منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع اللغة العربية (https://hwazen.com/vb/f97.html)
-   -   تسهيل النحو: متن الآجرومية (https://hwazen.com/vb/t4235.html)

إسمهان الجادوي 05-15-2014 08:40 PM

إِنَّ وَأَخَوَاتُهَا
 
إِنَّ وَأَخَوَاتُهَا

قال المؤلف رحمه الله تعالى: وَأَمَّا إِنَّ وَأَخَوَاتُهَا: فَإِنَّهَا تَنْصِبُ الاسْمَ وَتَرْفَعُ الْخَبَرَ، وَهِيَ: إِنَّ، وَأَنَّ، وَلَكِنَّ، وَكَأَنَّ، وَلَيْتَ، وَلَعَلَّ، تَقُولُ: إِنَّ زَيْدًا قَائِمٌ، وَلَيْتَ عَمْرًا شَاخِصٌ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ، وَمَعْنَى إِنَّ وَأَنَّ لِلتَّوْكِيدِ، وَلَكِنَّ لِلِاسْتِدْرَاكِ، وَكَأَنَّ لِلتَّشْبِيهِ، وَلَيْتَ لِلتَّمَنِّي، وَلَعَلَّ لِلتَّرَجِي وَالتَّوَقُعِ.

فإذا دخلت هذه العوامل الستة على جملة إسمية نصبت اللفظ الأول فيسمى إسمها منصوبًا ورفعت الثاني الذي هو الخبر فكان مرفوعا و يسمى خبرها.

{فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (226 النساء)، وإعرابه: الفاء رابطة لجواب الشرط و إنَّ حرف توكيد و نصب تنصب الاسم و ترفع الخبر، اللهَ: إسمها منصوب و علامة الفتح في آخره، غفور: خبرها مرفوع و علامة رفعه الضمة في آخره، رحيم: نعت لغفور مرفوع مثله.
{ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَأَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (6 الحج)
وإعرابها: ذلك إسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ و أنَّ: حرف توكيد و نصب، الله: إسم إن منصوب و علامة الفتح في آخره، هو: ضمير منفصل مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، الحق: خبر إن مرفوع و علامة رفعه ضم آخره .

كَأَنَّ: و يستعمل للتشبيه المؤكد و هو الدلالة على مشاركة أمر لأمر في معنى جامع بينهما: [كأن عمرًا أسدٌ]، و إعراب ذلك: كأن: حرف تشبيه و نصب تنصب الإسم و ترفع الخبر، عمرا: إسمها منصوب و علامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره أسد: خبرها مرفوع و علامة رفعه الضمة في آخره. [كأن الرجل أخوه] يعني يشبهه. { طلعها كأنه رؤوسُ الشياطين } /{ كأنَّ في أذنيه وقرا }

لَكِنَّ: يستعمل للاستدراك و هو تعقيب الكلام برفع ما يتوهم ثبوته أو نفيه، [زيدٌ كريمٌ لكنه فقيرٌ] وإعراب ذلك: زيد: مبتدأ و كريمٌ خبر و لكنَّ حرف استدراك تنصب الإسم وترفع الخبر، و الهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب إسمها، فقيرٌ: خبر لكنَّ مرفوع و علامة رفعه الضمة، و[لكنَّ قد يستخدم لرفع مايتوهم ثبوته أو لرفع ما يتوهم نفيه] كقولك [ما زيدٌ عالماً لكنه صالحٌ]. فإذا قلت زيد كريم.. يفهم السامع أنه غني..فأنت تريد أن تستدرك حاله الذي لا يعرفه السامع فتقول لكنه فقير ، الإستدراك= تعقيب الكلام لرفع مايتوهم ثبوته أو نفيه
{ إنَّ الله لذو فضل على الناس ولكنَّ أكثرَ الناس لا يشكرون }

ليت: و يستعمل للتمني، و التمني هو طلب ما لا مطمع في حصوله أو ما كان فيه مشقة تقول مثلا: [ليت الشبابَ عائدٌ]، ألا ليت الشبابَ يعود يوما، فليت حرف تمني و نصب تنصب الإسم و ترفع الخبر و الشباب إسمها منصوب بها وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، عائد: خبرها، و التمني إما أن يكون في أمر يستحيل حصوله كما في هذا المثال، أو في أمر فيه مشقه كقولك [ليت لي مالاً عظيمًا].

لعل: يستعمل في الترجي و هو ارتقاب الشيء المحبوب تقول: [لعل درسًا قائمٌ]، لعل: حرف ترجي و نصب تنصب الإسم و ترفع الخبر، درسا: إسمها منصوب و علامة نصبه الفتحة، قائم خبرها مرفوع و علامة رفعه الضمة في آخره.{لعل الساعةَ قريبٌ}

إذن هذه الألفاظ الستة تسمى إن و أخواتها، ويلاحظ أنَّ جميع هذه الألفاظ حروف و ليست أفعالا كـكان و أخواتها و لذلك يكون فيها شيء من الضعف .

فهل يجوز أن يتقدم الخبر على إن و أخواتها أو أن يتوسط بين إن و الإسم ؟
الجواب: لا يجوز أن يتقدم خبر هذه الحروف عليها و لا معمول هذا الخبر و لو كان ظرفا أو جار و مجرورا، فلا تقول: "قائم إن زيدا"، و لا "عندك إن زيدا" و لا "في الدار إن زيدا" أو اليوم إن زيدا. و قال النحاة: وذلك لضعفها في العمل لعدم تصرفها ولأن عملها بالقياس على أفعال، فلم تقوى قوتها، فإذن [[إن وأخواتها حروف؛ فلا تعمل في الخبر إلا إذا كان متأخرا. - أما الفعل فإنه قوي في الكلمة تأخرت أو تقدمت-. لكن يجوز أن يتوسط الخبر بينها و بين إسمها: إذا كان ظرفا أو جارا و مجرورا]]، كقول الله تعالى: {إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا} (12 المزمل) فأصل الكلام: إنَّ أنكالًا لدينا، فأنكالا إسم إن، و لدينا: خبر إن. فلأجل أن هذا ظرفا جاز أن يتوسط بين إن و إسمها. و كذلك الجار والمجرور كما في قوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَار} (13 آل عمران) ، فأصل الكلام: إن لعبرة في ذلك،

***متى نقول "إن" و متى نقول "أن" ؟

قال النحاة إن ذلك على ثلاثة أقسام:

القسم الأول: [[يجوز فتح همزة إن أو كسرها في عدة مواضع: [[اذا وقعت]]:

1/ بعد فاء الجزاء: كما في قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (54 الأنعام)، فيجوز أن تقول في غير القرآن: فإنه غفور رحيم. فإذا وقعت "انَّ" بعد فاء الجزاء -المقترنة بالجواب-؛ جاز كسرها أو فتحها.

2/ بعد إذا الفجائية تقول: [خرجتُ فإذا أنَّ خالدًا نائمٌ]، فيجوز فإذا أنَّ أو إنَّ

3/ في موضع التعليل: كقوله تعالى: {إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ } (28 الطور)، ندعو الله عز و جل، كأن سائلا سأل فقال: لماذا تدعوه؟ طبعا الجواب واسع، و لكن قال إنه هو البر الرحيم يعني لأنه البر الرحيم. فيجوز أن تقول ندعوه أنه هو البر الرحيم و يجوز أيضا أن تقول ندعوه إنه هو البر الرحيم. طبعا هذا في خارج القرآن، أما في القرآن فلا يجوز التعبير أو الكلام إلا بما ورد في قراءة سبعية و تواتر الاتصال في إسنادها و اشتهر القول بها، ونتكلم هنا من جهة الصنعة النحوية فقط.

القسم الثاني [[يجب كسر همزة إن [[إذا وقعت]]: في ابتداء الكلام أو ما في معناه.

1/ في الابتداء: كقوله تعالى {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}، إنَّ: حرف توكيد و نصب، نا: ضمير متصل في محل نصب إسم إنَّ، أنزلناه: في محل رفع خبر إن.

2/ بعد ألا الاستفتاحية: قوله تعالى {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (62) يونس، فإذن ألا: هذه حرف استفتاح مبني على السكون لا محل لها من الإعراب، إنَّ: حرف توكيد و نصب تنصب الاول و ترفع الخبر، أولياء: إسمها منصوب و علامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره و هو مضاف و الله: لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور و علامة جره الكسرة الظاهرة على آخره. لا خوف عليهم، لا: نافية للجنس بطل عملها خوف: مبتدأ مرفوع، عليهم: خبر و جملة المبتدأ و الخبر في محل رفع خبر إنَّ.

3/ في أول الجملة الواقعة بعد حيث: تقول مثلا: [حيث إن محمدا ضاحك] و هكذا ..، و حيث يؤتى بها من أجل أن تبين موضعا تقول مثلا: [جلست حيث إنَّ محمدًا جالسٌ] جلست: فعل و فاعل، حيث: ظرف مكان مبني على الضم في محل نصب على الظرفية و إن حرف توكيد و نصب و محمدا: إسمها، جالس: خبرها .

4/ إذا وقعت في أول جواب القسم: يقول تعالى: { حم (وَالْكِتَابِ الْمُبِين
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ}
(1-3) الدخان،
إنا أنزلناه تأتي في جواب القسم، و إعرابها: حم: الله أعلم بمراده، و قيل خبر لمبتدأ محذوف، و الكتاب: الواو حرف قسم و جر و الكتاب مقسوم به مجرور و علامة جره الكسرة في آخره، المبين نعت للكتاب يتبعه في جره،
إنا أنزلناه إن: حرف توكيد و النا: اسم إن، و جملة أنزلناه خبر إن.

5/ إذا وقعت في أول جملة مقول القول: إذا وقعت إن بعد كلمة قال أو ما تصرف عنها فإنها مكسورة أبدا تقول: يقول إنه في الدار أو قال إنه قادم في الطريق، أو قلت إني فاعل كذا وكذا..، و هذه الجملة تسمى جملة مقول القول في محل نصب مفعول به. و إعراب الآية {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ} (30 مريم): قال فعل ماض مبني على الفتح و الفاعل ضمير مستتر جواز تقديره هو، إنَّ حرف توكيد و نصب تنصب الاسم و ترفع الخبر، إني: و الياء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب إسمها و عبد خبرها مرفوع بها و علامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره و هو مضاف الله مضاف إليه و جملة إني مع اسمها و خبرها (جملة إني عبد الله) في محل نصب مقول القول، في محل نصب مفعول به فعل قال، ففعل قال تسلط في العمل على جملة إني عبد الله .
6/ إذا دخلت لا م الابتداء في خبرها، تقول: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ} الْمُنَافِقِونَ (1) الواو: حال و الله مبتدأ و جملة يعلم خبر و إنك لرسوله : إن حرف توكيد و نصب و الكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب اسم إن، و لرسوله و اللام لام الابتداء، ورسوله خبر إن

القسم الثالث: يجب فتح همزة أن في خمسة مواضع:

1/ إذا حلت محل الفاعل: يعني جملة أن و اسمها و خبرها حلت محل الفاعل، كما في قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا} (51 العنكبوت)، أولم يكفهم فعل و الفاعل جملة أنا أنزلنا، أصل الكلام إنزالُنا، لكن الله عز و جل عبر عن الاسم الصريح بأن وما دخلت عليه . ففي هذه الحالة يجب فتح أن و لا يجوز كسرها و إعراب الآية: الواو حرف عطف، لم حرف نفي و جزم يكفي فعل مضارع مجزوم بلم و أن حرف توكيد و نصب و نا اسمها و أنزلنا جملة فعلية في محل رفع خبر أن و المصدر المنسبك من أن وما بعدها في محل رفع فاعل والتقدير أولم يكفيهم إنزالنا إليك الكتاب.

2/ اذا حلت محل نائب الفاعل : كقوله تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} ونائب الفاعل: جملة أنه استمع نفر من الجن، والتقدير: استماع نفر من الجن.
ملاحظة: أن و ما دخلت عليه في تأويل مصدر يعني تحول الجملة أن والفعل إلى إسم.

3/ إذا حلت محل المفعول به: كقوله تعالى {وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ} (81 الأنعام) يعني أنَّ و ما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول به والتقدير ولا تخافون إشراككم بالله
4/ إذا حلت محل المبتدأ: نحو{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً} (39 فصلت)، و المصدر المنسبك من أن وما بعدها مبتدأ مؤخر، والتقدير من آياته رؤيتك الأرض خاشعة فهنا أن واسمها و خبرها في تأويل مصدر يكون مبتدأ في الكلام.

5/ إذا دخل عليها حرف جر: دائما، إذا دخل على ان العاملة التي تعمل فيما بعدها حرف جر وجب فتحها. كما في قوله تعالى: {ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ} إعرابها: ذلك اسم اشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، الباء حرف جر بأن الله: أن حرف توكيد و نصب ولفظ الجلالة اسمها منصوب وهو ضمير فصل مبني على الفتح لا محل له من الاعراب وهو زائد في الكلام لا في المعنى، الحق خبر أن مرفوع و المصدر المنسبك من ان و ما بعدها مجرور بالباء و أصله: ذلك بكون الله هو الحق.

الخلاصة انه يجب كسر إنَّ في ستة مواضع، و يجب فتح أنَّ في خمسة مواضع.

هل دائما أن و إن و أخواتها عاملة في الكلام ؟
و معنى عاملة أنها تؤثر في معمولها يعني تعمل في الكلمة التي بعدها .

هل دائما إن المكسورة تكون عاملة؟
إذا خففت إن يكثر إهمالها فلا تنصب الاسم و لا ترفع الخبر. كقوله تعالى: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} (4 الطارق)، هنا إنَّ للتوكيد وليست عاملة. وقد تعمل قليلا كقوله تعالى: {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ} .

أما أنَّ: إذا خُففت فإنها تبقى عاملة وجوبا بشرط أن يكون إسمها ضمير الشأن محذوفا [[و معنى ضمير الشأن أنه ضمير مفرد غير مجرور وضع لغرض التعظيم والإجلال كما في قوله تعالى: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ} (19 الجن)]]. إذن إذا خُففت أن فإن عملها يبقى وجوبا بشرط أن يكون إسمها ضميرا للشأن محذوفا كما في قوله تعالى:
{عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَىٰ} (20 المزمل). لكن إذا اختل هذا الشرط فإنها لا تعمل.

كأن: كذلك إذا خُففت كأن بقي إعمالها وجوبًا كما في قوله تعالى: {كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ} (24) يونس]، لكن أكثر شيء يحذف إسمها.
أما لكن إذا خففت وجب إهمالها فلا تنصب إسمًا و لا ترفع خبرًا.

هل تعمل أنَّ و أخوتها إذا اتصل بها ما الحرفية أم لا؟
[إذا اتصلت ما الحرفية (وليست ما الشرطية أو ما الاستفهامية..) بإنَّ أو إحدى أخواتها بطل عملها فلا تنصب الإسم ولا ترفع الخبر، إلا ليت فيجوز فيها الإعمال و الإهمال]. مثاله قوله تعالى: {إنما اللهُ الهٌ واحدٌ} في هذه الحالة إن لم تعمل بطل عملها، إنَّ: حرف توكيد و نصب بطل عملها، ما: كافة حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب و كافة لأنها تكف عمل إن و أخواتها، الله: مبتدأ مرفوع بالإبتداء، اله: خبرمرفوع بالمبتدأ و علامة رفعهما الضم في آخرهما وواحد نعت.
[اذا دخلت ما على إن و أخواتها فصلت بين إن و اخواتها و بين الجملة الاسمية التي دخلت عليها يعني أوجدت حاجزا و سدًا منيعًا، فتعرب الكلام على كونه مبتدأ و خبر كأنما إن و أخواتها لم توجد في الكلام، فإن و أخواتها في هذه الحالة تفيد غرض التوكيد فقط و ليس لها حكم الإعراب و ليس لها أثر في النحو].
والمثال على أنما، قال تعالى: {أَنَّمَّا إلَهُكُمْ إلَهٌ واحدٌ} و إعرابها كإعراب الآية السابقة. كذلك: [لكنما زيدٌ قائمٌ] ما قلنا زيدا لأنها صارت مكفوفة، و: [كأنما زيدٌ قائمٌ] و [لعلما زيدٌ قائمٌ] إذن هذه ألفاظ تكون مهملة لاغية في العمل. أما ليت فيجوز فيها الإهمال كقولك [ليتما زيدٌ قائمٌ] و يجوز فيها الإعمال: [ليتما زيدًا قائمٌ].

