك أن يغرك قولي وأن تعرض نفسك للقتل فإني أراك مفردا من الناصر والأهل والرجل في عزة من الأهل وكثرة من المال فانصرف عنها عمرو وجعل يتبعها من حيث لا تعلم به فلما قدمت على زوجها جاء عمرو مستخفيا حيث يسمع كلامهما فسألها بعلها عما رأت في طريقها فقالت رأيت رجلا مخيلا للبأس يتعرض للقتال ويخطب حلائل الرجال فعرض علي نفسه فوصفتك له فقال ذلك عمرو ولدتني أمه إن لم يأتك مقرونا إلى جمل صعب غير ذلول فلما سمع عمرو كلامه دخل عليه بغتة من كسر خبائه فقتله ووقع عليها فلما فرغ قال لها إني لم أقع على امرأة في جمامي إلا حملت ولا أراك إلا قد حملت فإن ولدت غلاما فسميه خززا وان ولدت جارية فسميها عكرشة وأعطاها علامة ومضى عمرو فمكث بعد ذلك دهرا ثم أنه خرج بعد ذلك يوما يتعرض للقتال عليه سلاحه فإذا هو بفتى على فرس شاك في السلاح فدعاه عمرو للمبارزة فأجابه الفتى فلما اتحدا صرع الفتى عمرا وجلس على صدره ليذبحه فسأله من أنت فقال أنا عمرو فهمز الفتى عن صدره وقال أنا ابنك الخزز وأعطاه العلامة فأمره عمرو أن يسير إلى صنعاء ولا يكون ببلدة هو بها ففعل الغلام ذلك فلم يلبث أن ساد من كان بين أظهرهم فاستغووه وأمروه أن يقاتل عمرا وشكوا إليه فعله بهم فسار إلى أبيه بجمع من أهل صنعاء فلما التقيا شد كل واحد منهما على صاحبه فقتله عمرو فقال في ذلك


( تمناني ليقتلني ** وأنت لذاك معتمده )
( فلو لاقيتم فرسي ** وفوق سراته أسده )
( إذا للقيتم شثن البراثن نابيا كتده ** )
( ظلوم الشرك فيما أعلقت أظفاره ويده ** )
( يلوث القرن إذا لاقاه ** يوما ثم يضطهده )
( يزيف كما يزيف الفحل فوق شؤنة زبده ** )
( يذبب عن مشافره البعوض ممنعا بلده ** )
( ولو أبصرت ما جمعت فوق الورد تزدهده ** )
( رأيت مفاضة زغفا ** وتركا مبهما سرده )
( وصمصاما بكفي لا ** يذوق الماء من يرده )
( شمائل جده وكذاك ** أشبه والدا ولده )
( أمرتك يوم ذي صنعاء ** أمرا بينا رشده )
( فعال الخير تأتيه ** فتفعله وتتعده )
( فكنت كذي الحمير غره من عيره وتده ** )
( ولو أبصرت والبصر المبين قل من يجده ** )
( إذا لعلمت أن أباك ** ليث فوقه لبده )
( قال الأصمعي ) كان حاتم من شعراء العرب وكان جوادا شاعرا وكان شعره يشبه جوده وجوده يشبه شعره وكان حيثما نزل عرف منزله وكان مظفرا إذا قاتل غلب وإذا غنم أنهب وإذا سئل وهب وإذا ضرب بالقداح سبق وإ ذا أسر أطلق وكان يقسم بالله لا يقتل واحد أمه وكان إذا أهل الشهر الأصم وهو رجب الذي كانت العرب تعظمه في الجاهلية نحر كل يوم عشرة من الإبل فأطعم الناس واجتمعوا إليه فكان ممن يأتيه من الشعراء

الحطيئة وبشر بن أبي خازم وذكر أن أم حاتم أتيت وهي حبلى في المنام فقيل لها غلام سمح يقال له حاتم ألا قولي أحب إليك أم عشرة غلمة كالناس ليوث عند الناس ليسوا بأوغال ولا أنكاس فقالت لا بل حاتم فولدت حاتما فلما ترعرع جعل يخرج طعامه فإن وجد أحدا أكل معه وإن لم يجد أحدا طرحه فلما رأى أبوه أنه يهلك طعامه قال الحق بالإبل فخرج إليها ووهب له جارية وفرسا وفلوها فلما أتاها طفق يبغي الناس فلا يجدهم ويأتي الطريق فلا يجد عليها أحدا فبينا هو كذلك إذ بصر بركب على الطريق فأتاهم فقالوا يا فتى هل من قرى فقال حاتم تسألون عن القرى وقد رأيتم الإبل انزلوا وكان الذين بصر بهم عبيد بن الأبرص وبشر بن أبي خازم وزياد بن جابر وهو النابغة وكانوا يريدون النعمان فنحر لهم حاتم ثلاثة من الإبل فقال عبيد إنما أردنا اللبن وكانت تكفينا بكرة إذ كنت لا بد متكلفا لنا فقال حاتم قد عرفت ولكني رأيت وجوها مختلفة وألوانا متفرقة فعلمت أن البلدان غير واحدة فأحببت أن يبقى لي منكم في كل بلد ذكر فقالوا فيه شعرا يمتدحونه ويذكرون فضله فقال لهم حاتم إنما أردت أن أحسن إليكم فصار لكم علي الفضل وعلي أن أضرب عراقيب إبلي أو تقوموا إليها فتقتسموها ففعلوا فأصاب الرجل منهم تسعة وثلاثين بعيرا ومضوا على سفرهم إلى النعمان وسمع أبوه بما فعل فأتاه فقال أين الإبل فقال يا أبت طوقتك طوق الحمامة مجد الدهر وكرما لا يزال رجل يحمل لنا بيت شعر أبدا بإبلك فقال أبوه أبابلي قال نعم قال والله لا أسكن معك أبدا فخرج أبوه بأهله وترك حاتما فقال في ذلك حاتم يذكر تحول أبيه عنه
( وإني لعف الفقر مشترك الغنى ** وتارك شكل لا يوافقه شكلي )
( وشكلي شكل لا يقوم بمثله ** من الناس إلا كل ذي ثقة مثلي )
من جملة أبيات ولما تزوج حاتم ماوية وكانت من أحسن النساء لبثت عنده زمانا ثم ان ابن عم كاتم يقال له مالك قال لماوية ما تصنعين بحاتم فوالله لئن وجد ليتلفن ولئن لم يجد

ليتكلفن ولئن مات ليتركن ولدك عيالا على قومه فقالت صدقت إنه لكذلك وكانت النساء أو بعضهن يطلقن الرجال في الجاهلة وكان طلاقهن أنهن يحولن أبواب بيوتهن إن كان الباب إلى المشرق جعلنه إلى المغرب وإن كان الباب قبل اليمن جعلنه قبل الشأم فإذا رأى الرجل ذلك عرف أن امرأته طلقته وقال ابن عمه لها فأنا أنصحك وأنا خير لك منه وأكثر مالا وأنا أمسك عليك وعلى ولدك فلم يزل بها حتى طلقت حاتما فأتاها وقد حولت الخباء فقال لإبنه ما ترى أمك ما عدا عليها فقال لا أدري فهبط به بطن واد وجاء قوم فنزلوا على باب الخباء كما كانوا ينزلون فتوافى خمسون رجلا فضاقت بهم ماوية ذرعا فقالت لجاريتها اذهبي إلى مالك فقولي أن أضيافا لحاتم نزلوا بنا وهم خمسون رجلا فأرسل إلينا بناب ننحرها لهم وبوطب لبن نسقيهم وقالت لجاريتها انظري إلى جبينه وفمه فإن سابقك بالمعروف فاقبلي منه وإن ضرب بلحييه على زوره وأدخل يده في رأسه فارجعي ودعيه فلما أتته وجدته متوسدا وطبا من لبن فأيقظته وأبلغته الرسالة وقالت إنما هي الليلة حتى يعلم الناس مكانه فضرب بلحييه على زوره وأدخل يده في رأسه وقال لها اقرئي عليها السلام وقولي لها هذا الذي نهيتك عنه وأمرتك أن تطلقي حاتما من أجله فما عندي من كبيرة قد تركت العمل وما كنت لأنحر صغيرة لشحم كلاها وما عندي من لبن يكفي أضياف حاتم فرجعت الجارية وأعلمتها بمقالته فقالت لها ويلك ائتي حاتما فقولي له أن أضيافك نزلوا بنا الليلة فأرسل إلينا بناب ننحرها لهم ولبن نسقيهم فقال حاتم نعم وأبى وأنياب وقام إلى الإبل فأطلق عقلها وصاح بها حتى أتى الخباء وضرب عراقيبها فطفقت ماوية تصيح هذا الذي طلقتك فيه تترك ولدك ليس لهم شيء وأن حاتما دعته نفسه إلى بنت عفرز فأتاها يخطبها فوجد عندها النابغة ورجلا من النبيت يخطبانها فقالت لهم انقلبوا إلى رحالكم وليقل كل رجل منكم شعرا يذكر فيه فعاله وخصائله فإني أتزوج أشعركم وأكرمكم فانصرفوا ونحر كل واحد منهم جزورا ولبست بنت عفزر ثيابا لأمة لها وأتتهم فاستطعمت كل رجل منهم فأتت النبيتي فأطعمها ثيل جمله فأخذته ثم أتت النابغة فأطعمها ذنب جمله فأخذته ثم أتت

حاتما وقد نصب قدوره وهي على النار فأستطعمته فأطعمها قطعة من السنام وغير ذلك وأطعمها عظاما من العجز قد نضجت فأهدى إليها كل رجل منهم ظهر جمله وأهدى إليها حاتم مثل ما أهدى إلى جاراته فصبحوها فاستنشدتهم فأنشدها النبيتي فصيدته التي يقول فيها
( هلا سألت هداك الله ما حسبي ** عند الشتاء إذا ما هبت الريح )
فقالت لقد ذكرت جهدا واستنشدت النابغة فأنشدها
( هلا سألت هداك الله ما حسبي ** إذا الدخان تغشى الأشمط البرما )
ثم اسنتشدت حاتما فأنشدها
( أماوي قد طال التجنب والهجر ** )

إسمهان الجادوي 08-23-2021 02:38 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
فلما فرغ حاتم من إنشاده دعت بالغداء وقد كانت أمرت جواريها أن يقدمن إلى كل رجل ما أطعمها فقدمن إليهم ثيل الجمل وذنبه فنكس النبيتي والنابغة رؤسهما وأن حاتما لما نظر إلى ذلك رمى بالذي قدم إليهما وأطعمهما مما قدم إليه فتسلللا لواذا فقالت أن حاتما أكرمكم وأشعركم فلما خرجا قالت لحاتم خل سبيل امرأتك فأبى فردته وردتهم فلما انصرف دعته نفسه إليها وماتت امرأته فخطبها فتزوجته فولدت له عديا وكانت من بنات ملوك اليمن ويقال أن عديا وعبد الله وسفانة بني حاتم من امرأته النوار والله سبحانه وتعالى أعلم وقالت طيء أن رجلا يعرف بأبي خيبري قدم في رفقة له ونزل بقبر حاتم وبات يناديه أبا عدي اقر أضيافك فلما كان وقت السحر وثب أبو خيبرى يصيح وأراحلتاه فقالت أصحابه ما شأنك قال خرج حاتم والله بالسيف حتى عقر ناقتي وأنا أنظر إليه فنظروا فإذا هي لا تنبعث فقالوا والله قد قراك فنحروها وظلوا يأكلون من لحمها ثم أردفوه وانطلقوا فبيناهم كذلك في سيرهم طلع عليهم عدي بن حاتم و معه جمل أسود قد قرنه ببعيره فقال أن حاتما جاءني في النوم فذكر لي شتمك إياه وأنه قراك وأصحابك راحلتك وأمرني أن أدفع لك هذا البعير وقد قال أبياتا في ذلك ورددها علي حتى حفظتها


