براعم شعاع كل مايخص الاطفال- برامج تعليمه- صور- مواضيع- قصص |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-30-2013 | #71 |
| بين المسلمين وبقية الأطراف بين المسلمين وبقية الأطراف : كان عهد الحديبية ميثاقاً ينص على وضع الحرب عشر سنين ، وبفضل هذا العهد أمن رسول الله من أكبر عدو له في جزيرة العرب ، وهم قريش ، وتفرغ لتصفية الحساب مع أخبث عدو له مكراً وكيداً وغدراً وإغراء للأحزاب . وهم اليهود . وكانوا متمركزين في خيبر وما وراءها في جهة الشمال . وبينما هو يستعد للخروج إليهم حدثت حادثة أخرى خفيفة ، وهي غزوة الغابة . |
|
10-30-2013 | #72 |
| غزوة خيبر غزوة خيبر : وفي المحرم سنة سبع من الهجرة خرج رسول الله إلى خيبر ، وجاء من تخلف عن الحديبية ليؤذن له فنادى في الناس أن لا يخرجوا معه إلا رغبة في الجهاد ، أما الغنيمة فلا يعطى لهم منه شيء . فلم يخرج معه إلا أصحاب الشجرة ، وكانوا ألفاً وأربعمائة ، واستعمل على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري . ثم سلك الجادة المعروفة الموصلة إلى خيبر ، حتى إذا كان في منتصف الطريق تقريباً اختار طريقاً آخر يوصله إلى خيبر ، حتى إذا كان في منتصف الطريق تقريباً اختار طريقاً آخر يوصله إلى خيبر من جهة الشام ، ليحول بينهم وبين فرارهم إلى الشام . وبات الليلة الأخيرة قريباً من خيبر ، ولم تشعر به اليهود ، فلما أصبح صلى الفجر بغلس ، ثم ركب هو والمسلمون متجهين إلى مساكن خيبر ، أما اليهود فقد خرجوا بمساحيهم ومكاتلهم ليعلموا في أرضهم وهم لا يعلمون ، فلما رأوا الجيش رجعوا هاربين يقولون : محمد ، والله محمد والخميس . فقال النبي : " الله أكبر ، خربت خيبر ، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين " . وخيبر على بعد 171 كيلومتراً شمالي المدينة وكانت مساكنها منقسمة إلى ثلاثة أشطر : النطاة ، والكتيبة ، والشق . فالنطاة ثلاثة حصون : حصن ناعم ، وحصن الصعب بن معاذ ، وحصن قلعة الزبير . والشق حصنان : حصن أبي ، وحصن النزار . والكتيبة ثلاثة حصون : حصن القموص ، وحصن الوطيح ، وحصن السلالم . وكانت في خيبر حصون وقلاع أخرى صغيرة لم تكن تبلغ مبلغ هذه الحصون في القوة والمناعة . |
|
10-30-2013 | #73 |
| غزوة ذات الرقاع غزوة ذات الرقاع : ثم ألقى الله الرعب في قلب العدو فتفرق جمعه ، وعاد رسول الله إلى المدينة . وسميت هذه الغزوة بذات الرقاع ، لأن أقدام المسلمين نقبت لأجل المشي ، فلفوا عليها الخرق ، وهي الرقاع ، وقيل : لأن أراضيها وجبالها ذات ألوان مختلفة كأنها رقاع ، قيل : بل هي اسم لمكان الغزوة . |
|
10-30-2013 | #74 |
| عمـــــرة القضــاء عمـــــرة القضــاء : وأحرم من ذي الحليفة ولبى . ولبى معه المسلمون ، وواصل سيرة حتى إذا بلغ وادي يأجج وضع السلاح ، وخلف عليها أوس بن خولي الأنصاري ، في مائتين من الصحابة ، وتقدم بسلاح الراكب : السيوف في القرب . فدخل مكة من ثنية كداء التي تطلعه على الحجون . وهو على ناقته القصواء ، والمسلمون متوشحون السيوف ، محدقون به ، يلبى ويلبون ، حتى دخل المسجد الحرام ، فاستلم الحجر الأسود بمحجنه ، ثم طاف – وهو على راحلته – وطاف معه المسلمون ، ويرملون حول البيت ، كاشفين