شعاع العلوم الشرعية مقالات- ارشاد- توجيه- خواطر تهدف للدعوة الى الله- حملات دعوية و ثقافة إسلامية.... |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||||||||||||
| ||||||||||||
الغيبة و البهتان و النميمة ا لغيبة: ما يقال في غياب الشخص، غاية الأمر أنَّه بقوله هذا يكشف عيباً من عيوب الناس، سواء كان عيباً جسدياً أو أخلاقياً، أو في الأعمال أو في المقال، بل حتى في الأمور المتعلقة به كاللباس والبيت والزوج والأبناء وما إلى ذلك. فبناء على هذا ما يقال عن الصفات الظاهرة للشخص الآخر لا يُعد اغتياباً، إلا أن يراد منه الذم والعيب فهو في هذه الصورة حرام، كما لو قيل في مقام الذم أن فلاناً أعمى أو أعور أو قصير القامة وما إلى ذلك. فيتضح من هذا أنَّ ذكر العيوب الخفية بأي قصد كان يعد غيبة، وذكر العيوب الظاهرة إذا كان بقصد الذم أو كان فيه أذية فهو حرام سواء أدخلناه في مفهوم الغيبة أم لا. كلُّ هذا في ما لو كانت هذه العيوب في الطرف الآخر واقعية، البهتان .أما إذا لم تكن صحيحة أصلاً فتدخل تحت عنوان البهتان، وإثمه أشد من الغيبة بمراتب. ففي حديث عن الإمام الصادق عليه السلام: "الغيبة أن تقول في أخيك ما ستره الله عليه، وأمّا ما هو ظاهر فيه مثل الحدة والعجلة فلا، والبهتان أن تقول ما ليس فيه"1. أما النميمة: فهو أن ينقل شخص كلاماً سمعه من شخص واقعاً أو اخترعه من نفسه إلى شخص آخر بقصد الفتنة بين شخصين. التحذير من الغيبة والبهتان والنميمة المستقرئ لآيات القرآن الكريم والروايات يلاحظ أنَّ الغيبة والنميمة من الكبائر، فقد أوعد الله عليهما بالنار فقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾(النور:19). ويقول سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ﴾(الحجرات:12). في هذه الآية الشريفة احتمالان: أحدهما: أنَّها في مقام بيان كيفية العذاب الأخروي للمغتاب، حيث تتجسّم الغيبة في الآخرة بصورة أكل ميتة الشخص المستغاب، والشاهد على هذا الاحتمال رواية عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنه نظر في النار ليلة الإسراء فإذا قوم يأكلون الجيف فقال يا جبرائيل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحم الناس2. والاحتمال الآخر: هو أنَّ المراد أنَّ الغيبة هي بمنزلة أكل لحم المستغاب ميتاً من ناحية الحكم، فكما أنَّ أكل الميتة من الذنوب الكبيرة فكذلك الغيبة. وقال تعالى: ﴿وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ﴾(الهمزة:1). وهذا وعيد من الله سبحانه لكل مغتاب مشّاء بالنميمة مفرِّق بين الأحبة. وأما "وَيْلٌ": فهو اسم لدركة من دركات جهنم، أو اسم لواد فيها، وتستعمل للتعبير عن شدّة العذاب. ويقول تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ﴾(الرعد:25). فالمستغيب والنمّام يقطعون ما أمر الله بوصله، ومفسدون في الأرض، إذ أنه بدل أن يوجد العلاقة والإلفة والمحبة بين المسلمين ويقوِّي وحدتهم، يوجد الفرقة والنفرة والعداوة بينهم. ويقول تعالى: ﴿وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ﴾(البقرة:191). وفي آية أخرى: ﴿وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ﴾(البقرة:217). وظاهر أنَّ الشخص النمَّام والمستغيب يشعلان نار الفتنة. بناء على هذا فإنَّ الغيبة والبهتان والنميمة من الذنوب الكبيرة، التي جاء الوعيد عليها، فلا ينبغي استصغار هذه الذنوب. بعض حكم تحريم الغيبة والبهتان والنميمة (1) أن كلاً منهم يؤدى إلى إزالة أى مودة وإماتة لكل محبة. (2) أن كلاً منهم يؤدى إلى الإفساد بين الناس والعداوة والتنافر والخصام. (3) أن فى كل منهم تعويد للفرد على الغدر والكذب والخيانه والحسد. (4) أن كلاً منهم ينطوى على خِسة وجُبن وضعف ودناءة وعدم مروءة وطعن من الخلف. (5) أن كلاً منهم يتناول أعراض الناس وكرامتهم وحرماتهم وهم غائبون. (6) أن كلاً منهم يفضى إلى السب والشتم. (7) أن كل منهم يؤدى إلى غفلة الفرد عن عيوبه وانشغاله بعيوب الآخرين. ولذا، فإن كل منهم يجلب سخط الله وغضبه وعقابه فى الدنيا والآخرة مالم