شعاع العلوم الشرعية مقالات- ارشاد- توجيه- خواطر تهدف للدعوة الى الله- حملات دعوية و ثقافة إسلامية.... |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||||||||||||
| ||||||||||||
من فقه أسماء الله الحسنى الوتر بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نكمل اخواتي دورتنا في فقه الأسماء الحسنى :- الوتر وهو اسم ثابتٌ في السنَّة ، ففي (( الصحيحين )) عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي ﷺ قال : (( لله تسعةٌ وتسعون اسمًا ، مائة إلَّا واحدًا ، لا يحفظها أحدٌ إلا دخل الجنَّة ، وهو وتر يحبُّ الوتر )) .. و(( الوتر )) : هو الفرد الذي لا شريك له ولا نظير ، فهو اسمٌ دالٌّ على وحدانية الله سبحانه ، وتفرده بصفات الكمال ، ونعوت الجلال ، وأنه ليس له شريك ولا مثيل في شيء منها ، والنّصوص الكثيرة في القرآن الكريم في نفي النِّدِّ والمثل والكفؤ والسميّ عن الله تدلّ على ذلك وتقرره أوضح تقرير .. قال الله تعالى : { فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة : 22] .. وقال تعالى :{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى : 11] .. وقال تعالى : { وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص : 4] .. وقال تعالى : { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا [مريم : 65] .. 🔆في الإيمان بأن الله وترٌ نفيٌ للشريك من كل وجه ؛ في الذات والصفات والأفعال ، وإقرارٌ بتفرُّده سبحانه بالعظمة والكمال والمجد والكبرياء والجلال ، وكذلك فيه إقرارٌ بتفرد الله بخلق الكائنات وإبداع البريات وإيجاد المخلوقات ، والتصرف فيها بما يشاء فلا ندَّ له ، ولا شبيه ، ولا نظير ، ولا مثيل .. وهذا الإقرار موجبٌ أن يُفرَد وحده بالذُّلِّ والخضوع والحبِّ والرّجاء والتّوكل والإنابة وسائر أنواع العبادة وفي القرآن آيٌ كثيرة يقرِّر فيها سبحانه المشركين بما لا يسعهم إنكاره ولا مناص لهم من إثباته ولا مخلص لهم من الاعتراف به من تفرده بالرِّزق والملك والتدبير والإحياء والإماتة والبدء والإعادة والإرشاد والهداية ، وغير ذلك ، ليقيم به عليهم الحجَّة في وجوب توحيده وإفراده بالعبادة ، وإبطال ماهم عليه من الشرك الفاضح ، والكفر المبين ، بالعكوف على من يملك لهم ضرّا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا .. قال أبو العبَّاس القرطبيّ رحمه الله : (( والوتر يُراد به التوحيد ، فيكون المعنى : إنّ الله في ذاته وكماله وأفعاله واحدٌ ، ويحبُّ التوحيد ، أي : يُوحَّد ويُعتقد انفرادُه دون خلقه فيلتئمُ أوَّل الحديث وآخرُه ، وظاهره وباطنُه )) .. فأول الحديث إخبارٌ بواحدانية الله وتفرُّده بالجلال والكمال ، والخلق والتصرف والتدبير ، وآخره ترغيب في التوحيد وحضٌّ عليه ببيان حبه سبحانه لأهله القائمين به المحافظين عليه .. 🌳وكم في القرآن من الآي في تقرير هذا التوحيد وإبطال الشرك والتنديد ، قال الله تعالى : { أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ [يوسف : 39] . وقال تعالى :{ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَىٰ ۗ آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ [النمل : 59] وكم فيه من ذكر الحجج الواضحات ، والبراهين اليينات ، والدلائل الساطعات وإرشاد العباد في الاستدلال على وحدانيته بآياته وسننه الكوتية ، وتفرده سبحانه بتصريف المخلوقات وتدبير الكائنات بما هو أبين دليل على تفرده بالإلهية واستحقاقه أن يعبد وحده لا شريك له .. قال ابن القيم رحمه الله : (( كلُّ سورة في القرآن متضمِّنة لنوعي التوحيد ، بل نقول قولًا كليًا : إنَّ كلَّ آية في القرآن فهي متضمّنة للتّوحيد ، شاهدة به ، داعية إليه ، 🔆 فإن القرآن إما خبرٌ عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله ، فهو التوحيد العلمي الخبري ، وإما دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له وخلع كل مايعبد من دونه ، فهو التوحيد الإرادي الطَّلبي ، وإما أمر ونهي وإلزام بطاعته في نهيه وأمره فهي حقوق التوحيد ومكملاته ، وإمَّا خبر عن كرامة الله لأهل توحيده وطاعته ، وما فعل بهم في الدنيا ، ومايكرمهم به في الآخرة ؛ فهو جزاء توحيده ، وإمَّا خبر عن أهل الشِّرك وما فعل بهم في الدُّنيا من النَّكال ، وما يحلُّ بهم في العقبى من العذاب ؛ فهو خبرٌ عمَّن خرج عن حكم التوحيد ، فالقرآن كلُّه في التوحيد وحقوقه وجزائه ، وفي شأن الشرك وأهله وجزائهم )) .. وقد بيَّن الله في القرآن الكريم أن المتخذين شفعاء مشركون به ، وأنهم لايملكون لعابديهم شيئًا من الخير والنفع ، قال الله تعالى : { أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ [الزمر : 43] .. وقال تعالى :{ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ [يونس : 18] .. فمتخذ الشفيع مشرك لا تنفعه شفاعته ولا يشفع له ، ومتَّخذ الربِّ وحده إلهه ومعبوده ومحبوبه ومرجوه ومخوفه الذي يتقرب إليه وحده ، ويطلب رضاه ، ويتباعد عن سخطه سبحانه مؤمنٌ موحِّد ، له العاقبة الحميدة والسعادة والفلاح في الدنيا والآخرة .. فالوتر في أسماء الله في الدلالة على وحدانية الله ووجود توحيده وإفراده وحده بالعبادة ، وحبه سبحانه للوتر إنّما هو في حقّ من يعبد الله بالوحدانية والإخلاص ونبذ الشّريك والندّ .. إضافة إلى أنه ينتظم في معناه حبّه سبحانه لكل وترٍ شَرَعَه ، حيث أمر بالوتر في كثير من الأعمال والطّاعات ، كما في الصّلوات الخمس ، ووتر الليل ، وأعداد الطهارة ، وتكفين الميِّت ، ونحو ذلك ، لما رواه الإمام أحمد ، وأهل (( السنن )) وصحَّحه ابن خزيمة واللفظ له عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : (( إن الوتر ليس بحتم كصلاتكم المكتوبة ، ولكن رسول الله ﷺ أوتر ثم قال : أوتروا ياأهل القرآن ، فإنَّ الله وتر يحبُّ الوتر )) .. وكان نبيُّنا ﷺ يراعي الوتر في سائر شؤونه ، فجاء عنه الاصطباح بسبع تمرات ، وشرب الماء في أنفاس ثلاثة ، والاستغفار ثلاثا أدبار الصلوات المكتوبة ، وفي كثير من الأذكار والدّعوات يأتي بها وترًا إما مرةً أو ثلاثًا أو سبعًا إلى غير ذلك مما ورد عنه ﷺ في سنته القويمة ، وهديه المبارك .. ومِن حُبِّ الله سبحانه للوتر خصَّ تسعةً وتسعين اسمًا من أسمائه الحسنى الواردة في القرآن والسنة بأنَّ مَن أحصاها حفظا لها وفهمًا لمدلولها ، وقياما بالعبوديات التي تقتضيها دخل الجنة .. وفّقنا الله لتحقيق ذلك ، وجعلنا بمنِّه وكرمه من أهل جنّات النّعيم .. اللهم علمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا معرفة بك يالله إن الأمور إذا ما اللهُ يسَّرها أتتكَ من حيث لا ترجو وتحتسبُ ثق بالإلهِ ولا تركن إلى أحدٍ ، فالله أكرمُ مَن يُرجى ويرتقبُ ♡. |
04-07-2015 | #6 |
العلوم الشرعية |
رد: من فقه أسماء الله الحسنى الوتر |
إن الأمور إذا ما اللهُ يسَّرها أتتكَ من حيث لا ترجو وتحتسبُ ثق بالإلهِ ولا تركن إلى أحدٍ ، فالله أكرمُ مَن يُرجى ويرتقبُ ♡. |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 5 : | |
, , , , |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
من أسماء الله الحسنى المنَّان | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 1 | 03-11-2015 02:06 PM |
من فقه أسماء الله الحسنى النور | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 3 | 01-10-2015 06:55 PM |
من فقه أسماء الله الحسنى المحسن | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 8 | 01-09-2015 03:21 PM |
من شرح أسماء الله الحسنى | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 3 | 04-13-2014 01:48 PM |
أسماء الله الحسنى بالشرح من هنا | أم يعقوب | شعاع العلوم الشرعية | 4 | 03-18-2014 03:36 PM |