( أبا خيبري وأنت امرؤ ** ظلوم العشيرة لوامها )
( فماذا أردت إلى رمة ** بداوية صخب هامها )
( تبغى أذاها واعسارها ** وحولك عوف وأنعامها )
فخذه فأخذه وانصرف مع رفقته قال وحدثنا النيسابوري قال حدثنا حاجب بن سيلمان قال حدثنا مؤمل بن اسمعيل قال حدثنا سفيان عن ابن جريج عن عطاء بن زيد ابن خالد الجهني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من فطر صائما أو جهز غازيا كان له مثل أجره
كمل كتاب الذيل والحمد لله وحده صلى الله عليه وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


( بسم الله الرحمن الرحيم ) اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم قال أبو علي حدثنا أبو بكر بن الأنباري رحمه الله تعالى قال حدثنا أبو علي الحسن بن عليل العنزي قال حدثنا علي بن الصباح قال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال حدثنا هشام بن محمد أبو السائب المخزومي عن هشام بن عروة عن أبيه عن السكن بن سعيد عن النعمان بن بشير قال استعملني معاوية رضي الله عنه على صدقات بلي وعذرة فإني لفي بعض مياههم إذا أنا ببيت منحرد ناحية وإذا بفنائه رجل مستلق وعنده أمرأة وهو يقول أو يتغنى بهذه الأبيات
( جعلت لعراف اليمامة حكمه ** وعراف نجد إن هما شفياني )
( فقالا نعم نشفى من الداء كله ** وقاما مع العواد يبتدران )
( فما تركا من رقية يعلمانها ** ولا سلوة إلا وقد سقياني )
( فقالا شفاك الله والله ما لنا ** بما حملت منك الضلوع يدان )
فقلت لها ما قصته فقالت هو مريض ما تكلم بكلمة ولا أن أنة منذ وقت كذا وكذا إلى الساعة ثم فتح عينيه وأنشأ يقول
( من كان من أمهاتي باكيا أبدا ** فاليوم أنى أراني اليوم مقبوضا )
( يسمعننيه فإني غير سامعه ** إذا حملت على الأعناق معروضا )
ثم خفت فمات فغمضته وغسلته وصليت عليه ودفنته وقلت للمرأة من هذا فقالت هذا قتيل الحب هذا عروة بن حزام ( قال أبو علي ) قال أبو بكر وقصيدة عروة هذه النونية يختلف فيها الناس في بعض الأبيات ويتفقون على بعضها فالأول الأبيات المجتمع عليها وما يتلوها مما يختلف فيه أنشدني جميعه أبي رحمه الله عن أحمد بن عبيدة وغيره وعبد الله بن خلف الدلال عن أبي عبد الله السدوسي وأبو الحسن بن البراء عن الزبير بن بكار وألفاظهم مختلفط بعضها ببعض وهي هذه


( خليلي من عليا هلال بن عامر ** بصنعاء عوجا اليوم وانتظراني )
( ولا تزهدا في الأجر عندي وأجملا ** فانكما بي اليوم مبتليان )
( ألم تعلما أن ليس بالمرخ كله ** أخ وصديق صالح فذراني )
( أفي كل يوم أنت رام بلادها ** بعينين إنساناهما غرقان )
( ألا فاحملاني بارك الله فيكما ** إلى حاضر الروحاء ثم دعاني )
( على جسرة الأصلاب ناجية السرى ** تقطع عرض البيد بالوخذان )
( ألما على عفراء إنكما غدا ** بشحط النوى والبين معترفان )
( فيا واشي عفرا دعاني ونظرة ** تقر بها عيناي ثم كلاني )
( أغركما مني قميص لبسته ** جديدا وبردا يمنة زهيان )
( متى ترفعا عني القميص تبينا ** بي الضر من عفراء يا فتيان )
( وتعترفا لحما قليلا وأعظما ** رقاقا وقلبا دائم الخفقان )
( على كبدي من حب عفراء قرحة ** وعيناي من وجديها تكفان )
( فعفراء أرجى الناس عندي مودة ** وعفراء عني المعرض المتواني )
قال أبو بكر قال بعض البصريين ذكر المعرض لأنه أراد وعفراء عني الشخص المعرف وقال الكوفيون ذكره بناء على التشبيه أراد وعفراء عني مثل المعرض كما تقول العرب عبد الله الشمس منيرة يريدون مثل الشمس في حال إنارتها
( فيا ليت كل اثنين بينما هوى ** من الناس والأنعام يلتقيان )
( فيقضي حبيب من حبيب لبانة ** ويرعاهما ربي فلا يريان )
( هوى ناقتي خلفي وقدامي الهوى ** وإني وإياها لمختلفان )