إسمهان الجادوي 05-15-2014 08:42 PM

ظن وأخواتها
 
ظن وأخواتها

قال المؤلف -رحمه الله-: وَأَمَّا ظَنَنْتُ وَأَخَوَاتُهَا: فَإِنَّهَا تَنْصِبُ الْمُبْتَدَأَ وَالْخَبَرَ عَلَى أَنَّهُمَا مَفْعُولَانِ لَهَا، وَهِيَ: ظَنَنْتُ، وَحَسِبْتُ، وَخِلْتُ، وَزَعَمْتُ، وَرَأَيْتُ، وَعَلِمْتُ، وَوَجَدْتُ، وَاتَّخَذْتُ، وَجَعَلْتُ، وَسَمِعْتُ؛ تَقُولُ: ظَنَنْتُ زَيْدًا قَائِمًا، وَرَأَيْتُ عَمْرًا شاخصًا، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ.

حكم ظن وأخواتها:-أنها تنصب المبتدأ والخبر على أنهما مفعولان لها، بدليل الإستقراء تطلب مفعوليْن؛ الأول يُسمى المفعول الأول، والثانى المفعول الثانى. بمعنى:- إذا دخلت ظن وأخواتها على الجملة الإسمية، على المبتدأ والخبر قلبت المبتدأ و الخبر فجعلت المبتدأ مفعولا به أولا، والخبر مفعول به ثانى. ذكر المؤلف أخوات ظن، وذكر أمثلة لها. قال النُحاة:-
1]- حكم ظن وأخواتها: تنصب المبتدأ وتنصب الخبر.
2]- ظن وأخواتها تنقسم من حيث المعنى إلى قسمين:-
أ-أفعال قلوب ب- أفعال تصيير
أ- أفعال القلوب:- سُميت بذلك لأنها قائمة بالقلب متعلقة به، ليس لها علاقة فى الجوارح الظاهرة، فهى أفعال تدل على عمل من أعمال القلب، تدور حول العلم والظن والشك وكل ذلك من أعمال القلوب، وهى: [ظننت –حسبت – زعمت – خلت – حجوت- عددتُ_ علمتُ– رأيت- وهبْت- ألفيتُ-تَعَلَمْ =بصيغة الأمر بمعنى: إعلم]، أفعال كلها تدور حول معنى أفعال القلوب.
ب-أفعال تصيير:-سُميت بذلك لأنها تدل على تحويل الشئ من حال إلى أخرى.
وهى:[جعلت –صيرتُ - رددتُ– وهبْت – اتخذت].
إذن هذه الأفعال الخمس كلها تدل على تحويل الشئ من حالة إلى أخرى.

ملحوظة 1:- هذا التقسيم باعتبار المعنى؛ وإلا فهى جميعا تعمل عمل ظن.
ظننتُ: [ظننتُ زيدا قائما]. الإعراب: ظننتُ: فعل وفاعل
زيدا: مفعول به أول منصوب وعلامة النصب فتح آخره.
قائما: مفعول به ثانى منصوب وعلامة نصبه فتح آخره
مثال أخر: قول الشاعر لبيد:-
حسبتُ التُقى والجودَ خيرَ تجارة رباحا إذا ما المرء أصبح ثاقلا

حسبْتُ:-فعل وفاعل. حسبْتُ: بمعنى تيقنتُ، فعل ماضى مبنى على السكون، وذلك لاتصاله بالضمير المرفوع المتحرك، التاء: ضمير متصل فى محل رفع، فاعل. التُقى: مفعول به أول منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدرة،
والجودَ: معطوف، خيرَ: مفعول به ثانى مفتوح أخره.
خلتُ: [خلتُ الطالبَ نائمًا]: خلتُ: فعل ماضى من أخوات ظن تنصب مفعوليْن والتاء ضمير متصل فى محل رفع فاعل. الطالبَ: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة. نائما: مفعول به ثانى منصوب وعلامة نصبه الفتح .
زعمت: كقول أبى أمية الشاعر :-
زَعمتْنى شيخًا ولستُ بشيخٍ إنما الشيخُ مَن يدبُّ دبيبًا

زعمتنى: زعم فعل ماضى من أخوات ظن ينصب مفعولين والتاء للتأنيث، و
الفاعل ضمير مستتر تقديره هى. الياء ضمير متصل فى محل نصب مفعول به أول. شيخا:-مفعول به ثانى منصوب.
جعلت: قال تعالى {وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَٰنِ إِنَاثًا} (19) الزخرف)
جعل:-فعل ماضى مبنى على الضم، أو الفتح المقدر، واو الجماعة فاعل،
الملائكةَ: مفعول به أول منصوب، إناثا: مفعول به ثانى .
عددت: كما فى كلام الشاعر النعمان :-
فلا تَعدُدْ المولى شريكَك فى الغنى ولكن المولى شريكك فى العُدم

ف: حرف عطف، لا: ناهية، تعدد: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامه الجزم السكون. المولى: مفعول به أول منصوب وعلامة النصب الفتحه المقدرة على آخره. شريكَ: مفعول به ثانى منصوب.
هَبْ: قول الشاعر
فقلتُ أَجرنى أبامالكِ وإلا فهَبْنى امرءً هالكًا

فهبنى: الفاء رابطة لجواب الشرط، هبْنى – فعل أمر مبنى على السكون من أخوات ظن، تنصب مفعولين، والنون للوقاية، والياء: ضمير متصل فى محل نصب مفعول أول، أمراء: مفعول ثانى.
رأيتُ: قال تعالى ﴿إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا ﴿6﴾ [المعارج]، أي يعتقدونه يظنون يوم القيامة بعيدا، من أفعال القلوب فهي إذن ناسخة، ولذلك نعربها: إن: حرف توكيد تنصب الإسم وترفع الخبر، والهاء: ضمير متصل فى محل نصب إسمها، يرون: فعل مضارع مرفوع - لتجرده عن الناصب والجازم- من أخوات ظن ينصب مفعوليْن، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، واو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. الهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول أول. وبعيداً: مفعول ثاني، منصوب.
﴿وَنَرَاهُ قَرِيبًا﴾: أيضاً نرى فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره نحن، الهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول أول. وقريباً: مفعول ثانٍ، منصوب. وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
علمتُ: قال تعالى (فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ) (10 الممتحنة) علمت: فعل ماض ينصب مفعوليين والواو ضمير فى محل رفع فاعل. هن: ضمير متصل فى محل نصب مفعول به أول. مؤمنات: مفعول به ثانى منصوب وعلامة النصب الكسرة لأنه جمع مؤنث سالم.
وجدتُ: قال تعالى {تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا) (20 المزمل}
تجدوه: جواب شرط متقدم -(وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا)- فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة وهو من أخوات ظن ينصب مفعولين. واو الجماعة: ضمير متصل فى محل رفع فاعل، والهاء: ضمير متصل فى محل نصب مفعول به أول.
خيرا: مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
ألفيت: قال تعالى {إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ} (69 الصافات)
ألفوا: من أخوات ظن -بمعنى وجدوا- تنصب مفعوليْن،
أبائَهم:-مفعول به أول، ضالين:-مفعول به ثانى

2-أفعال التصيير:-
جعل: قال تعالى: {فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} (23 الفرقان)
رددتُ: قال تعالى
{لَوْ يَرُدُّونَكُم مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا} يردون: فعل مضارع من الأفعال الخمسة، مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون، الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل، الكاف مفعول أول، كفارا مفعول ثانى.
اتخذتُ: قال تعالى {وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} [النساء: 125]، يعني صيره كذلك، جعله كذلك، ولذلك أصله إبراهيم خليل مبتدأ وخبر دخل عليه الفعل الناسخ، اتخذ فنصب الأول مفعولاً أولا، والثاني مفعولاً ثانيا، ولفظ الجلالة فاعل.
صَيرتُ: [صيرتُ الخشبَ بابا]
هبْ: [وهَبْنى اللهُ فداءَك] أي جعلني الله فداك، وهبني الياء مفعول أول، وفداءك مفعول ثاني. وهذه الأمثلة لظن وأخواتها وقد لاحظنا أنها تنصب مفعوليْن.

***لكن، هل حكم ظن وأخواتها تنصب مفعوليْن دائمًا؟

الجواب: التفصيل فى ذلك: وذلك أن ظن وأخواتها على قسميين:-
أ-القسم الأول:- يعمل أبدا سواءً تقدم إسمها أو تأخر وهذا القسم جميع أفعال التصيير الخمسة، وفعليْن من أفعال القلوب وهما [هَبْ وتعلم]، وهذا دائما يعمل.

ب-القسم الثانى:- بقيه أفعال القلوب:- فلها ثلاث أحوال:-
1- الإعمال: تعمل إذا كانت على الأصل: بمعنى ألا يتقدم الإسم على ظن وأخواتها فإنها تكون هنا عاملة تنصب المبتدأ والخبر على أنهما مفعولان لها.
2-الإلغاء، 3- التعليق،
أما عملية الإلغاء والتعليق فلا يدخلان فى شئ من أعمال التصيير. ولا فى فعل من أفعال القلوب الجامدة التى لا تتصرف.

1- الحالة الأولى الإعمال وقد بيناها فى الأمثلة السابقة.
2- الحالة الثانية : [الإلغاء: إبطال العمل لفظًا ومحلاً]، ذلك لضعف العامل لكونه توسط بين المبتدأ والخبر، فكأن ظن وأخواتها فى هذا المكان غير موجودة، [[وذلك لأن العملَ إما أثرٌ لفظى وإما محلا]]، [رأيت خالدًا وهذا]: العمل اللفظى: أى أن خالدًا منصوب بالفتحة لفظًا، وهذا: إسم إشارة فى محل نصب معطوف على منصوب، وهنا نقول منصوبٌ محلاً.

والإلغاء له صورتان: [وهذا الإلغاءُ جائزٌ، لا واجبٌ]

1-أن تتوسط ظن وأخواتها بين المبتدأ و الخبر: [أحمدُ ظننتُ جالسٌ].
ظن: توسطت بين المبتدأ والخبر فبطل عملها؛ فلن تنصبَ المبتدأ ولا الخبر.
أحمدُ: مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمة، جالس: خبر المبتدأ مرفوع. لكن ([فى حال توسط العامل؛ يكون إعماله أقوى من إلغائه])، أى: [أحمدَ ظننتُ جالسًا]

2-أن تتأخر عنهما. [أحمدُ جالسٌ ظننتُ]. أحمدُ: مبتدأ، جالسٌ: خبر، ظننتُ لا تأثير لها. فالأصل أن يكون العامل فى الأول؛ فلما أتى آخرًا، لم يكن له فائدة.
([فإلغاءُ العامل المتأخر أقوى من إعماله])

الحال الثالثة: التعليق: [التعليق: إبطالُ عمل العامل –وجوبًا- لفظًا لا محلاً ].
لماذا؟ إذا جاء بعد العامل =ظن وأخواتها= ما حقه التقديم -يسمى عند النحاة: ماله صدر الكلام- كلمة؛ فإن العامل يُعلق لفظًا لا محلاً، وذلك إذا وقع بعد ظن وأخواتها ([لام الإبتداء أو ما النافية أو إنْ النافية أو همزة الإستفهام]). كلها حروف حقها التقديم فى الكلام: ففى الأصل يجوز أن تقول زيدٌ قائمٌ، أو قائمٌ زيدٌ، لكن لما اقترن بزيد لام الإبتداء؛ وجب تقديم زيد فى الكلام: [لزيدٌ قائمٌ / أزيدٌ قائمٌ ؟ / إنْ زيدٌ قائمٌ / لا زيدٌ قائمٌ]، فإذا وقعت أى هذه الصور بعد ظن وأخواتها؛ وجب تعليق العامل لفظًا لا محلاً،

لام الإبتداء: [ظننتُ لخالدٌ جالسٌ]. ظننتُ:-فعل وفاعل
لخالد: اللام لام الإبتداء وخالد مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة
جالسا: خبر المبتدأ مرفوع. والشاهد ((وجملة المبتدأ والخبر فى محل نصب سادةٌ مسدَ مفعولى ظن. مفعول أول ومفعول ثانى)).
ما النافية: قال تعالى: (لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَٰؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ) (65) الأنبياء]، [لَقَدْ عَلِمْتَُ مَا زيدٌ قائمٌ ولا عمرُو]،
إنْ النافية: [عَلِمْتَُ إنْ زيدٌ قائمٌ ولا عمرُو]،
همزة الإستفهام: [عَلِمْتَُ أَ زيدٌ قائمٌ]

الحاصل فى ذلك: أن أفعالَ القلوب المتصرفة كلها لها ثلاثة أحوال:
الحال الأولى:-الإعمال:- تعمل على الأصل: إذا تقدمت على الإسم والخبر.
الحال الثانية:-الإهمال:-عملها يبطل لفظًا ومحلاً: إذا توسط العامل بين الإسم والخبر أو تأخر عن الإسم والخبر؛ فيجوز فى هذه الحال الإعمال و الإهمال.
الحال الثالثة:-التعليق: العامل يبطل عمله لفظًا وجوبا ولكن يبقى عمله محلاً، ظابط ذلك إذا [وقع بعده ما حقه التقديم من الكلام، أى ما له صدر الكلام، كـ : (لام الإبتداء وما النافية وإن النافية وهمزة الإستفهام].

*** يجوز حذف المفعولين أو أحدهما لفعل ظن أو أحد أخواتها إذا دل الكلام على هذا المحذوف.
حذف المفعولين: قوله تعالى (أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) (62) القصص]
أين المفعول الأول والثانى لفعل تزعمون؟ محذوفان لدليل ماقبلهما عليهما،
والتقدير: تَزْعُمُونَهم شركائى، هم: مفعول أول، شركائى: مفعول ثانى.
حذف أحد المفعولين: إذا سئلتَ: [مَنْ ظننتَه قائمًا؟ فتقول: [ظننتُ عمرًا]: هنا حذفت المفعول الثانى: قائمًا، لدلالة أول الكلام عليه. أصلها: ظننتُ عمرًا قائمًا.

