منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع اللغة العربية (https://hwazen.com/vb/f97.html)
-   -   تسهيل النحو: متن الآجرومية (https://hwazen.com/vb/t4235.html)

إسمهان الجادوي 05-30-2014 08:47 PM

رد: تسهيل النحو: متن الآجرومية
 
باب المخفوضات من الأسماء

قال المؤلف رحمه الله تعالى: (اَلْمَخْفُوضَاتُ ثَلَاثَةُ أَنْوَاعٍ: مَخْفُوضٌ بِالْحَرْفِ, وَمَخْفُوضٌ بِالْإِضَافَةِ, وَتَابِعٌ لِلْمَخْفُوضِ فَأَمَّا اَلْمَخْفُوضُ بِالْحَرْفِ فَهُوَ مَا يَخْتَصُّ بِمِنْ, وَإِلَى, وَعَنْ, وَعَلَى, وَفِي, وَرُبَّ, وَالْبَاءِ, وَالْكَافِ, وَاللَّامِ, وَبِحُرُوفِ اَلْقَسَمِ, وَهِيَ اَلْوَاوُ, وَالْبَاءُ, وَالتَّاءُ, وَبِوَاوِ رُبَّ, وَبِمُذْ, وَمُنْذُ.
وَأَمَّا مَا يُخْفَضُ بِالْإِضَافَةِ, فَنَحْوُ قَوْلِكَ "غُلَامُ زَيْدٍ" وَهُوَ عَلَى قِسْمَيْنِ مَا يُقَدَّرُ بِاللَّامِ, وَمَا يُقَدَّرُ بِمِنْ; فَاَلَّذِي يُقَدَّرُ بِاللَّامِ نَحْوُ "غُلَامُ زَيْدٍ" وَاَلَّذِي يُقَدَّرُ بِمِنْ, نَحْوُ "ثَوْبُ خَزٍّ" وَ"بَابُ سَاجٍ" وَ"خَاتَمُ حَدِيدٍ. )).

الخفض مصطلح كوفي وهو حسن فالخفض فيه بيان لطبيعة الحركة، فالمتحدث يخفض شفته السفلى عند الكسر . ذكر المصنف أن: اَلْمَخْفُوضَاتُ ثَلَاثَةُ أَنْوَاعٍ مَخْفُوضٌ بِالْحَرْفِ, وَمَخْفُوضٌ بِالْإِضَافَةِ, وَتَابِعٌ لِلْمَخْفُوضِ) ولم يتحدث إلا عن اثنين أما التوابع في المخفوضات والمنصوبات فلم يتكلم عنها لأنه تكلم عن ذلك في باب المرفوعات، فأغنى ذلك عن ذكره مرة أخرى؛ فهو يتبع ما قبله.

النوع الأول المخفوض بالحرف:
- عد المصنف حروف الخفض خمسة عشر حرفًا، ونلاحظ أنه كرر الباء وذكره في الأولى عامة وفي الثانية في القَسَم؛ وكذلك كرر الواو مرة واو القسم ومرة واو رب؛ ففي الواقع ذكرَ ثلاثةَ عشرَ حرفَا.
- وابن مالك جمع حروف الجر العشرين في بيتين من أبيات الألفية:
هاك حروف الجر وهي من إلى حتى خلا حاشا عدا في عن على
مُذ منذ رُب اللام كي واو وتا والكـاف والبـاء ولعـل ومتـى

*هذه الحروف ليست في العمل سواء: "لعل" مختصةٌ بالأسماء حرف نصب من أخوات "إنَّ" ، لكنها في لغة "عُقيل" تَجُرّ،/ "حَاشَا وَعَدَا وَخَلاَ" تأتي أفعالاً وتأتي حروف جرّ، / "متى" اسم استفهام لكنها في لغة "هُذيل" حرف جرّ، / وأما التي تجرّ بإطلاق المشهورة أكثرها استعمالا ً: "مِنْ"، "إِلَى"، "عَنْ"، "عَلَى"، "فِي"، "البَاء"، "اللاَّم". ومعاني الحروف:

