شعاع السيرة النبوية، الصحابة و السلف الصالح كل ما يشمل السيرة النبوية وقصص الصحابة و التابعين و السلف الصالح |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||||||
| |||||||||||
رجال حول الرسول ﷺ. سعد بن عبادة رضي الله عنه ••━═✿✦••❁••✦✿═━•• رجال حول الرسول ﷺ. سعد بن عبادة رضي الله عنه •┈┈┈••✦ه✿ه✦••┈┈┈• نبدأ الحديث عن سيدٍ من سـادات الأنصـار ، وزعيمٍ من زُعمـَاءِهم وشريـفٍ من أشرافِهِم ، فهو عند الخزرج بمنزلةِ سعد بن مُعاذ عند الأوس ، كان في الجاهلية يُسمّى بالكـامل لإجتماع بعض الخصال الكريمة والطيبة فيه ، ❉ وبالرغم من أنّ هذا الرجُل من الأنصـار إلا أنّهُ لاقى بعض العذاب الذي كان يُنزلَهُ أهل مكة على إخوانه من المهاجرين ، فتفردّ على غيره من الأنصار بهذه المِيزة وهي أنّ كُفار قريشٍ عذّبُوه على إسلامه ، ☆ سيّدٌ مطـاعٌ في قومه ، ورجُلٌ مقدمٌ على أقرانِهِ ، شجـاعٌ كريم ، وقويٌ غَيُـور من مكانته العالية عند قومه ومنزلته السامية عند الأنصـار أنهم رشَحُوه لمنصب الخلافة بعد وفاة النّبي ﷺ ، قبل أن يجتمعوا على مبايعةِ صِدِّيقِ الأمّةِ الأكبر ابنِ أبي قُحافةَ رضي الله عنهما . ✿ إنه سعد ... !! ويومُنا يومُ سعدٍ لمّا نتحدث عن هذه القامة الإسلامية العالية . ليس سعد بن معاذ فذاك أنصـاريٌ من الأوس وصاحِبُنـا هذا من الخزرج ، إنّما هو *سعد بن عُبــادة بن دليـم بن حـارثة بن النُعمَان الأنصاري الخزرجي رضي الله عنه* يُكنى بأبي ثـابت وأمّه هي عمره بنت مسعود من المُبايعـات. ❂ شهد سعدُ بن عُبـادة بيعة العقبة وكان فيها نقيباً وبدراً وأُحُد وبقية المشاهد كلها مع رسول الله ﷺ ، كان سعد في الجاهلية يكتبُ بالعربية ويُحسنُ الرمي والعـَومَ ، وكانت العـرب تُسمّي من اجتمعت هذه الأشياء فيه الكـامل . وهذه بعض صفـاته فقط ، وإلا فخصال الخيرِ فيه كثيرة ومتعددة نذكرُها إن شاء الله خلال دراستنا لسيرته العطرة هذه. ❉ وُلِدَ سعدٌ كغيره من أكثر الصحابة في جاهليةٍ سوداء ، غطتْ بظلامها الدامس ضوء الحق وبريقه ، فلا تجد الحق يومئذٍ إلا مع بعض الأفـراد ، الشرك بالله تعالى هو أول علامـات تلك الجاهلية ، والقبلية هي اللغة السـائدة في ذاك الزمان ، ومع هذا كانت الحرب بين الأوس والخزرج دائرة ومستعرة ، فما تكادُ تقف حتى تدورَ رَحَاهـَا من جديد . ❁ وبين أمواج الظلام المتراكمة تلك سطعَ نورٌ من بين جبال مكةَ أضاء مشارق الأرضِ ومغاربها إيذاناً بتغير كبير سيحدث على وجه الأرض ، فقد بُعث نبيّ آخرِ الزمان محمّد بن عبدالله القرشي الهاشمي ﷺ بمكة ، وصدعَ بدعوته لتوحيد الله تعالى وقام هو ومن معه من الصحابة بمُحاربة الشركِ ونبذهِ ووقفوا في وجهِ مكةَ وحلفاءها سداً منيعاً. ❀ وبعد أكثر من عشرِ سنوات على مبعثه ﷺ يشأ الله تعالى أن يَقْدُم في موسم الحج سنة ( ١١ ) من البعثة ستّ شبـاب من شبـاب الخزرج من أهل يثرب ، وكانت عادةُ النّبي ﷺ أن يخرجَ في مواسم الحج يدعو القبـائل إلى الإسلام وإلى مَنعِهِ ونُصرَّتهِ حتى يُبلغَ رسالةَ رَبِّـهِ . ۞ خرج النبي ﷺ ووجد هؤلاء الشبـاب من الأنصـار ، فجلس معهم ودعاهم إلى الإسلام وقرأ عليه القرآن فأسلموا مباشرة، وذلك