الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-25-2014 | #11 |
|
رد: بالحب تلقاك البدور ضيف الاماني والسرور مَساحَةُ نَقاءٍ..! عذراً أخواتي.! إنني لم أتوه عن رسم الكلمات في مسار الحروف... وإنما..! هذه المسافة " المتروكة " هي مساحة البياض والنقاء في نفوسنا الطاهرة. كل منا في ذاته مساحة أفقية من البياض... من الخير والعطاء... من البذل، ونور الجلاء... من الصدق، ونفحات الإيمان. كل منا في أعماقه ناقوس يدق أجراس الخطر.. كلما بعدنا عن أضواء الحق، ورياض الطاعات..! هناك من يسمعها... ويتوب قبل فوات الأوان.! وهناك من يصاب بالصمم، ويغرق في بحر الذنوب والمعاصي .. كل منا في قلبه مضغة إن صلحت...صلح الجسد كله، وإن فسدت... فسد الجسد كله، وأصيب بإعاقة الأذهان. وفي يوم ما... وفي لحظة ما..! سكن البحر بهدوءه، وتلاطم أمواجه مساحات البياض... وبقيت أعمالنا معلقة ما بين الأرض، والسماء.... وضمائرنا على مقاعد الانتطار... تترقب مد الطاعات، وجزر الخطايا. وتدعوا من الله أن تُرفع أعمالنا يومي : الأثنين والخميس .. ولساننا رطب بذكره، والصلاة على نبيه الأمين. وحين ترسوا الأشراعة في هدوء الروح الذي غاب عنها في رحلة سفر... تعود السكينة إلى موطنها الأصلي. إلا وهو القلب ..! في تلك اللحظات سافرنا جميعنا... ولكنه للأسف عند بعضنا كأن شيُ لم يكن.! وعند بعضنا الآخر كان سبباً لتجديد النيات، واقتلاع بؤرة الفساد من الجذور..! وهناك على ضفة شاطيء العبور... زورق نجاة..! شهر رمضان..! زورق نجاتنا الذي يعبر بنا لمرفأ الأمان، ورياض الجنان. فلنغتم هذا الشهر الفضيل... أيامه بركات، وسويعاته حسنات، ودقائقه نفحات إيمان، وثوانيه مدرسة أخلاق. وديننا الإسلامي قنديل الروح، ومنهج الحياة...! وقطوفه عناقيد متدلية حلاوتها... شهادة أن لاإله إلا الله وأن محمداً رسول الله. وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة. وصوم رمضان، وحج البيت الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً. ورب العباد يعلم سرائر النفوس... وكل صغيرة، وكبيرة في لوح محفوظ..! وفي شهر الرحمة، والعتق من النار.. تتسع مساحة البياض في أفق القلوب المؤمنة..! دعونا... نزرع في حنايانا البياض، ونتخلص من المساحات السوداء ... دعونا... نغلق مدن أحقادنا، ونطرق أبواب الرحمة والمودة... دعونا... نصافح قلوبنا ، ونبتسم لذاتنا، ونطلق آسر أحزاننا، ونعلم همومنا الطيران بعيداً عنا.. دعونا.. نعد ترتيب أنفسنا، ونلملم بقايانا المبعثرة، ونقترب من أحلامنا البعيدة... دعونا..نكتشف مواطن الخير في أعماقنا، ونهزم نفسنا الأمارة بالسوء. دعونا.. نسارع للخيرات، ونتجنب الحرام، ونخفي أمر يميننا عن يسارنا... دعونا.. نفتح أجندة ذاكرتنا ، ونتصفح كتاب أيامنا، ونتذكر وجوهاً نحبها... وأصواتاً نفتقدها، وأحبة مازالوا أحبة وبالرغم من أمواج البعد.. دعونا نهاتفهم بحب...