ملحوظة2: "ظن وأخواتها": بحسب معناه، لذلك الأصل في "عَلِمَ"، "ظن"،"رأى": علمية، يعني "اعتقد": (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا) أنها نواسخ من أفعال القلوب، كلها تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر، لكنها [تخرج من أفعال القلوب، وتنصب مفعولاً واحدًا، كما قال ابن مالك في الألفية:

لِعِلْمِ عِرْفَانٍ وَظَنِّ تَهمَة ** تَعْدِيَةٌ لِوَاحِدٍ مُلْتَزَمَة

1- إذا جاءت "عَلِمَ" بمعنى "عَرِفَ"، {لَقَدْ عَلِمْتَ مَاهَؤْلاَءِ يَنْطِقُوْنَ
2-و"ظَنَّ" بمعنى "اتهم" كقوله تعالى: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ}، بمتهم،
3- و"رأى" بمعنى "أبصر"، [رأيتُ طائرًا]، رأى: تَرِدُ بمعنيين: -الرؤية البصرية: بمعنى نظر إلى الشيء، فهنا ليست من أفعال القلوب لأن الأمر هنا محسوس، فلا تدخل في باب النواسخ وأيضا لا تدخل على المبتدأ والخبر أصلا، وإنما هي من الأفعال المتعدية تنصب مفعولا واحدا. -الرأي: وهي هنا من أفعال القلوب: [رأيتُ العلمَ نافعًا]، أي ظننته أو اعتقدته كذلك0قال تعالى {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا 6{وَنَرَاهُ قَرِيبًا} 7 [المعارج]، أي يعتقدونه يظنون يوم القيامة بعيدا، من أفعال القلوب فهي إذن ناسخة،

الأصل والغالب في "ظن" أن تكون للعلم غير المتيقن ولكن تدل على الرجحان في الخبر، لكنه يرد في لغات العرب استعمال الظن بمعنى اليقين، مثاله: قوله تعالى: {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} (46) فالخاشعون يتيقنون بلقاء الله،

"عد المصنف وجعل من ضمن ظن وأخواتها "سمعت" × ولم يعدها أكثر النحويين لا من أفعال القلوب ولا من أفعال التصيير وسبقه بذلك أبو علي الفارسي"

ملحوظة 3: المصنف عندما تكلم عن النواسخ لم يذكر "أفعال المقاربة" تعامل معاملة "كان وأخواتها" وتذكر عادة ملحقة بـ"كان وأخواتها" لأنها تعمل عملها ترفع المبتدأ وتنصب الخبر0
*ما المقصود بـ " أفعال المقاربة؟

أفعال تدل على قرب حصول الشيء، وبعضها يدل على رجائه، وبعضها يدل على الشروع فيه: أفعال المقاربة مثل "كاد، أوشك، اقترب" مثال: [كاد الليلُ أن يطلع] ، [أوشك الظلم أن ينجلي]
أفعال الرجاء: يدل على توقع حصول الشيء ورجائه :"حرى، عسى "
أفعال الشروع: وهي تدل على البدء في فعل أخبارها "جعل، طفق، شرع، أخذ" مثل: [جعل فلان يفعل كذا]0
*جميعها تسمى "أفعال المقاربة": [ويُلحِقها النحويون بـ"كان وأخواتها" لأنها تعمل عملها إلا أنهم يميزونها لأنها تتفرد بأن أخبارها لا تكون إلا جملة فعلية منصوبة بـ أنْ، ويكون فاعلها ضمير مستتر يعود على أسمائها]
مثال: [أوشك الفجر أنْ يطلعَ]، الفجر: إسم أوشك مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، "أن يطلع": جملية فعلية، أن: أداة نصب، يطلع: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، الفاعل: ضمير مستتر تقديره هو يعود على إسم أوشك "الفجر"، والجملة الفعلية في محل نصب خبر "أوشك"

إسمهان الجادوي 05-30-2014 12:49 PM

رد: تسهيل النحو: متن الآجرومية
 
بَابُ اَلنَّعْتِ

أنهينا الأنواع الأولى من المرفوعات ثم انتقل المؤلف -رحمه الله- إلى بيان التوابع، فبدأ ببابِ النعتِ. "و التوابعُ أربعةٌ: التوابع جمع تابع و سُميت بذلك لأن كل نوع من هذه الأنواع الأربعة تابع لمتبوعه مشارك لما قبله في أمرين: موضعها ومنزلتها، و في إعرابها، و ليس حالاً و لا تمييزًا، فليس لها أحكام في ذاتها لكن أحكامها تابعة لما قبلها "لمتبوعتها" فإذا كان المتبوع مرفوعًا كان التابع مرفوعًا و إذا كان منصوبًا كان التابع منصوبًا و هكذا .. فيشاركه في حكم الإعراب، " و منهم من يجعلها خمسة عطف بيان و عطف نسق، لكن الأصح والأقرب أربعة.

بدأ المؤلف ببيان النوع الأول فقال: اَلنَّعْتُ تَابِعٌ لِلْمَنْعُوتِ فِي رَفْعِهِ وَنَصْبِهِ وَخَفْضِهِ، وَتَعْرِيفِهِ وَتَنْكِيرِهِ; تَقُولُ: قَامَ زَيْدٌ اَلْعَاقِلُ، وَرَأَيْتُ زَيْدًا اَلْعَاقِلَ، وَمَرَرْتُ بِزَيْدٍ اَلْعَاقِلِ.
ثم انتقل بعد ذلك لبيان المعرفة و النكرة. إذن المؤلف عرف النعت بحكمه و قال تابع للمنعوت في رفعه ..الخ. و من النحاة من يسميه باب الصفة، و لا مشاحة في الاصطلاح يعني سواء سمينا ذلك باب النعت أو باب الصفة فكل ذلك جائز و صحيح، لأن المعنى واحد. ومن النحاة من يقول: هو التابع المبين معنى متبوعه. المهم أن النعت أو الصفة هو ما كان تابعا لمتبوعه. [الأصل في النعت أن يكون وصفا مشتقا أو يكون مؤولا بالمشتق].

**النعت قسمان إما مشتقا و إما مؤولا بالمشتق:

القسم الأول أن يكون النعت مشتقًا: معنى المشتق: هو ما أُخذ من المصدر و دل على الحدث وصاحبه، مثل اسم الفاعل: الضارب، اسم المفعول: المضروب، و أمثلة المبالغة: ضرَّاب، الصفة المشبهة: الحسن، اسم التفضيل: أعلم، أنواعها خمسة مشتقة تدل على الحدث وصاحبه: [هذا رجلٌ ضاربٌ]، [هذا عبدٌ مضروبٌ] ، [هذا رجلٌ ضرابٌ]، [رأيت رجلاً حسنَ الوجه]، [مررتُ برجل أعلمَ منك].

القسم الثاني أن يكون مؤولا بالمشتق: يعني أن يكون جامدا، لكنه يفيد معنى المشتق، مثل إسم الإشارة وإسم الموصول، ذو: بمعنى صاحب وأسماء النسب، وكذلك ما يدل على الكمال و شبه الجملة، و هذا الجامد أشبه المشتق لأنه يدل على معنى ما يدل المشتق، مثلا: [مررتُ بزيدٍ هذا]، هذا: جامد ليس مشتقًا من العاقل، لكن أولناه إلى المشتق ومعنى هذا: الحاضر، أو [مررتُ بالذي أكلَ] أي المعلوم أكله وهكذا..

**النعت قسمان: حقيقي و سببي

القسم الأول نعت حقيقي: هو التابع المبين صفة متبوعه: [مررتُ بخالدٍ الفارسِ] أو [مررتُ بالشيخِ الفقيهِ] فهو نعت حقيقى لأنه يعود إلى المتبوع نفسه.

القسم الثاني نعت سببي: وهو المكمل متبوعه ببيان صفة ما تعلق به، فإذن هنا النعت السببي لا يرجع إلى المتبوع و لكن يرجع إلى شيء له سبب بالمتبوع، وهو الذي يرفع اسمًا ظاهرًا له علاقة بالمنعوت: [جاءتْ هندٌ القائمُ أخوها]، أو [مررتُ بامرأةٍ مسلمٍ أبوها] فهذا النعت الذي هو الإسلام يعود إلى أبى المرأة –فإذن- هو نعت سببي أي تعلق بسبب المتبوع و لم يتعلق بالمتبوع تقول: [جاءني غلامُ امرأةٍ ضاربتُه هي]، [رأيت رجلاً كريمةً أمُه]، [رأيت رجلاً تقيًا أبوه]، [جاء زيدٌُ القائمةُ أمُه]: قائم إسم فاعل يعمل عمل الفعل يرفع الفاعل وينصب مفعولا به، أمه فاعل، [مررتُ بامرأةٍ قائمٍ أبوها]

فالحاصل في ذلك أن النعت قسمان نعت حقيقي ما تعلق بالمنعوت نفسه و نعت سببي ما تعلق بما له سبب و علاقة بالمنعوت.

المسألة الثالثة: حكمُ النعتِ

المؤلف -رحمه الله- ذكر أن النعت يتبع المنعوت في اثنين من خمسة فيتبعه:
1- في حكم الإعراب في النصب أو الرفع أو الجر، 2- في التعريف والتنكير
و لكن كلام المؤلف هنا على سبيل الإيجاز فقط، وإلا فهي أربعة جهات
[فالنعت الحقيقي يتبع منعوته في أربعة من عشرة]: فيتبعه في:
1- حكم الإعراب في رفع و نصب و خفض، فإما أن يكون منصوبا مثله أو مرفوعا مثله أو مجرورا مثله،
2- التعريف و التنكير: [قام زيدٌ العاقلُ]: الإعراب: جاء: فعل ماض، و زيد فاعل مرفوع والعاقل نعت مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره تابع لمنعوته.
العاقل: نعت لزيد قد تبعه في أربعة من عشر زيد مرفوع فكان النعت مرفوعا، وهو مفرد ومعرفة ومذكر، وكذلك [جاءتْ هندٌ العاقلةُ]، [مررتُ برجلٍ عاقلٍ]، [جاء الزيدان العاقلان]، و[ رأيتُ الزيديْن العاقليْن] إلى غير ذلك،
3-الإفراد والتثنية والجمع [جاء زيد العاقل، الزيدان العاقلان، الزيدون العاقلون]
4- التذكير و التأنيث تقول: [ جاء زيد العاقل] و [جاءت هند العاقلة]،

[إذن النعت الحقيقي يتبع منعوته في أربعة من عشرة].
فالإسم الواحد يجتمع فيه من هذه العشر/ أربع حالات: واحد من الحالة الإعرابية ، وواحد من التذكير أو التأنيث، وواحد من التنكير أو التعريف، واحد من الإفراد أو التثنية أو الجمع: النعت الحقيقي: وهو الذي يصف ما قبله: "هذا رجل كريم" فلا بد أن يطابقه في أربعة من العشرة الماضية: "كريم": مرفوع ونكرة ومذكر ومفرد، فتابعه في كل الأمور التي يتابع فيها المنعوت.

مسألة التبعية: تختلف في النعت الحقيقي عن النعت السببي

أما [النعت السببي فيتبع منعوته في اثنين من خمسة]:

1- في حكمه الإعرابي الرفع و النصب و الجر، 2- في التعريف و التنكير
أما التذكير و التأنيث و الإفراد و التثنية و الجمع فلا يتبعه فيها، لكن يرفع اسمًا ظاهرًا يرتبط بالمنعوت تقول مثلا: [جاء زيدٌ القائمةُ أمُهُ]، جاء: فعل ماض مبني على الفتح، زيد: فاعل مرفوع، القائمةُ: نعت لزيد و هو يتبع منعوته في الرفع و علامة رفعه الضمة و- قائم اسم فاعل يعمل عمل الفعل يرفع الفاعل و ينصب المفعول- و أمه: فاعل مرفوع و علامة رفعه الضمة في آخره. أما في التذكير والتأنيث و الإفراد والتثنية والجمع فانه يتابع مرفوعه وهو "الأم" في المثال السابق 0

و [مررتُ برجليْن قائمٍ أبوهما] فالنعت هنا مفرد و المنعوت مثنى وذلك لأن هذا النعت لا يتعلق بمنعوته وإنما يتعلق بسببه.

وما فائدة النعت ؟
قال العلماء فائدته:

1/التعريف: إذا كان المنعوت نكرة: [مررت برجلٍ صالحٍ]، فرجل هنا نكرة.

2/التوضيح: إذا كان المنعوت معرفة، تقول: "زيد العالم" فزيد هذا معرفة لكن ما أوصافه؟ للتوضيح تقول: زيد العالم .

3/ المدح: كما في قوله تعالى: {بسم اللهِ الرحمنِ الرحيمِ} .

4/ الذم: [أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيمِ] و الرجيم يعني المرجوم المبعد من رحمة الله عز و جل، إعرابها: أعوذ: فعل مضارع مرفوع، بالله: جار و مجرور متعلقان بأعوذ، من الشيطان: من حرف جر و الشيطان مجرور، و الرجيم: نعت للشيطان و النعت يتبع المنعوت في إعرابه فيكون مجرورا مثله.

5/ التأكيد: قوله تعالى: {تلكَ عَشَرَةٌ كاملةٌ} [البقرة 196]، فكاملة نعت لعشرة.

[إذا كان النعت يحتاج إلى المنعوت وجب فيه اتباعه في الحكم: وهذا -كما بينا- في المماثلة [جاء زيدٌ العاقلُ و مررت بزيدٍ العاقلِ و جاءتْ هندُ الفارسةُ و.. أما

[إذا كان المنعوت معلومًا بدون النعت؛ جاز في النعت ثلاثة أوجه: الإتباع والقطع على وجهين]، مثلا: [الحمد للهِ الحميد] فيجوز: [الحمدُ لله الحميدِ] هذا هو

الوجه الأول: الإتباع فيكون تابعا للمنعوت في حكمه. وإعراب ذلك: الحمدُ: مبتدأ، لله: جار و مجرور متعلق بخبر محذوف، و الحميدِ نعت لله مجرور مثله.

و يجوز الوجه الثاني: [الحمدُ للهِ الحميدُ] على سبيل القطع فإذا أردت أن تعرب تقول الحميدُ: خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو الحميدُ.

أما الوجه الثالث: [الحمد للهِ الحميدَ] فيكون مفعولا به لفعل محذوف تقديره أمدحُ الحميدَ.

الحاصل في ذلك إذا كان المنعوت معلوما بدون النعت جاز لك في النعت ثلاثة أوجه، أما إذا كان المنعوت غير معلوم، كأن يكون مثلا نكرة تقول مثلا مررت برجل كريم فيجوز لك وجه واحد الإتباع و لا يجوز القطع لأن المنعوت غير معلوم محتاج إلى نعته فيكون حينئذ النعت تابع له .

إسمهان الجادوي 05-30-2014 12:54 PM

رد: تسهيل النحو: متن الآجرومية
 
المعرفة

سؤال: لماذا أدخل المصنف المعرفة والنكرة بين التوابع؟
الجواب: لما كان النعت من شرطه أن يُتابع منعوته في التعريف والتنكير، فقد يسأل سائل ما التعريف وما التنكير؟ فرأى المصنف أن هذا المقام هو مقام الحديث عن المعرفة والنكرة في وسط الحديث عن التوابع.

قال المصنف – رحمه الله – "والمعرفة خمسة أشياء: الاسم المضمر نحو: أنا وأنت"
هنا ذكر المؤلف أن المعارف خمسة أشياء، والمشهور عند النحاة أنها ستة، وذلك بإضافة: الإسم الموصول، فتكون المعارف: 1-الإسم المضمر، الضمير، 2-َالِاسْمُ اَلْعَلَمُ، 3-ِاسْمُ اَلْإشارة, 4- الإسم الموصول، 5-َالِاسْمُ المعرف باَلْأَلِفُ وَاللَّامُ, 6-وَمَا أُضِيفَ إِلَى وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ اَلْخمسَةِ. فتكون المعارف ستة أنواع، ومن النحاة من أضاف نوعا سابعًا، فقال: 7- النكرة المقصودة بالنداء، كقولك فى النداء: [يارجلُ]: إذا أردتَ رجلا بعينه، ×، ولكن المشهورَ عند النحاة أن المعارف ستة أنواع،


*** فما المعرفة؟

المعرفة: ما وُضع ليستعمل فى واحد بعينه، فإذا أُطلقت هذه الكلمة؛ كان المسمى والمعين مُعَرََّفًا.

النوع الأول من المعارف: الإسم المضمر، الضمير

ما الضمير؟

الضميرُ: ما وُضع للدلالة على المتكلم أو المخاطب أو الغائب،

وينقسم من حيث الظهور إلى: [ضمير مستتر] = مخفي، غير مذكورِ فى الكلام، مقدرًا، وهو نوعان:

أ- واجب الإستتار: ضابطه: [مالا يحل محل الإسم الظاهر ولا الضمير البارز]: مثل: [إضرَبْ / أقومُ]: الفاعل: ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت / أنا،
ومثل: [ما كان فى المضارع المبدوء بتاء الخطاب]: [تقومُ –أنت-].

ب- جائز الإستتار: [ما يدل على ضمير الغائب]: [زيدٌ يقومُ]: زيدٌ: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره، يقومُ: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره، والفاعل: ضمير مستتر جوازًا تقديره هو، [الطالبةُ تحضرُ الدرسَ] الطالبةُ: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره، تحضرُ: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره، والفاعل: ضمير مستتر جوازًا تقديره هى، الدرسَ: مفعول به منصوب، وجملة "تحضر الدرس" فى محل رفع، خبر

و[ضمير بارز] ظاهر، مذكور فى الكلام:
وينقسم إلى نوعيْن: متصل و منفصل،

النوع الأول: ضمير متصل: أي متصلٌ بكلمة معه. [ما لا يُبتدأ الكلام به، ولا يقع بعد "إلا" الإستثنائية]: [ قمتُ / أَكْرَمَك]

النوع الثاني: ضمير منفصل: أي لا يتصل بشيء. [وهو ما يُفتتحُ به النطق فى الكلام، ويقع بعد "إلا" الإستثنائية فى الإختيار]: [أنا مؤمنٌ]، أنا: ضمير منفصل مبنى على السكون فى محل رفع، مبتدأ، مؤمن: خبر، [ما قام إلا أنا]: ما نافية حرف مبنى على السكون، قامَ: فعل ماضى مبنى على الفتح، إلا: أداةُ حصرٍ، أنا، ضمير منفصل مبنى على السكون فى محل رفع فاعل.