لأنهم كانوا يسمعون من حُلفاءهم اليهود في المدينة أن نبيّ آخِـرِ الزمان قد أطَلّ وقتُ خروجه لذا سارعوا إلى تصديقه والإيمانِ به . ✺ وكانوا يأملون كذلك أن يكون النبي ﷺ سبباً لوقف الحرب المستمرة ببلادهم بين الأوس والخزرج فقالوا : *إنّا قد تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العـداوة والشر ما بينهم ، فعسى أن يجمعهم الله بك ، فسنقدُم عليهم ، فندعوهم إلى أمرك ، ونعرِض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين ، فإن يجمعهم الله عليك فلا رجُل أعز منك.* ❉ ولما رجع هؤلاء إلى المدينة حملوا إليها رسالة الإسلام ، حتى لم تبقَ دورٌ من دور الأنصار إلا وفيها ذكر رسول الله ﷺ . ❂ وفي السنة التي تليها مباشرةً قَدِمَ إلى موسم الحج اثنا عشر رجلاً مسلماً من أهل يثرب فيهم خمسة من الذين أسلموا العام الماضي ، وبايعوا النبي ﷺ عند العقبة وهي بيعة العقبةِ الأُولى ، ولمّا أن إنتهى موسم الحج وهمّ هؤلاء النفر بالرجوع إلى ديارِهِم بعث معهم النبي ﷺ مصعب بن عمير رضي الله عنه ليُعَلِم المسلمين هنالك شرائع الإسلام ويُفقههم في الدّين وينشر الإسلام بين الذين لم يزالوا على الشرك. ❀ نجح مصعب بن عمير في مهمته نجاحاً كبيراً فنشر الإسلام بين رُبوع يثرب ، ودخل السادة والأشراف من أهل يثرب في الدين كأمثـالِ سعدُ بن مُعـاذ وأُسيد بن الحضير وسعد بن الربيع ، وممّن دخل كذلك في الدين وأسلم *سعد بن عُبـادة رضي الله عنه .* ❁ وبعد عامٍ واحدٍ فقط من بعثِ مُصعب إلى يثرب زاد عدد المسلمين زيادة كبيرة في يثرب ، حتى أنّ عدد الذين جاءوا لموسم حج سنة ( ١٣ ) من البعثة قارب عددهم من السبعين من الرجـال والنساء ، جاء هؤلاء النفر وبايعوا النبيّ ﷺ بيعة العقبة الكبرى على أن ينصُرُوه إذا قَدِم إليهم في بلدِهِم ، وكانـت هذه البيعة سبباً لهجرة النبي ﷺ إلى المدينة بعد ذلك . ••━═✿✦••يتب-------ع••✦✿═━•• |
02-15-2024 | #2 |
إدارة قناة اليوتوب |
رد: رجال حول الرسول ﷺ. سعد بن عبادة رضي الله عنه ••━═✿✦•❁❁•✦✿═━•• رجال حول الرسول ﷺ. سعد بن عبادة رضي الله عنه •┈┈┈••✦ه✿ه✦••┈┈┈• ❉ وبعد أنْ تمّت بيعةُ العقبةِ الثـانية وتم إختيار النُقبـاء وتم إبرام المعاهدة وكان القوم على وشك الإنفضاض ، إكتشفها أحدُ الشياطين ، وحيث جاء هذا الإكتشاف في اللحظة الأخيرة ، ولم يكن يمكن إبلاغ زُعَمَـاء قريشٍ هذا الخبر سرّاً ليُبَاغِتُوا المجتمعين وهم في الشعب ، قام ذلك الشيطان على مرتفعٍ من الأرض ، وصاح بأنفذ صوتٍ سُمع قط : *" يا أهل الأخاشب ـ المنازل ـ هل لكم في محمّد والصباةُ معه ؟ قد اجتمعوا على حربكم ".* فقال رسول الله ﷺ : *" هذا أزبّ العقبـة ، أما والله يـا عـدو الله لأتفرغـنّ لك "* ثم أمرهم أن ينفضوا إلى رِحالهم. وعند سماع صوت هذا الشيطان قال العباس بن عُبادة بن نَضْلة : *والذي بعثك بالحق ، إن شئت لنميلنّ على أهل منىً بأسيافنا.* فقال رسول الله ﷺ : *لم نؤمر بذلك ، ولكن ارجعوا إلى رحالكم ، فرجعوا وناموا حتى أصبحوا.