ونذهب إليهم ،ولا ننتظر أن تأتي بهم الصدفة إلينا.. أو تلقي بهم أمواج الحنين فوق شواطئنا.. دعونا... نفقد ذاكرتنا الحزينة بقدر المستطاع... فلا نتحسس طنعات الغدر في ظهورنا. ولا نحصي عدد هزائمنا معهم ، ولا نسجن أنفسنا بزنزانة الألم ، ولا نجلد أنفسنا بسياط الندم. دعونا... نغفر للذين خذلونا، والذين ضيعونا، والذين شوهونا وقذفونا. والذين أغتابونا وأكلونا لحماً ميتاً على حين غفلة منا... دعونا... نغمض أعيننا بعمق؛ لندرك حجم نعمة البصر، ولنتذكر القبر وظلمته ووحشته وعذابه. دعونا... نرفع أكفنا بالدعاء لأحبة رحلوا عنا... تاركين خلفهم حزناً بامتداد الأرض، وجرحاً باتساع السماء. يرمينا الحنين لهم على ضفة الاشتياق. رحمهم الله، وغفر لهم ولنا، وجمعنا وإياهم .. في جنة عرضها السموات والأرض..! " اللَّهُمَّ إنْ أصَبْت فَمِنْكَ ، وَمِمّا عًلَّمْتَني . وَإنْ أخْطَأْتُ فَمِنَ الشَّيْطان . وَأَسْتَغْفِرُكَ وَأتوْبُ إلَيْكَ " |
|
06-25-2014 | #12 |
|
رد: بالحب تلقاك البدور ضيف الاماني والسرور السلام عليكم ورحمة وبركاته بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ونحن على أعتاب رمضان نحمد الله أن أمد في أعمارنا ونسأله أن يبلغنا إياه بأحسن حال (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) إذن فمدة الصيام هي شهر رمضان، ولأنه سبحانه العليم بالضرورات التي تطرأ على هذا التكليف فهو يشرع لهذه الضرورات، وتشريع الله لرخص الضرورة إعلام لنا بأنه لا يصح مطلقاً لأي إنسان أن يخرج عن إطار الضرورة التي شرعها الله، فبعض من الذي يتفلسفون من السطحيين يحبون أن يزينوا لأنفسهم الضرورات التي تبيح لهم الخروج عن شرع الله، ويقول الواحد منهم: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا ، غُفر له ما تقدم من ذنبه )رواه الشيخان . إيماناً: المراد بالإيمان: الاعتقاد بفرضية صوم رمضان . احتساباً: الاحتساب هو طلب الأجر ورجاء الثواب من الله تعالى. نعم هو شهر واحد من إحدى عشرشهر وقد ينقص يوما هو شهر واحد فيه من الخيرات والنفحات المباركة مايكتب الله بها لنا الرحمة والغفران والعتق من النيران والفوز برضى الرحمن نعم هو شهر تصفد فيه الشياطين وتغلق فيه أبواب النيران نعم هو شهر تفتح فيه أبواب الجنان وتضاعف الحسنات نعم هو شهر في ليلة القدر وماادراكِ مالليلة القدر عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» رواه الجماعة إلا ابن ماجه، وهذا الحديث يدل على مشروعية إحيائها بالقيام. فقيام ليلة القدر - وهي إحدى ليالي الوتر من العشر الأخير من رمضان-أفضل عند الله من عبادة ألف شهر ليس فيها ليلة القدر وذلك لقوله تبارك وتعالى ليلةالقدر خير من ألف شهر أي ثواب قيامها أفضل من ثواب العبادة لمدة ثلاثة وثمانين سنة وثلاثةأشهر تقريبا .ولو أصاب مسلم ليلة القدر فقامها لمدة عشرين سنة فإنه يكتب له بإذن الله ثواب يزيد على من عبد الله ألفا وستمائة وستة وستين سنة. أليس هذا عمرا إضافيا طويلا يسجل في صحيفتك لا تحلم أن يتحقق لك فتقوم به في الواقع؟ قال الإمام فخر الدين الرازي في تفسيره ( واعلم أن من أحياها فكأنما عبد الله تعالى نيفا وثمانين سنة , ومن أحياها كل سنة فكأنما رزق أعمارا كثيرة ) أرأيتي أخيتي ******ة إنما هو شهر فأين المشمرات اليس من الخسران أن نضيع هذا الخير الكثير والفضل العظيم إي والله كم من صائم ليس له من صيامة إلا الجوع والعطش وكم من قائم ليس له من قيامه إلا السهر والتعب والعياذ بالله نعم أخيتي هناك قصور عظيم من بعض المسلمين في كيفية العمل في رمضان فهم يصومون في النهار عن الأكل والشرب وقد يكون عن الفضائيات والبعض والعياذ بالله حتى وهو في نهار رمضان يتابع المسلسلات والبرامج الهابطة وفي الليل وبعدالإفطار مباشرة يقبعون أمام الشاشات ويتابعون مايغضب الله فماذا استفدتم من صيامكم بالله الستم كمن يحمل حسناته في كيس مثقوب إن مثل هؤلاء لم يعلموا ماهي الغاية من الصيام قال تعالى (ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) إذا غآيــــه الصيام هي التقوى وتقوى الله هو أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقايه باتباع أوامره واجتناب نواهيه الصيام اخواتي ليس عن الطعام والشراب فقط بل كل عن مايجرح الصيام من غيبة ومشاهدة للمسلسلا ت والخروج للأسواق بغير حاجة والأدهى إذا كانت متبرجة أو كاسية عارية ممن يلبسن العباءت الضيقة المخصرة والمزخرفة ومن تضييع أوقات الطاعات والخير في كثرة الزيارات والإجتماعات لا نقول أنقطعي عن العالم ولكن بحدود في بداية شهر رمضان قومي بزيارة اقاربك وباركي لهم ثم بعد ذلك اكتفي بالتواصل للضرورة عبر الهاتف وحافظي على هذه الأوقات المباركة واعمريها بالطاعة فإن كنتي خططتي لختم القرآن مرة لماذا لايكون مرتين أو أكثر والله البعض يختمه خمس والبعض عشر فإنما هي الهمة وإنما هي المطالب العالية القيام في رمضان أخية لاتكتفي بالتروايح بل اجعلي لك حظا في ثلث الليل الآخر صفي الأقدام في خلوة مع الكريم المنان واسأليه من خيري الدنيا والآخرة ولا تعلمين أُخيتي هل سيكون هناك رمضان آخر في عمرك أم هو آخر رمضان أخيتي ليكن رمضان نقطة تحول لكي للأفضل أقبلي فيه على ربك بكل جهدك جاهدي نفسك فإن الله صفد شياطين الجن ولكن شياطين الأنس ا***وا على الناس بخيلهم ورجلهم من مسلسلات وعروض وحفلات وخيام رمضانية لاترضي الله فيها من الفساد ماالله به عليم جاهدي نفسك الأمارة بالسوء وتذكري قول الحق ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمعى المحسنين ) نعم أخيتي جاهدي نفسك في رمضان وغيره فإنما هي أياما معدودات أيام رمضان وإنما هي أيام معدودات أيامنا ولن ينفعنا والله إلا عملنا الصالح نحن اليوم في دار العمل فلنشد العزم ولنجد ونجتهد لنعمر دار البقاء دار سنخلد فيها فإما ( روح وريحان ورب راض غير غضبان) نسأل الله من فضله وإما ( نار تتلظى ) نسأل الله العافية نسأل الكريم المنان أن يبلغنا شهر رمضان وأن يجعلنا ممن صامه وقامه إيمانا واحتسابا وأن يجعلنا من عتقائه من النار ونسأله بعظيم قدرته أن يشف صدرونا بنصر مبين لإخواننا في الشام على الطاغية واعوانه ويرينا فيهم يوما أسودا وأن ينصراخواننا الموحدين في كل مكان وأن يعلي راية الإسلام ويعز دينه وينصر جنده اللهم آمين |
|
06-25-2014 | #13 | |
|