الحرف الأول: "حتى" من الحروف التي لم يذكرها، و مجيؤها حرف جر أقل من مجيئها ناصبةً؛ قول الله عزّ وجلّ ﴿ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ} (النساء43) هنا جاء الفعلان المضارعان منصوبين بحذف حرف النون لأنهما من الأفعال الخمسة، الكوفيون ومنهم المصنف يرون أن سبب النصب هو "حتى"، أما الجمهور: يقدروا بعدها "أنْ" مضمرة، وإذا لم تنصبه فلا إشكال، لأنها لا تعمل شيئًا، أما عملها في الأسماء فهو الجر في نحو قول الله عزّ وجلّ ﴿ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾. فهي في كل الحالات جارة وبذلك يستقيم أمرها وتصبح حرف جر، فإما تجر الاسم مباشرة، أو تجر الاسم المقدر وهو المصدر المؤول من أن المقدرة والفعل المضارع بعدها ولذلك النحويون قدروا أن بعد حتى، مثل: "حتى تعلموا" تقديره "حتى علمِكم"، فالمصدر المؤول هنا جاء مجرورا.

الحرف الثاني: "من".- وهو من أشهر حروف الجر ولها عدة معاني، قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ} (البقرة8) هنا تفيد التبعيض وهو أشهر معانيها.-{جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ} (فاطر33) هنا لبيان النوع والجنس،- قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (الإسراء 1) هنا تفيد ابتداء المكان أو الزمان "إفادة الغاية وهنا مكانية"، إلى "تفيد انتهاء الغاية المكانية"،-{أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ} (التوبة38) هنا بمعنى "بدل" أي جعلتم الحياة الدنيا مقدمةَ وبدلا عن الآخرة.

الحرف الثالث: إلى": تفيد انتهاء الغاية "المكانية" هنا: -{وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ}،/ ثم هنا انتهاء الغاية الزمانية.
-{لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} (المؤمنون 100)، / ثم هنا بمعنى الملك أي الأمر تملكينه.
-{قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ}،

الحرف الرابع: "عن":-أكثر ما تُستعمل في المجاوزة "رميتُ عن القوس" أي جاوزَ القوسَ وانطلقَ، - قوله تعالى {وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً} (البقرة 48) هنا أفادت البدلية أي لا تجزي نفس بدل نفس شيئًا.
- قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ} (التوبة114) أي بسبب وعده لأبيه فأفاد التعليل؛ ولَمَّا نُهي عن ذلك انتهى.

الحرف الخامس: "على": - أشهر معانيه هو الاستعلاء أي الارتفاع؛ قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} (الرحمن 26) أي كل من هو فوق الأرض ميت؛ -وقد تأتي بمعنى "مع" المصاحبة نحوُ قوله تعالى: {وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ ... } فهو يؤتِي المال مع حبه له لإرضاء الله عز وجل.- وقد تأتي بمعنى التعليل نحوُ: {وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} أي لتكبروا الله بسبب هدايتكم.- قد تأتي بمعنى "من" نحو قوله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ} أي أنهم الذين إذا اشتروا من الناس مكيلا أو موزونًا يوفون لأنفسهم،

الحرف السادس: "في": أكثر معانيها الظرفية "الزمنية أو المكانية" {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ} أي في زمن محدد/- قد تأتي بمعنى "مع" {قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم} أي ادخلوا مع أمم ؛ فأفادت المعية./-وقد تأتي بمعنى "على": {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} هى على حقيقتها ظرفية لأنهم في نظر الرائي أصبحوا من شدة الربط وإحكام الصلب كأنهم بداخلها،

الحرف السابع :"رُبَ":
[[تجر النكرات، تُستعمل للتقليل كثيرًا، و للتكثير قليلا ولا يصح أن تدخل على المعرفة]]، فتفيد التكثير في قول الرسول صلى الله عليه وسلم (يا رُبَّ كاسيةٍ في الدنيا عاريةٍ يوم القيامة)، وتفيد التقليل [رُبَّ أخٍ لم تلده أمك]
-إذا دخلت عليها "ما" (ربما) تكفها عن العمل و لا تعد خاصة بالأسماء، ولذلك تدخل أيضا على الأفعال {رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ} (الحجر 2) - لكنها تفيد نفس المعنى إما للتكثير أو للتقليل. وهنا تفيد التكثير،