* ❁ ولمّا قرع هذا الخبر آذان قريش وقعتْ فيهم ضجة أثارتْ القلاقل والأحزان ، لأنهم كانوا على معرفة تامّة من عواقِب مثل هذه البيعة ونتائجها بالنسبة إلى أنفسهم وأموالهم ، فما إن أصبحوا حتى توجَهَ وفدٌ كبيرٌ من زُعمـاء مكة وأكابر مجرميها إلى مُخَيم أهل يثرب ليُقدم إحتجاجه الشديد على هذه المعاهدة فقالوا : *يا معشر الخزرج ، إنّه قد بلغنـا أنكم قد جئتم إلى صـاحبنا هذا تستخرجـونه من بين أظهُرِنـا ، وتُبايعونه على حربنا ، وإنه والله ما من حـَيٍّ من العرب أبغض إلينا من أن تنشب الحـربُ بيننا وبينهم منكم .* ❀ ولمّا كان مشركو الخزرج لا يعرفون شيئاً عن هذه البيعة ، لأنها تمّت في سريةٍ تامّة وفي ظلام الليل ، انبعث هؤلاء المشركون يحلفون بالله : ما كان من شيء وما علمنـاه ثم أنهم ـ يعني كفار قريش ـ جاءوا إلى عبدالله بن أُبَي بن سلول فجعل يقول : هذا بـاطل ، وما كان هذا ، وما كان قومي ليفتـاتوا على مثل هذا ، لو كنت بيثرب ما صنع قومي هذا حتى يُؤامرُونِي . ✺ أما المسلمون فنظر بعضهم إلى بعض ثم لاذوا بالصمت ، فلم يتحدث أحدٌ منهم بنفيٍ أو إثبـات ، ومَالَ زعماء قريش إلى تصديق المشركين فرجعوا خائبين . ❂ عاد زُعماء مكة وهم على شبه اليقين من كذب هذا الخبر ، لكنهم لم يزالوا يتنطسونه ـ يكثرون البحث عنه ويُدققون النظر فيه ـ حتى تأكد لديهم أنّ الخبر صحيح ، والبيعة قد تمّت فعلاً ، وذلك بعدما نفر الحجيج إلى أوطـانهم . فسارع فرسانهم بمطاردةِ اليثربيـين ولكن بعد فوات الأوان ، إلا أنهم تمكنوا من رؤية *سعد بن عُبـادة و المنذر بن عمرو* فطاردوهما ، فأمّا المُنذر فأعجز القوم ، وأما سعد فألقوا القبض عليه ، فربطوا يديه إلى عُنُقِهِ بنسع رحله ، وجعلوا يضربونه ويجُرونه من شعره ـ وكان ذا شعرٍ كثير ـ حتى أدخلوه مكة. قال سعد : *فوالله إني لفي أيديهم إذ طلع عليهم نفرٌ من قُريش فيهم رجلٌ وضيءٌ أبيض شَعشاع حلو من الرجــال .* قال : فقلت في نفسي : *إن يكُ عند أحدٍ من القوم خير فعند هذا .* قال : *فلمّا دنا منّي رفع يده فلكمني لكمةً شديدة ، فقلت في نفسي : لا والله ما عندهم بعد هذا من خير .* قال سعد : *فوالله إني لفي أيديهم يسحبونني إذ أوى إليَّ ـ أشفق ورحم ـ رجلٌ ممّن كان معهم فقال : ويحـك !! أمّا بينك وبين أحدٍ من قُريش جوارٌ ولا عهد ؟* قال : قلت : *بلى والله ، لقد كنت أُجِير لجُبير بن مُطعم بن عدّي تجارة وأمنعهم ممّن ظلمهم ببلادي ، وللحارث بن حَرْب بن عبد شمس.* قال : *ويحك ! فاهتف بإسم الرّجُلين ، واذكر ما بينك وبينهما ،* قال : *ففعلت.* قال سعد : *وخرج الرجُل إليهما ، فوجدَهما في المسجد عند الكعبة ،* فقال لهما : *إنّ رجلاً من الخزرج الآن يُضْرب بالأبطـح ويهتفُ بكما !! ويذكر أنّ بينه وبينكما جِـواراً .* قالا : *ومن هو ...؟* قال : *سعد بن عُبـــادة.* قالا : *صدق والله ، إن كان ليُجير لنا تُجَّارنا ويمنعهم أن يُظلموا ببلده.* قال : *فجاءا فخلَّصـا سعداً من أيديهم فانطلق.* وتشـاروتْ الأنصار فيما بينهم حين فقدوا سعد أن يكروا إليه ، فبينما هم كذلك إذ هو قد طَلَعَ عليهم ، فوصل القوم جميعاً إلى المدينة . ۞ وبهذا يكون *سعد بن عُبـادة* رضي الله عنه هو الأنصاري الوحيد الذي نـال حظه من أذى قريش وتعذيبها ، ذاق ما كان يذوقه إخوانه المهاجرين من الآلام والجِراح . ذاق ما كان يذوقه بلال وخَبـاب وصُهيب ، ولكن الفرق أنّ هذا العذاب الذي نـاله من قُريش كان ليومٍ واحد ، أمّا أولئـك فمكثوا سنـوات في هذا العذاب . ★ وكان الرجُل الذي لَكَمَ سعداً هو *سهيل بن عمرو أخو بني عامر بن لؤي*، وذكر ابن هشام أنّ الرجل الذي أوى إلى سعد وطلب منه أن يَصّيحَ بإسم الرجُلين الذي كان يُجير هو لهما بيثرب هو *أبوالبُختـري بن هشـام . •┈┈┈••✦ه✿ه✦••┈┈┈• |