مناكبهم اليمنى ، شأن الفتوه والقوة ، وعبدالله بن رواحة بين يدي رسول الله متوحشاً بالسيف ، يقول : خلوا بني الكفار عن سبيله خلوا ، فكل الخير في رسوله اليوم نضربكم على تأويله كما ضـربناكم علـى تنزيله ضرباً يزيل الهام عن مقيله ويذهـل الخليل عن خليـله وكان المشركون جالسين على جبل قعيقعان – شمالي الكعبة – وقد قالوا فيما بينهم : إنه يقدم عليكم وفد قد وهنتهم حمى يثرب ، فلما رأوا المسلمين يرملون قالوا : هؤلاء أجلد من كذا كذا ، وكان رسول الله أمرهم أن يرملوا في الأشواط الثلاثة الأولى ليرى المشركين قوتهم . إلا ما بين الركن اليماني والحجر الأسود ، فإنه في الجنوب ، في جهة لم يكن يراها المشركون . فلما فزع من الطواف سعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط ، ثم نحر هديه عند المروة ، وحلق رأسه ، وكذلك فعل المسلمون ، ثم بعث رجالاً من الصحابة إلى بطن يأجج ليكونوا على السلاح ، ويأتي من بقى هناك من الصحابة فيؤدوا نسكهم . وأقام بمكة ثلاثة أيام تزوج خلالها ميمونة بنت الحارث الهلالية – وكانت زوجة سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب وخالة ابن العباس – فلما بلغتها الخطبة وكل أمرها إلى العباس ، فزوجها العباس بالنبي ، وهو حلال ، فإنه اعتمر أول ما دخل مكة ، ثم حل فبقى حلالاً . وفي صبيحة اليوم الرابع غادر رسول الله مكة راجعاً إلى المدينة ، فلما بلغ سرف على بعد تسعة أميال من مكة نزل بها وأقام ، وهناك زفت إليه ميمونة – رضي الله عنها – فبنى بها . ثم عاد إلى المدينة فرحاً مسروراً بما حباه الله من تصديق رؤياه ، وشرفه بطواف بيته . ومن عجيب قدر الله أن ميمونة – رضي الله عنها – لما توفيت كانت بسرف فدفنت هناك . وبعد رجوعه من عمرة القضاء أرسل عدة سرايا إلى جهات متعددة أهمها سرية مؤتة ، ثم سرية ذات السلاسل . |
|
10-30-2013 | #75 |
| معركة مؤتة معركة مؤتة : [ جمادي الأولى سنة 8 هـ ] سبق في ذكر كتب رسول الله إلى الملوك والأمراء أن شرحبيل بن عمرو الغساني كان قد قتل الحارث بن عمير t ، حامل كتاب رسول الله إلى عظيم بصري ، وكان ذلك بمثابة إعلان الحرب ، فلما بلغ ذلك زيد بن الحارثة ، وقال : إن قتل زيد فجعفر ، وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة ، وعقد لواءًا أبيض حمله زيد بن حارثة . وأوصاهم أن يأتوا مقتل الحارث بن عمير فيدعوهم على الإسلام ، فإن أبوا قاتلوهم ، وقال : اغزوا باسم الله ، في سبيل الله ، قاتلوا من كفر بالله ، ولا تغدروا ، ولا تغلوا ، ولا تقتلوا وليداً ، ولا امرأة ، ولا كبيراً فانياً ، ولا منعزلاً بصومعة ، ولا تقطعوا نخلاً ، ولا شجرة ن ولا تهدموا بناء . وشيع الجيش إلى ثنية الوداع ، ثم ودعه ، فسار الجيش حتى نزل معان – بجنوب الأردن – فبلغهم أن هرقل نازل بمآب في مائة ألف من الروم . انضم إليهم من متنصرة العرب مائة ألف ، فتشاوروا ليلتين هل يكتبون ذلك إلى رسول الله ويطلبون منه المدد – إنما يقدمون على الحرب ؟ فشجعهم ابن رواحة بأن الذي تكرهونه – وهي الشهادة – إنما خرجتم تطلبونه . ونحن ما نقاتل بعدد ولا قوة ولا كثرة ، وإنما نقاتل بهذا الدين الذي أكرمنا الله به . وما هي إلا إحدى الحسنيين ، إما الظهور وإما الشهادة ، فقالوا : صدق والله ابن رواحة ، فتقدموا ونزلوا بمؤتة ، وتعبؤوا وتهيؤوا للقتال . ودارت معركة عنيفة ورهيبة ، وعجيبة في تاريخ البشر : ثلاثة آلاف مقاتل يواجهون جيشاً عرمرماً – مائتي ألف – ويصمدون في وجهه . وهذا الكم الهائل من المدججين بالسلاح يهجم عليهم طول النهار ، ويفقد كثيراً من أبنائه وأبطاله ، ولا ينجح في دحرهم . أخذ راية المسلمين زيد بن حارثة فقاتل وقاتل ، ثم قاتل وقاتل حتى شاط في رماح القوم ، وخر شهيداً في سبيل ربه ، ثم أخذ الراية جعفر بن أبي طالب فقاتل وقاتل ، حتى إذا أرهقه القتال اقتحم عن فرسه الشقراء وعقرها ، ثم قاتل حتى قطعت يمينه ، فأخذ الراية بشماله ، فلم يزل رافعاً لها حتى قطعت شماله ، فاحتضنها بعضديه حتى أبقاها تخفق في جو السماء ، إلى أن قتل بعد أن أصابته بضع وتسعون من طعنة ورمية ، كل ذلك فيما أقبل من جسده ، وجاءت نوبة عبدالله بن رواحة فأخذ الراية وتقدم ، واقتحم عن فرسه المعمعة ،ثم لم يزل يقاتل حتى قتل . وحتى لا تسقط الراية أخذها ثابت بن أرقم وقال للمسلمين : اصطلحوا على رجل ، فاصطلحوا على خالد بن الوليد ، وبذلك انتقلت الراية إلى سيف من سيوف الله ، وتقدم خالد بن الوليد فقاتل قتالاً منقطع النظير حتى انقطعت في يده تسعة أسياف ، وأخبر رسول الله أصحابه بالمدينة في نفس اليوم بمقتل القواد الثلاثة ، وبانتقال القيادة إلى خالد بن الوليد ، وسماه سيفاً من سيوف الله . وبانتهاء النهار رجع الفريقان إلى مقرهما ، فلما أصبحوا غير خالد t ترتيب العسكر ، فجعل الساقة مقدمة ، والمقدمة ساقة ، والميسرة ميمنة ، والميمنة ميسرة ، فظن العدو أن المدد قد وصل للمسلمين فداخله الرعب ، وبعد مناوشة خفيفة بدأ خالد يتأخر بالمسلمين ، فلم يجترئ العدو على التقدم ، خوفاً من أن تكون خدعة ، فانحاز المسلمون إلى مؤتة ، ومكثوا سبعة أيام يناوشون العدو ، ثم تحاجز الفريقان وانقطع القتال ، لأن الروم ظنوا أن الإمدادات تتوالى على المسلمين ، وأنهم يكيدون بهم ليجروهم إلى الصحراء حيث لا يمكنهم التخلص ، وبذلك كانت كفة المسلمين راجحة في هذه الغزوة . وقتل في هذه الغزوة اثنا عشر رجلاً من المسلمين ، أما عدد قتلى العدو فلم يعرف ، إلا أنهم قتلوا بكثرة . |
|
10-30-2013 | #76 |
| الفتح الأعظم : فتح مكة المكرمــة السبب والاستعداد والإخفاء : وفي رمضان سنة 8 من الهجرة فتح الله تعالى لرسوله مكة المكرمة ، وهو الفتح الأعظم ، وأعز الله به دينه ورسوله ، وأنقذ به بيته وبلده ، واستبشر به أهل السماء ، ودخل به الناس في دين الله أفواجاً . وسببه أن بني بكر دخلوا مع قريش في عهد الحديبية ، وكانت بينهم وبين خزاعة دماء وثأرات في الجاهلية اختفت نارها بظهور الإسلام ، فلما وقعت هدنة الحديبية اغتنمها بنو بكر ، وأغاروا في شهر شعبان سنة 8 هـ على خزاعة ليلاً ، وهم على ماء يقال له : الوتير ، فقتلوا منهم ما يربو على عشرين ، وطاردوهم إلى مكة حتى قاتلوهم فيها ، وأعانتهم قريش سراً برجال وسلاح وكانت خزاعة قد دخلت مع المسلمين في عهد الحديبية ، وكان قد أسلم عدد منهم ، فأبلغوا رسول الله الخبر ، فقال : والله لأمنعنكم مما أمنع نفسي منه . وأحست قريش بسوء فعلتها ، وخافت نتائجها ، فأسرعت بإرسال أبي سفيان إلى المدينة ليشد العقد ويزيد في المدة ، فلما جاء المدينة نزل على ابنته أم المؤمنين أم حبيبة – رضي الله عنها ، وأراد أن يجلس على فراش أم رغبت به عني ؟ قالت : هو فراش رسول الله ، وأنت مشرك نجس . قال : والله لقد أصابك بعدي شر . ثم جاء رسول الله فكلمه فلم يرد شيئاً ، فذهب إلى أبي بكر ليكلم رسول الله فقال : ما أنا بفاعل . فأتى عمر فأبى ، وشدد في الكلام ، فأتى عليا فاعتذر ، وأشار عليه أن يجير بين الناس ويرجع ، ففعل . أما رسول الله فتجهز للغزو ، وأمر أصحابه بذلك ، واستنفر الأعراب الذين حول المدينة ، وكتم الخبر ، ودعا الله :" اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش ، حتى نبغتها في بلادها " . وزيادة في الكتمان أرسل أبا قتادة t في أوائل رمضان إلى بطن إضم ، وعلى بعد ستة وثلاثين ميلاً من المدينة ، ليظن الظان أنه يريد هذه الناحية . وكتب حاطب بن أبي بلتعة كتاباً إلى قريش يخبرهم فيه بمسير رسول الله إليهم ، وأعطاه امرأة على جعل ، فأتى رسول الله الخبر من السماء ، فأرسل عليا والمقداد والزبير ومرثداً الغنوي ، وقال : انطلقوا إلى روضة خاخ ، فإن بها ظعينة معها كتاب ، فخذوه منها ، فأتوها وطلبوا ]فأتوا به رسول الله ، فقال : ما هذا يا حاطب ؟ فأعتذر بأن في مكة أهلاً وعشيرة وولداً ، وليست له فيهم قرابة يحمونهم لأجلها ، فأراد أن يتخذ عندهم يداً يحمون بها أهله ، ولكم يفعله ارتداداً عن الإسلام ، ورضىً بالكفر ، فقال عمر ، دعني يا رسول الله أضرب عنقه ، فإنه قد خان الله ورسوله ، وقد نافق . فقال :" إنه قد شهد بدراً ، وما يدريك لعل الله أطلع على أهل بدر ، فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " ، فذرفت عينا عمر ، وقال : الله ورسوله أعلم . |
|
10-30-2013 | #77 |
| غـزوة حنين غـزوة حنين : وعلم رسول الله rبتجمعهم فخرج من مكة يوم السبت السادس من شهر شوال ، ومعه اثنا عشر ألف مقاتل ، واستعار من صفوان بن أمية مائة درع بأداتها ، واستعمل على مكة عتاب بن أسيد . وفي الطريق رأى المسلمون سدرة عظيمة كانت تعلق عليها العرب أسلحتهم ، ويذبحون ويعكفون عندها ، يقال لها : ذات أنواط . فقال بعضهم لرسول الله : اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط . فقال :" الله أكبر . قلتم كما قال قوم موسى لموسى : اجعل لنا آلها كما لهم آلهة . قال : إنكم قوم تجهلون . إنها السنن . لتركبن سنن من كان قبلكم ". وقال بعضهم نظراً لكثرة الجيش : لن نغلب اليوم . فشق ذلك على رسول الله . ولما كان عشية جاء فارس وأخبره بخروج هوزان بظعنهم ونعمهم وشائهم ، فتبسم وقال : تلك غنيمة المسلمون غداً إن شاء الله , وفي الليلة العاشرة من شهر شوال سنة 8هـ وصل رسول الله إلى وادي حنين . فعبأ جيشه سحراً قبل يدخل ، فأعطى لواء المهاجرين لعلي بن أبي طالب ، ولواء الأوس لأسيد بن حضير ، ولواء الخزرج للحباب بن المنذر ، وأعطي ألوية لقبائل أخرى . ولبس درعين والبيضة والمغفر، ثم بدأت مقدمة الجيش تنحدر بالوادي ، وهي لا تعلم بوجود كمائن العدو فيه ، فبينما هي تنحط فيه إذ العدو يمطر عليهم النبال كأنها جراد منتشر ، وشد عليها شدة رجل واحد ، فاضطربت مقدمة الجيش بهذه المفاجأة ، وانكشف عامة من كان فيها من المسلمين ، وتبعهم من كان خلفهم ، فصارت هزيمة عامة . وسر ذلك بعض المشركين وبعض حديثي العهد بالإسلام ، فقال أبو سفيان : لا تنتهي هزيمتهم دون البحر ، وقال أخ لصفوان : ألا بطل السحر اليوم . وقال له آخر : أبشر بهزيمة محمد وأصحابه ، فوالله لا يجبرونها أبدا . فغضب عليهما صفوان – وهو مشرك – وعكرمة بن أبي جهل ـ وهو حديث العهد بالإسلام ـ وانتهراهما . أما رسول الله فثبت في قليل من المهاجرين والأنصار ، وطفق يركض بغلته ليتقدم نحو العدو ، وهو يقول : أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب وأخذ أبو سفيان بن الحارث بلجام بغلته ، والعباس بركابه لئلا يسرع نحو العدو ، فنزل رسول الله عن البغلة ودعا ربه واستنصره ، وأمره العباس ، وكان جهوري الصوت ، أن ينادي أصحابه ، فنادى – وملأ الوادي بصوته – ألا ! أين أصحاب السمرة ؟ فعطفوا نحو الصوت عطفة البقر على أولادها ، يقولون لبيك ، لبيك ، حتى إذا اجتمع منهم مائة استقبلوا العدو ، واقتتلوا . وصرفت الدعوة إلى الأنصار ، ثم إلى بني الحارث بن الخزرج ، وتلاحقت كتائب المسلمين ، واحدة تلو الأخرى ، حتى اجتمع حوله جمع عظيم ، وأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ، وأنزل جنوداً لم تروها ، فكر المسلمون واحتدم القتال ، فقال :" الآن حمي الوطيس " وأخذ قبضة من تراب فرمي بها وجوه القوم ، وقال : شاهت الوجوه ، فملأ أعينهم تراباً ، فلم يزل حدهم كليلاً وأمرهم مدبراً ، حتى تفرقوا وهربوا ، وتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون ،حتى أخذوا النساء والذراري ، وأسروا كثيراً من المحاربين ، وجرح يومئذ خالد بن الوليد جراحات بالغة . وأسلم كثير من مشركي مكة لما رأوا من عناية الله برسوله . |
|
10-30-2013 | #78 |
| غزوة الطائف غزوة الطائف : ثم تقدم إلى الطائف ، ومر في الطريق بحصن لمالك بن عوف النصري فأمر بهدمه ، ولما وصل إلى الطائف وجد العدو قد تحصن به ، ومعه قوت سنة ، ففرض عليه الحصار ، وكان المسلمون نازلين قريباً من العدو ، فرشقهم بالنبال حتى أصيب عدد من المسلمون بجراحات ، فارتفعوا إلى محل مسجد الطائف اليوم . واختار المسلمون عدة تدابير لإرغام العدو على النزول ، ولكنها لم تنجح ، وكان خالد بن الوليد يخرج كل يوم يدعوهم إلى المبارزة ، فلم يخرج منهم أحد ، ونصب عليهم المنجنيق فلم يؤثر . ودخل جمع من أبطال المسلمين تحت دبابتين لينقبوا في جدار الحصن ، فرمى العدو عليهم قطعات من حديد محماة بالنار ، فاضطروا إلى الرجوع ، ولم يتمكنوا من نقب الجدار ، وقطعت أعنابهم ونخيلهم فناشدوا الله والرحم فتركت ، ونادى منادي رسول الله أيما عبد نزل إليها من الحصن فهو حر . فنزل ثلاثة وعشرون عبداً فيهم أبو بكرة – تسور حصن الطائف ، وتدلى منه ببكرة يستقي عليها ، فكناه رسول الله بأبي بكرة فشق فرار هؤلاء العبيد عليهم . وطال الحصار دون جدوى – فقد دام حوالي عشرين يوماً . وقيل شهراً كاملاً – فاستشار رسول الله نوفل بن معاوية الديلي ، فقال : هم ثعلب في جحر ، إن أقمت عليه أخذته ، وإن تركته لم يضرك فأمر بالرحيل . وطلب بعض المسلمين أن يدعو عليهم فقال : اللهم اهد ثقيفاً وأت بهم مسلمين . |
|
