شعاع السيرة النبوية، الصحابة و السلف الصالح كل ما يشمل السيرة النبوية وقصص الصحابة و التابعين و السلف الصالح |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
05-02-2016 | #24 |
|
رد: الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه و سلم فصل في الخصال المكتسية من الأخلاق الحميدة و أما الخصال المكتسبة من الأخلاق الحميدة [ 31 ] و الآداب الشريفة التي اتفق جميع العقلاء على تفضيل صاحبها ، و تعظيم المتصف بالخلق الواحد منها ، فضلاً عما فوقه و أثنى على الشرع على جميعها ، و أمر بها ، و وعد السعادة الدائمة للمتخلق بها ، و وصف بعضها بأنه من أجزاء النبوة ، و هي المسماة بحسن الخلق ، و هو الإعتدال في قوى النفس و أوصافها ، و التوسط فيها دون الميل إلى منحرف أطرافها ، فجميعها ، قد كانت خلق نبينا محمد صلى الله عليه و سلم على الإنتهاء في كمالها ، و الإعتدال إلى غايتها ، حتى أثنى الله بذلك عليه ، فقال تعالى : وإنك لعلى خلق عظيم [ سورة القلم / 68 ، الآية : 4 ] . قالت عائشة ـ رضي الله عنها : كان خلقه القرآن ، يرضى برضاه ، و يسخط بسخطه . و قال صلى الله عليه و سلم : بعثت لأتمم مكارم الأخلاق . قال انس : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أحسن الناس خلقاً . و عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه مثله . و كان فيما ذكره المحقوق محبولاً عليها في أصل خلقته و أول فطرته ، لم تحصل له باكتساب و لا رياضة إلا بجود إلهي ، و خصوصية رب انية . و هكذا لسائر الأنبياء ، و من طالع سيرهم منذ صباهم إلى مبعثهم حقق ذلك ، كما عرف من حال عيسى و موسى ، و يحيى ، و سليمان ، و غيرهم عليهم السلام . بل غرزت فيهم هذه الأخلاق في الجبلة ، و أودعوا العلم و الحكمة في الفطرة ، قال الله تعالى : وآتيناه الحكم صبيا [ سورة مريم / 19 ، الآية : 12 ] . قال المفسرون : أعطي يحيى العلم بكتاب الله تعالى في حال صباه . و قال معمر : كان يحيى ابن سنتين أو ثلاث ، فقال له الصبيان : لم لا تلعب ؟ فقال : أللعب خلقت ! . و قيل في قوله تعالى : مصدقا بكلمة من الله : صدق يحيى بعيسى ، و هو ابن ثلاث سنين ، فشهد له أنه كلمة الله و روحه . و قيل : صدقه و هو في بطن أمه ، فكانت أم يحيى تقول لمريم : إنى أجد ما في بطني يسجد لما في بطنك ، تحتة له . و قد نص الله تعالى على كلام عيسى لأمه عند ولادتها إياه بقوله لها : أن لا تحزني على قراءة من قرأ من تحتها و على قول من قال : إن المنادي عيسى . و نص على كلامه في مهده ' فقال : إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا . و قال : ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما [ سورة الأنبياء / 21 ، الآية : 79 ] . و قد ذكر من حكم سليمان و هو صبي يلعب في قصة المجرومة ، و في قصة الصبي ما اقتدى به داود أبوه . و حكى الطبري أن عمره كان حين أوتي الملك اثني عشر عاماً . و كذلك قصة موسى مع فرعون و أخذه بلحيته و هو طفل . و و قال المفسرون ـ في قوله تعالى : ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل ، أي هديناه صغيرا ، قاله مجاهد و غيره . و قال ابن عطاء : اصطفاه قبل إبداء خلقه . و قال بعضهم : لما ولد إبراهيم عليه السلام بعث الله تعالى إليه ملكاً يأمره عن الله أن يعرفه بقلبه ، و يذكره بلسانه ، فقال : قد فعلت ، و لم يقل أفعل ، فذلك رشده . و قيل : إن إلقاء إبراهيم عليه السلام في النار و محنته كانت و هو ابن ست عشرة سنة ، و إن ابتلاء إسحاق بالذبح كان و هو ابن سبع سنين ، و إن استدلال إبراهيم بالكوكب و القمر و الشمس كان و هو ابن خمسة عشر شهراً . و قيل : أوحي إلى يوسف و هو صبي عندما هم إخوته بإلقائه في الجب ، يقول الله تعالى : وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون [ سورة يوسف / 12 ، الآية : 15 ] . [ 32 ] إلى غير ذلك مما ذكرنا من أخبارهم . و قد حكى أهل السير أن آمنة بنت وهب أخبرت أن نبينا محمداً صلى الله عليه و سلم ولد حين ولد باسطاً يديه إلى الأرض ، رافعاً رأسه إلى السماء . و قال في حديثه صلى الله عليه و سلم : لما نشأت بغضت إلي الأوثان . و بغض إلى الشعر . و لم أهم بشيء مما كانت الجاهلية تفعله إلا مرتين ، فعصمني الله منهما ، ثم لم أعد . ثم يتمكن الأمر لهم ، و تترادف نفحات الله عليهم ، و تشرق أنوار المعارف في قلوبهم ، حتى يصلوا الغاية ، و يبلغوا ـ باصطفاء الله تعالى لهم بالنبوة في تحصيل هذه الخصال الشريفة ـ النهاية دون ممارسة و لا رياضة ، قال الله تعالى : ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما [ سورة يوسف / 12 ، الآية 22 ] . و قد نجد غيرهم يطبع على بعض هذه الأخلاق دون جميعها ، و يولد عليها ، فيسهل عليه اكتساب تمامها عناية من الله تعالى ، كما نشاهد من خلقه بعض الصبيان على حسن السمت ، أو الشهامة ، أو صدق اللسان ، أو السماحة ، و كما نجد بعضهم على ضدها ، فبالإكتساب يكمل ناقصها ، و بالرياضة و المجاهدة يستجلب معدومها ، و يعتدل منحرفها ، و باختلاف هذين الحالين يتفاوت الناس فيها . و كل ميسر لما خلق له . و لهذا ما قد اختلف السلف فيها : هل هذا الخلق ج بلة أو مكتسبة ؟ . فحكى الطبري عن بعض السلف أن الخلق الحسن جبلة و غريزة في العبد ، و حكاه عن عبد الله بن مسعود ، و الحسن ، و به قال هو . و الصواب ما أصلناه . و قد روى سعد عن النبي صلى الله عليه و سلم ، قال : كل الخلال يطبع عليها المؤمن إلا الخيانة و الكذب . و قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حديثه : و الجرأة ، و الجبن غرائز يضعها الله حيث يشاء . و هذه الأخلاق المحمودة و الخصال الجميلة كثيرة ، و لكنا نذكر أصولها ، و نشير إلى جميعها ، و نحقق وصفه صلى الله عليه و سلم بها إن شاء الله تعالى . |
التعديل الأخير تم بواسطة إسمهان الجادوي ; 05-02-2016 الساعة 10:44 PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 5 : | |
, , , , |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
عُذرًا حبيبي المصطفى | إسمهان الجادوي | شعاع الأدب العربي | 5 | 01-12-2015 09:03 AM |
صفحات من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم | مريم مصطفى رفيق | شعاع السيرة النبوية، الصحابة و السلف الصالح | 3 | 07-22-2014 04:28 PM |
حقوق الإنسان لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي | امي فضيلة | شعاع العلوم الشرعية | 2 | 07-05-2014 06:43 PM |
حقوق المسلم على المسلم منها ما هو واجب ومنها ما هو مستحب | هوازن الشريف | شعاع الحديث الشريف و أصوله | 4 | 06-08-2014 09:10 AM |
حقوق الطفل | ام مصطفى | شعاع الأمومة والطفولة | 6 | 05-13-2014 01:16 PM |