|
02-15-2024 | #3 |
إدارة قناة اليوتوب |
رد: رجال حول الرسول ﷺ. سعد بن عبادة رضي الله عنه ••━═✿✦•❁❁•✦✿═━•• رجال حول الرسول ﷺ. سعد بن عبادة رضي الله عنه •┈┈┈••✦ه✿ه✦••┈┈┈• ❂ ثمّ هاجر النبي ﷺ إلى المدينة وهنا بدأ المعدن النفيس لسعد بن عُبـادة يظهر رُويداً رُويداً ، فقد كان سعد من أكرم الناس وأجودِهم على الإطلاق . ✺ عن محمّد بن سيرين قال : *كان أهل الصُّفة ـ الفقراء الذين لا يجدون ما يسدّ جوعهم ـ إذا أمسوا إنطلق الرجُل بالرجُل ، والرجُل بالرجُلين ، والرجُلُ بالخمسة ، فأمّا سعد بن عُبـادة فكان ينطلق بثمانين كلّ ليلة.* ❉ لله دَرُّ ابن عُبـادة ، مَنْ مِنّا يستطيع أن يفعل هذا ، أن يُطعم ثمانين رجُلاً كلّ ليلة ، مَنْ منّا يتجرأ ويفعل هذا الأمر !! لكنّ سعد ترعرع على الكرم والجودِ منذ نعومةِ أظفاره ، فهو شرب هذه الخصال من صغره فنما عليها . ❀ بل وكان سعدُ يُكرمُ النّبيّ ﷺ ويُجِلّه ، عن يحيى بن أبي كثير قال : *كانت لرسول الله ﷺ من سعد بن عُبادة جفنـة ثريد ـ نوعٌ من الطعام ـ في كل يوم ، تدورُ معه أينما دار من نسائه .* ☆ وكان سعد إذا انصرف من صلاةٍ مكتوبة قال : *اللهمّ ارزقني مالاً أستعينُ به على فِعَالِي فإنّه لا يُصلِح الفِعـال إلا المـال .* ❁ وكان سعد حريصاً على غرسِ هذه الصفات الطيبة في أبنـاءه وذريته من بعده ، فكان ابنه قيس على شاكلةِ أبيه رأساً في الكرم يُضْرب به المثل في الجود والإنفاق ، ومن كثرةِ إنفاق قيس بن سعد خشيَ عليه أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب من هلاكِ مالِهِ . فتحدث أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - عن كرم قيس وسخائه ، فقالا : *لو تركنا هذا الفتى لسخائه لأهلك - قضى على - مال أبيه*، فلمّا سمع سعدٌ ذلك قام عند النبي ﷺ فقال : من يعذرني من ابن أبي قحافة ـ أبي بكر ـ وابن الخطاب ، يُبَخِّلان عليَّ ابني . ❁ ولم يكتفِ زعيمُ الخزرج وسيْدُهم سعدُ بن عُبـادة بالإنفاق فقط ، فقط كان سعدُ محارباً قوياً ، ومُقاتلاً شُجاعاً ، وها هو يقِفُ موقفاً قوياً يوم بدر . فعند مسلم في الصحيح عن أنس أن رسول الله ﷺ شاور حين بلغه إقبالُ أبي سفيان . قال : فتكلم أبوبكرٍ فأعرض عنه ، ثم تكلم عُمَرَ فأعرض عنه ، فقام سعد بن عُبـادة فقال : إيّانا تُريد يا رسول الله ؟ والذي نفسي بيده لو أمرتنا أن نخوض البحر لأخضناها ، ولو أمرتنا أنْ نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا. ✿ ومتى ما دعا داعيّ الجهاد كان سعدُ من أوائل الخارجين للبحث عن الشهادة في سبيل الله ، حتى أنّ النبي ﷺ كان يجعل راية الأنصار على سعد بن عُبادة. فعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال : كان لواء رسول الله ﷺ مع عليّ ، ولواءُ الأنصارِ مع سعد بن عُبـادة. ۞ ويوم فتح مكة كانت رايةُ الأنصار مع سعد بن عبادة رضي الله عنه ، فلمّا مرّ سعد بأبي سُفيـان قال له : *اليـوم يومُ الملحمة ، اليوم تُستَحل الحرمة ، اليوم أذلَّ اللهُ قريشاً . فلمّا حاذى رسول الله ﷺ أبوسفيان قال : يا رسول الله ، ألم تسمع ما قال سعد !! قال : وما قال؟ قال : كذا وكذا . فقال النبي ﷺ : بل اليوم يومٌ تعظم فيه الكعبة ، اليوم يومٌ أعزّ الله فيه قريشاً ، ثم أرسل إلى سعد فنزع منه اللواء ودفعه إلى ابنه قيس ، ورأى أنّ اللواء لم يخرج عن سعد . ❂ وفي الأحزاب من السنة الخامسة من الهجرة نزلتْ قريش وحلفاءها على أسوار المدينة النبوية بجيشٍ جرار بلغ قوامه عشرة آلاف مُقَاتِل ، وحاصروا مدينة رسول الله ﷺ لشهرٍ كامل ، وبينما المسلمون منهمكون في حراسة الخندق ومنع الكفار من دخول المدينة ، إذ تفاقمت الأمور وتعقدتْ فبني قُريظة قد نقضوا عهدهم الذي كان مع رسول الله ﷺ ، فصار المسملون بين مطرقة قريش وحلفاءها وسندان اليهود. أراد رسول الله ﷺ أن يتأكد من خبر نقض بني قريظة للعهد وأن يتحقق منه ، فأرسل للتحقق من الخبر أربعةً من الصحابة فيهم سعد بن عبادة. بعد أن تأكد النبي ﷺ من الخبر وعلِمَ المسلمون صُعُوبة الموقف ، فكر النبي ﷺ في خُطّة يقسم بها جيش قريش ويُضعِفه ، فأراد أنْ يُصالِح عيينة بن حصن والحارث بن عوف رئيسي غطفان على ثُلُثِ ثمار المدينة حتى ينصرفا بقومها من الأحزاب . فاستشار رسول الله ﷺ السَّعدَين ـ سعد بن مُعاذ وسعد بن عُبادة ـ في ذلك فهما سيّدا المدينة. فقالا : يا رسول الله ، إن كان الله أمَرَكَ بهذا فسمعاً وطاعة ، وإن كان شيئاً تصنعُه لنا فلا حاجةَ لنا فيه . *لقد كنّا نحن وهؤلاء القوم على الشرك بالله وعبادةُ الأوثان ، وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها ثمرة إلا قِرىً ـ هدية ـ أو بيعاً ، فحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا له نُعطيهم أموالنا ؟ والله لا نُعطيهم إلا السيف .* فصوَّبَ النبي ﷺ رأيهما وقال : إنّما هو شيء أصنعه لكم ، لمّا رأيتُ العرب قد رمتكم عن قوسٍ واحدة . •┈┈┈••✦ه✿ه✦••┈┈┈• |
|
02-15-2024 | #4 |
إدارة قناة اليوتوب |
رد: رجال حول الرسول ﷺ. سعد بن عبادة رضي الله عنه ••━═✿✦•❁❁•✦✿═━•• رجال حول الرسول ﷺ. سعد بن عبادة رضي الله عنه •┈┈┈••✦ه✿ه✦••┈┈┈• ❂ ولا عجب أنّ نجد هذا البطل الكريم الشُجَاع غَيــوراً على عِرضِهِ وشرَفِهِ ، في الوقت الذي نجد فيه كثيراً من المسلمين قد نَزعَ اللهُ الغيرةَ من قلوبهم ، فنجدُ الواحد منهم يترك إبنته وزوجته وأختـه تخرج سافرة مُتبرجة لتفتن الشبـاب المسلم عن دينه ، ولا حـول ولا قـوة إلا بالله . ✺ ففي الصحيحين عن أبي هريرة قال : *قال سعدُ بن عُبـادة : يا رسول الله ! لو وجدتُ مع أهلي رجلاً لم أمسه حتى آتي بأربعةِ شُهداء ..؟* قال رسول الله ﷺ : نعم . قال : *كلا والذي بعثك بالحق إن كنت لأُعاجله بالسيف قبل ذلك .