والضمير المنفصل نوعان: الأول: ضمير رفع، أي يقع في مواقع الرفع.
الثاني: ضمير نصب، أي يقع في مواقع النصب.

والضمائر أقسام:
القسم الأول: ما وضع للدلالة على المتكلم وهو كلمتان وهما (أنا) للمتكلم وحده، و(نحن) للمتكلم المعظم نفسه أو معه غيره.

القسم الثاني: ما وضع للدلالة على المخاطب وهو خمسة ألفاظ وهي: (أنتَ) للمخاطب المفرد المذكر، و(أنتِ) للمخاطبة المؤنثة المفردة، و(أنتما) للمخاطب المثنى مذكراً كان أو مؤنثاً، و(أنتم) لجمع الذكور المخاطبين، و(أنتن) لجمع الإناث المخاطبات.

القسم الثالث: ما وضع للدلالة على الغائب وهو خمسة ألفاظ أيضاً وهي: (هو) للغائب المذكر المفرد، و(هي) للغائبة المؤنثة المفردة، و(هما) للمثنى الغائب مطلقاً مذكراً كان أو مؤنثاً، و(هم) لجمع الذكور الغائبين، و(هن) لجمع الإناث الغائبات.
وهذه الضمائر يجب أن تكون في مواضع الرفع.

فإذا أردت أن أجعل هذه الضمائر المنفصلة منصوبة فكيف العمل؟

الجواب: يجب أن تأتي بضمائر النصب المنفصلة وهي أيضاً اثنا عشر، وهي مبدوأة بـ(أيا)، وهي ثلاثة أقسام أيضاً:
القسم الأول: للمتكلم اثنان (إياي) للواحد، و(إيانا) للجماعة أو للواحد المعظم نفسه.

القسم الثاني: خمسة للمخاطب وهي: (إياك) للواحد المذكر، و(إياكِ) للواحدة، و(إياكما) للاثنين أو للاثنتين، و(إياكم) لجماعة الذكور، و(إياكن) لجماعة الإناث.

القسم الثالث: خمسة للغائب وهي (إياه) للواحد، و(إياها) للواحدة، و(إياهما) للمثنى بنوعيه، و(إياهم) لجماعة الذكور، و(إياهن) لجماعة الإناث.
ولذا قال الله تعالى " إياك نعبد " لأن (إيا) مفعول به مقدم أي نعبدك.

هل تقع في موقع خفض؟

[الضمائر المنفصلة لا تقع في موقع خفض مطلقاً فهي إما مرفوعة وإما منصوبة].

[أما الضمائر المتصلة: فتقع في موضع رفع وفي موضع نصب وفي موضع جر، لأنها متصلة بالكلمة التي قبلها].

ما أقسام الضمائر المتصلة؟

[القسم الأول: ما لا يقع إلا مرفوعاً]، خمسة أشياء: تاء الفاعل بأنواعه سواء كان متكلماً (ذهبتُ) أو مخاطبًا مذكرًا (ذهبتَ) أومخاطبًا مؤنثًا ( ذهبتِ).
ألف الاثنين (ضربا، ضربتا، ضربتما)، واو الجماعة: (ضربوا)، (ضربتم)، ونون النسوة، (قمن)، وياء المخاطبة (قومي)
وتذهبين،
[هذه دائماً مرفوعة ولا يصح أن يأتي واحد منها منصوباً ولا مجروراً].

[القسم الثاني: ما يكون منصوبًا]:

2- للمتكلم: (أكرمنى محمدٌ، أكرمَنا)،
5- للمخاطب: (أكرمكَ، أكرمكِ، أكرمكما، أكرمكم، أكرمكن)،
5- للغائب: (أكرمه، أكرمها، أكرمهما، أكرمهم، أكرمهن)،

[القسم الثالث: ما يكون مجرورًا]: (مر بى خالدٌ، بنا، بكَ، بكِ، بكما، بكم، بكن، به، بهما،.....12،

أو ممكن نقول على سبيل الإختصار:

القسم الثاني: يقع في موضعي النصب والجر فقط، ياء المتكلم وكاف المخاطب وهاء الغائب.
أمثلة على (ياء) المتكلم: تقول: أكرمتني، (الياء) في محل نصب مفعول به، وتقول: مررتَ بي، (الياء) في محل جر، وهي لا تأتي في اللغة العربية في محل رفع.
أمثلة على (كاف) المخاطب: تقول: أكرمتك، (الكاف) في محل نصب مفعول به، وتقول: سلمتُ عليك، (الكاف) في محل جر بـ(على) وهي لا تأتي في اللغة العربية في محل رفع.
أمثلة على (هاء) الغائب: تقول: دعوته، (الهاء) في محل نصب مفعول به، وتقول: دعوتُ له، (الهاء) في محل جر، وهي لا تأتي في اللغة العربية في محل رفع.

القسم الثالث: ما يقع في جميع المواضع فيقع مرفوعاً ومنصوباً ومجروراً وهو ضمير المتكلمين المتصل (نا)، ويجمع ذلك قوله تعالى " رَبنَّا إنّنَّا آمَّنَّا "
(نا) في الآية الكريمة وقعت في مواضع الإعراب الثلاثة، فـ(رب) منادى منصوب لأنه مضاف (نا) مضاف إليه في محل جر، (إننا) (نا) في محل نصب لأنها اسم (إن)، (آمنا) (نا) في محل رفع لأنها فاعل.

خلاصة: إذن الضمائر المنفصلة منها ما يكون مرفوعاً، ومنها ما يكون منصوباً، ولا تقع مخفوضة، والضمائر المتصلة هي عبارة عن تسعة ضمائر فقط، خمسة منها للرفع فقط، وثلاثة للنصب والجر فقط، وواحد للمواضع الثلاثة.
والضمائر أسماء لذلك لا تكون مجزومة أبداً، لأن الجزم من خصائص الأفعال.

سؤال: ما الفرق بين الضمائر المتصلة والمنفصلة؟

القاعدة [[الضمير المتصل هو ما لا يُبتدأ به ولا يقع بعد (إلا) في الاختيار]]، فلا يصح أن تقول: ما جاء إلاك، أو إلاه، والضمير المنفصل يقع بعد (إلا) فتقول: ما جاء إلا أنت، ما أكرمت إلا إياك، كذلك الضمير المنفصل يُبتدأ به: أنت كريمٌ، وهو جوادٌ، لأن الضمير المنفصل كلمة قائمة بذاتها، أما الضمير المتصل فلابد أن يرتبط بكلمة تسبقه: فعلاً كانت أو إسماً.
[[ متى أمكن الإتيان بالضمير متصلا فلا يجوز الإتيان به منفصلا فى الإختيار، فمثلا "قمتُ"، لا أقول "قام أنا"]]، [[الضمائر المتصلة: ثلاثة أنواع: مرفوعًا، ومنصوبًا، ومجرورًا، أما الضمائر المنفصلة فنوعان يكون مرفوعًا، و منصوبًا فقط، ولا يكون مجرورًا].

والآن نستخرج من سورة الكافرون الضمائر المتصلة والمنفصلة.

1- (تعبدون) الضمير (واو) الجماعة وهو ضمير متصل في محل رفع،
2- (أنتم) ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
3- (أنا) ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
4- (عبدتم) تاء الفاعل ضمير متصل في محل رفع فاعل.
5- (أنتم) ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.
6- (لكم) الكاف ضمير متصل في محل جر.
7- (دينكم) الكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
8- (لي) الياء ضمير متصل في محل جر.

إسمهان الجادوي 05-30-2014 12:54 PM

رد: تسهيل النحو: متن الآجرومية
 
النوع الثاني من الْمَعْارِف "الإسم العَلَم" :


قال المصنف -رحمه الله-: وَالْمَعْرِفَةُ خَمْسَةُ أَشْيَاءَ (1) اَلِاسْمُ اَلْمُضْمَرُ نَحْوَ أَنَا وَأَنْتَ, وَ(2) الِاسْمُ اَلْعَلَمُ نَحْوَ زَيْدٍ وَمَكَّةَ, و..

النوع الثاني "الإسم العلم": مشتق من العلامة لأنه علامة على مسماه، نحوُ "زيد: مثال للعقلاء، ومثال لغير العقلاء: مكة"0 فالعلمية لا يلزم أن تكون للعقلاء، فكل ما يُميَّز بإسم معين خاص عن أفراد جنسه ولو كان جمادًا كالبلاد والوديان فتصبح أعلامًا0

العلم إما أن يكون "مفردا، أو مركبا"

والغالب من عادة العرب استخدام الأعلام المفردة، والمركبة من عادة الأعاجم، أحيانا يتكون بأكثر من كلمة، "زيد" كلمة واحدة "عبد الله، معرفة مركبة بكلمتين.

ما أنواع التركيب؟أنواع العلم المركب ثلاثة:

1-مركبٌ إسناديٌ: وهو تركيب الجملة بمعنى أن يسمى بالجملة: "تأبَّطَّ شَراً" هذه جملة فعلية فصار إسمًا لرجلٍ، وهناك قبيلة "شاب قرناها"، فهنا الإعراب لا يظهر عليه بل يُحكى حكاية وتُنطق كما كانت ولكنها تُقدر حسب موضعها، فيلزم حالةً واحدةً ويُعرب بحركاتٍ مقدرةٍ على آخره: فتقول: [جاءَ تأبَّطَ شَرَّاً]، تأبط شراً: فاعل مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية، [رأيتُ تأبطَّ شراً]، و[مررتُ بتأبطَ شرَّاً]، مررت: فعل وفاعل والباء حرف جر، تأبط شراً: إسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية لأنه يلزم صورة واحدة. وكذلك: "شاب قرناها"، فيلزم حالة واحدة ويعرب بحركات مقدرة على آخره،

2-مركب مزجي: "حضرموت"، "معدي كرب"، "بعلبك"، أصلها عبارة عن جزئيين رُكب أحد الجزئيين على الآخر، وامتزجت وأصبحتا كلمة واحدة وأصبحت علمًا على مكان معين0

كيف يتعامل مع هذا العلم المركب تركيبًا مزجيًا؟

هنا اجتمع فيه أمران العلمية والتركيب المزجي، فهذا الإسم ممنوع من الصرف ويُعرب إعراب الممنوع من الصرف يعني يُرفع بالضمة ويُنصب ويُجر بالفتحة ولا يُنَوَّنْ: [هذا بعلبك]، هذا: إسم إشارة مبنى على السكون فى محل رفع مبتدأ، بعلبك: خبر مرفوع بالمبتدأ، وعلامة رفعه ضم آخره، ولم يُنون لأنه ممنوع من الصرف. [هذه حضرَموتُ]، [وزرتُ حَضْرَموتَ]، [نظرتُ إلى حضرَموتَ]0

إلا أن من الأعلام المركب تركيبًا مزجيًا ما يكون مختومًا بـ "ويه": مثل: "سِيبويه"، "نِفطويه" "زِنْجَوَيْه"، فهي عبارة عن كلمتين ومُزجتا فأصبحتا تدلان على إسم واحد علم، ويكون مبني على الكسر في جميع الحالات ولا يُعامل معاملة الممنوع من الصرف0 [جاء سيبويه، ورأيت سيبويه، ومررت بسيبويه].
[جاء سِيْبَويْه] سيبويه: مبني على الكسر في محل رفع فاعل.

3-المركب تركيبًا إضافيًا: صدرُ المُرَّكبِّ مضافٌ إلى عَجُزِه، كـ "عبد اللهِ"، الأول يُعرب حسب موضعه من الجملة، والثاني مضاف إليه دائمًا. [جاء أبو بكرٍ]، جاء: فعل ماض مبنى على الفتح، أبو: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الخمسة، وهو مضاف، بكر: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة فى آخره. [هذا زينُ العابدينَ]: زين: خبر مرفوع، العابدين: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم0[رأيت زينَ العابدين ، مررت بزينِ العابدين]، هذه أنواع العلم المركب


العَلَم قسمان: أ-شخصى، ما وُضع لشخص بعينه، لا يتناول غيره، مثل فاطمة، زينب، أحمد، مكة. فلا يُمكن للسامع أن يفهم أن فاطمة جبلا مثلا.

ب-وجنسى: ما وُضع لجنس من الأجناس دون مراعاة أحد أنواعه، جنس الأسد يُسمى عند العرب "أُسامة"، يطلقونه على من يريدون تشبيهه بالأسد، فيشمل جميع أنواع الأسود، وقالوا "ثُعالة" أطلقوه على جنس الثعلب، "أم إرْيَط" أطلقوه على جنس العقرب، ...، لكن قد يقصد المتكلم علمًا شخصًا بعينه، فيكون قد نقل أسامة من العلم الجنسى إلى العلم الشخصى،

العلم: ما دل على معين" ثلاثة أقسام":

1- إسم: أحمد، مكة، خالد، زينب.

2- كُنية: كل ما صُدر بأب، أم، إبن، بنت

والنبى -صلى الله عليه وسلم- تكنى بأبى القاسم، وقال: [تسموا بإسمى ولا تكنوا بكُنيتى]، وهذا النهى خاصٌ بزمانه -صلى الله عليه وسلم- خشية الإشتباه. وورد في السنة فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يكني الأطفال (يا أبا عمير، ما فعل النغير؟)،


3- لقب: كل ما أشعر مدحا أو ذما، مثل: الصديق، الفاروق، ولقب على بن الحُسين بن على: "زين العابدين"، والله -سبحانه وتعالى- نهى عن التنابذ بالألقاب.

س: إذا اجتمع الإسم والكنية واللقب فى الكلام فماذا يُقدم؟

الضابط 1: [يجب تقديم الإسم على اللقب مطلقا] جاء محمدٌ الفقيهُ، جاء ابنُ عباسِ البحرُ، أو جاء ابنُ عباس ترجمانُ القرآن

الضابط2: [ لا ترتيب بين الكُنية والإسم، ولا بين الكُنية واللقب، فيجوز أن تقدم أيها شئت]، فيجوز: [جاء أبو الحارث خالد، أو: جاء خالد أبو الحارث]

الأصل والأفصح: الإسم، ثم الكنية، ثم اللقب، وإذا قدمت أو أخرت في ترجمة فلا إشكال،

العَلَم قسمان من حيث أصله:

1- ماكان مرتجلا: ما أطلقته العرب بالإبتداء على علم، -وهو قليل جدا عندهم-مثل: سعاد، أطلقوه على امرأة، فمن حين استعماله أُطلق فى الأعلام.

2-ما كان منقولا: استعمل فى أصله فى غير العلم: استعمل مثلا فى باب الوصف، أو الجنس، أو فى إسم الفاعل: "خالد"، أو إسم المفعول، أو الصفة المشبهة: "حسن"، ثم نقلته العرب بعد ذلك إلى إسم العلم، -وهذا كثير جدًا-. "فضل"،

إسمهان الجادوي 05-30-2014 01:03 PM

رد: تسهيل النحو: متن الآجرومية
 
النوع الثالث من الْمَعْارِف إسم الإشارة: ما وُضع لمشارٍ إليه

وَالْمَعْرِفَةُ خَمْسَةُ أَشْيَاءَ (1) اَلِاسْمُ اَلْمُضْمَرُ نَحْوُ أَنَا وَأَنْتَ, وَ(2) الِاسْمُ اَلْعَلَمُ نَحْوُ زَيْدٍ وَمَكَّةَ ،
و(3) وَالِاسْمُ اَلْمُبْهَمُ نَحْوُ هَذَا, وَهَذِهِ, وَهَؤُلَاءِ:

هذه الأسماءُ أُشير بها إلى أشخاصٍ؛ لذلك أصبحَتْ علمًا من هذه الجهة،

إسم إشارة: لمذكر مفرد: ذا: [ذا محمدٌ]، ذا: إسم إشارة مبنى على السكون فى محل رفع، مبتدأ، محمدٌ: خبر مرفوع. [-وفى الغالب تُضاف ها للتنبيه-]: هذا

لمثنى مذكر: ذان، ذيْن، [جاءنى ذان]، [رأيتُ ذيْن] [مررتُ بذيْن] هذان، هذيْن.

