شعاع العلوم الشرعية مقالات- ارشاد- توجيه- خواطر تهدف للدعوة الى الله- حملات دعوية و ثقافة إسلامية.... |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
11-09-2016 | #3 |
|
رد: التّرابط بين الإيمان و العمل : الدّين اتِّصال بالخالق وإحسان إلى الخلق : أيها الأخوة الكرام ؛ حقيقة أساسيّة أضعها بين أيديكم ، الله سبحانه وتعالى لمْ يجْعل الجنّة حِكْرًا لفئة دون أخرى ، ولم يجعل الجنّة التي وعدَ بها المتّقين لِمُجرّد الانتماء الشكلي إلى دين أو إلى آخر ، قال تعالى : ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ [ سورة الكهف : 110] القرآن كلّه لُخِّصَ بهذه الآية : ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ﴾ [ سورة الكهف : 110] قال علماء التفسير : إنّ الله سبحانه وتعالى ربطَ الرجاء بِرَحمتهِ ، ربط هذا الرجاء بالعمل الصالح ، قال تعالى : ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ﴾ [ سورة الكهف : 110] وقال تعالى : ﴿وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [ سورة البقرة : 111] والله سبحانه وتعالى لا يتعاملُ مع عباده بالأمانيّ قال تعالى : ﴿وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [ سورة البقرة : 111] ما برهانكم على انتمائكم لهذا الدّين أو ذاك ؟ إنّه العمل الصالح ، قال تعالى : ﴿قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [ سورة البقرة : 111] أرأيتم إلى هذه الآية أيها الأخوة ؟ كيف أنّ الله سبحانه وتعالى لخَّصَ الدِّين كلّه الذي يؤهِّلُ صاحبه إلى الجنّة ، لخَّصَهُ بِكَلمتين ؛ إسلام الوجه لله عز وجل ، الوِجْهة إلى الله والاتّصال به ، وهو مُحسنٌ ، هذه الآية تقابلها آية أخرى ، قال تعالى : ﴿وَأَوْصْانِي بِالصّلاةِ والزَّكَاةِ مَا دُمْت حَيّاً ﴾ [ سورة مريم : 31] إذا أردْتم ضغط الدِّين في كلمتين ؛ إنَّه اتِّصال بالخالق ، وإحسان إلى الخلق ، إنّه صلاة في الوِجهة ، وزكاة في العمل ، إنَّه إسلام الوجه لله عز وجل ، والإحسان في العمل ، قال تعالى : ﴿وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [ سورة البقرة : 111] ليس الإيمان بالتحلّي ولا بالتمنّي : أيها الأخوة الكرام ؛ روى المفسّرون أنّ مَجْلسًا ضمَّ جماعةً من اليهود ، وجماعة من النصارى ، وجماعة من المسلمين في عهْد رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، فزعَمَتْ كلّ جماعةٍ أنّها أوْلى بِدُخول الجنّة ، فقال اليهود : نحن أتْباعُ موسى ، اصطفاه الله برِسالاته وبِكلامه ، وقال النصارى : نحن روح الله وكلمته ، وقال المسلمون : نحن أتباع محمد خاتم النبيّين ، وخير أمّة أخرجت للناس ، عندئذٍ نزلَت آيات من القرآن على النبي صلى الله عليه وسلّم حاكمةً فاصلة ، قاضِيَةً عادِلَة ، خاطَبَت المسلمين في صراحةٍ واضحة ، قال تعالى : ﴿لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً * وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيراً ﴾ [ سورة النساء : 123-124] آيةٌ حاكمةٌ فاصلة ، واضحة عادلة ، قاضية مفصّلة ، ليس بأمانيّكم ولا أمانيّ أهل الكتاب ، أيْ أيها المسلم لا تقل : أنا مسلم ، مصيري إلى الجنّة ، ولا تقل : أنا من أتباع محمد صلى الله عليه وسلّم سيّد الأنبياء والمرسلين ، ولا تقل : أنا من أمّ وأبٍ مسلمَين ، لا تقل: أنا من الأمّة التي فضَّلها الله على العالمين ، من الأمّة التي هي خير أمّة أخرجت للناس ، لا تقل هذا الكلام ، قال تعالى : ﴿لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ﴾ [ سورة النساء : 123] كُنْ مَن تَكُن ، كنْ من أيّ دينٍ شئت ، قال تعالى : ﴿ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً * وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيراً ﴾ [ سورة النساء : 123-124] الإيمان والعمل الصالح ، ليس الإيمان بالتحلّي ، ولا بالتمنّي ، ولكن ما وقر في القلب وصدَّقه العمل . إتقان العمل جزءٌ لا يتجزَّأ من الدّين : أيها الأخوة الكرام ؛ متى ينجحُ العمل ؟ نجاح العمل في إتقانه ، وكلّكم يرى أنّ الشيء المُتقن لا تبور سوقه ، ولا يفتقد من يرغبُ فيه ، وأنّ الشيء غير المتقن هو الذي يكسد، فلذلك يجب أن نؤمن نحن المسلمين أنّ إتقان العمل جزءٌ من الدّين بل جزءٌ أساسيّ من الدّين ، وكأنّي بهذا القانون لو طبّقَهُ الكفار لقطفوا ثمارهُ ، لو طبّقه من أنكر وُجود الله لقطف ثماره ، إتقان العمل جزءٌ لا يتجزَّأ من الدّين ، بل هو من صُلْب الدِّين ، لأنّ الله سبحانه وتعالى كما أخبرنا النبي عليه الصلاة والسلام : ((إنّ الله كتب الإحسان على كلّ شيء ، يجب أن تحسن حتى لو ذبحْت شاةً ، فإذا ذبح أحدكم ذبيحته فلْيُحِدَّ شفرتهُ ولْيُرِح ذبيحته )) [مسلم عن شداد بن أوس] الآن ما سرّ الإحسان ؟ ما دام الله سبحانه وتعالى كتب الإحسان على كلّ شيء، أي يجب أن تحسن في كلّ شيءٍ ، في عملك المهني ، في علاقاتك الخاصة والعامّة ، في كلّ شيء ، معنى ذلك أنّ الطريق إلى الإحسان ، قال عليه الصلاة والسلام الإحسان أن تعبد الله كأنّك تراه فإن لم تكن تراه فإنّه يراك ، أصحاب الحرف ؛ لو أنّ كلّ صاحب حِرْفةٍ وهو يعمل شعر أنّ الله مطّلعٌ عليه ، يراقبُه ، الطبيب في عيادته ، والمحامي في مكتبه ، والتاجر في دكانه، والموظّف في دائرته ، وربّ البيت في أسرته ، والمرأة في بيت زوجها ، والخادم في معمل سيّده ، إذا شعر كلّ مؤمن أنّ الله يراقبهُ ، ويطَّلِعُ عليه فهذا أحد أسباب الإحسان ، من أين يأتي الغشّ ؟ حينما يشعر هذا الإنسان أنّ أحدًا لا يراقبهُ ، وأنّ هذا الإنسان ضعيف ليس بإمكانه أن يكشف الغشّ ، أما حينما يشعر كلّ إنسان أنّ الله معه يراقبهُ ، وأنّ حرْفَتهُ أمانةٌ في عنقه ، وأنّ هؤلاء الذين وثقوا به وكيلهم الله عز وجل ، وسوف يحاسبه الله عز وجل عنهم ، لم أهْمل ؟ لم دلّس ؟ لم أوْهم ؟ لم غشّ ؟ لم وصف وصفًا غير صحيح للبضاعة حتى بيعَتْ بأسعار غالية ؟ حينما يشعر الإنسان أنّ الله مُطّلعٌ عليه ويراقبهُ ، النتيجة الحتميّة الطبيعيّة أن يحْسِنَ في عمله ، الإحسان أن تعبد الله كأنّك تراه فإن لم تكن تراه فإنّه يراك ، لذلك قال عليه الصلاة والسلام : (( إنّ الله يحبّ إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه )) [ الطبراني عن عائشة] وفي آية أخرى تلفت نظر المؤمنين ، قال تعالى : ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً ﴾ [ سورة النساء : 58] لمَ جاءتْ الأمانات جمعًا ؟ لأنّ هناك عشرات الأمانات في حياة الإنسان ، ابنك أمانة في عنقك ، زوجتك أمانة في عنقك ، هذا المريض أمانة في عنق الطبيب ، هل أخلص له؟ هل دلّهُ على اختِصاصيّ ينفعُه في مرضه أم أبقاهُ عنده ليبْتزّ مالهُ ؟ هذا المحامي هل نصحَ موكِّلَهُ أم ابْتزّ مالهُ ؟ هذا الصانع هل غشّ بِصَنعتِهِ فجمَّعَ ثرْوةً طائلة أم نصح المسلمين في بضاعتهم ؟ قال تعالى : ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً ﴾ [ سورة النساء : 58] فأيّ شيءٍ في حياتك هو أمانةٌ في عنقك ، إما أن تغشّ الناس وإما أن تنصحهم، إما أن تحسن وإما أن تسيء ، إما أن تصدق وإما أن تكذب . يا أيها الأخوة الكرام ؛ وتكفينا هذه الآية الكريمة ، قال تعالى : ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [ سورة التوبة : 105] يا أيها الأخوة الكرام ؛ نجاح العمل في إتقانه ، وإتقان العمل يحتاج إلى مراقبة الله عز وجل ، فإذا عبدْت الله كأنّك تراه فإن لم تكن تراه فإنّه يراك قادكَ هذا الإيمان إلى إتقان عملك ونجاح عملك ، فلذلك قال عليه الصلاة والسلام : (( أفضل إيمان المرء أن يعلم أنّ الله معه حيث كان )) [ البيهقي عن عبادة بن الصامت] والإنسان لا يستقيم على أمر الله إلا إذا شعر أنّ الله يراقبه ، وأنّ كلّ من حوله أمانةٌ في عنقه ، وسوف يسأَلُ عنه ، وأنّ الله سبحانه وتعالى وكيلُ كلّ الخلق ، فإذا جاءك طفلٌ صغير ليَشْتري حاجةً ، هذا الطّفل الصغير من الجهل ومن السذاجة بحيث لا يستطيع كشف ما في البضاعة من غشّ أنت كمُؤْمِن يجب أن تشعر أنّ الله وكيل عنه . الفرق بين النّظام الديني والنّظام المدني : لذلك قالوا : بين النّظام الديني والنظام المدني فرْق كبير جدًّا ، هو أنّ النِّظام الدّيني الله سبحانه وتعالى بين كلّ شخصين ، وأما النظام المدني فالأقوى يأكل الأضعف ، النِّظام الدّيني الله سبحانه وتعالى بين كلّ شخصين ، على مستوى الأسرة ربّما تقرَّب الزوج إلى الله عز وجل بِصَبْره على زوجته وخِدمته لها ، وربّما تقرّبت الزوجة إلى الله عز وجل بِصَبْرها على زوجها وخدمتها له ، إذًا بين الزوجين ربّ العالمين ، وبين البائع والشاري ربّ العالمين ، وبين الطبيب والمريض ربّ العالمين، وبين المحامي والموكّل رب العالمين ، وبين المواطن والموظّف رب العالمين ، فإذا ضعف الإيمان أكل الأقوى الأضعف ، هذا سرُّ نجاح النظام الدّيني ، وسرّ إخفاق الأنظمة الوَضْعِيَّة ، في الأنظمة الوضْعِيَّة الأقوى يأكل الأضعف ، والأذكى يأكل الأغبى ، ولكن في النظام الدّيني مهما كنت ضعيفًا فالله وكيلك ، ومهما كنت ذكيّا فالله يراقبك . يتبع |
حين تستيقظ يوماً لتجد الأرجاء خاوية من الأحبة, وقد تفلتت منا سبُلُ" اللقاء " . فلا تحزن وتضيق بك الأكوان , واعمل للغد حتى لا نفترق عند أعتاب الجنان فرُب فراق غـــدٍ لاينفعه البكاء ولا شفعاء !" ، وحين الرحيل للوجه الآخر من الحياة ." لا تحزنوا فبرحمت الله اللقاء عند أعتاب الجنان |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 6 : | |
, , , , , |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
~ هبي يا ريح الإيمان ~ | مريم مصطفى رفيق | شعاع العلوم الشرعية | 12 | 08-10-2016 11:32 PM |
فقه قوة الإيمان | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 5 | 05-10-2016 12:07 AM |
أنا وردةُ الإيمان | ام عبدالله وامنه | شعاع الأدب العربي | 6 | 01-11-2015 09:12 AM |
الإيمان قبل القرآن | إسمهان الجادوي | شعاع القران الكريم وعلومه | 14 | 02-27-2014 12:40 PM |