الحرف الثامن: "الباء": فى ألفية ابن مالك تجد لحرف "الباء" عدة معاني، يقول:
بِالْبَا اسْتَعِنْ وَعَدِّ عَوِّضْ أَلْصِقِ *** وَمِثْلِ مَعْ وَمِنْ وَعَنْ بِهَا انْطِقِ
- كثير الاستعمال وأكثر ما يفيد معنى الإلصاق نحو قولك: [أمسكت بزيدٍ] أي ألصقتُ يدي بزيد،- قال تعالى: {ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ} (البقرة 17)، ذهب: فعل لازم لا يحتاج إلى مفعول به؛ لكن عند دخول حرف الجر الباء يتعدى إلى ما هو بمعنى مفعول به وإن كان في الإعراب مجرور.- {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} و المعنى استعين بالله فهي تفيد معنى الاستعانة وتكون في الأمور المتعلقة بالله عز وجل.- قد تفيد التعليل نحو قوله تعالى: {فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيراً} (النساء 160) فهنا أفادت سبب تحريم الله لبعض الحلال على الذين هادوا، - قد تفيد الظرفية نحو قوله تعالى: {وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ {وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} أي في الليل "ظرفية زمنية"،

الحرف التاسع: "الكاف": - أشهر معانيه التشبيه نحو قوله تعالى: {وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (النحل77) أي مثل لمح البصر. - وقد تفيد التعليل نحو قوله تعالى: {وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ} (البقرة 198) أي اذكروه بسبب هدايتكم .

الحرف العاشر: "اللام": - أشهر معانيه الملك نحو قوله تعالى: {وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} (آل عمران109)- وقد تفيد نهاية الغاية نحو قوله تعالى: {وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ} (الزمر 5) أي إلى أجل "غاية زمنية"، - وقد تفيد البعدية: {أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} (الإسراء 78) أي بعد زوال الشمس وهو وقت صلاة الظهر.

حروف القسم "الباء والواو والتاء": أُم الباب في القسم "الباء" وأكثرها استعمالا لك أن تأتي به بعد فعل القسم دون أختيها: اقسم بالله، ويجوز أن يكون المقسم بها ضمير فتقول: بك يالله استعين؛ بالله أفعل كذا. "الباء" تَجُرُ في القَسَمِ وغيره .أما "التاء والواو": لا يَجُرَّان إلا في القسم، (وَتَاللهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ) (تَاللهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنَا)، وورد: "تَرَبِّ الكعبة" و"تالرحمن"،-

آخر حرفين ذكرهما المصنف "مذ و منذ": خاصان بالزمان فلا يجران إلا الأسماء الظاهرة الزمنية. ما رأيتك مذ يومِ كذا. جئتُ منذ ساعة،

"واو رب": كقول امرئ القيس: (وليلٍ كموجِ البحرِ أرخى سُدُولَه) أي ورُبَّ ليلٍ، فالواو تدل على رُبَّ وهي مُقَدَّرة بعدها. ولذلك قيل واو رُبَّ .

النوع الثاني المخفوض بالإضافة:

(1) التركيب الإضافي: التركيب الإضافي في اللغة العربية يتكون من مضاف ومضاف إليه، تُسْنَد كلمة إلى كلمة بعدها بحيث يؤديان معنًى واحدًا: "عبد الله" بمثابة كلمة واحدة، [[حكم الجر للجزء الثاني من المركب الإضافي ويُسمى "مضافًا إليه"، وأما الجزء الأول فيُعرب بحسب مكانه من الجملة]]، "هَذَا عَبْدُ اللهِ" "عَبْدُ" خبر مرفوع، "رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ" "عبدَ": مفعولاً به، منصوب وعلامة نصبه الفتحة، أو "سَلَّمْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ" جررت صدر المركب الإضافي بحرف الجر، وبَقِيَ الجزء الثاني "مضافًا إليه" ملازمًا للجر فى كل الأحوال.