* قال رسول الله ﷺ : إسمعـوا إلى ما يقول سيدكم ، إنّه لغيُـور وأنا أغيرُ منه والله أغير منّي . وفي رواية : قال سعد بن عُبادة : لو رأيتُ رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مُصْفَح ، فبلغ ذلك النبي ﷺ فقال : أتعجبُون من غيرة سعد !! لأنا أغْيـَرُ منه والله أغيَرُ منّي . قلت : *هذا لمّا كانت الفِطرةُ سليمة والقلوب نظيفة ، أمّا في زماننا هذا وقد إنتكست الفطرة واتسختْ القلوب ، فلا تتعجب من أنْ تجدَّ ذكراً ـ لا رجُلاً ـ ديّوثاً لا يغيرُ على عِرضِهِ ، ولا يأمرُهُم بمعروف وينهاهم عن منكر ، هذا إنْ لم يكنْ هو من يَعينُ أهله على المُنكر ، والناظر للمجتمع يرى ذلك ، فَسَلْ رَبَكَ العـافية .. ❉ وهذه صفةٌ أُخرى تُضَاف لصفاتِ سعد بن عُبادة رضي الله عنه ، فهذا الصحابي الجليل لم يُطْلق عليه لقب " الكامل " من فراغ ، بل لإجتماع صفاتٍ جليلةٍ عزيزةٍ فيه. ❀ وإنّ صفـاتَ سعدٍ هذه هي التي حَمَلَتْ النبي ﷺ للدعاء له في أيمّا مرّة هو وأهله وذريته . فعند ابن حبان وصحح الألباني عن جابر بن عبدالله قال : أَمَرَ أبي بخزيرة فَصُنِعَتْ ، ثُمَّ أَمَرَنِي فأتيتُ بها النّبي ﷺ . قال : فأتيتُه وهو في منزلِهِ. فقال لي : " ماذا معك يا جابر .. ألَحْمٌ ذي "، قال : قلت : لا . قال : فأتيت أبي. فقال لي : هل رأيت رسول الله ﷺ ؟ قلت : نعم. قال : فهــلا سمعته يقول شيئاً؟ قال : قلت : نعم . قال لي : ماذا معك يا جبـر ألحمٌ ذي؟ قال : *لعلّ رسول الله ﷺ أن يكون اشتهى ، فأمر بشَاةٍ لنا داجن فذُبِحَتْ ، ثمّ أَمَرَ بها فشُويتْ . ثم أمرني فأتيتُ بها النبي ﷺ . فقال لي : *مـاذا معك يا جـابر ..؟* فأخبرته ، فقال لي : " جزى الله الأنصار عنّا خيراً ، ولاسيما عبدالله بن عمرو بن حـرام وسعد بن عُبـادة ". ❁ وعند أحمد في المسند عن قيس بن سعْد بن عُبادة قال : زارنا رسول الله ﷺ في منزِلنا فقال : السلام عليكم ورحمة الله. قال : *فرَدَّ سعدٌ رداً خفيّاً . قال قيس : فقلتُ : ألا تأذن لرسول الله ﷺ ..؟ قال : *ذَرْهُ يُكْثِر علينا من السلام ثم قال رسول الله ﷺ : السـلام عليكم ورحمة الله . *فردَّ سعدٌ ردّاً خفيّاً. *فرجع رسول الله ﷺ واتَّبَعَهُ سعد ، فقال : يا رسول الله قد كنت أسمع تسليمك وأرُدُّ عليك ردّاً خفيّاً لِتُكْثِر علينا من الســـلام. قال : *فانصرف معه رسول الله ﷺ فأمَرَ له سعدٌ بغُسْلٍ فَوُضِعَ ، فاغتسل ثم ناوله أو قال نـاولوه مِلحفةً مصبوغةً بزعفـران وورس فـاشتمل بها. ثم رفع رسول الله ﷺ يديه وهو يقول : اللهمّ اجعل صَلَوَاتِكَ وَرَحَمَتَكَ عَلَى آلَ سَعدِ بن عُبـَادَة . قال : *ثم أصاب من الطعام ، فلمّا أراد الإنصراف قرَّبَ إليه سعدٌ حِمَاراً قد وطَّـأَ عليه بقطِيفة ، فركِبَ رسول الله ﷺ . فقال سعدٌ : يا قيسُ اصحَب رسولَ الله ﷺ ،* قال قيس : فقال رسول الله ﷺ : اركَب ... فأبيت . ثمّ قال : إمّا أنْ تركب وإمّا أن تنصرف ، قال : *فانصرفت. ✿ عندما أتذكر كيف عاش الصحابة رضي الله عنهم مع الحبيب ﷺ يدعوهم ويدعوا لهم ويُعَلمَهم ويُبَشرهم بالجنّة ، فإنني أجدُ قلمي عاجزاً عن وصف تلك المشاهد العظيمة ، وتلك اللحظـات التي لا تتكرر أبداً على مدى العُصُور والأزمان ، فهنيئاً لهؤلاء الصحب الكرام الذين صحبوا النّبي ﷺ وفازوا بصحبته. ( محمود المصري ). ✿ ودائماً ما أقول إنّ ممّا يزيد الحديثَ عن الصحابةِ جمالاً وروعةً أننا نتحدثُ عن رجالٍ حَطَوَا بِرحالِهِم في الجنّة ، نتحدث عن أُناسٍ نجزمُ بأنّهم هم الآن مُنَعَّمِينَ في قبورهم وفي إنتظارهم النعيم الأكبر يوم ملاقاة ربّهِم ، فإن كان للطاعِنِ فيهم عقلٌ نقول له : كيف تطعن عن أُناس هم الآن في الجنة !! وكيف تسخط على أُنَاسٍ رضيَ الله عنهم !! . *أمّا نحن فنترضي عمّن رضي الله عنه بل ونسأل الله أن يحشرنا معهم ، ولا ندعي فيهم العِصمة غير أنّهم هم أفضلُ الأمةِ بلا نزاع ، وفضل الصُحبَةِ لا شيء يُسَاويه ، فلو أنفق أحدُنا مثل أُحُدٍ ذَهَباً ما بلغَ مُدّ أَحَدِهِم ولا نَصيفَه. •┈┈┈••✦ه✿ه✦••┈┈┈• |
|
02-15-2024 | #5 |
إدارة قناة اليوتوب |
رد: رجال حول الرسول ﷺ. سعد بن عبادة رضي الله عنه ••━═✿✦•❁❁•✦✿═━•• رجال حول الرسول ﷺ. سعد بن عبادة رضي الله عنه •┈┈┈••✦ه✿ه✦••┈┈┈• ✺ ولمّا مـات النبي ﷺ وانتقل إلى جوارِ رَبّهِ أرادت الأنصار أن تُبايع سعد بن عُبـادة* بالخلافة ، يكون خليفـةً لرسـول الله ﷺ على أمرِ المسلمين ، وذلك لمكانةِ سعد ومنزلته فهو سيّدهم وزعيمهم ، بالإضافة إلى ما يتميز به من صفـَاتٍ على غيره من الأنصار تؤهله لذلك. ولكنّ في النهاية بايع الجميع أبوبكرٍ الصديق رضي الله عنه ، وأجمعوا على أحقِيَتِـهِ بالخـلافة في سقيفة بني سـاعدة ثم كانتْ البيعـةُ الكبـرى بالمسجد . ❉ يقول أميرُ المؤمنين الفاروق عمر رضي الله عنه وهو يحكي ما حدث بعد وفاة رسول الله ﷺ : إنّه كان من خبرنا حين توفى اللهُ نبيـَهُ ﷺ أنّ الأنصار خالفونا فاجتمعوا بأشرافِهِم قي سقيفة بني ساعدة ، وتخلَّفَ عنـّا عليُّ بن أبي طـالب والزُّبير بن العَوَّام ومن معهما ، واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر. ❂ فقلت لأبي بكر : إنطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار ، فانطلقنا نَؤُمُّهُمْ ، حتى لَقَيَنَا منهم رجُلان صالحان ، فذكرا لنا ما تَمَالأ عليه القوم . وقال : أين تُريدون يا معشر المهاجرين ..؟ قلنا : نُريد إخواننا هؤلاء من الأنصار . قالا : فلا عليكم أن لا تقربُوهم يا معشر المهاجرين ، اقضوا أمركم . قال : قلت : والله لَنَّـأتِيَنَّهُمْ ، فانطلقنا حتى أتينـاهم في سَقِيفِةِ بني ساعدة ، فإذا بين ظَهْرَانِيهم رَجُلٌ مُزَمَّلٌ ـ مُلتَف ـ ، فقلت : من هذا ....!! فقالوا : سَعْدُ بن عُبـــَادَة. فقلت : مـَـالَه !! فقالوا : وَجِـــعٌ. فلمّا جلسنا قام خطيبهم فأثنى على الله بما هو أهلٌ له ثم قال : *أمّا بعد ، فنحن أنصـارُ الله وكتيبةُ الإسلام ، وأنتم يا معشر المهاجرين رهْطٌ منّا ، وقد دَفَّتْ دافَّـةٌ من قَومِكُم ، قال : وإذا هم يريدون أن يحتَـازُونا من أصلنا ويَغْصبونا الأمر. فلمّا سَكَتَ أردتُ أن أتكلم وقد زَورْتُ في نفسي مقالةً أعجبتني أُريِدُ أنْ أُقَدمها بين يدي أبي بكر ، وكنت أُداري منه بعض الحِد. فقال أبوبكر : على رِسْلِكَ يا عمر ، فكرهُتُ أن أُغْضِبه ، فتكلم وهو كان أعلم منّي وأوقر فوالله ما ترك من كلمةٍ أعجبتني من تزْوِيري إلا قالها في بديهته أو مثلها أو أفضل حتى سكت. ❁ قال : أما ما ذكرتُم فيكم من خيرٍ فأنتُم له أهل ، ولن تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحيّ من قريش ، هم أوسطُ العربِ نسباً وداراً ، وقد رضيتُ لكم أحد هذين الرجُليـن فبايعوا أيهما شئتم ، وأخذَ بيدي وبيدِ أبي عُبيدة بن الجـراح وهو جـالسٌ بيننا. ولم أكره شيئاً ممّا قال غيرها ، كان والله أن أُقَـدَّمَ فتُضَرب عُنُقِي لا يُقَرِّبني ذلك إلى إثـمٍ ، أحبُّ إليَّ من أن أتأمَّرَ على قومٍ فيهم أبوبكر.