10-30-2013 | #79 |
| غزوة تبوك غزوة تبوك : كانت لمعركة مؤته سمعة سيئة للرومان ، وقواتهم ، فقد كان لنجاح المسلمين – وهم ثلاثة آلاف فقط – في درع مائتي ألف من قوات الرومان أثر بالغ في نفوس القبائل العربية المجاورة للشام ، وأخذت هذه القبائل تتطلع إلى الاستقلال ، فرأى الرومان أن يقوموا بغزوة حاسمة يقضون بها على المسلمين في عقر دارهم ، المدينة المنورة . |
|
10-30-2013 | #80 |
| كلمــة حــول الغـزوات كلمــة حــول الغـزوات : كانت كلمة الحرب تعني في الجاهلية القتل والفتك والإحراق والتدمير والنهب والسلب وهتك الأعراض والإفساد في الأرض ، وإهلاك الحرث والنسل دون رحمة ولا هوادة ، فلما جاء الإسلام غير هذا المعنى تغييراً تاماً ، فجعل الحرب سبيلاً لنصرة المظلومين ، وكبت الظالمين ، ووسيلة لبسط الأمن والسلام على الأرض ، وذريعة لإقامة العدل ، وإنقاذ الضعفاء من براثن الأقوياء ولإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام . ولم تكن من شيمة العرب أن يخضعوا لأحد ، مهما طال القتال ، ومهما غلا الثمن ، فقد دام القتال بين بكر وتغلب في حرب البسوس أربعين عاماً ، وكانت ضحيتها حوالي سبعين ألف مقاتل ، ولم يخضع أحدهما للآخر ، ودامت حروب الأوس والخزرج أكثر من مائة عام ، ولم يخضع أحدهما للآخر ، فهذه هي شيمة العرب قبل الإسلام : مواصلة الحروب ، وعدم الخضوع للعدو . ثم جاء النبي بالإسلام فواجهته العرب بنفس الأسلوب ، وجروه إلى ساحة القتال ، ولكنه واحههم بأسلوب آخر حكيم ، حتى فتح قلوبهم قبل أن يفتح بلادهم ، وإذا قارنت حصائد غزواته ونتائجها بنتائج حروب الجاهلية ترى عجباً عجباً ، فمجموع من قتل في جميع غزواته وحروبه من المسلمين والمشركين واليهود والنصارى هم في حدود ألف قتيل فقط ، والمدة التي استغرقتها هذه الغزوات لا تزيد على ثمانية أعوام ، ولكنه في هذه الفترة القليلة ، وبإهراق هذا القدر القليل من الدم أخضع الجزيرة العربية كلها تقريباً ، وبسط الأمن والسلام في أقصى ربوعها وأرجائها ـ أترى أن هذا يمكن بقوة السيف ؟ ولا سيما بالنسبة لأولئك الذين كانوا يتفانون في الحروب لأمور تافهة ، ويضحون بالآلاف بعد الآلاف دون أن يتصور منهم الخضوع ؟ كلا . بل إنها نبوة ورحمة ، ورسالة وحكمة . ودعوة ومعجزة ، وفضل من الله ونعمة . |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 5 : | |
, , , , |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حب الرسول صلى الله عليه وسلم | أم انس السلفية | شعاع الصوتيات والمرئيات للدروس الدينيـة | 4 | 06-23-2014 12:26 AM |
شجرة نسب الرسول صلى الله عليه و سلم | أم انس السلفية | شعاع السيرة النبوية، الصحابة و السلف الصالح | 15 | 04-27-2014 01:06 AM |
نسب الرسول صلى الله عليه وسلم | أم يعقوب | شعاع السيرة النبوية، الصحابة و السلف الصالح | 7 | 04-02-2014 05:52 PM |
موقع رائع :. سيرة النبي صلى الله عليه وسلم بأكثر من ثمان لغات.: | لؤلؤة الخير | شعاع السيرة النبوية، الصحابة و السلف الصالح | 2 | 03-21-2014 03:34 AM |
حـب الرسول - صلى الله عليه وسلم - | ام مصطفى | شعاع السيرة النبوية، الصحابة و السلف الصالح | 2 | 12-04-2013 06:14 PM |