(2)- للإضافة أحكام: أ) لا تقع إلا في الأسماء، فلا يوجد فعل مضاف ولا مضاف إليه، فإنما الإضافة خاصة بالأسماء، ب) أن التنوين والإضافة لا يجتمعان أبداً؛ ج) أيضًا لا تجتمع الإضافة وال، ولكن ليس هذا على إطلاقه، يستثنى منه الإضافة اللفظية.

(3) تنقسم الإضافة إلى نوعين: [[إذا اكتسب المضاف من المضاف إليه تعريفًا أو تخصيصًا فهي إضافة معنوية، فإن لم يكتسب منه تعريفًا ولا تخصيصًا فهي إضافة لفظية؛ يعنى فائدتها في اللفظ لا في المعني: فى التخفف من التنوين: إذا كان المضاف وصفًا والمضاف إليه معمولاً لذلك الوصف]]،

(4) هناك فرق مهم بين "الإضافة المعنوية" و "الإضافة اللفظية" ذلك أن المضاف في الأولى لا يصح أن تدخل عليه "أل" فلا يجوز أن تقول مثلا: "الكتابُ علىّ" بدلا من "كتاب على". أما الإضافة اللفظية فيجوز فيها دخول "أل" على المضاف، *بشرط أن يكون مثنى مثل: " المكرما خالدٍ" أو جمع مذكر سالم مثل: "الزائرو أبيك" أو أن يكون المضاف إليه فيه "أل" مثل: "الحسن الخلق" أو مضافاً إلى ما فيه "أل" مثل: "المؤدي واجب المدرسة" كما في الأمثلة

تُسمَّى إضافة معنوية: لأنها تفيدُ معنًى معنويًّا أ- التعريف، ب- التخصيص، ج- بمعنى "فى"، د- التبعيض، هـ- بمعنى "اللام":

أ-التعريفُ يكتسبه المضاف الـ"نكرة" من المضاف إليه "المعرفة": "غلامُ زيدٍ" اكتساب التعريف: نحوُ قوله تعالى: {أُحِلَّ لكم صيد البحر وطعامه متاعاً لكم} {إنَّ شجرة الزقوم طعام الأثيم}، إذا تأملت هذين المثالين، وجدت المضاف إليه معرفاً في التراكيب الإضافية "صيد البحر"، "شجرة الزقوم"، "طعام الأثيم"، أما المضاف فإنه وإن كان في الأصل نكرة، فقد اكتسب التعريف من المضاف إليه، فإن كلمة: "صيد" مثلا، تدل وحدها على صيد غير معيّن، فهي لهذا نكرة، فإذا قلنا: "صيد البحر" فإننا نكون قد عيناها وعرفناها.
ب-التخصيص يكتسبه المضاف من المضاف إليه "النكرة": "غلامُ رجلٍ" منزلةٌ بين التنكير والتعريف] "غلام" في الحالين نكرة، أ-لكنه لما أضيف إلى المعرفة العلم "زيد" اكتسب منه التعريف، هذه من فوائد الإضافة، ولذلك عَدُّوا من أنواع المعارف "المضاف إلى معرفة".
ب- "غلام رجل" اكتسب التخصيص: الآن لم يتعرف؛ غلامِ أي رجل، لكنه فيه حصر؛ لأنه يُخرج غِلمان النساء، وغيرهن، وهذا نوع تحديد وإن كان ليس تمييزًا واضحًا لكنه ضَيَّقَ الدائرة،
اكتساب التخصيص: نحوُ قوله تعالى: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} {وما أدراك ما العقبة فك رقبة} هنا المضاف إليه نكرة، وهو كلمتا: "مسكين" و "رقبة"، فلم يكتسب المضاف منهما التعريف، و إنما التخصيص، فكلمة "طعام" أعم من "طعام مسكين" واكتسبت هذا التخصيص بسبب الإضافة إلى النكرة.