* قال : فقال قائل من الأنصار : أنا جُذْيلُهَا المُحَكَّكُ وعُذَيْقُهَا المُرَجَّبُ ، منّا أميــرٌ ومنكم أمير يا معشر قريش ، قال : *فَكَثُر اللّغَط ، وارتفعـت الأصـوات ، حتى تَخَوَّفْتُ الإختلاف .* فقلت : ابسُط يَدَاكَ يا أبابكر ، فبسط يده ، فبـايعتـه المُهاجرون ثم بايعتـه الأنصار ، ونَزَوْنَــا على سعد بن عُبَـادَة .* فقال قائل منهم : قتلتـم سعدُ بن عُبَـادَة. قال : فقلت : قتل اللهُ سعد بن عُبادة. ✿ ثمّ اجتمع الأنصار والمهاجرون والمسلمون على خلافةِ الصِدِّيق رضي الله عنه ، وبعض الجُهلاء الذي يصطادون في الـماء العَكِر ويترصدون الأخطاء والكلمات أخذوا قول عمر : قتل الله سعد بن عُبادة ، وطاروا بهذه الكلمات يُريدون الطّعن بها في الفاروق ، وما علِمُوا أنّ لأهل العلم تأويلٌ لهذه الكلمـات. وَهَبْ أنّ عُمَر رضي الله عنه أراد ذلك فعلاً ـ وهو لم يقصد ذلك حقيقةً ـ فما الذي يُدخلنـا نحن هنا بين أهل الجنّة !! عُُمَر الفـاروق الخليفةُ الثاني من كبـار المهاجرين وَشَهِد بدراً *وسعد بن عُبـادة زعيمُ الأنصـار وشهِد بدراً .* وكلاهما مغفورٌ له ، وكلاهُما في الجنّة ، فلا نملك ألا أن نترضى عليهما. ☆ وقد كان النبي ﷺ يزور سعداً في حياته بل وبكى مرةً حُزناً على مرضه ، فعن عبدالله بن عُمَر قال : اشتكى سعد بن عُبـادة شكوى له فأتاه النبي ﷺ يعُوده مع عبدالرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبدالله بن مسعود رضي الله عنهم ، فلمّا دَخَلَ عليه فوجده في غاشية أهله.* فقال : قد قضى؟ ، قالوا : لا يا رسول الله ﷺ ، فبكى النبي ﷺ فلمّا رأى القوم بكاء النبي ﷺ بَكَـوَا، فقال : " ألا تسمعون؟ إنّ الله لا يُعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يُعذب بهذا ـ وأشار إلى لسانه ـ أو يرحم ، وإنّ الميت يُعذب ببكاء أهله عليه ". ❀ ثمّ تأتي اللحظات التي يُودع فيها هذا البطل دنيانا هذه ويلحق بالنبي ﷺ في جنّةٍ عرضها السماوات والأرض ، وذلك بحـوران من أرض الشام لسنتين ونصف من خلافة الفاروق عمر بن الخطاب ، نحواً من سنةِ ( ١٥هـ ). ┈┈┈••✦ه✿ه✦••┈┈┈• |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 1 : | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
كيف كان يستعد الرسول ﷺ لشهر رمضان ؟ | إسمهان الجادوي | شعاع العلوم الشرعية | 1 | 03-10-2021 11:11 PM |
عبادة التأمّل في خلق الله | عطر الجنة | شعاع العلوم الشرعية | 1 | 03-22-2020 04:55 PM |
سلسلة رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم | صفاء القلب | شعاع السيرة النبوية، الصحابة و السلف الصالح | 11 | 10-15-2014 01:08 AM |
أبو ذر الغفاري (رجال حول الرسول) | أم يعقوب | شعاع السيرة النبوية، الصحابة و السلف الصالح | 4 | 06-24-2014 01:20 AM |