مؤنثة مفردة 5: ذى، ذه، تى، ته، تا: [ذى هندٌ]، بعض هذه الألفاظ قل استعمالها.

مثنى مؤنث: "تان" -بتخفيف النون أو "تان" بتشديد النون، فى حالة الرفع-، [تان امرأتان]، "تيْن"، فى حالتى النصب والجر، [رأيتُ تَيْن]، رأيتُ: فعل وفاعل، تيْن: مفعول به، [مررتُ بتَيْن] مررت: فعل وفاعل، تيْن: جار ومجرور، "هاتان"، هاتيْن،

[[أكثر البصريين يرون أن المثنى من أسماء الإشارة [ذان ذيْن وتان تَيْن] مبنيتان، ولا يُقال أنه معرب لأنه يخالف وضع البناء، والميسرون يقولون: إسم الإشارة مبني في حالة الإفراد والجمع وأما في حالة المثنى فإنه مُعرب ويُعامل معاملة المثنى، وهو الراجح]]،

للجمع مذكرًا أو مؤنثًا: أولاء" بالمد عند الحجازيين، وبالقصر أُولى [أولاءِ رجالٌ] أولاء: إسم إشارة مبنى على الكسر فى محل رفع مبتدأ، رجالٌ: خبر مرفوع.

هل أسماء الإشارة على مرتبة واحدة من حيث القرب والبعد؟

لا، أسماء الإشارة على ثلاثة مراتب: والملحقات: "الهاء واللام والكاف": تُبين موضع المشار إليه:

1- المرتبة القريبة: "ذا" مجردًا عن الكاف واللام، [ذا محمدٌ]، فى نفس المجلس، إشارة إلى القريب أكتفي بالهاء "تنبيه المخاطب"–هذا، هذه-،

2- إشارة إلى البعيد: ذلك –أي بعيدا في المنزلة والمكانة ولو كان قريبا – تلحق به كاف الخطاب ولام البعد. هناك: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ﴾ فكتاب الله قريب منا لكنه عالي المنزلة، لذلك عومل معاملة العالي البعيد0 "اللوح المحفظ"، وكذلك تقول: [ذلك التقوى]: لشيء شريف.

3- الوسطى: "ذاك"، المشار إليه ليس قريبًا ولا بعيدًا، فتضم إليه الكاف:

أما المكان القريب: "هنا"، ولك أن تُضيف إليه "ها" التنبيه، "هاهنا"،

وأما المكان البعيد: "هناك"، "هاهناك"،

الكاف التي في الآخر –حرف الخطاب- يصح تغيرها فتُفرَد وتُجمع وتُثنى بحسب المخاطب،
والإشارة تفرد وتثنى وتجمع بحسب المشار إليه:

- "ذاكُم" ذا: للواحد، كم: للمخاطبين.

-وإن أشرت إلى واحد وخاطبت اثنين قلت: ذاكما

- فإن أشرت إلى اثنين وخاطبت اثنين قلت: ذانكما

-وإن أشرت إلى جماعة وخاطبت واحد قلت: أولئك

- وإن أشرت إلى جماعة وخاطبت جماعة قلت: أولئكم


فـ"كاف الخطاب" تتغير بنوع المخاطب أما الإشارة فتتغير بتغير المشار اليه.

{ذَٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي }(37)
فهنا إشارة إلى واحد وهو تفسير الحلم، وخاطب اثنين وهما صاحبي السجن

إسمهان الجادوي 05-30-2014 01:19 PM

رد: تسهيل النحو: متن الآجرومية
 
النوع الرابع من الْمَعَارِف "الاسم الموصول" .

1/ ما الإسم الموصول؟

هو الإسم المعرفة الذي يفتقر في بيان مسماه إلى صلة و عائد، يعني مثلا نقول أحمد، عبد الكريم، صالح. هل الإسم دل على المسمى في هذه الكلمة المفردة؟ الجواب: نعم لقد دل ذلك، لكن لما أقول: جاء الذي ثم أسكتُ، هل يَحسُن السكوت عند هذه الكلمة؟ يعني هل تفهم أنت المعنى؟ الجواب: لا، إذن الإسم الموصول الذي يفتقر إلى صلة إلى جملة فعلية أو إسمية أو شبه جملة تسمى الصلة.

تسميته موصولا؟ دليل على أنه لا بد أن يوصل به شيء، يسمى (الصلة)، التي جيء بها لتكملة معنى الاسم الموصول، تحدده، وتميزه وتجعله معرفة غير شائع،-لكن لا محل لها من الإعراب- / (العائد): ضمير يوجد في الصلة يعود على الاسم الموصول؛ والإعراب للإسم الموصول: أيضا من الأسماء، المبنية إلا فى المثنى، يُعرب بإعراب المثنى.

لدينا إذن ثلاثة أشياء: إسم موصول، وَصِلَّة، وعائد يربط بين الصلة والموصول. لذلك سُمي بالإسم الموصول لأنه يحتاج في بيان معناه إلى جملة تسمى الصلة.

2/ما أقسام الإسم الموصول؟

الإسم الموصول قسمان: أسماء خاصة تدل على معنى معين محدد، و أسماء مشتركة تدل على عدة معاني مختلفة في لفظ واحد.

2-1/ ما الأسماء الخاصة ؟

ألفاظ الأسماء الخاصة النصية الخمسة هي:
- الذي يطلق على المفرد المذكر، - التي يطلق على المفرد المؤنث
- اللذان / اللذيْن للمثنى المذكر، - اللتان / اللتيْن للمثنى المؤنث
- الأُوْلى و الذين يطلق على جمع المذكر.
- اللائي واللاتي واللواتي يطلق على جمع المؤنث.

هذه الألفاظ تسمى: الألفاظ الخاصة النصية، كل واحد منها يدل على معنى معين لكل نوع من أنواع المعبر عنه من حيث الإفراد والتثنية والتذكير والتأنيث؛ وله ثمانية ألفاظ: فلا يُستعمل "الذي" في المؤنث، ولا تستعمل "التي" في المذكر، ولا يستعمل "اللذان" في الجمع ولا ....، فكل لفظ منها يدل إطلاقه على معنى خاص.

ومثاله قوله تعالى: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ} (74 الزمر)، تُعربُ: الحمدُ: مبتدأ مرفوع، لله: جارو مجرور متعلق بخبر محذوف، الذي إسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة للفظ الجلالة، صدقنا صلة الموصول.

وقوله تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ}، قد: حرف تحقيق لا محل له من الإعراب، قول: مفعول به و هو مضاف، و"التي تجادلك في زوجها" مضاف إليه، التي: إسم موصول في محل جر بالإضافة و تجادلك في زوجها صلة الموصول.

وقوله تعالى: {وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا} (16 النساء)، إعرابها: الواو: حرف عطف و اللذان إسم موصول مرفوع بالألف لأنه مثنى أو مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ، يأتيانها فعل مضارع مرفوع و علامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، و ألف التثنية فاعل، و الهاء في محل نصب مفعول به، و منكم: جار ومجرور متعلق بيأتيانها، و جملة "يأتيانها منكم" صلة الموصول.

قوله تعالى {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ} (29 فُصلت) ربنا: رب منادى مضاف و حذف منه حرف النداء و تقديره يا ربنا، أرنا: فعل دعاء مبني على حذف حرف العلة نا: ضمير متصل مبنى على السكون في محل نصب مفعول به أول، اللذين: إسم موصول مبني على الكسر في محل نصب مفعول به ثاني، أضلانا صلة الموصول

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ} الواو حرف عطف، الذين: إسم موصول في محل رفع مبتدأ، جاؤوا: صلة الموصول، من بعدهم: جار و مجرور متعلق بفعل جاؤوا، وجملة جاؤوا من بعدهم: صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

قوله تعالى: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ} (4 الطلاق)، {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ}، الواو: حرف عطف، اللاتي: إسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، يأتين: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، ونون النسوة في محل رفع فاعل، الفاحشة: مفعول به منصوب وهى جملة صلة الموصول.

2-2/ ما الأسماء الموصولة المشتركة؟

القسم الثاني الألفاظ الموصولة المشتركة لا تتغير صيغته، يصلح للواحد وغيره،
(الذي يتغير هو الضمير العائد على الصلة)، وهو ستة أنواع: [مَن و ما و أَيْ وال و ذا و ذو]، فالألفاظ الستة المشتركة سُميت بذلك لأنه يجوز إطلاقها على المفرد والمثنى و الجمع والمذكر والمؤنث. وسياق الكلام يحدد المراد من قصد المتكلم فتقول: [أعجبني أَيْ جاءَ، أعجبني أي جاءت، أعجبني أي جاؤوا] وهكذا... ، ولكن هناك بعض الضوابط اليسيرة من ذلك أنَّ:

1-من: للتعبيرعن عاقل غالبًا-أعجبني مَنْ (قام/قامت/قاما/ قامتا/قاموا/ قمن).
[جاءني مَن فعل كذا و كذا، جاءني مَن ضرب أخي]،

2-ما: لغيرعاقل غالبًا- أعجبني ما (اشتريته/اشتريتها/اشتريتهما/ اشتريتها /
اشتريتهن)، [أعجبني ما اشتريتها]، ما موصولة لجمع مذكر غير عاقل.
[قد تستخدم "مَن" على عكس ذلك في غير العاقل و "ما" قد تستخدم في العاقل].

وتُستعمل "مَن" لغير العاقل في ثلاثة مسائل:

1- أنْ يُنَزَّل من وقعت عليه منزلة العاقل ومثال ذلك:
أَسِربَ القَطا هل مَن يُعير جناحه *** لعلي إلى مَن قد هويتُ أطيرُ
"هل من" فهنا من استخدمت لغير العاقل: نادى القطا و هو غير عاقل نوع من الحمام لكنه من شدة الاستحضار و شدة الشوق جعله بمنزلة العاقل.

2- أن يجتمع غير العاقل مع العاقل فيُغَلَّب كما في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} (18 الحج)، طبعا من في السموات ومن في الأرض ليسوا عقلاء كلهم فالآية تشمل الآدميين و غيرهم من الشجر والدواب والجبال..، ولكن لما كان مع غير العاقل العاقل؛ جاز استخدام من.

3- أن يقترن غير العاقل بالعاقل في عموم فصل بمن الموصولة، قوله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (45 النور) فهنا الله عز وجل استخدم من على غير العاقل لاقترانه بالعاقل في عموم كل دابة، الدابة لغة: إسم لمن يدب في الأرض سواء عاقل أو غيره.

فالحاصل في ذلك أن الأصل في مَن أنها تستعمل للعاقل والأصل في ما أنها تستخدم لغير العاقل.

و"ما" تستخدم في غير العاقل إلا في مسائل ثلاثة:

1- أن يجتمع العاقل مع غير العاقل: قوله تعالى: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} (1 الصف)،

2- أن يكون أمره مبهمًا على المتكلم، كقول الإنسان: [وقد رأيتُ شبحًا من بعيد، أَنْظر ما ظهر لي].

3- أن يكون المراد صفات مَن يعقل، قوله تعالى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ}.

3-(ال): لا يُقصد بها المعرفة بل التي بمعنى الذي، [(لا تكون إسماً موصولاً إلا إذا كان ما بعدها وصفاً صريحًا/ لغير تفضيل)]: إسم الفاعل: القائم أي الذي قام، الدارسون، ضارب / وإسم المفعول: المضروب أي الذي ضُرِب/ ضرَّاب: صيغة مبالغة، مضرب: صفة مشبهة ... وصفة مشبهة: الحَسَن، أي الذي حَسُن / [[فإن كان لتفضيل كالأفضل والأعلم / أو كان ما بعد "ال" جامدا كقولك "الرجل"، فـ "ال": حرف تعريف، وليست موصولة، بمعنى (الذي)]]، فائدة: هذه الصفة الصريحة تُستخدم في عدد من أبواب النحو وأيضا تكون عاملة مثل الفعل تقول [محمدٌ ضاربٌ زيدًا]، إسم الفاعل هنا له قوة الفعل فيطلب مفعولا، وتقول أيضا [محمدٌ مضروبٌ أباه] و هكذا..
إذن يُشترط في "ال" الموصولة أن تدخل على صفة صريحة مثل قوله تعالى {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ} فهنا المصدقين إسم فاعل أي الذين تصدقوا، بمعنى كل المصدقين والمصدقات، ومثال إسم مفعول في قوله تعالى: {وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ} (5 الطور)، أي الذي رُفع، [قال الأصوليون أن ال و من و ما من صيغ العموم فإذا ورد [ال أو من أو ما في الكلام و اتصل بإسم صريح فإنه يدل على العموم].

4-ذو: من الأسماء الستة؛ لكن قبيلة (طيئ) استعملوه بمعنى الذي: اسم موصول مشترك فتقول: ذو قام؛ ذو قامت ...
[لا و ذو في السماء عرشه]، أي والذي في السماء عرشه
يقول الشاعر: في بئري الذي حفرت والذي طويت:
فإن الماء ماء أبي وجدي **وبئري ذو حفرت وذو طويت

5-ذا: وأصلها إسم إشارة. [[وتأتي موصولة بمعنى (الذي) بشرط أن تُسبق بـ (ما) أو (من) الاستفهاميتين]]: قال تعالى: {مَّاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ} "ما الذي أنزله ربكم،
{يَسألونَكَ مَاذَا يُنْفقُونَ} يسألون: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون من الأفعال الخمسة، الواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل، الكاف: في محل نصب مفعولها الأول، ما: إسم استفهام في محل رفع مبتدأ، ذا: إسم موصول في محل رفع خبر المبتدأ، ينفقون: صلة الموصول لا محل لها من الإعراب، وجملة المبتدأ والخبر "ماذا ينفقون" في محل نصب مفعول به ثاني لسأل. [من ذا أمرك بكذا ؟] أي من الذي أمرك، [مَن ذا وَهَبَكَ؟]، [ماذا صنعت؟]، ماذا إسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم، و صنعت فعل و فاعل.
يقول الشاعر: وقصيدةٌ تأتي الملوكَ غريبةٌ *** قد قُلتُها ليُقالُ مَنْ ذَا قالهـا

6-أَيٌّ: إسم موصول (مبني على الضم)، إذا أضيفت وحذف صدر صلتها، نحو سلمت على أيُّهم أفضلُ. فـ (أيُّ). مبنية على الضم في محل جر، لأنها أضيفت إلى الضمير، وصدر صلتها – وهو المبتدأ – محذوف، لأن الأصل: هو أفضلُ،
(وتعرب بالحركات فيما عدا ذلك): [كافأت أيَّهم هو مجتهد]، فـ (أيَّ) مفعول به منصوب بالفتحة.

3/الأسماء الموصولة تفتقد إلى صلة بعده توضح معناه وتزيل إبهامه وعائد:

"فالصلة": هي الجملة التي توضح معنى الإسم الموصول، و"العائد": هو الضمير الذي يعود على الموصول يربط الصلة بالموصول: [الذي قام أبوه] العائد ضمير مستتر جوازا، ولا يجوز قول: "الذي قام أب" ×، و"العائد" هو الضمير وهو الذي يربط بين الصلة والموصول فكأنه حبل أو سلسلة تربط بينهما وتصل بينهما.
(وَصِلَةُ ألْ الْوَصْفُ، وصِلَةُ غَيْرِهَا إِمَّا جُمْلَةٌ خَبَرِيَّةٌ ذَاتُ ضَمير طِبْقٍ للْمَوْصُولِ يُسَمْى عَائِداً أو ظرفٌ أو جارٌ ومجرور، تامّان، متعلِّقان باستقرَّ محذوفاً)

4/ما عدد أقسام الصلة ؟

الصلة ثلاثة أنواع:
(1)- الجملة: الإسمية: المركبة من مبتدأ وخبر: قوله تعالى: {الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ}: الذي: إسم موصول في محل جر صفة للنبأ العظيم، هم: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ، فيه: جار و مجرور متعلق بمختلفون، ومختلفون: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم، و جملة "هم فيه مختلفون" صلة الموصول، لا محل لها من الإعراب. [جاء الذي أبوه كريم] /

أو الفعلية: قوله تعالى: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ} الزمر، فالصلة هنا "صدقنا وعده": جملة فعلية. [جاء الذي قام أبوه]، وشرطها أمران:
الأول: أن تكون خبرية، أي يصح أن تكون صادقة أو كاذبة، (وليست طلبًا وإنشاءً: فلا يصح أن تقول: [جاء الذي بِعْتَكَهُ) ×. /
الشرط الثاني: أن تشتمل الجملة على ضمير يرجع إلى الاسم الموصول. وهوالمسمى بـ (العائد) لأنه يعود على الموصول.
وشرطه: أن يكون مطابقاً للاسم الموصول في إفراده وتثنيته وجمعه وتذكيره وتأنيثه، (الأصل فيه): أنْ يُذكر

(3)-الصلة: شبه جملة: إما ظرف، قال تعالى: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ} (النحل) أو

جار و مجرور: قوله تعالى: {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ} الإنشقاق، أو

صفة صريحة: (3)-الوصف: خاص بـ (ال) الموصولة، تشبه الجملة لأنها مقدرة بالفعل: القائم: بمعنى: الذي قام، ومثالها: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ}.