ج-[إذا كان المضاف إليه زمانٌ أو ظرفٌ للمضاف، فتكون الإضافة بمعنى "في":
﴿بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ﴾ [سـبأ: 33] التقدير والله أعلم بل مكرٌ في الليل والنهار على الظرفية الزمانية لأن المكر حاصل في الليل فالمضاف إليه زمان للمضاف؛ لأن الليل زمان للمكر، فالإضافة على معنى "في"، تقدير: مكر في الليل.
د- الإضافة على معنى "مِنْ" التبعيض: المضاف إليه كُلاًّ للمضاف ويصح الإخبار بالمضاف إليه عن المضاف: "بابُ خشبٍٍ": "البابُ خشبٌ"، "مفتاحُ حديدٍٍ": "المفتاحُ حديدٌ"] المضاف بعضاً من المضاف إليه، المفتاح من حديدٍ، والبابُ من خشبٍ. جزء من الخشب، أو من الحديد، لأن الخشب أو الحديد أكثر من مجرد الباب.
هـ-[لكن لو كان المضاف إليه كُلاًّ للمضاف إلا أنه لا يصح الإخبار به عنه، فيرجع للمعنى العام للإضافة وهو أن تكون بمعنى "اللام": "يد الرجل"]، هنا المضاف إليه كُلُّ المضاف، فالرجل كل واليد جزء، ولكن لا يصح الإخبار به عنه فلا تقل: اليد رجل، فرَجَعَ معنى الإضافة إلى المعنى الأصلي للإضافة وهو "اللام". فما عدا هذين الموضعين القليلَيْن، الإضافة كلها على معنى اللام: "كتاب العلم" أي للعلم، "غلام الرجل" بمعنى المِلك له، "عبدُ الله" هذا أكثر أحوال الإضافة، "هذا منزلُ زيدٍ" يعني "منزلٌ لزيدٍ" ما يُقَدَّر باللام ويدل على أحد معنيين: الاختصاص أو المِلكية. وتقديره في جملة (غلامُ زَيْدٍ) أي غلام لِزَيْدٍ اختصاصاً أو ملكيةً.
،

النوع الثاني من أنواع الإضافة: (ب) الإضافة لفظية:

[[إذا كان المضاف صفةً أو مشتَقًّا يعمل عمل الفعل، والمضاف إليه –مجرور، في معنى المفعول به-، المعمول له]]: و الوصف يختلف: قد يكون:
أ- اسم فاعل: "قارئُ الكتابِ" الكتاب مضاف إليه مجرور، لكن هو المقروء، "هذا كاتبُ الدرسِ" فـ "قارئ" و"كاتب" صفات اسم فاعل، وما بعدها في الحقيقة هو المفعول به، المعمول له، والدرس هو المكتوب،
/ب- اسم مفعول: "هذا معمورُ الدارِ"،
/ ج- صفة مشبهه: "هذا حَسَنُ الوجهِ".
إشكال: في أ، ب،ج لا يفيد ولا يؤدي معنًى، ولا يفيد تعريفًا ولا تخصيصًا، مع أن "الدرس" و"الدار" و"الوجه" معارف؛ معرَّفة "بأل"، فالمفروض أن المضاف اكتسب من المضاف إليه التعريف، لكن لم تستفد إلا التخفيف بحذف التنوينن، لو لم تُضِف "كاتب" و"معمور" و"حسن" إلى ما بعدها لَلَزِمَ تنوينه: "كاتبٌ الدرسَ" أثقل من: "كاتبُ الدرسِ"، * قال العلماء: هناك ما يدل على أن هذه الإضافة لم تؤدِّ إلا [المعنى اللفظي وهو التخفيف]،
1-(هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ) جاءت كلمة بالغ هذه نعتًا للنكرة هديًا دل على أنها لا تزال نكرة-وإن أُضيفت إلى الكعبة المعرفة-، المضاف "بالغ" اسم فاعل وصف عامل، والمضاف إليه في الأصل معمول له، كأنه بلغ الكعبة، مفعول به، وكذلك 2
2- (ثَانِيَ عِطْفِهِ) "ثاني" اسم فاعل، وصف عامل أضيف إلى معموله "العِطْف"؛ المَثْني، كلمة "ثاني" حال منصوب، الأصل في الحال أن يكون نكرة، فلو كانت الإضافة اللفظية تفيد تعريفًا لما صَحَّ أن تقع حالاً، فمجيئها حالاً دل على أن [[الإضافة اللفظية لا تُكْسِب المضاف تعريفًا ولا تخصيصًا وإنما فقط تخفف الكلام بحذف التنوين، "ثانيًا عطفه": هديًا بالغًا الكعبةَ، هذا أثقل، فيكون التخفف بالتركيب. و التخصيص حاصل مع الإضافة وعدمها،

