شعاع العلوم الشرعية مقالات- ارشاد- توجيه- خواطر تهدف للدعوة الى الله- حملات دعوية و ثقافة إسلامية.... |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||||||||||||
| ||||||||||||
من فقه أسماء الله الحسنى ذو الجلال والإكرام بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مساء الورد نكمل دورتنا في فقه الأسماء الحسنى :- ذو الجلال والإكرام وقد ورد هذا الاسم في قوله تعالى :{تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ [الرحمن : 78] .. وقد جاء في السنَّة النبويَّة فضل الدعاء بهذا الاسم ، ففي (( المسند )) عن ربيعة ابن عامر رضي الله عنه قال : سمعت النبي ﷺ يقول (( ألظُّوا بياذا الجلال والإكرام )) ، أي : اِلزَمُوهُ وَاثْبُتُوا عليه وأكثروا من قوله والتلفظ به في دعائكم ، يقال : ألظّ بالشيء يُلِظُّ إِلظاظًا : إذا لزمه وثابر عليه ، كذا في (( النهاية )) لابن الأثير .. وفي (( المسند أيضا عن أنس رضي الله عنه قال : كنت جالسا مع النبي ﷺ في المسجد ورجل يصلي ، فقال : اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت ، المنان بديع السموات والأرض ، ياذا الجلال والإكرام ، ياحي ياقيوم ، فقال : النبي ﷺ : (( دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى )) .. (( فهذا سؤال له وتوسّل إليه بحمده وأنه الذي لا إله إلا هو المنّان ، فهو توسل إليه بأسمائه وصفاته ، وماأحق ذلك بالإجابة ، وأعظمه موقعا عند المسؤول )) .. وفي (( صحيح مسلم )) عن ثوبان رضي الله عنه قال : كان رسول الله ﷺ إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا ، وقال : (( اللهم أنت السلام ومنك السلام ، تباركتَ ياذا الجلال والإكرام )) .. وهو من الأسماء المضافة ، وهي معدودة عند جماعة من أهل العلم في أسماء الله الحسنى .. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (( وكذلك أسماؤه المضافة مثل : أرحم الرّاحمين ، وخير الغافرين ، وربّ العالمين ، ومالك يوم الدين ، وأحسن الخالقين ، وجامع الناس ليوم لا ريب فيه ، ومقلب القلوب ، وغير ذلك مماثبت في الكتاب والسنة وثبت في الدٌعاء بها بإجماع المسلمين )) .. وهو من الأسماء الدّالة على جملة أوصاف عديدة لا على معنى مفرد كما نبَّه على ذلك ابن القيم رحمه الله في القواعد المتعلقة بأسماء الله الحسنى التي ساقها في كتابه (( بدائع الفوائد )) .. والإضافة في قوله : { ذُوالْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ } [ الرحمن : ٢٧ ] هي من باب إضافة صفاته القائمة به إليه سبحانه وتعالى ، كقوله : { ذُو اْالرَّحْمَةِ } [ الأنعام : ١٣٣ ] ، و{ ذُو الْقُوَّةِ } [ الذاريات : ٥٨ ] . فالجلال والإكرام والرّحمة والقوة كلّها صفات لله عز وجل مختصة به ، دالة على عظمته وكماله سبحانه ، بخلاف قوله تعالى { ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ } [ البروج : ١٥ ] ، فإنه من باب إضافة المخلوق إلى خالقه على وجه التشريف .. وفي قوله : { ذُوالْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ } [ الرحمن : ٢٧ ] ، جمع بين نوعين من الوصف ؛ كثيرًا مايقرن بينهما في القرآن الكريم ، كقوله : { رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ [هود : 73] .. وقوله تعالى :{ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ [النمل : 40] .. وقوله تعالى :{ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا [النساء : 149] .. وقوله تعالى :{ وَاللَّهُ قَدِيرٌ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [الممتحنة : 7] .. وقوله تعالى : { وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ [البروج : 14] ، وهو كثير في القرآن . قال ابن القيِّم رحمه الله في أثناء كلام له عن اسمي الحميد المجيد ، وأنهما إليهما يرجع الكمال كله : (( وأما المجد فهو مستلزم للعظمة والسعة والجلال .....، والحمد يدل على صفات الإكرام ، والله سبحانه ذو الجلال والإكرام ، وهذا معنى قول العبد : لا إله إلا الله ، والله أكبر ، فلا إله إلا الله دالٌّ على ألوهيته وتفرده فيها ، فألوهيته تستلزم محبته التامة ، والله أكبر دالّ على مجده وعظمته ، وذلك يستلزم تمجيده وتعظيمه وتكبيره ، ولهذا يقرن سبحانه بين هذين النوعين في القرآن كثيرًا )) .. فالجلال يتضمن التعظيم ، والإكرام يتضمن الحمد والمحبة .. قال الخطابي رحمه الله في بيان المعاني التي يحتملها هذا الاسم : (( والمعنى : أنّ الله جلّ وعز مستحقٌّ أن يُجلَّ ويُكْرَم فلا يُجْحَد ولا يُكْفَر به ، وقد يحتمل أن يكون المعنى : أنه يُكْرِم أهلَ ولايته ويرفع درجاتهم بالتوفيق لطاعته في الدنيا ، ويُجلُّهُم بأن يتقبّل أعمالهم ويرفع في الجنان درجاتهم ، وقد يحتمل أن يكون أحد الأمرين - وهو الجلال - مضافا إلى الله سبحانه بمعنى الصفة له ، والآخر مضافا إلى العبد بمعنى الفعل منه ، كقوله سبحانه : { هُوَ أَهْلُ التَّقْوَىٰ وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ [المدثر : 56] ، فانصرف أحد الأمرين ، وهو المغفرة إلى الله سبحانه ، والآخر إلى العباد وهو التقوى )) .. نقل هذه الاحتمالات الثلاثة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، ثم قال : القول الأول أقربها إلى المراد .. ثم قال : وإذا كان مستحقًّا للإجلال والإكرام لزم أن يكون متَّصفًا في نفسه بما يوجبُ ذلك ، كما إذا قال : الإله هو المستحق لأن يُؤْلَه ، أي : يُعبَد ؛ كان هو في نفسه مستحقًّا لما يوجب ذلك ، وإذا قيل : هو أهل التّقوى ؛ كان هو في نفسه متصفا بما يوجب أن يكون هو المتقَى .. ومنه قول النبي ﷺ إذا رفع رأسه من الركوع بعدما يقول : (( ربنا ولك الحمد )) : (( ملء السموات وملء الأرض ، وملء مابينهما ، وملء ماشئت من شيء بعد ، أهل الثناء والمجد ، أحق ماقال العبد ، وكلُّنا لك عبد ، اللهمّ لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد )) ، أي : هو مستحقٌّ لأن يثنى عليه وتمجَّد نفسُه . والعباد لا يحصون ثناءً عليه ، وهو كما أثنى نفسه ، كذلك هو أهل أن يجلِّ وأن يكرم ، وهو سبحانه يجلُّ نفسه ويكرم نفسه ، والعباد لا يُحصون إجلاله وإكرامه .. والإجلال من جنس التعظيم ، والإكرام من جنس الحب والحمد ، وهذا كقوله : { لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ۖ [التغابن : 1] ، فله الإجلال والملك ، وله الإكرام والحمد .. ثم قال : قوله :{ وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ [الرحمن : 27] ، وقوله : { تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ [الرحمن : 78] ، وهو في مصحف أهل الشام : (( تبارك اسم ربك ذو الجلال والإكرام )) ، وهي قراءة ابن عامر ، فالاسم نفسه يُذوَّى بالجلال والإكرام ، وفي سائر المصاحف وفي قراءة الجمهور : { ذِي الْجَلَالِ } ، فيكون المسمى نفسه ، وفي الأولى { وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ } فالمذوَّى وجهه سبحانه ، وذلك يستلزم أنه هو ذو الجلال والإكرام ، فإنه إذا كان وجهه ذا الجلال والإكرام كان هذا تنبيها كما أنه اسمه إذا كان ذا الجلال والإكرام كان تنبيها على المسمى . وهذا يبين أن المراد أنه يستحق أن يُجلّ ويُكرم )) ... ((وبهذا ينتهي ماأردتُ إيراده في فقه أسماء الله الحسنى ، والحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه على مايسَّر ومنَّ ، لا أحصي ثناء عليه { رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ [النمل : 19] .. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لاإله إلَّا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك . وصلى الله وسلّم على نبيِّنا محمّد وعلى آله وصحبه )) ... الجزء الأخير بين قوسين هو للكاتب الدكتور عبدالرزاق بن عبد المحسن البدر صاحب كتاب فقه الأسماء الحسنى ... اللهم علمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا معرفة بك يالله الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات هذا هو آخر درس في اسماء الله الحسنى .. اللهم ثقل به موازيين حسناتنا واجعله شاهدًا لنا وارفع لنا به الدرجات إن الأمور إذا ما اللهُ يسَّرها أتتكَ من حيث لا ترجو وتحتسبُ ثق بالإلهِ ولا تركن إلى أحدٍ ، فالله أكرمُ مَن يُرجى ويرتقبُ ♡. |
04-21-2015 | #3 |
|
رد: من فقه أسماء الله الحسنى ذو الجلال والإكرام جزاك الله خيرا عزيزتي كتب الله لك الاجر |
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا قال ابن عون: "ذكر الناس داء،وذكر الله دواء" قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى : (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له" السير6 /369 قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره" الفتاوى السعدية 461 |
04-22-2015 | #6 |
|
رد: من فقه أسماء الله الحسنى ذو الجلال والإكرام جزاك الله خيرا اختي وبارك الله فيك
|
|
04-22-2015 | #7 |
العلوم الشرعية |
رد: من فقه أسماء الله الحسنى ذو الجلال والإكرام |
إن الأمور إذا ما اللهُ يسَّرها أتتكَ من حيث لا ترجو وتحتسبُ ثق بالإلهِ ولا تركن إلى أحدٍ ، فالله أكرمُ مَن يُرجى ويرتقبُ ♡. |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 7 : | |
, , , , , , |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
من فقه أسماء الله الحسنى الوتر | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 5 | 04-07-2015 12:56 PM |
من أسماء الله الحسنى الحيَيّ | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 3 | 03-16-2015 12:38 PM |
من أسماء الله الحسنى الطيِّب | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 7 | 02-07-2015 12:55 PM |
من فقه أسماء الله الحسنى الوارث | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 7 | 12-06-2014 02:54 PM |
من شرح أسماء الله الحسنى | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 3 | 04-13-2014 01:48 PM |