رد: بالحب تلقاك البدور ضيف الاماني والسرور [TABLE1="width:95%;background-image:url('http://hwazen.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/17.gif');"] القرآن معجزة ومنهج حياة يمثل تتابع الرسل منذ بدء الخليقة.. موكب الإيمان في طريقه الممتد الواصل الطويل في الدعوة إلى الله، واستجابة البشرية لهم جيلاً بعد جيل . هؤلاء الأنبياء المرسلون كانوا هم المنبهون والمنذرون في المجتمع البشري ، مع تتالي الأزمان .. المبينون للأحكام والمسؤوليات .. تراهم يجلون رؤيا المستقبل المشرق للإنسان في ظل اليقين واتباع الحق .. وطريقهم في ذلك كله نابع من العلم الألهي الذي لانهاية له والذي يعي كل العوامل الدخيلة في سعادة الإنسان وشقائه .. لكن الناس لم يكونوا ليتقبلوا بيسر وسهولة دعوة الأنبياء.. التي تخرج بهم عما تعودوه وما ألفوا السير عليه فلذلك كانوا يطالبونهم بأمور خارج نطاق المقدرة البشرية .. فهاهم قوم نوح يتحدون نبيهم : {يانُوْحُ قَدْ جادَلْتَنا فَأَكْثَرْتَ جِدالنا فأْتِنا بِما تَعدُنا إن كُنتَ مِن الصّادِقينْ } هود /32 وقوم هود يقولون : { قالوا ياهُودُ ماجِئتنا بِبَيّنة ...} هود /53 وقوم صالح يواجهون نبيهم : { إنّما أنْتَ مِنَ الْمُسَحّريْن وما أنْتَ إلاّ بَشَرٌ مِثلنا فأْتِ بآيَةٍ إن كُنْتَ مِنَ المُرسَلين } الشعراء/185 وهذا فرعون يخاطب موسى : {قال إن كُنْتَ جِئْتَ بآيةٍ فأتِ بِها إن كُنْت مِنَ الصّادِقين } الأعراف /106 فكان أن أيدهم الله تعالى بآيات كونية تفوق قدرة البشر ، ومعجزات باهرة تثبت صدق دعواهم. فكان من تلك المعاجز .. ناقة صالح ، وعصا موسى .. وما ظهر على يدي عيسى من الخوارق .. وغيرها من المعجزات ..! ولأن العقل الإنساني كان لايزال في طوره البدائي الأول فقد كانت تلك الآيات حسية تخضع لمقاييس الحياة آنذاك .. ولتفكير الناس فكانوا يرونها بأعينهم ، ويسمعونها بآذانهم ، ويلمسونها بأيديهم ! ولكن حين بدأ الإنسان يتطور بعقله ، وفكره، وتصوره، لم يعد يقتنع بما يراه من أمور خارجة عن المألوف لمجرد أنها كذلك.. بل أصبح العقل النيّر يطالب بشيء جديد واضح ، بيِّـن ، باهر يقتنع به ...! وهنا... جاءت المعجزة الكبرى .. ألا وهي القرآن العظيم ! وذلك حين بعث الله تعالى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم رسولاً ورحمةً للعالمين ...! وبدأ نزول الآيات الكريمة في شهر رمضان المبارك واستمرت تتقاطر بالنور على مدى ثلاث وعشرين عاماً مواكبةً مسيرة الدعوة ، لتستقر في القلوب ... وتسقيها الورد الإيماني جرعات تتشربها الأرواح .. وتستقر في النفوس ... وتهتدي بها الإنسانية ..! " وَبالْحَقِّ أنْزَلْناهُ وَبالْحَقّ نَزلَ وَما أرْسَلناكَ إلاّ مُبَشّراًونَذيراً، وقُرْآناً فَرقْناهُ لَتَقْرَأهُ على النّاسِ على مُكْثٍ ونَزّلْناهُ تَنْزيلاً ". هكذا اذن جاء القرآن بالحق..! جاء .. ليقر الحق في الأرض ..! فالحق مادته ، والحق قوامه، والحق مستقر في ناموس الكون عنده.. مرتبطاً به، وهذا ماجاء الرسول الكريم ليؤكده بشيراً ونذيرا. جاء القرآن ليربي أمة، ويشرع لها نظاماً.. لتأخذ على عاتقها أمانة حمله إلى مشارق الأرض ومغاربها .. بما ضمنه من منهج متكامل . جاء ليسد الحاجات الواقعية لتلك الأمة .. وفقاً لما أحاطتها من ملابسات في فترتها الأولى ، حتى يتم تكوين الإنسان الرسالي ،وتهيئته بالتجربة.. على مدى ذلك الزمن الطويل وتلك هي الحكمة من التنزيل المفرق ! .