س: ما الأشياء التي تُحذف من (المضاف)؟


[[المضاف يُحذفُ منه التنوين إذا كان منوناً قبل الإضافة، كما تُحذف منه النون إن كان مثنى أو جمع مذكر سالمًا،]]
أولاً: التنوين: يقول ابن مالك:

نُونًا تَلِي الإِعْرَابَ أَوْ تَنْوِينا *** مِمَّا تُضِيفُ احْذِفْ كَطُورِ سِنيناَ

"جاء غلامٌ": هنا مفردة تُنَوَن، فإذا أضفناها وقلنا: "جاء غُلامُ زيدٍ" حذفنا التنوين من المضاف تخفيفًا، وهذا غرض من الأغراض اللفظية للإضافة.

ثانياً: [[النون التي تقع بعد الإعراب، التالية للإعراب: نون المثنى والجمع تُحذف عند الإضافةِ تخفيفًا للكلامِ حتى يكون بمثابة الكلمة الواحدة]] تقوم مقام التنوين في الاسم المفرد؛ فحرف الإعراب: الألف أو الياء في المثنى، والواو أو الياء في جمع المذكر السالم، فإذا أضيفت الكلمة التي في آخرها نون تالى للإعراب، فتُحذف النون من المضاف: "جاء مسلمان" "جاء مسلمونَ"، تضيفها إلى "كاف المخاطب": "جاء مسلماك" أو "مسلموك"، فـ "مسلمانك" × تحذف النون،
أمثلة من القرآن: (1) (وَالْمُقِيمِي الصَّلاَةِ) أصلها "المقيمين الصلاةَ"، فَجُرَّت الصلاة ووجب حذف نون جمع المذكر السالم، (2) (إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ) جمع مذكر سالم وأصله "ذائقون" (3) (إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ) أصلها "مرسلونَ" لأن هذه النون تالية للإعراب؛ إذ علامة الإعراب هي الواو التي تدل على الرفع في جمع المذكر السالم. * أما (وَلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ) "حينَ" خبر لاتَ منصوب وعلامة نصبه الفتحة، "حينَ" مضاف، في آخرها نون لم تُحذف، لأنه ليس مثنى ولا جمع، *
كذلك في قوله تعالى: (شَيَاطِينَ الإِنْسِ) هذه النون وإن وقعت بعد ياء، وإن كانت في جمع، إلا أنه جمع تكسير وليس جمع مذكر سالم لأنه جمع شيطان فالنون موجودة أصلاً في المفرد، ومن ثَمَّ فإنك عندما ترفع تقول: شياطينُ، فعلامة الإعراب جاءت بعده وليس قبله،

ثالثاً: "أل" التعريف
. تُحذف فى المضاف أيضًا. فإنك إذا قلت: "الغلام" فهذا اسم مُعَرَّف، مفرد غير مضاف، فإن أضفته وقلت: "غلامك" حذفت "الـ" [ولا تجمع بين "الـ" وبين الإضافة]؛ لأن الإضافة تفيد التعريف، و"الـ" كذلك تفيد التعريف ولا يصح أن نجمع بين تعريفين، ويُستثنى من هذا الإضافة اللفظية، التي يكون المضاف فيها وصفًا مشتَقًّا مضافًا إلى معموله، يصح أن تكون فيه "الـ"، والسبب في ذلك أنها إضافة لا تُفيد تعريفًا كما في الآيتين الكريمتين، [هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ ] و[ ثَانِيَ عِطْفِهِ ].

