شعاع القران الكريم وعلومه تفسير | اعجاز | علوم القران |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-15-2014 | #4 |
|
رد: ديناميكية البناء اللغوي ثامنا: الاستفهام: وهو في الأصل طلب المتكلم العلم بشيء لم يكن معلوما له من قبل، ولكن القرآن قد يتجاوز هذا الغرض إلى أغراض بلاغية أخرى، كالتشويق كما في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ (الصف: 10)، أو التسوية كما في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ﴾ (البقرة: 6)، أو التعجب كما في قوله تعالى: ﴿ قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ ﴾ (هود: 72) أو التقرير، كما في قوله تعالى: ﴿ قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إبراهيم ﴾ (الأنبياء: 62)، أو الإنكار، كما في قوله تعالى: ﴿ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ ﴾ (الأعراف: من الآية80) فالاستفهام في هذه الآيات خرج عن غرضه الأصلي إلى معان أخرى ذات إيحاءات بلاغية جديدة، تشحذ الفكر وتوقظ الخيال للبحث وراء المعاني الجديدة. تاسعا: التمني: وهو طلب الشيء المحبوب الذي لا يرجى حصوله، إما لكونه مستحيلا أو بعيد الحصول، كما في قوله تعالى: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ (الأنعام: 27)، فالعودة إلى الدنيا مستحيلة، وهنا يتحرك خيال الإنسان بين الآخرة والدنيا، ويقف متحسرا إذا كان مقصرا، ويدرك أن ثمة فرصة ما زالت أمام عينيه، فيسرع ويبادر إذا كان من أهل السعادة، وأما بعيدالحصول فكما في قوله تعالى: ﴿ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ (القصص: 79)، فها هنا يرسم أسلوب التمني صورة لأولئك السذج من العوام الذين يخدعهم بريق الذهب، فيمنونه ولو كان على حساب كل شيء! وأسلوب التمني هو من الأساليب الحيوية التي تثير الانتباه، وتحرك العقل، وقد وظفه القرآن لغرض بث الطاقة التعبيرية الخلاقة في بيانه العظيم عاشرا: النداء: وهو طلب إقبال المخاطب على المتكلم، وهو كثير في القرآن الكريم، فمنه ما هو موجه إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم مخاطبا بوصف النبوة، كما في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ (الأنفال: 64)، وقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ ﴾ (لأنفال: 65)، وقد يخاطب بوصف الرسالة، وذلك كما في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ﴾ (المائدة: من الآية41)، ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّك ﴾ (المائدة: من الآية67)، ومنه ما هو خطاب للثقلين، كما في قوله تعالى: ﴿ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ﴾ (الرحمن: 33)، ومنه ما هو خاص بالمؤمنين، كما في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً ﴾ (التحريم: من الآية8)، ومنه ما هو خاص بالكافرين كما في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ (التحريم: 7)، ومنه ما هو خاص بالمنافقين كما في قوله تعالى: ﴿ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾ (التوبة: 66)، وقد يخرج النداء عن غرضه الأصلي لأغراض أخرى كالتحسر في قوله تعالى: ﴿ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴾ (يّـس: 30)، وبالجملة فإن أساليب النداء من الأساليب الحيوية التي تبث النشاط في نفس المخاطب، وتجعله يلقي السمع وهو شهيد. أحد عشر: الأسلوب الحكيم: وهو إحدى أدوات التعبير الديناميكية، يعرفه البلاغيون بأنه: (وهو تلقي المخاطب بغير ما يترقب، بحمل كلامه على خلاف مراده، تنبيها على أنه الأولى بالقصد، أو السائل بغير ما يتطلب، بتنزيل سؤاله منزلة غيره، تنبيها على أنه الأولى بحاله، أو المهم له)، كما في قوله تعالى: ﴿ يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَج ﴾ (البقرة: من الآية189)، سألوا عن تكوين الأهلة فوجههم إلى السؤال على ما هو أولى بهم أن يسألوه وهو فائدة تلك الأهلة، ومن هذا الباب أيضا قوله تعالى: ﴿ يَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾ (البقرة: 215)، فقد سألوا عن مادة الإنفاق فأجابهم عن مواضع الإنفاق، متضمنا الإشارة إلى مادته وهو ان يكون من خير، والأسلوب الحكيم أسلوب تربوي فعال، يوجه السائل إلى ما هو أولى بحاله أن يسأله، ويرتفع به عن سذاجة ما طرحه من سؤال إلى أفق أعلى حين يجيبه على ما هو أولى له بالسؤال عنه. اثنا عشر: الالتفات: وهو إحدى أدوات التعبير الديناميكية، يعرفه البلاغيون بأنه: (التعبير عن معنى بطريق من الطرق الثلاثة - التكلم والخطاب والغيبة - بعد التعبير عنه بطريق آخر منها)، ومثاله قوله تعالى: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ (الإسراء: 1)، فالانتقال من الغائب إلى المتكلم فالغائب فيه طاقة تعبيرية معجزة، لأن هذا الأسلوب يدفع الرتابة عن الكلام ويجعل المتلقي يتأمل في الخطاب الرباني بكل حواسه، ويتابعه كلمة كلمة وحرفا حرفا. يتبــــــــــــــــــــــــــــع |
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا قال ابن عون: "ذكر الناس داء،وذكر الله دواء" قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى : (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له" السير6 /369 قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره" الفتاوى السعدية 461 |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 7 : | |
, , , , , , |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الثناء على الله | ناجية عثمان | شعاع القصص الوعظية | 6 | 04-02-2015 01:41 PM |
الحكمة النبوية في البناء والإصلاح | ام عبدالله وامنه | شعاع السيرة النبوية، الصحابة و السلف الصالح | 6 | 10-12-2014 02:05 PM |
آليات التحليل النحوي للنص اللغوي | أم يعقوب | شعاع اللغة العربية | 8 | 09-04-2014 05:54 PM |
طرق البناء العقدي للطفل المسلم | عطر الجنة | شعاع الأمومة والطفولة | 12 | 04-16-2014 04:34 PM |
البناء على القبور ذريعة إلى الشرك الأكبر . | ام مصطفى | شعاع العلوم الشرعية | 5 | 04-05-2014 04:31 PM |