فكان أن تلقفه المسلمون الأول ، وتعاهدوا تطبيقه في حياتهم الواقعية بكل ماجاء به من أمر أو نهي ، أو فريضة أو خلقاً فكان لهم منهاج حياة ! فعن ابن مسعود رضي الله عنه جاء : " كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن، حتى يعرف معانيهن والعمل بهن ". لقد جاء القرآن معجزاًفي بناءه التعبيري والفني .. حيث استقام على خصائص واحدة ، ومستوى واحد ، ونسقٍ واحد ، لايتفاوت ولا يختلف بعضه عن بعض ، كأعمال البشرالتي تخضع لحالاته المتغيرة.. فتحمل القوة والضعف ، والصعود والهبوط ، ولا تستقر على حالٍ . كما أنه جاء متفرداً في بناءه الفكري .. فلا شيء فيه يخضع للمصادفة .. ولافلتة فيه ، بل أن تشريعاته كلها .. متناسقة .. متكاملة ، تستوعب الحياة البشرية في كل ظروفها وأطوارها ، وتحتوي نواميس الفطرة التي تصرف النفس البشرية في جميع حالاتها وتهيء حاجاتها ومتطلباتها بعلم الله الخبير بها ، فلا جزيءٌ واحد من ذلك البناء الفكري في منهاج القرآن يصطدم بتلك الفطرة ويخالفها، بل يقودها برفق ، ويوجهها إلى ما يوافقها ..! إنّ القرآن الكريم حجة عقلية ،وبرهان ساطع .. ومعجزة علميةً ، وضياء لامع.. يهدي به الله الذين آمنواواتبعوا رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور ..! أعجز البلغاء والفصحاء وأهل العلم والفكر.. في ألفاظه وفي معانيه وفي روعة بيانه. قال تعالى :{قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لايأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً}. والإنسان ! ذلك المخلوق الضعيف ، بخبرته المحدودة ، وأفقه المحدود وتفكيره المحدود ..لايمكن أن يصل إلى هذه الذروة من الاتساق ..! ولابد أن تكون هناك خبرة مطلقة هي التي هيأت هذا التنظيم . لقد تمثلت معجزة القرآن في أبهى صورها في : هدم الباطل ، وإعلاء الحق... في تحطيم الفساد وإصلاح النفوس... في القضاء على الشرك والضلال والكفر... وفي رفع شعار أن لاإله إلا الله ليوقر في القلوب المؤمنة... وفي القضاء على الخرافات والانحرافات والخزعبلات التي لوثت العقول في عصور الظلمات ..! وفي إحكام العقل وإعمال الفكر والتدبر في آيات الكون... وفي الارتقاء بالنفس إلى أقصى قدر لها من الكمال الإنساني..!. إن كل المعجزات التي أيد بها الله تعالى رسله السابقين.. والتي خرقت نواميس الكون في وقتها زالت بذهاب الرسل .. ! إلا معجزة "القرآن الكريم "...! تلك التي غيّرت العقول والقلوب والإدراك والأفهام .. وسمت بالأرواح حتى اعتلت ناصية الكمال في مدارج الإيمان ! فهي خالدة باقية ..!! مابقي الليل والنهار يجريان ..! وكما يجري الشمس والقمر ..! يجري القرآن على آخرنا ، كما يجري على أولنا ..! فإن كان إحياء الموتى من المعاجز التي عززت رسالة سيدنا عيسى عليه السلام فإن إحياء أمة جاهلة ، وإنقاذها من براثن الشرك والكفر ، والضلال والضياع والرذيلة والتخلف ...