( هواي أمامي ليس خلفي معرج ** وشوق قلوصي في الغدو يمان )
( هواي عراقي وتثني زمامها ** لبرق إذا لاج النجوم يماني )
( متى تجمعي شوقي وشوقك تظلعي ** ومالك بالعبء الثقيل يدان )
( فيا كبدينا من مخافة لوعة الفراق ومن صرف النوى تجفان ** )
( وإذ نحن من أن تشحط الدار غربة ** وأن شق للبين العصا وجلان )
( يقول لي الأصحاب إذ يعذلونني ** أشوق عراقي وأنت يماني )
( وليس يمان للعراقي بصاحب ** عسى في صروف الدهر يلتقيان )
( تحملت من عفراء ما ليس لي به ** ولا للجبال الراسيات يدان )
( كأن قطاة علقت بجناحها ** على كبدي من شدة الخفقان )
( جعلت لعراف اليمامة حكمه ** وعراف نجد إن هما شفياني )
( فقالا نعم نشفى من الداء كله ** وقاما مع العواد يبتدران )
( فما تركا من رقية يعلمانها ** ولا سلوة إلا وقد سقياني )
( وما شفيا الداء الذي بي كله ** ولا ذخر انصحا ولا ألواني )
( فقالا شفاك الله والله ما لنا ** بما ضمنت منك الضلوع يدان )
( فرحت من العراف تسقط عمتي ** عن الرأس ما ألتاثها ببنان )
( معي صاحبا صدق إذا ملت ميلة ** وكانا بدفي نضوتي عدلاني )
( فيا عم يا ذا الغدر لا زلت مبتلى ** حليفا لهم لازم وهوان )
( غدرت وكان الغدر منك سجية ** فألزمت قلبي دائم الخفقان )
( وأورثتني غما وكربا وحسرة ** وأورثت عيني دائم الهملان )
( فلا زلت ذا شوق إلى من هويته ** وقلبك مقسوم بكل مكان )
( وإني لأهوى الحشراذ قيل أنني ** وعفراء يوم الحشر ملتقيان )


( ألا يا غرابي دمنة الدار بينا ** أبالهجر من عفراء تنتحبان )
( فإن كان حقا ما تقولان فاذهبا ** بلحمي إلى وكريكما فكلاني )
( كلاني أكلا لم ير الناس مثله ** ولا تهضما جنبي وازدرداني )
( ولا يعلمن الناس ما كان قصتي ** ولا يأكلن الطير ما تذران )
( أناسية عفراء ذكري بعدما ** تركت لها ذكرا بكل مكان )
( ألا لعن الله الوشاة وقولهم ** فلانة أضحت خلة لفلان )
( إذا ما جلسنا مجلسا نستلذه ** تواشوا بنا حتى أمل مكاني )
( تكنفني الواشون من كل جانب ** ولو كان واش واحد لكفاني )
( ولو كان واش باليمامة ارضه ** أحاذره من شؤمه لأتاني )
( يكلفني عمي ثمانين ناقة ** ومالي والرحمن غير ثمان )
( فيا ليت محيانا جميعا وليتنا ** إذا نحن متنا ضمنا كفنان )
( ويا ليت أنا الدهر في غير ريبة ** خليان نرعى الفقر مؤتلفان )
( إذا ما وردنا منهلا صاح أهله ** وقالوا بعيرا عرة جربان )
( فوالله ما حدثت سرك صاحبا ** أخا لي ولا فاهت به الشفتان )
( سوى أنني قد قلت يوما لصاحبي ** ضحى وقلوصانا بنا تخدان )
( ضحيا ومستنا جنوب ضعيفة ** نسيم لرياها بنا خفقان )
( تحملت زفرات الضحى فأطقتها ** ومالي بزفرات العشي يدان )
( فيا عم لا أسقيت من ذي قرابة ** بلالا فقد زلت بك القدمان )
( ومنيتني عفراء حتى رجوتها ** وشاع الذي منيت كل مكان )
( بنية عمي حيل بيني وبينها ** وصاح لوشك الفرقة الصردان )


( فيا حبذا من دونه يعذلونني ** ومن حليت عيني به ولساني )
( ومن لو أراه في العدو أتيته ** ومن لو يراني في العدو أتاني )
( ومن هابني في كل أمر وهبته ** ولو كنت أمضى من شباة سنان )
( فوالله لولا حب عفراء ما التقى ** علي رواقا بيتك الخلقان )
( خليقان هلها لان لا خير فيهما ** قبيحان يجرى فيهما اليرقان )
( رواقان هفافان لا خير فيهما ** إذا هبت الأرواح يصطفقان )
( ولم أتبع الأظعان في رونق الضحى ** ورحلى على نهاضة الخديان )
( لعفراء إذا في الدهر والناس غرة ** وإذا خلقانا بالصبا يسران )
( لأدنو من بيضاء خفاقة الحشا ** بنية ذي قاذورة شنآن )
( كأن وشاحيها إذا ما ارتدتهما ** وقامت عنانا مهرة سلسان )
( يعض بابدان لها ومتناهما ** ومتناهما رخوان يضطربان )
( وتحتهما حقفان قد ضربتهما ** قطار من الجوزاء ملتبدان )
( أعفراءكم من زفرة قد أذقتني ** وحزن ألج العين بالهملان )
( وعينان ما أوفيت نشزا فتنظرا ** بمأقيهما إلا هما تكفان )
( فلو أن عيني ذي هوى فاضتادما ** لفاضت دما عيناي تبتدران )
( فهل حاديا عفراء إن خفت فوتها ** علي إذا ناديت مرعويان )
( ضروبان للتالي القطوف إذا ونى ** مشيحان من بغضائنا حذران )
( فما لكما من حاديين رميتما ** بحمى وطاعون ألا تقفان )
( وما لكما من حاديين كسيتما ** سرابيل مغلاة من القطران )


إسمهان الجادوي 08-23-2021 02:39 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
( فويلي على عفراء ويلا كأنه ** على الكبد والأحشاء حد سنان )
( ألا حبذا من حب عفراء ملتقى ** نعم وألالا حيث يلتقيان )
( قال أبو بكر ) أخبرني أبي عن الطوسي قال أراد بقوله ملتقى نعم وألا لا شفتيها لأن الكلمتين في الشفتين تلتقيان ويروى
( ألا حبذا من حب عفراء ملتقى ** نعام وبرك حيث يلتقيان )
وقال هما موضعان
( لو أن أشد الناس وجدا ومثله ** من الجن بعد الإنس يلتقيان )
( فيشتكيان الوجد ثمت أشتكي ** لأضعف وجدي فوق ما يجدان )
( فقد تركتني ما أعي لمحدث ** حديثا وإن ناجيته ونجاني )
( وقد تركت عفراء قلبي كأنه ** جناح غراب دائم الخفقان )
( قال أبو علي ) قال أبو العباس ثعلب سميت العنزة عنزة من قولهم اعتنز الرجل إذا تنحى وذلك أن الإمام يجعلها بين يديه إذا صلى ويقف دونها فتكون ناحية عنه ( قال ) وسميت الحربة حربة من قولهم حربته إذا أحميته وأغضبته لأنها حادة ماضية
والعترة أقرب أهل الرجل إليه ومنه عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي من عتر الريح وهو حركتها واضطرابها والعتيرة الذبيحة التي كانت تذبح في الجاهلية في رجب وهي من الحركة والإضطراب لأن الرجل كان ينذر إذا كثر ماله أن يذبح منه وإذا كثر المال انتشر والإنتشار الإضطراب وسمى عنترة من ذلك لتحركه في الحرب وتصرفه وأخذه في كل وجه وناحية وأنشد أبو العباس
( فإن تشرب الأرطى دما من صديقنا ** فلا بد أن تسقى دماءكم النخل )
يقول إن قتلتم صاحبنا في هذا الموضع الذي ينبت الأرطى اهتبالا لغفلته ووحدته فإنا لعزنا نقصدكم طالبين بثأره وجهارا في بلادكم وأوطانكم ( قال ) وقول العامة فلان قرابة فلان

محال إنما كلام العرب هذا قريب فلان وهؤلاء أقارب فلان وأقرباؤه وقرابات ليس بشيء ( قال ) وقول ذي الرمة
( كأنهن خوافي أجدل قرم ** ولى ليسبقه بالأمعز الخرب )
ترتيبه كأن الحمر بالأمعز خوافي أجدل قرم والخوافي مستوية والقوادم ليست كذلك فأراد أنه ليس يفضل بعضها بعضا في العدو لجدها ونجائها وأنشد له أيضا
( نظرت إلى أظعان مي كأنها ** ذرى النخل أو أثل تميل ذوائبه )
( فأسبلت العينان والقلب كاتم ** بمغرورق نمت عليه سواكبه )
( هوى آلف حان الفراق ولم تجل ** مجاولها أسراره ومعاتبه )
( إذا راجعتك القول مية أو بدا ** لك الوجه منها أو نضا الدرع سالبه )
( فيا لك من خد أسيل ومنطق ** رخيم ومن وجه تعلل جادبه )
تعلل من العلل وهو الشرب مرة بعد مرة أي نظر الناظر وأعاد نظره مرة بعد مرة فلم يجد عيبا وأشعلت الدموع كثرت فتفرقت وكتيبة مشعلة أي كثيرة متفرقة ويقال أشعل السلطان جماعة في طلبه أي فرقهم ( قال ) وأنشدنا ثعلب ليزيد بن الطثرية وقال الطثرة الخصب وكثرة الخير
( بنفسي من لا يستقل بنفسه ** ومن هوان لم يحفظ الله ضائع )
( قال ) ويقال فلان سراب بقيعة أي لا يحصل منه على شيء وشراب بأنقع أي حازم كامل


( قال ) وسمي اللص لصا لأنه يجمع نفسه ويضائل شخصه ليستتر بذلك وهو من قولهم لصصت أضراسه إذا اجتمعت وتلاصقت وقال امرؤ القيس يصف كلبا
( ألص الضروس حني الضلوع ** تبوع طلوب نشيط أشر )
( قال ) ويقال السفينة من سفنته إذا قشرته كأنها تقشر الماء والحراقة من قولهم هو يحرق عليه الأرم وهي الأضراس والزلال من قولهم زل يزل والطيار من قولهم الطيران والملاح من الملح لشظف عيشه وخشونة مطعمه والحفف القيام بالأمر حفهم قام بأمرهم ورفهم أطعمهم وهو يحفه ويرفه أي يطعمه ويقوم بأمره فالحفف أن يكون المأكل بإزاء آكله والضفف أن يكون دونه وضفه الوادي والنهر جانباهما فكأن الضفف ما يكفي جانبا من العيال والقوم ولا يعمهم وأنشد لذي الرمة ( أذاك أم خاضب بالسي مرتعه ** أبو ثلاثين أمسى وهو منقلب )
قال أبو ثلاثين أي أنه قد عرف ما يصلح البيض ويفسده للتجربة فلما أحس بالمطر أجد في طلب أدحية وخص الذكر لأنه أسرع من الأنثى وقال أمسى لجده في اللحاق قبل الليل وهو منقلب لأنه قد رعى فنفسه قوية والخاضب الذي قد خضب في الربيع فهو أحسن لحاله والنعام يبيض نحو العشر فما فوقها فأراد بالثلاثين أنه قد حضن أبطنا وقال ثعلب في قول ذي الرمة
( أرى إبلي وكانت ذات زهو ** إذا وردت يقال لها قطيع )
( تكنفها الأرامل واليتامى ** فصاعوها ومثلهم يصوع )
( وطيب عن كرائمهن نفسي ** مخافة أن أرى حسبا يضيع )
أي يزهى من يملك مثلها والقطيع ما كثر وصاعوها فرقوها أي أنه نحر وفرق وأطعم وانصاع الطائر إذا مر ويقال أيضا صاع جمع ومنه الصاع ( قال أبو الحسن ) يروى غيره ضاعوها معجمة الضاد ( قال ) وأنشدنا أبو العباس عن سلمة عن الفراء