فائدة: الظرف والجار والمجرور: يُشترط في وقوعهما صلة أن يكونا تامَّيْن أي: يحصل بالوصل بكل منهما فائدة. تزيل الإبهام وتوضح المراد، من غير حاجة لذكر متعلقهما، وقوله: (مُتَعلِّقَانِ باسْتَقَرَّ مَحْذُوفاً) فلا بد أن يكون متعلَّقهما فعلاً مقدراً نحو: استقر- حصل – ثبت، نحو: [عرفت الذي عندك] = استقر وَوُجِدَ عندك، [وصافحت الذي في الدار]. يدل على مجرد الوجود العام(1)، ولا يصح تقديره بوصف مثل: كائن، ومستقر؛ لأن الصلة لا تكون إلا جملة؛ لأنها هي التي تزيل الإبهام، (1) ؛ وأما ما احتاج إلى تقدير أفعال أخرى فهذا ناقص ولا يصح أن يقع صلة: فلو قلنا: [جاء الذي بك]، لا نعلم الذي استعان بك أو أُعجب بك أو مربك؟؟ فكلها تَصح أن تُقدر،

5/هل يجوز حذف العائد؟

الجواب: (وَقَدْ يُحْذَفُ) أحيانا اختصارًا ويكون مقدراً: إذا فهمه السامع، ودل عليه دليل فى الكلام: قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} (النحل)، حُذف العائدُ والأصل: يعلم الذي تسرونه والذي تعلنونه، وقوله تعالى: {ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيّاً}: "أَيُّهُمْ أَشَدُّ" أي: إسم موصول مشترك، قليل الذكر أي "الذي هو أشد": جملة إسمية (أشدُّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره (هو)، وهو العائد. وهذا دليل على جواز حذف العائد على الموصول، وهو هنا مرفوع /
{لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ} وقد قرأ الكسائي وحمزة بحذف العائد وهو الهاء: "وما عملت أيديهم"، وهو منصوب هنا /
{فاقْضِِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} أي إقضِ الذي أنت قاضيه وحذف العائد هنا وهو الضمير "الهاء"، وموقعه الإعرابى:
[الجر فهو مضاف إليه / وقد يحذف العائد وهو مجرور بحرف الجر]:
قوله تعالى: {مَا هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ} المؤمنون، أي ويشرب مِن الذي تشربون منه، فحذفت الهاء في قولنا "منه" / لكن طبعا هناك قاعدة: أنه إذا حذف المجرور بحرف الجر، -الضمير العائد هنا-، سقط معه حرف الجر بالتبع؛ لأنه لا يبقى حرف الجر دون مجروره/ مما تشربون: فـ (مما): من: حرف جر، و(ما) إسم موصول مبني على السكون في محل جر، وجملة (تشربون) صلة الموصول لا محل لها من الإعراب، والعائد محذوف تقديره: منه. [[قاعدة: لا يبقى حرف الجر دون مجروره]].

إسمهان الجادوي 05-30-2014 01:20 PM

رد: تسهيل النحو: متن الآجرومية
 
النوع الخامس من الْمَعَارِف "المعرف بأداة التعريف"

(الإسم الذي فيه الألف واللام نحو الرجل والغلام):


إذا دخلت الألف و اللام على النكرة أفادت المعرفة، كما نقول: رجل و فرس ودار ..الخ، فإذا أضفنا لها "ال" صارت نوعا من أنواع المعارف الستة.

تنقسم الألف و اللام إلى قسمين أو نوعين: عهدية و جنسية.

الأول العهدية: معهودة لدى السامع، قريب العهد بها. وتنقسم إلى ثلاثة أقسام:
1- إما للعهد الذكري يعني بأن يكون هذا المعرف مذكورا في أول الكلام نكرة و مثال ذلك قولك :فجاء هذا الرجل، إذن الرجل هذا هو المذكور آنفا في أول الكلام، وقوله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ}، وهنا الزجاجة نكرة، ثم قال تعالى: {الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ} (35 النور) والزجاجة هنا هي الزجاجة السابقة.

2- من أنواع الألف و اللام العهد الذهني وهو بأن يكون المعرف مصحوبا ذهنيا كما في قوله تعالى: {إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} (40 التوبة)، معروف في أذهان المتلقين والسامعين ما هو هذا الغار. و كقولنا ["و رب هذا البيت"]، فينصرف عند السامع إلى بيت الكعبة.

3- العهد الحضوري وهو بأن يكون مصحوبها حاضرا حال الخطاب ، كما جاء في قوله تعالى {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} (3 المائدة)، وهنا يتكلم الله عز وجل عن يوم الحج الأكبر، فإذا تكلمت وادخلت ال في كلمة حاضرة سُميت هذه ال -العهد الحضوري.

النوع الثاني الجنسية: والمقصود أنها تشمل جميع أنواع الأفراد إما تبين حقيقة هذا الجنس أو تبين كل أنواع هذا الجنس أو أنواع صفاته. وتنقسم ثلاثة أقسام:

1- إما لتعريف ماهية الشيء، و مثال ذلك في قوله تعالى: { وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} (30)الأنبياء، و المعنى و جعلنا من ماهية الماء .

2- تستخدم "ال" الجنسية لاستغراق الأفراد يعني تدل على العموم، كقوله تعالى:
{إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} (2 العصر)، فـ "ال" هنا تفيد استغراق أفراد العموم: كل أنواع الإنسان و أفراده خاسر إلا من استثناه الله عز و جل. و كذلك قولك:
[إن الطالبَ في هذه الغرفة جادٌ] فهذا يسمى استغراق أفراد العموم.

3- استغراق خصائص الأفراد: [أنت المرأة كرامة ً] المعنى اجتمع فيك ما لم يجتمع في غيرك من النساء، جميع صفات الكرامة اجتمعت فيها و يسمى هذا استغراق الصفات.


*****

النوع السادس من الْمَعَارِف "ما أضيف إلى أحد المعارف الخمسة"
الأصل في الكلمة المجردة من "ال" والتي غير هذه المعارف الخمس أنها نكرة مثلا نقول للأستاذ: [إذا رأيت طالبا فأعطيه جائزة] يعني أي طالب كيفما كان و لكن إذا أضيفت هذه اللفظة إلى أحد الأنواع الخمسة السابقة فإنها تكون معرفة بهذه الإضافة تقول: طالب الحي، طالب الشيخ خالد فهنا نحن عرفنا جملة فأصبح الطالب منتسبا في الجملة الأولى إلى الحي و إلى حلقة الشيخ خالد في الجملة الثانية، تقول أيضا: امرأة هذا الرجل أضفت المرأة إلى اسم الإشارة و أيضا [امرأة الذي أكرمَنا]، أضيفت إلى الإسم الموصول فعرفت المرأة ...الخ، فإذا أضيف نكرة إلى هذه الأنواع الخمسة صارت معرفة. النكرة إذا أضيفت إلى معرفة اكتسبت التعريف: أمثلة:

-إذا أضيفت النكرة إلى الضمير: كتاب –نكرة- كتابه، كتابك، معرفة،
-إذا أضيفت النكرة إلى العلم: كتاب محمد،
-إذا أضيفت النكرة إلى اسم الإشارة المبهم: كتاب هذا
-إذا أضيفت النكرة إلى المعرف بال: كتاب النحو
-أما أذا أضيفت النكرة إلى نكرة: "كتاب رجل" هنا لا يزال نكرة لكنه نكرة مخصصة، فلا يكتسب التعريف0

*****


النَكرة

قال المؤلف رحمه الله تعالى- وَالنَّكِرَةُ: كُلُّ اِسْمٍ شَائِعٍ فِي جِنْسِهِ لَا يَخْتَصُّ بِهِ وَاحِدٌ دُونَ آخَرَ،
كأن المؤلف يريد أن يقول: أن النكرة ضد المعرفة0
شائع: أي غير محدد نحو قول "رجل" فجنس الرجال هو كل ما كان من ذكور بني آدم البالغين، فهو يطلق كل على واحد من أفراد الجنس دون تمييز، مثلا في قولك: [أعطيتك كتابًا]، فالكتاب هنا إسم شائع يشمل جميع أنواع الكتب الصغير و الكبير و القديم و الجديد... يعني مستغرق في جنسه لا يختص بهذا الاسم أو الإطلاق واحد دون الآخر،

(وَتَقْرِيبُهُ كُلُّ مَا صَلَحَ دُخُولُ اَلْأَلِفِ وَاللَّامِ عَلَيْهِ, نَحْوُ اَلرَّجُلِ والفرس)

أي النكرة إذا التبس عليك أمرها: فضبط الأمر بدخول "ال" فالنكرة ما صح دخولها عليه والمعرفة ما لا يصح دخولها عليها0 فالنكرة يتعرف بدخول “أل” المعرفة عليها، ويقوم مقامها "أم" الحميرية كـ الكتاب - أم كتاب.

سؤال: حدد المعارف والنكرات في هذه الآية:

{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ} (آل عمران96)
أول: نكرة، بيت: نكرة، الناس: معرفة "تعريف بال"، الذي: معرفة اسم موصول، بكة: معرفة علم، مباركا: نكرة0 َهُدًى: نكرة، لِّلْعَالَمِينَ: معرفة

إسمهان الجادوي 05-30-2014 01:23 PM

رد: تسهيل النحو: متن الآجرومية
 
الباب الثاني من أبواب التوابع: العطف

قال المصنف – رحمه الله – " باب العطف، وحروف العطف عشرة: وهي الواو، والفاء، وثم، وأو، وأم، وإما، وبل، ولا، ولكن، وحتى في بعض المواضع، فإن عطفتَ على مرفوع رفعتَ، أو على منصوب نصبتَ، أو على مخفوض خفضتَ، أو على مجزومٍ جزمتَ، تقولُ قام زيدٌ وعمرُو، ورأيتُ زيداً وعمراً، ومررتُ بزيدٍ وعمرو، وزيدٌ لم يقمْ ولم يقعدْ ) لم يتناول المؤلف تعريف العطف؛ لأنه قد يكون واضحًا، ذكرَ حروف العطف العشرة، وذكرَ حُكمَ العطف والمعطوف:
[المعطوف: له حكم المعطوف عليه، فى جميع أحوال الإعراب الأربعة: فى: رفع، ونصب، وخفض، وجزم]

العطف-لغة-: الرجوع إلى الشيء بعد الإنصراف عنه.

والعطف نوعان: الأول: عطف بيان: بغير حرف. أقل أنواع العطف تفاصيلًا، وأقلها استعمالاً، وسبب عدم ذكر عطف البيان أنه فى معنى البدل،
[لكن البدل يكون على نية تكرار العامل، وعطف البيان ليس على هذه النية]0
*تعريف عطف البيان: هو التابع لما قبله، المشبه للنعت فى توضيح متبوعه.
[لكن الفرق بين عطف البيان والنعت، أن عطف البيان جامد، والنعت مشتق]،
حكم عطف البيان:1) يأتى عطف البيان للمعرفة لإيضاحها، و للنكرة لتخصيصها
2) وكالنعت، عطف البيان يتابع المعطوف عليه –متبوعه- في أربعة من عشرة : فيتبعه في: 1- حكم الإعراب: في رفع و نصب و خفض، وجزم، 2- الإفراد و التثنية و الجمع، 3- التذكير و التأنيث، 4- التعريف و التنكير.

(أ)عطف بيان معرفة: في قول الشاعر: "أَقْسَمَ بِاللهِ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ": "عُمَر": "أبو حفص" عطف بيان للاسم العلم الذي قبله؛ بكلمة تُبَيِّنُ ما قبلها وتوضحه، فأبو حفص قد يكون غير واضح لبعض الناس فقال عمر فوضحه وبَيَّنَه /
وتابعه فى: رفع، وإفراد، وتذكير، وتعريف.

(ب) عطف بيان نكرة: {وَيُسْقَى مِن مَّاءٍ صَدِيدٍ} فـ "ماء" وُضِّحَ وَبُيِّنَ بأنه صديد ، وكلاهما نكرة؛ المعطوف والمعطوف عليه، عطف بيان، "هذا خاتَمٌ حديدٌ"، يُعرب عطف بيان؛ لأنه بَيَّنَ ما قبله، ولا نقول إن الحديد هنا نعت للخاتم؛ [لأن شرط النعت أن يكون مشتقًّا، أو مؤولا بمشتق]، وحديد هذه ليست مشتقة، أما لو قلنا: "هذا بابُ حديدٍ" لكان باب: مضافًا وحديد: مضافًا إليه،

يجوز فى عطف البيان أن يُعرب بدل كلٍ من كل إلا فى حالتيْن: ولذلك اقُترِح
حذف هذا القسم، وقيل هو فى معنى البدل، لكنه ليس بدل بعضٍ من كل،
لا يجوز فى عطف البيان أن يُعرب بدل كلٍ من كل فى حالتيْن:
1- إذا كان التابعُ ذكره واجبًا: نحوُ: [هندٌ قامَ زيدٌ أخوها] هندٌ: مبتدأ، جملة: "قامَ زيدٌ أخوها": خبر، ولابد أن يكون بين الخبر والمبتدأ رابطٌ، والرابط هنا: أخوها، فلا يجوز أن تقول: [هندٌ قامَ زيدٌ ×، لأن المعنى ناقصٌ حينئذٍ، والكلامُ غيرُ تامٍ. فلذلك لابد أن يكون فى هذه الجملة الفعلية رابطٌ، يربطها بالمبتدأ، والرابط هنا: الضمير فى: أخوها. وهو تابعٌ لزيد، فإذا أسقطنا الرابط؛ لن يصحَ الكلامُ، قام: فعل، زيدٌ: فاعل، أخوها: عطف بيان لزيد، يتابع المعطوف عليه –متبوعه- مرفوعٌ مثله، والهاء: ضمير متصل مبنى على السكون فى محل جر للإضافة. فلا يجوز أن نعرب ذلك بدلا؛ لأن [البدل يجوز حذفه فى الكلام]، وهنا فى هذه الحال لايجوز حذفه، ولذلك وجب إعرابه: عطف بيان. ففى البدل: [جاء الأميرُ نفسُهُ]، يجوز أن نضع "نفسُهُ" فى موضع الأميرُ، فنقول: [جاء نفسُهُ]،
2- أن يكون التابع غير صالحٍ أن يوضعَ فى مكان المتبوع: نحوُ: [يا خالدُ الحارثُ] الحارثُ: عطف بيان، و لا يصح أن يكون بدلا؛ إذ لا يحل محل الأول، لماذا؟ لأن ذلك يستلزم [اجتماع "أل- مع حرف النداء"، وهو ممتنعٌ]، إذ لا يجوز فى اللغة أن نقول: يا الحارث، فيجب إذا نادينا إسما معرفا بـ ال، أن نحذف ال- حال النداء، مثل: الوليد، الحارث، الليث، ياوليدُ، ياحارثُ، ياليثُ،

الثانى: عطف النسق
تعريف عطف النسق: هو التابع المتوسط بينه وبين متبوعه أحد حروف العطف
[ليست هذه الحروف دائما تكون حروف عطف، إلا أن تكون بين متعاطِفَيْن]

** [عطف النسق يتبع المعطوف عليه –متبوعه-] في جميع وجوه الإعراب:
1-عطف الإسم على الإسم حال الرفع: {وَصَدَقَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ} (22 الأحزاب)، َصَدَقَ: فعل ماض مبنى على الفتح، اللَّهُ: فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمة، وَ: حرف عطف، رَسُولُهُ: معطوف على إسم الجلالة، مرفوع مثله.
2- عطف الإسم على الإسم حال النصب: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} (52 النور) إسم الجلالة الله: مفعول به منصوب وَ رَسُولَ: معطوف على الله، منصوب مثله، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبنى على الضم فى محل جر مضاف إليه.
3- عطف الإسم على الإسم حال الخفض: {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} (136 النساء) ، آمِنُوا: فعل أمر مبنى على حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، الواو: ضمير متصل فى محل رفع فاعل، بِاللَّهِ: جار، ومجرور، وَ رَسُولِهِ: معطوف على بالله، مجرور مثله.
4- عطف الفعل على الفعل حال الجزم: {وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ} (36) محمد]، وَ: حرف عطف، إِنْ: حرف شرط جازم، يجزم فعلين، تُؤْمِنُوا: فعل الشرط مجزوم بأداة الشرط وعلامة جزمه حذف النون، لأنه من الأفعال الخمسة، الواو: ضمير متصل فى محل رفع فاعل، وَتَتَّقُوا: الواو: حرف عطف، تَتَّقُوا: معطوف على تُؤْمِنُوا، مجزوم مثله. يُؤْتِكُمْ: جواب الشرط مجزوم بأداة الشرط وعلامة جزمه حذف حرف لعلة. .................. الخ

*** -بشرط كون الإسم فى معنى الفعل-:
(أ) يجوز عطف الإسم على الفعل:
مثاله: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ} (95 الأنعام)
(ب) ويجوز عطف الفعل على الإسم: {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا(3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا} (4) العاديات)، عطف الفعل أثرن، على اسم الفاعل المغيرات، {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ}(18 الحديد) وعطف الفعل أقرضوا على اسم الفاعل المتصدقات.