إلى خير أمة أخرجت للناس ... إلى أمة مستنيرة .. عادلة.. قوية..رائدة .. فاتحة .. منتصرة ... هو المعجز ...!! الذي تتضاءل عنده جميع الخوارق ! وذلك حين كان المسلمين يقيمون حياتهم تحت لواء القرآن وذلك حين كان همّ المسلمين حفظ أيات القرآن ، وتدبرها ، والعمل بمقتضاها، والسير على هديها ...! فصفت أرواحهم ، وطهرت نفوسهم ، وسمت أخلاقهم ، وعظمت آثارهم فانقاد لهم العالم ... وأنقذوا البشرية .. ووسعوا رقعة الإسلام ... وأناروا العالم الغارق في ظلمة الشرك ، والجهل فسادت أمة الإسلام ، وزكت ، وارتفعت ،وزهت ، وعمّت ، وأنارت مشارق الأرض ومغاربها بالقرآن ! ورفلت بعزة الله تعالى ، واطمأنت برضاه ! فياأمة القرآن ..! دعونا نستمسك بحبل الله المتين ..! دعونا نرجع إلى القرآن ليكون لنامنهج حياة إنسانية ،كريمة ، عزيزة ، سائدة.. بأسسه ، وتشريعاته ، ومعارفه الاعتقادية ، وما يتضمنه من أصول أخلاقية وعلمية.. تتفجر ينابيعاً من آياته التي هي ... الورد السائغ الصافي للنفوس الظمأى إلى الهداية..! ولندرك أن كل الرسل كانت معجزاتهم منفصلة عن منهجهم .. إلا القرآن المعجزة فهو عين المنهج ، ليبقى المنهج في إطار المعجزة .. وتبقى المعجزة في المنهج ..! دعونا نقيم حدوده ..! ونحيي قلوبنا به ..! دعوا آيات الله الضمير الناطق بنا ..! فإن حياتنا ، وآخرتنا ، لن تستقيما إلابه..! وإن رفعتنا ، وعزنا ، وسيادتنا لن تعود إلا به ..! فنحن لم ندخل التاريخ ، ولم نبن حضارةً ، أو نقيم صرح عدلٍ... إلا بالقرآن ...! فبه كنّا وسنكون ... خير أمة أخرجت للناس .. تأمر بالمعروف ، وتنهى عن المنكر ..وتقيم حدود الله والله معنا ، ولن يترنا أعمالنا ولنبدأ رحلة التطهير والانعتاق مع القرآن في شهر القرآن . [/TABLE1] | |
|
06-25-2014 | #14 |
إدارة قناة اليوتوب |
رد: بالحب تلقاك البدور ضيف الاماني والسرور تبارك الله موضوع هاام وقيم جزااك الله خير الجزاء أمي يستحق التثبيت والشكر |
|
06-26-2014 | #15 |
|
رد: بالحب تلقاك البدور ضيف الاماني والسرور حياك الله ابنتي الغالية عطر الجنة جزاك الله خيرا على المرور والتعقيب والتثبيت أسأل الله لكم راحة تملأ أنفسكم ورضى يغمر قلوبكم وعملاً يرضي ربكم وسعادة تعلوا وجوهكم ونصراً يقهر عدوكم وذكراً يشغل وقتكم وعفواً يغسل ذنوبكم و فرجاً يمحوا همومكم اللهم اجعلنا من ورثة جنتك وأهلا لنعمتك وأسكنا قصورها برحمتك وارزقنا فردوسك الأعلى حنانا منك ومنا و إن لم نكن لها أهلا فليس لنا من العمل ما يبلغنا هذا الأمل إلا حبك وحب رسولك صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين ودمتم على طاعة الرحمن وعلى طريق الخير نلتقي دوما |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 6 : | |
, , , , , |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
بالحب التقينا .. منكم ارتوينا | هوازن الشريف | شعاع الصوتيات والمرئيات للدروس الدينيـة | 11 | 04-14-2015 03:22 AM |
نساء اسيرات عادات وتقاليد بالية | حمامة الاسلام | شعاع القفص الذهبي | 13 | 06-23-2014 11:35 AM |