علامات الخفض تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: العلامة الأصلية للخفض: وهي الكسرة: وتكون علامة للخفض في ثلاثة مواضع: الموضع الأول: الاسم المفرد: مثال: سلمتُ على صالحٍ0
الموضع الثاني: جمع المؤنث السالم: مثال: استعنتُ بالمعلماتِ بعد اللهِ
الموضع الثالث: جمع التكسير المنصرف: مثال: سلمت على رجالٍ، مررت بإخوانٍ، قَيَّدَ الأمرَ بالمنصرف كي يبين أن من أنواع التكسير ما يأتي على صيغ منتهى الجموع "مفاعل- مفاعيل " وهنا يكون الجر بالفتحة:

القسم الثاني: العلامات الفرعية للخفض:
أولا الياء: الموضع الأول: الأسماء الخمسة: إذا استوفت الشروط.
الموضع الثاني: التثنية.
الموضع الثالث: جمع المذكر السالم،

ثانيا: الفتحة: فَتَكُونُ عَلَامَةً لِلْخَفْضِ فِي الْاِسْمِ الَّذِي لَا يَنْصَرِفُ.
وهو ما اجتمع فيه علتان من علل تسعة أو علة واحدة تقوم مقام العلتين0
وقد جمعوا العلل في بيتين من الشعر فقالوا:
عدل، ووصف، وتأنيث، ومعرفة *** وعجمة، ثم جمـع، ثـم تركيب
والـنـون زائـدة مـن قبـلهـا ألـف *** ووزن فعل وهذا القول تقريب



الخلاصة: 1- تنقسم الإضافة إلى قسمين: إضافة معنوية، وإضافة لفظية.

2- الإضافة المعنوية تُكسب المضاف التعريف أو التخصيص.

3- الإضافة اللفظية لا تُكسب المضاف تعريفاً ولا تخصيصاً، وإنما تُكسب لفظه التخفيف بحذف تنوينه إن كان منوناً، وحذف نونه إن كان مثنى أو جمع مذكر سالماً.

4- الإضافة اللفظية يكون فيها المضاف وصفاً (اسم فاعل أو اسم مفعول أو صفة مشبهة) مضافاً إلى معموله.

5- في الإضافة المعنوية لا يجوز دخول (أل) على المضاف مطلقاً.

6- في الإضافة اللفظية يجوز دخول (أل) على المضاف بشرط أن يكون مثنى أو مجموعاً جمع مذكر سالماً، أو أن يكون المضاف إليه مقروناً بأل، أو مضافاً إلى ما فيه (أل).

7- الإضافة المعنوية ليس فيها عامل ولا معمول: معنى "معمول": أنه قد عَمِلَت فيه الصفة السابقة الرفع: يعني فاعل لها أو النصب: مفعول لها، أو الجر: أى إذا لم يتحقق شرط الإضافة اللفظية بأن يكون: [1-الأول ليس صفة: المضاف جامدًا ليس مشتَقًّا]: "غلامُ زيدٍ"، [2- أو صفة مشتق، ولكنه لم يعمل فيما بعده] "كاتب القاضي"، لأن "القاضي" ليس هو المكتوب، وإنما هو كاتب له، ومن ثم فالمضاف إليه ليس معمولاً للمضاف، [3-أو كان المضاف إليه معمولاً له، ولكن المضاف ليس بمشتقٍّ كالمصدر] "ضَرْبُ اللِّصِّ"، "اللِّص" مضروب، معمول، ولكن "ضرب" مصدر، ليست مشتَقًّا، فهنا تكون الإضافة معنوية.

*****
انتهت دروس نحو الاجرومية

*******
و الحمدلله رب العالمين و أصلي و أسلم على محمد و آله و صحبه أجمعين
نحمد الله سبحانه و تعالى على أن يسر لنا هذا و نسأله تبارك و تعالى أن يجعل هذا العملَ خالصًا لوجهه الكريم و أن يجعله حُجة لنا يوم القيامة، و أن يُعلمنا ما ينفعنا و ينفعنا بما يعلمنا إياه، و أن يجعل هذا العلم وسيلة إلى طاعته و مرضاته و اتباع هدي رسوله صلى الله عليه و سلم



الساعة الآن 07:51 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)