( من النفر البيض الذين إذا انتموا ** وهاب اللئام حلقة الباب قعقعوا )
البيض السادة الذين لا عيب فيهم يقدمون على أبواب الملوك بأحسابهم ومواضعهم وكبر أنفسهم وتهابها اللئام لخمولهم وقصر هممهم ( قال ) ويقال جاء نعي فلان بالتشديد إذا رفع الصوت بذكر وفاته وأصله من نعى على الناقة حملها إذا رفعه عليها ومنه نعى عليه ذنوبه إذا ذكرها وأشاد بها وقال أبو العباس في قول ابن أحمر
( وبعيرهم ساج بجرته ** لم يؤذه غرب ولا نفر )
( فإذا تجر رشق بازله ** وإذا أصاخ فإنه بكر )
يريد أنهم في خفض وخصب وأمن وعز فأموالهم راعية ساكنة ويقول وجهه لطراوته وجه بكر وهو إذا بدت أسنانه بازل وذلك لحسن حاله ( قال ) ويقال قاره يقوره إذا ختله وهو يقور الوحش أي يختلها ليصيدها ومنه قولهم قيره يقيره إذا ختله وخدعه ويقال قبح الله ثفرها وهو كناية عن الفرج أي قبح الله الموضع الذي خرجت منه ( قال ) والتفرة بالتاء المعجمة اثنتين الروضة والتفرات الرياض قال الطرماح
( لها تفرات تحتها وقصارها ** على مشرة لم تعتلق بالمحاجن )
يصف ظبية من أمن والمشرة الهاء معجمة والميم مفتوحة الشجرة الكثيرة الورق ( قال ) والطرماح من طرمح بابه إذا رفعه أي هو رفيع القدر والطرمذة لفظة عربية والطرماذا الفرس الرائع الكريم ( قال ) وسألت ابن الأعرابي عن الطرمذان وهو المتكثر

بما لا يفعل فقال لا أعرفه وأعرف الطرماذا وأنشدني سلام طرماذ على طرماذ وأنشدنا أبو العباس لبعض المحدثين هو أشجع السلمى
( ليس للعسكر إلا ** من له وجه وقاح )
( ولسان طرمذان ** وغدو ورواح )
( ولهم ما شئت عنيد ** وعلى الله النجاح )
وقال في قول الشاعر
( مخايط العكم مواديع المطي ** التاركي الرفيق بالخرق النطي )
أي لا يحلون أزوادهم ويأكلون أزواد الناس ولا يرحلون إلى الملوك والخرق الفلاة لإنخراق الريح فيها والنطي البعيد ويقال في مثل ذلك ( كيف يقطع النطي بالبطي ) والنطي البعيد والبطي البعير المبطئ يضرب مثلا للذي يروم عظائم الأمور بغير ما جد ولا انكماش ( قال أبو الحسن ) حفظي عنه محايط بغير معجمة والشعر لجميل ابن معمر ( قال أبو العباس ) ويقال أصير إليك في غد أو الذي يليه وقول الناس أو الذي أليه خطأ وإنما لم يقفوا على حق الكلمة ويقال خبيصة معقدة وأعقدت الخبيصة وغيرها من الحلواء والدواء فهي معقدة وأعقدت العسل وعقدت الحبل ( قال أبو العباس )

العهدة أول مطرة والرصدة الثانية فتلك أول ما عهدت الأرض وهذه ترصد تلك ويقال نحن ننتظر الرصدة ( قال ) والنهار عند العرب من طلوع الشمس إلى غروبها وما عدا ذلك فهو عندهم ليل مما تقدم أو تأخر ( قال أبو العباس ) والشاكلة الطريقة والشاكلة الناحية وشاكلة الجدي خاصرته لأنها ناحية منه ( قال ) ورغوة اللبن بكسر الراء أفصح من فتحها قال والوصيد الفناء وأنشد أبو العباس
( ولما قضينا من منى كل حاجة ** ومسح بالأركان من هو ماسح )
( أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا ** وسالت بأعناق المطي الأباطح )

إسمهان الجادوي 08-23-2021 02:39 PM

رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي
 
أطراف الأحاديث ما يستطرف منها ويؤثر ( قال أبو العباس ) جمع الحلي وهو يبيس النصى أحلية ولم يسمع جمعه إلا في شعر ذي الرمة
( قال ) والممرد الأملس ومنه الأمرد للين خديه وشجرة مرداء لا ورق لها ومرداء وملساء واحد ويقال زللت في المنطق وزللت في المشي وأزللت له زلة وأزللت إليه نعمة ( قال ) ويقال أمطرت السماء إذا قطرت ومطرت سالت
ويقال كلمه فما أحاك فيه وضربه فما أحاك فيه وما يحيك فيه شيء وهو أفصح من الفتح وحاك يحيك إذا ذهب وجاء ومنه الحائك
ويقال حذق الخل اللسان يحذقه حذوقا وحذق الصبي القرآن حذقا وحذق الحبل إذا انقطع ( قال ) ويقال ردحت بيتك إذا زدت فيه ووسعته ويقال لو ردحته أي لو وسعته ( قال ) والإفصاء الخروج من حر إلى برد أو من برد إلى حر ويقال لو قد أفصيت لخرجت معك وقد أفصى الناس والنسا حينئذ مفصون ومن التفصي
ويقال أحولنا في هذا المكان وأعومنا أيضا وأسنهنا وأشهرنا وأيومنا وأسوعنا ويقال أطلى الرجل إذا مالت عنقه للنوم وأطلنا