حروف العطف العشرة تنقسم إلى قسميْن:
القسم الأول: ما يقتضى التشريك فى الإعراب، و المعنى: وهو سبعة أحرف:
1[الواو]: [تفيد مطلق الجمع دون التقيد بترتيب، الأصل فى دلالتها أنها لو جاءت فى كلام الله أو كلام النبى –صلى الله عليه وسلم- فلا تفيد الترتيب، إلا إذا دلت قرينة أخرى لفظية سواء كانت داخلية أو خارجية]. [جاء زيدٌ و عمرو]، يعنى أن زيدًا وعمرًا اشتركا فى المجيء، [ألقى الشيخ درسى الفقه و الحديث]، ولا تفيد الترتيب، ولذلك لما سُئل النبى –صلى الله عليه وسلم- عن المذى، قال: [اغسل ذَكَرَكَ وتوضأ]، وفى رواية عند مسلم: [توضأ، واغسل ذَكَرَكَ].

2[الفاء] [تفيد الترتيب مع التعقيب، إضافة إلى الاشتراك في الحكم] -[التعقيب]: أن يكون الثاني تلا الأول ووقع عَقِبَه مباشرة بلا مُهْلَة انتظار، {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ} (21 عبس) أَمَاتَهُ: فعل ماض مبنى على الفتح، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو –الله-، والهاء: ضمير متصل مبنى على الضم فى محل نصب مفعول به، فَأَقْبَرَهُ: الفاء: حرف عطف، أَقْبَرَهُ: فعل ماض مبنى على الفتح، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو –الله-، والهاء: ضمير متصل مبنى على الضم فى محل نصب مفعول به، [جاء زيد فعمرو] مجيء عمرو بعد زيد مباشرة وتفيد [التعليل]: يسمونها: "فاء السببية"، هي عاطفة ومفيدة للتعقيب وللترتيب، لكنها حينذاك إنما تَدُلُّ على التسبب، وبالذات إذا عطفَت الجمل: "سَهَا فسجد"؛ أنه سَهَا فتسبب عن سَهْوِهِ سُجُودُه، "سَرَق فَقُطِع"، "زَنَى فرُجِم"، (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ)؛ أي أن الله تاب على آدم بسبب تلك الكلمات التي مَنَّ الله بها عليه، كأن هذا فيه إفادة التسبب في هذا الأمر،

3[ "ثُمَّ"]، [تدل على الاشتراك في الحكم، والترتيب مع التراخي] بين حدوث الفعل من الأول وحدوثه من الثاني، بعد الأول بِمُهْلَة وتَأَخُّر: {أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ} (22 عبس) النشر يوم القيامة يكون بعد الموت والقبر، لكن هذا السياق يفيد التراخى والتأخير، [جاء زيدٌ ثم عمرُو] زيدٌ بدأ بالمجيء أَوَّلاً، ومضت مدة قبل أن يأتي عمرو؛ يعني لم يكن مجيء عمرو متصلا بمجيئ زيد.

4[حتى] [العاطفة: تفيد الجمع بين المتعاطفيْن والغاية والتدريج، فوجب أن يكون ما بعدها جزءًا لما قبلها] [(حتى) تدخل على الأسماء فتجر، وتدخل على الأفعال فتنصب، وهنا هي حرف عطف وهذا قليل]. فما شروط (حتى) لتكون عاطفة؟
الشرط الأول: أن يكون المعطوف بها إسماً، الشرط الثاني: أن يكون الاسم ظاهراً الشرط الثالث: أن يكون جزءً من المعطوف عليه. الشرط الرابع: أن يكون المعطوف غاية له. مثال اجتمع فيه الشروط الأربعة [أكلتُ السمكةَ حتى رأسَها] أكلتُ: فعل وفاعل، السمكةَ: مفعول به، حتى: عاطفة، رأسَها: معطوف على السمكة منصوب مثله، وهى جزء منها،

5[أَمْ] [العاطفة يُستفهم بها عندما يَعْلَم السائل بحصول الأمر من أحد المعادَلَيْن بـ "أم"، ولكن لا يعلم عينَه، فالجواب بتعيين إما المعطوف أو المعطوف عليه]،
تنقسم إلى قسمين:
(أ) متصلة: أي ما بعدها متصل بالمعنى بما قبلها، أ_ مسبوقة بـ همزة التسوية –وهى الداخلة على جملة-أي التي تأتي بعد كلمة سواء أو يستوي، وما بعد (أم) يستوي مع ما قبلها، مثاله قوله تعالى: {إنَّ الذين كفروا سواءٌ عليهم ءَأَنذرتهم أم لم تنذرهم لايؤمنون}، [سواءٌ عليَّ أجاءَ زيدٌ أم عمرٌو] ويصح أن يقع بعدها "مصدر مؤول": [سواءٌ عليَّ مجيءُ زيدٍ أم مجيءُ عمرٍو]،

ب_ وإما أن تكون مسبوقة بـ همزة التعيين: بمعنى (أىُّ)، الطلب، [أَ زيدٌ عندك أم عمرٌو؟]، تَعْلَم أن أحدهما عنده يقينًا، لكن لا تعلم أيهما، فالجواب عن "أم" بالتعيين، تُعَيِّن: تقول زيد أو تقول عمرو، ومثاله قوله تعالى {ءَأنتم أشدُّ خلقاً أم السماء}، فهذه الهمزة سؤال عن أحد الأمرين وهو استفهام استنكاري،

(ب) منقطعة: ليست من العواطف، ما بعدها مقطوع عن ما قبلها في المعنى، ومعناها الإضراب، أي الإعراض عن الشيء الأول وإثبات الحكم للثانى، أي أن ما قبلها يأخذ حكماً مغايراً لما بعدها، وهي غير مسبوقة بهمزة، وتكون بمعنى (بل) مثاله قوله تعالى {أم هل تستوي الظلمات والنور} أي بل هل تستوي الظلمات والنور؟ [جاءنى زيدٌ بل عمرو]، ربما ذكرت ذلك من باب الخطأ أو النسيان،.. فصححت الخبر أن الذى جاء هو عمرو وليس زيدٌ. [إنها لإبلٌ أم شاء] = أم شياه، أى بل هى شياه.

6["أو"] [تفيد خمسة معانٍ] يختلف معناها حين تأتي في سياق طلب أو إنشاء: والمقصود بالطلب: الأمر والنهي وما أشبَهَهُمَا كالدعاء الاستفهام التمني الترجي التحضيض، وأما الإنشاء فهو الخبر، (1) [تأتي "أو" في سياق بعد الطلب دلالتها أ-إما على التخيير: لا يجوز الجمع بين الأمور، أو ب-على الإباحة: لك أن تجمع بينها ولك أن تفرد واحدًا منها]،
أ- التخيير: بين المتعاطفيْن: [تزوجْ هندًا أو أُختَهَا]، يختار واحدة من الاثنين؛ لأنه لا يجوز الجمع بين الأختين فى النكاح، أ-{فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ} هذه أمور عُطِفَت بـ "أو"، على التخيير وليس على الإباحة؛ لأنه لا يجوز بِنِيَّة الكفارة أن تجمع بينها، بل الكفارة اختيار واحد منها. وتباح جميعها لكن ليس بنية كفارة،

ب-الإباحة: فى حال جواز الجمع بين الأشياء: [جالسِ العلماءَ أو الزهادَ]، يُباح لك أن تُجالِس هذا أو هذا أو تجمع بينهما. ب- {وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ ...ْ} هذا إباحة، فلك أن تدخل واحدًا منها بعد أن تستأذن، وأن تدخلها جميعا،

(2) [تأتي "أو" في سياق الخبر، فتفيد: ج- الشَّكّ إذا كان المخبر لا يعلم أي الأمرين هو الصواب، د-للتشكيك؛ إذا كنت تعلم أيهما الصواب، ولكنك تريد أن تُلَبِّس على السامع]

ج-الشك: قال تعالى: {قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} (19 الكهف)، هم يُخبرون، ولا يعلمون هل لبثوا يوما أو بعض يوم؟! فهذا شَكّ، لَبِثْنَا: فعل ماض مبنى على السكون، نا: فاعل، يَوْمًا: مفعول به، أَوْ: عاطفة، بَعْضَ: معطوف على يوما، منصوب مثله، وهو مضاف، يَوْمٍ: مضاف إليه مجرور.

د- الإبهام "التشكيك" لا يُظهر ما في نفسه للمُخاطَب كقول المؤمنين للمشركين فى قوله تعالى {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (24 سبأ)، المؤمنون يقولون هذا الكلام، وهم يعلمون أنهم هم الذين على الهدى وأن الكافرين في ضلال مبين، ولكنهم لا يريدون أن يفاجئوهم بالأمر مباشرة، يريدونهم أن يقفوا على الحقيقة بالتأمُّل والمراجعة، وَ: حرف عطف، إِنَّا: حرف توكيد ونصب تنصب الإسم وترفع الخبر، نا: إسم إنّ فى محل نصب، أَوْ: حرف عطف إِيَّا: ضمير منفصل فى محل نصب معطوف على إسم إنّ، وهو مضاف، كُمْ: مضاف إليه، لَعَلَىٰ: ل: الإبتداء، على: حرف جر، هُدًى: مجرور، والجار والمجرور متعلقٌ بواجب الحذف تقديره: كائن، فى محل رفع خبر إن،
هـ- التفصيل بعد الإجمال: {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ} (135 البقرة). التقسيم: الإعرابُ رفعٌ أو نصبٌ أو خفضٌ أو جزمٌ، فالمقام مقام تقسيم.

7[إما] هي مثل (أو) تماماً في المعنى والعمل. [تفيد خمسة معانٍ]:
أ- التخيير: بين المتعاطفيْن: [تزوجْ إما هندًا وإما أُختَهَا]، يختار واحدة منهما،
ب-الإباحة: فى حال جواز الجمع بين الأشياء: [تعلم إما حديثًا وإما تفسيرًا]،
ج-الشك: [جاء إما خالدٌ وإما زيدٌ]، د- الإبهام: [قام إما خالدٌ وإما زيدٌ]، هـ- التفصيل بعد الإجمال: {إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} (3 الإنسان).

القسم الثانى: ما يقتضى التشريك فى الإعراب، دون المعنى: وهو ثلاثة أحرف:

8[بل]: [تفيد الإضْرَاب: الإعراض: وهو إثبات الحكم لما بعدها بعد إثباته للأول ، ويكون الأول مسكوتا عنه]، [وجهُك النجمُ بلٍ البدرُ بل الشمسُ] تفيد الإضْرَاب، ولها شرطان لتكون عاطفة:
الشرط الأول: أن تُسبق إما بكلام موجب مثبت أو بأمر أو بنهي أو بنفي.
الكلام الموجب: [جاء زيدٌ بل عمرو]. الأمر: [أكرم زيداً بل عمراً]. في الموجب وفي الأمر سلبت الحكم عن السابق "زيد"، وتثبته للاحق "لعمرو"،
عكس في النهي والنفي تثبت الحكم للسابق وتثبت ضده لما بعده، أي أنَّ زيدًا لم يقم؛ بل الذي قام هو عمرو.
الشرط الثاني: المعطوف بها يجب أن يكون مفرداً.

9[لا]: [تفيد نفى الحكم عما بعدها]، لكنها قد تأتى عاطفة وهذا قليل، بأن تُسبق بكلام مثبت أو بأمر، أما النفي والنهي؛ فلا يصح أن يسبقها؛ لأنها أصلاً للنفي.
فيُشترطُ للعطف بها ثلاثة أمور: الشرط الأول: إفراد معطوفها، الشرط الثاني: عدم اقترانها بعاطف، الشرط الثالث: تَعَامُدْ مُتعاطفيْها بألا يَصْدُقْ أحدهما على الآخر: [جاء زيدٌ لا عمرٌو]، لكن لو قلت: [جاء رجلٌ، لا زيدٌ]، فلا يصح أن تكون "لا" عاطفة هنا؛ لأنّ زيداً لا يَصْدُقْ عليه هنا أنه رجلٌ، وكذلك إذا اقترنت بعاطف: [جاء زيدٌ لا، بل عمرٌو]، لأنّ العاطف هنا: بل. [أكرم زيداً لا عمراً].

10[لكن]: [تفيد الإستدراك: إثبات نقيض ما قبلها لما بعدها]،
"لكن" يُشترطُ للعطف بها ثلاثة أمور: الشرط الأول: إفراد معطوفها، الشرط الثاني: عدم اقترانها بـ(الواو)، لأن (الواو) أقوى مفعولا منها، تُبطل عملها، فأما إذا كان المعطوف بعدها جملة، أو صحبتها (الواو) تصبح ابتدائية واستدراكًا و ما بعدها جملة مستقلة لا علاقة لها بالجملة السابقة. فلا تكن "لكن" عاطفة، {وَلَٰكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ} (76 الزخرف)، (لكن) هنا ليست عاطفة، والعاطفة هنا هى (الواو)، الشرط الثالث: أن تُسبق بنفي أو نهي. مثال اجتمع فيه الشروط (لكن) المسبوقة بنفي: [ما مررتُ برجلٍ صالحٍ لكنْ طالحٍ]، مثال (لكن) المسبوقة بنهي: [لا يَقُمْ زيدٌ لكن عمرٌو]. [لا تُكرم زيداً لكن عمراً]. مثال (لكن) لم يستوفِ أحد الشروط: [قام زيد لكن عمرو لم يقم] ×، ما بعد (لكن) ليس مفرداً بل جملة اسمية، وأيضاً هي في مقام الإثبات، إذن هنا (لكن) ليست عاطفة بل هي ابتدائية أي أن ما بعدها يُعرب جملة اسمية مكونة من مبتدأ وخبر لا علاقة له بما قبله.