يتب مرتكبها. أ سباب ودوافع الغِيبة والبُهتان والنَّميمة هناك العديد من الأسباب التى قد تدفع الفرد إلى الغِيبة والبُهتان والنَّميمة، ولذا كان لا بد من التعرف على هذه الأسباب لتجنبها، وأهم هذه الأسباب ما يلى: (1) الحسد، إذ قد يكون فى ثناء البعض ومدحهم لفرد معين ما يدفع آخراً إلى القدح فى هذا الفرد ورشقه بكلمات قد تكون أو لا تكون فيه، أو نقل كلام عنه رغبةً منه فى إثنائهم عن هذا المدح والثناء، وطمعاً فى زوال تلك النعمة عن أخيه وتشويهاً لسمعته. (2) الحقد، فإن من أسباب الغِيبة والبُهتان والنَّميمة حقد الفرد على الآخر لما فيه من فضل أو شرف أو غنى، ولا يجد هذا الحقد مُتنفساً عند أصحاب النفوس الضعيفة والهمم الصغيرة إلا فى تناول المحقود عليه بحق أو بغير حق غيبهً وبهتاناً أو نقلاً لما قاله إلى الغير نمّاً. (3) الغيظ، ويكون ذلك عادةً نتيجة لسوء تصرف من أخ لأخيه، فلا يجد الأخير ما يُشفى غيظه إلا غيبة الأول أو نقل الكلام عنه بحق أو بغير حق. (4) الغضب، فعندما يغضب الفرد قد يفقد سيطرته على لسانه فيتناول من يغضب منه فى دينه أو خُلقه أو ماله أو علمه أو ولده أو زوجه أو ثوبه أو غير ذلك، أو ينقل كلام سبق أن قاله. (5) الإستعلاء على الغير، بتنقيصهم وبذكر عيوبهم وإشعار الجلساء بأنه على خلاف من يغتابهم فيتهم الغائب تارة بأنه بخيل إيهاماً للجلساء بأنه كريم، ويتهم آخر بأنه لا يعرف شيئاً أيهاماً للجلساء بأنه يعرف كل شئ وبأنه عالم، وهكذا. وهذا الباعث كثيراً ما نجده عند طلاب العلم فنجدهم ينتقدون الأساتذة والخطباء، تارة بأنهم لا يحسنون عرض الموضوع، وتارة بأنهم لا يطَّلعون على ما هو حديث، وتارة بأن أسلوبهم ركيك، والهدف هو إيهام الغير بأنهم الأعلم. (6) الدفاع عن النفس، إذ قد يتهم فرد ما بفعل معين وبدلاً من أن يُدافع عن نفسه فقط فإنه يقول إن فلاناً وفلاناً يفعلان هذا الفعل أيضاً، بل أنهما يفعلان أكثر من ذلك معتقداً أن هذا من باب " إن البلاء إذا عم خف". (7) مجاملة الجلساء ومجاراتهم وإرضائهم، ويتحقق ذلك بأن يجلس الفرد فى مجلس فيه غِيبة أو بهتان فيكره أن ينصحهم لكى لا ينفروا منه فيجاريهم فى الغِيبة والبهتان بل والنميمة أيضاً. (8) الصحبة السيئة، فالفرد يتأثر بمن حوله فإذا كان الأصدقاء كثيري الغِيبة والبهتان والنميمة، فإن هذا قد يدفع الفرد إلى الدخول معهم واعتياد ذلك واعتباره شيئاً مألوفاً بل ومحبباً. (9) السخرية والإستهزاء بالغير، ويقع ذلك عادةً بذكر موقف للغير أو تقليده فى حركاته طمعاً فى إضحاك الغير. (10) الإيقاع بالمنقول عنه، وإرادة السوء به وإظهار الحب للمنقول إليه أو إيقاع العداوة والقطيعة بين الأطراف ذات العلاقة بالحديث المنقول، وعادة ما يكون ذلك فى العمل بين الرؤساء والمرؤوسين، كما قد يقع بين الأخوه فى حالة وجود نزاعات بينهم. (11) كثرة الفراغ، إذ أن كثرة الفراغ والشعور بالملل والرغبة فى تضييع الوقت والتسلية كثيراً ما تقود إلى الغيبة والبهتان والنميمة. (12) جهل البعض بحرمة الغيبة والبهتان والنميمة، إذ قد يجهل بعض من يغتابون الناس أو ينقلون الكلام من طرفٍ لآخر بأن هذه الأفعال من كبائر الذنوب وبأنها من موجبات عذاب القبر ودخول النار. ويتضح مما سبق أن هناك مجموعة من الأسباب التى تدفع إلى الغيبة والبهتان والنميمة، وأهمها الحسد والحقد والغيظ والغضب والدفاع عن النفس والإستعلاء على الغير ومجاراة الجلساء وملازمة أصدقاء السوء بالإضافة إلى كثرة الفراغ وكذلك جهل البعض بتحريم الغيبة والبهتان والنميمة. ولا شك أن جميع هذه الأسباب والدوافع ترجع وبصفه أساسية إلى ضعف الإيمان وغياب العقيدة وعدم الإكثرات بالذنوب وعدم استشعار مراقبة الله عز وجل. يتبع آخر تعديل أم يعقوب يوم
04-23-2014 في 05:28 PM. |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 7 : | |
, , , , , , |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تعريف الغيبة وذكر أنواعها وأسبابها وحكمها ومتى تجوز وما هي كفارتها | منار الحمصية | شعاع العلوم الشرعية | 11 | 01-08-2014 07:31 PM |