حتى أطلينا أي قعدنا حتى نعسنا ومن أطال أطلى أي من قعد نعس
ويقال أخلد إلى الأمر أي سكن إليه وأقام عليه وخلد عليه شبابه أي بقى عليه شبابه وسواد شعره ووجرته من الوجور وهو أفصح ومن الرمح أو جرته لا غير
ويقال أشط في سومه أفصح من شط ويقال ثللته هدمته وأثللته أصلحته ويقال لحدت ملت وألحدت جادلت ويقال فعال حسن وفعال جميل بالفتح والكسر خطأ ويكسر الفاء في نصاب الفأس يقال هذا فعال قوي أي نصاب قوي
والأحمس المتشدد في دينه وسميت قريش الحمس من ذلك ومنه سمى المحمس الذي تقول له العامة المحمص لأنه يقلى قليا شديدا ويقال لم يبق بيني وبينه علقة ولا علاقة فالعلقة المرة والعلاقة الحالة ( قال أبو محلم ) وقال الأصمعي بينا أنا في طريق مكة ومعي أصحابي إذا مر بنا أعرابي وهو يقول من أحس من بعير بعنقه علاط وبأنفه خزامة تتبعه بكرتان سمراوان عهد العاهد به عند البئر قلنا حفظ الله عليك يا هذا والله ما أحسسنا جملا على هذه الصفة قال وجويرية من الأعراب على حوض لها تموره فأعاد الكلام عليها فقالت اعزب لا حفظ الله عليك يا فاسق فقلنا لها ما تريدين من رجل ينشد ضالته فقالت إنما ينشد أيره وخصيتيه ( قال ) وكتب أبو محلم إلى الحذاء في نعل له عنده دنها فإذا همت تاتدن فلا تخلها تمرخد وقبل أن تقفعل فإذا ائتدنت فامسحها بخرقة غير وكبة ولا جشبة ثم أمعسها معسا رفيقا ثم سن شفرتك وأمهها فإذا رأيت عليها مثل الهبوة فسن راس الإزميل ثم سم بالله وصل على محمد صلى الله عليه وسلم ثم أنحها وكوف جوانبها كوفا رفيقا وأقبلها بقبالين أخنسين أفطسين غير خلطين ولا أصمعين وليكونا وثيقين من أديم صافي البشرة غير نمش ولا حلم ولا كدش واجعل في مقدمها كمنقار النغر فلما وصل الكتاب إلى الحذاء لم يفهم منه شيأ إلا ولا كدش فقال صيرني كداشا والله لا حذوت له نعله ( قال أبو علي ) قوله تاتدن تبتل يقال ودنت الشيء فهو مودون وودين أي بللته فهو مبلول والمودون من الناس وغيرهم القصير

الضاوي القميء وقوله تمرخدث لم أجد تفسيره في موضع رخد إذ جاء مهملا للخليل ولا لغيره والوكب والوسخ يقال وكب الثوب يوكب وكبا إذا اتسخ والوكبان بفتح الواو والكاف مشية في درجان ومنها اسم الموكب والجشب الغليظ والمجشاب مثله قال أبو زيد
( توليك كشحا لطيفا ليس مجشابا ** )
وطعام جشب ليس معه إدام ويقال للرجل الذي لا يبالي ما أكل ولم ينل أدما إنه لجشب المأكل وقد جشب جشوبة والمعس الدلك يقال معس الأديم وغيره يمعسه معسا إذا دلكه ومعس الرجل المرأة يمعسها إذا نكحها وقال الراجز في نعت السيل
( يمعس بالماء الجواء معسا ** ) ويقال اقفعلت أنامله إذا تشنجت من برد أو كبر قال الشاعر
( رأيت الفتى يبلى إذا طال عمره ** بلى الشن حتى تقفعل أنامله )
ويقال أمهيت الحديدة إمهاء إذا حددتها وأمهيتها إذا سخنتها بالناء ثم ألقيتها في الماء لتسقيها فهي ممهاة قال امرؤ القيس في سهم الرامي
( راشه من ريش ناهضة ** ثم أمهاه على حجره )
وأمهى شرابه ولبنه إذا أرقه ولبن مهو وقد مهو اللبن يمهو مهاوة والأزميل الأشفى قال عبدة بن الطبيب
( عيهمة ينتحي في الأرض منسمها ** كما انتحى في أديم الصرف إزميل )
ويقال خرج فلان فخلف أزمله وأزمله بفتح الميم وضمها أي أهله والإزمول من الوعول المصوت بكسر الهمزة وفتح الميم ويقال سمعنا أزمل القوم أي أصواتهم وجمعه أزامل قال هميان بن قحافة السعدي


( تسمع في أجوافها لجالجا ** أزاملا وزجلا هزامجا )
وكوفها دورها بعد ما تنحيها أي تقصد نحو مثالها في تدويرها وقال يعقوب يقال تركتهم في كوفان بضم لكاف وسكون الواو أي في أمر مستدير وقال ابن الأعرابي يقال بنو فلان في كوفان مشدد الواو أي في أمر مكروه شديد وهذا قريب من الأول كأنه لكراهيته تحير أهله فهم يستديرون وقال الكلابيون الخلط من الرجال بفتح الخاء وكسر اللام بلا ياء هو الذي يختلط بالناس وهو في وجهين فأحدهما الذي يخالط الناس بما يحبون وهو مدح وأما الآخر فهو الذي يلقى متاعه ونساءه بين الناس فيخالطهم وهو عيب فكأنه كره أن يكون قبال نعله ملفقا من أديمين وذلك محمود في نعال النساء مكروه في حذاء الرجال وقوله ولا أصمعين أي رقيقين غير نمش ولا حلم ولا كدش والحلم بفتح الحاء واللام دود يقع في الجلد فيأكله فإذا دبغ وهى موضع الحلم فيقال أديم حلم ونغل وأديم نمش أيضا ومن ذلك يقال نمش الجراد والدبا ا لأرض بنمشها نمشا إذا أكل الكلا ونزل ويقال ما به كدشة بفتح الكاف وسكون الدال أي ما به داء والكداش بتشديد الدال الكرى والكدش بفتح الكاف وسكون الدال الكسب يقال كدش لأهل يكدش كدشا إذا اكتسب لهم وما كدشت شيأ أي ما أخذته والكدش أيضا السوق والحث ( قال أبو علي ) قال أبو بكر بن أبي الأزهر أنشدنا أبو العباس المبرد لسعيد بن حميد
( تمتع من الدنيا فإنك فاني ** وإنك في أيدي الحوادث عانى )
( ولا ياتين يوم عليك وليلة ** فتخلو من شرب وعزف قيان )
( فإني رأيت الدهر يلعب بالفتى ** وينقله حالين يختلفان )
( فأما التي تمضي فأحلام نائم ** وأما التي تبقى لها فأماني )