8-10["لا"، و"لكن"، و"بل"]، تُستعمَل متقاربة، كلها حروف عطف، بمعنى "رجوع": رَدّ للسامع عن الخطأ في الحكم إلى الصواب الذي يعتقده المتكلِّم، وقد يكون المخاطَب هو الصادق، *[أسلوب القَصْر، أو الْحَصْر: تجعل الحكم خاصًّا بشيء مُعَيَّن دون غيره؛ بـ"إلا" و"إنما"] (إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ)؛ أي ما أنت إلا نذير؛ أي انحصر أمرُك في الإنذار، فهذا قَصْر، (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ) اقتصر أمره على الرسالة/
أسلوب القصر نوعان: أ- قَصْرُ قَلْبٍ لاعتقاد المخاطَب: تقول لمعتقدٍ أن محمدًا جاهلٌ: "إنما محمد عالم"، قصرت محمدًا على العلم، فقَْلبت اعتقادَه وَتُبَيِّن له أنه عالم بعكس ما يظن هو ب- قصر إفراد أحد أمرين يعتقدهما السامع مجتمعيْن: "إنما خالد شاعر"، شخص يعتقد أن خالدًا يجمع بين موهبة الشعر والنثر، قصرْت خالدًا على الشعر فقط أفردته، ونفيت الثاني،

* هناك فرق بين استعمال "لا" واستعمال "بل" و"لكن": 1- ["لا" تُفيد نوعَيِ القصر، قصر القلب لمن ظن حدوث المنفي بـ "لا"، وقصر الإفراد لما اعتقد المخاطَبُ اجتماعه، "لا" يُعطَف بها في سياق الإثبات]: "جاء زيد لا عمرو"، تنفي شيء لِتُثبت غيره، المخاطَب يعتقد أن عمرًا جاء، يرده عن الخطأ ويدله على الصواب أن الذي جاء هو زيد وليس عمرًا، تقلب اعتقاده، هذا قصر قلب، وتنفى أن يعتقد أن زيدًا وعمرًا كلاهما قد جاء؛ فاخترت واحدًا منهما وهو زيد الذي جاء وأخرجت الآخر، قصر إفراد،
2-["بل، ولكن" لا تأتي إلا لقصر القلب فقط، ويُعطَف بهما في سياق النفي، وقد تأتي "بل" في سياق الإثبات، فتفيد الإضْرَاب: هو إلغاء الحكم السابق تماما؛ تُضْرِب عنه وتأتي بحكم آخر، فلا يلزم أن تكون حينذاك عاطفة]: "جاء زيد" إثبات، ثم يَعِنُّ لك أن تُلْغِي: "بل عمرو"، يخدم المتحدثين على الملأ في الإذاعات ممن يتكلمون كلامًا ارتجالِيًّا أو مباشرًا، {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ} بل حرف إِضْرَاب عن الحديث السابق إلى حديث لاحِق،

إسمهان الجادوي 05-30-2014 01:25 PM

رد: تسهيل النحو: متن الآجرومية
 
الباب الثالث من أبواب التوابع-بَابُ اَلتَّوْكِيدِ


(اَلتَّوْكِيدُ: تابع لِلْمُؤَكَّدِ فِي رَفْعِهِ، وَنَصْبِهِ، وَخَفْضِهِ، وَتَعْرِيفِهِ وَيَكُونُ بِأَلْفَاظٍ مَعْلُومَةٍ، وَهِيَ اَلنَّفْسُ، وَالْعَيْنُ، وَكُلُّ، وَأَجْمَعُ، وَتَوَابِعُ أَجْمَعَ، وَهِيَ أَكْتَعُ، وَأَبْتَعُ، وَأَبْصَعُ، تَقُولُ قَامَ زَيْدٌ نَفْسُهُ، وَرَأَيْتُ اَلْقَوْمَ كُلَّهُمْ، وَمَرَرْتُ بِالْقَوْمِ أَجْمَعِينَ)المؤلف على سبيل الاختصار ذكر أمرين في التوكيد: حكم التوكيد و ألفاظه ولم يتعرض إلى معنى التوكيد، واقتصر على التوكيد المعنوي، والمشهور عند النحاة أن:

التوكيد قسمان: توكيد لفظي و توكيد معنوي

التوكيد اللفظي: هو إعادة اللفظ بعينه أو بمرادفه إما لتقريره فى الذهن أو خوف النسيان أو لأجل الإيضاح، و يكون في الإسم و الفعل وفي الجملة وفى الحرف،

أ- فى الإسم: أَخَاكَ أَخَاكَ إِنَّ مَنْ لاَ أَخًا لَهُ *** كَسَاعٍ إِلَى الْهَيْجَا بِغَيْرِ سِلاَحِ
لو قال: "أخاك" لَعُلِمَ أنه أسلوب تحضيض؛ أي "الزم أخاك" الإعراب: مفعول به منصوب بـ "الزم" مقدرة وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الستة، لكنه قال أخاك مرة ثانية؛ للحثِّ والحضِّ وتأكيد الأمر، وتقريره في الذهن، أخاك الثانية توكيدًا لفظيًّا؛ لأنها عبارة عن تَكرار لفظ الأولى تماما بلا فرق. [جاءَ زيدٌ زيدٌ].

ب- التوكيد بالفعل، تحث أخاك على القراءة: "اقرأ اقرأ"، الأولى فعل أمر مبني على السكون، الثانية تأكيد لفظي للأول أنت ما أحدثت به معنًى جديدًا، ولكنك أكَّدْت المعنى الأول، وقررته في الذهن، [جاء جاء زيد]،



د-الحرف بشرط أن تكرر معه ما اتصل به فتقول: [مررتُ به مررتُ به]، هنا كررنا حرف الجر مع الاسم المجرور، [إلا حروف الجواب] فيجوز لك أن تكررها منفردة مثل نعم، أجل و لا، [لا لا تفعل الشر]، وإذا قيل لك هل شربتَ الماءَ؟ يجوز أن تقول: [نعم نعم أو أجل أجل].

التوكيد المعنوي: هو التابع الرافع احتمال إضافة إلى المتبوع أو إرادة خصوص : [جاء الخليفةُ نفسُه]، فهنا أكََّدْتَ أن الذي جاء هو نفس الخليفة فهو رفع احتمال إضافة إلى المتبوع، [جاء أهل مكة كلهم]، هنا أفاد التخصيص، لأنه قد يُحتمل أن الذي جاء "بعض أهل مكة"، فرفعت الاحتمال "كلهم" دل على العموم.

الغرض من التوكيد: رفع المجاز عن الذات، فالسامع يتوقع عدة أمور: مجيء خبره، رسوله، من ينوب عنه، كتابه، خطابه، إنزالها في منزلته هي من باب المجاز، فلرفع المجاز وتُبَيِّن الذي جاء هو الرجل بذاته حقيقة: "جاء زيدٌ نفسُه"

[اَلتَّوْكِيدُ المعنوي: تابع لِلْمُؤَكَّدِ فِي رَفْعِهِ، وَنَصْبِهِ، وَخَفْضِهِ، وَتَعْرِيفِهِ].
التوكيد المعنوي يشترط أن يكون معرفة كالمؤكَّد وهذا الغالب، ولكنه ورد في لسان العرب أن يكون المؤكَّد نكرة، لكن بشرط أن يكون محصورا محدودا، مثل: سنة و يوم و ساعة و حول، كقول الشاعر:
لكنه شاقَّه أن قيل ذا رجب *** يا ليت عدةَ حولٍ كلُّه رجبٌ الحول هنا نكرة ثم أكده بلفظ كل وهذا قليل.

ألفاظ التوكيد المعنوي وخصائصها:





[جاء زيدٌ نفسُه عينُه" و"المرأة نفسها عينها"، والرجلان أنفسهما أعينهما"... ،



[يؤكد بكلا المثنى المذكر و بكلتا المثنى المؤنث ويشترط في التأكيد بهما أن يكونا مضافين إلى ضمير]:
[جاء الرجلان كلاهما] و [جاءت الطالبتان كلتاهما] أما [إذا أضيفت كلا و كلتا إلى غير الضمير فليس توكيدًا]: [جاء كلا المحمديْن] فهنا ليس من باب التوكيد. [لا يصح أن تُؤَكِّد فعلين مختلفين بكلاهما أو كلتاهما]، ولذلك منعوا: "مات زيد وعاش عمرو كلاهما"،× لأنك حينئذ تُؤَكِّد معمولين لعاملين مختلفين، وهذا مما لم يجرِ في كلام العرب.[كلا و كلتا من ملحقات المثنى ترفعان بالألف و تنصبان و تجران بالياء].

سؤال: لماذا لم يَصِحّ التوكيد بـ: "كِلاَ" في قولنا: "اشترك الرجلان كلاهما"؟

لأنه ينبغي أن يكون هناك حاجة للتوكيد بـ "كِلاَ وَكِلْتَا" أما إذا كان المقام مستغنٍ عنهما: أو لايمكن أن يتطرق الشك في إرادة العموم فلا يصح استعمالهما، مثل بعض الأفعال أصلا لا تقوم إلا من اثنين: "اختصم"، "تشارك"، "تقاتل"، "تصافح" لا يمكن أن يتصافح واحد، أو يتقاتل واحد، أو يتشارك واحد، أو يختصم واحد، لا بد من اثنين يحصل منهما هذا، فإذا قلت : "اختصم زيد وعمرو" أنت لا يتطرق الشك إلى أنك تريد "زيدًا" وحده، فالفعل نفسه دَلَّ على أنك تريد الاثنين فلا حاجة للتوكيد بـ "كِلاَ" ولا بـ "كِلْتَا"، [لا يجوز التوكيد بـ "كِلاَ وَكِلْتَا"، إلا إذا كان يتطرق الشك إلى أنك ربما تريد واحدًا بلفظ الاثنين]، أما إذا ثَبَتَ أن الاثنين مقصودان، فلا يصح التوكيد بـ "كِلاَ" و"كِلْتَا" لأنه سيكون عَبَثًا حينذاك]،


[الغرض منه إفادة العموم، و"كُلُّ" لا يؤكَّد بها المثنى و إنما الجمع و المفرد الذي له أجزاء تصلح أن ينفصل بعضها عن بعض و إلا فلا]، فلا يجوز [جاء زيد كله]× لأنه لا يصح أن يجيئ شيء من زيد، لذلك لا تعبر عن المفرد بكل إلا إذا كان له أجزاء فيجوز: [اشتريت الأرض كلها]، [بعتُ زيداً كلَّه] في هذه الحال المقصود بزيد عبد مملوك وتجوز الشركة في قيمته، و"كل" تؤكد بها الجماعة: [جاءَ الرجالُ كلُهم] و[جاءتْ النساءُ كلُهن]. [إذا لم يسبقْ "كُلَّ" مؤكَّدٌ؛ فهذا خارج عن باب التوكيد، "جاء كُلّ الطلبة" "كُلُّ": فاعل، فيُذُكر المؤكَّد قبلها: "أكرمتُ الطلبةَ كُلَّهم": "كُلَّهم" توكيد معنوي، به ضمير يعود إلى المؤكَّد،


[من التوكيد المعنوى بـ "أَجْمَع للمذكر/ وَجَمْعَاء للمؤنث / وَجَمْعهما: "أَجْمَعُون" في الرفع، و"أَجْمَعِين" في النصب والجر، لا يلحق بها الضمير، يُستعمل غالبًا بعد التوكيد بـ "كُلّ" التى يتصل بها ضمير مطابق للمؤكَّد] "أكلتُ الطعامَ كلَه أجمعَ"، "استعنتُ بالقبيلةِ كلهِا جمعاء"، و"جاء الرجالُ كلُهم أجمعون"،

فهل يجوز أن تؤكد بأجمع من غير كل؟

[وَرَدَ عن العرب التوكيد بـ "أَجْمَع وَجَمْعَاء وَأَجْمَعِين" دون "كُلّ" قبلها: قليلا] فى أفصح الكلام
{وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ} ولو في غير القرآن: "وَلأُغْوِيَنَّهُمْ كُلَّهُمْ أَجْمَعِينَ، "مَوْعِدُهُمْ كُلُّهُمْ أَجْمَعونَ" لَصَحَّ، وكما في الحديث الصحيح: (فله سَلَبُه أجمعُ). وإعراب: { َلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ }: اللام داخلة في جواب قسم و التقدير والله لأغوينهم، أُغوين: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، و نون التوكيد فاعل، هم: في محل نصب مفعول به، أجمعين: توكيد معنوي تابع للمفعول به منصوب مثله وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم،



الأَوْلى فيها والغالب أن تأتي بعد أجمع: [جاء القوم أجمعون أكتعون أبتعون أبصعون]، وهذه الألفاظ قليلة في كلام الناس يجوز أن تؤكد بهذه التوابع من غير أن تسبقها كلمة "أجمع"، وهذا الوجه جائز لكن كما بينا الافضل و الارجح ان تكون تابعة في التوكيد إلى أجمع .


السؤال: لماذا أَخْرَجَ العلماء الآيتين: (كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا)، (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا)، وكذلك قول المؤذن: الله أكبر الله أكبر، من باب التوكيد اللفظي؟

التوكيد: هو أن تعيد الأول بلفظه وقصدك الأول، وإنما أعدت اللفظ تثبيتا له في الذهن، أما في قول الله:
(كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا) فالمفسرون قالوا: إن الدَّكّ الثاني غير الأول، ومعنى ذلك أن الأرض تُدَكّ دَكًّا من بعد دَكٍّ حتى تصير هباء منبثا، (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا) الملائكة يَنْزِلون إلى الموقف فيُحْدِقون بالثقلين صَفًّا وراء صَفّ، فليس الصف الثاني هو الصف الأول، ولكن هذا صَفّ وهذا صَفّ، كذلك المؤذن عندما يقول: "الله أكبر الله أكبر"، فإن تكبيره الثاني هو إنشاء لتكبير آخر، وفي كل تكبير منزلة وأجر، وليس التكبير الثاني هو الأول أو تأكيدًا له، وكذلك الشأن في كل تَكْرَار لدعاء أو استغفار أو ذكر، فإنه إنشاء لثانٍ وليس تأكيدًا للأول، قالوا: بخلاف الإقامة: "قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة"، فليس هناك ذكر، وإنما هو إخبار بقيامها، حث على القيام للفريضة، ولا يريد المؤذن به أن يحدث إقامة جديدة وإنما هي نفس الإقامة، ومن ثم فإن الثاني توكيدٌ لفظيٌّ للأول].
ونظير أن يكون تَكْرَار الثاني ليس تأكيدًا للأول أن تقول: [عَلَّمْتُهُ النحوَ بابًا بابًا]، فلا يستطيع أحد أن يقول: "بابًا" الثانية توكيد لفظي لـ"بابًا" الأولى؛ لأن "الباب" الثاني غير الأول، أنت علمته أبواب النحو المختلفة، [والتوكيد اللفظي شرطه أن يكون المؤكِّد عين المؤكَّد فالأول هو الثاني].
ج- الجملة: قوله تعالى {أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ ثُمَّ أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ} (34،35 القيامة) [1] "النفس" و "العين": من أهمها وأشهرها: (1) يؤكد بـ اَلنَّفْس أوَ الْعَيْن: مُفْردًا، تأتي بـ نفس أو عين، وقد أضيفت إلى ضمير المؤكَّد [جاء الرجلُ نفسُه] "الرجل" فاعل جئتَ بـ "النفس" وقد أضفتها إلى "هاء الرجل"، [جاءتْ المرأةُ نفسُها]، [مررتُ بمحمدٍ عينِه]. (2) إن أَكَّدْتَ بهما أكثر من واحد: [لفظ التوكيد لاثنين أو أكثر مذكرًا أو مؤنثًا، على وزن أَفْعُل "أَنْفُس" وَ"أَعْيُن" مضافًا إلى الضمير]، [مررتُ بالرجليْن أنفسِهما] [سلمتُ على الأختيْن أعينِهما]، [جاء الرجالُ أنفسُهم]، [قابلتُ النساءَ أنفسَهن]، (3) [يجب تقديم "نفس" على "عين"؛ إذا اجتمعا، لأنها الأشهر والأكثر استعمالا]، (4) يجوز إدخال الباء على لفظي النفس والعين: [جاء محمد بعنيه]، [جاء القوم بأنفسهم]، [جاء النساء بأنفسهن]، لكن لا بد من وجود ضمير رابط]. [2] [كلا و كلتا] [3] "َكُل": [4] أجمع: [في غالب الكلام يأتي توكيد أجمع بعد كل] كقوله تعالى: {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} (30 الحجر)، فالتوكيد هنا بكل و أجمع معًا، الإعراب: الفاء حرف عطف سجد فعل ماض مبني على الفتح الملائكة فاعل مرفوع بالضمة كل توكيد معنوي للملائكة مرفوع مثله و هو مضاف و هم مضاف إليه و أجمعون توكيد ثاني مرفوع مثله. [جاء الجيش كله أجمع]، [جاءت القبيلة كلها جمعاء]، [جئن الهندات كلهن جمعاوات] [5] توابع أجمع: أَكْتَعُ، وَأَبْتَعُ، وَأَبْصَعُ


الساعة الآن 03:22 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)