( قال أبو علي ) قال أبو بكر حدثني أبي عن العباس بن ميمون قال سمعت ابن عائشة يقول حدثني أبي عن عوف الأعرابي قال سأل رجل الحسن البصري عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه فقال أعن رباني هذه الأمة تسأل لم يكن بالسروقة لمال الله ولا بالملولة لحق الله أعطى القرآن عزائمه فيما عليه وله حتى أورده الله على رياض مونقه وجنان غسقه ذاك علي بن أبي طالب يا لكع ( قال ) وحدثني أبي عن العباس بن ميمون قال حدثني سليمان الشاذكوني والحسن بن عنبسة الوراق قال حدثنا حفص بن غياث عن أشعث بن سوار قال نال عدي بن أرطاة على المنبر من علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال فالتفت إلى الحسن وإن دموعه لتسيل على خده ولحيته فقال لقد ذكر هذا اليوم رجلا إنه لولي رسول الله في الدنيا ووليه في الآخرة ( قال ) وحدثني أبو بكر عن أبيه عن العباس بن ميمون قال حدثني سليمان بن داود عن حماد بن زيد عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين قال إن كان أحد يعلم متى أجله فإن علي بن أبي طالب كان يعلم متى أجله قال العباس فحدثت به ابن عائشة فقال أنت تعلم يا ابن أخي أنه قاتل يوم الجمل فلم يتكلم ويوم صفين فلم يتكلم ولقد لقي ليلة الهرير ما لقي فلم يتخوف ولم ينطق بشيء فلما رجع إلى الكوفة بعد قتله الخوارج قال ألا ينبعث أشقاها ليخضبن هذه من هذه ( قال ) وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو جعفر محمد بن عثمان قال وحدثنا منجاب بن الحرث قال أخبرنا بشر بن عمارة عن محمد بن سوقة قال أتى عليا رضي الله تعالى عنه رجل فقال يا أمير المؤمنين ما الإيمان أو قال كيف الإيمان فقال الإيمان على أربع دعائم على الصبر واليقين والعدل والجهاد والصبر على أربع شعب على الشوق والشفق والزهادة والترقب فمن اشتاق إلى الجنة سلاعن الشهوات ومن أشفق من النار رجع عن الحرمات ومن زهد في الدنيا تهاون بالمصيبات واليقين على أربع شعب على تبصرة الفطنة وتأويل الحكمة وموعظة العبرة وسنة الأولين فمن تبصر الفطنة تأول الحكمة ومن تأول الحكمة عرف العبرة ومن عرف العبرة فكأنما كان في

الأولين والعدل على أربع شعب على غامض الفهم وزهرة الحلم وروضة العلم وشرائع الحكم فمن فهم فسر جميع العلم ومن علم عرف شرائع الحكم ومن حلم لم يفرط أمره وعاش في الناس والجهاد على أربع شعب على الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والصدق في المواطن وشنآن الفاسقين فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن ومن نهى عن المنكر أرغم أنف المنافق ومن صدق في المواطن فقد قضى الذي عليه ومن شنيء الفاسقين فقد غضب لله ومن غضب لله غضب الله له ( قال ) فقام الرجل فقبل رأسه فقال علي كرم الله وجهه أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما
( وفاة الحجاج بن يوسف الثقفي ) قال وحدثني أبو بكر قال حدثني أبي قال حدثنا أحمد ابن عبيد في أخبار الحجاج بن يوسف أنه لما حضرته الوفاة وأيقن بالموت قال أسندوني وأذن للناس فدخلوا عليه فذكرت الموت وكربه واللحد ووحشته والدنيا وزوالها والآخرة وأهوالها وكثرة ذنوبه وأنشأ يقول
( إن ذنبي وزن السماوات والأرض ** وظني بخالقي أن يحابي )
( فلئن من بالرضا فهو ظني ** ولئن مر بالكتاب عذابي )
( لم يكن ذاك منه ظلما وهل يظلم رب يرجى لحسن المآب ** )
ثم بكى وبكى جلساؤه ثم أمر الكاتب أن يكتب إلى الوليد بن عبد الملك بن مروان أما بعد فقد كنت أرعى غنمك أحوطها حياطة الناصح الشفيق برعية مولاه فجاء الأسد فبطش بالراعي ومزق المرعي كل ممزق وقد نزل بمولاك ما نزل بأيوب الصابر وأرجو أن يكون الجبار أراد بعبده غفرانا لخطاياه وتكفيرا لما حمل من ذنوبه ثم كتب في آخر الكتاب
( إذا ما لقيت الله عني راضيا ** فإن شفاء النفس فيما هنالك )


الساعة الآن 04:26 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)